زهير
08-15-2010, 10:06 AM
«حكيم الحكام» خرّج الأجيال واستمال بعلمه زعماء العراق بدءا من قاسم
أبوظبي - نزار حاتم
لا أحد يستحضر الماضي القريب لمستوى الطب العراقي من دون أن يتوقف عند قامة شامخة في العلم والتدريس ومعالجة المرضى، هو الدكتور الأستاذ فرحان باقر، اختصاصي الطب الباطني الذي تخرجت على يديه أجيال من الأطباء والأساتذة. لا تسأل أحداً منهم عن هذا العالم الكبير الا ويلهج بالثناء على علمه وأساليبه الرائدة في التدريس، وابتكاراته وأبحاثه القيمة التي شقت طريقها الى كبريات الجامعات الطبية في العالم، لاسيما في اميركا وبريطانيا، فضلا عن ترؤسه المؤتمرات الطبية العالمية في عدد من عواصم العالم، بما في ذلك اليابان التي كانت استضافته جامعاتها الطبية لالقاء سلسلة محاضرات حول التسمم في الزئبق، بعد أن كان قد تصدى لمعالجة المرضى العراقيين عقب اصابتهم به اثر استيراد الحكومة العراقية قمحا ملوثا بالزئبق في السبعينات.
توجهت اليه في منزله بأبوظبي بعد أن ساعدني صديق مشترك في اتصال هاتفي أجراه معه بغية اجراء الحوار. ولأني أعلم سلفا دقة الرجل في المواعيد أجريت اتصالا هاتفيا معه قبل أن أتوجه اليه لتحديد موعد اللقاء، فأجابني «الأمر متروك لك بشرط اذا أتيت مساء نتعشى سويا، واذا في الصباح نتناول الغداء سويا».
واتفقنا على الحادية عشرة صباحا. دلفت الى باب العمارة التي يسكن في الطابق الثامن منها، فوجدته عند باب الدار واقفا بانتظاري. سلمت عليه وأمسكني بيدي نحو صالة الضيوف. ناولني قطعة من الحلوى، وأمسك بالأخرى لنفسه، قلت له: ما هذه الحلويات يا دكتور؟ أنتم تنهون الناس من السكريات وتتناولونها مع ضيوفكم؟
فرد قائلا «ليش أنت عندك سكّر؟» قلت: لا، فقال: «اذا ما المشكلة في تناولها؟ تفضل أكل هذا جكليت طيب».
ثم نادى على الشغالة «جيبي جاي عراقي بالستكاين».
كان دمث الخلق متواضعا الى درجة يشيع روح الخجل في النفس ليعطي مصداقا حقيقيا لمقولة «أن السنابل الملآنة منحنية».
ذكرى من بغداد وإدخال مريض خلسة
قلت له: ان بيني وبينك ذكريات تعود الى سني الثمانينات لما كنت في مدينة الطب، وفي عيادتك بشارع المشجر المتفرع من شارع السعدون ببغداد.
انتبه انتباهة حادة ورد علي «شنو هاي الذكريات»؟
أجبته بالقول: استطعت ذات يوم أن أقنع سكرتيرتك الآنسة نجاة في ادراج اسم واحد من أقربائي ضمن مرضاك الـ «12» من دون موعد مسبق لأن حالته الصحية كانت تستدعي ذلك.
أجاب: «كيف صارت هاي أنا عندي ما تمشي؟».
وتابعت معه: «يا دكتور بعد احالتك على التقاعد، والتفرغ للعيادة كنت مع أحد أقاربي جالسين بانتظار دورنا في الدخول إلى غرفتك، ودخل ضابط برتبة عميد ابّان الحرب العراقية – الايرانية، حيث كان أغلب الضباط في حينها لا يعبأون في التزام «الدور» أو «السرة» باللهجة العراقية، فطلب من سكرتيرتك تقديم اسمه على باقي المرضى الجالسين.. رفض السكرتيرة ذلك وحصلت بينهما مشادة كلامية حادة، فخرجت أنت من غرفة الفحص وخاطبت الضابط بالقول: «اسمع، أنا قررت ما أفحصك أبدا بسبب هذا التصرف، روح شوف غيري أنا ما أقبل التجاوز على حق الآخرين».
ضحك كثيرا، ثم قال: لقد أعدتني الى تلك الأيام.
مجزرة مدينة الطب
• ما سبب احالتك مع ثلة من زملائك الأساتذة البارزين على التقاعد قبيل بلوغ السن التقاعدية؟
- بصراحة لا أعرف الأسباب، لكن الذي حصل هو أنه بعد ازاحة صدام حسين الرئيس أحمد حسن البكر وتوليه مقاليد الرئاسة بنحو اربعة أشهر، فوجئت الأوساط الطبية بقرار من «مجلس قيادة الثورة» وبرئاسة صدام يقضي باحالة 48 أستاذا من جامعة بغداد وكبار الاطباء في وزارة الصحة على التقاعد، فيما لم يبلغ أي منا السن التقاعدية وكان اسمي في صدارة القائمة، وقد وصفت الصحيفة البريطانية ذائعة الصيت على مستوى الطب Hospital Medicin تلك الواقعة بأنها «مجزرة مدينة الطب».
مضايقات وحجز الجواز
• متى غادرت العراق؟
- عام 1981 كان الرئيس البكر مستقيلا وأراد السفر الى سويسرا، فدعاني الى مرافقته، لكنني قلت له أنا لدي سفرة عائلية الى تشيكسلوفاكيا واذا ما احتجت اليّ فسأصلك من هناك.
وتوجهت مع العائلة الى المطار، لكني فوجئت بقول مراقب الجوازات «دكتور بالنسبة للعائلة يمكنها السفر وبالنسبة لك راجع الأمن العام على جواز سفرك».
حينها قفلت راجعا مع عائلتي الى المنزل لأضرب أخماسا لأسداس، ثم أجريت سلسلة اتصالات هاتفية مع وزير الصحة وعدد آخر من المسؤولين لاستعادة جواز سفري دون جدوى، ثم استعنت بمدير الديوان طارق حمد العبدالله، فجاء بجوازي وقال انه كان في درج صدام حسين، وقلت له: يا سيادة الرئيس ان الدكتور فرحان ليس لديه ما يدعو لاحتجاز جوازه ومنعه من السفر.
ورد علي الرئيس: نعم صحيح لو كان عنده شيء ما تشوفه يمشي بالشارع.
• لماذا كنت ترفض عروض الزعماء في أن تكون طبيب قصورهم الخاصة؟
- لأن دمي ولحمي معجونان في تدريس كلية الطب، وأشعر أن حياتي تنتهي بالابتعاد عنها. وبالمناسبة كان الرئيس احمد حسن البكر أصدر أمرا بتعييني رئيسا خاصا بالقصر الجمهوري، لكنني أعتذرت.
• لكنك ابتعدت أخيرا؟
- لم أبتعد عن التدريس والبحث، فأنا أدرس الطلبة في جامعة ويسترن الأميركية وفي لوس انجلوس، والإشراف على رسائل الدراسات العليا، ولي الحق في ممارسة المهنة وادخال المرضى في خمسة مستشفيات هناك. كما أني منحت لقب أستاذ سريري في الطب الباطني، ولدي 49 بحثا في مجالات الطب المختلفة على الصعيدين العالمي والاقليمي.
ماهية مرض صدام
• سؤالي الأخير: مم كان يعاني صدام حسين؟
- ارتفاع ضغط الدم وآلام المعدة.
• ما سبب هذه الآلام؟
بعد أن ابتسم ابتسامة عريضة، أجاب:
- يكفي.. لا تحرجني.
رفض إغراءات الحكام
الرجل الذي طبقت شهرته الآفاق واستمال بعلمه الزعماء الذين تناوبوا على سدة الحكم العراقي منذ الزعيم عبد الكريم قاسم حتى صدام حسين، لم يستطع أي منهم اغراءه بالمال ليتفرغ كطبيب خاص لهذا الحاكم أو ذاك لأنه كان مشدودا لتدريس الطلبة في الكلية الطبية، ومعالجة المرضى من أبناء وطنه في المستشفى وفي عيادته الخاصة التي آثر أن لا يفحص فيها غير 12 مريضا يوميا ليعطي نفسه مزيدا من الوقت لمواكبة الجديد في عالم الطب.
والدكتور فرحان باقر لو فتح باب عيادته بدون هذا التقنين لجمع ثروة مالية هائلة لكثرة مراجعيه من العراقيين ومن مواطني الدول المجاورة، بيد أن العالم لا يمكنه أن يؤثر المال على علمه الذي حصّنه بكثير من الدقة في التعاطي مع الغير بشهادة الجميع من أصدقائه وطلابه ومريديه.
مكانته العلمية الكبيرة فرضته على الحكام وعائلاتهم ليستعينوا به في معالجتهم، وهو أمر ليس بالهين في التعاطي مع طباعهم وأمزجتهم المختلفة، فقد كانت رحلته معهم لا تخلو من متاعب وتقلبات آثر تدوين بعضها اخيرا في كتابه القيم «حكيم الحُكّام من قاسم الى صدام» الذي صدر عن دار المدى، فيما يهم باصدار كتاب آخر مهم باسم «ملامح من الطب المعاصر في العراق».
شهادات الأساتذة من طلابه
يقول الدكتور موفق الربيعي «ان فرحان باقر مفخرة علمية في الطب وله أسلوب يميزه عن الآخرين في ايصال المادة العلمية بسهولة لطلابه واني لأفتخر – طبيا – بأني واحد من طلابه».
من جهته، وصفه الجراح الاختصاصي الدكتور ضياء جعفر تقي وتوت بعد أن كان تتلمذ عليه بأنه «أحد أبرز أساتذة الطب الباطني وكان تصرفه معنا أبويا، وكان لا يأنف من الاستعانة بالأساتذة من طلابه في حل المعضلات الطبية، فيما هم يتعلمون منه وينهلون من علمه الواسع».
وأضاف الدكتور ضياء «فرحان باقر ذو شخصية قوية تفرض نفسها بدون قسر على الآخرين، ومتواضع وأنيق في كل شيء».
أما أخصائي القلب الدكتور عباس مجيد فاجاب حين سألته عن الدكتور فرحان: «أنه أفضل معلم طب ولا ينازعه أحد في علمه».
أبوظبي - نزار حاتم
لا أحد يستحضر الماضي القريب لمستوى الطب العراقي من دون أن يتوقف عند قامة شامخة في العلم والتدريس ومعالجة المرضى، هو الدكتور الأستاذ فرحان باقر، اختصاصي الطب الباطني الذي تخرجت على يديه أجيال من الأطباء والأساتذة. لا تسأل أحداً منهم عن هذا العالم الكبير الا ويلهج بالثناء على علمه وأساليبه الرائدة في التدريس، وابتكاراته وأبحاثه القيمة التي شقت طريقها الى كبريات الجامعات الطبية في العالم، لاسيما في اميركا وبريطانيا، فضلا عن ترؤسه المؤتمرات الطبية العالمية في عدد من عواصم العالم، بما في ذلك اليابان التي كانت استضافته جامعاتها الطبية لالقاء سلسلة محاضرات حول التسمم في الزئبق، بعد أن كان قد تصدى لمعالجة المرضى العراقيين عقب اصابتهم به اثر استيراد الحكومة العراقية قمحا ملوثا بالزئبق في السبعينات.
توجهت اليه في منزله بأبوظبي بعد أن ساعدني صديق مشترك في اتصال هاتفي أجراه معه بغية اجراء الحوار. ولأني أعلم سلفا دقة الرجل في المواعيد أجريت اتصالا هاتفيا معه قبل أن أتوجه اليه لتحديد موعد اللقاء، فأجابني «الأمر متروك لك بشرط اذا أتيت مساء نتعشى سويا، واذا في الصباح نتناول الغداء سويا».
واتفقنا على الحادية عشرة صباحا. دلفت الى باب العمارة التي يسكن في الطابق الثامن منها، فوجدته عند باب الدار واقفا بانتظاري. سلمت عليه وأمسكني بيدي نحو صالة الضيوف. ناولني قطعة من الحلوى، وأمسك بالأخرى لنفسه، قلت له: ما هذه الحلويات يا دكتور؟ أنتم تنهون الناس من السكريات وتتناولونها مع ضيوفكم؟
فرد قائلا «ليش أنت عندك سكّر؟» قلت: لا، فقال: «اذا ما المشكلة في تناولها؟ تفضل أكل هذا جكليت طيب».
ثم نادى على الشغالة «جيبي جاي عراقي بالستكاين».
كان دمث الخلق متواضعا الى درجة يشيع روح الخجل في النفس ليعطي مصداقا حقيقيا لمقولة «أن السنابل الملآنة منحنية».
ذكرى من بغداد وإدخال مريض خلسة
قلت له: ان بيني وبينك ذكريات تعود الى سني الثمانينات لما كنت في مدينة الطب، وفي عيادتك بشارع المشجر المتفرع من شارع السعدون ببغداد.
انتبه انتباهة حادة ورد علي «شنو هاي الذكريات»؟
أجبته بالقول: استطعت ذات يوم أن أقنع سكرتيرتك الآنسة نجاة في ادراج اسم واحد من أقربائي ضمن مرضاك الـ «12» من دون موعد مسبق لأن حالته الصحية كانت تستدعي ذلك.
أجاب: «كيف صارت هاي أنا عندي ما تمشي؟».
وتابعت معه: «يا دكتور بعد احالتك على التقاعد، والتفرغ للعيادة كنت مع أحد أقاربي جالسين بانتظار دورنا في الدخول إلى غرفتك، ودخل ضابط برتبة عميد ابّان الحرب العراقية – الايرانية، حيث كان أغلب الضباط في حينها لا يعبأون في التزام «الدور» أو «السرة» باللهجة العراقية، فطلب من سكرتيرتك تقديم اسمه على باقي المرضى الجالسين.. رفض السكرتيرة ذلك وحصلت بينهما مشادة كلامية حادة، فخرجت أنت من غرفة الفحص وخاطبت الضابط بالقول: «اسمع، أنا قررت ما أفحصك أبدا بسبب هذا التصرف، روح شوف غيري أنا ما أقبل التجاوز على حق الآخرين».
ضحك كثيرا، ثم قال: لقد أعدتني الى تلك الأيام.
مجزرة مدينة الطب
• ما سبب احالتك مع ثلة من زملائك الأساتذة البارزين على التقاعد قبيل بلوغ السن التقاعدية؟
- بصراحة لا أعرف الأسباب، لكن الذي حصل هو أنه بعد ازاحة صدام حسين الرئيس أحمد حسن البكر وتوليه مقاليد الرئاسة بنحو اربعة أشهر، فوجئت الأوساط الطبية بقرار من «مجلس قيادة الثورة» وبرئاسة صدام يقضي باحالة 48 أستاذا من جامعة بغداد وكبار الاطباء في وزارة الصحة على التقاعد، فيما لم يبلغ أي منا السن التقاعدية وكان اسمي في صدارة القائمة، وقد وصفت الصحيفة البريطانية ذائعة الصيت على مستوى الطب Hospital Medicin تلك الواقعة بأنها «مجزرة مدينة الطب».
مضايقات وحجز الجواز
• متى غادرت العراق؟
- عام 1981 كان الرئيس البكر مستقيلا وأراد السفر الى سويسرا، فدعاني الى مرافقته، لكنني قلت له أنا لدي سفرة عائلية الى تشيكسلوفاكيا واذا ما احتجت اليّ فسأصلك من هناك.
وتوجهت مع العائلة الى المطار، لكني فوجئت بقول مراقب الجوازات «دكتور بالنسبة للعائلة يمكنها السفر وبالنسبة لك راجع الأمن العام على جواز سفرك».
حينها قفلت راجعا مع عائلتي الى المنزل لأضرب أخماسا لأسداس، ثم أجريت سلسلة اتصالات هاتفية مع وزير الصحة وعدد آخر من المسؤولين لاستعادة جواز سفري دون جدوى، ثم استعنت بمدير الديوان طارق حمد العبدالله، فجاء بجوازي وقال انه كان في درج صدام حسين، وقلت له: يا سيادة الرئيس ان الدكتور فرحان ليس لديه ما يدعو لاحتجاز جوازه ومنعه من السفر.
ورد علي الرئيس: نعم صحيح لو كان عنده شيء ما تشوفه يمشي بالشارع.
• لماذا كنت ترفض عروض الزعماء في أن تكون طبيب قصورهم الخاصة؟
- لأن دمي ولحمي معجونان في تدريس كلية الطب، وأشعر أن حياتي تنتهي بالابتعاد عنها. وبالمناسبة كان الرئيس احمد حسن البكر أصدر أمرا بتعييني رئيسا خاصا بالقصر الجمهوري، لكنني أعتذرت.
• لكنك ابتعدت أخيرا؟
- لم أبتعد عن التدريس والبحث، فأنا أدرس الطلبة في جامعة ويسترن الأميركية وفي لوس انجلوس، والإشراف على رسائل الدراسات العليا، ولي الحق في ممارسة المهنة وادخال المرضى في خمسة مستشفيات هناك. كما أني منحت لقب أستاذ سريري في الطب الباطني، ولدي 49 بحثا في مجالات الطب المختلفة على الصعيدين العالمي والاقليمي.
ماهية مرض صدام
• سؤالي الأخير: مم كان يعاني صدام حسين؟
- ارتفاع ضغط الدم وآلام المعدة.
• ما سبب هذه الآلام؟
بعد أن ابتسم ابتسامة عريضة، أجاب:
- يكفي.. لا تحرجني.
رفض إغراءات الحكام
الرجل الذي طبقت شهرته الآفاق واستمال بعلمه الزعماء الذين تناوبوا على سدة الحكم العراقي منذ الزعيم عبد الكريم قاسم حتى صدام حسين، لم يستطع أي منهم اغراءه بالمال ليتفرغ كطبيب خاص لهذا الحاكم أو ذاك لأنه كان مشدودا لتدريس الطلبة في الكلية الطبية، ومعالجة المرضى من أبناء وطنه في المستشفى وفي عيادته الخاصة التي آثر أن لا يفحص فيها غير 12 مريضا يوميا ليعطي نفسه مزيدا من الوقت لمواكبة الجديد في عالم الطب.
والدكتور فرحان باقر لو فتح باب عيادته بدون هذا التقنين لجمع ثروة مالية هائلة لكثرة مراجعيه من العراقيين ومن مواطني الدول المجاورة، بيد أن العالم لا يمكنه أن يؤثر المال على علمه الذي حصّنه بكثير من الدقة في التعاطي مع الغير بشهادة الجميع من أصدقائه وطلابه ومريديه.
مكانته العلمية الكبيرة فرضته على الحكام وعائلاتهم ليستعينوا به في معالجتهم، وهو أمر ليس بالهين في التعاطي مع طباعهم وأمزجتهم المختلفة، فقد كانت رحلته معهم لا تخلو من متاعب وتقلبات آثر تدوين بعضها اخيرا في كتابه القيم «حكيم الحُكّام من قاسم الى صدام» الذي صدر عن دار المدى، فيما يهم باصدار كتاب آخر مهم باسم «ملامح من الطب المعاصر في العراق».
شهادات الأساتذة من طلابه
يقول الدكتور موفق الربيعي «ان فرحان باقر مفخرة علمية في الطب وله أسلوب يميزه عن الآخرين في ايصال المادة العلمية بسهولة لطلابه واني لأفتخر – طبيا – بأني واحد من طلابه».
من جهته، وصفه الجراح الاختصاصي الدكتور ضياء جعفر تقي وتوت بعد أن كان تتلمذ عليه بأنه «أحد أبرز أساتذة الطب الباطني وكان تصرفه معنا أبويا، وكان لا يأنف من الاستعانة بالأساتذة من طلابه في حل المعضلات الطبية، فيما هم يتعلمون منه وينهلون من علمه الواسع».
وأضاف الدكتور ضياء «فرحان باقر ذو شخصية قوية تفرض نفسها بدون قسر على الآخرين، ومتواضع وأنيق في كل شيء».
أما أخصائي القلب الدكتور عباس مجيد فاجاب حين سألته عن الدكتور فرحان: «أنه أفضل معلم طب ولا ينازعه أحد في علمه».