المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة السعوديين في الخارج... قد تنكح المرأة لبعثتها



أمير الدهاء
08-18-2010, 10:30 AM
مطالبة بإلغاء شرط المحرم لقبول الطامحات بالعلم


عبدالله آل هيضه من الرياض

2010 الثلائاء 17 أغسطس




تباينت توجهات وتطلعات طالبي وطالبات الابتعاث للالتحاق ببرنامج الملك عبدالله الذي تشرف عليه وزارة التعليم العالي واستغل الكثيرون منهم أبواب الأنظمة للوصول إلى مبتغاهم ونيل مقعد بأي طريقة يرونها مشروعة. "إيلاف" استعرضت من مراكز التدقيق لأوراق المبتعثين حجم الأمل والفرح بالابتعاث.

من داخل مركز التدقيق لأوراق المبتعثين والمبتعثات بالعاصمة السعودية الرياض كانت لحظات الأنس والفرح التي ليس لها مثيل لدى الكثيرين والكثيرات من الطلبة. قصص الأمل والتطلعات تصطدم بسابقيهم من المبتعثين العائدين هكذا يقول الطالب فهيد الشمري المبتعث لدراسة الماجستير في الهندسة الذي اتخذ من كندا مقرا للابتعاث وقال "لإيلاف" "قرأت كثيرا في منتديات المبتعثين والتجمعات الخاصة بهم وعن عودة بعضهم بعد الحصول على الماجستير لكنني متخوف من عدم الحصول على وظيفة بعد التخرج".

الطالبة المبتعثة لدراسة الدكتوراه بالولايات المتحدة الأميركية في التربية النفسية سمية قالت "لإيلاف" إنها أجبرت على مغادرة السعودية لعدم قبولها كمحاضرة بجامعة الملك فيصل لعدم توفر المقاعد الشاغرة مما استدعاها إلى التقدم للبرنامج، وعن تقبلها للانخراط في مثل هذه المجتمعات قالت إنها مهيأة للدراسة مادام أن الأمر مرتبط بوجود زوجها وابنها برفقتها، وقال زوجها إنه متفائل كثيرا باللحظات التي سيعيشها بأميركا للوصول إلى هدف يحلم به وهو أن يكون حرف "الدال" مرافقا لاسم زوجته.

القضية الأكثر إثارة في مرحلة التدقيق هي لذلك الشاب شاكر الذي لازال يقضي شهر العسل بعد مرور شهر ونصف على زواجه، فرغم أن الأمر يكون عاديا في البداية إلا أن اعترافه بطريقة زواجه هي الأكثر غرابة. فيقول شاكر "لإيلاف" إنه متخرج منذ أكثر من عامين من كلية الهندسة وحاول خلال فترات برنامج الابتعاث السابقة الحصول على ترشيح للابتعاث إلا أن معدله الجامعي كان أقل من الحد المسموح به ضمن شروط الابتعاث التي تنص على أن يكون حاصلا على معدل تراكمي (3.75)من (5) بتقدير عام جيد جدا.

شاكر قال بكل ثقة إنه بحث في العديد من المنتديات الاليكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي كـ"الفيس بوك" عن طلبات كثيرة من طالبات سعوديات لمراحل الماجستير والدكتوراه يفتقدن الشرط الرئيسي لهن الذي بموجبه يتم الموافقة عليهن بالانضمام إلى البعثة وهو "المحرم". يضيف شاكر أنه وجد الكثير من هذه الطلبات وبدأ بالمراسلة مع إحداهن التي تزوجها لاحقا منذ شهر ونصف وقال أنه أخذ هدفا رئيسا في اختيار الطالبة للابتعاث وهو أن تكون من مدينته لتقارب العادات والتقاليد التي يراها شاكر أنها من أسس نجاح الزواج على حد وصفه.

تضيف زوجة شاكر التي تحدثت بكل فرح "لإيلاف" أنها سعيدة بزواجها وبقبولها للابتعاث، وأضافت أنها ذاقت المر حتى تصل إلى ورقة إكمال الطموح التي خولتها لإكمال دراسة الدكتوراه بطب الأسنان بأميركا. وقالت مفضلة عدم ذكر اسمها أن زواجها كان هادئا وعاديا خصوصا أنها هي من تقدمت بالعرض لطلب الرجل مضيفة أن شرط المحرم سيفقد بنات الوطن فرصة الاحتكاك بثقافات وتعاليم أخرى خارجية مطالبة بنفس الوقت بأن تتجه وزارة التعليم العالي إلى إلغاء هذا الشرط الذي تراه أنه يجعل الكثيرين يتجهون إلى اتجاهها هي وشاكر.

وبدأت في العديد من المدن السعودية مرحلة تدقيق وثائق المبتعثين والمبتعثات بعد فرز النتائج وترشيح من تنطبق عليهم الشروط للبدء في هذه المرحلة. وتعد هذه السنة هي السادسة لبرنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي بعد خمس سنوات سابقة تراها الوزارة أنها آتت أكلها وثمرتها للحصول على مخرجات تعليمية وكوادر قادرة على القيادة والمشاركة بالتنمية المستقبلية للسعودية.

ورغم الأصوات المنادية بإيقاف ابتعاث طلاب وطالبات درجة البكالوريوس نتيجة للعديد من المشاكل الأمنية التي يحدثونها خصوصا من هذه الفئة إلا أن الوزارة لازالت تنهج نهج قبول طلبة البكالوريوس ببعض التخصصات الصحية والهندسية والقانون أيضا في إشارة يراها المختصون أنها تشجع على العمل التطبيقي الذي تحتاجه السعودية بخططها القادمة.

هذا وتعيش العديد من السفارات السعودية حالة من الاستنفار لمتابعة المبتعثين الذين أصبحوا الشغل الشاغل لها. ما دفع وزارة الخارجية لتعيين الملحقين الثقافيين ذوي خبرة وإطلاع على أمور الإدارة التربوية ولعل تعيين ملحقين ثقافيين كانوا مسؤولين في إدارات التربية والتعليم بمناطق مختلفة من السعودية هو الدليل الأكبر على متابعة السفارات لهذه الفئة التي تتجاوز أعدادهم (100) ألف مبتعث بين الدول العالمية والعربية.

الجدير بالذكر أن العاهل السعودي أمر بتمديد برنامجه لابتعاث الطلبة السعوديين إلى خمس سنوات قادمة إلى العديد من الدول العالمية بكافة التخصصات.