المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 300 نائب غادروا العراق للاصطياف وجلستهم ما زالت مفتوحة



jameela
08-19-2010, 03:19 PM
الوقت الذي يتخوف فيه المواطن من المجهول


عبدالجبار العتابي من بغداد

2010 الخميس 19 أغسطس

http://msnbcmedia4.msn.com/j/ap/iraq%20politics-1793295115_v2.grid-6x2.jpg

فيما يستمر البرلمان العراقي بجلساته المفتوحة، ويهدد الوضع الأمني في العراق مئات المواطنين. غادر حوالي 300 نائب عراقي البلاد هربًا من حرارة الصيف في الوقت الذي يستمر إنقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين.

تتكاثر الاحداث التي تحدث على الساحة العراقية، وتتوالد بسرعة مذهلة، بحيث لا يمكن للمتابع لها الا ان يقف مندهشا ازاءها، وهذا التكاثر يؤدي بالشارع العراقي الى ان يعج بالقلق والخوف من المجهول، لاسيما وان الموت ما زال يتربض بالجميع، وان الحكومة لم تزل في غير محسومة المصير، والخدمات تتناقص الى الحد الذي يشعر فيه المواطن بالملل من نفسه.

فقبل ايام حصد الموت ارواح العشرات من متطوعي الجيش في حادثة، قال احدهم انها "منظمة"، والتحولات في مفاوضات تشكيل الحكومة اخذت تتنفس هواء الطائفية، بالاضافة الى ان جلسة البرلمان ظلت مفتوحة، ولكن لا احد في البرلمان، المجلس يشكو من الخواء، وقد تناهى الى الاسماع، ان البرلمانيين لم يتحملوا الحر.. فهاجروا.

هز الشيخ ابو علاء يده واطلق كلمات ساخرة ثم نفث كل ما في صدره من زفير، ثم استغفر ربه وقال "شر البلية ما يضحك"، وحينما حاولت ان اعرف سبب هذه الظاهرة، قال: "اتركني.. في زفيري وشهيقي، قبل ان اقوم وأكسر عكازي على رأس البرلمان العراقي !!!، ثم قال : ألم تقرأ الصحف ؟ وسحب نسحة من صحيفة مطروحة الى جانبه وهو يقول اقرأ هذا الخبر، واشار بأصبعه الى خبر، فرحت اقرأه بصوت عال : "اشارت مصادر مطلعة في مكتب الجوازات في مطار بغداد ان اكثر من ثلثمائة برلماني من الدوره الجديدة سافروا الى دول مجاورة واقليمية لقضاء شهر تموز الماضي خارج العراق، واكد المصدر : بان بعض اعضاء البرلمان سافر لاكثر من مرة باستثناء الدعوات الموجهه لهم. ويعد شهر تموز من اكثر اشهر السنه حرارة في العراق اضافة الى انقطاع التيار الكهربائي".

من جهة اخرى، كشفت مصادر سياسية بأن العراق هو البلد الوحيد الذي يكثر فيه سفر نوابه، اضافة الى تقاضي المخصصات. يذكر ان الشعب العراقي يعيش وسط موجة حر لامثيل لها في الوقت الذي ينقطع به التيار الكهربائي لفترات طويلة تكاد تصل الى 20 ساعة يوميًا او اكثر في بعض المناطق.

يقول المواطن احمد العبد، وهو بائع سكائر على الرصيف، عن رأيه بالخبر قال: "من حقهم ذلك، ما علاقتهم بالشعب، هم جاءوا لكي يهاجروا، يأخذون الرواتب العالية من تعب الناس، ويسافرون بها الى الخارج، هل تعتقد انهم يفكرون بالناس، انا اعتقد انهم يتمنون ان تبقى الجلسة مفتوحة لمدة اربع سنوات ولا يحضرونها.

ويقول الاعلامي في صحيفة الصباح علي السومري "هؤلاء لا يخجلون، بعض البرلمانيين اعتقد انهم فقدوا احترامهم لانفسهم قبل ان يفقدوا احترامهم لدى الاخرين، واعتقد ان الشعب الذي انتخبهم سيعيد حساباته مرة اخرى في الانتخابات المقبلة ان لم يعدها الان، واعتقد ان اي برلماني يفقد قاعدته الجماهيرية ولو ان الكلمة لاتنطبق عليهم لان اغلبهم صعد بالتزكية ولم يصعدوا بقاعدة شعبية، على حساب رأس القائمة، اعتقد ان هذا السلوك ليس بجديد على السياسي العراقي، فمنذ زمن الدكتاتورية كان السياسي مفصولا تماما عن الشعب العراقي وعن مجتمعه ودائما ما كان يتنعم بهبات السلطة بينما الشعب يحترث بظلمها".

ويردف السومري "البرلمان الحالي بالنسبة لي لا يعول عليه كثيرا لاننا الان نعيش مشكلة كبيرة، وبالامس كان هناك انفجار ضخم جدًا على ابنائنا متطوعي الجيش العراقي والتصرفات التي مورست قبل وبعد الانفجار سيئة جدا، وعلى المالكي ان لا يشكل لجنة تحقيق بل ان يذهب بنفسه ويتعرف على حقيقة ما جرى هناك، هل حقا ان الضباط الكبار هناك كانوا يدخلون سرا اشخاصا غير معروفين الى الدائرة ؟، وهل حقا.. ان المقبولين كانوا مقبولين قبل ان يقدموا اوراقهم؟، وهل حقا وجدت سيارة مشبوهة داخل تجمع المتطوعين؟، وهل حقا.. ان الرشوة وصلت الى هذا الحد المفضوح حيث يتعامل الضابط مع المتطوعين بهذه الصرامة، حيث يقول لهم : انظروا الى الشمس / فينظرون الى الشمس فيما يدخل اخرون الذي لديهم صلة قرابة معه او الذين اعطوه رشوة ؟، هل وصل القبح والسوء الى درجة الى هذا السلك الذي يفترض انه يكون سور الوطن وحامي الوطن ؟، اعتقد ان الكثير من اجهزتنا منخورة، ويجب ان تكون هناك دراسة حقيقية من السياسيين لاعادة تشذيب هذا السلك العسكري وطرد كل المسيئين وكفى التغني بحجة المصالحة الوطنية، لانها لا تعني ان نعيد قاتلاً ولا تعني ان نعيد فاسدًا او مرتشيًا الى الجيش او الشرطة او اي من الاجهزة الامنية".

اما الكاتب سعد مطر فقال "اوصف هذا الوضع الذي نحن فيه بأنه مجموعة تناقضات ما بين ما هو مطروح وما بين الواقع، وهذه اشكالية كبرى، المواطن العراقي يعاني منها معاناة كبيرة منها، نحن عندما نقول ان لدينا ملاحظات على النظام البائد وان سلبياته تعد وهي كذا وكذا، فنحن الان نعيش في مشهد سياسي ديمقراطي، ينبغي لمن يتصدى للعملية السياسية ان يؤمن بالعراق، ويؤمن بالمواطنة".

واضاف مطر "هؤلاء البرلمانيون المصطافون عندما يتركون العراق ويذهبون للسفر فهذا يدل بشكل واضح على انهم غير معنيين بما يحدث في العراق اساسًا، لانهم عندما يتركون البلد وهو يعيش هذه الازمات والظروف الصعبة ويذهبون للاصطياف فبالتأكيد هذه الحالة تعري هؤلاء الساسة عن مصداقيتهم وتدل على ان هدفهم شخصي وصعودهم الى البرلمان ليس من اجل خدمة القضية العراقية بقدر ما تحقيق مطامحهم الشخصية، واريد ان اختم حديثي بقول لاحد الشعراء الايطاليين يقول فيه "عار على من يغني وروما تحترق"، فما بالك بمن يصطاف وهو مسؤول ومشرع وفي جسد العملية السياسية وعقلها فيترك البلد يحترق ويذهب ليصطاف ويرمي نفسه في احضان الحسناوات !!".

فيما قالت السيدة زهرة ابراهيم، مديرة مدرسة وطالبة دراسات عليا، "الكرة الان اعتبرها في ملعب الشعب العراقي، وايضا عند المرجعية الدينية، اوباما برسالته الاخيرة للمرجعية التي لم يؤكدها احد ولم ينفها، طلب ان يتحرك الشعب من خلال المرجعية، المفروض الان ان تتدخل المرجعية وهو أمر ضروري جدًا، والا سيبقى الامر على ما هو عليه وتبقى الجلسة مفتوحة الى ما شاء الله، انا متشائمة جدا، البرلمانيون على الدوام خارج العراق، البرلمان السابق كان كله خارج العراق، ومن الغريب ان نسمع ان رؤساء كتل يطالبون برئاسة الوزراء وهم كانوا خارج العراق، انا اسمي الوضع فوضويًا، المواطن في واد والبرلمانيون في واد اخر، والمطلوب انتفاضة شعبية، وعلى الاقل ان تطالب المرجعية بحكومة انقاذ وطني، لا بد من حل للفوضى هذه".

وقال الإعلامي عبد الرضا موسى: "البلد اصبح محاصصة للسياسيين وكل السياسيين يديرون العملية السياسية ولكن كل واحد منهم يرمي على الاخر اخطاءه، وهم جميعا يتحملون مسؤولية ما يعانيه المواطن العراقي، ومن العار على البرلمانيين ان يتقاضوا راتبًا من الشعب هم لا يستحقونه، وانا اعتبر هذا الأمر سرقة من الشعب العراقي، وعار عليهم ان يدعوا انهم برلمانيين ولكنهم لا يحترمون المواطن، ولا يوجد برلمان في العالم يشرع قوانين له، شرعوا قوانين السكن قبل ان يجتمعوا في جلسة".

وقال الاديب علي الحيدري: "عدم االتزام البرلمانيين بتعهداتهم لناخبيهم ادى الى تدهور الحال، وان لم يلتئموا ويتفقوا فإن البلاد تسير الى الهاوية، وان جميع ما يحل في البلد يقع على عاتق هؤلاء، فمن اكبر الاخطاء ان يذهب هؤلاء للاصطياف والناس في عذاب ونقص في الخدمات ومنها الكهرباء والماء، لا يجوز ذلك ويجب ان يحضروا جميعهم وان يلتزموا بالحضور، والا فليغلق البرلمان، لأن البرلمان لايقدم ولا يؤخر".

واضاف: "هؤلاء في الحال هذه لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية، ولا ينظرون الى الشعب بأي منظار من الرأفة وما يحل به من المآسي، وانهم سيتحملون هذه المآسي فيما بعد ان لم يتحملوها الآن، وانا أؤيد النائب محمود عثمان عندما قال "يجب على ابناء الشعب ان يقدموا دعوى على رؤساء الاحزاب، لا على رئيس البرلمان، لانهم مقصرون كل التقصير"، وختاما ارجو من الله ان يجمعهم ويجمع كلمتهم ويوحدها خدمة لهذا الشعب وذلك امل ليس باليسير".

هذا وقال المواطن نبراس شاكر وهو كاسب "لو كان من بينهم احد شريف، او لديه ذرة من الاحساس تجاه المواطن العراقي الذي يعاني تحت اشعة الشمس وهو صائم ليرضي الله ويعيل اهل بيته لتنحوا عن مناصبهم، لان من المعيب ان يصطافوا بالرواتب التي خصصها الشعب لهم على الرغم من انهم لم يحضروا اية جلسة للبرلمان الحالي وتركوها مفتوحة خشية ان تعكر مزاجهم في هذه الايام الحارة وهو يستمتعون في البلدان الباردة، هكذا اخبار تبكينا حقا لاننا انتخبنا اشخاصًا لا يشعرون بالمسؤولية ولا يحترمون التزاماتهم".


http://www.elaph.com/Web/news/2010/8/589691.html