جمال
07-16-2010, 06:47 AM
محمد قبازرد.. سيرة الأوائل
http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/07/16/6a0efb19-f403-4711-999a-8b420069e483_main.jpg
http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/07/16/0e799508-7e5d-4cf2-93c7-e93e3ad30fb5.jpg
شخصية اجتماعية بارزة.. جمع صاحبها بين العمل الحكومي والتجارة وعضوية مجلس الأمة.. بالإضافة الى الحضور الاجتماعي والابداع بالهوايات والثقافة الغزيرة.
محمد حسين علي قبازرد.. المولود في الكويت عام 1918 في ظل أسرة كريمة.
تتلمذ على عدد من المعلمين.. منهم الاستاذ ميرزا حسن الشيرازي في المدرسةالاهلية، وقد درس على يديه اللغة العربية والنحو وكان في العاشرة من عمره. بعدها درس على يد أستاذ آخر هو السيد عمر السيد عاصم الازميري، حيث درس عنده اللغة الانكليزية الى جانب العربية، وتعلم على يديه اللغة التركية لشغفه في المزيد من الاطلاع.
دخل ميدان العمل في سن مبكرة، حيث كان في السادسة عشرة من العمر عندما عمل موظفا في دائرة الجمارك.. وما زال يتدرج من عمل الى آخر في الدائرة، حتى عين مديرا لشركة النقل والتنزيل الكويتية المعروفة باسم «حمال باشي».. وفي عام 1953 قامت الحكومة بتأميم الشركة وتحويلها الى دائرة حكومية باسم دائرة الموانئ، وقد تم تعيين المغفور له الشيخ خالد العبدالله السالم الصباح رئيسا للدائرة، وعين المرحوم محمد قبازرد مديرا للميناء وجاسم العنجري مساعدا له.
ومن خلال عمله الطويل في الجمارك والموانئ أحب محمد قبازرد عمله.. ولاحظ منذ سنوات شبابه الأولى طريقة العمل في الميناء.. فحضرته العديد من الافكار وراودته الآمال من اجل انشاء ميناء عصري وحديث في الكويت.. وقد كتب مقالا في مجلة كاظمة نشر في عدد سبتمبر 1948 تحت عنوان «حاجة الكويت إلى مرفأ» ذكر فيه حاجة الكويت الماسة إلى إقامة المنشآت البحرية التي من شأنها أن تؤمن حركة الملاحة والتجارة والعمل.. وذلك يكمن في إنشاء مرفأ عام يكفل لأكبر البواخر التجارية ان ترسو فيه كي تكون في مأمن من تقلبات الجو والعواصف، من خلال بناء الارصفة الملائمة لرسو البواخر والسفن لتفريغ حمولاتها بصورة مستمرة.
وكان سبب كتابته للمقال انه سمع ان الحكومة يومها عازمة على أن تبني ميناء في منطقة شرق.. فاقترح ان يكون الميناء في مكان أكثر امنا، وهو الشويخ التي تتمتع بغزارة مائها وموقعها الهادئ من العواصف لوقوعها بين ساحلين قريبين يجعل منها ميناء مناسبا بعيدا عن المدينة. وبالفعل تم العدول عن الفكرة السابقة، وبني ميناء جديد في منطقة الشويخ.
وقد استمر محمد قبازرد في منصبه كمدير لادارة الموانئ حتى 20 يونيو 1961 عندما نقل الى دائرة المالية والاقتصاد كمسؤول عن دائرة النفط (مكتب حكومة الكويت العام لشؤون النفط في الاحمدي) ليعتبر بذلك اول مواطن كويتي مسؤول عن دائرة النفط.
السفر والنيابة
وفور استقلال الكويت في 19 يونيو 1961.. بدأت التهديدات العراقية الجوفاء حول تبعية الكويت للعراق.. ورأت الحكومة في ذلك الحين ان ترسل وفودا الى جميع دول العالم لشرح قضية الكويت واستقلالها.. وكان محمد قبازرد احد اعضاء الوفد الذي كلف بالتوجه الى دول شرق آسيا، ومثّل الكويت خير تمثيل.
ولا يخفى ان السفر كان من هواياته، فكان منذ مطلع الخمسينات يجول بين دول العالم حبا للاستطلاع والاستمتاع.
وبالمناسبة نذكر ان المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح كان قد اوعز للمرحوم محمد قبازرد ان يمثله شخصيا في عام 1954 في مؤتمر دول ما وراء البحار الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن.
وكان عضوا في مجلس ادارة بنك الكويت المركزي عند تأسيسه في عام 1968، والذي كان يرأسه الاستاذ حمزة عباس ميرزا اول محافظ للبنك المركزي.
وعند وضع الدستور والدعوة الى انتخابات مجلس الامة في يناير 1963، قام بترشيح نفسه عن الدائرة الانتخابية الاولى (الشرق)، وفاز بالمركز الاول بجدارة، اذ حصل على 828 صوتا.. ويعتبر محمد قبازرد اول نائب وعضو مجلس امة في تاريخ الكويت، حيث حل في المركز الاول في الدائرة الاولى في اول انتخابات نيابية في تاريخ الكويت الحديث.. وانتخب عضوا في اللجنة المالية والاقتصادية بالمجلس.
ولم يكتب له النجاح بعد ذلك، حيث خسر انتخابات مجلس 1967 بحصوله على 491 صوتا في المركز السابع، وخسر ايضا في انتخابات مجلس 1975، حيث حصل على 635 صوتا وحل في المركز السادس.
هواية التصوير
يرتبط اسم محمد قبازرد مع هواية التصوير، حيث يعتبر من رواد التصوير السينمائي، فقد بدأ مع التصوير في عام 1941، حيث كانت بدايته مع التصوير الفوتوغرافي في وقت كان فيه تداول آلة التصوير ينحصر في عدد لا يتجاوز اصابع اليد من الهواة، ثم ما لبث ان تمرس في التصوير السينمائي في عام 1948 بافلام 16 ملم ثم افلام 8 ملم وبعدها سوبر 8 ملم.
ولم يكتف بالتصوير في الكويت، حيث لم تفارقه كاميرات التصوير السينمائي خارج الكويت، حيث سجّل مشاهداته على أشرطة السينما المتحركة، ابتداء بالصور الأبيض والأسود ثم بالألوان، فالألوان مع الصوت بفضل تقنية آلات التصوير.
وكان من أبرز انجازاته أن أنتج فيلما وثائقيا عن الكويت أسماه «الكويت بين الأمس واليوم» وتجدر الإشارة إلى أنه كان هو المصور والمنتج، وكان يقوم أيضا بإعداد وتحضير التعليق باللغتين العربية والإنكليزية لجميع أفلامه الخاصة بأسفاره. وكان يقوم بتحميض جميع أفلامه في بريطانيا. وقد تم تقدير مجموع الأمتار الطولية لأفلامه بحوالي 40 كيلو مترا مصورا خلال 25 عاما.
وقد أنتج عدة افلام استطلاعية، وهي:
1ــ أوروبا.
2ــ حول العالم في 90 يوما.
3ــ آسيا الوسطى.
4ــ الشرق الأقصى.
5ــ روسيا وجاراتها.
6ــ بلاد الأندلس.
وقد علّق على تلك الأفلام بنفسه شخصيا، وتراوحت مدة عرض الأفلام بين ساعة واحدة وثلاث ساعات.
وكان ــ رحمه الله ــ يصور المناسبات الرسمية في الكويت، على هامش زيارة رؤساء الدول للكويت والمناسبات الشعبية والترفيهية والاجتماعية، وجلسات الدواوين والحفلات.
وكانت آخر أعماله السينمائية في عام 1973.
وأنشأ في عام 1968 قاعة خاصة للعرض السينمائي في منزله بالمنصورية، كي يشارك ضيوفه في مشاهدة أعماله السينمائية.
ومحمد قبازرد كان مثقفا بارزا وقارئا متميزا.. فمنذ صباه الباكر طالع كتب الأدب والشعر والفلسفة، وتصفح تاريخ الحضارات، وقرأ كتب الأديان مرورا بالعلوم العامة، وكان ديوانه منتدى أدبيا مساء كل أربعاء يجتمع لديه أصدقاؤه وأهل العلم والفضل والأدب إلى جانب العلماء ورجال الدين، وتدور الأحاديث عن الأدب والشعر ومختلف فنون العلم.
وقد تعلم لغات عدة، منها: الانكليزية والفرنسية والفارسية، والتركية.. كما أجاد التحدث بالأوردو والروسية.
ولم يغفل محمد قبازرد عن مد يد العون للمحتاجين، فأنشأ صندوقاً خيرياً شيد من خلاله المساجد ودور الرعاية الصحية والمؤسسات التعليمية في عدة دول اسلامية في آسيا وافريقيا والشرق الاقصى والولايات المتحدة الاميركية وكندا.. وساهم في طباعة وتوزيع مؤلفات باللغة العربية واللغة الانكليزية تتضمن مبادئ الدين الاسلامي الحنيف. وقد انتقل الى جوار ربه في 22 يونيو 1987 اثر مرض عضال عن 69 عاماً.
بقلم: منصور حاجي إسماعيل خالدي
Bo_jumanah@hotmail.com
http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/07/16/6a0efb19-f403-4711-999a-8b420069e483_main.jpg
http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/07/16/0e799508-7e5d-4cf2-93c7-e93e3ad30fb5.jpg
شخصية اجتماعية بارزة.. جمع صاحبها بين العمل الحكومي والتجارة وعضوية مجلس الأمة.. بالإضافة الى الحضور الاجتماعي والابداع بالهوايات والثقافة الغزيرة.
محمد حسين علي قبازرد.. المولود في الكويت عام 1918 في ظل أسرة كريمة.
تتلمذ على عدد من المعلمين.. منهم الاستاذ ميرزا حسن الشيرازي في المدرسةالاهلية، وقد درس على يديه اللغة العربية والنحو وكان في العاشرة من عمره. بعدها درس على يد أستاذ آخر هو السيد عمر السيد عاصم الازميري، حيث درس عنده اللغة الانكليزية الى جانب العربية، وتعلم على يديه اللغة التركية لشغفه في المزيد من الاطلاع.
دخل ميدان العمل في سن مبكرة، حيث كان في السادسة عشرة من العمر عندما عمل موظفا في دائرة الجمارك.. وما زال يتدرج من عمل الى آخر في الدائرة، حتى عين مديرا لشركة النقل والتنزيل الكويتية المعروفة باسم «حمال باشي».. وفي عام 1953 قامت الحكومة بتأميم الشركة وتحويلها الى دائرة حكومية باسم دائرة الموانئ، وقد تم تعيين المغفور له الشيخ خالد العبدالله السالم الصباح رئيسا للدائرة، وعين المرحوم محمد قبازرد مديرا للميناء وجاسم العنجري مساعدا له.
ومن خلال عمله الطويل في الجمارك والموانئ أحب محمد قبازرد عمله.. ولاحظ منذ سنوات شبابه الأولى طريقة العمل في الميناء.. فحضرته العديد من الافكار وراودته الآمال من اجل انشاء ميناء عصري وحديث في الكويت.. وقد كتب مقالا في مجلة كاظمة نشر في عدد سبتمبر 1948 تحت عنوان «حاجة الكويت إلى مرفأ» ذكر فيه حاجة الكويت الماسة إلى إقامة المنشآت البحرية التي من شأنها أن تؤمن حركة الملاحة والتجارة والعمل.. وذلك يكمن في إنشاء مرفأ عام يكفل لأكبر البواخر التجارية ان ترسو فيه كي تكون في مأمن من تقلبات الجو والعواصف، من خلال بناء الارصفة الملائمة لرسو البواخر والسفن لتفريغ حمولاتها بصورة مستمرة.
وكان سبب كتابته للمقال انه سمع ان الحكومة يومها عازمة على أن تبني ميناء في منطقة شرق.. فاقترح ان يكون الميناء في مكان أكثر امنا، وهو الشويخ التي تتمتع بغزارة مائها وموقعها الهادئ من العواصف لوقوعها بين ساحلين قريبين يجعل منها ميناء مناسبا بعيدا عن المدينة. وبالفعل تم العدول عن الفكرة السابقة، وبني ميناء جديد في منطقة الشويخ.
وقد استمر محمد قبازرد في منصبه كمدير لادارة الموانئ حتى 20 يونيو 1961 عندما نقل الى دائرة المالية والاقتصاد كمسؤول عن دائرة النفط (مكتب حكومة الكويت العام لشؤون النفط في الاحمدي) ليعتبر بذلك اول مواطن كويتي مسؤول عن دائرة النفط.
السفر والنيابة
وفور استقلال الكويت في 19 يونيو 1961.. بدأت التهديدات العراقية الجوفاء حول تبعية الكويت للعراق.. ورأت الحكومة في ذلك الحين ان ترسل وفودا الى جميع دول العالم لشرح قضية الكويت واستقلالها.. وكان محمد قبازرد احد اعضاء الوفد الذي كلف بالتوجه الى دول شرق آسيا، ومثّل الكويت خير تمثيل.
ولا يخفى ان السفر كان من هواياته، فكان منذ مطلع الخمسينات يجول بين دول العالم حبا للاستطلاع والاستمتاع.
وبالمناسبة نذكر ان المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح كان قد اوعز للمرحوم محمد قبازرد ان يمثله شخصيا في عام 1954 في مؤتمر دول ما وراء البحار الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن.
وكان عضوا في مجلس ادارة بنك الكويت المركزي عند تأسيسه في عام 1968، والذي كان يرأسه الاستاذ حمزة عباس ميرزا اول محافظ للبنك المركزي.
وعند وضع الدستور والدعوة الى انتخابات مجلس الامة في يناير 1963، قام بترشيح نفسه عن الدائرة الانتخابية الاولى (الشرق)، وفاز بالمركز الاول بجدارة، اذ حصل على 828 صوتا.. ويعتبر محمد قبازرد اول نائب وعضو مجلس امة في تاريخ الكويت، حيث حل في المركز الاول في الدائرة الاولى في اول انتخابات نيابية في تاريخ الكويت الحديث.. وانتخب عضوا في اللجنة المالية والاقتصادية بالمجلس.
ولم يكتب له النجاح بعد ذلك، حيث خسر انتخابات مجلس 1967 بحصوله على 491 صوتا في المركز السابع، وخسر ايضا في انتخابات مجلس 1975، حيث حصل على 635 صوتا وحل في المركز السادس.
هواية التصوير
يرتبط اسم محمد قبازرد مع هواية التصوير، حيث يعتبر من رواد التصوير السينمائي، فقد بدأ مع التصوير في عام 1941، حيث كانت بدايته مع التصوير الفوتوغرافي في وقت كان فيه تداول آلة التصوير ينحصر في عدد لا يتجاوز اصابع اليد من الهواة، ثم ما لبث ان تمرس في التصوير السينمائي في عام 1948 بافلام 16 ملم ثم افلام 8 ملم وبعدها سوبر 8 ملم.
ولم يكتف بالتصوير في الكويت، حيث لم تفارقه كاميرات التصوير السينمائي خارج الكويت، حيث سجّل مشاهداته على أشرطة السينما المتحركة، ابتداء بالصور الأبيض والأسود ثم بالألوان، فالألوان مع الصوت بفضل تقنية آلات التصوير.
وكان من أبرز انجازاته أن أنتج فيلما وثائقيا عن الكويت أسماه «الكويت بين الأمس واليوم» وتجدر الإشارة إلى أنه كان هو المصور والمنتج، وكان يقوم أيضا بإعداد وتحضير التعليق باللغتين العربية والإنكليزية لجميع أفلامه الخاصة بأسفاره. وكان يقوم بتحميض جميع أفلامه في بريطانيا. وقد تم تقدير مجموع الأمتار الطولية لأفلامه بحوالي 40 كيلو مترا مصورا خلال 25 عاما.
وقد أنتج عدة افلام استطلاعية، وهي:
1ــ أوروبا.
2ــ حول العالم في 90 يوما.
3ــ آسيا الوسطى.
4ــ الشرق الأقصى.
5ــ روسيا وجاراتها.
6ــ بلاد الأندلس.
وقد علّق على تلك الأفلام بنفسه شخصيا، وتراوحت مدة عرض الأفلام بين ساعة واحدة وثلاث ساعات.
وكان ــ رحمه الله ــ يصور المناسبات الرسمية في الكويت، على هامش زيارة رؤساء الدول للكويت والمناسبات الشعبية والترفيهية والاجتماعية، وجلسات الدواوين والحفلات.
وكانت آخر أعماله السينمائية في عام 1973.
وأنشأ في عام 1968 قاعة خاصة للعرض السينمائي في منزله بالمنصورية، كي يشارك ضيوفه في مشاهدة أعماله السينمائية.
ومحمد قبازرد كان مثقفا بارزا وقارئا متميزا.. فمنذ صباه الباكر طالع كتب الأدب والشعر والفلسفة، وتصفح تاريخ الحضارات، وقرأ كتب الأديان مرورا بالعلوم العامة، وكان ديوانه منتدى أدبيا مساء كل أربعاء يجتمع لديه أصدقاؤه وأهل العلم والفضل والأدب إلى جانب العلماء ورجال الدين، وتدور الأحاديث عن الأدب والشعر ومختلف فنون العلم.
وقد تعلم لغات عدة، منها: الانكليزية والفرنسية والفارسية، والتركية.. كما أجاد التحدث بالأوردو والروسية.
ولم يغفل محمد قبازرد عن مد يد العون للمحتاجين، فأنشأ صندوقاً خيرياً شيد من خلاله المساجد ودور الرعاية الصحية والمؤسسات التعليمية في عدة دول اسلامية في آسيا وافريقيا والشرق الاقصى والولايات المتحدة الاميركية وكندا.. وساهم في طباعة وتوزيع مؤلفات باللغة العربية واللغة الانكليزية تتضمن مبادئ الدين الاسلامي الحنيف. وقد انتقل الى جوار ربه في 22 يونيو 1987 اثر مرض عضال عن 69 عاماً.
بقلم: منصور حاجي إسماعيل خالدي
Bo_jumanah@hotmail.com