المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باول يقر بصعوبة الانتخابات وبلير بخطأ تسريح الجيش وأبي زيد يحذر من حرب طويلة



سيد مرحوم
09-27-2004, 08:34 AM
باول يقر بصعوبة الانتخابات العراقية وبلير بخطأ تسريح الجيش
أبي زيد لا يتكهن بنصر ويحذر الأمريكيين من "حرب طويلة"
بغداد، واشنطن، لندن "الخليج"، سوزانا طربوش، وكالات:


حفلت الساعات ال 24 الماضية بسلسلة من الاعترافات المثيرة من قبل مسؤولين امريكيين وبريطانيين وعراقيين تنزع الأوهام عن حقيقة الوضع في العراق. فقد اعترف وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بأن اعمال العنف تتفاقم، وبأن هناك صعوبات في اجراء الانتخابات في موعدها. واعترف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بارتكاب أخطاء في العراق خصوصاً المسارعة الى تفكيك الجيش. كما أقر بأن معلومات الاستخبارات حول اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة كانت خطأ. واعترف الرئيس العراقي غازي الياور بأن الحكومة المؤقتة فشلت في تحقيق الأهداف المنشودة.
وانضم قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جون أبي زيد المشرف على احتلال العراق الى القائمة أمس بالاعتراف بأنه لا يستطيع التكهن بتحقيق “النصر” بحلول يناير/كانون الثاني (موعد الانتخابات). وقال انه لا يستطيع التكهن أيضاً بأنها ستجرى بنسبة 100% في كل ارجاء العراق. وأضاف على الشعب الأمريكي ان يتهيأ لحرب طويلة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وفيما يدرس المجلس الوطني المؤقت في بغداد اليوم استجواب وزراء واحتمال اعلان حال الطوارىء في المدن المناهضة للاحتلال، اسفرت المواجهات والقصف الأمريكي عن سقوط 75 قتيلاً وجريحاً في انحاء العراق.

وأكد باول أمس ان أعمال العنف التي يقوم بها مسلحون في العراق تتفاقم. وقال في حديث تلفزيوني أمس ان هؤلاء المقاتلين مصممون على عرقلة الانتخابات العراقية. وأضاف: “أعمال العنف تتفاقم وعلينا تكثيف جهودنا لدحر المسلّحين”. وفي حديث تلفزيوني آخر اعترف باول ان تنظيم الانتخابات في أنحاء العراق كافة قد يكون صعباً.

وذكر باول ان المؤتمر الدولي حول الانتخابات العراقية الذي اقترحه رئيس الحكومة العراقية اياد علاوي سيعقد خلال الفترة بين أكتوبر/ تشرين الأول وأوائل نوفمبر/ تشرين الثاني في مدينة عربية، وأشار الى القاهرة أو عمان، وقال: ان المؤتمر الذي سيكون الإعداد له جيداً سيناقش الوضع في العراق وكيفية جعل دول الجوار أكثر فاعلية في تحقيق السلام والأمن في العراق.

واعترف بلير بأن قوات الاحتلال ارتكبت أخطاء فادحة في العراق، منها تفكيك الجيش. وأقر بأن معلومات الاستخبارات حول الأسلحة المحظورة التي يملكها الرئيس العراقي السابق صدام حسين كانت خاطئة. لكنه رفض الاعتذار عن دخول بلاده الحرب الى جانب حليفتها الولايات المتحدة. واعتبر ان سياسة “الضربات الوقائية” ما زالت صالحة ويمكن استخدامها مجدداً ضد دول أخرى.

ورسم باول أمس “خريطة طريق” لهجوم أمريكي مقبل. وقال ان الجيش الأمريكي سيهاجم على الأرجح الرمادي وسامراء قبل الفلوجة التي وصفها بأنها “الأصعب”.

واعترف الرئيس العراقي الياور بأن الحكومة المؤقتة فشلت في تحقيق المأمول منها منذ توليها السلطة في نهاية يونيو/ حزيران الماضي. وأشار الى أن نتائج عمل الحكومة لا تستجيب للتطلعات. وعزا الاخفاق الى نقص الأمن والقوى الخارجية والقرارات الخاطئة التي اتخذتها قوات الاحتلال قبل تسليم السلطة.

وقال الجنرال ابي زيد، في مقابلة تلفزيونية امس، انه لا يستطيع التكهن بأن كل ارجاء العراق ستتمكن من المشاركة في الانتخابات. وأضاف: “لا أتكهن بتحقيق النصر بحلول يناير/كانون الثاني في نهاية الانتخابات. ما أتكهن به هو اننا سنجري انتخابات وسنحارب حتى نجري الانتخابات. ستكون صعبة وشاقة لكنها ستقربنا خطوة صوب النصر المنشود الذي يتحقق حين يسيطر العراقيون على مصيرهم”. وقال: “باعتقادي ان الانتخابات ستجرى في الغالبية العظمى من أرجاء البلاد. لا استطيع التكهن بنسبة 100% بأن كل الأماكن سيتاح فيها إجراء انتخابات حرة ونزيهة وسلمية. افترض انه ستكون هناك مناطق معينة من البلاد سيتعين خوض حرب من أجل السيطرة عليها حتى يمكن إجراء الانتخابات”.

وفيما شكك الشيخ حارث الضاري رئيس “هيئة علماء المسلمين” في العراق في ما إذا كان الامريكيون سيسمحون للمناهضين للاحتلال بالفوز في الانتخابات، قال ألان آبني المتحدث باسم البيت الابيض امس ان البيت الابيض درس سراً مساندة المرشحين الموالين للاحتلال في العراق، لكنه قرر العدول عن ذلك على رغم ان ادارة بوش تشتبه بأن دولاً أخرى تسعى للتأثير في نتيجة الانتخابات العراقية. واشار تحديداً الى “أموال متدفقة من ايران”. وكان وزير الخارجية باول قد أكد أمس ان دعم المرشحين الموالين للاحتلال سيكون مكشوفاً من خلال تقديم مساعدات “بناء القدرة” لأحزاب.

وعلى صعيد آخر، يستأنف المجلس الوطني العراقي اليوم (الاثنين) جلساته باستجواب عدد من الوزراء، منهم وزير الداخلية فلاح النقيب المطالب بتقديم بيان عن اسباب التدهور الأمني الذي تعيشه البلاد. وأكدت المصادر أن جلسات الاستماع ستكون مخصصة لمناقشة ومداولة الوزراء حول أسباب الاخفاقات المتكررة التي تعانيها بعض الوزارات، كما سيناقش المجلس مجموعة أوراق تقدمت بها اللجان البرلمانية، وسيجرى استكمال مناقشة عدد من القضايا التي بقيت معلقة منذ الاسبوع الماضي وأبرزها موضوع إلغاء “هيئة اجتثاث البعث”.

وكان المجلس الوطني العراقي قد أوصى الاسبوع الماضي بفرض قانون الطوارىء في المناطق التي تشهد مواجهات بشكل شبه يومي وضرورة إنهاء المجازر في المدن العراقية كافة، وقيام وزارة الثقافة والهيئة العليا للإعلام بإعداد خطة إعلامية.