المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفاة الكاتب الكويتي د. أحمد البغدادي



لمياء
08-08-2010, 11:24 PM
بعد صراع مع المرض


2010/08/08

http://www.alwatan.com.kw/resources/media/images/48405_e.png
المفكر والأكاديمي الكويتي د. أحمد البغدادي (Alwatan)


كتب محمد السيد:

توفي المفكر والأكاديمي الكويتي البارز، د. أحمد البغدادي الأحد 8-8-2010 بعد صراع مع المرض في مستشفى الشيخ خليفة في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

ولد د. البغدادي في 1 يناير 1951، وحصل على ليسانس علوم سياسية واقتصاد من جامعة الكويت عام 1974، ثم ماجستير في الفكر السياسي الغربي من جامعة كلارك الأمريكية عام 1977، ثم دكتوراه في الفلسفة في الفكر الإسلامي من جامعة أدنبرة عام 1981.

وقد مارس البغدادي مهنة التدريس في كلية العلوم السياسية في جامعة الكويت، وقد عرف في كتاباته الصحيفة بالدفاع عن الفكر الليبرالي والديمقراطية، ومن أبرز مؤلفاته "تجديد الفكر الديني دعوة لاستخدام العقل: محاولة في قراءة عقلية للفكر الديني"، و"أحاديث الدين والدنيا: الواقع المفارق للنص الديني".

جمال
08-09-2010, 06:20 AM
الله يرحمه

انا لله وانا اليه راجعون

بهلول
08-09-2010, 11:25 AM
نعزي عائلة الفقيد واحبائه بوفاة الدكتور احمد البغدادي

انا لله وانا اليه راجعون

موالى
08-09-2010, 11:31 PM
وفاته خسارة للكويت وللفكر الاسلامي النظيف

خالص العزاء لعائلته الكريمة

فيثاغورس
08-10-2010, 06:45 AM
البغدادي يُنهي في أبوظبي رحلة البحث والمعاناة الفكرية

الجريدة الكويتية

gmt 23:55:00 2010 الإثنين 9 أغسطس

اشتُهر بمقاربة محاور علمية حساسة
الكويت

في مدينة أبوظبي حطَّ المفكر الدكتور أحمد البغدادي رحاله، فقد توقفت أمس الأول رحلة المعاناة مع المرض التي استمرت أشهراً عديدة، وتوقفت كذلك رحلة البحث العلمي، والكتابة الصحافية، والمناظرات الفكرية، التي كان الراحل أحد روّادها بامتياز.

الحديث عن المفكر الراحل يعني الحديث عن الفكر المختلف والطرح الجريء، فقد اشتهر البغدادي بمقاربة محاور فكرية «حساسة» تتعلق بالإسلام السياسي، وتطوير الفقه الإسلامي. أطروحاته العلمية تلامس موضوعات يخشى الفقهاء والكتاب المسلمون الخوض فيها، لأنها بكل بساطة تضع الفقيه في دائرة «الاتهام العقدي». تعرّض البغدادي للنقد والمحاكمة السياسية في الكويت، سُجن بسبب آرائه، وخرج بعفو أميري، وحوسب في البحرين، حين صرّح بأن الإسلام انتشر بحد السيف.

قد يختلف كثر مع البغدادي أو يتفقون، إلا أن الثابت حاجتنا إلى مفكرين وأكاديميين يحركون الراكد من المسائل العلمية، ويضعون كلاً أمام مسؤولياته، والشعوب الإسلامية على المحك. يخطئ من يعتقد أن البغدادي كان مجرّد كاتب يهاجم الإسلام. وتلك نظرة أراد تكريسها خصومه، ربما لصرف النظر عن القصور الشديد الذي تعانيه المجتمعات المسلمة في ميادين الاقتصاد، وحقوق الإنسان، والنماء الاجتماعي، والتطور السياسي، والديمقراطية الحقة، كلها أمور يناقشها البغدادي في طروحاته، ويعجز خصومه عن تقديم إجابات شافية لها.

لم يكن البغدادي دخيلاً على الفكر الإسلامي، فهو حاصل على شهادة الدكتوراه في مجال «فلسفة الفكر الإسلامي» من جامعة أدنبرة بالمملكة المتحدة. وله العديد من الأبحاث في هذا المجال، لذا فإن الجدال معه يعني جدالاً مع باحث مطلع على الفقه، والمذاهب الإسلامية، ومجمل آراء الفقهاء في ما يتعلق بالثابت والمتحول من الأحكام، وكذلك تعدد التفسير، وتأويل النص الواحد، من عدة زوايا. فهذه الثقافة الدينية التي كان يتمتع بها الراحل تجعل الجدال معه صعباً بالنسبة إلى خصومه العلميين. فيستسهلون رميه بحجارة صلبة جاهزة، من قبيل القول إنه يعادي الإسلام ونحوه.

على المستوى الإنساني يتمتّع البغدادي بتواضع جم، وأخلاق علمية عالية. يرصد بعين المراقب الخبير كل أحوال المجتمع، ويتفاعل مع طلبته، وقضايا الشباب في المجتمع، ما جعله قريباً من قلوب الجميع، فقد رعى أنشطة الطلبة بقسم العلوم السياسية حين كان أستاذاً في الجامعة. وكذلك ساند جماعة «تنوير» حين انطلقت أنشطتهم على يد مجموعة من الشباب الطموحين في الكويت، قدم تصوّراته، ولم يبخل بآرائه أو علمه.

يساهم البغدادي على الرغم من اعتلال صحته مؤخراً في كل المناشط ذات الطبيعة التنويرية التثقيفية، فنجده في طليعة الاعتصامات المنددة بالرقابة أو الحجر على الآراء، يقف إلى جانب إخوانه الكتاب حين يتعرضون للمصادرة أو المحاكمة، يكتب في الصحافة المحلية وبعض الصحف الخليجية، يرحب بالحوارات الصحافية ويطرح آراءه من دون تردد أو مواربة. هو خصم لدود للانغلاق بكل أشكاله، يدعو في محاضراته ومقالاته الصحافية إلى الاستفادة من أدوات الحداثة التي ينتجها الغرب بامتياز، ويرى أن أمة منغلقة لا يمكن أن تحقق نمواً أو حضارة إنسانية.

أهدى البغدادي إلى المكتبة العربية العديد من المؤلفات، من بينها:

• تجديد الفكر الديني، دعوة إلى استخدام العقل

• الدولة الإسلامية بين الواقع التاريخي والتنظير الفقهي

• الفكر الإسلامي والإعلان العالمي لحقوق الإسلام

• دراسات في فقه السياسة الشرعية

• أحاديث الدين والدنيا




أدباء وأكاديميون: مفكر تنويري قلَّ نظيره

بحسرة شديدة وألم واضح تحدث الكاتب طالب المولى عن الدكتور أحمد البغدادي، مؤكداً أن الكويت برحيل هذا المفكر الكبير خسرت رجلاً تنويرياً ومناضلاً قلَّ نظيره، وكان الراحل دأب ترسيخ مفاهيم أصلية وقيم نبيلة تنسجم مع احترام القانون وتطوير النظم المدنية في البلد انتصاراً للحرية وحب الإنسانية، مشيراً إلى أن البغدادي لا يقل شأناً عن رموز الفكر في العالم العربي كطه حسين وحامد أبوزيد.
يستطرد المولى متحدثاً عن المرحلة الأخيرة من حياة البغدادي في مستشفى خليفة في إمارة



أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، موضحاً أن حالته المرضية تدهورت كثيراً خلال الأيام الأخيرة إذ لم يستجب لتدخلات الأطباء.

ويضيف: «شهدت هذه المرحلة الحرجة من حياته والحزن يعتصر قلبي لأن الراحل في مكانة والدي الذي يغذي عقلي وفكري».

فكر تنويري

بدوره، قدّم الأديب سليمان الشطي التعازي إلى أسرة الفقيد، مشيراً إلى أن البغدادي شخص مميز اشتهر بصلابته في الدفاع عن آرائه وله موقف واضح ومحدد قلّ أن نجد مثيلاً له عند كثير من الكتّاب، عندما تقرأ السطر الأول من نتاجه الذهني تعرف المنحى التنويري والفكر المتحرر الذي يسعى إليه الراحل.

ويضيف: «عندما نفقد قلماً واعياً نثق به يشعر الفرد بحزن عميق لأن نظير هؤلاء قليل جداً، البغدادي إن اختلفت معه أو اتفقت يبقى واحداً من أهم كتاب هذه المرحلة ونحن في حاجة ماسة إليه راهناً، خصوصاً عندما نرى الأفكار المتخلفة التي تخشى اعمال العقل في مجال الفكر، بينما نجد أمثال البغدادي يحاولون أن يضعوا لهذا العقل مكاناً».

وتحدث الشطي عن استشراف المستقبل عند البغدادي، مؤكداً أن رحيل هذا الرجل في أول طريق العقل ومداراته يصبح أكثر حزناً، بسبب ندرة الذين يؤمنون أن النظر إلى المستقبل لابد أن يعتمد على أمرين: نقد صارم للماضي ونظر دقيق للمستقبل، أعتقد أن الراحل اجتهد كثيراً لتأسيس هذه القاعدة.

الدفاع بشراسة

أما الدكتور فلاح المديرس فقد عبّر عن حزنه الشديد بوفاة الدكتور أحمد البغدادي، مؤكداً أن برحيله فقدت حركة التنوير في الكويت أحد أبرز رموزها الأشداء الذي اشتهر بمجابهته لقوى التخلف مدافعاً بشراسة عن مبادئه، معلناً التحدي والتصدي للتيار الديني وخاض معارك كثيرة. وأضاف: «كانت تربطني علاقة صداقة وزمالة وطيدتين إذ كان من الأصدقاء المقربين إلى نفسي وكذلك تزاملت معه منذ عام 1981 في جامعة الكويت، وكنا نناقش أمور الحياة بمختلف أشكالها».

كما تحدث عن الدراسات المشتركة مع الراحل، مبيناً أنه قدم بحثين الأول بعنوان توجهات الرأي العام في الكويت، والآخر التصنيف السياسي لأعضاء مجلس الأمة.

الفكر والتنوير

وفي مفتتح حديثه، أكد الباحث عقيل عيدان ضرورة المحافظة على الإرث الفكري الذي تركه البغدادي، متمنياً مواصلة نهجه الذهني الذي استمر في الدفاع عنه خلال العقود الفائتة، مشيراً إلى أبرز صفاته وحبه للحياة والإنسانية وروحه الفكة والنكتة الحاضرة، والتزامه بالتحصيل العلمي ومواظبته على الحضور في الوقت المحدد.

وأضاف: «سيبقى فكر البغدادي وإن غاب جسداً، سيبقى الدكتور الذي علمنا احتراف الحرية، الحرية في التفكير والحرية في القول والحرية في الكتابة، ورغم ما يشاع أنه متشائم فإنه كان متفائلاً والتشاؤم والغضب كان سببه الفكر وانحسار الأمور العقلية والذهنية في المجتمع، وتعدي الأصولية على أفكار المجتمع الكويتي، كان الراحل يغرس عبر مقالاته أوتاد الفكر والتنوير».

كما أشار عيدان إلى أن ثمة مشروعاً مشتركاً كان بصدد الإعداد له يتناول السيرة النبوية.

من أقواله:

• الرؤية السلفية رؤية «نصية»، وبالتالي جامدة يتدخل فيها التفسير والتأويل، من دون النظر إلى اعتبارات الواقع.

• على المستوى الاجتماعي، تجمع الكويت بين «التحديث» والرؤية الدينية، وبالتالي الذي يمتلك القدرة على تنفيذ أهدافه هو الأكثر نجاعة وفاعلية في فرض أجندته ومفاهيمه.

• من خلال عملي في الجامعة على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، لم أصادف أكثر من عشرين أو ثلاثين طالباً اطّلعوا على الدستور.

• من تجربتي وقراءاتي، أؤكد أن أي شعب يفشل في مضمار الحضارة يلجأ إلى الدين أو التاريخ، ليعوّض عن خسارته.

• عندما يتم التعامل مع النص من خلال مبدأَي «العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب» و«لا اجتهاد في وجود النص»، تضيق بنا الآفاق الرحبة ونعجز عن الامتداد إلى الخارج.

• المشكلة أننا نعتقد أن معيار السياسة الخارجية هو ذاته معيار السياسة الداخلية، بينما يختلف الأمر تماماً.

• لا يحضر الناس للإفادة من خطبة الجمعة، إنما لأنه واجب عليهم، لذلك كثر منهم يأتون في الخطبة الثانية.

أمير الدهاء
08-12-2010, 06:24 AM
مات صاحب الضمير والنفس الأبية

كتب أحمد الصراف :


تعود معرفتي بالصديق المرحوم أحمد البغدادي الى سنوات طويلة. وفي عام 1999، وبعد أن توطدت صداقتنا فكريا وعرفنا طينة بعضنا، قدم لي مخطوط كتاب جديد له بعنوان «تجديد الفكر الديني.. دعوة لاستخدام العقل» وطلب مني مراجعته والتعليق عليه، وبعد أسبوع أعدت له المخطوط طالبا منه إعفائي، لاعتقادي أن المراجع وكاتب المقدمة يجب أن يكون أكثر علما ومعرفة من المؤلف، أو على الأقل مساويا له، في موضوع الكتاب!

وبما أنني لست هذا ولا ذاك، فلن أكتب مقدمته، وعليه نشره كما هو، فمد يده شاكرا ولم يقل شيئا! وعندما أبلغني الصديق طالب المولى بخبر وفاته تذكرت تلك الواقعة، وشعرت، ولا أزال أشعر، كأن شيئا مني قد مات!

إن رحيل هذا الرجل الكبير، قامة ومقاما، سيترك فراغا لا أعتقد أن أحدا من «مفكري» الكويت وكتابها وأدبائها وسياسييها يستطيع ملأه بسهولة، فقد كان أبو أنور فريدا في مكانته متحدثا جيدا وصاحب مقال صحفي ورأي واضح وحر، وباحثا متعمقا ومؤلفا متمكنا، والأهم من كل ذلك، وهذا ما لا نجده في غالبية أو كل زملائه الأكاديميين وحتى رفاق دربه، هو وضوح مواقفه السياسية والعقائدية والدينية، وثباتها في العشرين سنة الأخيرة، وهي الفترة التي عرفته في الجزء الأعظم منها.. عن قرب!

قد لا يكون أحمد البغدادي الوحيد الذي يستحق لقب «مفكر كويتي»، ولكن مكانته أكبر من أن تختزل في مقال أو خطبة أو مرثية تُقال أو لقب يُمنح، فقد كان قمة في أشياء كثيرة، وكان يتسم بجرأة نادرة وشجاعة في قول الحق من دون تردد، وكان صاحب موقف، فقد رفض بكل إباء مختلف المغريات والعروض المادية التي لم يستطع الآخرون، الأكثر غنى منه، مقاومتها، وكنا نتشاور في العروض التي كانت ترده بالظهور على هذه القناة أو بالكتابة في تلك الصحيفة، وكنا نشد من أزر بعضنا في رفض تلك الإغراءات!

ربما لا يعرف الكثيرون عن البغدادي سوى أنه كاتب مقال صحفي جريء، وكان في السنوات الأخيرة يكتب في جريدة السياسة، التي منحته هامش حرية يليق بمكانته، ولكن عندما يأتي اسم الكويت في أي حفل سياسي أو منتدى أو تجمع ثقافي يطفو اسمه على السطح، فهو المدافع الإنساني والكاتب الليبرالي والداعية العلماني والملتزم والأكاديمي، وسجين الرأي، الوحيد ربما، والحقيقي، في تاريخ الكويت، وفوق هذا كان متدينا لا تفوته صلاة ولا شهر صيام، ولم تعرف الخمرة طريقها لجوفه، ولسنا هنا في معرض مدحه أو ذمه، بقدر أهمية تبيان ذلك لكل أولئك الذين كالوا له مختلف التهم وأساؤوا اليه بشتائمهم وطعنوا في شخصه ومعتقده وصحة تدينه، ولم يترددوا في تكفيره وملاحقته وتلفيق مختلف التهم له وايذائه في أهله ورزقه، لا لشيء إلا لأنه كان يوما منتميا، حزبيا، لهم، وكان بالتالي يعرف «خمال سلفهم» و«ألاعيب إخوانهم» ومداهناتهم وتلفيقاتهم المشبوهة.

أحمد البغدادي لم يكن كاتبا صحفيا عاديا، بل كان «ادوارد سعيد» الكويت، ولم يكن باحثا عاديا في التراث، بل «محمد عابد الجابري» الكويت، ولم يكن متحدثا ومفكرا فقط بل كان أيضا «أدونيس» الكويت، ولاشك أن من كانوا يعارضونه وينتقدونه من المتأسلمين يشعرون الآن كم هم صغار أمام حجج ومواقف هذا الرجل الذي لم تستطع كل أموالهم شراءه بأي ثمن.. فسلام عليك يا صديقنا الكبير أينما تكن.

< كتاب «تجديد الفكر الديني»، ممنوع تداوله في الكويت ولكن مادته تدرس في جامعة تونس.

أحمد الصرافhabibi.enta1@gmail.com