المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باريسولا لاميسوس خليلة «الطاغية» تكشف جزءاً من علاقتها معه في كتابها الجديد: «حياتي مع صدام»



القمر الاول
08-05-2010, 01:23 AM
2010/08/04

http://www.alwatan.com.kw/resources/media/images/47678_e.png
(Alwatan)


بقلم: الكسندر اساندلز:

1-2

لولا طبق الـ «تبولة»، التي هي من مقبلات الطعام الشهيرة في سورية ولبنان والشرق الاوسط عموما، لكانت حياة باريسولا لامبسوس مختلفة تماما اليوم.

ففي امسية من ليالي صيف عام 1968، تلقت لامبسوس دعوة لطيفة من جارتها جينا للمشاركة في حفل عشاء يقيمه زوجها في حديقة المنزل. ارتدت لامبسوس، التي كانت في ذلك الوقت في ربيعها السادس عشر ثوبا قرنفلي اللون مع ربطة شعر من نفس هذا اللون. وبعد ان زينت معصميها وكاحليها بإسوارات وخلاخيل ذهبية، لم تنس ان تضع شيئا من عطرها المفضل: «جيه ريفيان» قبل ان تقفز فوق سياج نباتي منخفض يفصل بين منزلها ومنزل مضيفها وهي تحمل طبقا من التبولة بيدها لتجد نفسها فجأة امام رجل يرتدي بذلة حريرية من اللون الازرق وقميصا ابيض بلون الثلج. ولتخفيف حالة الارتباك التي اطبقت عليها، سارع الرجل وقدم نفسه اليها قائلا: صدام حسين.
كان صدام في ذلك الوقت في عامه الحادي والثلاثين وشخصية مهمة في حزب البعث.

وتقول لامبسوس الآن انها لم تكن تعرف في ذلك الوقت من هو صدام حسين لكنها وجدت نفسها مفتونة به. فمن غرفة المعيشة الواسعة ببيت جينا، التي كان يتردد في جنباتها صوت المغني الامريكي الشهير فرانك سيناترا، وهو يشدو بأغنية «ستريتجرز ان ذا نايت» «غرباء بالليل» من شريط كاسيت بدأت ما تصفه لامبسوس بأعقد واطول علاقة رومانسية استمرت ثلاثة عقود مع ديكتاتور العراق السابق.

تصف لامبسوس، التي بلغت الآن الـ 57 من العمر، وباتت تعيش تحت اسم ماريا، تصف بالتفصيل في كتابها الجديد: حياتي مع صدام هذه العلاقة، وكيف كانت تعيش في الظل بعيدا عن الاضواء، غير ان النقاد يعتبرون ما ورد في هذا الكتاب الذي صدر باللغة السويدية وبيع في 10 بلدان حتى الآن، مجرد خيال جامح. لكن موقع «بابل وما وراءها» الالكتروني تمكن من اجراء حوار مع لامبسوس التي تعيش منذ سنوات عدة تحت اسم مستعار في بلدة صغيرة بالريف السويدي بعد ان اطلقت عليها وسائل الاعلام سابقا لقب «خليلة صدام».

جاء السؤال الاول على النحو التالي:

كيف كان شعورك كخليلة لصدام حسين؟

لم يرق هذا السؤال لها بالطبع لأنها وجدت فيه وصفا غير ملائم على ما يبدو لعلاقتها بهذا الرجل الذي تم اعدامه في نهاية المطاف عام 2006. وذكرت لامبسوس انها كانت مختلفة عن عشيقات صدام الآخريات اللواتي يقال انه كان على علاقة معهن، فقد كانت فتاة من فئة رفيعة تتحدث العربية، اليونانية، الانجليزية والفرنسية، وتنحدر من أسرة طيبة.

تقول لامبسوس: كان صدام ينظر اليَّ بشكل مختلف، وكنت بدوري احب البساطة، ولا اسعى للمال، واحب ان أكون نفسي دائما، ولم أتغير من اجل ارضاء أي انسان آخر. وفي هذا الاطار، اكدت لامبسوس على اصالة اسرتها والمواقع التي شغلتها هي في اللجنة الاولمبية العراقية.
ويبدو ان صدام احب ما تتمتع به هذه المرأة من صفات، فقد كانت بالنهاية كما يقال «الخليلة» التي احتفظ بها لفترة هي الاطول بالمقارنة مع علاقاته بغيرها من النساء.

ومهما يكن الامر، يمكن القول ان كتاب لامبسوس الاخير يترك اسئلة كثيرة دون رد، كما تتخذ قصتها منعطفات دراماتيكية تجعل قصص هوليوود الجاسوسية شيئا باهتا بالمقارنة. لذا، لم يكن مفاجئا ان يقول بعض النقاد ان قصتها ليست سوى حلم بالكامل، وانها مجرد شخصية انتهازية تبحث عن الثروة اذ كيف يمكن لامرأة تعيش في الخفاء وتخشى من انعكاسات روايتها ان تضع صورتها على غلاف كتابها الاخير؟

بيد ان لامبسوس هزئت خلال اللقاء معها بهذا الانتقاد، وتحدثت حول تقارير الاخبار التي وصفت حياتها مع صدام، وكيف انها كانت كفصل من فصول رواية «ألف ليلة وليلة»، غير ان لامبسوس لم تقدم اية صور تجمعها مع صدام، كما لم تقدم أي دليل آخر يؤكد علاقتها معه كالرسائل على سبيل المثال، لكن بعض التقارير اشارت ان الجنود الامريكيين عثروا على صورها عندما اغاروا على «كوخ الحب» العائد لصدام عام 2003.

بدا واضحا وهي تروي قصتها انها كانت فتاة ساذجة وفاتنة تنحدر من اسرة ثرية مسيحية يونانية لها جذور في بيروت والحقيقة ان شكلها واسلوب لباسها وفساتينها التي كانت تشتريها من بيروت اكسبها لقب «أميرة بغداد». وكان والدها قد حصل على عمل بمرتب جيد في صناعة النفط التي كانت تنمو بسرعة في العراق، ولذا انتقل مع عائلته من بيروت، حيث ولدت لامبسوس، الى بغداد.
عاشت لامبسوس في العاصمة العراقية حياة وردية على ما يبدو فقد كانت تحضر حفلات الطبقة المخملية في المجتمع العراقي، وتقضي ايامها باسترخاء على اطراف بركة السباحة في نادي العلوية الراقي مع اسرتها واصدقائها.

في تلك الايام عاشت لامبسوس حياة سهلة مرحة انطلقت في دروبها بخفة وحيوية، لكن قبضة صدام الحديدية ما لبثت ان اطبقت على عالمها حيث كان هناك دوما من يراقبها كما تقول.
صحيح انه كان يقطع اتصاله معها لفترات طويلة، لكنها كانت دوما تحس بوجوده، وكانت تعلم انه لابد ان يتعقبها ان عاجلا أو آجلا، لقد كان رجلا خطيرا له وجود في كل مكان وما كان ليسمح لها ابدا ان تغادر العراق أو تتركه شخصيا.

وتقول لامبسوس انها حينما تزوجت رجلا ارمنيا ثريا يدعى سيروب تضايق صدام من ذلك، وزج به بالسجن وجرده من كل ممتلكاته.

بعد هذا، تمكن سيروب بفضل بعض الشخصيات النافذة في السلطة من الهرب الى بيروت خشية من غضب صدام، واختفى عن الانظار بينما بقيت لامبسوس في بغداد مع طفلتيها ليزا وأليكي. ويقال ان احد ابناء صدام اغتصب واحدة من بناتها حينما كانت في الخامسة عشرة.

تعريب: نبيل زلف