المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعالوا نتعرف على دلائل خطاب رامسفيلد في انسحاب جيشه قبل انهاء السلام في العراق ؟



سيد مرحوم
09-26-2004, 01:49 PM
تعالوا نتعرف على دلائل خطاب رامسفيلد في انسحاب جيشه قبل انهاء السلام في العراق ؟

أرض السواد - سليم حيدر الموسوي



لنقف قليلا في حادثة الحادي عشر من ايلول عام 2001 حيث بداية سياسة امريكية كونية جديدة " الحرب على الارهاب في كل مكان" . نحاول الاجابة على السؤال من كان المستفيد الفعلي من هذه الحادثة في الولايات المتحدة الامريكية ؟ ادارة بوش وصقورها ديك تشيني ورامسفيلد وولفوفيتش وبيرل وكل مؤسساتهم من محافظين جدد وبروتستانت متصهينين ، اللوبي الصهيوني الامريكي المتطرف ؛ كل الكارتلات الصناعية العسكرية ومشتقاتها ؛ اصحاب النظريات "صراع الحضارات " هيتنغتون ، فوكوياما، غاليبرايت. والمستفيد منه في الشرق الاوسط اسرائيل شارون ومتطرفيه . لقد تجمعوا كل هؤلاء في زمان ومكان حادثة الحادي عشر من ايلول وكأنها صدفة لاتحدث الا مرة واحدة من عمر الكون . فطبقت كل الخطط الموضوعة التي سبقت هذه الحادثة ذات الامكانيات الهائلة والتفكير الجهنمي بأمساك زمام الامور في داخل الولايات الامريكية بتعميم القوانين ذات الطابع الطوارئي واشاعة الخوف بين الناس وان لم تكن معنا انت ضدنا وانتهينا في احتلال افغانستان والعراق . هذه مقدمة لكي نعطي لنفسنا التفسير المنطقي الذي نعتقد به لتصريح رامسفيلد الاخير .

ان حادث الحادي عشر من ايلول وبواسطة زيف الاعلام الموجه هيأ نفسية المجتمع الامريكي على روح الانتقام من الذين يدعى اسلامين فاعلي هذه الحادثة الكبيرة في تاريخ الامريكان وعلى تقديم التضحيات الجسام ليس كالسابق والقبول بخوض معارك في الخارج على "الارهابين" حتى ولو كلف ذلك مئات او الوف من الضحايا الامريكان وبالمعدات .

في مرحلة متقدمة من الحملة الانتخابية لكيري ضد بوش تكشف الكثير من فجوات واخطاء في سياسة ادارة بوش وخصوصا في العراق بدئا في اكذوبة تملك العراق لسلاح التدمير الشامل وخطر النظام السابق في العراق على العالم وزج امريكا في مستنقع العراق فلقد بدأ المرشح كيري اخيرا خنق بوش في قضية هذه الورطة واكاذيب ادارة بوش ووضع خطة سحب جيشه من العراق لمدة اربع سنوات في حال فوزه في الانتخابات وهذه النقطة تلقى صدى واسع وارتياح في اوساط المجتمع الامريكي . وكان رد رامسفيلد وهو معروف بصلافته الصريحة كشخص متعجرف بان يطرح فكرة تخفيض القوات الامريكية في العراق لكي يسحب البساط من تحت المرشح كيري وتقليل من شأن مقترحه الاخير . اذ قال رامسفيلد امام اياد علاوي ان فكرة اعادة السلام بالكامل للعراق قبل تخفيض وجود قواتنا هناك فكرة غير معقولة وان هذا البلد كان غير قابل للسلام ولن يكون كذلك ، لايوجد بلد في العالم يرغب بمشاهدة قوات اجنبية على ارضه ، وكلما زدت بضخامة الجيش الاجنبي كلما زدت في العدد لحمايته من الناحية اللوجيستية وغيرها وكلما زدت من كراهية شعب ذلك البلد لك لانك تتدخل في شؤونهم الداخلية ، لذلك يجب ايجاد توازن في العدد لكي نتوصل الى الاهداف المرجوة وان العراقين يأخذوا زمام امورهم بنفسهم .

هذا التصريح يتباين جدا مع تصريح رئيسه بوش الذي يقول مرارا وتكرارا نحن باقون في العراق الى ان تنتهي مهمتنا في اعادة السلام هناك وكذلك يناقض بعض الشئ مع تصريحه نفسه كوزير للدفاع الذي صرح به قبل سويعات بأننا مستعدون ارسال قوات اضافية لحماية امن الانتخابات في العراق .

ان هكذا تصريح ليس موجها الى العراقين والعالم وانما للناخب الامريكي بالذات حيث كيري بدا بالتصعيد ضد بوش في خصوص العراق ووضع خطة سحب جيشه في فترة اربع سنوات وكان رد رامسفيلد لكيري الغير معروف معالمه الزمنية وحدوده العددية وهو تصريح انتخابي فقط وان الامور جارية على اتمها بقتل العراقين وحروب المدن كما هو الحال وعلى المقاومة العراقية دك رؤوس الاحتلال بدون توقف .

نستشف من هكذا تصريح ان الانتخابات الامريكية قد بينت لنا ان قضية سحب الجيش "الهزيمة" الامريكي من العراق هو موضوع مركزي في الحملة الانتخابية لاهميته هذا ما يجب ان نستخلصه الان . ان المزايدات امام الناخب الامريكي هو من الذي يقدم الاقتراح (اسرع صورة للخروج من الورطة العراقية) هو سيفوز في الانتخابات هذا معنى تصريح المتغطرس رامسفيلد. ولكن لانذهب بعيد ان احتلال العراق صحيح جدا مكلف للامريكان على اكثر من صعيد ولكن علمتنا التجارب ان هذه الذئاب لن تترك فريستها بالصورة التي نتوقعها. ان ذئاب رامسفيلد وادارته وشارون وقطعانه المتطرفين كانت لهم كالمان والسلوى وقعت من السماء الحادي عشر من ايلول ولن تتكرر بعد ، فهناك ما يكفي في جعبتهم من جرائم في العراق ومكان اخر . نعم تصريحاتهم كلها تخبط في تخبط وهذا نصر للمقاوم العراقي الذي العالم كله مدين له ، نعم ان امريكا الوحش الكاسر اصبح الوحش المكسور في العراق ويعود الفضل لتضحيات وصبر شعبنا العراقي العظيم . لقد قطع ذيل الذئب الامريكي في العراق ولكنه قرر ان يبقى ..نعم سيبقى غاطسا في وحل ورمال العراق اذا فاز بوش مرة ثانية .