المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ربِ رَحماك .. إن روحي تذوي ...



هبة الله
05-09-2003, 04:07 AM
ربِّ رُحْمـَاكَ إنَّ روحي تذوي *** وفؤادي يـذوبُ شيئاً فشيَّا ...
وأراني أعيـشُ في غمرةِ الأوهامِ *** ظمـآن لا أَرى لـي ريَّـا ...
ما أنا .. ما الحياة .. ما الروحُ عندي *** غيرُ سرِّ يبدو لـديَّ خفـيّا ...
لا أرى في الحيـاة إلاَّ خـيالاً *** مضمـحلاً تحسـُّهُ مقلـتيّا ...

***

ربِّ رُحماك قد ضللتُ طريقي *** والهدى فاهـدني صراطاً سـويَّا ...
أنا مالي أسعى وألتمس الدَّربَ *** ولا أبصـرُ الشُّعاع المـُضِيَّا ...
أنا في حَيْـرةٍ أفكِّرُ في ذاتِـي *** كأنـِّي أتيـتُ أمــراً فريـّا ...
أنا يـَا ربِّ تائِـهٌ وغريـبٌ *** لا يرى في الـحياةِ ورْداً هنـَّيا ...

***
أنا مـالـي وللمـحيـطِ فـكم *** يجني على فـكرتي ويقـُسو عـليَّا ...
جئْـتُهُ والـحياةُ تبـسِمُ نـحوي *** والأمـاني تـمـوجُ بـينَ يديّـا ...
وشعـاعُ الآمـال يبعـث في روحي ***شعَاعـاً من المـنى عبـقـريّا ...
وشراعُ الأحلام يخـفق في قلـبي *** فيـوحي لـي الـخـيال السـنيّا ...
أتهاوى ما بـين أحلامي البيـضِ *** وأشـدو مع الـدُّجـى والثُـريّـا ...
فإذا بـي أرى الحـياة ظـلامـاً *** وصبـاحَ الأحـلام ليـلاً دجـيـَّا ...
والأماني تموتُ في قبـضةِ الـحزن *** وتـذوي علـى لـظـى شـفتيّـا ...
وأراني أعيـش في سجـنه الـداجـي *** وحيداً بـين الأنـامِ شقـيّا ...
ربّ رحماك أنت قـدرت لـي ذاك *** فهب لي إن شئت قلبـاً رضـيّا ...

***

ربِّ رُحـماك ما لقلـبي وللحزنِ *** ولمَّا يـزل كروحي طـريَّا ...
صِغْتَهُ من عصـارةِ الألم الـذاوي *** فؤاداً من الأسـى شاعرياً ...
ثمَّ أودعْتَ فيه من روعةِ الوحي *** خيالاً عَذْبَ الـمواردِ حـيَّا ...
وبعثـتَ الشُّعور فيـه رقيـقاً *** وسكَبْـتَ الشَّبابَ فيـه فتيّا ...
فمضى يصهرُ العـذابَ نشيداً *** ويصوغُ الآهاتِ لـحناً شجياً ...

***

ويناجيك في ابتهـالٍ مع اللَّـيلِ *** فتهمي الدُّموعُ من نـاظريَّا ...
لم يجـدْ في الوجـودِ قلباً حنوناً *** فأنـلِْه حنـانَك العُلْوِيـَّا ...
هكذا هـكذا يعـيشُ بدنـَياهُ *** يعـاني شقـاءَه السَّرمدِيَّا ...
ثم يذوي على الضلوعِ من الوجدِ *** ويلـقي نِـدَاه في أُذْنيـّا ...
خفقةً خفقةً ويهوي مع الـرُّوحِ *** فيلـقى هـدوئه الأبـدِيَّا ...

* لسماحة السيد .. محمد حسين فضل الله ...
* المصدر : http://www.bayynat.org/www/arabic/kasaed/index.htm