مشاهدة النسخة كاملة : وفاة فقيه آل بيت محمد ...سماحة السيد فضل الله
بهلول
07-04-2010, 12:09 PM
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
انا لله وانا اليه راجعون
لقد توفي سماحة المرجع الاسلامي الكبير سماحة السيد فضل الله وانتقلت روحه الى العلياء
الى جنات الخلد يا أبا علي
مع اجدادك الطاهرين
ولينتقم الباري عزو وعجل من كل من آذاك وأعان عليك وافترى
عزاؤنا لامام الزمان واهل بيته الطاهرين
yasser
07-04-2010, 12:14 PM
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
انا لله وانا اليه راجعون
السلام
07-04-2010, 12:25 PM
اذاعت الخبر أغلب وكالات الانباء العالمية وكذلك موقعه الرسمي بينات
http://arabic.bayynat.org.lb/
ومنتدى منار للحوار يعزي اسرة الفقيد ومحبيه والعالم الاسلامي بهذا المصاب الجلل
إنا لله وإنا اليه راجعون
الدكتور عادل رضا
07-04-2010, 12:32 PM
رحم الله المرحع الاسلامي السيد محمد حسين فضل الله
أنا لله و أنا اليه لراجعون
الدكتور عادل رضا
07-04-2010, 01:12 PM
وفاة فضل الله المرجع الشيعي في لبنان
Sun Jul 4, 2010 8:09am GMT
اطبع هذا الموضوع[-] نص [+]
1 / 1تكبير للحجم الكاملبيروت (رويترز) - قالت مصادر طبية إن المرجع الشيعي في لبنان آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله أحد أكبر رجال الدين الشيعة في البلاد توفي يوم الاحد بعد معاناة مع المرض عن 74 عاما.
ويحظى فضل الله بشعبية واسعة بين المسلمين الشيعة وسرعان ما امتدت شعبيته إلى دول اسيا الوسطى والخليج وكان من المؤيدين للثورة الاسلامية في ايران. كما إنه اعتبر المرشد الروحي لحزب الله اللبناني في السنوات الاولى بعد تأسيسه عام 1982 .
وكان فضل الله من أشد المنتقدين للولايات المتحدة اذ غالبا ما كان ينتقد السياسات الامريكية في الشرق الاوسط ولا سيما تحالفها مع اسرائيل في العديد من خطب صلاة الجمعة.
وكان معروفا في الاوساط الدينية الشيعية بالاعتدال في وجهات نظره الاجتماعية خاصة بشأن النساء.
وأصدر عدة فتاوى أو أراء دينية بارزة من بينها تلك التي تحظر على الشيعة عادة ضرب الرؤوس بآلات حادة اثناء مراسم عاشوراء احياء لمقتل الامام الحسين حفيد النبي محمد.
وكان فضل الله أدخل إلى قسم العناية المركزة في المستشفى الأسبوع الماضي اثر تعرضه لنزيف داخلي.
وتضرع المصلون إلى الله أثناء صلاة الجمعة الماضية من أجل شفائه في مسجد الامامين الحسنين في الضاحية الجنوبية حيث كان يعيش وحيث كان يصلي.
© Thomson Reuters 2010 All rights reserved
الدكتور عادل رضا
07-04-2010, 01:13 PM
الاعلان عن وفاة المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله
عام 04/07/2010 11:58:00 ص
بيروت 4 7 (كونا) -- اعلن هنا اليوم عن وفاة المرجع الديني الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله اثر نزيف داخلي حاد.
وكان المكتب الاعلامي لفضل الله اعلن رسميا في مؤتمر صحافي وفاته عن عمر يناهز 75 عاما قضاها في العلم والفقه والعمل الاجتماعي.
يذكر ان فضل الله ادخل الى مستشفى بهمن في بيروت قبل عدة ايام اثر نزيف داخلي حاد تعرض له.(النهاية) ا ي ب /ش ط كونا041158 جمت يول 10
الدكتور عادل رضا
07-04-2010, 01:17 PM
عزّا النائب عدنان عبدالصمد الأمة الإسلامية بوفاة سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله وقال أفنى السيد حياته في سبيل تعزيز الوحدة الإسلاميةوفي سبيل إظهار سماحة الدين الاسلامي واعتداله،إنا لله وإنا إليه راجعون
بدوره قال النائب عدنان المطوع نبلغ تعازينا للأمة الاسلامية بوفاة العلامة الجليل حسين فضل الله الذي كان له الكثير من الأفكار والأعمال التي أثرى بها الاسلام وعزز بها وحدته
وساق النائب د.يوسف الزلزلة من بيروت تعازيه للامة الاسلامية جمعاء بوفاة سماحة العلامة الكبير السيد محمد حسين فضل الله حيث سيشيع جثمانه الطاهر يوم الثلاثاء
من جهتها بلغت النائبة د. معصومة المبارك تعازيها للأمة الاسلامية بوفاة العلامة الجليل حسين فضل الله الذي أثرى الفقه الإسلامي فكرا وإعتدالا .
وقالت قد فقدنا عالما ومفكرا وسطيا معتدلا وإنا لله وإنا إليه راجعون
هذا واعلن في العاصمة اللبنانية بيروت عن وفاة العلامة والمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله وكان آية الله فضل الله قد ادخل المستشفى منذ اسبوعين تقريبا وهو يعاني من مرض في الكبد الا ان حالته تدهورت امس السبت حيث اصيب بنزيف داخلي
zoom تعزي جميع الأمة الإسلامية بفقدان هذا العالم والمرجع الكبير وتسأل الله أن يلهم أهله وذويه ومحبيه ومريديه الصبر والسلوان .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
هذا واعلن معاونو العلامة محمد حسين فضل الله (75 عاما) ان المرجع الشيعي توفي اليوم الاحد في مستشفى بهمن حيث كان يعالج من نزيف داخلي
وكان فضل الله ادخل الى العناية الفائقة في مستشفى في الضاحية الجنوبية لبيروت "لاصابته بنزيف داخلي" فجر الجمعة.
وقد اصيب السبت بنزيف جديد.
ويشكل فضل الله منذ اكثر من اربعين عاما، مرجعية بارزة في المذهب الشيعي وله اتباع في لبنان وخارجه.
ولد محمد حسين فضل الله في مدينة النجف في العراق عام 1935 حيث كان والده عبد الرؤوف فضل الله قد هاجر إليها من لبنان لتلقّي العلوم الدينية، وأمضى مع أسرته فيها فترات طويلة.
ونشأ فضل الله في النجف وبدأ دراسته الدينية في سن مبكر مع والده، ومنذ بلوغه السادسة عشرة تقريباً، تتلمذ على ايدي مراجع دينية معروفة كأبي القاسم الخوئي ومحسن الحكيم ومحمود الشاهرودي.
عاد الى لبنان عام 1966 ليؤسس حوزة علمية عرفت بحوزة المجلس الشرعي الاسلامي. وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي بات المرجع الروحي لحزب الله عند تأسيسه بعد ان شارك مع غيره من رجال الدين الشيعة في اللقاءات التى ادت الى تأسيس هذا الحزب.
تعرض فضل الله لمحاولة اغتيال عام 1983 حيث فجرت سيارة مفخخة قرب منزله ما ادى الى سقوط العشرات وقد اتهم فضل الله الولايات المتحدة واسرائيل بالوقوف وراء عملية الاغتيال ردا على تفجير مقر قوات البحرية الامريكية (المارينز) قبل محاولة الاغتيال باشهر.
ولكن، وفي عام 1991، وبعد انتخاب عباس الموسوي امينا عاما للحزب خلفا للشيخ صبحي طفيلي، اختلف فضل الله مع حزب الله حول تبنيه مبدأ ولاية الفقيه الذي اعتمد في اطار العلاقة الوثيقة مع ايران.
وخرج خلاف فضل الله مع حزب الله الى العلن منذ ذلك الحين وادى الى ابعاده عن الزعامة الروحية للحزب ليصبح مرجع تقليد مستقل.
وتفرغ فضل الله منذ ذلك الحين للامور الفقهية والدينية حيث كان انتاجه غزيرا، كما ان لديه عدة اصدارات شعرية.
ولكن بالاضافة الى ذلك، عرف فضل الله بنشاطه في حقل العمل الخيري وتأسيس جمعيات خيرية لاهداف اجتماعية كرعاية الايتام والفقراء والمعوقين والمكفوفين والصم والبكم.
على الصعيد الفقهي، تميز فضل الله ببعض الفتاوى التى اصدرها ولاسيما منها اعتماده على تحديد اول ايام شهر رمضان بصورة علمية وليس من خلال استطلاع الهلال بالعين المجردة.
وكان فضل الله يحدد في غالبية الاوقات اول ايام رمضان قبل يوم مما يحدده المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وكان الكثيرون يرضخون لفتاويه.
ودأب فضل الله حتى وفاته على اتمام صلاة الجمعة في احد المساجد في الضاحية الجنوبية وقد كانت خطبة الجمعة هذه مناسبة للقائه مع اتباعه واعلان مواقفه في السياسة والدينية .
هذا وكان النائب د. يوسف الزلزلة قال امس من مستشفى بهمن في بيروت أن سماحة السيد فضل الله يشرف عليه كادر طبي متخصص وأن حالته الصحية الآن في وضع خطر تحتاج الى رحمة الله وعنايته ودعوات المؤمنين له بالشفاء .
هذا وأكد مسؤولون بمستشفى بهمن اللبنانية حيث يرقد العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن حالة السيد فضل الله مستقرة، ولا صحة عن ما أثير بأن حالته ميؤوس منها.
وكان قد ادخل العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله الى مستشفى في إحدى مستشفيات بيروت "لاصابته بنزيف داخلي" فجر اليوم الجمعة، حسب ما افاد مكتبه الاعلامي.
وافاد مسؤول في المكتب ان السيد فضل الله "ادخل الى المستشفى لاصابته بنزيف داخلي"، مشيرا الى ان "الاطباء يتابعون وضعه ولا يؤكدون شيئا"، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.
وولد فضل الله في نوفمبر 1935 في العراق الذي كان والده آية الله عبد الرؤوف فضل الله هاجر اليه لتلقي العلوم الدينية.
وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سن مبكرة جدا، ثم تحول الى استاذ للفقه والاصول في الحوزة العلمية الكبرى في النجف.
عاد الى لبنان العام 1966، فأسس حوزة "المعهد الشرعي الاسلامي"، وشكل بذلك نقطة البداية لكثير من طلاب العلوم الدينية. وقد تخرج على يديه كثير من العلماء البارزين في الوسط اللبناني، بحسب ما يقول موقع "بينات" الالكتروني الذي يديره مكتبه. ولا يزال المعهد قائما حتى اليوم.
ومنذ اكثر من ثلاثين عاما، يشكل السيد فضل الله مرجعية بارزة في المذهب الشيعي وله اتباع في لبنان وخارجه.
الدكتور عادل رضا
07-04-2010, 01:19 PM
وفاة المرجع الشيعي 'فضل الله' في بيروت
تكبير الخط7/4/2010 الآن - وكالات 10:34:33 am
المرجع الشيعي محمد حسين فضل اللهاعلن في العاصمة اللبنانية عن وفاة المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله.
وكان آية الله فضل الله قد ادخل المستشفى منذ اسبوعين تقريبا وهو يعاني من مرض في كبد، الا ان حالته تدهورت امس السبت حيث اصيب بنزيف داخلي.
النجف
ولد محمد حسين فضل الله في مدينة النجف في العراق عام 1935 حيث كان والده عبد الرؤوف فضل الله قد هاجر إليها من لبنان لتلقّي العلوم الدينية، وأمضى مع أسرته فيها فترات طويلة.
ونشأ فضل الله في النجف وبدأ دراسته الدينية في سن مبكر مع والده، ومنذ بلوغه السادسة عشرة تقريباً، تتلمذ على ايدي مراجع دينية معروفة كأبي القاسم الخوئي ومحسن الحكيم ومحمود الشاهرودي.
عاد الى لبنان عام 1966 ليؤسس حوزة علمية عرفت بحوزة المجلس الشرعي الاسلامي. وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي بات المرجع الروحي لحزب الله عند تأسيسه بعد ان شارك مع غيره من رجال الدين الشيعة في اللقاءات التى ادت الى تأسيس هذا الحزب.
تعرض فضل الله لمحاولة اغتيال عام 1983 حيث فجرت سيارة مفخخة قرب منزله ما ادى الى سقوط العشرات وقد اتهم فضل الله الولايات المتحدة واسرائيل بالوقوف وراء عملية الاغتيال ردا على تفجير مقر قوات البحرية الامريكية (المارينز) قبل محاولة الاغتيال باشهر.
ولكن، وفي عام 1991، وبعد انتخاب عباس الموسوي امينا عاما للحزب خلفا للشيخ صبحي طفيلي، اختلف فضل الله مع حزب الله حول تبنيه مبدأ ولاية الفقيه الذي اعتمد في اطار العلاقة الوثيقة مع ايران.
خلاف
وخرج خلاف فضل الله مع حزب الله الى العلن منذ ذلك الحين وادى الى ابعاده عن الزعامة الروحية للحزب ليصبح مرجع تقليد مستقل.
وتفرغ فضل الله منذ ذلك الحين للامور الفقهية والدينية حيث كان انتاجه غزيرا، كما ان لديه عدة اصدارات شعرية.
ولكن بالاضافة الى ذلك، عرف فضل الله بنشاطه في حقل العمل الخيري وتأسيس جمعيات خيرية لاهداف اجتماعية كرعاية الايتام والفقراء والمعوقين والمكفوفين والصم والبكم.
على الصعيد الفقهي، تميز فضل الله ببعض الفتاوى التى اصدرها ولاسيما منها اعتماده على تحديد اول ايام شهر رمضان بصورة علمية وليس من خلال استطلاع الهلال بالعين المجردة.
وكان فضل الله يحدد في غالبية الاوقات اول ايام رمضان قبل يوم مما يحدده المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وكان الكثيرون يرضخون لفتاويه.
ودأب فضل الله حتى وفاته على اتمام صلاة الجمعة في احد المساجد في الضاحية الجنوبية وقد كانت خطبة الجمعة هذه مناسبة للقائه مع اتباعه واعلان مواقفه في السياسة والدينية .
الدكتور عادل رضا
07-04-2010, 01:25 PM
الأحد 22 رجب 1431هـ - 04 يوليو 2010م
يعتبر من أكثر علماء الشيعة انفتاحاً على التيارات الأخرى
وفاة المرجع الشيعي في لبنان فضل الله عن عمر يناهز 74 عاماً
محمد حسين فضل الله
دبي-(العربية) حسين شحادة
قالت مصادر طبية إن المرجع الشيعي في لبنان آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله أحد أكبر رجال الدين الشيعة في البلاد توفي يوم الأحد 4-7-2010 عن 74 عاما.
وكان السيد محمد حسين فضل الله قد ولد في مدينة النجف الأشرف جنوب العاصمة العراقية بغداد في تشرين الثاني( نوفمبر) من عام 1935.
وفي سن التاسعة بدأ دراسته في حوزتها إلى حين بلوغه السادسة عشر ليبدأ تلقي دروسا في بحث الخارج وهي درجة عليا في العلوم الدينية لدى الطائفة الشيعية.
فضل الله الذي يعتبر من أكثر علماء الشيعة انفتاحاً على التيارات الأخرى بدأ التدريس العلمي كأستاذ للفقه والأصول في النجف، ومن ثم شرع في تدريس بحث الخارج منذ ما يقارب العشرين عاماً ويحضر دروسه طلاب من شتى أنحاء العالم الإسلامي عموماً والعربي على وجه الخصوص وتخرج على يديه كثير من علماء الشيعة البارزين.
في العام 1966 غادر فضل الله العراق ليتوجه إلى لبنان ويؤسس حوزة المعهد الشرعي الإسلامي وجمعيات خيرية ومبارات للأيتام.
ولم تخل مسيرة فضل الله الشاقة من العمل السياسي فبالإضافة إلى موقعه كعضو بارز في مجلس فقهاء حزب الدعوة العراقي مارس دور المرشد الروحي لحزب الله خلال فترة انطلاق الحزب وقد تعرض لمحاولات اغتيال عدة أبرزها تفجير استهدف منزله في الضاحية الجنوبية لبيروت في منطقة بئر العبد عام 1985، وابتعد بعد سنوات عن حزب الله نتيجة تباينات في وجهات النظر حول المرجعية الدينية.
في عام 1996 أنشأ مسجدا أطلق عليه اسم مسجد الحسنين في الضاحية الجنوبية لبيروت ومنه واصل فضل الله إلقاء خطبه وعظاته الدينية ومواقفه السياسية وعرف بفتاواه المتنورة وكان أوّل من دعا إلى إثبات هلال شهر رمضان من خلال الأرصاد وعلم الفلك.
دراسته في النجف وتأثره بحوزتها برزت في آرائه المخالفة لنظرية ولاية الفقيه التي طبقها الإمام الخميني لينشأ في هذه المرحلة خلاف على مرجعيته بيد أنه ظل يحظى باحترام الجميع.
الدكتور عادل رضا
07-04-2010, 01:31 PM
رحم الله السيد فضل الله و أسكنه فسيح جناته
الدكتور عادل رضا
07-04-2010, 02:33 PM
توفي المرجع الإسلامي الكبير السيد محمد حسين فضل الله , توفي جسدا مخلفا ورائه هذا التراث الثقافي الكبير الذي يحتوي كتب حركية و ثقافية و روحانية و دعوية و اجتماعية و سياسية و موسوعات فقهية و تفاسير حركية ثورية للقران الكريم أنطلق مع القران ليستنبط منه نظريات الحراك السياسي و الاجتماعي لمن يريد أن يتحرك مع الإسلام علي أرض الواقع بعيدا عن أسطورة هنا و خرافة هناك و ارتزاق للدين هنالك .
و كتب تقرأ التاريخ لا لكي يعيش مع التاريخ بل لكي ينطلق من التاريخ إلي المستقبل لكي يصنع الحاضر و لكي يزيل شوائب التاريخ عن التاريخ.
و توفي السيد جسدا بعد أن أسس من المؤسسات الاجتماعية الكثير......الكثير التي من خلالها حمي المظلوم و نصر المستضعف و أمن الحياة لمن تركتهم الدولة لكي يواجهوا مصيرهم المجهول , فكان السيد فضل الله بفكره الحركي المؤسساتي الحاضن لمشاكل هؤلاء من خلال مؤسسات أسست علي المال الشرعي تحرك معها السيد فضل الله لتحريك أموال الخمس الشرعية ليبني المؤسسات و المرافق التي تعبر عن الفكر الحركي الإسلامي عندما يتحرك علي الواقع فيخلق جيلا ثائرا علي الظلم في كل مكان و يحمي جيلا أخر من الضياع في مكان أخر.
و ليثبت للعالم أن الإسلام الحقيقي هو نظرية و تطبيق و هو شعار يتحرك من خلال تطبيق النظرية الإسلامية علي الواقع من خلال المؤسسة.
و ليقول للعالم أن الإسلام ليس الخرافة و ليس الدجل و ليس الأسطورة أن الإسلام هو الشعار و النظرية و التطبيق.
أن تكون مسلما هو أن تكون رجل الحوار و إن تكون ممن يفكرون بتجرد بعيدا عن موروث اجتماعي أو موروث ثقافي أن الإسلام كما تعلمناه من السيد فضل الله هو الحوار للوصول إلي الحقيقة فالحقيقة بنت الحوار.
لا مقدس في الحوار و ليس هناك سؤال سخيف أو سؤال تافه.
أبو الأيتام هذا هو لقب السيد الجليل فضل الله, كم من الألوف حماهم السيد من الضياع, كم من المعوقين الذين أهملتهم الدولة رعاهم السيد بمؤسساته الشرعية التي خلق معها دورة لرأس المال تدوم و تعمر و تبني و تخلق الإنسان الواعي.
و أنطلق السيد فضل الله لحراكه السياسي ليؤسس الحركة الإسلامية في العراق مع رفيقيه الشهيدين محمد صادق الصدر و محمد باقر الصدر و ليتحركوا من أجل أسلام حركي يكون معه الإنسان يعيش دينه بحجم العالم و ليكون ذلك الإنسان الاممي الكوني الذي يحمل هم الفرد و المجتمع و يكون معه الإسلام تلك النظرية العالمية الصانعة للسعادة.
و كانت أنتقالة السيد فضل الله إلي أرض لبنان لينطلق مع جيل أسسه و رباه و رعاه ليكون هذا الجيل نواة قيادات و قاعدة المقاومة الإسلامية في لبنان التي صنعت الانتصار و خلقت العزة و أذاقت العدو الصهيوني الذل المر.
حاولوا مع السيد فضل الله أن يغتالوه جسديا فكانت المحاولات الكثيرة المعلن عنها و غير المعلن , و عندما فشل السقطة من القوم من اغتيال الجسد لتتوقف الحركة , حاولوا اغتياله فكريا بإثارة الغبار من هنا و هناك , باتهامات واهية و تافهة سقطت مع صمود الفكر الاسلامي الحركي أمام حملات الإسقاط و التشويه و الإثارة التي حاولت إسقاط الفكر بعد أن فشلت في إسقاط الحركة عن طريق اغتيال المؤسس.
حراك اجتماعي و سياسي و ثقافي أنطلق معه السيد منذ أن بدأ يتحرك علي الساحة و ألان توقف القلب الكبير عن الخفقان و لكن الحركة العالمية الدولية الاممية التي أسسها علي مدي أكثر من خمسين عاما ها هي تحقق الانتصار في لبنان و ها هي تتقدم في مواقعها علي أكثر من بلد و موقع و ها هو فكر السيد يؤثر في هذا و ذاك ممن يريدون فكر إسلاميا حركيا واقعيا يعيشون معه التدين و لا يناقضون معه حركة التاريخ و عيش الحاضر صناعة المستقبل.
لقد عاش السيد فضل الله مع الإسلام ليجعل منه النظرية العالمية التي تصنع السعادة للفرد و المجتمع و ليخرج نظرية الإسلام من الخرافة و الخزعبلات و الأساطير إلي الواقع و الحقيقة و إلي جو التطبيق العملي علي أرض الواقع.
لقد عاش السيد فضل الله للإسلام و مات و لا يحمل في قلبه ألا هم الإسلام.
لقد كان السيد يطبق أفكاره و يتحرك بكل ما أوتي له من القدرة من خلال جميع مواقع القوة المتاحة لديه و في كل مرة يوقفه المرض ينتصر السيد علي المرض و يعود إلي أحبابه ليقول لهم:
فلنبدأ من جديد.
و لكن المرض أنتصر علي فضل الله الجسد , و لكن يبقي فضل الله الفكر و فضل الله الثقافة و فضل الله الثورة الإسلامية العالمية باقية كشعلة تضي الصدور لتكتمل بها حرارة الإيمان لتخلق الحركة الصانعة للتغيير المطلوب.
رحل الجسد و ستبقي الثورة الإسلامية......
رحم الله أبانا و معلمنا و أستاذنا و ملهمنا و مرجعنا و قائدنا
رحم الله السيد محمد حسين فضل الله و أنا لله و أنا أليه لراجعون.
الدكتور عادل رضا
علي علي
07-04-2010, 03:50 PM
رحم الله سماحة السيد
الان نقل مجلس العزاء على قناة المنار اللبنانية مباشر
اما قناة الانوار فصمت القبور
أمير الدهاء
07-04-2010, 04:00 PM
الى روح وريحان وجنة ورضوان
ارتاح السيد وترك لنا التعب
انتم السابقون ونحن اللاحقون
فاطمي
07-04-2010, 04:07 PM
تقرير مصور عن مراسم تأبين العلامة فضل الله في لبنان
اقيمت في بيروت مراسم تأبين العلامة السيد محمد حسين فضل الله الذي وافاته المنية اليوم الاثنين عن عمر ناهز 75 عاما.
http://www.mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/552526_orig.jpg
http://www.mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/552525_orig.jpg
http://www.mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/552523_orig.jpg
http://www.mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/552524_orig.jpg
http://www.mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/552522_orig.jpg
http://www.mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/552521_orig.jpg
الصور من / وكالة مهر للانباء
فاطمي
07-04-2010, 04:09 PM
حزب الله: رحيل فضل الله خسارة كبيرة وسيبقى علمه وجهاده نبراسا للمجاهدين
وصف حزب الله رحيل العلامة المجاهد السيد محمد حسين فضل الله في بيان اصدره بهذه المناسبة , بانها خسارة كبيرة مع تأكيده ببقاء علمه وجهاده ومواقفه نبراساً للمجاهدين الاحرار.
وافادت وكاله مهر للانباء نقلا عن قناة المنار الفضائية ان بيان حزب الله اكد ان فقد لبنان والأمة الإسلامية والعالم بأسره العلامة المجاهد آية الله سماحة السيد محمد حسين فضل الله(تغمَّده الله تعالى بواسع رحمته)، العالِمَ الإسلامي الكبير الذي ملأ الساحة بعلمه وجهاده ومواقفه وتربيته ومؤلفاته، وهو الذي وقف بكل جرأة ووضوح نصيراً للمقاومة ضد العدو الصهيوني وللمجاهدين الأبطال، حيث تشهد الساحة تحديه وتصديه للإحتلال وأفعاله الإجرامية، والأثمان التي دفعها نتيجة لمواقفه، وعبَّر عن رفضه لمؤامرات الاستكبار.
واضاف البيان لقد كان العلامه فضل الله من أبرز الداعين والملحِّين إلى الوحدة الإسلامية محارباً التفرقة والفتنة، وعاش مع الناس في شؤونهم وشجونهم وتوجيهاتهم.
إنها خسارة كبرى لهذا الرمز الذي تحتاجه ساحتنا، وإذا فُقِد العالم ثُلِمَت ثَلمةٌ في الإسلام لا يسدُّها شيء، وانَّا لله وانَّا اليه راجعون، وسيبقى علمه وجهاده ومواقفه نبراساً للمجاهدين الأحرار.
./انتهى/
فيثاغورس
07-04-2010, 04:19 PM
حقائق عن المرجع الشيعي في لبنان فضل الله
توفي المرجع الشيعي في لبنان آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله احد اكبر رجال الدين الشيعة في البلاد يوم الاحد بعد معاناة مع المرض عن 74 عاما.
وفيما يلي بعض الحقائق عن فضل الله:
-- كان من المؤيدين للثورة الاسلامية في ايران واعتبر المرشد الروحي لحزب الله لدى تأسيسه عام 1982 . وهو صاحب الخطاب المعادي للصهيونية دعا الى المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان والاراضي الفلسطينية. وتعرض لعدة محاولات اغتيال بما في ذلك انفجار سيارة مغلومة عام 1985 أدى لمقتل 80 شخصا في الضاحية الجنوبية لبيروت. وذكرت تقارير اخبارية امريكية ان الهجوم نفذته وحدة استخبارات لبنانية تلقت تدريبها في الولايات المتحدة بعد سلسلة من الهجمات على أهداف امريكية في لبنان.
-- نأى بنفسه عن قضية احتجاز رهائن غربيين من قبل جماعات اسلامية مسلحة في لبنان خلال فترة الثمانينات قائلا انه ضد عمليات الخطف ودعا مرارا الى الافراج عنهم.
-- اعتبر من اشد المنتقدين للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط وتحالفها مع اسرائيل لكنها اشاد بالرئيس الامريكي باراك اوباما في باديء الامر قائلا انه "لا يعوزه الصدق" عندما قال ان ادارة الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع الاسلام ومع ذلك انتقد في وقت لاحق الادارة الامريكية قائلا انها تخدع العرب والمسلمين عبر ايهامهم بانها ترسم سياسات بعيدة عن سياسات الرئيس السابق جورج بوش.
-- كان معروفا في الاوساط الدينية الشيعية بالاعتدال في وجهات نظره الاجتماعية خاصة بشأن النساء. اصدر عدة فتاوى او اراء دينية بارزة و اصدر عدة فتاوى او اراء دينية ضد جرائم الشرف وكان يقول ان النساء اللواتي يتعرضن لسوء معاملة على ايدي ازواجهن يمكنهن ضرب ازواجهن دفاعا عن النفس.
-- اسس عددا من المدارس الدينية وجمعية المبرات الخيرية وهي مركز لتقديم الخدمات الاجتماعية والطبية لدور الايتام والفقراء. هو كاتب غزير الانتاج الف اكثر من 40 كتابا عن الاسلام والسياسة والمرأة اضافة الى العديد من القصائد الشعرية.
-- ولد فضل الله في مدينة النجف بالعراق عام 1935 حيث درس العلوم الدينية وفقه المنطق واللغة العربية والفلسفة قبل ان ينتقل الى لبنان عام 1966 .
فيثاغورس
07-04-2010, 04:22 PM
"حزب الله" : الحداد ثلاثة أيام بوفاة السيد فضل الله ويدعو الى أوسع مشاركة في التعزية
http://media.farsnews.com/Media/8709/Images/jpg/A0556/A0556766.jpg
وكالات - فارس : اعلن حزب الله لبنان الحداد لمدة ثلاثة ايام بوفاة اية الله السيد محمد حسين فضل اللهو دعا "حزب الله" في بيان، إلى أوسع مشاركة في التعزية والتشييع لجثمان الراحل السيد فضل الله , يذكر ان سماحته انتقل الى رحمة الله صباح اليوم بعد اصابته بنزيف داخلي حاد نقل على اثرها الى المستشفى عدة ايام وصدرت برقيات تعزية بوفاته من جهات رسمية وعلمية .
وقال بيان حزي الله , فقد لبنان والأمة الإسلامية والعالم بأسره العلامة المجاهد آية الله السيد محمد حسين فضل الله ( تغمده الله تعالى بواسع رحمته)، العالم الإسلامي الكبير الذي ملأ الساحة بعلمه وجهاده ومواقفه وتربيته ومؤلفاته، وهو الذي وقف بكل جرأة ووضوح نصيرا للمقاومة ضد العدو الصهيوني وللمجاهدين الأبطال، حيث تشهد الساحة تحديه وتصديه للإحتلال وأفعاله الإجرامية، والأثمان التي دفعها نتيجة لمواقفه، وعبر عن رفضه لمؤامرات الاستكبار. لقد كان من أبرز الداعين والملحين إلى الوحدة الإسلامية محاربا التفرقة
/ نهاية الخبر /
الدكتور عادل رضا
07-04-2010, 04:23 PM
الصفحة الرئيسية : عربي
عن عمر ناهز الـ75
وفاة المرجع الشيعي فضل الله
ارتبط اسم السيد فضل الله بحزب الله حيث كان مرشدا روحيا للحزب في سنواته الأولى (الفرنسية)
أعلنت مصادر طبية في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم وفاة المرجع الشيعي اللبناني آية الله السيد محمد حسين فضل الله عن عمر ناهز الـ75 إثر نزيف داخلي حاد تعرض له قبل أيام.
وقالت مراسلة الجزيرة في بيروت سلام خضر إن فضل الله عانى من أوضاع صحية دقيقة منذ عدة أشهر، وإن حالته الصحية تردت بشكل كبير قبل يومين.
وعقد المكتب الإعلامي للمرجع الراحل مؤتمرا صحفيا أعلن فيه رسميا عن الوفاة.
وقالت مراسلة الجزيرة إنه ينتظر أن يصدر بيان عن الحكومة اللبنانية تنعى العلامة الشيعي وربما تفصح عما إذا كان سيشيع في جنازة رسمية نظرا لمكانة المرجع الراحل.
وكان فضل الله أدخل إلى قسم العناية المركزة في مستشفى "بهمن" في بيروت الأسبوع الماضي إثر تعرضه لنزيف داخلي. وتضرع المصلون إلى الله أثناء صلاة الجمعة الماضية من أجل شفائه في مسجد الإمامين الحسنين في الضاحية الجنوبية حيث كان يعيش وحيث كان يصلي.
وارتبط اسم السيد محمد حسين فضل الله بحزب الله اللبناني حيث كان مرشدا روحيا للحزب في سنواته الأولى بعد تأسيسه عام 1982. وكان من المؤيدين للثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
واشتهر بانتقاداته الحادة للسياسات الأميركية في الشرق الأوسط ولا سيما تحالفها مع إسرائيل. وأدرجت واشنطن اسم فضل الله والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على "قائمة الإرهاب" عام 1995 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.
كما اشتهر المرجع الشيعي الراحل بآرائه الاجتماعية والدينية المعتدلة، ويصفه البعض بأنه مرجعية دينية مستقلة عن المرجعيات الشيعية في مدينة قم الإيرانية والنجف العراقية.
وأصدر عدة فتاوى وآراء دينية بارزة، من بينها تلك التي تحظر على الشيعة عادة ضرب الرؤوس بآلات حادة أثناء مراسم عاشوراء إحياء لمقتل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما.
ويحظى فضل الله بشعبية واسعة بين المسلمين الشيعة. وينتشر مقلدوه في لبنان وآسيا الوسطى ودول الخليج. وولد العلامة الراحل في مدينة النجف العراقية عام 1935 وانتقل إلى لبنان عام 1966.
المصدر: الجزيرة + وكالات
الدكتور عادل رضا
07-04-2010, 04:24 PM
وفاة المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله
كان آية الله فضل الله يعاني من مرض في الكبد
اعلن في العاصمة اللبنانية عن وفاة المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله عن 75 عاما.
وكان آية الله فضل الله قد ادخل المستشفى منذ اسبوعين تقريبا وهو يعاني من مرض في كبد، الا ان حالته تدهورت امس السبت حيث اصيب بنزيف داخلي.
النجف
ولد محمد حسين فضل الله في مدينة النجف في العراق عام 1935 حيث كان والده عبد الرؤوف فضل الله قد هاجر إليها من لبنان لتلقّي العلوم الدينية، وأمضى مع أسرته فيها فترات طويلة.
تحليل - جيم ميور - بي بي سي - بغداد
قد تعتبره الولايات المتحدة زعيما ارهابيا، ولكن آية الله فضل الله كان ينظر اليه في لبنان وفي كثير من البلدان الاسلامية الاخرى التي تتبع المذهب الشيعي بوصفه مرجعا دينيا مرموقا.
اكتسب فضل الله بعد وقت قليل من عودته الى لبنان من العراق عام 1966 سمعة طيبة لعلمه وتدينه.
ولكن فضل الله كان ايضا ناشطا، فقد اسس العديد من المدارس الدينية والمؤسسات الخيرية والعيادات الطبية والمكتبات.
وكان فضل الله من مؤيدي الثورة الاسلامية في ايران، وكان يدعو الى مقاومة الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 بقوة السلاح.
ورغم انه لم يكن عضوا في حزب الله، فقد كان يشترك مع الحزب في العديد من المبادئ والاهداف.
وسينعاه اللبنانيون والشيعة في سائر ارجاء العالم للارث العلمي والخيري الثري الذي تركه لهم.
ونشأ فضل الله في النجف وبدأ دراسته الدينية في سن مبكر مع والده، ومنذ بلوغه السادسة عشرة تقريباً، تتلمذ على ايدي مراجع دينية معروفة كأبي القاسم الخوئي ومحسن الحكيم ومحمود الشاهرودي.
عاد الى لبنان عام 1966 ليؤسس حوزة علمية عرفت بحوزة المجلس الشرعي الاسلامي. وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي بات المرجع الروحي لحزب الله عند تأسيسه بعد ان شارك مع غيره من رجال الدين الشيعة في اللقاءات التى ادت الى تأسيس هذا الحزب.
تعرض فضل الله لمحاولة اغتيال عام 1983 حيث فجرت سيارة مفخخة قرب منزله ما ادى الى سقوط العشرات وقد اتهم فضل الله الولايات المتحدة واسرائيل بالوقوف وراء عملية الاغتيال ردا على تفجير مقر قوات البحرية الامريكية (المارينز) قبل محاولة الاغتيال باشهر.
ولكن، وفي عام 1991، وبعد انتخاب عباس الموسوي امينا عاما للحزب خلفا للشيخ صبحي طفيلي، اختلف فضل الله مع حزب الله حول تبنيه مبدأ ولاية الفقيه الذي اعتمد في اطار العلاقة الوثيقة مع ايران.
خلاف
وخرج خلاف فضل الله مع حزب الله الى العلن منذ ذلك الحين وادى الى ابعاده عن الزعامة الروحية للحزب ليصبح مرجع تقليد مستقل.
وتفرغ فضل الله منذ ذلك الحين للامور الفقهية والدينية حيث كان انتاجه غزيرا، كما ان لديه عدة اصدارات شعرية.
ولكن بالاضافة الى ذلك، عرف فضل الله بنشاطه في حقل العمل الخيري وتأسيس جمعيات خيرية لاهداف اجتماعية كرعاية الايتام والفقراء والمعوقين والمكفوفين والصم والبكم.
على الصعيد الفقهي، تميز فضل الله ببعض الفتاوى التى اصدرها ولاسيما منها اعتماده على تحديد اول ايام شهر رمضان بصورة علمية وليس من خلال استطلاع الهلال بالعين المجردة.
وكان فضل الله يحدد في غالبية الاوقات اول ايام رمضان قبل يوم مما يحدده المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وكان الكثيرون يرضخون لفتاويه.
ودأب فضل الله حتى وفاته على اتمام صلاة الجمعة في احد المساجد في الضاحية الجنوبية وقد كانت خطبة الجمعة هذه مناسبة للقائه مع اتباعه واعلان مواقفه في السياسة والدينية .
الدكتور عادل رضا
07-04-2010, 04:25 PM
تحليل - جيم ميور - بي بي سي - بغداد
قد تعتبره الولايات المتحدة زعيما ارهابيا، ولكن آية الله فضل الله كان ينظر اليه في لبنان وفي كثير من البلدان الاسلامية الاخرى التي تتبع المذهب الشيعي بوصفه مرجعا دينيا مرموقا.
اكتسب فضل الله بعد وقت قليل من عودته الى لبنان من العراق عام 1966 سمعة طيبة لعلمه وتدينه.
ولكن فضل الله كان ايضا ناشطا، فقد اسس العديد من المدارس الدينية والمؤسسات الخيرية والعيادات الطبية والمكتبات.
وكان فضل الله من مؤيدي الثورة الاسلامية في ايران، وكان يدعو الى مقاومة الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 بقوة السلاح.
ورغم انه لم يكن عضوا في حزب الله، فقد كان يشترك مع الحزب في العديد من المبادئ والاهداف.
وسينعاه اللبنانيون والشيعة في سائر ارجاء العالم للارث العلمي والخيري الثري الذي تركه لهم.
2005ليلى
07-04-2010, 04:26 PM
سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي يعلن في بيان رحيل آية الله محمد حسين فضل ...
http://www.youtube.com/watch?v=GpCh67JTHpg
الدكتور عادل رضا
07-04-2010, 04:26 PM
الصفحة الرئيسية
الأخبار
أخبار الشرق الأوسط
أخبار الاقتصاد
أخبار عالمية
أخبار الرياضة
منوعات
العلوم البيئة
مؤشرات عالمية
Products & Services
Support
Partner services
Career Centre
About Thomson Reutersوفاة المرجع الشيعي في لبنان فضل الله
Sun Jul 4, 2010 10:31am GMT
اطبع هذا الموضوع[-] نص [+]
1 / 1تكبير للحجم الكاملبيروت (رويترز) - توفي المرجع الشيعي في لبنان اية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله احد اكبر رجال الدين الشيعة في البلاد يوم الاحد بعد معاناة مع المرض عن 74 عاما.
ويحظى فضل الله بشعبية واسعة بين المسلمين الشيعة وسرعان ما امتدت شعبيته الى دول اسيا الوسطى والخليج وكان من المؤيدين للثورة الاسلامية في ايران. كما انه اعتبر المرشد الروحي لحزب الله اللبناني في السنوات الاولى بعد تأسيسه عام 1982 .
ونعاه اهله ومكتبه في مؤتمر صحفي عقد وسط بكاء ونحيب المئات من محبيه في احد قاعات جامع الامامين الحسنين في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث اعتاد فضل الله الصلاة هناك.
وجاء في بيان النعي "شكلت فلسطين الهم الاكبر لحركته منذ ريعان شبابه وحتى الرمق الاخير قائلا لن ارتاح الا عندما يسقط الكيان الصهيوني كما انه وقف في مواجهة الفتن بين المسلمين رافضا ان يتاكل وجودهم بفعل العصبيات المذهبية الضيقة معتبرا ان كل من يدير فتنة بين المسلمين ليمزق وحدتهم ويفرق كلمتهم هو خائن لله ورسوله وان صام وصلى."
وحرص على الدوام على ان تكون العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في لبنان والعالم قائمة على الكلمة السواء والتفاهم حول القضايا المشتركة وتطوير العلاقات بينهم.
ونعاه رئيس مجلس النواب نبيه بري المسلم الشيعي قائلا انه "واحد من ابرز اركان المرجعية الاسلامية الرشيدة... والذي بفقدانه تفتقد الامة داعية من طلائع الدعاة الى الوحدة الاسلامية وصوتا مدويا من اجل نصرة قضايا الحق والعدالة ومقاومة الظلم والعدوان وداعما من ابرز دعائم قيام لبنان نموذجا للتعايش بين الحضارات والاديان وظهيرا للمقاومة ظل حتى الرمق الاخير."
وكان فضل الله غاب عن صلاة الجمعة لاسابيع عدة ماضية ونقل الى المستشفى يوم الجمعة بسبب اصابته بنزيف حيث توفي بعد يومين.
وقطع تلفزيون المنار التابع لحزب الله برامجه لبث تلاوات من القرآن الكريم مع صورة للعلامة بلحيته البيضاء وعمامته السوداء.
نجا فضل الله من عدة محاولات اغتيال بما في ذلك انفجار سيارة مغلومة عام 1985 ادى الى مقتل 80 شخصا في الضاحية الجنوبية لبيروت. وذكرت تقارير اخبارية امريكية ان الهجوم نفذته وحدة استخبارات لبنانية تلقت تدريبها في الولايات المتحدة بعد سلسلة من الهجمات على اهداف امريكية في لبنان.
نأى بنفسه عن قضية احتجاز رهائن غربيين من قبل جماعات اسلامية مسلحة في لبنان خلال فترة الثمانينات قائلا انه ضد عمليات الخطف ودعا مرارا الى الافراج عنهم.
وكان فضل الله من اشد المنتقدين للولايات المتحدة اذ غالبا ما كان ينتقد السياسات الامريكية في الشرق الاوسط ولا سيما تحالفها مع اسرائيل في العديد من خطب صلاة الجمعة.
وفي خطابه الاخير في الثاني من يوليو تموز الذي القاه بالنيابة عنه الشيخ حسين الخشن ادان فضل الله المستوطنات الاسرائيلية في القدس الشرقية منتقدا "استمرار الولايات المتحدة الامريكية في تأمين الغطاء للعدو في حركته العدوانية والتهويدية."
وكان معروفا في الاوساط الدينية الشيعية بالاعتدال في وجهات نظره الاجتماعية خاصة بشأن النساء.
واصدر عدة فتاوى او اراء دينية بارزة من بينها تلك التي تحظر على الشيعة عادة ضرب الرؤوس بالات حادة اثناء مراسم عاشوراء احياء لذكرى مقتل الامام الحسين حفيد النبي محمد.
واسس عدة مدارس دينية وجمعية المبرات الخيرية وهي مركز لتقديم الخدمات الاجتماعية والطبية لدور الايتام والفقراء. هو كاتب غزير الانتاج الف اكثر من 40 كتابا عن الاسلام والسياسة والمرأة اضافة الى العديد من القصائد الشعرية.
ولد فضل الله في مدينة النجف الشيعية العراقية عام 1935 حيث درس قبل ان ينتقل الى لبنان عام 1966 .
من ليلى بسام
© Thomson Reuters 2010 All rights reserved.
لطيفة
07-04-2010, 04:33 PM
رابطة مدرسي الحوزة العلمية في قم تنعي العلامة فضل الله طاب ثراه
قم المقدسة - فارس : أصدرت رابطة مدرسي الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة بيانا نعت فيه العلامة فضل الله الذي وصفته بأنه كان مرجعا وملجأ للشعب اللبناني المظلوم.و أفاد مراسل وكالة أنباء فارس في قم المقدسة أن هذه الرابطة قدمت تعازيها الي الشعب اللبناني المسلم بفقدانه هذا العالم الديني المجاهد الذي اعتبرت رحيله ثلمة حلت بالاسلام والمسلمين لأنه كان فقيها مجاهدا ورعا وملجأ لهذا الشعب المظلوم.
و أكد البيان أن العلامة فضل الله كان من أوائل السباقين الي الجهاد والوقوف بوجه اعداء الاسلام وخاصة كيان الاحتلال الصهيوني وامريكا موضحا أنه بقي صامدا علي مواقفه المشرفة حتي آخر لحظة من عمره الشريف وبقي مرشدا روحيا لأبطال المقاومة الاسلامية في لبنان.
و أشارت الرابطة في بيانها الي خطب صلاة الجمعة التي كانت زاخرة بالمفاهيم المعنوية والثورية وتعزيز فكر التصدي للمستكبرين في نفوس المؤمنين مشيدة بدوره المشرف في التصدي للصهاينة خلال الحرب التي شنها هؤلاء المجرمون ضد الشعب اللبناني الاعزل.
و أشاد البيان بالعالم الراحل والخدمات الثقافية التي قدمها للشعب اللبناني والامة الاسلامية برمتها مشيرا الي جلسات تفسير القرآن الكريم والندوات العلمية التي كان يعقدها آية الله السيد فضل الله ويتناول فيها مختلف العلوم الاسلامية.
و تطرق البيان الي خدماته الجليلة التي اسداها للشعب اللبناني بينها انشاء المراكز الاسلامية الكبيرة في لبنان وتأليف الكثير من الكتب والمقالات بالاضافة الي تدريسه العلوم الدينية في المدارس العلمية في شتي ارجاء هذا البلد العزيز.
و قدمت الرابطة في الختام تعازيها الي الشعب اللبناني بمناسبة رحيل هذا العالم المجاهد والمسلمين كافة وأعلنت مواساتها مع عائلته الشريفة.
/نهاية الخبر/
التشييع يوم الثلاثاء القادم
هناك رحلات متوفرة على طيران الجزيرة
عظم الله اجوركم ورحم الله سماحة السيد فضل الله
موالى
07-04-2010, 04:56 PM
انا لله وانا اليه راجعون
العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضي الله
عزاؤنا بوفاة السيد الجليل فضل الله انه بعين الله سبحانه وتعالي
اللهم انا لا نعلم منه الا خيرا
خالص العزاء للجميع
مدير مكتب السيد الراحل : جثمان السيد الراحل سيدفن في مسجد الامامين الحسنين في حارة حريك ( الضاحية الجنوبية لبيروت)
والسيد نصر الله اصدر بيانا للتو بمناسبة رحيل السيد فضل الله
مقاتل
07-04-2010, 05:15 PM
قناة الانوار تتجاهل وفاة سماحة السيد في الوقت الذي تنقل الخبر كافة الفضائيات مما يدل حقد هذه القناة التكفيرية على السيد فضل الله
مقاتل
07-04-2010, 05:22 PM
قناة فورتين اوقفت برامجها وبثت القران الكريم عن سماحة السيد
باقي القنوات الكوثر والمهدي والمعارف ، كربلاء ، الفرات ماكو شىء
مرجان
07-04-2010, 05:49 PM
انا لله وانا اليه راجعون
jameela
07-04-2010, 07:33 PM
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة: 207]
http://arabic.bayynat.org.lb/sayyed.jpg
"إذا مات العالِم ثُلِم في الإسلام ثلمةٌ لا يسدّها شيء" في زمن أحوج َما نكونُ فيه إليه.. رحلَ هذا الكبيرُ زارعاً في قلوب المحبّين أحزاناً جمعت كلَّ أحزانِ التاريخ... رحلَ الأبُ القائدُ الفقيهُ المرجعُ المجدِّدُ المرشد والإنسان... رحلَ والصلاةُ بين شفتيْه وذِكْرُ الله على لسانه وهمومُ الأمة في قلبه.. وأخيراً توقّف نَبْضُ هذا القلب على خمسةٍ وسبعين من الأعوام... قَضَاها جهاداً واجتهاداً وتجديداً وانفتاحاً والتزاماً بقضايا الأمة ومواجهةً لكلّ قوى الاستكبار والطغيان..
رحل السيّدُ وهمُّه الكبير، هو الإسلامُ فكراً وحركةً ومنهجاً والتزاماً في جميع مجالات الحياة مردّداً على الدوام: هذه هي كلُّ أُمنياتي، وليس عندي أُمنياتٌ شخصيّةٌ أو ذاتيّة، ولكنَّ أمنيتي الوحيدة التي عشتُ لها وعملتُ لأجلها هي أن أكونَ خادماً لله ولرسوله (ص) ولأهل بيته (ع) وللإسلام والمسلمين...
لقد كانت وصيّتُه الأساس حِفْظَ الإسلام وحِفْظَ الأمّة ووحدتَها، فآمن بأنّ الاستكبار لن تنكسر شوكتُه إلاّ بوحدة المسلمين وتكاتفهم. وبعقله النيّر وروحه المشرقة كان أباً ومَرجعاً ومرشداً وناصحاً لكلّ الحركات الإسلامية الواعية في العالم العربي والإسلامي التي استهْدت في حركتها خطَّه وفكرَه ومنهجَ عمله...
وانطلاقاً من أصالته الإسلامية شكَّل مدرسةً في الحوار مع الآخر على قاعدة أنّ الحقيقةَ بنتُ الحوار فانْفتَحَ على الإنسان كلّه، وجسّد الحوارَ بحركتِه وسيرته وفكره بعيداً عن الشعارات الخالية من أيّ مضمونٍ واقعيّ.
ولأنّه عاشَ الإسلامَ وعياً في خطّ المسؤولية وحركةً في خطّ العدل، كان العقلَ الذي أطلق المقاومةَ، فاستمدّت من فكرهِ روحَ المواجهة والتصدّي والممانعة وسارت في خطّ الإنجازات والانتصارات الكبرى في لبنان وفلسطين وكلِّ بلدٍ فيه للجهاد موقع..
على الدوام، كانت قضايا العرب والمسلمين الكبرى من أولويات اهتماماته.. وشكّلتْ فلسطينُ الهمَّ الأكبرَ لحركتِهِ منذ رَيعان شبابِه وحتى الرمقِ الأخيرِ قائلاً: "لن أرتاح إلاّ عندما يَسقط الكِيانُ الصهيوني".
لقد شكّل السيّد علامةً فارقةً في حركة المرجعيّة الدينية التي التصقتْ بجمهور الأمة في آلامها وآمالها.. ورسمتْ لهذا الجمهور خطَّ الوعي في مواجهة التخلّف، وحملت معه مسؤولية بناء المستقبل... وتصدّت للغلو والخرافةِ والتكفير مستهديةً سيرةَ رسولِ الله (ص) وأهل بيتِه الأطهار(ع).
لقد وقف السيّد بكلِّ ورعٍ وتقوى في مواجهةِ الفتن بين المسلمين رافضاً أن يتآكل وجودُهم بِفِعل العصبياتِ المذْهبية الضيّقة، طالباً من علماء الأمّة الواعين من أفرادها أن يتّقوا الله في دماء الناس، معتبراً أنّ كلَّ مَنْ يُثيرُ فتنةً بين المسلمين ليمزِّق وحدتَهم ويفرِّق كلمتَهم هو خائنٌ لله ولرسوله وإنْ صامَ وصلّى..
حرص على الدوام أن تكون العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في لبنان والعالم قائمةً على الكلمةِ السواء والتفاهم حول القضايا المشتركة، وتطويرِ العلاقاتِ بينهم انطلاقاً من المفاهيم الأخلاقية والإنسانية التي تساهم في رَفْع مستوى الإنسان على الصُّعُد كافّة، وارتكازاً إلى قيمة العدل في مواجهة الظلم كلّه.
وأمّا منهجيتُه الحركيّةُ والرساليّةُ وحركتُه الفقهيّة والعقائديّة، فإنّه انطلق فيها من القرآن الكريم كأساس... وقد فَهِمَ القرآنَ الكريم على أنّه كتابُ الحياة الذي لا يَفهمُه إلاّ الحركيون..
امتاز بتواضعه وإنسانيّته وخُلُقه الرساليّ الرفيع وقد اتّسع قلبُه للمحبّين وغير المحبّين مخاطباً الجميع: "أحبّوا بعضَكُم بعضاً، إنّ المحبّة هي التي تُبدع وتُؤصّل وتنتج...تَعَالوْا إلى المحبّة بعيداً عن الشخصانية والمناطقية والحزبية والطائفية... تعالوا كي نلتقي على الله بدلاً من أن نختلف باسم الله"... وهو بهذا أفرغ قلبَه من كلّ حقد وغِلٍّ على أيّ من الناس، مردّداً "أنّ الحياةَ لا تتحمّلُ الحقدَ فالحقدُ موتٌ والمحبّةُ حياة"...
ولقناعته بالعمل المؤسّسي آمن بأنّ وجود المؤسّسات هو المدماك الحضاريّ الأساسيّ لنهضة كلِّ أمّة ومجتمع.. أقام صروحاً ومنارات للعلم والرّعاية، فكانت مَلاذاً لليتيم وللمحتاج ووجد فيها المعوّقُ داراً للطموحات والآمال الكبار، ووجد المتعلّم فيها طريقاً نحو الآفاق المفتوحة على المدى الأوسع، وهكذا المريض والمسنّ وَجَدا فيها أيضاً واحةً للأمان والصحة..
لقد كانت دارُكَ أيّها السيّدُ السيّدُ وستبقى مقصداً لكلِّ روّاد الفكر وطالبي الحاجات، فلطالما لهج لسانُك بحبّ الناس.
كان الفقراء والمستضعفون الأقربَ إلى قلبك، ولقد وجدتَ في الشباب أَمَلاً واعداً إذا ما تحصّنوا بسلاحِ الثقافة والفكر..
لقد سَكَنَ هذا القلبُ الذي ملأ الدنيا إسلاماً حركياً ووعياً رسالياً وإنسانية فاضت حبّاً وخيراً حتى النَّفَس الأخير...
يا سيّدَنا، لقد ارتاحَ هذا الجسدُ وهو يتطلَّعُ إلى تحقيقِ الكثيرِ من الآمال والطموحاتِ على مستوى بناءِ حاضرِ الأمةِ ومستقبلِها..
رحلتَ عنّا، وقد تكسّرت عند قدميْك كلُّ المؤامرات والتهديدات وحملاتِ التشويهِ ومحاولاتِ الاغتيال المادّي والمعنوي، وبقيت صافيَ العقل والقلب والروح صفاء عين الشمس...
يا أبا علي، رحلت وسيبقى اسمُك محفوراً في وجدان الأمة، وستبقى حاضراً في فكرك ونهجِك في حياة أجيالنا حاضراً ومستقبلاً..
رحل السيّدُ الجسد، وسيبقى السيّدُ الروحَ والفِكْرَ والخطّ... وستُكمل الأمّة التي أحبّها وأتعبَ نفسه لأجلها، مسيرة الوعي التي خطّها مشروعاً بِعَرَقِ سنيّ حياته...
أيها الأخوة.. إنّنا إذ نعزّي الأمّة كلَّها برحيل هذا العلم المرجعيّ الكبير، وهذه القامةِ العلمية والفكرية والرسالية الرّائدة، نعاهدُ اللهَ، ونعاهدُك يا سماحة السيّد، أن نستكمل مَسيرةَ الوَعْي والتجديد التي أَرْسَيْتَ أصولَها وقواعدَها، وأن نحفظ وصيّتك الغالية في العمل على حِياطةِ الإسلام، ووحدةِ الأمةِ، وإنسانيّةِ الرّسالة.
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}]الفجر: 27-30]
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 22 رجب 1431 هـ الموافق: 04/07/2010 م
jameela
07-04-2010, 07:39 PM
نصرالله : فضل الله كان أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً وسنداً قوياً
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:EFHqLHScW3LUkM:http://soutalex.files.wordpress.com/2009/05/d8add8b3d986-d986d8b5d8b1d8a7d984d984d987.jpg
اصدر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بيانا وصف فيه الفقيد العلامة السيد محمد حسين فضل الله بان كان أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً وسنداً قوياً في كل المراحل.
ونقلت وكالة مهر للانباء عن قناة المنار الفضائية ان السيد نصرالله قال في البيان :
لقد فقدنا اليوم أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً وسنداً قوياً في كل المراحل. هكذا كان لنا سماحته ولكل هذا الجيل المؤمن والمجاهد والمقاوم منذ أن كنا فتيةً نصلي في جماعته ونتعلم تحت منبره ونهتدي بكلماته ونتمثل أخلاقه ونقتدي بسيرته.
واضاف : علمنا في مدرسته أن نكون دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة وان نكون أهل الحوار مع الآخر وأن نكون الرافضين للظلم والمقاومين للإحتلال وعشاق لقاءٍ مع الله تعالى من موقع اليقين وأن نكون أهل الصبر والثبات والعزم مهما أحاطت بنا الشدائد والمصاعب والفتن.
فكان لنا الأستاذ والمعلم والعلم والنور الذي نستضيء به في كل محنة واليوم نفتقده إذ يفارقنا إلى جوار ربه الكريم الذي جاهد في سبيله طيلة عمره الشريف إلا أن روحه الزكية وفكره النيّر وكلمته الطيبة وابتسامته العطوفة وسيرته العطرة ومواقفه الصلبة كل ذلك سيبقى فينا هادياً ودليلاً ودافعاً قوياً متجدداً للعمل الدؤوب والجهاد المتواصل.
وتابع الامين العام لحزب الله : انني اتقدم باسم المجاهدين والمقاومين وعوائل الشهداء والجرحى والمحررين وكل جمهور المقاومة إلى امامنا صاحب الزمان عليه السلام وإلى مراجعنا العظام وفي مقدمتهم سماحة الإمام الخامنئي دام ظله وإلى جميع المسلمين عموماً واللبنانيين خصوصاً وبالأخص إلى اسرته اسرة العلم والفضل والجهاد والشرف بأحر التعازي واصدق مشاعر المواساة في هذا المصاب الجلل الذي أصاب امتنا.
ونعاهد روح سيدنا الجليل الراحل اننا سنبقى الأوفياء للأهداف المقدسة التي عاش من أجلها وعمل لها وضحى في سبيلها ليل نهار، وان نبذل في سبيلها كل غالٍ ونفيس ان شاء الله.
/انتهى/
http://www.mehrnews.com/ar/NewsDetail.aspx?NewsID=1112097
jameela
07-04-2010, 07:41 PM
حركة "حماس" تنعى العلامة محمد حسين فضل الله
نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" العلامة السيد محمد حسين فضل الله الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الأحد في العاصمة اللبنانية بيروت عن عمر يناهز 75 عاما.
وافادت وكالة مهر للانباء ان حركة حماس قالت، في بيانٍ لها نشره "المركز الفلسطيني للإعلام" ، إن العلاَّمة فضل الله أمضى عمره في العلم والعطاء خدمة للمشروع الإسلامي، ووحدة الأمة الإسلامية في مواجهة الاحتلال والعدوان، كما كان من دعاة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وعاملاً على جمع كلمة المسلمين، ومناصرًا لقضاياهم المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي أولاها بالغ الاهتمام.
وتقدمت الحركة بخالص العزاء والمواساة إلى عائلته ومقلديه، داعيةً المولى عز وجل أن يتغمَّد روح الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم أهله وذويه ومقلديه جميل الصبر والسلوان./انتهى/
الدكتور عادل رضا
07-05-2010, 12:00 AM
جزء من مقالة الزهراء ضد الزهراء كتبت في 2001 قبل تسعة سنوات
أن العيب الاكبر : هو انه عندما يكون عظيم من العظماء بيننا فاننا نشتمه ونحاربه ونحاول إسقاطه بكل الوسائل .
وعندما يموت ويذهب من بين أيدينا فاننا نبدأ بالبكاء عليه وتقديسه. أما كان ذلك الشخص حيا يرزق يبننا , أم ان مشكلتنا أننا نقدس الاموات , ونحاول أسقاط وتمويت الاحياء .
مقاتل
07-05-2010, 12:22 AM
قناة فورتين اوقفت برامجها وبثت القران الكريم عن سماحة السيد
باقي القنوات الكوثر والمهدي والمعارف ، كربلاء ، الفرات ماكو شىء
قناة الكوت اوقفت برامجها وبثت تعازي وقرآن كريم
زوربا
07-05-2010, 12:46 AM
«حسين فضل الله».. حكمة انطفأت!!
كتب فؤاد الهاشم
2010/07/04
.. في شهر ديسمبر من عام 1997 – أو 1998 لا أذكر بالضبط – شعرت بـ «ضيقة الخلق» مثل عشرات الآلاف من الكويتيين وهم يتابعون – ويقرأون – تحذيرات وزارة الداخلية حول «منع الاحتفال برأس السنة الميلادية» - خوفا من جماعات التأسلم والمسواك والدشاديش القصيرة والعقول «الطرشية» - فقررت قضاء عطلة رأس السنة الجديدة في العاصمة اللبنانية «بيروت»، ولأنني صحافي قديم ومعتق فقد قررت ان اجعل زيارتي «حجة وحاجة»، فأجريت اتصالات – قبيل سفري – بالعديد من الزملاء في الصحافة اللبنانية طالبا منهم مساعدتي على مقابلة ومحاورة العلامة الراحل السيد حسين فضل الله و.. «شوفولنا موعد – يا شباب – مع ا لسيد»!
خلال ساعات اقل من عدد اصابع اليد الواحدة، جاءني اتصال من مسؤول اعلامي من جماعة «السيد» معلنا موافقة المرجع الشيعي البارز على اجراء الحوار، واتفقنا – انا والمسؤول – على اللقاء في مساء اليوم التالي داخل بهو فندق «الفينيسيا» حيث نويت الاقامة، و.. تم ذلك بالفعل مع تزامن اتصالي بفندق «السمرلاند» - المطل على البحر – وحجزي لطاولة مع «عدة كراسي» لحفلة رأس السنة المقرر اقامتها بعد 48 ساعة!!
وشاءت الصدف ان يتحدد موعد لقائي مع الراحل «فضل الله» في الساعة السابعة من مساء ليلة حفلة رأس السنة!! جاءت الى الفندق ثلاث سيارات جيب من طراز «رينج – روفر» - من موديلات قديمة – بداخل كل واحدة اثنان لهم لحى ويضعون عصابات خضراء مربوطة على جباههم، وعلى الباب الايمن والباب الايسر يتعلق رجلان مسلحان ببنادق رشاشة من نوع «أم – 16» الامريكية، وقد طبع على ابواب سيارات «الرينج – روفر» شعار «حزب الله».. الشهير! كنت واقفاً – انتظر – قدومهم امام باب الفندق وما ان وصلت السيارات الثلاث بداخلها ستة مسلحين ويتعلق بأبوابها ستة مسلحين آخرين حتى سمعت «البواب» الذي يرتدي بدلة وبرنيطة طويلة يصرخ – بصوت خافت – قائلا.. «يا لطيف، شو بدهم جماعة السيد جايين.. هون»؟!
وقتها، لم يكن «السيد» يرأس «حزب الله»، بل ترك هذه المهمة منذ مدة ليست بالقصيرة، لكن يبدو ان منزلته عالية جدا لدى رفاقه القدامى، فأبوا الا ان يرسلوا سياراتهم – ومسلحيهم – لاصطحابي الى منزله! طلبوا مني ان اركب في السيارة «الوسطانية» وسارت «الرينج – المسلحة» الاولى في الامام و«الرينج – المسلحة» الثانية من الخلف، وانطلقنا باتجاه «الضاحية الجنوبية» - مستودع المختطفين الاجانب زمن الحرب الاهلية – ومعقل حزب الله ومملكته الايرانية – السورية في الزمن الحالي!!
كان الجو شديد البرودة، والطرقات تمتلئ بالحفر والمطبات وبقايا مياه امطار غزيرة هطلت مساء امس، «موكبي المسلح» لم يكن يأبه لأي قانون مرور في العالم بأسره، ومنظر المسلحين الستة – الذين ما زالوا معلقين على ابواب السيارات الثلاث حاملين رشاشات الـ «ام – 16 الامريكية» تثير الرعب في قلوب سائقي السيارات الاخرى سواء كانت خاصة أم اجرة، وبالتالي، كانت «الزحمة» المعتادة في شوارع بيروت تذوب امام الموكب كما تذوب حبة التمر في فم الصائم عقب سماعه صوت مدفع.. الافطار!!
دخلنا «سكيك» و«زواريب» تجعل من البصرة وسكيكها.. «لوزان وجنيف ومونترو» حتى وصلنا الى منزل مبني على الطراز العربي وليس فيه من الخارج ما يدل على ان من يسكنه هو المرجع الكبير سماحة السيد «حسين فضل الله»! المنزل – من الداخل – يشبه تصميم المنازل الايرانية التي يوجد بها حوش صغير و.. نافورة مياه اصغر، ادخلوني الى غرفة بمساحة ثلاثة امتار في اربعة، وقدموا لي «استكانة شاي» مثل التي نستعملها في الكويت، و.. بعد عشر دقائق بالضبط دخل السيد «فضل الله» ورحب بي بحرارة و.. بلهجة عراقية واضحة!!
اجريت معه حوارا استغرق ثلاث ساعات - «نشر في حينه بجريدة الوطن» - وعندما انتهينا من الحديث سألته سؤالا تعمدت ان انطقه باللهجة العراقية ضحك عليها – رحمه الله – ضحكا شديدا حتى امتلأت عيناه بالدموع عندما قلت له.. «سماحة السيد، مقاتلين حزب الله ورشاشات أم – 16 امريكية.. هاي شلون ترهم»؟!
كان ضحكه مستمرا – قائلا وهو يسحب ورقة كلينيكس من علبة امامه وكأنه لم يسمع سؤالي – وباللهجة العراقية ذاتها.. «وين تريد تسهر هذه الليلة من رأس السنة»؟!
فاجأتني قدرته على اكتشاف ما يدور في عقلي من تفكير في «الطاولة وعدة كراسي» التي حجزتها في فندق «سمرلاند» والساعة تقترب من العاشرة والنصف مساء ولم يبق على موعد دخول السنة الجديدة الا ساعة ونصف الساعة، وانا بوسط الضاحية الجنوبية ومحاط بسيارات «رينج – روفر» قديمة ومسلحين من «حزب الله» يحملون رشاشات امريكية داخل «سكيك» مظلمة وغارقة في مياه امطار وكأنني انتقلت من ضيقة خلق «كويتية» الى «ضيقة خلق».. لبنانية!! كان الحديث مع الراحل الكبير «فضل الله» متعة ما بعدها متعة، فهو عالم جليل، وسياسي محنك وموسوعة فقهية، وعقل داهية يمثل اجمل واكبر صور الاعتدال الديني والتسامح المذهبي واستطيع ان اقارنه بمستوى آية الله «السيستاني» في الحكمة والرأي الراجح والفكر السليم، رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، وألهم اهله وذويه الصبر والسلوان.
٭٭٭
.. آخر نكتة من مصر نشرتها جريدة «أخبار اليوم» القاهرية:
.. «واحد بيعيط في جنازة مراته، سألوه: انت بتحبها أوي؟ قال.. لا.. بس سمعت ان البكا بيعذب.. الميت»!!
فؤاد الهاشم
زوربا
07-05-2010, 12:57 AM
أبرق صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إلى أسرة العلامة فضل الله معزياً بوفاته، كما أبرقت القيادة السياسية معزية.
ونعت الحوزة العلمية في قم السيد فضل الله، فيما اعلنت الحوزات في النجف الاشرف الحداد ثلاثة ايام، ونعى الفقيد الكبير المراجع الدينية لمختلف الطوائف اللبنانية، وشارك في العزاء عدد كبير من الوزراء والنواب.
ونعى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الفقيد الكبير قائلا: علمنا في مدرسته أن نكون دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن نكون الرافضين للظلم، والمقاومين للاحتلال، وعشاق اللقاء مع الله تعالى.
وقد نعاه نائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي، كما بعث رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي ببرقية تعزية الى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ونعاه النائب السيد يوسف الزلزلة وعدد من اعضاء مجلس الامة، وصدر بيان عن تجمع شباب السيف يعزي الفقيد الذي رحل في زمن احوج ما نكون فيه اليه، كما اصدر حزب الله بيانا نعى فيه الفقيد الذي وصفه بانه كان من ابرز الداعين الى الوحدة الاسلامية، معلنا الحداد على روحه الطاهرة لمدة ثلاثة ايام، وجاء في بيان صدر عن مكتب المرجع فضل الله:
لقد رحل هذا الكبير زارعا في قلوب المحبين احزانا جمعت كل احزان التاريخ، رحل الاب القائد الفقيه المرجع المجدد المرشد والانسان، رحل والصلاة بين شفتيه وذكر الله على لسانه وهموم الامة في قلبه، واخيرا توقف نبض هذا القلب على خمسة وسبعين من الاعوام، قضاها جهادا واجتهادا وتجديدا وانفتاحا والتزاما بقضايا الامة ومواجهة لكل قوى الاستكبار والطغيان، رحل السيد وهمه الكبير، هو الاسلام فكرا وحركة ومنهجا والتزاما في جميع مجالات الحياة، مرددا على الدوام: هذه هي كل امنياتي وليس عندي امنيات شخصية او ذاتية، ولكن امنيتي الوحيدة التي عشت لها وعملت لاجلها هي ان اكون خادما لله ولرسوله «ص» ولاهل بيته «ع» وللاسلام والمسلمين.
«ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد» البقرة (207).
هذا وسينطلق موكب التشييع من امام دارته في حارة حريك عند الواحدة والنصف من ظهر غد، ويجوب الاحياء الرئيسية لضاحية بيروت الجنوبية وسيصلى على الجثمان الطاهر في مسجد الامامين الحسنين «ع» ويوارى الثرى في صحن المسجد.
وقد اعلن مكتب فضل الله استمرار تقبل التعازي يوميا في مسجد الامامين الحسنين «ع» صباحا من الساعة التاسعة وحتى الثانية عشرة ظهرا، ومن الثالثة بعد الظهر حتى الثامنة مساء. كما أعلنت مؤسسات المرجع السيد فضل الله وجميع المبرات الخيرية الحداد لمدة اسبوع ابتداء من اليوم.
الدكتور شحرور
07-05-2010, 08:36 AM
إنا لله وانا اليه راجعون
خسارة كبيرة لا تعوضها اية خسارة
سلسبيل
07-05-2010, 08:41 AM
فضل من الله
بقلم جاسم بودي - الراي
غادرنا بهدوء طالما كنا نستقبل صباحاتنا به ونتذكره كلما كنا نخجل من انفعالاتنا. هدوء يفتح الباب لحوار هادئ عقلاني مفيد. هدوء يعكس سماحة الطرح والتبشير والمجادلة والاقناع.
غادرنا الحكيم، المجد، المجتهد، العالم، العلامة. قامة قلما جاد الزمان بمثلها وشخصية جسدت روح الفلسفة الحقيقية للعالم الاسلامي الذي جمع بين عمق الفكرة وحضارية المشروع وعقلانية الطرح.
لم يكن سماحة السيد محمد حسين فضل الله، رحمه الله، مرجعية دينية فحسب، بل مرجعية وطنية لبنانية وتوحيدية عامة. نظر كثيرون الى الفتاوى التي كان يطلقها من منظور خاص، يؤيد ويعارض، يوافق ويستغرب... لكن قلة رأت فيها الصدمة المطلوبة للاجابة عن اسئلة الحاضر، وقلة اقل استوعبت ان مشروع سماحته، رحمه الله، كان مشروعا تصالحيا بين الدين والعصر بعدما اسس «علماء» كثيرون مشروعا تأزيميا بين الدين والعصر.
في كل منعطف أو أزمة أو حتى اشكالية فكرية كانت الانظار تتجه اليه. كان الاعتدال الذي يمثله هو المضاد الحيوي للتطرف، ومشروعه التوحيدي هو النقيض لكل مشاريع الفتنة والانقسام... كان ضرورة لحماية الفكر الاسلامي ومرتكزا لحوار حضاري مع الآخر.
رحمة الله عليك يا سماحة السيد. تعب قلبك مرارا قبل ان يتوقف عن الخفقان. شعرت بالنزيف الاسلامي والوطني والفكري قبل نزيف الجسد. كنت في قلب معركة الحوار مع الاوروبيين والاميركيين عن عدالة الدين وقدرته على ايجاد الاجابات لاسئلة العصر فيما كان المسلمون خلف عباءتك يظهرون ابشع انواع الظلمات والغرائز والتعصب والتطرف. لكنك كنت الاقدر على التصدي على كل الجبهات لوقف نزيف... لن نعرف بعدك من سيوقفه.
رحمة الله عليك يا سماحة السيد. عزاؤنا ان مشروعك المعتدل التوحيدي العصري استطاع حفر مكان ثابت في الفكر والضمير والوجدان... وهذا فضل الله علينا.
جاسم بودي
سلسبيل
07-05-2010, 08:44 AM
آية الله فضل الله.. وداعاً
كتب عبدالمحسن يوسف جمال : القبس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/dc355a39-f734-4e90-99a7-53d6f9d3b957_author.jpg
بعد سنوات من الذوبان في الإسلام والعمل من أجل رفع رايته والذود عن حياضه، والدفاع عن قضايا العرب والمسلمين ارتاح سماحة السيد آية الله محمد حسين فضل الله لترتفع روحه الطاهرة الى بارئها راضية مطمئنة مرضية.
الميزة الأهم في حياة سماحة السيد فضل الله انه كان «للجميع» وأعني بهذه الكلمة ان كل فئات المجتمعات اللبناني والعربي والإسلامي كانت ترى في سماحة السيد القرب منها، وانه يتكلم بمنطقها ولسانها، كان منفتحا على كل الأفكار الإنسانية والمثل الأخلاقية العليا، وكان يخاطب الجميع بنفَس واحد.
كان يحث الشعب اللبناني على الالتحام والوحدة، مما جعل الوفود المختلفة تتجه الى مقره في أيام المحن لتأخذ منه العبرة والنصيحة، وكانت له خطاباته الدينية كل يوم جمعة في مسجد «الإمامين الحسنين» عليهما السلام في بيروت، والتي يركز فيها على توعية الشعب العربي بالأخطار التي تحيط به، وكان يحث على المقاومة ضد الأفكار الدخيلة التي تهدف الى التفريق بين المسلمين، والمؤامرات الاستعمارية والتصدي للعدو الصهيوني والتي ترجمها عمليا في مسيرة حياته وبالأخص في حرب تموز (يوليو) 2006، التي دُمرّ فيها منزله استهدافا لقتله فلم يزده ذلك الا ثباتا وإصرارا على ضرورة استمرار المقاومة دفاعا عن لبنان والأرض العربية.
وكانت الوفود الإسلامية والغربية تتزاحم أمام مكتبه لمعرفة رأيه ومواقفه في العديد من القضايا الفكرية والمواقف السياسية، حيث كان له دور كبير في العمل السياسي الرشيد، الذي يعتمد على العقل والمنطق والتعاون مع كل التيارات والتوجهات، حيث ترجم ذلك بكل وضوح في لبنان وفي العالم العربي، وكان يحث كل الوفود العربية التي يستقبلها على التمسك بالوحدة الوطنية في بلادها، ولقد سمعت ذلك مرارا وتكرارا من سماحة السيد في كل مقابلاتي معه.
واذكر انني كنت ضمن الوفد البرلماني الكويتي الذي زار مكتب سماحته بعد التحرير، حيث استقبلنا بكل ترحاب وركز على أهمية إعادة بناء الكويت، لانه يعتبرها واحة أمن وأمان في المنطقة، وان لشعبها الدور الكبير في التضامن العربي والإسلامي، كما انه كان يحث كل الكويتيين الذين يقابلهم على التمسك بالوحدة الوطنية والمحافظة على أمن بلادهم، التي زارها في السبعينات من القرن الماضي وألقى محاضرة في مسجد النقي بالدسمة.
ونحن أيضاً لا ننسى موقفه الشهم في الدفاع عن الكويت وقت المحنة ونصرة أهلها، حيث حرّم المساس بالكويت وحرّم سرقتها ووقف مع الكويتيين حتى تحريرها.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.. «إنّ.ا لله وإنّ.ا إليه راجعون».
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
الرئيس احمدي نجاد يعزي بوفاة العلامة فضل الله
أعرب رئيس الجمهورية الاسلامية محمود احمدي نجاد في بيان, عن تعازيه بوفاة العلامة الفقيه المجاهد السيد محمد حسين فضل الله.
وافادت وكالة مهر للأنباء أن الرئيس احمدي نجاد اعرب في البيان عن تأثره الشديد لوفاة الفقيه التقي والعالم المجاهد العلامة السيد محمد حسين فضل الله, معتبرا فقدان هذا المرجع الكبير ثلمة في الحوزات العلمية الدينية.
وتقدم رئيس الجمهورية الاسلامية بالتعازي الى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وقائد الأمة الإسلامية ومراجع الدين العظام والأمة الإسلامية وخاصة الشعب اللبناني الثوري والمقاوم, مبتهلا الى المولى تبارك وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يمن على ذويه بالصبر والسلوان./انتهى/
رئيس مجلس الشورى الاسلامي يعزي بوفاة العلامة فضل الله
أعرب رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني, في بيان, عن تعازيه بوفاة العلامة المجاهد اللبناني آية الله محمد حسين فضل الله.
وأفادت وكالة مهر للانباء أن لاريجاني تقدم بالتعازي الى الأمة الإسلامية والحكومة والشعب اللبناني وخاصة الشيعة منهم, بفقد العالم الجليل العلامة فضل الله الذي أفنى عمره الشريف في سبيل خدمة الدين الإسلامي الحنيف والشعب اللبناني.
واعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي, ان الفقيد كان يراقب الأوضاع بنظرته الثاقبة وفكره النير, وكان بتوعيته المسلمين في الوقت المناسب يمثل سداً رصيناً أمام الأعداء.
وأعرب رئيس مجلس الشورى الاسلامي في هذه المناسبة الأليمة عن تعازيه شخصياً وتعازي نواب المجلس, الى أسرة الفقيد والشعب والحكومة في لبنان./انتهى/
بركان
07-05-2010, 04:41 PM
لماذا لم نقرا بيانا للسيد السيستاني او الخامنئي او بشير النجفي وباقي المرجعيات ؟
سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي يعلن في بيان رحيل آية الله محمد حسين فضل ...
http://www.youtube.com/watch?v=gpch67jthpg
بيان مؤثر
رحم الله سيدنا الفقيد المرجع فضل الله
jameela
07-05-2010, 05:20 PM
السيد نصرالله يزور عائلة الراحل الكبير ويقرأ الفاتحة على جثمانه الطاهر
http://www.almanar.com.lb/NewsSite/WebsiteImages/PicturesFolder/f9308e84-89f4-452a-b83a-90a532083232.jpg
04/07/2010
زار الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عائلة الراحل الكبير سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله عليه في مستشفى بهمن حيث قدّم للعائلة الكريمة تعازي حزب الله ومواساته ووقوفه إلى جانبها في هذا المصاب الجلل كما قرأ الفاتحة على الجثمان الطاهر.
وكان الامين العام لحزب الله ولمناسبة وفاة سماحة آية الله العلامة المجاهد السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله
قد أصدر البيان التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. لقد فقدنا اليوم أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً وسنداً قوياً في كل المراحل. هكذا كان لنا سماحته ولكل هذا الجيل المؤمن والمجاهد والمقاوم منذ أن كنا فتيةً نصلي في جماعته ونتعلم تحت منبره ونهتدي بكلماته ونتمثل أخلاقه ونقتدي بسيرته.
علمنا في مدرسته أن نكون دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة وان نكون أهل الحوار مع الآخر وأن نكون الرافضين للظلم والمقاومين للإحتلال وعشاق لقاءٍ مع الله تعالى من موقع اليقين وأن نكون أهل الصبر والثبات والعزم مهما أحاطت بنا الشدائد والمصاعب والفتن. فكان لنا الأستاذ والمعلم والعلم والنور الذي نستضيء به في كل محنة واليوم نفتقده إذ يفارقنا إلى جوار ربه الكريم الذي جاهد في سبيله طيلة عمره الشريف إلا أن روحه الزكية وفكره النيّر وكلمته الطيبة وابتسامته العطوفة وسيرته العطرة ومواقفه الصلبة كل ذلك سيبقى فينا هادياً ودليلاً ودافعاً قوياً متجدداً للعمل الدؤوب والجهاد المتواصل.
انني اتقدم باسم المجاهدين والمقاومين وعوائل الشهداء والجرحى والمحررين وكل جمهور المقاومة إلى امامنا صاحب الزمان عليه السلام وإلى مراجعنا العظام وفي مقدمتهم سماحة الإمام الخامنئي دام ظله وإلى جميع المسلمين عموماً واللبنانيين خصوصاً وبالأخص إلى اسرته اسرة العلم والفضل والجهاد والشرف بأحر التعازي واصدق مشاعر المواساة في هذا المصاب الجلل الذي أصاب امتنا. ونعاهد روح سيدنا الجليل الراحل اننا سنبقى الأوفياء للأهداف المقدسة التي عاش من أجلها وعمل لها وضحى في سبيلها ليل نهار، وان نبذل في سبيلها كل غالٍ ونفيس ان شاء الله.
http://www.almanar.com.lb/NewsSite/WebsiteImages/PicturesFolder/a48cdd0d-c96b-4521-9352-714c8402c6f5.jpg
الامين العام لحزب الله يقدم التعازي لعائلة الراحل الكبير السيد محمد حسين فضل الله
رضوان الله عليه
jameela
07-05-2010, 05:27 PM
http://www.almanar.com.lb/NewsSite/WebsiteImages/PicturesFolder/9fac6869-430f-4101-b98f-048e169bf695.jpg
وفد دار الزهراء في الكويت يعزي بوفاة السيد فضل الله
الدكتور عادل رضا
07-05-2010, 11:11 PM
جبهة التحرير الفلسطينية غياب المرجع الاسلامي الكبير سماحة السيد محمد حسين فضل الله شكل خسارة كبيرة لقضيتنا
--------------------------------------------------------------------------------
التاريخ: 2010-07-04 21:44:30
لبنان -ميلاد
أعربت جبهة التحرير الفلسطينية عن حزنها وأسفها والمها الكبير بغياب العالم الكبير سماحة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله ، حيث عرفه شعبنا مدافعا عن قضيته وحقوقه العادلة والمشروعة.
واكدت جبهة التحرير الفلسطينية ، مما لا شك فيه ان غياب علما من اعلام امتنا المرجع الاسلامي الكبير سماحة السيد محمد حسين قضل الله ، شكل خسارة كبيرة ومؤلمة جداً ليس للبنان الشقيق وللطائفة الشيعية الكريمة ، بل لكل العالم الاسلامي ولشعبنا الفلسطيني وامتنا العربية واحرار العالم ، خاصة في هذه الاوقات العصيبة التي تمر بها المنطقة والقضية الفلسطينية، حيث شكل مدرسة ايمانية في العلم متمسكة بالمبادئ الاسلامية الموحدة ، وبخيار المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني .
وقالت الجبهة أن التاريخ سيكتب سيرة سماحة اية الله السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله ، بما يستحق من التقدير والاحترام لما قدمه على امتداد مسيرته الايمانية من عطاء متواصل في دعم المقاومة والقضية الفلسطينية .
ان جبهة التحرير الفلسطينية تتقدم من محبيه ومن الشعب اللبناني الشقيق والعالم العربي الاسلامي وعائلة واسرة الفقيد العلامة السيد محمد حسين فضل الله ، باسم امينها العام الدكتور واصل ابو يوسف وامانتها العامة ومكتبها السياسي ولجنتها المركزية بخالص العزاء ، سائلين المولى سبحانه وتعالى أن يتغمَّد الفقيد بالمغفرة والرَّحمة الواسعة، وأن يلهم عائلته وذويه جميل الصبر والسلوان.
وفور شيوع الخبر قام وفد من جبهة التحرير الفلسطينية برئاسة عضو اللجنة المركزية عباس الجمعة بتقديم واجب العزاء في مسجد الامامين الحسنين في الضاحية الجنوبية
الدكتور عادل رضا
07-05-2010, 11:23 PM
محمد حسين فضل الله
--------------------------------------------------------------------------------
2010-07-05 00:17:08 مقالات سياسية
حسن مدن
لا جدال في أن رجل الدين والدنيا محمد حسين فضل الله الذي غيّبه الموت أمس، هو من أكثر وجوه لبنان والعالمين العربي والإسلامي إشراقاً وتفتحاً وعمقاً ورهافة إنسانية، هو الذي ترفع بنضج نادر عن الانتماء الطائفي الضيّق، وأصبح رجلاً للأمة كلها بمذاهبها كافة، بل إنه بتكوينه المعرفي الواسع، تحوّل إلى قيمة إنسانية مطلقة، حين أفلح، في ما أخفق الكثيرون في تحقيقه، في أن يصالح بين الدين والعصر، وأن يؤكد ما في روح الإسلام من قيم التسامح كونه دين يسر لا دين عسر .
أخذ من لبنان، وهو اللبناني الذي ولد وتعلم وعاش ردحاً من حياته في النجف، روح التفتح والتعايش المشترك، والانفتاح على المكونات الفكرية والفلسفية كافة، ناهيك عن الدينية بطبيعة الحال، كونه مرجعاً دينياً رفيع المقام، وصاحب الكلمة المسموعة لدى الملايين من مريديه ومقلديه .
كان رجل دين مقاوماً، وكان أيضاً رجل دين متسامحاً، وطنياً لبنانياً، بعيد الأفق، يدرك أن قوة لبنان في وحدة أبنائه من شتى الطوائف، ووسط الغلواء الطائفية التي تجتاح المنطقة، كان أوعى وأبعد نظراً من كل أولئك الذين غرقوا في وحل الطائفية والمذهبية الضيّقة، بوعي منهم أو من دون وعي .
ما أن انزاح الاحتلال الصهيوني عن ضيعته عيناتا ليس بعيداً عن بنت جبيل عام ،2000 مجبراً أمام صمود المقاومة اللبنانية، حتى ذهب اليها، ومن هناك، قال: ليس للمسلمين في لبنان إلا المسيحيون، وليس للمسيحيين في لبنان إلا المسلمون، لقد تحرّرت الأرض وعلينا أن ندخل في معركة تحرير الإنسان من الحقد، لقد بقيت المعركة ضد الطائفية . . إنّ الدين قيمة والطائفية هي عشائرية متخلّفة .
لم تخدعه المظاهر والقشور، كان مفكراً عميق التحليل، ويرى ما خلف الظاهر من الشعارات البراقة التي تطلق للاستهلاك، وهو يلاحظ أن هناك مسحة حضارية تخدعنا، ولكن هناك عمقاً متخلّفاً يعيش في أعماقنا: “تعالوا عقلاً بعقل وقلباً بقلب، (والقول له)، تعالوا البلد الجميل لنغرسه بالمحبة، وأن تكون حركتنا في خطّ الجمال وصنع الجمال في الإنسان، فلبنان دُمّر جسدياً وأخشى أن يُدمّر إنسانياً” .
سيمرّ وقت طويل قبل أن تهبنا الحياة رجلاً في وزنه الديني والمعرفي، وفي حصافته الفكرية ورصانته المعرفية، وفي شجاعته باجتراح الجديد المستقيم مع روح الإسلام والمتسق مع تعاليمه، وتأكيد وحدة المسلمين في زمن تتبارى فيه السهام لتمزيق هذه الوحدة .
الدكتور عادل رضا
07-05-2010, 11:58 PM
بيروت تحتضن جثمان العلامة فضل الله غدًا وسط حداد رسمي:
لبنان يتوحّد لوداع رجل الحوار والاعتدال الديني
وكالات
gmt 11:30:00 2010 الإثنين 5 يوليو
وفاة المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله
إدارة مؤسساته إلى أبنائه والعائلة أما المرجعية فلا تورث
حال فضل الله يثير الجدل في مرضه الشديد كما في عافيته
إستحوذت وفاة العلامة السيد محمد حسين فضل الله على مجمل الاحداث اللبنانية حيث تقاطعت المواقف الصادرة عن مختلف الأطراف اللبنانية حول التعبير عن "الخسارة الوطنية" التي خلفها رحيل "شخصية تميزت بالعقل المتنور والمنفتح" كما وصفه الرئيس اللبناني ميشال سليمان أثناء تقديم التعازي لعائلة فضل الله.
بيروت: توالت بيانات العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله التي أجمعت الخسارة اللبنانية الكبيرة برحيله "رجل حوار وعيش مشترك"، وفي مقدمهم رئيسا مجلس النواب نبيه بري الذي لفت إلى خسارة "أبرز دعائم قيام لبنان نموذجًا للتعايش بين الأديان"، ومجلس الوزراء سعد الحريري الذي نعى "الفقيد الكبير الذي شكّل في كل المراحل والظروف صوتاً للاعتدال وداعية لوحدة اللبنانيين، متخذًا من الحوار سبيلاً لإعلاء شأن العقل في معالجة القضايا الخلافية".
هذا وقد أعلن مكتب السيد فضل الله أن تشييع الراحل سيكون غدًا على أن ينطلق موكب التشييع من أمام دارته في حارة حريك عند الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر بحيث سيجوب الأحياء الرئيسة لضاحية بيروت الجنوبية، قبل أن يوارى الراحل الثرى في مسجد الإمامين الحسنين.
وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء غدا يوم حداد رسمي بحيث تقفل الادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات وكذلك الجامعات والمدارس الرسمية والخاصة كافة بمناسة يوم التشييع الرسمي. كما تنكس الاعلام على الادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات لمدة ثلاثة ايام ابتداء من 6 تموز، وتعدل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع المناسبة.
وتوفي فضل الله الأحد عن خمسة وسبعين عاما بعد معاناة مع المرض، وسيشيع غدًا الثلاثاء في موكب شعبي ويوارى الثرى في الضاحية الجنوبية لبيروت. وصدر النعي في بيان عن مكتب العلامة الشيعي تلاه رجل الدين البحريني آية الله عبد الله الغريفي في مؤتمر صحافي، وجاء فيه ان فضل الله "شكل علامة فارقة في حركة المرجعية الدينية".
واضاف الغريفي وقد جلس الى جانب نجل الراحل السيد علي فضل الله الذي كان مجهشًا بالبكاء، ان فضل الله كان "العقل الذي اطلق المقاومة، فاستمدت من فكره روح المواجهة والتصدي والممانعة وسارت في خط الانجازات والانتصارات الكبرى في لبنان وفلسطين وكل بلد فيه للجهاد موقع". وتابع "شكلت فلسطين الهم الأكبر لحركته منذ ريعان شبابه وحتى الرمق الاخير". ونقل الغريفي عن فضل الله قوله "لن ارتاح الا عندما يسقط الكيان الصهيوني".
وبعد ظهر أمس، اصدر المكتب الاعلامي لفضل الله بيانًا اعلن فيه ان "موكب التشييع سينطلق من امام دارة الراحل في حارة حريك في الضاحية الجنوبية الساعة الواحدة والنصف (10:30 ت غ) من بعد ظهر الثلاثاء".
وسيجوب الموكب الاحياء الرئيسية للضاحية الجنوبية، على ان يصلى في ختام التشييع على جثمانه في مسجد الامامين الحسنين في حارة حريك ويوارى الثرى في صحن المسجد. ودعا حزب الله في بيان الى "اوسع مشاركة في التعزية والتشييع"، معلنًا "الحداد ثلاثة أيام".
واصدر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بيانا قال فيه "فقدنا اليوم ابًا رحيمًا ومرشدًا حكيمًا"، مضيفًا "علمنا في مدرسته ان نكون دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة وان نكون اهل الحوار مع الآخر وان نكون الرافضين للظلم والمقاومين للاحتلال".
وتابع نصرالله "اتقدم باسم المجاهدين والمقاومين وعوائل الشهداء والجرحى والمحررين وكل جمهور المقاومة (...) الى جميع المسلمين بأحر التعازي واصدق مشاعر المواساة. ونعاهد روح سيدنا الجليل الراحل اننا سنبقى الأوفياء للأهداف المقدسة التي عاش من أجلها".
ووصف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي شارك عائلة الفقيد في تقبل التعازي، فضل الله بانه كان "علما من الاعلام الذين رفعوا راية المقاومة وايدوها". واضاف في حديث الى تلفزيون "المنار" الناطق باسم الحزب الشيعي "لا نستطيع ان نفصل بين السيد فضل الله والعمل الجهادي المقاوم، فهو كان يجيز للاشخاص التبرع للمقاومة".
واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان فضل الله "واحد من ابرز اركان المرجعية الدينية الرشيدة (...) وأحد ابرز دعاة قيام لبنان نموذجا للتعايش بين الحضارات وظهيرا للمقاومة حتى الرمق الاخير".
وقال رئيس الوزراء سعد الحريري في بيان ان "لبنان خسر بغيابه مرجعية وطنية وروحية كبرى اضافت الى الفكر الاسلامي صفحات مميزة ستتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل". وراى النائب المسيحي ميشال عون، زعيم التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله، ان المرجع الشيعي كان بمثابة "مرشد ورسالته تتخطى الحدود".
واضاف ان فضل الله "قدم مساهمة كبيرة في الوحدة الوطنية (...) واحاديثه موعظة للناس يمكن ان تقرأ في المسجد وحتى في الكنيسة". وفي القاهرة، حيا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في بيان مواقف فضل الله "الوطنية"، معتبرا انه "كان واحدا من ابرز اركان المرجعية الدينية الشيعية، كما كان من ابرز دعاة ان يكون لبنان نموذجًا للتعايش بين الحضارات".
ونعى عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حماده العلامة السيد محمد حسين فضل الله، وقال في بيان: "برحيل العلامة السيد محمد حسين فضل الله، رحمه الله، يغيب رجل التنوير والاعتدال ورمز الحوار والائتلاف والحراك الدائم. كان قامة للفقه والعلم. هو المتحدر من سلالة الإضاءات، شكّل صوت العقل ومشروع مصالحة الدين مع العصر والحداثة. فكان الملتزم المتمرد على الموروثات، المجدد ضمن الثوابت".
ودعا الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر الذي يقيم في ايران منذ العام 2007 مناصريه في العراق وخارجه الى الحداد ثلاثة ايام. واصيب فضل الله خلال الاشهر الاخيرة بسلسلة ازمات صحية ادخلته المستشفى. وادخل مستشفى بهمن في الضاحية الجنوبية قبل اكثر من اسبوع في مراجعة عادية. الا انه اصيب فجر الجمعة بنزيف داخلي حاد تسبب بوفاته الاحد.
وتواصل عائلة الراحل ومعاونوه وقياديون في حزب الله تلقي التعازي في مسجد الحسنين الذي اعتاد فضل الله القاء خطبة الجمعة فيه. ويبدو التأثر واضحا على القريبين منه.
وافادت وكالة فرانس برس ان العديد من الرجال لا يتمالكون انفسهم عن ذرف الدموع حزنا. ورفعت مئات النساء اللواتي يرتدين اللون الاسود، صور الراحل في محيط المسجد وسط حالة من الحزن والبكاء.
وبتكليف من الرئيس بشار الأسد قدم السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم التعازي بوفاة العلامة اللبناني محمد حسين فضل الله. ونوه السفير عبد الكريم خلال تقديمه التعازي بمناقب الفقيد وتراثه الغني.
وكان فضل الله المرشد الروحي لحزب الله في بداية تأسيسه في الثمانينات، قبل ان يحصل تباعد بين الجانبين بسبب تباينات في وجهات النظر حول المرجعية الدينية. اذ سعى فضل الله الى تأسيس مرجعية مستقلة للحزب الشيعي الذي تدخل "ولاية الفقيه" في صلب عقيدته. وكان العلامة الشيعي من مؤيدي "الجهاد والمقاومة" ضد اسرائيل.
وولد فضل الله في تشرين الثاني/نوفمبر 1935 في العراق، وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سن مبكرة جدا، ثم اصبح استاذا للفقه والاصول في الحوزة العلمية الكبرى في النجف. عاد الى لبنان العام 1966، وأسس "المعهد الشرعي الاسلامي" الذي شكل نقطة البداية لكثير من طلاب العلوم الدينية. كما رعى العديد من المشاريع الخيرية والاجتماعية، وبينها تاسيس جمعية المبرات الخيرية التي اعلنت الحداد لمدة اسبوع.
ومن فتاوى فضل الله الدعوة الى اعتماد علم الفلك والارصاد في اثبات بدء شهر رمضان وانتهائه، في وقت لا تزال المرجعيات الدينية الاسلامية في العالم تلتمس رؤية القمر بالعين المجردة لاثبات ذلك. كما افتى ايضا بتحريم ختان الاناث وتحريم "جرائم الشرف".
خامنئي يعزي بوفاة المرجع الشيعي فضل الله
في هذه الاثناء، اصدر المرشد الاعلى في ايران اية الله علي خامنئي بيانا الاثنين قدم فيه تعازيه بوفاة المرجع الشيعي اللبناني العلامة محمد حسين فضل الله.
وقال خامنئي في البيان الذي اوردته وسائل الاعلام الايرانية الرسمية "نقدم تعازينا بوفاة العلامة المجاهد اية الله السيد محمد حسين فضل الله الى جميع اتباعه في لبنان والجالية اللبنانية في افريقيا واميركا اللاتينية وجميع الشيعة".
واضاف ان "المقاومة الاسلامية في لبنان حظيت على مدى تاريخها بالدعم والتعاون والمساعدة من هذا العلامة المجاهد. لقد كان ايضا مناصرا صادقا وقريبا للجمهورية الاسلامية واثبت خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة في خطاباته وممارسته ولاءه للثورة الاسلامية والجمهورية الاسلامية".
واوفدت ايران الاثنين وفدا رفيعا للمشاركة في تشييع فضل الله الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قدم الاحد تعازيه بوفاة فضل الله، بحسب ما اوردت وكالة الانباء الايرانية.
وقال احمدي نجاد في رسالة موجهة الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان "الخدمات التي قدمها رجل الدين الوقور هذا لصالح الوحدة الوطنية واصراره على المقاومة سيظلان في تاريخ لبنان".
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 01:14 PM
في رثاء السيد فضل الله
د. صلاح الفضلي
salahma@yahoo.com
حياة سماحة السيد فضل الله رضوان الله عليه كانت حافلة بطلب العلم والجهاد منذ سنيه الأولى في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي عندما نشأ وترعرع في النجف الأشرف مع رفيق دربه في العلم والنضال الشهيد السعيد محمد باقر الصدر.
كنت في السابعة عشرة من عمري عندما سمعت باسم السيد محمد حسين فضل الله لأول مرة، وكان ذلك في عام 1984 من خلال بعض الأصدقاء في الجالية اللبنانية في ديترويت في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كنت أدرس في ذلك الوقت. تعرفت أكثر على سماحة السيد من خلال نجله السيد أحمد الذي كان موجوداً للدراسة أيضاً، لكن الحادثة التي شدتني للتعرف إلى شخصية السيد فضل الله هي محاولة الاغتيال التي تعرض لها في ضاحية بئر العبد في بيروت عام 1985 من قبل الاستخبارات الأميركية، وبتمويل عربي– كما كشف عن ذلك بوب ودورد فيما بعد في كتابه خلف الأسوار- حيث كان السيد المطلوب رقم واحد لهم.
مازلت أتذكر مشاعر القلق التي عاشها محبو السيد في الجالية اللبنانية في ديترويت على مصيره عندما كانت محطات التلفزة الأميركية تنقل بصورة متواصلة أخبار حادثة التفجير في بيروت والتي راح ضحيتها أكثر من 80 ضحية، ونجا السيد منها بأعجوبة لأنه تأخر في بيته أكثر من ربع ساعة للإجابة عن أسئلة امرأة عجوز جاءته قبل صلاة الجمعة، فكانت العناية الإلهية وأخلاقه العالية التي لم تدعه يترك المرأة العجوز دون الإجابة عن كل أسئلتها هي التي أنقذته من القتل.
ازداد إعجابي بالسيد فضل الله بعد أن بدأت أقرأ كتبه وأستمع إلى العشرات من أشرطة تسجيل محاضراته، وما شدني إليه كثيراً أني وجدت فيه عالماً دينياً غير تقليدي، يحاول أن يفهم النصوص الإسلامية والحوادث التاريخية بطريقة مختلفة عن الآخرين، وهذا دأب العلماء المبدعين، ولكن هذا الأمر جلب له المتاعب والتشويش من قبل الذين لا يريدون لعقولهم أن تفكر ولا لأفكارهم أن تتحرر.
كنت أحسد السيد فضل الله على الطاقة العجيبة التي يمتلكها، فعندما كان يأتي في زيارة لأميركا لحضور أحد المؤتمرات الطلابية كان يظل طوال اليوم في نشاط دائم، بداية من صلاة الفجر مروراً بسلسلة من المحاضرات واللقاءات التي لا تنقطع مع شتى مشارب الناس حتى ساعات الفجر الأولى، وكان لا ينام أكثر من أربع ساعات.
منذ ذلك الوقت تعلقت بشخصية السيد فضل الله، ولم أكن أفوت الفرصة لحضور مجلسه عندما كان يأتي لأداء مناسك الحج مع حملة التوحيد الكويتية التي كانت تشبه خلية النحل لكثرة الزوار الذين يفدون لزيارة سماحة السيد، إما للسلام وإما لطلب الفتوى وإما لحل مشاكل عالقة، ورغم طول اللقاءات وتوافد الزوار وكثرتهم فإن الابتسامة لم تكن تفارق محياه النوراني... هذا في الجانب الاجتماعي، أما في الجانب الروحاني فلم يطرق أذني أعذب من صوته عندما كان يسترسل في الدعاء مناجياً ربه.
حياة سماحة السيد فضل الله رضوان الله عليه كانت حافلة بطلب العلم والجهاد منذ سنيه الأولى في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي عندما نشأ وترعرع في النجف الأشرف مع رفيق دربه في العلم والنضال الشهيد السعيد محمد باقر الصدر، ثم انتقاله إلى لبنان في عام 1966، وحينها قال عنه الشهيد الصدر قولته الشهيرة 'كل من خرج من النجف خسر النجف، إلا السيد فضل الله فقد خسرته النجف'.
أما جهاده فهو غني عن التعريف، فهو من بين القلة الذين صمدوا في بيروت أيام الاحتلال الإسرائيلي لبيروت عام 1982، وكان هو من أوقد جذور المقاومة الإسلامية ضد إسرائيل، حيث تربى جيل الشباب المقاوم على يديه، فكان أن ثمرة ذلك طرد المقاومة للعدو الإسرائيلي عام 2000، وهو ما عجزت عنه جحافل الجيوش العربية.
لا تكفي سطور قليلة لبيان عظمة شخصية السيد فضل الله وصفحات العلم والجهاد التي كتبها لأكثر من ستة عقود من عمره المبارك، وأجزم أن هذه السطور لا تفيه حقه، لكنها جهد المقل وحيلة العاجز، وحسبي بها شقشقة هدرت ثم قرت... رحم الله السيد فضل الله ورزقنا شفاعة جده والأئمة الأطهار من ذريته.
***
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 01:19 PM
د. أيمن الهاشمي
كان عربي الوجه واليد واللسان وعربي التشيع والفكر والوجدان وكان ضميراً صاحياً لأتباع آل البيت
فقد العالم العربي والإسلامي الشيخ المرجع محمد حسين فضل الله الذي وافته المنية في الثالث من يوليو الجاري في أحد مستشفيات لبنان بعد مرض عضال, والشيخ الراحل من مواليد العراق (النجف الأشرف) 1935, درس العلوم الدينية فيها بوقت مبكر, ويعتبر من أكثر علماء الشيعة انفتاحاً على التيارات الأخرى, ويمقت التطرف والتكفير والممارسات البدعية التي ادخلت على المذهب الشيعي العروبي, بدأ التدريس العلمي كأستاذ للفقه والأصول في النجف, ومن ثم شرع في تدريس بحث الخارج ويحضر دروسه طلاب من شتى أنحاء العالم الإسلامي عموماً والعربي على وجه الخصوص وتخرج على يديه كثير من علماء الشيعة البارزين. وفي العام 1966 غادر فضل الله العراق متوجهاً إلى لبنان ليؤسس حوزة المعهد الشرعي الإسلامي وجمعيات خيرية ومبرات للأيتام.
ولم تخل مسيرة الشيخ الراحل فضل الله الشاقة من العمل السياسي فقد مارس في البدء دور المرشد الروحي ل¯ "حزب الله" خلال فترة انطلاق الحزب وقد تعرض لمحاولات اغتيال عدة أبرزها تفجير استهدف منزله في الضاحية الجنوبية لبيروت في منطقة بئر العبد العام 1985, لكنه بعد أن تكشفت له أسرار "حزب الله" وارتباطاته المشبوهة بإيران انفصل عن الحزب, وصار ينتقد مساراته وتوجهاته وخضوعه التام للتأثير الإيراني.
أنشأ مسجداً أطلق عليه تسمية "مسجد الحسنين" في الضاحية الجنوبية لبيروت, العام 1996, ومنه واصل فضل الله إلقاء خطبه وعظاته الدينية ومواقفه السياسية وعرف بفتاواه المتنورة وكان أول من دعا إلى إثبات هلال شهر رمضان من خلال الأرصاد وعلم الفلك. ويعتبر فضل الله منذ أكثر من أربعة عقود, مرجعية بارزة في المذهب الشيعي, واشتهر بوصفه واحدا من رموز الاعتدال, وعده مؤيدوه مجدداً في الفكر والمذهب ووصفوه ب¯ "رائد الوحدة الإسلامية", نظرا لجهوده في التقريب بين المذاهب, وينتشر مقلدوه في بعض الدول العربية ومنطقة آسيا الوسطى. ومنذ دراسته في النجف فقد برزت آراؤه المخالفة لنظرية (ولاية الفقيه) التي ابتدعها وطبقها الإمام الخميني لينشأ في هذه المرحلة خلاف على مرجعيته بيد أنه ظل يحظى باحترام الجميع.
لم يتورط محمد حسين فضل الله في لعبة الصراع الطائفي, ولا في تلك الحرب القذرة التي تقودها بعض المراجع الشيعية ذات الأصول غير العربية, ضد أمهات المؤمنين وصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم, وضد العروبة والعرب, لذلك حظي باحترام جميع المسلمين, واعتبره اللبنانيون بمختلف طوائفهم رمزا وطنيا وقوميا وإنسانيا وأحد عناوين الهوية اللبنانية والعربية والإسلامية المتجذرة في بيئة المقاومة والنضال والصمود. كان محمد حسين فضل الله دمث الأخلاق, وطيب المعشر, ووافر العلم, وقوي الحجة, ومؤمنا بأنه لا بديل عن الحوار بين الفرقاء السياسيين وبين الطوائف والمذاهب, وبأن لبنان لكل اللبنانيين, وبأن الطائفة الشيعية ستكون أقوى بتفاعلها الإيجابي مع بيئتها.
ويحظى العلامة الراحل بشعبية واسعة في العالمين العربي والإسلامي لم تقتصر فقط على نشاطه الديني, وإنما شملت أيضا نشاطه العلمي والفكري والأدبي. ولفضل الله العديد من المؤلفات في الفقه وشرح القرآن والعلوم الإسلامية وسيرة أهل البيت وفي علم الاجتماع, ومن مؤلفاته "أسلوب الدعوة في القرآن", و"الاسلام ومنطق القوة", و"فقه الشريعة" الذي يضم آراءه الفقهية الكاملة ليسترشد بها مقلدوه, وقد أصدر قبل وفاته بأيام ديوانه الشعري الرابع "في دروب السبعين".
كان موقفه من الحرب على العراق 2003 متميزا ومختلفا عن موقف حوزة النجف وموقف ملالي طهران وقم حين افتى السيستاني بحرمة التعرض للاميركان المحررين, فقد أصدر فضل الله فتواه الشهيرة بعدم جواز مساعدة الأميركان وحلفائهم في ضرب وتدمير العراق, إنطلاقا من حرمة إعانة الكافرين على المسلمين.
تمتع- يرحمه الله - بسعة علمه وشموله مرجعا للكثير من المسلمين, كان يجمع ولا يفرق, وكان يملك رؤية شاملة وإصلاحية في الفقه والفكر تجمع أتباع جميع المذاهب الإسلامية, وعلى المستوى الشيعي الداخلي, فقد كان معارضا للحكم الديني المسمى "ولاية الفقية", وقد جعله ذلك يتوارى إلى الظل شأن جميع المراجع الشيعية المعارضين لولاية الفقيه. وقد صدر للعلامة فضل الله مجموعة من الكتب المهمة, يقرأها المسلمون من جميع المذاهب, مثل: من وحي القرآن, والحوار في القرآن الكريم, والمدنس والمقدس, وأميركا وراية الإرهاب الدولي, ويعتبره كثير من أتباعه ومريديه مجددا في الفقه والأصول, يعتمد على الرؤية القرآنية كأساس في الاجتهاد والشمولية في الرؤية الفقهية, وقد منحه الذوق الأدبي الراقي, والقدرة اللغوية المتميزة فهماً أدق وأعمق للنصوص الشرعية. واشتهر عنه فتاواه بتحريم ضرب الذات في ذكرى كربلاء, واعتماد الوسائل العلمية المتقدمة في تحديد أول أيام الشهور القمرية.فضل الله يحسب على علماء الوسطية, وهو يعتقد بأهمية الحوار وأنه يمكن أن يكون أساسا لتجتمع الإنسانية حوله, وعلى الإنسان الاطلاع على أفكار الآخرين, ففي ذلك فهم لفكر الآخر. وكان أول كتاب له قبل 50 سنة هو "أسلوب الدعوة في القرآن", ثم كان كتابه الثاني هو "الحوار في القرآن", فالحوار في هذا السياق أحد الأفكار والحلول المهمة للخروج من مأزق العنف والتطرف.
إن من يفقه خصوصيات فكر واجتهاد ورؤى ومواقف العلامة محمد حسين فضل الله, المرجع العربي الذي آمن بأن الدين فوق المذهب, وبأن التشيع العربي لا يمكن أن يكون مناقضا للعروبة, ولا خنجراً مسموما في خاصرتها. فقد روى مدير مكتبه كيف أن الراحل الكبير كان منذ أقل من شهر يستمع إلى بعض حوارييه وهم يتحدثون حول أفضل الأساليب لخدمة المذهب ونشره, فرد عليهم بضرورة البحث عن أفضل الأساليب لخدمة الإسلام.
وإذا كانت المرجعيات الفارسية قد سيطرت على أغلب مراكز التأثير الروحي الشيعي بخلفياتها القومية العنصرية المتعصبة التي تصب في إطار إذكاء الفتنة المذهبية والطائفية وشق صفوف المسلمين, وتقزيم الدور العربي والتشكيك في تاريخ الأمة وفي رموزها العظام, فإن رحيل محمد حسين فضل الله سيزيد من إضعاف التشيع العربي أمام التشيع الفارسي المتطرف والمتشنج والذي يعتقد معمموه بأن أهدافهم لا تتحقق إلا بمزيد من توسيع الهوة بين أتباع المذهب الشيعي وأهل السنة والجماعة.
ومثلما يتبوأ الشيخ يوسف القرضاوي منبر الوسطية والاعتدال في المذهب السني, فإن الراحل فضل الله كان يتبوأ ذات المنبر في مذهبه. ولا شك أن رحيل محمد حسين فضل الله خسارة لا تعوض للأمة العربية, فلأن الرجل كان عربي الوجه واليد واللسان, وعربي التشيع والفكر والوجدان, وكان ضميرا صاحيا لأتباع آل البيت ممن لا يرون أي تناقض بين إسلامهم المعتدل والمتسامح والمقاوم وبين عروبتهم المتجذرة والمتأصلة والحضارية. رحم الله محمد حسين فضل الله, فقد كان حكيم الشيعة, وصمام الأمان للتشيع العربي ونور الصدق الذي أشع من جبل عامل ليضيء دنيا العرب والمسلمين. رحيل آية الله العظمى محمد حسين فضل الله خسارة كبرى ومدوية لكل المسلمين بسنتهم وشيعتهم, فلأنه كان عنصر تقارب أساسيا, وينبوع حكمة, عكس مراجع أخرى سعت دائما للتفريق بين الطوائف ولبث الفتنة والبلبلة, ولخدمة أجندات تجعل من الصراع الطائفي طريقا لتمرير أهداف أطراف إقليمية حاقدة على العرب والعروبة.
*كاتب عراقي
aymenhashimi@yahoo.com
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 04:42 PM
بقلوب ملئى بالحزن , إستقبلت الجماهير العراقية خاصة , والعربية والاسلامية عامة في ولاية مشيغان الامريكية نبأ رحيل المرجع الاسلامي الكبير أية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله ,
حيث كان لهذا الخبر المفجع كبير الاثر على قلوب المؤمنين , لما كان لفقيد الامة من دور ريادي لايضاهيه فيه احد . وفي هذه المناسبة الاليمة , أقامت الجالية العراقية في ولاية مشيغان حفلا تأبينيا على روح السيد المرجع سيستمر لثلاثة أيام , حيث إبتداء الحفل منذ يوم أمس الاحد , وسيتمر اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء في مركز كربلاء الاسلامي في مدينة ديربورن في ولاية مشيغان . وفي أخر يوم ( الثلاثاء المصادف 6/7/2010 ) ستقوم لجنة الحفل بإقامة مهرجان تأبيني إحياء لفقيدنا الكبير في الساعة السابعة عصرا , يتخلله وجبة عشاء .
المكان .
مركز كربلاء الاسلامي
مدينة ديربون . ولاية مشيغان
الولايات المتحدة الامريكية
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 04:44 PM
--------------------------------------------------------------------------------
الشيخ د. خالد الملا : تعزية بوفاة السيد فضل الله
التاريخ : الأحد 04-07-2010 02:34 مساء
الكاتب: الشيخ خالد الملا
م/ تعزية
بمزيد من الحزن والرضا بقضاء الله تعالى نتقدم إلى امتنا الإسلامية بأحر التعازي بوفاة المرجع الكبير السيد حسين فضل الله العالم الرباني والرجل الذي عمل على وحدة الأمة طوال حياته والذي وفاه الأجل في بيروت ونحن في هذه المناسبة نعزي أهله ومحبيه ومقلديه وأمتنا العربية والإسلامية بهذا المصاب الجلل وإنا لله وإنا إليه راجعون .
المكتب الإعلامي
لسماحة الشيخ د.خالد الملا
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 04:46 PM
مجالس العزاء على روح المرجع الفقيد اية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
في المقر العام لحزب الدعوة الاسلامية
العنوان : بغداد - مطار المثنى - مقابل محظة السكك الحديد
هاتف : 01 - 7401256
في مؤسسته الخيرية لاغاثة ايتام وفقراء العراق
العنوان : بغداد - العطيفية - مقابل مسجد براثا
موبيل: 07704429005
يقيم حزب الدعوة الإسلامية يوم الجمعة 9 يوليو على قاعة من الساعة 7.30 على قاعة دار الإسلام في لندن مجلس عزاء على روح المرجع الفقيد(قدس).
سيقام مجلس الفاتحة والعزاء اليوم 06.07.2010 الساعة السادسة والنصف عصراً في مركز الأمام الامام المهدي ( عجل الله فرجه ) في مدينة دورتموند ألالمانية.
الدعوة عامة ولكم الأجر والثواب مقدماً .
العنوان :
Lindenhorster Str. 221
44339 Dortmund
Deutschland
سيقام مجلس الفاتحة والعزاء يوم الخميس المصادف 09.07.2010 الساعة السادسة الثامنة مساءاً في مركز الشباب في مدينة منستر ألالمانية .
الدعوة عامة ولكم الأجر والثواب مقدماً .
العنوان :
Jugendtreff
Nienkamp, 25
48147 Münster
Deutschland
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 04:47 PM
محمد حسين فضل الله : رحيل المرجع المتنور
صباح أمس، توقّف قلب المرجع الديني السيّد محمد حسين فضل الله، بعد معاناة مع المرض. وبالرغم من إذاعة أخبار تدهور صحّته في الأيام الماضية، إلاّ أن معظم محبّيه وجمهوره بدوا غير مصدّقين، بل كأنّهم لا يريدون لعلاقتهم اليوميّة به أن تتوقّف وتنتهي. وهم الذين كانوا يذهبون إليه ليهمسوا بأسرارهم أو ليطلبوا ما آمن به هو من أن المؤسسات تبعده عن منطق المنّة والعطيّة. أمس، غاب من تربّى عليه معظم قادة التيّار السياسي والديني «الشيعي»، وارتبط لفترة طويلة بحزب الله، مرشداً روحياً. وبالرغم من ذلك، وجد فيه كثيرون من مذاهب فكريّة ودينيّة أخرى عقلاً متنوّراً، محاورته ممكنة وضرورة، ومؤمناً بلا تعصّب، ومختلفاً مع دعوة إلى التفاعل والحوار. غاب المرجع الجريء حتى الإزعاج، الذي استطاع جعل التحرّك مع العصر، ومحاورة العلم والإفادة منه، أمراً لا يمكن تجاوزه في إنتاج الفكر الديني ولا في الإيمان ومعرفته.
الشوارع لا تنطق، لكنّ ملامحها تخبر عنها. هدوؤها لا يشبه لحظات الهدوء الأخرى. هو سكون الموت. الرجل الذي عرفته مساعداً لفقرائها، واحتضنها في أيامها العصيبة، رحل. الصراع مع البكاء كان مستحيلاً. لابتسامة السيد محمد حسين فضل الله، في صوره التي نشرت بعد نعيه، وقع مبكٍ على محبّيه، ربما كان أصعب من وقع خبر وفاته. اللحظة قاسية على كل من عرف السيّد. أيُعقَل أن يرحل في هذا الوقت الحسّاس؟ لقد استعجل الرحيل. سرقه المرض خلسة. أمس، كان الألم غزيراً، والوجوه لم تحتج إلى ضوءٍ يفضح وجعها. في مسجد الإمامين الحسنين بحارة حريك، لا مساحة لشيء غير الحزن، حيث تُلي بيان نعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله، بعدما توفي عند التاسعة والنصف صباحاً. ينتحب الحاضرون في قاعة الزهراء. كأنهم يرفضون سماع الخبر. لم يعهدوا على هذا المنبر خطيباً غير السيّد، فكيف به يتحول منبراً ينعاه؟ عند الحادية عشرة والنصف ظهراً أعلن رسمياً وفاة المرجع الديني البارز. حضر مراسلو وسائل الإعلام وفعاليات سياسية ودينية واجتماعية. وانسجاماً مع تقاليد المرجعيّة الشيعية، بألّا ينعى المرجع إلا عالم دين مجتهد، تلا وكيل فضل الله الشرعي في البحرين، وكبير الموظفين في مكتب مرجعيته السيد عبد الله الغريفي بيان النعي. إلى جانبيه، جلس النجل الأكبر لفضل الله، السيّد علي، ومدير مكتبه الإعلامي هاني عبد الله. وعرض البيان مراحل حياة فضل الله من دعمه لحركات المقاومة، مروراً بفكره الوحدوي الإسلامي وإيمانه بالحوار مع الآخر، وصولاً إلى مساعدته الفقراء والمستضعفين.
استقبلت عائلة السيّد المعزّين في الباحة الخارجيّة للمسجد. اصطفّ أخوه وأبناؤه لتلقي العزاء. يتمنّى المنشد الديني محمد رمال على المعزين الاقتصار على التسليم باليد فسحاً للمجال أمام الحشود. بدأ توافد الشخصيات الرسمية منذ اللحظات الأولى للعزاء. لحزب الله الحصة الأكبر من المعزّين. فلولا غياب السيد حسن نصر الله، لكان حضور قيادات الحزب كاملاً. كيف لا وكثيرون منهم من تلامذته الأوائل، ينتمون إلى الرعيل الأول المؤسس للحزب، الذي ربطته علاقات حميمة وعمل جهادي مشترك مع فضل الله. بدا التأثر واضحاً على وجهي الشيخ نعيم قاسم والنائب حسن فضل الله. فالأول كان من تلامذة السيد لفترة، يوم كان أستاذاً للكيمياء. أما الثاني فهو ابن قريته عيناثا وقريبه. أمّا النواب نواف الموسوي وعلي فياض ومحمد فنيش فكانوا من مقربيه وتلامذته. أجهش النائب محمد رعد بالبكاء أكثر من مرّة. وقف والد الشهيد عماد مغنية يتلقّى العزاء ويمسح دموعه. فابنه جهاد كان من بين شهداء متفجرة بئر العبد التي استهدفت فضل الله في عام 1985. أمّا عماد، فكان قائد فرقة الحماية الشخصية الأولى لفضل الله. كان التأثر واضحاً على نجل فضل الله الأكبر علي. أمّا نجله جعفر، فقد تولّى التواصل مع الصحافيين. وفي حديث مع «الأخبار» نقل السيد جعفر أن «آخر كلمة للسيّد قبل وفاته كانت: لن أرتاح قبل زوال إسرائيل». وفيما سرت شائعات عن إجراءات لدفن السيّد في مدينة النجف بالعراق، أكد بيان لمكتبه أن السيّد سيدفن غداً في صحن مسجد الإمامين الحسنين.
وكان الرؤساء الثلاثة قد نعوا الراحل الكبير، فرأى الرئيس ميشال سليمان أن غياب السيد فضل الله «خسارة وطنية لشخصية تميزت بالعقل المتنور والمنفتح». أمّا الرئيس نبيه بري، فقد رأى أن الأمتين العربية والإسلامية تفتقدان «داعية من طلائع الدعاة إلى الوحدة الإسلامية، وصوتاً مدوياً من أجل نصرة قضايا الحق والعدالة ومقاومة الظلم والعدوان». من جانبه، رأى الرئيس سعد الحريري أن لبنان «يخسر مرجعية وطنية وروحية كبرى، أسهمت إسهاماً فعالاً في ترسيخ قيم الحق والعدل لمقاومة الظلم». كذلك نعاه السيّد حسن نصر الله، قائلاً: «فقدنا أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً وسنداً قوياً في كل المراحل». ونعاه حزب الله وحركة أمل، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي جاء في بيانه: «برحيله تفتقد الأمة الإسلامية رمزاً من الرموز العاملين على التقريب بين المذاهب». أمّا مفتي الجمهورية، الشيخ محمد رشيد قباني، فرأى أن لبنان والعالمين العربي والإسلامي فقدوا بوفاته «علماً وعالماً كبيراً من فقهاء المسلمين، له مكانته ودوره في خدمة الإسلام». وأبرق النائب البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت يوحنا حداد معزياً.
كذلك نعاه نائب الرئيس العراقي المنتهية ولايته عادل عبد المهدي. إلى ذلك، نعى فضل الله كل من الرؤساء سليم الحص، نجيب ميقاتي، حسين الحسيني، وكامل الأسعد. ومن بين من نعاه أيضاً: الوزير غازي العريضي، والنواب: عمّار حوري، ياسين جابر، علي عسيران، محمد قباني، أسعد حردان، وليد سكرية، والوزير السابق فوزي صلوخ، والنائب السابق فيصل الداود. كذلك نعى فضل الله كل من الشيخ عفيف النابلسي، الشيخ نعيم حسن، الشيخ نصر الدين الغريب، الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، جبهة العمل الإسلامي، الحزب العربي الديموقراطي، حزب رزكاري، الأمين العام للجماعة الإسلامية، تجمع العلماء المسلمين في لبنان.
74 عاماً من العطاء والمقاومة
ولد السيد محمد حسين فضل الله في النجف الأشرف في العراق، في تشرين الثاني عام 1935. بدأ دراسته للعلوم الدينية في سنّ التاسعة، وكان من الطلاب البارزين، ما جعله يحوز ثقة المرجع الخوئي، فكانت وكالته المطلقة له في الأمور التي تناط بالمجتهد العالم. عاد إلى لبنان عام 1966، وأسّس حوزة «المعهد الشرعي الإسلامي» في منطقة النبعة، مكوّناً بذلك نقطة البداية لكثير من طلاب العلوم الدينية. مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية انتقل إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان موقفه واضحاً بشأن دعم المقاومة المسلّحة ضد الاحتلال الإسرائيلي. تعرّض لمحاولات اغتيال عدّة، أبرزها كانت عام 1985 عندما استهدفته سيارة ملغومة في بئر العبد.
حركته الشاملة جعلت قطاعات واسعة من الشباب تطالبه بالإفتاء، إلّا أنه لم يوافق إلّا بعد رحيل الصف الأول من مراجع التقليد الشيعي في العالم. وقد أثارت أفكاره واجتهاداته الفقهية جدلاً واسعاً في الساحة الإسلامية، وخصوصاً أنّ السيّد امتلك الجرأة العلمية على طرح نظريّاته الفقهية عندما يتوصل إلى قناعة ثابتة بها.
آمن بالعمل المؤسساتي، فأسّس جمعية المبرّات الخيريّة التي احتضنت الأيتام في مناطق متعدّدة من لبنان، كما دعم رعاية الأيتام في الأسر. اهتمّ بذوي الاحتياجات الخاصّة من خلال «معهد الهادي للإعاقة السمعيّة والبصرية»، وأنشأ مستشفى بهمن في حارة حريك، ودعم إنشاء العديد من المؤسسات الاجتماعية والتربوية في دول الاغتراب.
كاتب غزير الإنتاج، له أكثر من 40 كتاباً عن الإسلام والفقه والسياسة والمرأة، إضافةً إلى الشعر.
محمد محسن
نقلاً عن صحيفة الأخبار اللبنانية
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 04:47 PM
بيان تعزية صادر من تيار الوفاء الإسلامي في البحرين
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على الرسول المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين .
قال تعالى : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } المجادلة/11
وورد في الرواية : (إذا مات العالم ثلم الإسلام ثلمة ، لا يسدها شيئ إلى يوم القيامة ) .
ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل المرجع الإسلامي سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله (قده) ، وبهذه المناسبة نتقدم بالعزاء لمقام الحجة المنتظر (عج ) ولمراجع المسلمين وعائلة الراحل الكبير ، وللأمة الإسلامية جمعاء .
لقد كان الراحل الكبير من رواد ورموز الصحوة الإسلامية المعاصرة ، و من المنظرين الكبار للفكر الإسلامي المقاوم ، والحركة الإسلامية المعاصرة . وللعلامة الراحل المجاهد دور أساسي في تربية الجيل الإسلامي وترشيد وعيه وحركته الإجتماعية والسياسية . ولذلك ، فإن شريحة واسعة من الملتزمين بالخط الإسلامي يدينون بالفضل للراحل الكبير في بلورة وعيهم وشخصيتهم الإسلامية .
لقد عرف السيد العلامة بالعديد من المميزات البارزة ، منها مزاوجته بين أصالة الفكر والمواكبة والمعاصرة ، والشمولية لعلوم الإسلام المختلفة ، والجمع بين التنظير والعطاء الفكري والعطاء العملي ، وتركيز مفاهيم الإنفتاح والوحدة والحوار ، و الدفاع عن قضايا الأمة والمقاومة والمستضعفين ، والسعي لتطوير المؤسسات الخيرية والإجتماعية . نسأل الله سبحانه ، أن يجزي الراحل الكبير خير الثواب والجزاء ، وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان . وإنا لله وإنا إليه راجعون .
صادر عن تيار الوفاء الإسلامي
بتاريخ 4 / 7 / 2010 ، 21 / رجب / 1431 .
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 04:48 PM
لا ينكر فضل الله إلا الجاحدون
بقلم: د. حامد العطية
وفاة المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله فاجعة كبرى، ليس للشيعة أو مقلديه فقط،، بل للأمة الإسلامية جمعاء، كان الفقيد مرجعاً فذاً مطوراً، انبرى للكثير من المعتقدات والمسلمات المنتشرة بين الفقهاء، القدماء والمعاصرين، وتناولها بالبحث والتحليل والتمحيص، بتجرد وموضوعية، وخلص إلى نتائج هامة بشأنها، بقصد كشف الحقائق وتنوير العقول، فاستحق منا كل الحمد والثناء على ذلك.
لم يكن العلامة الراحل فضل الله مرجعاً، مثل غالبية مراجع الدين، الذين يكتفون بالبحث والتأليف والافتاء، بل كان قائداً للتغيير والتطوير، ومصلحاً اجتماعياً، تفاعل بعمق مع قضايا الناس القريبين والبعيدين، مسخراً طاقاته من اجل تطوير أوضاعهم، وكان للمحرومين النصيب الأوفر من اهتمامه ورعايته.
كان رحمه الله وطيب ثراه مجاهداً في سبيل الله، ومدافعاً عن حقوق البنانيين والعرب والمسلمين في التصدي للعدوان والاحتلال والاستيطان الاجنبي، وكان لمواقفه وتوجيهاته الأثر الكبير والبالغ في انتصار المجاهدين المقاومين في لبنان، مما اثار استياء وسخط المستكبرين الأمريكان والصهاينة وعملائهم في المنطقة، فتداعوا لاغتياله، ولكن سهام غدرهم واجرامهم ذهبت طائشة، ونجاه الله من مكرهم ليكمل مهمته الجليلة.
كان المرجع الراحل متواضعاً قريباً من الناس، وقد انطبعت في ذاكرتي صورة له، وقد توسط جمع من طلاب إحدى المدارس، التي تديرها مؤسسته الخيرية والتربوية، وقد عرف بحرصه على الالتقاء بطلابها، والتقاط الصور التذكارية معهم عند تخرجهم أوانتقالهم من صف لآخر.
وكان العلامة فضل الله من صفوة العلماء الذين جمعوا بين العلم والعمل والجهاد، ووفاته خسارة فادحة للجميع، ومن المؤسف أن بعض الشخصيات والجماعات الشيعية العراقية استغلت هذه المناسبة الحزينة لتنبش خلافاتها مع المرجع الكبير، والمثال على ذلك خبر وفاة المرجع الكبير كما أوردته احدى المواقع العراقية الشيعية على الانترنت، وكما يلي: " افادت مصادر لبنانية مطلعة أن رجل الدين اللبناني محمد حسين فضل الله قد توفي صباح هذا اليوم في مستشفى بهمن ببيروت في العاصمة اللبنانية، وكان فضل الله قد ادخل المستشفى قبل يومين بعد تعرضه إلى نزيف في الدماغ ولم يتمكن الاطباء من ايقافه، كما أن كليتية قد توقفتا بشكل كامل لكونه مصاب بالسرطان، يذكر أن السيد محمد حسين فضل الله قد اصدر موجه كبيرة من الفتاوى والأفكار التي اعتبرتها المرجعية الدينية في العراق وإيران خارجة عن المذهب" وأقل ما يقال في هذا التعليق بأنه غير لائق.
وكان الأجدر بهؤلاء الشيعة العراقيين الاطلاع على تأبين حزب الله في لبنان للفقيد الراحل والذي أثنى فيه على علم وجهاد وانجازات فقيدنا العظيم، وهو كما وصفه بيان حزب الله "العالم الإسلامي الكبير الذي ملأ الساحة بعلمه وجهاده ومواقفه وتربيته ومؤلفاته".
والواجب علينا استذكار سمات وقيم ومواقف وسلوكيات وانجازات العلامة الراحل واتخاذها نموذجاً، نقيس عليه اداء علماء الدين في الحاضر والمستقبل، كما ينبغي علينا استكمال تحقيق أهدافه العظيمة في توحيد كلمة المسلمين وتحرير أوطانهم وأراضيهم المعتصبة، وتخليصها من المحتلين، واصلاح مجتمعاتنا وتطوير أحوالنا.
5 تموز 2010م
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 04:49 PM
السيد فضل الله فقيد الأمة المتحدة
بمزيج من بالغ الأسى والألم ومشاعر الحزن للغياب الكبير تلقينا نبأ وفاة سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله علامة لبنان الكبير وأحد رموز الدعوة والعمل لتوحيد الأمة الإسلامية والتعاون بين أتباع الرسالة الإسلامية المحمدية.
إننا ونحن نعيش صدمة رحيل الإمام لنستحضر دوره الفكري العلمي الجامع الذي تقدم به ودعا له لتصحيح ما يُعكّر صفو الوحدة ويشق صفوف الأمة ومناشداته المتكررة لجمع الكلمة مقترنة بمراجعات تاريخية سعى فيها لواد أركان الفتنة في التاريخ القديم والأحداث المعاصرة .
وإننا إذ نستحضر هذه اللحظة التاريخية التي تعيشها الأمة تحت قوة حصار وعدوان الكيان الصهيوني المجرم المقترن بالشراكة الأمريكية الإجرامية التي توجّه عدوانها للأرض المباركة في فلسطين ولتهويد المسجد الأقصى ولا تزال هذه السياسة المزدوجة تطعن في أفغانستان والعراق المحتل لنستذكر منبر السيد فضل الله الذي ركّز فيه حديثه وتوجيهاته وتحذيراته من تلك المؤامرات الأمريكية الصهيونية التي كانت ولا تزال تسعى لإخضاع الأمة تحت جموحها المعادي لاستقلال الأمة ورفعتها وعزتها , وبلا شك أننا إذ نفقد السيد فضل الله في هذا التوقيت الدقيق فهي خسارة مضاعفة لغياب الرموز ذات التقدير والاحترام لدى الأمة الواحدة .
ومع تذكيرنا بضرورة تجسيد دعوات سماحة الفقيد الراحل في مراجعات التصحيح الفكرية وفي نبذ دعوات الفرقة وفي مواجهة المشروع الصهيوني المركزي لنؤكد على وجوب التمسك بهذا النهج كبرنامج عمل ينبغي أن يستمر ويتعزز قياما بالواجب الشرعي والمسئولية العربية ووفاء لدعوات السيد فضل الله داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويخلف على الأمة مصابها فيه ونتقدم بأحر التعازي لعلماء ولشعب لبنان الشقيق وحكومته ولكل محبي ومريدي سماحة السيد فضل الله في الخليج العربي وفي العالم .
مهنا الحبيل الباحث والكاتب الاسلامي
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 04:49 PM
--------------------------------------------------------------------------------
سيدي صعقنا برحيلك ونجوانا لم تنتهي بعد
بقلم: جاسم محمد جعفر
سيدي صعقنا برحيلك ونجوانا لم تنتهي بعد ... لازالت عيوننا تحدق عيناك لنتعلم منك الكثير ... اخر حضور لي بين يديك قبل شهر...اراد المرض ان يهزمك عن لقاء ابناءك فانتصرت ... ادخلت في قلوب محبيك وانصارك بسمة ... لن انسى هذا اللقاء ولم ينقطع لسانك عن دعم العراق والمالكي ...وكان حزنك للعراق اثقل من همومك وهموم المرض ...انتفضت بثورة لمن لايدرك عمق الاختلاف في البيت الواحد ... بقيت عيني تحدق لعينيك وكأنها لقاء أخير ... هاج عندي عمق التاريخ فعشت ذكراك فأستذكرت مراحل نمونا وسيرنا في مدرستك ...مدرسة الدعاة ... من ناشئ .. الى شبل ...ثم الشباب ...كأنها قطعة فلم سينمائي يعرض في التلفاز ... احسست انه نهاية اللقاء ... وفعلا ماحدث ... الان كل شئ اخرس ...الانسان والحيوان والجماد ...الكل مبهوت وسكارى كأن الارض قد زلزلت زلزالها ...في هذا ما اصعب الكلمات وما أصعب الكتابة ... ما أصعب أن يكتب البشر من أمثالي عن العظماء... ما أصعب أن أكتب عنك يا سيدي، لا أدري أأرثيك... أم أرثي نفسي.. وأنت اكبر رثاء... في مقتبل العمر كنا شبابا طائشين والكثير منا في الظلام ،االمارد اللئيم الذي اطلقه فانوس حزب البعث قد قيّد الشباب، ودفع الاجيال الى انواع السباب... حينها كنت نورا وكانت افكارك منارا للشباب... دلنى تعبي عليك... وجدت كتبك عند الدعاة (مفاهيم اسلامية... قضايانا على ضوء الاسلام... خطوات على طريق الاسلام... الحركة الاسلامية هموم وقضايا ...والكثير) نعم دلني عليك الدعاة ... احسستك جوهرة في لب محار وهو يجمع تعب جيل مدرسة بأكمله.. التهمت.. امتلأت ثقة.. طال ظلك.. طالت قامتي.. تعانقنا من بعيد وتعاهدنا وانت الامام.. صغرت امام شموخك ...كما التلميذ في حضرة أستاذ عظيم... والآن وفي هذه الساعة المتأخرة من هذا الليل يجيء نعيك... العالم يغط في النوم... يا سيدي وانت في عليين فارساً جميلاً وكوكباً تزفه النجوم والاقمار....بينما أنت تترجل عبر الأفق وترحل الى السماء والملائكة مزينين في السماء يهتفون ...سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
لن يكون رحيلك عنا سيدي يسيرا ... وحاجة الفتيات والفتيان تتعاظم وكان المفتاح في معصميك ... نبقى نحن والشباب من حولنا تائهين في أمر ديننا ودنيانا، ننتظر من يقدم لنا من مدرستك ومن طلابك كأسا رويا يلاقح افكارك وحلولك التي اعتدنا عليها... نحن الان في اول أيام الفراق وفراقك واضح أثره... رحلت واشتعل الحرف بعدك سيدي أكثر... ويتضح الشيء أكثر... تذهب الآن.. للأرض تعبر.. للبحر تصعد.. تكسر القيد وللحلم تمضي تدخل في الأزقة والعروق.. تمتد في جروحي.. أمتد في جرحك.. تشتعل الشمس.. تبدأ.. نتوحد الآن.. تقترب من جمهرة الفقراء.. ونصعد للقدس.. للقمح والماء.. نصعد للمستحيل.
تذهب الآن... لست وحدك... تزفك الأناشيد... البراكين... السيدات... صهيل الخيول... تزفك عيون الدعاة.. عيون الشباب والأطفال واليتامى... وفي مهرجان رحيلك يجيء الشهداء ويمشي المستضعفون لمنضي معاً.. آه ما أجمل هذا الموت لك... وما اصعب هذا الموت على المحبين.
سيدي يا ابا علي .. يا سليل الخير ..الى جنان الخلد فانت خالد مع الانبياء والصديقين والصالحين .. خالد بفكرك ومنهجك وفقهك ومدرستك .. في يوم رحيلك نقولها بصدق ..عم في العراق الحزن والاسى.. زدتنا أسى لأسانا وحزنا لحزننا .. فسلام عليك يوم ولدت ...ويوم قدت صحوة الاسلام وجمهرة الدعاة وأجيال الشباب والأمة الى شاطئ الامان ...وسلام عليك يوم رحلت الى ربك راضيا مرضيا .
*وزير الشباب والرياضة
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 04:51 PM
الشيخ اليعقوبي :لقد كان الفقيد الراحل مثالاً للعالم العامل بعلمه
--------------------------------------------------------------------------------
في تأبين الفقيد الكبير المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله (قدس الله سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
(اذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء) الإمام الصادق (عليه السلام)
إن انثلام الإسلام يعني غلق نافذة كانت تطل منها البشرية النكدة المتعبة على الإسلام لتقتبس من نوره ما يضيء لها درب السعادة والطمأنينة.
ويعني حصول ثغرة في حصن الإسلام والمسلمين حيث يقف العلماء العاملون عليها للدفاع عن عقائد الأمة ومبادئها وأخلاقها وحاضرها ومستقبلها.
ويعني النقص في العلوم والمعارف والبركات والألطاف التي كانت تنزل على الأمة بإفاضة العلماء الربانيين.
هذا ما حصل اليوم عندما رحل عنّا صاحب النفس المطمئنة فقيدنا الكبير سماحة المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله (قدس الله روحه الزكية) ورجع إلى ربّه راضياً مرضياً فألحقه الله تبارك وتعالى بدرجة آبائه الصالحين.
لقد كان الفقيد الراحل مثالاً للعالم العامل بعلمه، والطبيب الدّوار بطبّه، ولسمو الذات، وعفّة السلوك، فقد تسامى عن الأمور الدنيّة وترفّع حتى عن الرد على من أساء إليه.
لم توقفه المحن والصعوبات والإرهاب ومحاولات التصفية الجسدية والمعنوية عن مواصلة درب الجهاد وتوعية الأمة ومسيرة الإصلاح واستمر على ذلك أكثر من خمسين عاماً، ويجد الكثير من الرساليين العاملين أنفسهم مدينين لجهاده وجهده المباركين، وتشهد بكل ذلك كتبه التي أنتجتها أنامله الشريفة في مختلف العلوم والمعارف، ومؤسساته الخيرية والثقافية في أصقاع المعمورة التي تساهم في إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى ونشر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ونصرة المظلومين والمستضعفين، ومساعدة المحرومين وبهذه المناسبة نرفع أحرّ التعازي إلى مقام مولانا صاحب العصر والزمان (أرواحنا له الفداء) ولذوي الفقيد وللعلماء العاملين الذين عرفوا فضل الراحل الكبير وثمّنوا عطاءه، ولعموم المسلمين خصوصاً أتباعه ومريديه ومحبّيه.
وعزاءُنا أن يسدّ هذه الثلمة الخلف الصالح من العلماء السائرين على طريق ذات الشوكة، لأنه من الصعب التعويض بمثله لأنه كان أمة وحده.
وأملنا أن تبقى المؤسسات الخيرية والعلمية والثقافية التي شادها بروحه وعمره الشريف وآزره عليها ثلة من المؤمنين الصالحين الذين هداهم الله تعالى إلى فعل الخير بإذنه، وأن تستمر بأداء دورها المبارك المعطاء.
ونقول لذوي الفقيد الراحل: لكم في مصائب أجدادكم الطاهرين سلوة وفي صبرهم الجميل أسوة، وما عند الله خير وأبقى ولنعم دار المتقين.
أنست رزيتكم رزايانا التي سلفت وهوّنت الرزايا الآتية
محمد اليعقوبي – النجف الأشرف
21/ رجب / 1431
4/7/2010
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 04:51 PM
تجمع الشبك الديمقراطي تعزية بوفاة المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله قدس الله سره
--------------------------------------------------------------------------------
تعزية بوفاة المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله ( قدس الله سره )
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً
الأحزاب23
رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وأقام الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ
النور37
بمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله ( قدس الله سره ) والذي وافته المنية، عن عمر يناهز خمسة وسبعين عاما، فجر يوم الأحد إثر إصابته بنزيف داخلي.
لقد كان السيد فضل الله ومنذ أكثر من أربعة عقود، مرجعية بارزة في المذهب الشيعي، واشتهر بوصفه واحدا من رموز الاعتدال، وعده مؤيدوه مجددا في الفكر والمذهب ووصفوه بـ "رائد الوحدة الإسلامية"، نظرا لجهوده في التقريب بين المذاهب.
لقد فقدنا اليوم أباً رحيماً ومرشداً حكيماً يعد واحداً من ابرز أركان المرجعية الدينية الرشيدة داعين المولى القدير أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وأتباعه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تجمع الشبك الديمقراطي
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 04:52 PM
بيان حزب الدعوة الاسلامية بمناسبة رحيل المرجع اية الله السيد محمد حسين فضل الله
--------------------------------------------------------------------------------
بيان حزب الدعوة الاسلامية بمناسبة رحيل المرجع الديني اية الله السيد محمد حسين فضل الله
بسم الله الرحمن الرحيم
((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلا )) صدق الله العلي العظيم
تسليما بقضاء الله وقدره، وبقلوب ملؤها الاسى ويعتصرها الالم، تلقينا نبأ رحيل المرجع الديني الفقيد اية الله السيد محمد حسين فضل الله (قدس الله نفسه الزكية) الى جوار ربه ، الذي كان علما من اعلام الدين ورائدا من رواد الوعي الاسلامي وركنا من اركان العلم والتقوى .
لقد كان الفقيد ملهما للحركيين الرساليين وهم يتعاطون مع القضايا الكبيرة في العالم الاسلامي في العراق ولبنان وفلسطين وغيرها من البقاع الاسلامية ، كما انه كان شعلة للوعي الاسلامي وهو يتصدى للافكار التي تواجه الاسلام بما يجود به فكره الاسلامي الاصيل فيما يستجد من قضايا فكرية معاصرة بحيث شكل مدرسة واضحة المعالم عميقة الجذور تنهل من الاسلام وفكره وتضيء الطريق للسائرين على دربه .
وبرحيل اية الله العلامة السيد محمد حسين فضل الله خسر العالم الاسلامي بل الانسانية رجلا قل نظيره في وعيه وتصديه وعطائه الذي لم يتوقف ، وسيبقى في سجل الخالدين منارة حق تتناقلها شفاه المصلحين المخلصين، حيث ترك من الاثار العلمية والمشاريع الفكرية والسياسية والاجتماعية ماسيبقى منارا تهتدي به الجموع المؤمنة في ذودها عن الاسلام وتعميق وعيها الرسالي وتفجير طاقاتها دفاعا عن الامة ومقدساتها .
كما ان الفقيد رضوان الله عليه انتصر للقيم والمبادي والاخلاق الاسلامية ودافع عن المحرومين والمستضعفين والمظلومين في كل ارجاء العالم ، وكانت له بصماته الواضحة في نشر الفكر الاسلامي الرافض للتمييز الطائفي والعنصري كما انه كان من دعاة الاخوة والوحدة الاسلامية ونبذ الفرقة والتناحر بين ابنائها .
وفي العراق كان الفقيد من اوائل الذين دعموا وساهموا في بناء ونشر الوعي الاسلامي مع السيد الشهيد محمد باقر الصدر والدعاة الاوائل، وجاهد ضد النظام الصدامي البائد ، وكان له دور بارز في ترسيخ دعائم حزب الدعوة الاسلامية في داخل العراق وخارجه من خلال مساهماته الفكرية وترشيده لحركة الدعاة العاملين، وكان نهج فقيدنا الغالي امتدادا لنهج مدرسة اية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر .
وبعد سقوط النظام البائد كان للفقيد الغالي الدور البارز في ترشيد العملية السياسية ودعم بناء العراق الجديد والتأكيد على مبدأ المصالحة الوطنية بين العراقيين و توحيد جهود القوى السياسية لبناء العراق وتطويره واستقلاله.
تغمد الله فقيدنا المرجع اية الله السيد محمد حسين فضل الله برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته والهم ذويه ومحبيه والسائرين على نهجه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
حزب الدعوة الاسلامية
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 04:53 PM
وليد الحلي: فضل الله كان من أوائل الدعاة وفقدانه خسارة كبيرة للعراق
شريط الاخبار | 04-07-2010
بغداد/ اور نيوز
وصف القيادي في حزب الدعوة الإسلامية وليد الحلي وفاة المرجع الديني محمد حسين فضل الله بأنه يمثل "خسارة كبيرة" للعراق، معتبرا المرجع فضل الله الذي كان من أوائل المنتمين لحزب الدعوة، من المساندين الرئيسيين للتجربة العراقية الجديدة حتى أيامه الأخيرة.
وقال الحلي إن المرجع الديني فضل الله "ارتبط ارتباطا وثيقا بالعراق الذي ولد فيه واكتسب أولى بوادر الوعي الحركي الاسلامي فيه، وهو ما أتاح له أن يكون من أوائل الدعاة الذين شاركوا في حلقات الحزب مع السيد الشهيد محمد باقر الصدر في خمسينيات وستينيات القرن العشرين"، مبينا أن فقدان العالم الإسلامي للمرجع فضل الله "يمثل خسارة كبيرة للعراق الذي حظي بمساندة رئيسية من المرجع فضل الله إبان مرحلة النضال ضد نظام صدام، فضلا عن الدور الذي لعبه فضل الله في دعم وترسيخ التجربة العراقية الجديدة".
وأعلن في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الأحد، عن وفاة المرجع اللبناني محمد حسين فضل الله الذي ولد في العراق عام 1935 وعاش ودرس فيه حتى ستينيات القرن العشرين، وانتمى في وقت مبكر لحزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه حاليا رئيس الوزراء نوري المالكي.
وأضاف الحلي الذي كان من الدعاة المقربين للمرجع فضل الله، أن "حزب الدعوة الإسلامية خسر بوفاة المرجع الفقيد، أحد المنابع الفقهية والفكرية التي استند عليها طوال مرحلة النضال ضد القمع البعثي، ويعتبر أن ما قدمه المرجع للحزب والعراق ولقضايا الأمتين الإسلامية والعربية، يمثل إرثا حيا للأجيال الإسلامية والعربية".
وكان المرجع فضل الذي يعد من المرجعيات البارزة للمسلمين الشيعة، قد بدأ دراسته للعلوم الدينية في العراق في سن مبكرة جدا، ثم تحول الى أستاذ للفقه والأصول في الحوزة العلمية الكبرى في مدينة النجف.
وغادر فضل العراق عام 1966 الى لبنان، ليؤسس هناك الحوزة العلمية التي عرفت بـ"المعهد الشرعي الاسلامي"، وهو ما شكل حينها نقطة مهمة في دراسة العلوم الدينية في لبنان، وتخرج على يدي المرجع فضل الله كثير من العلماء البارزين في الوسط اللبناني، بحسب ما يقول موقع "بينات" الالكتروني الذي يديره مكتبه.
fist of fury
07-06-2010, 08:19 PM
انا لله وانا اليه راجعون ..........بمزيد من الحزن بلغنا نبا وفاة اية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله والله لقد المنا المصاب الجلل وعزائنا انه لم يذهب بعيدا عنا لقد ترك لنا ارثا كبيرا وعلوما رحمك الله ياسيدي ابي علي وجعلالجنه مستقرك ومثواك مع اجدادك الطاهرين والشهداء والصديقين وحسن اؤلائك رفيقا...(وتلك الجنة نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولافسادا والعاقبة للمتقين)
الدكتور عادل رضا
07-06-2010, 09:20 PM
بيان نعي من الحسينية الكاظمية ( البكاي )
===========================================
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "ما قبض الله تعالى عالماً من الأمة إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد ثلمته إلى يوم القيامة " ترفع الحسينية الكاظمية ( البكاي ) التعازي لصاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف وإلى مراجع التقليد والعلماء الكرام والى الأمة الإسلامية قاطبة بوفاة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله قدس الله سره الشريف , وبهذا تخسر الأمة عالماً فذاً عاش الكفاح من أجل نصرة الإسلام والمسلمين ومن أجل إنسانية الإنسان ضد الظلم بمختلف أشكاله الفئوية والسياسية والاجتماعية منطلقاً من الثوابت العقائدية والفقهية بروح منفتحة على روح العصر بمتغيراته ومستجداته , فكان بحق مشروع إصلاحي يمتد من مدرسة أهل البيت عليهم السلام استنباطاً من فكر الاجتهاد , متلمساً في ذلك من سبقه من العلماء الأفذاذ ومن خلال رفيق دربه الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر قدس الله سره الشريف
الكويت – الحسينية الكاظمية ( البكاي )
5/7/2010
__________________
بركان
07-07-2010, 12:11 AM
بدء مراسم تشييع جثمان الفقيد العلامة فضل الله بموكب مهيب في ضاحية بيروت
بدأت اليوم الثلاثاء في ضاحية بيروت الجنوبية, مراسم تشييع جثمان الفقيد السيد محمد حسين فضل الله, حيث سيوارى الثرى في مسجد الإمامين الحسنين (ع) الذي كان يؤم فيه المؤمنين بصلاة الجمعة.
وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلا عن قناة المنار, ان مراسم تشييع الراحل آية الله السيد محمد حسين فضل الله بدأت في ضاحية بيروت الجنوبية حيث انطلق موكب التشييع من امام منزله في حارة حريك ويجوب في هذه الاثناء شوارع الضاحية بمشاركة حشد ضخم من المشيعين بموازاة انطلاق مواطنين آخرين من مختلف الاحياء للانضمام الى مسيرة التشييع وسط انتشار صور السيد فضل الله في الشوارع، وتسجيلات تبث مواقفه وخطبه حول المقاومة وفلسطين والوحدة الاسلامية وغيرها من المواقف. ويسير الموكب بمشاركة كثيفة وازدحام شديد للمشيعين ويشق طريقه بصعوبة.
وبعد ان يجوب الموكب في أحياء الضاحية الجنوبية يعود بعدها إلى مسجد الإمامين الحسنين (ع) حيث سيرقد السيد الراحل بعد ان يصلي عليه اخوه السيد محمد علي فضل الله.
وقد توافد عشرات آلاف المواطنين من مختلف المناطق منذ الصباح للمشاركة في التشييع اضافة الى مشاركة واسعة من مختلف الدول في العالم العربي والاسلامي والدول الاخرى.
ويشارك وفدٌ رفيعُ المستوى من المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية بمراسمِ التشييعِ يضمُ أمينَ مجلسِ صيانةِ الدستور آيةَ الله أحمد جنتي ومساعد رئيس الجمهورية الاسلامية رئيسَ مؤسسةِ الشهيد مسعود زريبافان بالاضافة الى عددٍ من نواب مجلس الشورى الاسلامي.
كما وصل إلى بيروت وفد عراقي كبير يضم وزراء ونواب ورجال دين للمشاركة في تشييع آية الله فضل الله./انتهى/
تقرير مصور عن مراسم تشييع جثمان الفقيد العلامة محمد حسين فضل الله
http://mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/553055_orig.jpg
http://mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/553057_orig.jpg
http://mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/553054_orig.jpg
http://mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/553063_orig.jpg
http://mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/553062_orig.jpg
http://mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/553048_orig.jpg
http://mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/553056_orig.jpg
http://mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/553059_orig.jpg
http://mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/553060_orig.jpg
http://mehrnews.com/mehr_media/image/2010/07/553064_orig.jpg
الصور من / وكالة الصور غيتي ايميجز
بركان
07-07-2010, 12:14 AM
الأزهر: فضل الله كان صاحب فكر مستنير وسعى دائما للتقريب بين أبناء الأمة
نعى الأزهر شيوخه وعلماؤه وطلابه الى الأمة الاسلامية والى الشعب اللبناني رحيل العلامة آية الله السيد محمد حسين فضل الله.
ونقلت وكالة مهر للانباء عن قناة المنار الفضائية ان بيان الازهر قال ان العلامة السيد محمد حسين فضل الله لقي ربه راضيا مرضيا بعد حياة حافلة أمضاها في نشر العلم النافع وعمل الخير والدفاع عن وحدة الأمة وثوابتها.
واضاف البيان : كان رحمه الله صاحب فكر مستنير يرتفع فوق الفوارق المذهبية ويسعى للتقريب بين أبناء الأمة بل وبين المؤمنين جميعا من سائر الأديان.
كما ابرق شيخ الأزهر أحمد محمد الطيب الى نجل آية الله فضل الله السيد علي معزيا مؤكدا ان السيد فضل الله كان العالم الثقة العامل بكتاب الله وسنة رسوله. الراسخ في حبه لآل البيت. المنزه عن التعصب لرأي أو مذهب. المدافع عن وحدة الأمة وعن ثوابتها. الذي جمع بين الصلابة في مواجهة الأعداء وبين السماحة والدعوة الى التآخي بين الناس جميعا على اختلاف أديانهم وأعراقهم.
/انتهى/
الدكتور عادل رضا
07-07-2010, 02:50 AM
كتابات - ضياء الشكرجي
صباح يوم أمس الأحد الرابع من تموز الجاري ودّع الحياة الدنيا المرجع الكبير محمد حسين فضل الله عن عمر ناهز الرابعة والسبعين إلى حيث رحمة الله التي نرجوها له ولنا وللناس أجمعين.
لماذا يا ترى اخترت هذا العنوان دون غيره لمقالتي، ولماذا أكتب كعلماني عن وفاة مرجع ديني مؤمن بالإسلام السياسي؟
وجدتني أختار عنوان هذه المقالة على النحو المذكور، من غير زيادة ولا نقصان، لأني أردتها مجردة من أي موقف.
أما الدوافع التي حثتني على الكتابة، فهي عديدة، منها أني كنت وكيل المرجع الفقيد في ألمانيا من 04/01/1997 ولغاية 08/02/2007، أي لعقد كامل، ومنها لتحولي باتجاه اعتماد العلمانية منذ 2006، ومنها كوني كنت في حزب الدعوة الإسلامية القريب من فضل الله لربع قرن (1981 – 2006)، ومنها لتميز فضل الله في كثير من ملامح فكره وفقهه وتفسيره وسياسته عن أكثر مراجع الدين الشيعة، ولعل من الدوافع هو ثمة وفاء بسبب علاقة حميمة بيني وبينه دامت لما يقارب الثلاثة عقود، رغم التقاطع بينه وبيني والذي بدأ سياسيا وانتهى فكريا، كما هو حالي مع حزب الدعوة، ومع عموم الإسلام السياسي، ومع الفكر المذهبي.
لن أكتب ربما كما يكتب آخرون عادة في مثل هذه المناسبات بالاقتصار على تسليط الضوء على ما أراه من إيجابيات ومحاسن في شخصية المرجع الفقيد، بل سأكتب كذلك من موقع النقد، وإن كان البعض سيقول أن النقد لا يناسب أجواء المناسبة، ففي مثل هذه الحال تذكر عادة محاسن الفقيد ويغض النظر عما سواه، ولكني أرى أن الموضوعية تستوجب عدم الوقوف على حدود العواطف وحدود المناسبة ومراعاة اللياقات، لأن مثل فضل الله ليس ملك نفسه، بل هو يمثل ظاهرة، وظاهرة متميزة بإيجابيات وبما دون ذلك، لا بد من الوقوف عندها عند تناول شخصيته، ولو إن بعض المراعاة لأجواء المناسبة يبقى مطلوبا.
سأتكلم عن فقهه وتفسيره وفكره، وعن نهجه السياسي، وعن خلقه، وعن علاقته بحزب الدعوة، وبحزب الله، وبإيران، وبالمخالفين مذهبيا وفقهيا ودينيا وسياسيا وفكريا، وليس آخرا عن علاقتي شخصيا به.
فضل الله كمحاضر ومؤلف:
خلافا للعرف لسائد للمرجعيات التقليدية زاول فضل الله الفكر، وانبرى لمهمة إلقاء المحاضرات، وانفتح على الإعلام المقروء والمسموع والمرئي؛ كل ذلك خلافا للعرف السائد، مما تعتبره الأجواء المحافظة للحوزة والمرجعية مخالفة لمتطلبات ما يسمونه بـ(الشأنية).
قبوله للحوار والنقد
إنصافا كان ينفرد فضل الله في تلقي النقد من مريديه ومن مخالفيه، فلطالما كنا نوجه له النقد في بعض تصريحاته ومواقفه، ونحاوره ونعترض على بعض مبانيه، فيناقشنا بكل أريحية ومن غير تشنج، وإن كان من طبعه أن يكون كلامه أكثر من استماعه لكلام المحاور في بعض الأحيان. ولكن هذه الخصلة بحد ذاتها نادرة جدا لدى المراجع وأعلام الحوزة العلمية للمذهب الشيعي.
فضل الله والفقه المتميز
لقد تميز حقا في الكثير من مبانيه الفقهية، مما خالف فيه المشهور، معتمدا قاعدة أن الشهرة لا تمثل حجة شرعية، مما يعتمده فقهاء آخرون، ولكنه انفرد من بين المراجع المعروفين بكثرة مخالفته للمشهور. وأذكر هنا منها بعضا من مبانيه الفقهية التي خالف فيها المشهور، ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
1. لم يقل بشرط الذكورة في المرجعية، مما يعني جواز تبوؤ النساء للمرجعية الدينية.
2. لم يقل بشرط الأعلمية في المرجع، لأن الأعلمية من الأمور التي يصعب تحديدها.
3. تبنى التبعيض في التقليد، مما يجيز للمتدين الشيعي الملتزم بشرط التقليد، أن يرجع في كل قضية إلى أي فقيه يشاء.
4. في البداية تبنى جواز تقليد الميت ابتداءً، ولكنه وللأسف تخلى عن هذه الفتوى في وقت لاحق. أقول للأسف لأن الدليل العقلائي على اعتماد فتاوى المرجع الميت له من المتانة مما يجعل عدم الجواز خاليا من المبررات العقلائية، لاسيما أننا نعلم أن فضل الله كان يعول على الدليل العقلائي في مسألة التقليد، أكثر من اعتماده على الروايات. وقاعدته العقلائية كان يعبر عنها بقول وجوب رجوع الجاهل إلى العالم فيما يجهله، وكنت أتمنى لو كان قد عبر عن ذك برجوع غير المختص إلى المختص فيما لا اختصاص له فيه. أقول كل هذا بقطع النظر عن عدم إيماني حاليا بالمرجعية من ناحية الأدلة الشرعية، على قاعدة الإلزام، أي إلزام الملتزمين بالمذهب الشيعي بلوازمه وأدلته.
5. اعتماده قاعدة مساواة المرأة بالرجل في الحقوق على ضوء الآية «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف» في كثير من القضايا. ومما طبق عليه هذه القاعدة جواز رد المرأة على زوجها إذا ما استخدم العنف معها بعنف مثله دفاعا عن نفسها، أي إن ضربها لها أن تضربه، أو تحرض على ضربه إن عجزت.
6. أفتى بطهارة الإنسان عموما، منفردا بذلك، حيث ينقسم الفقهاء بين من يقول بطهارة أهل الكتاب ونجاسة غيرهم، أو بطهارة الموحدين ونجاسة المشركين، بينما ذهب آخرون إلى عدّ كل غير المسلمين نجسين. وأدلته غاية في المتانة، حيث فسر النص القرآني القاضي بنجاسة المشركين على أنها نجاسة معنوية لا يترتب عليها أثر شرعي، وأثبت صحة مبناه بأدلة من نفس القرآن والسنة.
7. اعتمد فتوى تحريم التدخين لحرمة الإضرار بالنفس إضرارا يعتد به ولثبوت أن التدخين يهدد حياة الإنسان، فيما لا حرية له فيه. وقد اعتمد في ذلك على تطبيق قاعدة استوحاها من آية تحريم الخمر والميسر، بتحريم كل ما كان (إثمه) أكثر من (نفعه) مفسرا (الإثم) بـ(الضرر) بدليل التقابل بالتضادّ.
8. لم يعتبر التدخين من المفطرات، لعدم التلازم بين كون عمل ما محرما لذاته وبين كونه مبطلا لعمل ما، وتعليله أن التدخين ليس من صنف الأكل ولا الشرب، ولا هو من الممارسة الجنسية المبطلة للصيام كالجماع أو الإمناء، ولا هو من صنف الغبار الغليظ الداخل إلى الجهاز الهضمي.
9. حرم التطبير (ضرب الرؤوس بالآلة الجارحة كالسيف) وكل أنواع الشعائر الدينية العنيفة والمؤذية للنفس، مما يمارسه الكثير من الشيعة لحرمتين؛ حرمة الإضرار بالنفس، وحرمة تشويه سمعة الدين والمذهب.
10. لم يجز العقود الصورية التي يرى شرعيتها الكثير من الفقهاء، كون العقد لا يصح إلا بقصد الجدية، ولا جدية في عقود الزواج والبيع والشراء والهبة الصورية، التي يعتمدها الكثير من المتدينين كمخرج شرعي من حرج ما، أو تحقيقا لمصلحة ما عبر العقود الصورية، أو هروبا من بعض الالتزامات والحقوق الشرعية، وقد استفاد الإسلاميون العراقيون من ثقافة المخارج الشرعية، إذ استخدمها بما يشبهها من مخارج دستورية، أي ممارسة مخالفة الدستور بحيل دستورية، كما هو الحال مع مخالفة الشرع بحيل شرعية.
11. حسم موضوع تحديد البدايات الشرعية للأشهر القمرية للتقويم الديني الإسلامي (الهجري) باعتماد الحسابات الفلكية والرصد الفلكي في إثبات اليوم الذي يكون هلال أول الشهر ممكن الرؤية نظريا، ولو لم تتحق رؤيته فعليا.
12. حرم ختان المرأة الممارس عرفيا في بعض الدول العربية كمصر والسودان.
13. تبنى حلية ممارسة العادة السرية للمرأة في حالات خاصة، لكون الإنماء هو الثابت حرمته عنده، ولعدم وجود منيّ عند المرأة، خلاف ما يذهب إليه عدد كبير من الفقهاء، مما يخالف الحقائق العلمية، والتي استفاد منها في فتواه بمراجعة أهل الاختصاص.
14. اعتبر سن التكليف عند البنت هو إكمالها لثلاثة عشر عاما قمريا، أي اثني عشر عاما وسبعة أشهر، بخلاف معظم فقهاء الشيعة الذين يقولون بأن سن التكليف عند البنت، مما يعني وجوب الصلاة والصيام والحجاب عليها، من يوم إكمالها لتسع سنوات قمرية، أي ثماني سنوات وثمانية أشهر.
15. لم يفت بأي فتوى مستهجنة ومستنكرة، كما عند الكثير من الفقهاء، كالتمتع بالصغيرة، وكراهة تزويج للكرد لكونهم قوما من الجن، أو رضاع الكبار كما عند السنة، وغيرها من المضحكات والمستهجنات، والتي نفس وعقل لبيب.
فضل الله وفاطمة الزهراء
تعرض فضل الله ولسنوات طويلة لحملة ظالمة شرسة من قبل خصومه من داخل المذهب، عندما عثروا على تسجيل صوتي لحوار له مع جمع من النساء، يرجع إلى سنوات قبل تصديه للمرجعية، حيث كانت سألته إحدى الحاضرات عن رأيه في دعوى أن الخليفة الثاني كان قد ضرب فاطمة الزهراء وكسر ضلعها، وملاحق تلك الحادثة كدخول مسمار الباب في صدرها، مما أدى إلى مرضها، وإسقاطها لجنينها محسن، مما يعني أن فاطمة ماتت مقتولة، وإن قاتلها هو الخليفة الثاني، فكان جوابه أن حصول ذلك غير ثابت عنده، مما عدّه متعصبوا الشيعة نفيا لمقولة أن عمر هو قاتل فاطمة، أو لا أقل أنه كسر لها ضلعها، فروّجوا لكون فضل الله قد جدد مظلومية فاطمة بنفي المظلومية عنها. وقد شارك فرقاء متناقضون فيما بينهم في هذه الحملة، فكان من المتصدرين للحملة كل من الشيرازيين والشيعة المحافظين والتقليديين غير المتسيسين بل وغير القائلين بشرعية العمل السياسي قبل ظهور الإمام المهدي، كما وشارك بشكل خفي في تلك الحملة بعض متبني الإسلام السياسي، ومنهم ذووا الولاء السياسي لإيران، كحزب الله اللبناني، والمجلس الأعلى العراقي، كما كانت هناك أصابع إيرانية وراء الحملة، ذلك انتقاما من قبل الإيرانيين من فضل الله بسبب رفضه تلبية طلبهم في التصدي للترويج لمرجعية خامنئي بعد وفاة الخميني.
فضل الله وحركة أمل
كان يسعى السيد محمد حسين فضل الله من أجل أسلمة الحركة، لاسيما بعد اختطاف السيد موسى الصدر، وذلك بالتنسيق مع حزب الدعوة الإسلامية، الذي كان له آنذاك ثمة وجود في لبنان في إطار ما كان يسمى بإقليم لبنان، عندما كان الحزب أمميا، وله أقاليم إلى جانب إقليم العراق، بلد التأسيس، مثل إقليم لبنان وإقليم إيران وإقليم أفغانستان وإقليم الكويت. ولكنه أشاد في وقت لاحق بشخصية موسى الصدر، وبطروحاته المدنية (ولعله العلمانية) أي البعيدة عن تسييس الإسلام.
علاقة فضل الله بكل من حزب الله وإيران من جهة، وأمريكا وإسرائيل من جهة
اشتهر عن فضل الله في بداية تأسيس حزب الله من قبل الإيرانيين، حيث أمروا المنتسبين إلى حزب الدعوة بحلّ حزب الدعوة – إقليم لبنان كشرط لدعم إيران للإسلاميين الشيعة اللبنانيين؛ اشتهر عنه أنه المرشد الروحي للحزب. ولكن الحزب لم يكن منسجما مع فضل الله، لقربه من حزب الدعوة المتهم آنذاك بولائه المطلق لإيران وصدق تبنيه لولاية الفقيه والتزامه بلوازمها وفق الرؤية الإيرانية، ولكون فضل الله طرح نفسه في وقت لاحق مرجعا دينيا، بينما يعتبر حزب الله المرجعية الدينية للشيعة متجسدة حصرا فيمن يسمونه الولي الفقيه، وولي أمر المسلمين، ومرشد الثورة الإسلامية، والسيد القائد، خامنئي. فكان هناك وفاق ظاهري، وتناقض في العمق. ومع هذا اجتنب فضل التقاطع مع حزب الله وإيران وسوريا، بسبب المشترك بينه وبين هؤلاء الثلاثة، ألا هو العداء لأمريكا وإسرائيل. ومن هنا كان فضل الله من أكثر الفقهاء مرونة واعتدالا في القضايا الاجتماعية والمذهبية، لكنه بقي محسوبا على المتشددين فيما هي السياسة، أي فيما هو مبنى الإسلام السياسي، الذي كان يصطلح عليه فضل الله بـ(الإسلام الحركي)، بينما اصطلح خميني عليه بـ(الإسلام المحمدي) في مقابل ما أسماه بـ(الإسلام الأمريكي).
فضل الله وحزب الدعوة
كان فضل الله في لهجته وولادته وطفولته وشبابه وبداية حياته الحوزوية والفكرية والسياسية عراقيا أكثر من كونه لبنانيا. وكان كما هو الحال مع محمد مهدي شمس الدين في البداية في حزب الدعوة، كما كانا اربطا بمرجعية محسن الحكيم. وبعد انفكاكه تنظيميا بقي فضل الله محافظا على علاقة وطيدة مع حزب الدعوة، للمشتركات الكثيرة بينهما، فكلاهما يعتمدان الإسلام السياسي ومشروع أسلمة المجتمع، وكلاهما بقيا على مسافة من تجربة جمهورية إيران الإسلامية، فلم يعادياها، ولكن لم يندكا في مشروعها اندكاكا. وكلاهما لم يعتمدا الغلو في مجالاته الثلاثة، الغلو العقائدي بالقول بالولاية التكوينية للمعصوم، مما يجعله - نبيا أو إماما أو صديقة - ذا صفات إلهية من علم مطلق وقدرة كونية مطلقة ممنوحتين له من الله، والغلو الشعائري من تطبير وغيرها من شعائر متطرفة، وغلو سياسي في القول بولاية الفقيه المطلقة نظريا، والولاء المطلق للتجربة الإيرانية عمليا. فمع إن الإسلام السياسي كله متشدد وغير منسجم مع روح الديمقراطية، إلا أن فضل الله كان معتدلا وعقلانيا نسبيا أي في مقابل المتشددين والمتطرفين. هذا بقطع النظر عن وجهة نظري في سقوط حزب الدعوة في الامتحان السياسي في العراق، حيث كان مشاركا في مسؤولية ما ترتب على تسييس الدين واعتماد الطائفية السياسية والسكوت عن الدور الإيراني المؤذي.
علاقتي شخصيا بفضل الله
منذ أواسط الثمانينات وأنا على تواصل مكثف مع السيد محمد حسين فضل الله، حتى انتهت العلاقة بتعيينه إياي وكيلا شرعيا له في ألمانيا، حيث كتب الوكالة بخط يده في 24/ شعبان 1417، الموافق 04/01/1997، وجاء في الوكالة: «... وبعد فإن فضيلة الشيخ ضياء الشكرجي من خيرة المؤمنين الصالحين العاملين في سبيل الله الداعين إلى دينه الحنيف المبلغين لرسالاته. وإن مواصلته للعمل التبليغي لفترة طويلة وخلفيته في مجال الثقافة الإسلامية أكسبته خبرة جيدة في هذا المجال، ولأننا خبرنا إخلاصه لله سبحانه من خلال التواصل معه منذ سنين فإني أدعوكم إلى مؤازرته ودعم مشاريعه وإنجاح برامجه وخططه فيما يرضي الله ورسوله وأهل بيته الكرام. وقد وفقه الله للانضمام إلى دورة مركزة في علم الأصول والفقه النظري والتطبيقي وساهم في تدريسه فيها خيرة من أساتذة حوزتنا في الشام وقد اجتاز هذه المرحلة بنجاح كبير كما إنه شارك في تدريس مادة العقيدة في بعض حلقات حوزتنا، ولذك فقد كان جديرا بأن يتزيا بزيّ أهل العلم ويسلك هذا المسلك مقررا المواصلة للدرس بين وقت وآخر. وهو وكيلنا في الإشراف الديني والتربوي في ألمانيا، وهو مجاز من قبلنا في التصدي للأمور الحسبية الراجعة إلى الحاكم الشرعي ...».
وقد خلعت الزي المذكور في نهاية 2004، وأعلنت استقالتي من حزب الدعوة الإسلامية في 03/05/2006، وحسمت خيار العلماني في نهاية نفس السنة، وأعلنت إنهاء توكلي عن المرجع محمد حسين فضل الله في 08/02/2007، وفي 21/05/2009 أعلنت انفكاك مسؤوليتي عن دار الهدى في هامبُرڠ وكذلك عن الجمعية العراقية في ألمانيا، والتي كانت تمل سابقا اسم الجمعية الغسلامية العراقية في ألمانيا. وفيما يتعلق بإعلان التخلي عن توكلي عن المرجع الفقيد، لم يكن ذلك من جراء موقف شخصي، بل لاعتبارات مبدئية تتعلق بمباني السياسية والدينية والفلسفية التي انتهيت إليها عبر مخاضات ومراحل تطور متعددة.
وقد نشر إعلاني التخلي عن توكلي عن السيد على موقعي (كتابات) و(عراق الغد) في التاريخ المذكور، تحت عنوان «توضيح مهم: لست وكيلا لأي مرجع»، وجاء فيه: «بيان .. أعلن للجميع - وبقرار ذاتي - بأنني لست وكيلا لأي مرجع. ... لذا أنبه الإخوة والأخوات الذين ما زالوا يتعاملون معي، بصفتي وكيلا لأحد الأعلام من مراجع الدين، أن يعذروني عن مواصلتي لهذا الدور.» ثم كتبت عن خلفية الوكالة، وأعقبت ذلك بدوافع نشر هذا التوضيح بقولي:
«أكرر احترامي للمرجع الكبير الذي منحني تلك الوكالة بعبارات ما زلت أعتز بها. ولكني بصراحة، لم أعد أؤمن بصحة تصدي أي مرجع للقضايا السياسية، حتى لو كانت تلك المواقف على الأعم الأغلب هي الأرجح صوابا، وأقول الأرجح كون الصواب من غير شك يبقى أمرا نسبيا، ولإيماني الذي يستند إلى قواعد شرعية، لا يحتاج المرء عادة إلى بلوغ مرتبة الاجتهاد حتى يدركها ويتقن استخدامها، لا فقط بعدم وجوب، بل بعدم جواز التعامل مع الآراء والمواقف السياسية للمراجع المحترمين على أنها تمثل فتوى شرعية ملزمة، وحيث أن سماحة المرجع الذي منحني الوكالة من المتصدين، وبجدارة نسبة إلى غيره، ومن زمن طويل للشأن السياسي، ومن أجل ألا أسبب لسماحته حرجا، باعتبار أن فكري السياسي لا يلتقي مع كل طروحات سماحته، وربما يكون من غير المناسب أن تتقاطع ولو في بعض المفاصل المواقف والآراء السياسية لكل من الوكيل والمرجع مانح الوكالة مع بعضهما البعض؛ من هنا رأيت من الأرجح أن أتخلى عن تلك الوكالة، وأعلن ذلك.»
كما جاء في ذلك التوضيح ما يلي:
«أما فيما يتعلق برأيي بعدم اعتبار الآراء والمواقف السياسية للمراجع بمثابة الفتوى الملزمة، فقد بينت ذلك في مقالة تحت عنوان «ظاهرة الفتوى السياسية والموقف الشرعي منها» نشرت عام 2003 في صحيفة «البيان» التابعة لحزب الدعوة، ... ونشري لتلك المقالة هو ما جعل مكتب إحدى المرجعيات المتصدية في النجف الأشرف يستوضح من المسؤولين في الصحيفة وفي الحزب في حينها، عما إذا كان ذلك وبقية كتاباتي تمثل مواقف الحزب، فكان الجواب، بل هي تمثل آراء الكاتب، وقد كتب في وقتها أحد أعضاء القيادة مقالة يرد على مقالتي تلك، دون أن يناقش ما ورد فيها من أفكار، بل اقتصر على ذكر أن مواقف الحزب تستقى من مواردها الخاصة المعروفة، وأن آراء كاتب المقالة ضياء الشكرجي إنما تمثل رأيه الشخصي، وليس رأي الحزب. ولا أريد أن أذكر هنا كم من أفراد حزب الدعوة يحملون نفس القناعات التي طرحتها حينئذ، بل ونفس الأفكار التي أطرحها اليوم. على أي حال تلك المقالة كانت إحدى الأسباب التي جعلت بعض أعضاء اللجنة المكلفة من قبل المرجعية لفحص أهلية المرشحين لقائمة الائتلاف للدورة الأولى يصرون على شطب اسمي في البداية لكوني - كما عبروا - مناوئا للمرجعية. وهذا يعبر عن الثقافة السائدة لدينا، بوضع صاحب الرأي المتفاوت بأي درجة في خانة أو جبهة المناوأة، أو ما يعبر عنه أحيانا بما هو أشد من مجرد المناوأة...»
وبعد انقطاع طويل زرت المرجع فضل الله في آب 2009 في مكتبه في بيروت، ولم يكن لقاء وكيل بمرجع ولا مريد بمفكر، بل كان لقاء مرجع وشخصية دينية سياسية قيادية متصد لقيادة تيار الإسلام السياسي، وبين سياسي ومثقف علماني، حيث تقاطعنا في رؤانا في هذا اللقاء، مع احترامي لهذا الرجل، الذي لن تنجب المرجعية الشيعية مثله في وقت قريب، ولو إني أتمنى أن يأتي يوم يجرؤ فقيه على بيان ما توصل إليه، ألا هو ألا واقع حقيقيا ولا دليل شرعيا لموضوعة المرجعية، وإن الله يزن العباد بأعمالهم ونواياهم، بمعاملاتهم ومواقفهم وأخلاقهم، بإنسانيتهم واستقامتهم ونزاهتهم، لا بعقائدهم وعباداتهم وشكليات الدين.
الفراغ الذي سيتركه فضل الله
سيعود الملتزمون دينيا من الشيعة المعتقدين بمقولة أن عملهم لا يكون مجزيا شرعا ولا مبرئا للذمة إلا عبر أحد ثلاثة طرق، هي الاجتهاد، أو التقليد، أو الاحتياط، وحيث أن أكثر الناس ليسوا من المجتهدين، والعمل بالاحتياط صعب وشاق ومكلف، فلا يبقى لهؤلاء إلا أن يقلدوا، أي يتبعوا فقيها ما، لذا سيعودون إلى دوامة وجوب تقليد الأعلم، وعدم جواز التبعيض، وعدم جواز العدول من مرجع إلى آخر، إلا بحصول القطع واليقين بأن المعدول إليه أعلم من المعدول عنه، وسيعودون إلى دوامة الاختلاف في تحديد أوائل الأشهر الشرعية، لاسيما أول رمضان وأول شوال، حتى اشتهر عن الشيعة تأخرهم دائما في يوم الصيام ويوم العيد عن سائر المسلمين، ولو إن السنة لطالما اختلفوا في تعيين أيامهم الشرعية فيما بينهم، كما اختلف اتلشيعة فيما بينهم، حتى حصل قبل سنوات أن كانت لعيد الفطر ثلاث بدايات في العالم الإسلامي. ثم حتى الذي سيريد العمل بفتاوى فضل الله من غير الذين كانوا يقلدونه في حياته، لن يستطيع ذلك، لعدم جواز تقليد الميت ابتداءً، والذي ذهب حتى فضل الله نفسه إلى تبنيه، بعدما أفتى في بداية تصديه للمرجعية بجواز ذلك. نعم يمكن الخروج من هذه المآزق التي لها بداية وليس لها نهاية، إذا ما توصل الشيعة وكافة المسلمين إلى عدم وجوب تقليد فقيه أو اتباع مفت محدد، بل اعتماد مجموعة قواعد شرعية أو عقلائية، ألا هي:
قاعدة التبعيض في التقليد.
قاعدة جواز العمل بفتوى الميت.
قاعدة اليسر.
قاعدة اعتماد جوهر الدين القيمي لا شكله الفقهي.
قاعدة اعتماد مرجعية العقل والضمير
قاعدة تدين الأخلاق لا تدين الأحكام.
كان بودي:
كان بودي أن أكتب أشياء أخرى، منها «فضل الله ومحمد مهدي شمس الدين»، و«فضل الله والعراق»، و«فضل الله والخط الشيرازي»، و«فضل الله والمجلس الأعلى»، و«فضل الله ومشروع مأسسة المرجعية» الذي لم يكتمل.
ومع كل ما يقال يبقى الفقيه الفقيد محمد حسين فضل الله ظاهرة تستحق الاحترام والدراسة، حتى من قبل الذين اختلفوا معه، أي حتى بالنسبة لنا نحن العلمانيين سياسيا، والمؤمنين بمبدأ الحرية، وبقيم الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان.
رحم الله محمد حسين فضل الله، ورحمنا، ورحم الله الإنسانية جمعاء.
* وكيله في ألمانيا من 1997 – 2007
dia.alshakarchi@yahoo.de
www.nasmaa.com
05/07/2010
الدكتور عادل رضا
07-07-2010, 04:05 AM
رحيل السيد العظيم
حسين أحمد بزبوز
كنت أستمع ذات مرة، لبرنامج فكري ثقافي، على إحدى محطات الإذاعة الأجنبية. وأظنها كانت قناة إذاعة الـ (bbc) الإنجليزية. وكان النقاش فيها حينها، حقاً عظيماً وملهماً وجديراً بالتوقف والتفكير. كان محور البرنامج منصباً ضمن فكرة من الأفكار التي عادة ما كنت أناقشها مع نفسي بين الفينة والأخرى، خصوصاً في خصوص مواضيع السياسة والإدارة وغيرها. فهناك حقاً مواقف قد يعجز الفكر البشري التقليدي، المرتبط عادة بالعواطف وعوامل البيئة والثقافة الجامدة ... الخ، أمامها، فيقف حائراً. خصوصاً عندما يكون صاحب ذلك الفكر، صاحب منهج فكري ديني أو أخلاقي، مليء بالإملاءات والمثاليات. ولتوضيح تلك المسألة، فما هو مثلاً، الخيار الصحيح والحل الأمثل، الذي يمكن أن يختاره حينها، رجل الدين أو الوالد أو الطبيب، لطفلين ملتصقين، يموت أحدهما لو أنقذ الآخر بعملية جراحية، ويموت التوأم الملتصق (أي الطفلان معاً)، لو ترك التوأم هكذا ملتصقاً، دون اتخاذ القرار المناسب والسليم، وربما كان ذلك الخيار السليم هو حينها خيار قتل أحد الطفلين الملتصقين. فهنا لا شك بالتأكيد أن مثل هذا الموقف، موقعٌ في الحيرة العميقة، والاضطرابات الفكرية والنفسية والعاطفية الخطيرة والعظيمة، وهو يتطلب من الفرد بلا شك قراراً صائباً، وحكمة كبيرة، وقدراً عالياً من التفكير. لا تصدر، ولن تصدر بالتأكيد، من تفكير سطحي أجوف، أو من تفكير قشري مثالي. بل لا تصدر ولن تصدر حينها، الأفكار النيرة، إلا من صاحب عقلٍ كبير، وفكرٍ عظيم، ومسؤولية كبيرة.
ولقد كانت خلاصة الحلقة السابقة، تقود في نهايتها، إلى أن الطبيب الفيلسوف، ورجل الدين الفيلسوف، والأب المربي الفيلسوف، والنجار الفيلسوف، والسياسي الفيلسوف ...الخ، هم دائماً الأفضل، في مهنهم، وضمن مجالاتهم وتخصصاتهم. لأنهم هم الأقدر - خصوصاً في المواقف الصعبة والمعقدة - على اتخاذ القرارات الصائبة والحكيمة والمفيدة واللازمة، وعلى إصدار الآراء الملائمة. وهذا واضحٌ جداً لنا جميعاً هنا بالتأكيد - كما أحسب -، على الأقل في هذا المثال والموضوع المحدد والمذكور سابقاً تحديداً.
ولقد كان السيد العظيم الفقيد الراحل، محمد حسين فضل الله (رح)، من هذا النوع. فلقد كان ... (المرجع الفيلسوف)(*). وهي حقيقة ليس من السهل أن تدركها عقول الجميع، فالعقول موازين وأوعية متفاوتة، وبعض تلك الموازين والأوعية، قد لا تتسع لكل الحقيقة، أو لبعضها. وحقيقة السيد محمد حسين فضل الله (رح)، لعظمتها، لم تتسع لها بالتأكيد، بل ولا لجزءٍ يسيرٍ منها أحياناً، تلافيف عقول وأدمغة كثير من بني البشر، ممن وقعت كلمات السيد العظيمة والنورانية، في مرامي آذانهم، وارتسمت، في مرائي أسماعهم ... فتجاوزوها واستخفوا بها جهلاً.
ورغم ذلك، فلقد كان للوجود النوراني، لسماحة السيد الفقيد الراحل (رح)، لعظمته وقوته وحضوره، رغم كل جهل الكثيرين به، تأثيرٌ قوي. كان من الطبيعي أن يثير زوبعة عارمة وانفعالاً قوياً، عندما تلقى كلماته وخطاباته الجريئة، على مساكين البشر ومحتاجيهم، المحيطين به ومن حوله في كل مكان، في مختلف البقاع، ومختلف أصقاع البلاد والديار والمعمورة. ممن يتجه لهم خطاب التوعية والتنوير. بل زوابع وانفعالات قوية، في المياه الراكدة لمجتمعاتنا. فلقد كان لذلك السيد النوراني، نورٌ قويٌ يخترق ظلمات الجهل والضياع والخرافات. فيحرقها بعنف وقوة. فإن لم يفعل ذلك، لامتناع القابلية في المخاطبين، فإنه على الأقل حينها، سيكون كما كان فعلاً، كافياً، لدفع الأنفس المريضة والبائسة والمحتاجة والفقيرة والمتحيرة ... الخ، لتضطرب ولتتهيج، من فرط حساسيتها مما يلقي فيها وعليها، هذا السيد العظيم، من نوره، ومن نور العلم والفهم والمعرفة والفكر والحكمة والدراية، التي لا تحتملها نفس كل أحد، إن لم تكن تلك النفس المتلقية، قابلة للحمل ومتسعة للفهم.
وهنا قبل أن أختم هذا القول، أريد قبلاً القول، لبعض الغافلين من إخواني، من بني البشر: يا أيها السادة، ويا أيها العظماء، ويا أيها الأجلاء، ويا أيها الأغنياء، ويا أيها الفقراء، ويا أيها العلماء، ويا أيها البؤساء، ويا ناقصي المعرفة، ويا قليلي الفكر ... الخ، ممن يستمعون الكلم، فلا يتبعون أحسنه، ولا يظنون به، ولا بقائليه، الخير والصلاح، بل الخبث والشر والمكيدة والفساد والجهل والظلمة. أينما وجدتم. وأينما حللتم. إن كل كلمة قد تستفزكم، ويمكن أن تستثيركم، ويمكن أن أستخدمها هنا ضدكم، لصعقكم، لأحدث بها الصدمة، التي قد تدفع بكم - أحياناً - للتفكير ... فالتغيير، سألجم الآن، تأدباً واحتراماً، للرحيل، وللراحل العظيم، ولمنهجه في التغيير، قلمي عنها. لأن السيد الجليل، ربما كان يفضل التغيير بغيرها، وذلك بنفث كلمات الحكمة وعبارات الحب والنور والوحدة والطمأنينة والهدوء والاستقرار. لا بأسلوب وعبارات الاستفزاز والإثارة. أو ربما لأنه على الأقل لم يكن ليفضل في مثل هذا الموقع الحساس والخاص هنا - خصوصاً وتحديداً -، أسلوب الصدمة التي قد تسبب الشتات والفرقة، لأنه داعية حب، قبل كل شيء، يخشى الكراهية والفرقة، وهنا قد تحدث التفرقة والفرقة، وقد تصنع الكراهية. لذا فأرجو هنا، أن يكون ما ذكر فيما مضى، قد كفى لتنويركم، فالتفتم.
وأتمنى في الأخير هنا، أن تكون هذه المقالة الخاصة، برحيله، ورحيل نوره العظيم، المفجع والأليم عنا، وعن عالم الجهل والغباء، المتفشي بيننا، والمنتشر فينا، دافعاً قوياً، ومحركاً فعالاً، للكثيرين منا، للاتجاه بأنفسهم وبفكرهم وبعقولهم، نحو المراجعات الجادة، الهادفة لتحرير العقل والفكر، الذي كان السيد فضل الله (رح) يدعو اليه. فهيا عودوا أيها الأحبة إليه، وعودوا لأنفسكم، فحاسبوها، وعودوا لأفكاركم فحاسبوها، وعودوا لرموزكم فحاسبوها، وعودوا للسير والتواريخ والمقولات المزيفة والمزورة فحاسبوها، وعودوا لسيرة الراحل الفقيد العطرة والمشرقة والعظيمة والنورانية، التي ظلمت كثيراً، فتصفحوها مجدداً، وتفكروا فيها، وتأملوها، لأن فيها بلا شك، النور والوعي والحكمة، بل الكثير الكثير من قبسات النور والوعي والحق والحقيقة ... المظلومة والغائبة والمغيبة عنكم.
فإنها فرصة، حقيقية، أيها الأحبة، في هذه المناسبة الأليمة، للمراجعة الحقة، فلا تفوتوها ... فتخسروها. وها هي كلمات السيد (رح) باقية خالدة، لتنور عقولكم وتلهمكم، وإن كان جسده يرتحل الآن ويغيب عنا وعنكم، إلا أنه باقٍ بروحه وبكلماته العظيمة. وبتلك الكلمات النورانية وبغيرها من الكلمات النورانية التي تصدر من غيره من المتنورين، لا شك، سيستمر مشروع التغيير والتنوير، بين مسجد ومئذنة، وعلم ومعرفة، وكفاح ذكي وعصري ضد المفسدين والظالمين والمستكبرين والمحتلين والظلمة، وسيستمر التحضر وتستمر العصرنة.
وحقاً، إنه النور يرتحل، اليوم، عنا. والخاسرون هم الباقون في الظلمة. وأي خسارة أعظم يا سيدي، من أن ترتحل بنورك العظيم عنا، فتترك المساكين حيارى في دياجير الظلمة.
وفي الأخير، فلا يمكن القول، إلا: في أمان الله أيها الكوكب الكبير، وإلى رحمة الله ورضوانه.
(*) والفيلسوف هنا، لا تعني فقط، من يدرس الفلسفة والمنطق، ومن يمتلك حصيلة واسعة من المعرفة والثقافة الملفوظة والمنطوقة والمختزنة فحسب، بل فوق ذلك أيضاً، وربما أهم منه كله كذلك، أن يكون ذلك الإنسان، إنساناً حراً، أي متحرر الفكر، مستقل التفكير، مهما كلفه الأمر
الدكتور عادل رضا
07-07-2010, 04:07 AM
وداعاً يا أبا علي ... وستبقى فضل الله
غريبي مراد
الحمدُ للّه منزّل الحِكَم على قلوب الكلم، وصلى الله على مُمدِّ الهمم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبعد، كم هو جميل ومهم الحديث عن الإنسان، وكم هو أجمل وأهم حديث الإنسان العالم عن الإنسان، وإن شئت فقل: الحديث عن «الإنسان الكبير»، العالم المجاهد كما دأبنا على تسمّيته آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله(رض)...لا أدري ماذا أكتب أو أقول على إنسان كرس حياته كلها لأجل حياة هذه الأمة ونباهة إنسانها،حياة الفكر والعقل والوعي،حياة الموقف الرسالي والوقفة المسؤولة والحركة المنظمة الهادفة، لا تسأل الناس هل يعرفوه، من المسلمين وغيرهم بعالمينا العربي والإسلامي والمعمورة ككل، إنه الإنسان المسلم الذي أطل بإنسانيته الإسلامية على الأرض كلها وكان يعانق السماء بالابتهال والدعاء، كما أشار في العديد من أشعاره الفريدة والمفعمة بعبق السماء وانفتاح الروح على الله ، يكفي أن تتمعن في اسمه الذي انطلق من رحاب النبي الأكرم (ص) وارتبط بالإمام الشهيد الحسين (ع) فتجلى في دنيا الناس فضل من الله، نهل من علمه وأخلاقه من نهل وزهد من زهد...العلامة السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله عليه، الحديث عنه تعب مستتعب لأن هذا الرجل العالم لم تكن معرفتي به بسيطة أو مرتبة ولكن كانت عابرة في مرحلة حساسة من حياتي، حيث ارتبطت منذ نعومة أظفاري بشخصية الإمام علي (ع)، وحبي العظيم للإمام علي (ع) عرفني بالعديد من العلماء العظام ممن عشقوا عليا ونهج علي ممن افتقدتهم منذ سنوات قليلة وكان من بينهم الفقيد العلامة السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله عليه.
كانت البداية بكتابه «الحوار في القرآن» الذي طبع بالجزائر في الثمانينيات، في رحاب هذا الكتاب اكتشفت شخصية مؤلفه التي بهرتني بخطاب إسلامي مميز وتدبر رائع لآي القرآن، هذا العالم العامل المنفتح على الله وعياله، نقش بكتابه هذا في وجداني شعار: الحقيقة بنت الحوار، فكانت البداية بالحوار وبقي الحوار يعقلن الثورة على الذات والتخلف واستمر المشوار نعانق كتب السيد فضل الله رضوان الله عليه،و نزوره لنسأله اليوم بدمعة حارة : هل نعمل أم نتوقف بعدك ؟ صحيح انك تركت لنا الجواب في كتابك قضايانا على ضوء الإسلام(المهمة الرسالية ص10)لكن رحيلك صدم الأمة كلها، كما صدمها إخوانك من قبل برحيلهم، وكما صدم النبي (ص) المسلمين برحيله وكما صدم أئمة الهدى(ع) شيعتهم، هكذا العلماء عندما يرحلون عن دنيا الناس يتركون شرخا عظيما لا يملأه إلا من جاءه فضلا من الله وخيرا كثيرا..
ماذا بعد رحيل العلامة؟ إنها المهمة الرسالية التي رسم معالمها بحسب اجتهاداته ورؤيته للواقع والتاريخ والمستقبل ، والتي تؤكد على حقيقتين لابد من التزامهما كما عرّفها السيد رضوان الله عليه: النفاذ إلى العمق وصنع الحاضر...
ماذا عسانا نقول: إنا المسلمين عليك لمحزونون وما نعبر إلا كما علمنا ربنا عز وجل ونبينا (ص): إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ وداعا أيها الحنون ،وداعا أيها الزكي النقي...وداعا أيها الصابر الطاهر...وداعا وداعا حبيبي العالم المجاهد ولا جعله الله آخر العهد منا إليك يا من علمتنا أن الإسلام منهج حياة الإنسان السوي و تشريع دولة الانسان المسؤول...وداعا وستبقى الأجيال تذكرك أيها العالم الرباني وإنسان رسالي، لأن:»العلماء باقون ما بقي الدهر،أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة» رحلت وتركت جيلا من القاهرين للاستكبار الصهيوني والأميركي وأوصيت كل المسلمين بتحقيق الوحدة قبل أن تتهاوى الأسوار، لن ننسى قولتك: «علينا أن نجرب ونحن ندعو، ونجرب ونحن نعمل ونجرب ونحن نفكر ونجرب ونحن نضع الخطط وننفذ المشاريع...ونجرب حتى لا يبقى هناك مجال للتجربة...حتى يكون العمر كله تجربة في سبيل الله وفي سبيل دينه وشريعته..». نم هنيئا سيد الفكر الاسلامي المعاصر وإمام المقاومة الإسلامية العادلة ومعلم الانفتاح على الله بالزهد والعمل ، أسأل الله تعالى لك رفيع الدرجات وعالي المقام في جنات الخلد بجوار جدّك رسول الله (ص) وآبائك الأطهار (ع).وداعا أبا علي...وستبقى فضل الله...و الله من وراء القصد.
islamo04@hotmail.com
الدكتور عادل رضا
07-07-2010, 04:08 AM
سلامي عليك يا سيد فضل الله
حسن محمد الأنصاري
بوركت أمواج الأيدي التي حملت نعشك الطاهر يا سيدي، وهنيئا لتلك الحناجر التي لم تكل من ترديد «لا إله إلا الله» لتخترق موجاتها الفضاء الفسيح فينتشر صداها بين سكان السماوات يزفون فرحة قدومك آمنا مطمئنا سعيدا مبتهجا في رحلتك إلى ملكوت الرحمن حاملا معك الخير والعمل الصالح والجهاد في سبيل الله.
إن كنت يا سيدي أحمل إليك مشاعر الحزن والأسى لفراقك فإنني أحمل مشاعر الحب بذكرى سيرتك، صلاتك, دعائك، علمك وجهادك. إن كنت يا سيدي قد رحلت إلى العالم الباقي فإننا في العالم الفاني نبقى أوفياء لمنهجك.. سيدي وارث فكرك وحلمك وعلمك وجهادك كنوز منهجية لكل سائل وطالب. فكرك أدب وثقافة يمد بين الأديان والمعتقدات جسور الحوار والموعظة الحسنة. حلمك، سماحة وقبولا يفتح بين المذاهب والطوائف الدبلوماسية الراقية للتقارب. علمك، منهل وسبل هداية للعلماء والحكماء ولكل منقب يبحث عن حل لمعضلته. جهادك، سلاح متين في جبهة حق لكل مجاهد ومقاوم في سبيل الله ضد العدو الصهيوني الغاشم.
سيدي أيها السميذع النحرير، يا من حمل أمواج المؤمنين جسدك الطاهر حيث تبتهج الأرض لتستقبل هذا الجسد ليبقى وديعة زكية لا ينفد من رائحة المسك حتى قيام الساعة. سيدي أيها النجد الأحوس، يا من حمل فوق بحر دموع الصابرين المؤمنين الراضين بقضاء الله وقدره وقلوبهم خرجت من الصدور لتصعد إلى السماء وتلوح بالوداع لمعراج روحك الطاهر إلى الفردوس في جنات الخلد.
سلامي عليك أيها السيد المجلجل، سلامي عليك أيها السيد المفضل، سلامي عليك يا نور السماحة وشعلة الهداية ونبراس العلم وراية الجهاد. سلامي عليك أيها المرجع الصنديد وحاضن العلم الرشيد والرأي السديد أيها المجاهد في سبيل الله، سلامي عليك يا سيد «فضل الله», يا راحلا إلى جوار الله. سلامي إليك أيها السيد الشريف وقد نزلت في مثواك الأخير بعد أن سكنت قلوب المؤمنين من الرجال والنساء والأطفال. سلامي عليك يا سماحة السيد «محمد حسين فضل الله».
«يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي». باسمي وباسم جميع الأخوة الكتاب والعاملين في جريدة «الدار»، نتقدم بخالص العزاء للأمة الاسلامية وللمراجع الدينية في سائر الحوزات العلمية وللشعب اللبناني عامة ولأسرة الفقيد المغفور له بإذن الله آية الله سماحة السيد محمد حسين فضل الله، ونسأل المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع محمد صلى الله عليه وآله، وأن يلهم أهله وذويه وجميع المؤمنين والمؤمنات الصبر والسلوان «إنا لله وإنا إليه راجعون».
Alansari
الدكتور عادل رضا
07-07-2010, 04:10 AM
شهادة للتاريخ
{إن ابراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين}
«نلتقى بشخصية ابراهيم عليه السلام التي تتجمع فيها خصائص الانسان الذي تعيشه الامة فيه وتمتد منه حركة الرسالة، و تلتقي في اجوائه الروحية، روحية الجامعة في صورة الفرد»، هكذا فهم ووعي فقيدنا الراحل العلامة المجاهد آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله قدس سره هذه الآية الكريمة في تفسيره من و حي القرآن، فكان ابراهيميا في انطلاقته كما كان في نسبه، فاصبح امة في قضاياه وهمومه وعطائه، انطلق مقتديا بجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه الامام أمير المؤمنين عليه السلام «طبيب دوار بطبه، فاحكم مراهمه، واحمى مواسمه»، انطلق فلم يترك ميداناً من ميادين الحياة الا وله فيه صولة وجولة، ناكرا في ذلك ذاته، جاداً متجهدا، متفانيا في عطائه، لا تأخذه في الله لومة لائم.
فكان الآية العظمى في الفقه، والعلم الهادي في الفكر، والناقد المهذب في الكتابة، والعقل المنفتح في الحوار، والفيض المتدفق في الادب، والاستاذ الخبير في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والفارس المقدام في الجهاد، والبطل المجاهد في المقاومة، والاب الرؤوف للايتام، والراعي الرحيم للمحتاجين، والانسان المحب في علاقاته، وفي هذا يصدق عليه قول الشاعر الذي قال في جده الامام أمير المؤمنين عليه السلام الذي بعد ان عدد منابقه:
قالت كل الذي قد قلت في رجل
قلت كل الذي قد قلت في رجل
احبتي هذه وبدون مبالغة هي مجرد عناوين لعطاء الفقيد الراحل ومعرفتي بها معرفة دراية وليست رواية، فعلاقتي بالفقيد الكبير تمتد الى اكثر من ثلاثين عاما مضت تشرفت انا واخوة لي خلالها بخدمة الفقيد، في حملة التوحيد الكويتية التي تشرفت بوجوده المبارك فيها لما يقارب السبع حجج، وفي العديد من المؤتمرات التي شارك فيها في الولايات المتحدة وبريطانيا، وكذلك في الزيارات المتكررة التي كنا نقوم بها له في لبنان وسورية، وقد سمحت لنا هذه الرفقة ان نقترب منه لننفتح عليه في الحوار، وكذلك تقديم الدعم والمساندة ولو بالقدر اليسير في المشاريع الخيرية التي اسسها، لذا ما سأقوله في هذه الكلمات قليلة هي شهادة هو في غنى عنها، ولكنها شهادة للتاريخ، والحقيقة من الصعوبة ان تتكلم عن ثلاثين عاما في كل يوم فيها له عطاء وانجاز، مما توقعك في حيرة عن ماذا تتكلم؟ وماذا تترك؟ وقد حاولت ان اسد بعض الفراغ الذي لم يذكر في سيرته.
في تعليق لأحد المعزين للفقيد الكبير تساءل: كيف استطاعت هذه الشخصية العظيمة ان تقدم كل هذا العطاء؟ فهو من المراجع الذين ندر مثيلهم في الآثار التي خلفها، وجوابي هو ان هذه الشخصية حرمت عليها الراحة، فقد كان الفقيد يعمل وبدون مبالغة لمدة عشرين ساعة في يوم، ففي موسم الحج والمؤتمرات يبدأ برنامجه اليومي من بعد صلاة الفجر بالدروس والمحاضرات واللقاءات، بل وحتى كان اثناء تناوله الوجبات تجد المحبين متحلقين حوله يتحاورون معه، وهكذا كان الى آخر الليل وحتى اذا كان يستأذننا ليذهب الى النوم، كنا اذا دخلنا عليه نجده اما يقرأ او يكتب، وكان مرافقوه يقولون لنا ان هذا الذي ترونه انما هو اجازة له بالمقارنة بما يقوم به في لبنان.
واذكر في مؤتمر من المؤتمرات في الولايات المتحدة خصص يوما للرد على الاسئلة وجلس لمدة ثلاث ساعات متواصلة يرد فيها على الاسئلة، وفجأة انهى الاسئلة وسارعت لأخذه الى الغرفة المخصصة له، وقال انه كان يود الاستمرار الا انه شعر بانقطاع النفس من التعب لم يمكنه من الاستمرار، فقلت له سيدنا اكثرها اسئلة مكررة يمكنك تجنبها، فقال لي ان هذا السائل قد يكون قطع مئات الكيلومترات فقط ليسأل هذا السؤال، فليس من الانصاف ان لا ارد على سؤاله، وما ان دخل غرفته ليستريح حتى اتى بعض الاخوة يطلبون لقاءه وحاولت الاعتذار لهم لان سماحة السيد متعب، ولكن امام الالحاح دخلت على سماحته واخبرته فسمح لهم باللقاء وامتد لاكثر من الساعة. وكأنه في بذله لهذه الجهود يريد ان يكون مصداقا لدعاء كميل الذي كان يقرؤه لنا بصوته العذب الشجي والذي يحتوي الفقرة «اللهم اجعل اوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة».
اما عن بطولته وجهاده فتعلمون ان بداية انطلاقة الفقيد في لبنان تكاد تكون متزامنة مع الحرب الاهلية في لبنان، هذه الحرب التي حولت لبنان الى غابة من الاسلحة القوي فيه يقهر الضعيف وكانت الظروف الامنية متشجنة، تجعل من ليس لديه سلاح في مهب الريح او تجبره على الرضوخ والخنوع، ولكن الفقيد البطل المجاهد واجه هذه الظروف القاسية بكل قوة وشجاعة فلم يرضخ ولم يخنع بل صمد وتحدى، وبإمكانات جد متواضعة اشبه ما تكون بمن يواجه ذئابا مفترسة بعصاه، ولكن عصا الفقيد المجاهد كانت كعصا موسى عليه السلام التي التهمت كل مؤامرات الاغتيال او الاسقاط المتعددة.
وكان اخطر هذه المؤامرات هو الانفجار المرعب في بئر العبد الذي راح ضحيته اكثر من ثمانين شهيدا كان الاجراء الامني الطبيعي مقابل هذا الانفجار المرعب ان يتوارى الفقيد عن الانظار ولو بضعة ايام وكان لا احد يلومه على ذلك، ولكن شجاعة الفقيد ابت ذلك وحبه للناس دفعه لمواساتهم في مصابهم، فخرج في ثاني يوم الانفجار ليكون في مقدمة موكب تشييع شهداء الانفجار، وخطب بالجماهير بعد الانتهاء من التشييع واول ما اوصاهم به هو الوحدة والتماسك، فلم تقيد هذه المؤامرات حرية انطلاقه وكان يلبي جميع الدعوات من داخل لبنان او خارجها، وعندما نتحاور معه في ضرورة تخفيف السرعة في الانطلاق، كان يقول هذا ما يريده المتآمرون وسوف لن اعطيهم الفرصة لذلك، ما اروعك يا شبل حيدرة الكرار سقطت عند اقدامك كل المؤامرات وخضعت.
كانت كل هذه المؤامرات بسبب موقفه الرافض للكيان الصهيوني والرافض لان يكون لبنان ملعبا لعبث الطغيان والاستكبار، وقد سمعتم وقرأتم في رقدته الاخيرة على فراش المرض اجاب من يقوم براعيته عندما سأله عن ماذا يريد؟ قال: لا اريد شيئا الا زوال الكيان الصهيوني. دعم المقاومة ضد هذه الكيان الصهيوني المجرم بكل ما أوتي من قوة ولم يغفل عنها طرفة عين، وكما قلت لم يرضخ للترهيب كما لم يضعف أمام الترغيب الذي عرض عليه بغطاء دعم مشاريعه الخيرية، احد هذه العروض كانت ثلاثة عشر مليون دولار وكان البطل المجاهد يعلم ما يخفي هذا العرض، فقد كان بمثابة الطعم الذي ستتبعه ملايين اخرى لو قبلها ولكن رفضها بكل حسم.
وها هم ابطال المقاومة وفي مقدمتهم سماحة السيد حسن نصر الله يفتخرون انهم كانوا من تلامذته وشملهم برعايته وانه كان القدوة لهم في شجاعته وبطولته وتحديه وفكره، وقد كان هو ايضا يفتخر ويعتز بهم ودائما ما كان يناديهم بأبنائه الذين رباهم وساندهم، ومنذ بداية الثمانينيات كنا نشهدهم يتوافدون عليه في موسم الحج واولهم كان الشهيد سيد عباس الموسوي رحمه الله.
ولم تكن مفاجأة للعارفين بتاريخ البطل المجاهد مع المقاومة ان يكون سكنه الخاص من اوائل الاهداف التي قصدها القصف الاسرائيلي الهمجي في حرب 2006، وكان على الرغم من اعتلال صحته في تلك الايام، كلكم شاهدتموه على شاشة التلفزيون يناصر ويعين المقاومة في وقت عز فيه الناصر وقل المعين، واطلق على ابطال المقاومة لقب البدريين لأنهم وازنوا ميزان القوة في المنطقة بعد ان كان الكيان الصهيوني مستفردا بقوته في المنطقة، كما فعلها المسلمون في بدر عندما كانت الجاهلية مستفردة بأرض الجزيرة.
وكما قلت لكم يصعب التكلم عن شخصية عظيمة مثل هذه في دقائق معدودة ووددت لو اتيح لي المجال للتكلم عن المشاريع الخيرية، ولكن على عجالة كانت بداية جمعية المبرات الخيرية بتأسيس مبرة الامام الخوئي رضوان عليه وتوسعت الى ما يقارب ثلاثين مسجداً ومبرات للايتام ومؤسسة تعليمية وتأهيلية وثقافية، في احدى الزيارات اطلعت على بعضها، فرأيتها غاية في دقة التنظيم تتبع احدث الانظمة الادارية والتربوية، والمكسب الذي قد لا يعلمه الكثير اضافة الى الخدمات التي تقدمها الى المجتمع، هي الخبرات الادارية والتنظيمية التي تأهلت في هذه المؤسسات، مما يجعلها في مصاف المؤسسات الدولية في مجالها.
وعندما سألت السيد الفقيد عن سبب هذا النجاح قال: لم اتدخل في تفاصيل اعمالهم واعطيتهم حرية التصرف واتخاذ القرار ضمن الاطار المحدد لهذه المؤسسات واحتفظت بدور المراقب والمستشار، فلو تدخلت في التفاصيل لأصبحوا عبئا علي بدل من ان يكونوا معينين لي، وهذا يدل على عقلية السيد الفقيد الادارية الراقية التي تحاكي احدث النظريات الادارية، لله درك يا سيدنا العزيز بكت الايتام والارامل والاسر المحتاجة كما بكوا من قبلك جدك أمير المؤمنين عليه السلام!
اللهم هذا عبدك المسكين قد نزل بك وانت خير منزول به، اللهم لا نعلم منه الا خيرا، فرحماك يا ربي رحماك بهذا السيد الجليل، رحماك يا ربي رحماك بهذه الآية العظمى، رحماك يا ربي رحماك بهذا الاستاذ الخبير، رحماك يا ربي رحماك بهذا البطل المجاهد، رحماك يا ربي رحماك بهذا الانسان المحب، رحماك يا ربي رحماك بهذا المظلوم المقهور.
ويا سيدنا حسبي فيك قول الشاعر في عمك الامام الحسين:
تبكيك عيني لا أجل مثوبة
وإنما عيني لأجلك باكية
و{إنا لله وإنا إليه راجعون}
جابر سيد خلف البهبهاني
الصفحة الرئيسية
yasmeen
07-07-2010, 05:26 AM
محمد حسين فضل الله.. وكيف ننسى؟!
كتب سامي محمد العلي :
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/116f688c-fa53-4238-92d1-fb95228e5b2b_author.jpg
العلماء ورثة الأنبياء، واذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شيء الى يوم القيامة. وهكذا هي الحياة، فكل من عليها فانٍ ولا يبقى على هذه الارض الا وجه ربنا ذو الجلال والاكرام.
ولكن شتان ما بين موت العظيم وموت الوضيع، وبين العالم والجاهل، وبين من ملأ الدنيا بعلمه ومعرفته ومن كان الموت له أفضل للبشرية على استمرار حياته! والعظماء تموت أجسادهم وتبقى أرواحهم ويخلد فكرهم، وتذكره الأجيال وتستفيد من علمه ما دامت حية.
وها هو أحد أعمدة هذه الأمثلة الفقيد سماحة السيد آية الله العظمى محمد حسين فضل الله -الذي انتقل الى رحمة الله- تاركاً متاعب الدنيا لنا. هذا العملاق الذي تشرفنا بمعرفته أنا وجيلنا منذ أكثر من أربعين عاما، حيث كنا نستلهم فكره الذي سخره للشباب وللعاملين على الساحة الاسلامية، حيث كان عنوان الفكر النير ومصباح الهدى لطريقنا، وعندما يصادفنا موقف صعب على الساحة كنا نرجع الى كتابه «قضايانا على طريق الاسلام» ونقرأه وما من مشكلة أو معضلة الا وجدنا حلا لها في هذا الكتاب.
وكيف أنسى سيدي جوابك ونحن في الطائرة الى نيويورك عندما سألتك عن حكم التعامل مع غير المسلم فجاوبت، مستلهماً تعاليم الاسلام الانسانية «اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق»؟!
وكيف أنسى يا سيدي أيام الحج عندما كنت عالم حملة التوحيد الكويتية وأحد مؤسسيها، حيث كنا نفتح ونغلق باب قبول التسجيل بالحملة خلال ساعات بسيطة رغبة من الحجاج بمرافقة الحملة لوجودك؟!
وكيف أنسى أيام الحج حين تدخل بيت الله الحرام عندما تحدث ربكة بين الحجاج (الطائفين والركع السجود) ملتفين حولك من جميع بقاع العالم؟!
وكيف أنسى موقفك وفتواك عن تفجيرات 9/11 عندما أصدرت فتوى تحرم قتل الأبرياء وبهذه الطريقة علما بموقفك المعروف المضاد للسياسة الأميركية في المنطقة؟!
وكيف أنسى -سيدي- عمامتك السوداء الملطخة بالدماء حين أرادت أيدي الغدر الصهيونية اغتيالك، حيث «الموت لكم عادة» وأنت الأب الروحي للمقاومة وها هي أمنيتك الأخيرة وهي الزوال لاسرائيل؟!
وكيف أنسى -سيدي- موقفك تجاه الغزو الصدامي للكويت، ودعمك بكل قوة لنا ككويتيين بالصمود وعدم الفرقة أمام هذا الطاغي؟!
وكيف أنسى -سيدي- حين زرناك أواخر أيامك في مقر اقامتك، وسألتك أسئلة والله لم أكن أتجرأ ان أسألها غيرك وأنت الذي علمتنا الصراحة، وجاوبتني وبكل صراحة وخرجت وكلي فخر لأنني سألتك وأنت جاوبت علي؟!
وكيف أنسى المبرات الخيرية للأيتام والأرامل المنتشرة بضواحي بيروت وغيرها التي سخّرت جُل حياتك لها؟! وكيف أنسى وأنت أنت، وأنا أناقشك بمواضيع مختلفة تهمنا، وكنت تعطيني الأمان ليس بلسانك، ولكن بروحك ووجهك النير الذي ما جلست يوما أمامك الا وأحسست بالطمأنينة والسلام مع هيبتك التي ورثتها عن أجدادك؟!
وكيف أنسى وأنت تقابل منتقديك بالفكر والدليل ودائما تقول هاتوا برهانكم؟!
وكيف أنسى -يا سيدي- ونحن في قمة الصراع بين بعضنا، وتصدر فتوى بحرمة اثارة الفتنة، خاصة بين الشيعة والسنة؟!
وكيف أنسى وأنت حياتك كلها «من وحي القرآن»؟!
وأخيرا يا سيدي، ان الكلام ليعجز عن ذكر محاسنك، والعين لتدمع لفراقك العزيز، ولكن نقول كما قال الله سبحانه وتعالى «إنا لله وانا اليه راجعون».
فالسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم مت ويوم تلقى ربك راضيا مرضيا بإذنه تعالى.
سامي محمد العلي
sami_alali@hotmail.com
الدكتور عادل رضا
07-07-2010, 02:40 PM
لبنان ودع العلامة فضل الله بمشاركة عربية واسعة 07/07/2010
بحر من البشر يشيع مرجع الاعتدال إلى مثواه الأخير في مأتم شعبي مهيب
ممثلون عن الرؤساء الثلاثة ورؤساء الطوائف الدينية ونواب ووزراء شاركوا في الموكب
جثمان العلامة فضل الله مرفوعاً على الأكف وسط آلاف المؤيدين خلال تشييعه في الضاحية الجنوبية ببيروت (ا.ب)بيروت - وكالات: ودع لبنان الرسمي والشعبي, أمس, في مأتم شعبي مهيب شارك فيه عشرات آلاف المواطنين ووفود عربية دينية ورسمية, المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله, وسط حداد رسمي وإقفال عام في البلاد.
وانطلق موكب التشييع من أمام دارة الراحل في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت, في مشاركة حشد ضخم من المشيعين وسط انتشار صور السيد فضل الله في الشوارع, وتسجيلات تبث مواقفه وخطبه حول المقاومة وفلسطين والوحدة الاسلامية, كما قرعت أجراس كنيسة مار يوسف في حارة حريك حزنا.
وجاب الموكب أحياء الضاحية الجنوبية وشق الجثمان طريقه مرفوعاً على الأكف, وتوجه الى مسجد الإمام الرضا في بئر العبد ثم توقف في محلة ساندريللا في بئر العبد حيث تعرض العلامة فضل الله لمحاولة اغتيال في العام 1985, قبل أن ينطلق الى محلة المشرفية, لينعطف غرباً في اتجاه مستديرة المطار, ثم جنوباً في اتجاه مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى, ثم شرقاً في اتجاه مسجد الامامين الحسنين حيث صلى شقيق الراحل السيد محمد علي فضل الله على جثمانه, قبل أن يوارى الراحل الكبير الثرى في صحن المسجد.
وتوافد عشرات آلاف المواطنين من مختلف المناطق منذ الصباح للمشاركة في التشييع, إضافة الى مشاركة واسعة من مختلف الدول في العالم العربي والاسلامي والدول الاخرى.
وشارك ممثلون عن الرؤساء الثلاثة ورؤساء الطوائف الدينية وعدد من الوزراء والنواب والرسميين, إضافة الى النائب وليد جنبلاط ونجله تيمور على رأس وفد من "اللقاء الديمقراطي" في الموكب سيراً على الاقدام.
كما حضر وفد رفيع المستوى من المسؤولين الإيرانيين, ضم أمين مجلس صيانة الدستور آية الله احمد جنتي ونائب الرئيس مسعود زريبافان ورئيس مؤسسة الشهيد ونوابا ايرانيين, ووفد عراقي كبير برئاسة رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق صالح الحيدري يضم وزراء ونواب ورجال دين, ووفد من العلماء في سورية ووفود من الطائفة الشيعية في دول عربية وخليجية عدة.
ووضعت عمامة العلامة الراحل على النعش الذي حمله انصاره ومحبوه وسط غابة من البشر وتدافع وطقس حار للغاية, وحاول العديدون لمس النعش الذي كان يتقدم بصعوبة, وسط هتافات "لبيك يا حسين" و"لا اله الا الله والسيد حبيب الله", بينما كانت النساء يذرفن الدموع بغزارة, كما علقت لافتات ضخمة في شوارع الضاحية الجنوبية مع صور لفضل الله كتب عليها "إنا لله وإنا إليه راجعون" و"أستودعكم الله".
وتولى عناصر "الانضباط" في "حزب الله" بلباسهم الأسود وقبعات تحمل صور فضل الله تنظيم المرور ومواكبة الجموع في معقل الحزب الشيعي, بينما انتشر عناصر القوى الامنية بكثافة عند مداخل الضاحية.
وفضلاً عن إقفال المؤسسات الرسمية وتنكيس الأعلام, أقفلت المحال التجارية في المنطقة, كما سجل إقفال في عدد كبير من المناطق اللبنانية, في يوم حداد وطني.
وذكرت فاطمة مشيش (20 عاما) التي جاءت للمشاركة في التشييع انها درست في مدرسة تابعة لجمعية المبرات الخيرية التي اسسها فضل الله والتي تعنى بالأيتام, وقالت "فقدت والدي وأنا في الثالثة, وتحجبت لدى السيد فضل الله وانا في الثامنة", مضيفة "عندما سمعت بوفاته, قلت في نفسي لقد توفي أبي".
وقالت زهراء عميش (65 عاما) التي كانت تسير مستعينة بعكاز "لقد كان أخاً وأباً وصديقاً لنا", مضيفة وهي تذرف الدموع "لقد مات والد اليتيم, مات الذي يساعد الفقراء".
بدوره, قال حسن فقيه (55 عاما) الذي قدم مع زوجته من النبطية (جنوب) "جئت محبة بالسيد الذي كان يعني لنا الكثير, خصوصاً انه كان المؤيد الاول للمقاومة الاسلامية, هو الذي اطلق فكرة المقاومة والفكر المقاوم", فيما قالت زوجته أمال رمال (44 عاما) "أنني أقلد السيد منذ عشرين سنة, غيابه خسارة للعالم العربي ولبنان والمجتمع الشيعي خصوصاً".
وتوفي المرجع الكبير, الأحد الماضي, عن خمسة وسبعين عاماً نتيجة إصابته بنزيف داخلي حاد, وكان "المرشد الروحي" ل¯"حزب الله" في بداية تأسيسه في الثمانينات, قبل ان يحصل تباعد بين الجانبين بسبب تباينات في وجهات النظر بشأن المرجعية الدينية, اذ سعى فضل الله الى تأسيس مرجعية مستقلة للحزب الشيعي, في حين ان الاخير يعتبر "ولاية الفقيه" من صلب عقيدته.
وكان فضل الله من أشد مناهضي سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط, الا ان ذلك لم يمنعه من ادانة اعتداءات 11 سبتمبر 2001, وعرف بانفتاحه على العصر وتطور العلم في فتاواه, مع تمسكه بأصول الدين.
وأفتى باعتماد علم الفلك والارصاد في اثبات بدء شهر رمضان وانتهائه, كما أفتى بتحريم "جرائم الشرف" وتحريم ختان الاناث.
ولد السيد محمد حسين فضل الله في 1935 في النجف في العراق حيث درس العلوم الدينية, وعاد الى لبنان العام 1966, فأسس حوزة "المعهد الشرعي الاسلامي" الذي تخرج منه كثير من العلماء البارزين.
وعلى مدى أكثر من أربعين عاماً, شكل فضل الله مرجعية بارزة في المذهب الشيعي وله أتباع في لبنان وخارجه.
الدكتور عادل رضا
07-07-2010, 02:45 PM
الجالية العراقية في هــولنــدا تقيم مجلسا تأبينيا بمناسبة رحيل العلامة السيد فضل الله
--------------------------------------------------------------------------------
الجالية العراقية تقيم مجلسا تأبينيا بمناسبة رحيل العلامة السيد فضل الله
بسم الله الحمن الرحيم
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ )
صدق الله العلي العظيم
من أقوال الامام الصادق عليه السلام :
"إذا مات العالِم ثُلِم في الإسلام ثلمةٌ لا يسدّها شيء"
بمناسبة رحيـل المجاهــد والمجــدد والعالم الربانـي والمرجع الديني آية الله السيد محمد حسين فضل الله ، نتقـــدم بأحــر التعـــازي إلى جـــده الامام الحجة بن الحسن "عج" وإلى مراجعـــنا العظــــام والعلماء الاعلام وإلى الامــــة الاسلامية جمعاء وبالخصوص إلى أتباع آل البيت عليهم السلام وإلى كـــافــــــة أحــــرار العــــالم .
وبهـــذه المناسبة الأليمــة والحــزينة، تقـــيم ثــلة من أبناء الجالــية العــراقية في مــدينة دنهــاخ - هــولنــدا- مجلسا تأبينيا ،يتضمن الفقرات التالية :
1- تلاوة من آيات القــرآن الكــريم، الحاج أبو صــالح الكربلائي .
2- دعــــاء كميــل ، الأخ رعـــد أبو الحَب .
3- زيـــارة وارث، الاخ قــاسم الأسدي .
4- محاضــرة بالمناسبة، لسماحة الشيخ عبد المنعــم الكعـــبي .
لذا نـــدعو كافة المؤمنين للحضـــور والمشــاركــة وكسب الاجر والثواب .
الوقت : يوم الخميس المصادف 08 /07/2010 ابتداءا من الساعة السابعة ولغاية الساعة التاسعة مساءا .
العنوان : مسجد أهل البيت عليهم السلام في مدينة دنهاخ
Terletstraat 24
Den Haag 2573 EX
"إنّا لله وإنّا إليه راجعون"
ثــلة من أبناء الجاليــة العراقية في مدينة دنهاخ – هولندا -
بسم الله الرحمن الرحيم
( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
ـ إنا لله وإنا إليه راجعون ـ
إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شئ
سيقام في مسجد الإمام الحسين (ع) في مدينة آسن مجلس للعزاء بمناسبة ذكرى شهادة الإمام موسى بن جعفر (ع) و مجلس للفاتحة برحيل آية الله السيد محمد حسين فضل الله (ره) وذلك في يوم الجمعة 9/7/2010 عند الساعة 5:00 عصراً والمعزون مدعوون لتناول طعام العشاء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ملاحظة: يوجد مكان خاص للنساء
بسم الله الرحمن الرحيم.
(( ذلك ومن يعظّم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب ))
السلام عليك يا موسى بن جعفر يا باب الحوائج
ستنقضي الليالي ........ وتكتب القصة بالدماء
هارون في الدهور ...... رمز الى الافساد والبغاء
هارون في التاريخ....... مزبلة لكل الأشقياء
والكاظم السجين ........ أسطورة في عالم الأباء
بمناسبة ذكرى إستشهاد الإمام موسى بن جعفر باب الحوائج (ع)في الخامس والعشرين من شهر رجب وبالتزامن مع رحيل العالم الرباني المرجع آية الله السيد محمد حسين فضل الله نعزي إمام العصر والزمان الحجة بن الحسن (عج) ومراجع الدين و الحوزات العلمية والأمة الإسلامية عامة وأتباع مدرسة أهل البيت خاصة بهذه المناسبات الأليمة على قلوب المؤمنين والمحبين ونعلن عن إقامة مجلسا للعزاء والتأبين ، وندعو كافة المؤمنين للحضور والمشاركة في تعظيم هذه الشعائر ولكم من الله الأجر والثواب .
الزمان : يوم الجمعة المصادف 9-7- 2010
الساعة السادسة عصرا
المكان :
:MCC :Fort Vreeswijk 1
3433 ZZ Nieuwgein
مجلس الجمعيات العراقية في هولندا
لجنة إحياء المناسبات
للاستفسار 0614799257 ابو رغد 0655557227 سيد كفاح الحسيني
قمبيز
07-07-2010, 07:33 PM
اردوغان يتصل بالسيد نصرالله معزياً برحيل آية الله فضل الله
اتصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معزياً بوفاة آية الله السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله عليه.
ونقلت وكالة مهر للانباء عن قناة المنار الفضائية ان رئي سالوزرءا التركي عبر عن مواساته ومشاعره وراغباً بإبلاغ تعازيه إلى عائلة الراحل الكبير وأبناء الشعب اللبناني قاطبة.
بدوره شكر الأمين العام لحزب الله , أردوغان على اتصاله وتعزيته، وشكره أيضاً على مواقفه ومواقف الشعب التركي تجاه القضية الفلسطينية، تلك المواقف التي أحيت الكثير من الآمال في العالمين العربي والإسلامي.
/انتهى/
الدكتور عادل رضا
07-07-2010, 08:27 PM
شرف العمامة وأمانة الكلمة د.محمد حبش
في يوم رحيل العلامة محمد حسين فضل الله
تماماً كما أرز لبنان عاش الزعيم الديني الكبير محمد حسين فضل الله في ضمير الأمة اللبنانية وفي أشواقها وأفراحها وأحزانها شاهد ضمير يصل ما بين الجذور الغاربة في أرض لبنان، وما بين آماله في الحرية والاستقلال والانفتاح على العالم.
لم يكن حسين فضل الله محض عمامة دينية ينشغل في قضايا الحلال والحرام، ويعكف في محرابه ليؤدي فرائض ربه ويؤم الناس في عباداتهم، ويتلو تراتيل القدماء.
لقد كان الرجل يجسد آمال الشرفاء والأحرار من أبناء الأمة وكان رمزاً لمسؤولية العمامة في الزمن الرديء، وحين تناوبت العمائم رسالة التكفير، كان الرجل يتلو سورة الإخاء والمحبة ويقول بملئ شفتيه: الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله.
كان الرجل يسكن دوماً في ضمير الإخاء الإنساني ولكنه كان أيضاً يعيش رسالة المقاومة والفداء، وكان يغرد بروحه وقلبه نشيد الوحدة الإسلامية، وسحر لبنان.
حين انطلق مؤتمر التقريب في لبنان قبل خمسة أعوام، كانت منصة البريستول تقدم أعلام التقريب والإخاء في العالم العربي، ولكن المؤتمر برمته تم اختصاره في كلمة السيد حسن فضل الله الذي كان يعكس آمال الشرفاء وضمير الناس، وحين قدمت له المنصة تجاوز الرجل كل المقدمات والألقاب والرتب والمناصب وترك البسملة والحمدلة والحوقلة والحسبلة والجعفلة وقال من فوره: وتكثر المؤتمرات والندوات واللقاءات والخطب في التقريب ولكننا لا نزال في مكانك راوح، نتبادل الريب، ونعيد تلاوة الصحيفة والسقيفة، في اجترار للماضي وبكاء على أطلاله، ولا تزال كوادرنا تعتبر كل لقاءاتاتنا عند حدود المجاملة الفارغة التي نستحق فيها الرثاء أكثر مما ننتج الحياة.
لقد أتقنا فن المجاملات والابتسامات المتبادلة والوقوف أمام عدسات الكاميرا عمائم بيض وعمائم سود، وصلبان وأهلة!! نقدم ببراعة أكثر الصور الاحتفالية ألقاً وتميزاً، مصافحات وقبلات وعناق!.
ثم قال غاضباً: المؤتمر ليس هنا !! المؤتمر ليس هنا!! المؤتمر حين نعود إلى كوادرنا إلى مساجدنا وكنائسنا، إلى حوزاتنا ومعاهدنا، هناك ينبغي أن نقول كلمة الحقيقة، هناك يتعبدنا الله تعالى بكلمة الحق، فهل نقول ما نحب أن يسمعه الله؟؟ هل نقول في حلقاتنا المغلقة ما نقوله أمام عدسات الفضائيات؟ كأن الرجل كان يقرأ في سجاف الغيب ما سوف يصنعه الاحتلال بهذا العراق الجريح، والصومال الذبيح، لقد كانت في الأصل فتاوى واتهامات، وتبادل للتفسيق والتكفير ودعاوى الردة، إن الاحتلال لم يصنع إيديولوجيا جديدة، إنه لم يقدم قناعات لا يعرفها الناس لقد قدم لهم السلاح فقط !! أما الايدولوجيا فقد تكفل التعصب بتقديم المطلوب كله، وانفجر العنف في المآتم والحوزات والمساجد والمعاهد والأسواق والشوارع، جزاء وفاقاً لثقافة الكراهية كما حذر منها السيد قبل سنين.
ها هو اليوم يرحل على أكتاف محبيه، يودعه أولئك الذين أنصتوا إليه صوتاً في المحبة والإخاء على الرغم من إرادة البغضاء التي كان ينادي بها عقارب الشر، لقد ظل يدعو إلى رسالة الإخاء، قال كلمته ومشى، وحفرها في ضمائر محبيه: الإنسان أخو الإنسان أحب أم كره.
كان أكثر رجال الإخاء في الشرق تحمسا ً لرسالة الأخوة الإنسانية، وعلى ذلك فإنه لم يخلع عمامته السوداء، ولم يتخل عن مكانه ولقبه آية الله العظمى، وكان بذلك يؤكد حقيقة أن الإخاء الديني لا يقوم على التماهي في الآخر، والكفر بالذات، بل كان ينادي بالإخاء في إطار الحقائق التي يحترمها الكل، وهو على يقين أن بوارق الحقائق تنبع من مصادمة الأفكار.
إنه اليوم ذكرى في قلوب محبيه ولكن لبنان الذي حمل على الأعناق نعش الرجل، كان يدرك تماماً أن هذا النعش كان ضمانة للبنان أن تنفجر فيه رياح الكراهية، وكان درس الوحدة الوطنية الباقية في ضمائر اللبنانيين.
لقد كان درس المحبة الباقي ولكنه كان أيضاً درس المقاومة، وهو من علم جيل المقاومة من رجال الله أن الوفاء للإخاء الإنساني يعني ضرورة تعزيز روح المقاومة ضد الشر، ويعني رفض المشروع الصهيوني الأثيم.
رحل الرجل الكبير الذي علم لبنان كما علم الشرق، أن الحياة عقيدة وجهاد، وأن مكانك في التاريخ هو مكان كلمتك، ويا له من رجل، يحق له بعد مشوار طويل أمضاه بين ألغام الحروب أن يقول للعالم إنني أمضي إلى لقاء الله وليس في عنقي محجمة دم أريقت من أجل مطامع الدنيا، ويحق له أن يفخر إن كلامه الناري الثائر كله، لم يخطئ طريقه يوماً، وكان يقع دوما في نحور الغاصبين في حين كان يزرع على جبين الشرفاء وردة الحياة.
صدع الرجل بمواقفه الفريدة، جريئة وشجاعة، وأعلن في فتوى لا تحتمل أدنى تأويل إن الصحابة مكانهم كبير وأعلن تحريم سب الصحابة، مؤكداً أن سلوكاً كهذا لا يمكن تفسيره إلا على أنه اعتداء على الوحدة الإسلامية.
لست أنسى زيارته الكبيرة لي في جامع الزهراء في دمشق، يوم تحدث عن الإخاء الدين والوحدة الإسلامية، فأجبته يومها من بحر الرمل على الجناس التام:
ما الذي تنكره شرعاً علي إن تشيعت بفقه شافعي
رب فارحمني بحبي لعلي واجعل الصديق يأتي شافعي
لقد بكاه أحرار لبنان كما بكاه أحرار سوريا، كما بكاه أحرار العالم، وسيبقى في ضمير الأجيال الرجل الذي ضمت عمامته آمال المحبين للخير والسلام.
الدكتور عادل رضا
07-07-2010, 08:43 PM
سيّدي... يا عدوّ الرّاحة
من أين يمكن يا سيّدي أن أستعيد شريط الذّكرى؟ من "أسلوبٍ للدّعوة" صغته بدم السّيرة العطرة وبحبر المعاناة قبل أن تصوغه بحبر المحابر...
أم من "خطواتٍ على طريق الإسلام".. خطوتها عملاً وحركةً وجهاداً قبل أن تنسجها بدم الأقلام عصارة التّجارب وموعظة الأيّام...
أم من "حوارٍ في القرآن" أضأت حروفه على ضوء الشّمعة هناك في "النّبعة"، في ليل الحرب اللّبنانيّة الدّامس، لتقدّم إلى اللّبنانيّين والبشريّة نموذجاً آخر في الشخصيّة التي لا تكون بنتاً لبيئتها، بل الّتي تصنع بيئتها، فتصوغ للجميع عالماً "يضجّ" بالحوار، بدلاً من أن تتجاذبه قذائف الحرب وسجالات القتل والعنف؟!
من أين يمكن الإحاطة بك سيّدي؟
من مئتي مؤلّفٍ وكتابٍ صغتها بدمك وعرقك وسيرتك، قبل أن تنثرها كتباً بين يدي القارئ، وصحفاً تترى في صقيع الأيّام وجليد المذاهب؟!
وكيف يمكن يا أبا الجميع أن نطلّ على تراثك الضَّخم، والكلّ يشهد أنَّه من "نتاجك"... والكلّ يعرف أنّك تختفي خلف كلّ كلمةٍ ينطق بها، أو فكرةٍ يستهدي بها فكرَك ويستلهم فيها من وحيك، أو كلّ أسلوبٍ "أنشأته" روحاً وموعظةً في ربيع الأجيال المتعاقبة؟!
أشهد يا سيّدي أنك سرٌّ من الأسرار.. في جهدك الّذي لا حياة فيه للتّعب، ونشاطك الّذي لا مجال فيه للرّاحة، وعطائك الّذي لا يعترف بالحدود... حدود السّاعات والأيّام والسّنين... والأزمنة...
وأقسم سيِّدي أنّك خصم الرَّاحة الأوَّل.. تماماً كما أنت العدوّ المثاليّ لكلّ أولئك الّذين تجرّؤوا على قامة عطائك، وحاولوا النّيل من الاسم والجسم، ولم يستمعوا إلى نغمات الوعي في كلماتك، ولم ينهلوا من معين عذبها الصّافي، ليعرفوا أنّ "الحياة لا تحتمل الحقد".
لا زلت أستمع إليك سيّدي... ولا زالت كلماتك تجوب عقلي ووجداني، وأنت تجيب جيوش المحبّين الّذين يقصدون دارك المفتوح سائلين ومستجدين: لماذا لا ترتاح؟ وأنت تجيبهم: "الرّاحة حرامٌ علينا وعلى أمثالنا"...
ولا زال صدى ذلك الصّوت يتردّد في مسامعي للسّائلين عن سرّ هذه الطّاقة في جسدٍ تمرّد على "لهاث الستّين" و"دروب السّبعين"، فأعيا الأقربين والأبعدين. لقد قال الإمام الصّادق(ع): "ما ضعف بدنٌ عمّا قويت عليه النيّة"، ليردّد البعض معترفاً:
وإذا كانت النّفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام
ولا زالت تلك الكلمات ـ المواقف تحفر في وجداني، وأنت تستحضر شعراً لأحمد الصّافي النجفي، عندما سئلت عن سرّ هذا الانتصار على سنيّ العمر المتطاولة:
عمـري بروحي لا بعـدد سنينـي فلأسخرنّ غداً من التّسعين
عمري إلى السّبعين يركض مسرعاً والرّوح باقية على العشرين
أشهد يا سيّدي أنّني منذ وفّقت لأكون بين يدي خدمتك قبل حوالى ربع قرن، أنك لم ترتح يوماً، ولم تأخذ قسطاً من الرّاحة التي ينشدها الجميع...
وأشهد يا سيّدي بعد كلّ تلك السنين الذهبيّة التي أتشرّف بالانتماء إلى مدرستها، أنّنا قرأناك في الكتاب الخطأ، فلطالما حاولنا أن نفهمك من خلال ما يمكن لأجسادنا أن تتحمّل من مشقّة وجهد... ولم نعرف أنّنا أمام جسدٍ من نوعٍ آخر، وأمام جسدٍ فيه ما فيه من طينة رسول الله(ص) وحركة عليّ(ع) وروح الأئمّة الأطهار من آل محمّد(ص)...
سيّدي، أنا ما زلت أستمع إليك... تتلو عليّ وعلى أمثالي كلماتٍ وعظاتٍ هي من "عصير العمر"... لا بل هي عصارة الأيّام في خلاصة تجارب لا حدّ لها ولا حصر، وفي أصالة حركةٍ لم أقع على شيءٍ يشابهها في تجارب الآخرين...
وها أنا ذا أحاول استعادة كلماتك، عندما حدّثتني قبل حوالى الأربعين يوماً عن خاطرةٍ عنّت لك في اللّيل فنسجتها شعراً:
أنا حسبي إن تغشّاني الدّجى في ظلام اللّيل آهات جروحي
فالتفاتات حياتي فكــرةٌ سوف تبقى حلماً فوق ضريحي
سيّدي، أنت سرّ في كلّ هذا العطاء المتنوّع، وهذا الصّدق الّذي لا حدود له في السّياسة وغيرها، وقد تساءل الكثيرون: كيف تستطيع أن تبقى على التزاماتك وثوابتك فيما تشيد كلّ جسور الحوار مع الآخرين... وأنت سرّ في هذه اللّمسة الحانية على كلّ النّاس، وفي نقطة الضّعف والقوّة، في هذا الحبّ الكبير للفقراء الّذين آثرت أن تكون بينهم وفي حصن مسجدهم حتّى بعد الرّحيل... وأنت سرّ في هذا السّلام الرّوحيّ الّذي يفيض رحمةً حتّى على أولئك "المعتدين"... وسرّ في كلّ هذه المناجاة "الحانية" التي صغتها شعراً رساليّاً وأدباً وجدانيّاً يفيض دعاءً وصلوات... وسرّ في الكثير الكثير ممّا قيل وممّا لم يقل، ولا زلنا نطوف من حول هذا السرّ، ونقرأ في كتاب حياتك وعمرك المكدود، لنفهم ونعي ونعمل، وأنّى لنا ذلك!...
علوٌّ في الحياة وفي الممات بحقّ أنت إحدى المعجزاتِ
هاني عبد الله
المستشار الإعلامي والسياسي
لسماحة العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله "قده"
التاريخ: 24 رجب 1431 ه الموافق: 06/07/2010 م
الدكتور عادل رضا
07-07-2010, 09:18 PM
المرجع الذي أخذنا إلى الغد
السيد فضل الله (المركز العربي للمعلومات)
نصر الله أمام جثمان الراحل الكبير في مستشفى بهمن (العلاقات الإعلامية في «حزب الله»)
طلال سلمان
لم نتعوّد الكتابة عن المرجع ـ المنارة السيد محمد حسين فضل الله بصيغة «الغائب»، وهو الذي كان حضوره المشع بنور الدين يعزز فينا المعرفة بدنيانا لتكون لائقة بكرامة الإنسان وحقه في الحياة التي كرّمه بها الله.
ولسوف يظل «السيد» حاضراً في يومياتنا باجتهاداته التي فتحت أبواب الدين أمام أبناء الحياة ليعيشوها متحررين من حكم الحاكم الظالم وعسف المحتل الدخيل، والمتاجر بالدين بحبسه في مجموعة من الطقوس التي تختلط فيها الخرافة بالبدعة من أجل الحجر على العقل، وتصوير الاعتراض على الخطأ وكأنه خروج على النص المقدس.
لقد قاد هذا النجفي المتحدّر من عيناتا (على التخم مع فلسطين) لأسرة من العلماء، مع بعض رفاقه المستنيرين، ثورة حقيقية في قلعة الفقه ومركز المرجعية هدفها الأساسي ربط الدين بالحياة، وتيسيره على المؤمنين، وجعلوه يحرّض على كسر النمطية والتقليد الجامد، بفهم كونه يحرّض على رفض الخنوع والاستسلام والتعامل مع الحاكم ـ مهما بلغ ظلمه ـ وكأنه ظل الله على الأرض والخروج على طاعته هي الكفر عينه.
تمّ تحرير النص الديني من بعض «الشروحات» التي كادت تقفل باب الاجتهاد، مداراة لحاكم عاتٍ، أو لتجنّب الصدام مع غاز محتل، أو بذريعة الامتناع عن التسبّب في فتنة، في حين أن الصمت عن الخطأ هو الباب إلى الفتنة.. أما «علماء السلطان» فكانوا لا يتعبون من تسخير النص الديني، بحسب تفسيرهم المخل، بمعناه الأصلي، لتبرير الظلم وكأنه قدر مفروض لا مجال لتحديه أو الخروج منه.
وعبر معارك قاسية، أعيد النص الديني، بتفسيره الصحيح، إلى خدمة الإنسان في يومه وفي غده، وعلى قاعدة أن الدين يُسر لا عُسر، وكذلك على قاعدة أن الله قد أكرم الإنسان فأهداه النجدين، فأُسقطت مجموعة من الطقوس والعادات التي أسبغت عليها صفة المحرّمات... فإذا بالإمكان ـ مثلاً ـ تحديد الموعد الدقيق، وبالثانية، لولادة القمر وغيابه، وتحديد بداية الشهر الهجري، وبالتالي أن يعرف المؤمنون يوم عيد الفطر المبارك فلا يظل ضائعاً عنهم أو ضائعين عنه كل سنة، بما ينذر بفتنة، بعدما تعدّد محدِّدو موعد بدء الصيام وختامه ـ العيد.
وعبر معارك أقسى أعيد إلى «الجهاد» معناه الأصلي، فإذا مقاومة المحتل، أي محتل، فرض عين، وإذا مقاتلته واجب شرعي، يستوي في ذلك الاحتلال الإسرائيلي، أو الاحتلال الأميركي، أو أي احتلال آخر لأي أرض عربية وإسلامية. وكيف يمكن لابن عيناتا الذي شهد مأساة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وخروج أهلها إلى شتات اللجوء أن ينسى أو يتناسى المأساة التي أسهمت في صياغة وعيه بالحياة.
صار الإيمان لازمة للتحرر والتحرير، التحرر من الخرافة والبدعة، وتحرير الأرض والإرادة من أي قاهر بالقوة أو بالخديعة وشق صفوف المؤمنين بتقسيمهم مذاهب وشيعاً وعناصر، مما يمكّن للمحتل ويشغل الناس بخلافاتهم «الفقهية»، وكثير منها من صنع قلة من المعمّمين الذين يزهدون بالدنيا تاركين الأمر لله، وبعضها الباقية من ابتداع قلة أخرى تأكل خبز السلطان وتفتي بأمره ولأمره.
صارت الثورة على الظلم والفساد الوجه الآخر للثورة على الاحتلال ومن ضمنه الاستيطان والسكوت عن الظالم والمحتل عملاً بحكمة أن العين لا تقاوم المخرز، أو أن كل شيء إنما يتم بإرادته عز وجل... وكأنما الاستيطان الإسرائيلي في أرض الشعب الفلسطيني وتحويله إلى مجاميع من اللاجئين إلى أوطان الآخرين «فريــضة» أو أنه قدر لا رادّ له، إلا إن شــاء الـله... والإحالـة إلى مشيـئة اللـه للتخـديـر لـيس إلا.
ولقد فهم المحتلون جميعاً، إسرائيل أساساً، ومن بعد الساعون لفرض الهيمنة الأميركية، خطورة الدور التنويري القيادي الذي يلعبه السيد محمد حسين فضل الله، ومن هنا تكرّرت المحاولات لاغتياله ولو بهدم حي كامل في الضاحية النوارة (حارة حريك) على رؤوس سكانه رجالاً ونساءً وأطفالاً.
كذلك فإن الثورة التي قادها هذا العالِم الذي خرج على الناس بتفسيره الصحيح للدين وفروضه، قد أخافت منه الذين يريدون إبقاء التقليد تقليدياً، فجاهروا باعتراضهم أن تستقر مرجعية جديدة، أو بديلة أو موازية للمرجعية القديمة، في بئر العبد ـ حارة حريك، خصوصاً أنها خارج السيطرة، لا يمكن شراء سكوتها أو إخضاعها، بعدما توجه نحوها المؤمنون الباحثون عن مرجع صالح، مستنير ومعاصر، يؤمن بالعلم ويحترم العقل ويحض على الجهاد ويرفض التنازل للسلطان.
ولقد كنا نقصد «السيـد» في أيام الشدة، وما أكثرها، لنثبت إيماننا بالإنسان وقدراته، ولنستنير بحكمته، ولنتعلم منه الصبر على الشدائد ومقاومة ما يُراد فرضه علينا. ولطالما قصدناه في زمن الحرب الأهلية من أجل تحرير «مخطوفين» لا ذنب لهم إلا أنهم قد يفيدون في «المقايضة» بمخطوفين آخرين، أو للضغط على هذه الجهة أو تلك من أجل قرار لا يعرفون ماهيته ومن يطلبه.
كذلك فلقد كنا نقصده طلباً لثقافة الحياة، وهو الشاعر، الناثر، الفقيه، القائد، المرشد، المصلح الاجتماعي والمستنير بإيمانه ومنير الطريق أمام الراغبين في الخروج من التيه إلى ميدان العمل من أجل غد أفضل للإنسان في وطنه.
بعد كل زيارة كنا نعود أكثر ثباتاً على إيماننا بعروبتنا، فهي عنده رابط مقدس، أولها تحرير فلسطين عنوان تحرير الإرادة العربية، ومعها العراق بعدما ورث الاحتلال الأميركي الطغيان فيه ووضعه على حافة الحرب الأهلية بالتمزقات التي اتخذت طابعاً متعدد «الهويات»: فهو طائفي في جهة، مذهبي في جهة ثانية، عنصري في جهة ثالثة، وهو في كل الحالات لا يخدم إلا الاحتلال ودعاة الانفصال ولو بتمزيق العراق.
وكنا من نعود من لدنه أكثر يقيناً بأن الجهاد في سبيل تحرير الأرض والإرادة هو هو الجهاد في سبيل الله، وأن الدين من أجل الإنسان لا من أجل السلطان، وأن العقل نعمة من الله سبحانه وتعالى وعلينا احترامه واعتماده من أجل أن تكون لنا حياة أفضل.
لقد جعل السيد محمد حسين فضل الله «المرجعية» حاضرة في حياتنا اليومية، تؤكد أن الإنسان هو الأصل، وأن الدين دليله إلى حقوقه وفي طليعتها حقه بالحياة الكريمة، والتحرر من كل ما يهدر إنسانيته سواء أكان حاكماً ظالماً أم متحكماً جاهلاً أو مستعمراً دخيلاً، وكل أولئك يسخر الإنسان ـ والوطن ـ لخدمته، بفرض الجمود على العقل بإرهاب التحريم والتكفير ممالأة للسلطان محلياً أو محتلاً أجنبياً.
عزاؤنا، أيها «السيد» في نهجك، وفي مؤسساتك الناجحة وهي تعمل في خدمة الإنسان، وفي تراثك الغني وقد تركت لنا مكتبة عظيمة فيها إلى جانب شروحاتك العصرية للدين وتعاليمه بالاستناد إلى العقل والمنطق مؤلفاتك في الثقافة وعلوم الحياة إضافة إلى دواوينك التي تجعلك تحتل موقعاً بارزاً بين شعراء عصرنا.
لقد أغنيتنا في حياتك بحياتك، وبنتاجك الغني، وبمنهجك العقلي والعصري في فهم الدين وتوكيد ارتباطه بالتقدم الإنساني، وها أنت تترك لنا ما تنتفع به الأجيال القادمة، ثقافة وعلماً وإيماناً.
فليباركك الله مرجعاً يرشدنا إلى طريق التقدم ويعزز فينا إحساسنا بكرامتنا كبشر وكأصحاب قضية تستحق أن نجاهد من أجلها... وأنت القدوة اليوم وغداً وفي كل زمان.
أمير الدهاء
07-08-2010, 10:09 AM
بمن نلوذ من البدع بعد فضل الله
http://www.rasid.com/media/lib/pics/thumbs/1278489594.jpg
الدكتور حسين أبو سعود
7 / 7 / 2010م
منذ بدايات الشباب كان يعتمل في داخلي صراع موجع، عندما كنت أرى بعض الممارسات أو اسمع بعض الروايات التي تتنافى مع العقل السليم ولا تتماشى مع المنطق القويم، وكنت أخال نفسي حينها متفردا بتلك الأفكار، وقد انتهى ذلك الصراع وتبددت سحب الشكوك عندما صرت اقرأ للسيد محمد حسين فضل الله، وقد استقر الاطمئنان في قلبي أكثر عندما منّ الله عليّ بلقاء السيد في مكتبه في دمشق قبل سنوات بصحبة احد الأفاضل وقد خصنا «قُدس سره» بثلاثة أرباع الساعة وكان يبتسم لشكوكي وأسئلتي ويأتي بأجوبة مقنعة تبدد حيرتي وتطفئ ظمأ الروح، وكنت قد رسمت له صورة في مخيلتي فلما التقيته وجدته أجمل بكثير من الصورة التي رسمتها له ووجدته أعظم مما حسبته وتخيلته.
لقد تمكن حب الرجل من قلبي ولكن حبه زاد تأصلا وتعمقا في نفسي عندما رأيت فيه الاندفاع القوي نحو الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب وإصلاح ذات البين، لقد كان رحمه الله وحدوي المزاج تقريبي الهوى وكان يحرص على توجيه رسائل تقُرأ نيابة عنه في مؤتمرات الوحدة الإسلامية التي تعقد في لندن بإشراف منتدى الوحدة الإسلامية، ثم صار يرسل ابنه جعفرا ليشارك شخصيا في المؤتمر وكان حديثه الذي يمثل وجهة نظر والده يحظى دائما بتعاطف الجميع وقبولهم لصدق الطرح وقوته.
السيد فضل الله رجل عالمي النزعة، إذ لم يكن يدعو الى التعايش بين المذاهب فحسب بل وحتى بين الأديان والثقافات المختلفة وقد علّم من حوله أن يكونوا دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة التزاما بالهدي القرآني فجادل الناس بالتي هي أحسن فأحبوه ووقروا مكانته فالسيد رجل حوار وتعايش كجده الباقر الذي قال: صلاح شأن الناس التعايش، فصار بذلك صوت الاعتدال وصوت العقل والوحدة والحب والتعايش والحرية لأنه تيقن بأهمية هذه القيم وبدونها نظل في دائرة التراشق والفرقة والخلاف وعبودية الماضي لحقبة أخرى من الزمن.
السيد فضل الله علوي حتى النخاع في نظرته للأمور، دافع عن الزهراء بأمثل الطرق ولم يزايد على قضيتها، فصار بذلك موضع احترام القاصي قبل الداني والمخالف قبل المحالف.
حسنيا كان في الحرص على دماء المسلمين، وكان حسينيا في الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسجاديا في الورع والتقوى والعبادة وفي مساعدة المعوزين والمحتاجين والأرامل والأيتام.
لقد حدث الناس بمحاسن حديث الأئمة امتثالا لأوامرهم وكان زينا لهم ولم يكن شينا عليهم في قول أو فعل.
ذبّ عن الدين ودافع عن المذهب بنبذ البدع والخرافات والضلالات حتى صار موضع انتقاد وهجوم وتكفير من البعض، وقد تعرض لمحاولات اغتيال عديدة، ولكنه كان يُغتال يوميا بالقلم لمعرفتهم بان هذا الرجل لو عاش وتُرك لملأ الدنيا بنداءات الحب والتقارب والتعاون والتآلف وهذا ما لا ترضاه قوى الظلام التي تعمل على بث الفرقة منذ ألف عام ويزيد، ومن المؤسف وجود مواقع الكترونية أنشئت خصيصا لجعل السيد غرضا للسهام وعرضة للاتهام.
الفكر الإسلامي فكر مرن يحتاج بصورة مستمرة للتجديد ليلاءم الزمان والمكان والتجديد يحتاج إلى علم وجرأة وسداد وتوفيق توفرت كلها في السيد فضل الله الذي كان من المنظرين الإسلاميين الكبار وربى جيلا متعلما واعيا متفتحا وهذا الجيل سيأخذ مشعل العلم والنور الى أجيال أخرى.
السيد فضل الله لم يكن طائفيا ضيق الأفق بل كان عالميا لا سيما وانه يترتب على العالم المجتهد تكاليف ومسئوليات جمة وصعبة، وعاها السيد وأداها على أكمل وجه ولم يكن مبتدعا في نظرته العالمية لان الرسالة المحمدية برمتها أصلا رحمة للعالمين وليست لجماعة دون أخرى، ولكي يصل السيد الى الإنسان في أي عمق وأي لون أو انتماء أفتى بعدم نجاسة احد من البشر فكلهم في نظره «نظير في الخلق».
ثم إن السيد لم يفرض آراءه واستنتاجاته على احد وله قول في ذلك سديد وهو:«حتى في الدين فان رجال الدين لا يملكون الحقيقة المطلقة، هم يعطون وجهة نظر».
أنا لست هنا بصدد عد مشاريعه الإعلامية والإنسانية والاجتماعية والدينية، وإنما أريد القول: لقد خسر العالم هذا العالم، وقبل فترة قرأت موضوعا عنه بعنوان «عالم خسره النجف» وأنا اعتقد ليس النجف فحسب بل خسره الإسلام والعالم وليعذرني الإمام الصادق لأني لم أكن افهم معنى رواية «إذا مات العالم انثلم في الدين ثلمة لا يسدها شئ» حتى رأيت السيد فضل الله مسجى بلا حراك.
على أن السيد يجب أن يظل حيا من خلال إطلاق اسمه على مؤسسات علمية وتربوية ودينية وعلى قاعات ومكتبات ومعاهد أداء لحقه أو بعض حقه.
لقد عرف الشهيد السعيد محمد باقر الصدر عليه الرحمة قدر هذا الرجل وفضله مبكرا وهو في بدايات تصديه لشئون الأمة فقال في حقه:كل من خرج من النجف خسر النجف إلا السيد فضل الله فعندما خرج من النجف خسره النجف» ولكن ماذا كان يقول السيد الصدر الآن وهو يرى ما حققه فضل الله من تغيير هائل في العقول، لقد كان يقول بان الدنيا بأكملها خسرته وخسرت وجوده المبارك، فهو قلعة فكرية شامخة وهو شيعي أصيل موضوعي وعاقل وهو مجتهد حقيقي خرج على المألوف بعقل وروية، ولعل أصوب آراءه هو عدم القول بنظرية الأعلم وجواز التبعيض، انه الوعي الحقيقي الكامل لما يجري من حوله إذ لم يكن أسير الماضي وأحداث الماضي بل كان مولعا بالحاضر مراهنا على المستقبل، كان يقرأ الإسلام على انه صالح لكل زمان ومكان ولم يكن ليُرضي العوام بفتاويه بقدر ما كان يرضي ضميره المتوقد.
وان كان لا بد من وصف المرجعيات بالرشيدة والحكيمة والناطقة والصامتة فانا اصف مرجعية فضل الله بالمرجعية المتحركة، إذ كان يذهب الى الناس كما يأتونه وكان يحرص على حج بيت الله الحرام لأنها فرصة مناسبة للقاء المسلمين من مختلف البلدان على صعيد واحد وكانت بعثته في الحج لا تعج بطلبة العلم فحسب وإنما كانت مقصدا لذوي الحاجات والمعوزين أيضا.
أقول مرجعية متحركة لأسباب كثيرة منها ظهوره المتكرر على وسائل الإعلام والإدلاء بأحاديث صحفية ومقابلات إعلامية في الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون وهو ظهور مبارك يتفرد به عن أقرانه المراجع، ولا اخفي باني لم أكن اعرف معنى العالم العامل حتى رأيت هذا العامل ورأيت مشاريعه التي تضم مدارس ثانوية ومعاهد مهنية ومراكز صحية واجتماعية فضلا عن جانب الرحمة المتجلية في مبراته الخيرية التي تأوي الأرامل والأيتام وتكفل لهم العيش الكريم سواء في حياته أو بعد مماته.
نحن لا ندرك الفراغ الذي سيتركه السيد الآن ولا شك بان هناك من سيخالطه السرور لغيابه عن الساحة لأسباب لست اذكرها ولكننا ياسيدنا لفراقك لمحزونون، وقد بكيت كثيرا وأنا أرى الجلد والصبر على وجوه أفراد أسرته وهم يتلقون العزاء من جموع المعزين وأيقنت بان بكائي لم يكن عليه بل على الدين وعلى التشيع الحقيقي الأصيل، فمن لنا بعده أمام سيل البدع والخرافات ومحاولات تحجيم التشيع من قبل الشيعة أنفسهم، ومن بعده يعطينا الفكر الصحيح ويعطينا غذاء الروح؟، ومن يعلمنا أن الدين يبقى مشعا رغم الشوائب العالقة، لقد اظهر السيد فضل الله علمه في وقت لم يظهره الآخرون، لقد كان واضحا في نداءه ليس لديه ما يخفيه عن الأعين وليس عنده ازدواجية في الخطاب فالحلال بيّن والحرام بيّن والأصل بيّن والنقل بيّن.
ومن ألقاب السيد فضل الله «المجاهد» وجهاده ضد العدو الصهيوني معروف لدى الجميع، ولكن اشد من ذلك هو جهاده ضد الضلالات والترهات والبدع والخزعبلات حتى عاداه بنو قومه وعلماء طائفته ووصفوه بما لا يليق بجلال قدره وسمو مكانته.
لقد كان الرجل المؤمن الذي صدق ما عاهد الله عليه فقضى نحبه فرحم الله فضل الله الذي كان فضلا من الله منّ به الله على المؤمنين فحمدا لله على فضله، وأقول لمحبيه وأنصاره وذويه: وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.
نعم لقد رحل فضل الله وهذا هو قضاء الله وهذه إرادة الله فلا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، اللهم احشره مع من أحب وابعثه ربي مقاما ترضاه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
أبو باقر
07-09-2010, 10:42 PM
للأسف الشديد تعمدت بعض الفضائيات الشيعية التعتيم على رحيل المرجع العامل السيد فضل الله رغم أن بعض من يمولونها عزوا برحيله وربما لغايات لا يعلمها الا الله تبارك وتعالى
عظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب الجلل
سلسبيل
07-10-2010, 12:13 PM
http://media.farsnews.com/Media/8903/Images/jpg/A0863/A0863769.jpg
آية الله خاتمي: العلامة فضل الله كان الاب الروحي للمقاومة الاسلامية
طهران - فارس : أشاد امام الجمعة المؤقت في طهران بالعالم اللبناني الراحل آية الله العلامة السيد محمد حسين فضل الله ووصفه بأنه كان الأب الروحي للمقاومة الاسلامية.
و أفاد مراسل القسم السياسي بوكالة أنباء فارس أن آية الله السيد احمد خاتمي اعلن ذلك في خطبة صلاة الجمعة العبادية - السياسية التي اقيمت بإمامته اليوم في باحة جامعة طهران التي غصت بجموع المصلين.
و أشار الي ذكري استشهاد الامام موسي بن جعفر (عليهما السلام) التي صادفت أمس الخميس وأكد أن الارهابيين الذين تدعمهم بعض ما تسمي بالدول الاسلامية وتدعم كيان الاحتلال الصهيوني قتلوا يوم أمس حشدا كبيرا من زوار مرقد هذا الامام الهمام.
و قال سماحته " ان ملف الذين تعرضوا لهؤلاء الابرياء العزل مليء بالخزي والعار في دعم الصهاينة ضد أهالي غزة خلال الهجوم الصهيوني عليهم ولايعرفون شيئا عن تاريخ أهل بيت الرسول الاعظم (ص) الذين تعرضوا لهذه الجرائم ".
و أشار آية الله خاتمي الي رحيل مؤمن قريش والد الامام علي بن ابي طالب (ع) وعم النبي (ص) الذي يصادف اليوم 26 رجب وأشاد بشخصية هذا العبد الصالح الذي كان والسيدة خديجة (رض) أفضل سند للرسول (ص) في ايام المحنة التي قضاها في مكة المكرمة.
و تطرق عضو الهيئة الرئاسية في مجلس خبراء القيادة الي المبعث النبوي الشريف الذي يصادف يوم غد السبت وأكد أن المسلمين باتوا يستقبلون اليوم الاعياد والمناسبات العظيمة التي تتمثل بمولد بضعة النبي السبط الاصغر الامام الحسين (ع) ونجليه علي الاكبر والامام السجاد واخيه العباس (ع).
و أشار سماحته الي يوم مولد الامام الحسين (ع) الثالث من شعبان الذي اعتبر يوما لقوات حرس الثورة الاسلامية مؤكدا أن الامام الخميني طاب ثراه أشاد بهذه القوات المؤمنة التي قال عنها لولا قوات الحرس لما بقي من الاسلام شيئا في ايران.
و تحدث امام الجمعة المؤقت في طهران عن القرار الذي أصدره مجلس الامن ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية مؤخرا ويحمل رقم 1929 مشددا علي أن اصدار مثل هذه القرارات لن تثني الشعب الايراني عن مواصلة سيره قيد انمله لأن هذا الشعب المسلم اختار لنفسه طريق العزة الذي سلكه النبي (ص).
/نهاية الخبر/
mhmad
07-11-2010, 05:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ابدأ اول مشاركة لي بتقديم أحر التعازي بوفاة السيد محمد حسين فضل الله واسال الله الخالق الكريم ان كان محسنا ان يزيد في حسناته وان كان مسيئا ان يتجاوز عن سيئاته
رضي الله عنك ورحمك يافضل الله بأمان الله وستبقى رمز الامل بفكرك والألم برحيلك وشوكة في حناجر اعدائك وحسادك من اي طرف كانوا
أدب الكاتب
07-11-2010, 09:16 PM
رحم الله العلامة المرجع فضل الله أبو الأيتام والمقاومة أعلى الله مقامه فلولا كتبه لما دخلت في مذهب أهل البيت
وبكيته بكاء الفاقد لأبيه.. لقد جعلني اعرف آل البيت وحقهم ومذهب آل محمد مذهب العصمة
حبل الله القويم .. عرفت حقيقة آل البيت من خلال "في رحاب أهل البيت "و "الزهراء القدوة "و" من أجل الاسلام "و " ....ألخ وباقي كتب السيد الخالدة الكثيرة الكثيرة
وكنت حزينا حين لا استطيع شراء بعض الكتب لعدم توفر المال الكافي عندي لكن الله يسر الانترنيت فأقرأها إلكترونية!
ومن خلال محاضراته تربيت وربيت أبنائي على حب المصطفى وعلي وآلهما الكرام
رحمه الله ورضي الله عنه وجزاه عنا خيرا
وأدام الله مراجعنا الكرام الأحياء ورحم الأموات بحق محمد وآل محمد
أنتم محظوظون بمذهب آل البيت عليهم السلام فهنيئا لكم هنيئا لكم
«الدين» و«الدنيا» في مفهوم المرجع «فضل الله»
كتب د. علي عباس النقي - الوطن
2010/07/11
http://www.alwatan.com.kw/resources/media/images/141_w.png
يعتقد البعض ان شأن «رجال الدين» في المجتمع شأن «تمثال» في متحف، لا يمسه الغبار، ولا يدنسه مدنس، ولا يعلق به ما يخدش هيكله، ولا يجب ان تبلغه أشعة الشمس فيتغير لونه!! وتحقيقا لهذا التجسيد «التمثالي» يجب ان ينصرفوا عن «أمور الدنيا»، ويتنكّبوا الطريق، ويعتزلوا اعتزال من قبع في «كهف» من الكهوف، فيحصرون عملهم في «الدرس» وعقد «القران»، و«صلاة الجماعة»، و«الفتاوى»، وأحكام «الطهارة والنجاسة»، أما التدخل في الشؤون العامة فقد حوطوا عنها بسياج «السياسة»، وأشقها عليهم، لا تقترب من احدهم – عادة- الا وألبسته جلباب البعد عن «الحق» حتى يصبح «غريبا» عن العالم، لا تُسمع له كلمة، ولا يُستجاب له دعاء !!
ليس تقارب لفظي «الدين» و«الدنيا» الا لتقارب المعنيين فـ «الدنيا» مزيج بـ «الدين»، و«الدين» دخيل في «الدنيا». وحيث ان المرجع الديني الراحل الكبير الامام السيد «محمد حسين فضل الله» عمل على هذا الأساس – الدين والدنيا - تقدم وجد في الاصلاح بشتى «الشؤون العامة»، وقدم حضورا رساليا معطاء مفاده ان رجل الدين بالتأكيد ليس «تمثالاً»، ولا زجاجا يصدعه الحجر، ولا شبحا تستفزّه شتيمة وتهمة، وعمل غيره بالمقابل في نواح «ضيقة» فأقروا ما ذهب اليه أولئك «البعض» في مفهومهم!!
بهلول
07-12-2010, 12:57 AM
في أمان الله يا سيد فضل الله
عادل حسن دشتي - الدار
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Author%20Pictures/image[6]23.jpg
كم يطابق القول المأثور«عاشروا الناس معاشرة إن غبتم حنوا إليكم وإن متم بكوا عليكم»، حياة فقيدنا السعيد العالم المجاهد المرجع السيد محمد حسين فضل الله، فيكفيك ان ترى الحشود تلو الحشود وهي تسير بنعشه الطاهر الى مثواه الاخير في مسجد الامامين الحسنين في ضاحية بيروت الجنوبية، لتعرف كيف اثر هذا العالم المجاهد في قلوب وعقول مريديه ومحبيه وجميع من عرفه، ويكفيك أن تتابع ذلك الاصطفاف الشعبي والطائفي والديني والحزبي والرسمي الكبير الذي ضم مختلف الاطياف في لبنان، على الرغم من كل التناقضات والتباينات بين الفرقاء في لبنان، الا انهم جميعا اتفقوا على عظم مكانة ودور الفقيد الراحل في لبنان كل لبنان، فلم يكن يوما لفريق دون سواه ، فقد كان للجميع وعمل للجميع فاحبه الجميع، ويكفيك ان ترى تقاطر جموع المعزين من مختلف انحاء العالم العربي والاسلامي ومن مختلف الطوائف الاسلامية والمسيحية ايضا لتعرف كيف ملك هذا العالم المجاهد قلوب الملايين وتجاوزت آثاره وأفكاره ونظرياته كل الاطر الفكرية
والحزبية والمذهبية والمناطقية الضيقة لتنطلق من الفضاء المحدود في محيطه الشخصي الى الفضاء الواسع للعالم بأسره، وفي ذلك حالة تكاد تكون فريدة في عالمنا الاسلامي اليوم، فلك ان تطوف على مختلف المذاهب والمدارس الاسلامية وتبحث عن اولئك العظماء الذين سخروا حياتهم للامة بأسرها فلن تجد سوى ثلة قليلة منهم من الذين نذروا كل حياتهم وجهدهم وطاقتهم لأيتام الامة وشبابها ومفكريها ومجاهديها وقضاياها وهمومها واحلامها ومستقبلها، وكان السيد الفقيد احد ابرز اولئك العظماء، وعليه فلم يكن غريبا ان تبكيه عيون واقلام المفكرين والكتاب العرب والمسلمين في مشرق العالم العربي والاسلامي ومغربه، فقد كان ابا ومعلما ومرشدا لكثير من اولئك المثقفين في مختلف ارجاء العالم من مختلف المدارس الفكرية والمذهبية الاسلامية.
اما مواقفه الصلبة والواضحة في دعم المقاومة في لبنان وفلسطين فتلك حكاية اخرى، فقد كانت فلسطين شغله الشاغل وكان العدو الوحيد الذي يراه عدوا هو ذلك الكيان الصهيوني الغاصب للقدس، في حين ان كثيرا من علماء الامة ومجاهديها المزعومين كانت فتاواهم وبنادقهم دوما تنحرف عن مسارها ضد الصهاينة وتتجه بدلا من ذلك الى رفاقهم واخوانهم في العقيدة، ولكن عالمنا المجاهد كانت بوصلته الجهادية واضحة راسخة رسوخ الجبال، فلا عدو عنده سوى العدو الصهيوني مهما تكالبت عليه وقومه فتاوى التكفيريين وشظايا التفجيريين،
وما المحاولات الآثمة لاغتياله الا دليل بسيط على ما نقول، ويكفيك ما قاله سيد المقاومة في حق السيد الفقيد وكيف انه كان «أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً وسنداً قوياً في كل المراحل، هكذا كان لنا سماحته ولكل هذا الجيل المؤمن والمجاهد والمقاوم منذ أن كنا فتيةً نصلي في جماعته ونتعلم تحت منبره ونهتدي بكلماته ونتمثل أخلاقه ونقتدي بسيرته. وكيف ان اجيالا بأكملها تعلمت في مدرسته ان تكون دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة وان تكون أهل الحوار مع الآخر وأن تكون من الرافضين للظلم والمقاومين للاحتلال وعشاق لقاءٍ مع الله تعالي من موقع اليقين وأن تكون أهل الصبر والثبات والعزم مهما أحاطت بها الشدائد والمصاعب والفتن فان لها الأستاذ والمعلم والعلم والنور الذي تستضيء به في كل محنة.
وما زلت اذكر ذلك اللقاء الذي جمعنا والفقيد في مكتبه بمسجد الامامين الحسنين في بيروت بعيد انتهاء حرب تموز 2006 عندما كنا في معية وفد شعبي كويتي مع نخبة من العلماء والفضلاء والكتاب نتحمد له بالسلامة ونبارك لهم بالنصر على الصهاينة وافشال مخططاتهم الخبيثة في القضاء على المقاومة ورموزها واهلها، فقد كان كما هو مع كل الناس بشوشا مرحبا بضيوفه كأنه يعرفهم منذ زمن طويل، فرحمك الله ابا علي فقد عشت حياتك مع الناس ولأجل الناس فبكتك العيون والقلوب ، فهنيئا لك هذا الحب الكبير الذي حملته للناس طوال حياتك فبادلوك به في حياتك وبعد مماتك، وانا لله وانا اليه راجعون.
Adeldashti1@hotmail.com
بهلول
07-12-2010, 01:03 AM
السيد فضل الله الذي فقدناه
د. معصومة المبارك - الدار
وزيرة المواصلات والتخطيط السابقه ونائبة في مجلس الامة الكويتي
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Author%20Pictures/masouma.jpg
فضل الله هو بالفعل والقول فضل من الله تعالى على الاسلام والمسلمين. وفقده هو بلا شك خسارة للاسلام والمسلمين. العلامة الجليل السيد محمد حسين فضل الله ترك بصمة راسخة واضحة ادركها محبوه واخافت معاديه حتى بعد وفاته. بصمة عنوانها الوسطية الحقة والتسامح الراقي بلا افراط ولا تفريط وباعتدال مقنع يرسله صوت هادئ وتعابير وجه تدلك على مافي العقل من حكمة وما في القلب من اطمئنان.
منذ ان بدأت اقرأ في مجال الفكر الاسلامي سواء الفكر السياسي او الفكر العقائدي واجهد نفسي في المقارنة الموضوعية منذ تلك السنوات الزاخرة بالبحث والتنقيب والتحليل وانا ارصد الاختلاف الواضح بين السيد محمد حسين فضل الله وسائر المتخصصين والمفكرين والعلماء الاسلاميين على اختلاف مواقعهم الفكرية وانتماءاتهم المذهبية وولاء اتهم السياسية. فقد شق عالمنا الجليل (السيد محمد حسين فضل الله) لنفسه طريقا فكريا مختلفا. فهو متحرر من اي عقد تاريخية
ومتحرر من اي انتماء مقيد لفكره، فقد كان حرا في حركته الفكرية، حرا في انتمائه المذهبي، حرا في ارتباطه السياسي. نعم هو شيعي المذهب حتى النخاع الا انه لم يكن نسخة فكرية مكررة عن اي من العلماء الذين نعرفهم وقرأنا لهم، فقد كان اصيلا فكريا يستمد قوة حجته في التحليل من عقيدة راسخة قائمة على العلم والتبحر في اصول العقيدة قوي الحجة مقنع في طرحه اديب في انتقاء كلماته وعباراته، مستقل وبقناعة عن الانتماءات السياسية المتضاربة التي تعصف بالمنطقة ككل وبلبنان تحديدا بالرغم من الاتهامات التي ساقها معارضوه وأعداؤه من انه مسير من ايران مرجعية وفكرا سياسيا.
ونقل المفكر كريم مروة في هذا الخصوص عن السيد محمد حسين فضل الله، رحمه الله عليه، انه مفكر مستقل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وانه قال له: «نحن مفكران مختلفان، انت ماركسي مستقل عن مرجعية الاتحاد السوفيتي وانا اسلامي مستقل عن المرجعية في ايران لكن اختلافنا لا يمنع الحوار».
العلامة السيد حسين فضل الله لمن حرص على متابعة حواراته في البرامج التلفزيونية او لمن حرص على قراءة كتبه الدينية وحتى الادبية يتبين له بما لا يدعو للشك انه انسان مؤيد في عصر تعددت فيه الولاءات وتطاحنت فيه المصالح وتجاذبت فيه الاحزاب السياسية والدينية ظل ثابتا على مبادئة واستقلاليته، صريحا في افكاره العقائدية كما هو صريح في اطروحاته السياسية قالها وفي كل الظروف ان العدو الصهيوني كيان قائم على اغتصاب حقوق الغير وسيظل كذلك ولا يجوز
الاطمئنان له، لذا فانه رفض وبكل وضوح خطابات المهادنة والملاينة التي اخذ البعض تصريحا او تلميحا في التسويق لها، لذا فانه قد وضع على قائمة الارهاب لدى الادارة الاميركية والصهيونية لانه صريح فهو ارهابي، لانه واضح فهو ارهابي، لانه ثابت على مبادئه فهو ارهابي، ولانه مقنع في طرحه فهو بالتأكيد ارهابي، وحتى بعد وفاته فهو مخيف لمن رفضه في حياته وها هي ادارة الـCNN تدفع احدى مذيعاتها من اصول لبنانية للاستقالة لانها قالت انها تحترم السيد فضل الله ونتيجة للضغط عليها ورغبة منها في استمرار عملها بالمحطة كمسؤولة عن ملف الشرق الاوسط قدمت اوكتافيا نصر اعتذارا تنصلت فيه من احترامها للسيد فضل الله وتراجعت فيه عن رأيها الايجاب فيه.
اما ما يتعلق باثارة الفتن الدينية والطائفية فقد كان رأي السيد محمد حسين فضل الله واضحا وصارما وحازما فيها فقد اعلن انها حرام حرام حرام، ولم يحاول ان يستفيد من هذا الطرف او ذاك من مثيري الفتن في لبنان او غيره من المجتمعات الاسلامية فهو يتمثل قول الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، حيث قال: «الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها» ولم يبحث عن اية مصلحة في اثارتها.
السيد فضل الله هو بالفعل فضل من الله على الاسلام والمسلمين في فكره التنويري المتجدد وفي دعمه للمقاومة في وسطيته وفي اعتداله ولمن اراد ان يستفيد فهو مدرسة فكرية قائمة بذاتها فكره مسطّر في كتبه وفي مقابلاته الصحافية والتلفزيونية وارائه في العديد من القضايا الدينية والدنيوية والسياسية والادبية هي معين لا ينضب لمن يريد ان ينهل منه، فالسيد فضل الله، رحمة الله عليه، هو منهج فكري ومدرسة اخلاقية لن ينتهي اثرها بانتقاله للرفيق الاعلى.. واعداؤه ادركوا ذلك فاستمر عداؤهم له وخشيتهم من افكاره حتى بعد وفاته.. اليس جديرا بمن هم ليسوا اعداء له ان يفتحوا نوافذ عقولهم على المخزون الفكري الذي تركه السيد محمد حسين فضل الله خلفه؟
راضي الخلف
07-12-2010, 01:50 AM
رحيل العلامة فضل الله وانتهاء مرحلة فكرية في تاريخ مدرسة النجف
ابراهيم العبادي
انتهت برحيل العلامة السيد محمد حسين فضل الله مرحلة عاصفة طبعت تاريخ مدرسة النجف الاشرف الدينية بمواصفات خاصة،فالفقيد الراحل هو اخر فقهاء التنوير ضمن الحلقة التي ضمت الراحلين السيد محمد باقر الصدروالعلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين يضاف اليهم السيد محمد الصدر والسيد محمد باقر الحكيم .فقد كان الراحلون نجوم حلقة العطاء الفكري والتجديد الديني والتحديث الفلسفي والكلامي والمواجهة السياسية والنضالية في فترة حرجة مليئة بالتحديات الفكرية والسياسية.وقد كانت لكل واحد من هؤلاء فرادته وخصوصيته عن اقرانه رغم اشتراكهم بالسمات العامة التي ميزتهم عن طلبة العلوم الدينية ،بانفتاحهم على مشكلات عصرهم وخروجهم عن مسلك الحوزة الدينية التقليدي، بانغماسهم في هموم الجمهوروتطلعهم الى مشروع فكري وسياسي تحديثي، في فترة تصارعت تيارات وايديولوجيات مختلفة تتبنى منهج الريادة الفكرية والسياسية في اطار ماسمي بالصراع الحضاري في منطقتنا.
الميزة الاساسيةلهؤلاء كانت التمرد على واقعهم ورفض الاستسلام للفكر السائد والبحث الدائم عن مسارب لتغيير هذا الواقع، عبر اطر تنظيمية وحركية ومؤسساتية، فكان لقاء هؤلاء تحت مظلة ماعرف بالحركة الاسلامية المعاصرة ،لقد كان الاربعة في مرحلة عمرية متقاربة، فيما كان السيد محمد الصدر يصغرهم ببضعة سنوات،وقد سلك الاخير مسلكا تقليدياحتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي ليفجرلاحقا تحديا لمؤسسة المرجعية الدينية في كيفية النزول الى الشارع والتعاطي مع الجمهور المستلب والضائع والمحبط بعد سلسلة حصارات وحروب واستبداد في وقت ظلت تلك المؤسسة وفية لمنهجها السابق لاتريد اقحام نفسها في اية تحديات لاتقوى عليها ،فكان الطابع الذي طبع حركة السيد محمد الصدر هو الاحتجاج والتمرد ،الاحتجاج على واقع الحوزة والتمرد على اليات عملها ودورها، فواجه معظلة تاريخ مثقل بالتوجسات والشكوك ودخل في معركة اصلاحية سريعة كسب خلالها عامة الناس وخسر خاصتهم ، ثم اجهضت باغتياله وانتهاء مشروعه.السيد محمد باقر الحكيم تمرد علىالواقع السياسي القائم وظل متقيدا بضوابط العمل الحوزوي فلم يجابه تحديا داخليا في حركته لاسيما وان المناخ السائد كان مناخ مواجهة ونضال وحركات احتجاجية وثورية، فلم يورطه منهجه بمشكلة مع الحوزة والياتها التقليدية، وظل متماهيا معها يتحرك على هوامشها الاصلاحية والثورية حتى انتهت حياته بالاغتيال بعد سقوط نظام صدام .
الثلاثة الاهم في حلقة التنوير كان السيد محمد باقر الصدروالشيخ شمس الدين والعلامة فضل الله، واذا كان دور الصدر الاول اشهر من ان ينكراو يختزل ،الا ان مايجمعه مع زميليه الراحلين هو القدرة الابداعية الكبيرة على التجديد والتفاعل الكبير مع قضايا العصر والتطلع الى الحوار والتفاعل مع الفكر العالمي والاهتمام الفائق بقضايا الانسان والسعي الحثيث لانسنة الفكر الاسلامي، وانزاله من علياء التعالي على المعاش واليومي من هموم الانسان، واكتفائه بالدوران ضمن حلقة الاهتمامات التقليدية التي درج عليها،ومن طبيعة الفكر التجديدي انه يقلق انصار الفكر التقليدي ويسلب منهم راحة الاطمئنان بتوليده للمعارف واثارته للاشكاليات وتحفيزه على اجتراح الاسئلة ،ان التجديد الفكري والفلسفي والكلامي يمتح من هموم الناس وحاجاتهم، وهدفه الاجابة على تسأؤلاتهم المعرفية واشكالياتها المتوالدة بشكل يومي،وانصار الفكر التقليدي اعداء لحركة الفكر والتاريخ، اوفياء للجمود والسكون وسدنة للفكر السائد ومحاربون اشداء ضد حرية الفكر وتطلعات الانسان واشواقه المعرفية المتجددة.فكانت المعركة الداخلية الصامتة التي دخلها الصدر لاتقل شراسة عن معركته مع النظام المستاسد في ارض الرافدين،وهي معركة ستظل يومياتها وتفاصيلها ميدانا لتوصيف حركة الفكر وصراع الافكار والمناهج والاجيال داخل مدرسة النجف.
على ارض الابداع والتجديد والتحدي قضى محمد باقر الصدربسياط السلطة بعد ان جلدته سياط التقليديين تشكيكا وطعنا، لانه اقلق سكونهم وترفهم واخترق دائرة اهتماماتهم، وكانت تهمتا الوهابية والحزبية شعارمعارضيه لاسقاطه في اوساط العامة،ثم كان اعدامه اكبر خسارة تشهدها مدرسة النجف جعلتها منكفئة على نفسها معزولة عن العالم فكريا وعلميا.الا ان طريق الحيوية الفكرية استمربجهود اثنين من علماء جبل عامل ينتميان الى نفس المدرسة ونفس الحلقة.
الاثر العميق الذي تركته تجربة الشيخ شمس الدين والسيد فضل الله انها واكبت المتغيرات الفكرية والسياسية في العالم الاسلامي والعالم المعاصرابتداءا من صعود القوى الاسلامية بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وانطلاق المقاومة الاسلامية في لبنان ثم فلسطين، وانتهاءا بحروب صدام وعدوانات اسرائيل وسقوط جدار برلين وانتهاء الحقبة الشيوعية واعلان انتصار الفكر الليبرالي، وقد عاصرا ضغط الفكر الحداثوي في مختلف المعارف والاتجاهات ،فكان هاجسهما استيعاب ضغوط المرحلة بتعقيداتها السياسية والفكرية ،ولم يكن بوسع مجدد وذو عقل مفتوح وافق واسع الا ان يوظف قاعدة الفكر الاصيلة لاستيعاب شواغل العصربتحديث الفكر الديني .ومعلوم ان اصل التحديث يقوم على حرية العقل والارادة واخضاع كل شيئ للنظر واستئناف التفكير في السائد ،وعدم الاستسلام لما هوشائع ومشهور،وبقدر ما مثلت شخصية العلامة شمس الدين اتجاها نخبويا فتجسد حضوره لدى الخاصة دون العامة فان شخصية العلامة فضل الله المنفتحة وتبنيه لقضايا الجمهور اضفى على حركته بعدا جماهيريا عمقه بتواصله المستمر مع الجمهورعبر مؤسساته الخدمية وحضوره الدائم معه في وسائل الاعلام وعبر النشر اليومي وصلوات الجمع والندوات والمؤتمرات.ان الفكر النقدي وتحرير الانسان من القيود( قيود التاريخ والمجتمع)،والانتصار لقضايا الانسان والدعوة المستمرة للحوار والبحث عن المشتركات وانسنة الدين وعصرنة مفاهيمه ومقاومة الاحتلالات والظلم ايا كان مصدره هي ابرز متبنيات فكر السيد فضل الله.وكان يمكن ان تمر هذه المتبنيات بشكل سلس لو انها لم تصطدم بفكر المؤسسة التقليدي الذي يضع شروطا صارمة على الفكر ويرفض تحريره مما علق به من جمود التاريخ .فحصلت مواجهة استخدمت فيها اسلحة الفتوىوالتشهير،ذكرت بتفاصيل الصراع بين المجددين والتقليديين في تاريخ الفكر والحضارة الانسانية،وربما كانت مواجهة السيد فضل الله هي الاقسى بالمقارنة مع مالاقاه زملاؤه التنويريون.
لقد تحدى شمس الدين المؤسسة علميا فلم يواجه هجمات وشكوك كالتي واجهها فضل الله،فيما عمل الاخير على اختراق المؤسسة ذاتها عندما اعلن مرجعيته مسقطا شرط الاعلمية، فاججت عليه وعلى حملة الفكر الحديث من المتدينيين كل الجهود المضادة ،وكان سلاح التشهير هو الاخطر بلغ حدا ببعض سدنة الحوزة القمية بالافتاء ضد حملات الحج والجوامع والحسينيات والمجلات التي يظن ان القائمين عليها لاينكرون على السيد فضل الله ارائه حتى وان لم يكونوا من مقلديه او متبنين لبعض ارائه.على طريقة من لايكفر كافرا فهو كافر.
لقد نجح الهجوم المضاد بالفعل في محاصرة السيد الى حدما ،خصوصا بعدما اثيرت العامة بدعوى الدفاع عن ضروريات المذهب، وكان الهدف هو الاحتفاظ بالجمهورمعبئا وموجها، لان الفكر التقليدي ذاق حلاوة الامساك بعقل الجمهور وعواطفه وسكونه وارتاح الجمهور نفسه لهذا الوضع الراكد، فالدين عنده طقسا معاشا وقصيدة شعبية وبركات توزع بالمجان وتاريخ نستعيده كل يوم ،واخرنتبرا منه وقريب نتولاه، بدون استئناف نظر ولاحاجة لاستعمال عقل ولااسئلة تحتاج الى جواب،المهم ان الطقس الديني يظل كما هو يحرسه الناس لا ان يحرسهم بمفاهيم او قيم او سلوك تعينهم على مواجهة تحديات عصرهم.
قد يتوهم البعض ان الصراع الفكري داخل الوسط الشيعي سينحسر برحيل السيد فضل الله وان التيار التقليدي الشيعي سيعلن اانتصاره، لاسيما وان انصاره يملاؤون الشارع وامكاناتهم الاعلامية والدعائية كبيرة ،لكن حسب اؤلئك الذين بذلوا جهدهم ودمائهم انهم دشنوا مرحلة جديدة في تاريخ الفكر الاسلامي الشيعي واستطاعوا ان يدفعوا باتجاه تجديد الدرس الحوزوي وتحريك العقل الفقهي وفرضوا منهجا يهتم بمركزية الانسان لامركزية الفكر، فالاصل ان الدين في خدمة الانسان لا الانسان في خدمة الدين،واذا كانت هذه المرحلة انتهت بكل تفاصيلها، برحيل روادها على ماحصل بينهم من توافقات وتنافرات، فان الاكيد ان التاريخ سيؤرخ ان هذه الحقبة هي حقبة الحوارالخلاق بين تلامذة مدرسة النجف النابهين، وبين الفكر الانساني المعاصر،ولن يستطيع احد ان يتجاوزها نكوصا واهمالا
مقاتل
07-12-2010, 01:58 AM
رحم الله العلامة المرجع فضل الله أبو الأيتام والمقاومة أعلى الله مقامه فلولا كتبه لما دخلت في مذهب أهل البيت
وبكيته بكاء الفاقد لأبيه.. لقد جعلني اعرف آل البيت وحقهم ومذهب آل محمد مذهب العصمة
حبل الله القويم .. عرفت حقيقة آل البيت من خلال "في رحاب أهل البيت "و "الزهراء القدوة "و" من أجل الاسلام "و " ....ألخ وباقي كتب السيد الخالدة الكثيرة الكثيرة
وكنت حزينا حين لا استطيع شراء بعض الكتب لعدم توفر المال الكافي عندي لكن الله يسر الانترنيت فأقرأها إلكترونية!
ومن خلال محاضراته تربيت وربيت أبنائي على حب المصطفى وعلي وآلهما الكرام
رحمه الله ورضي الله عنه وجزاه عنا خيرا
وأدام الله مراجعنا الكرام الأحياء ورحم الأموات بحق محمد وآل محمد
أنتم محظوظون بمذهب آل البيت عليهم السلام فهنيئا لكم هنيئا لكم
ولو ان سؤالي غير متعلق بهذا الموضوع ، ولكن كيف تحولتم الى التشيع ومن اي مذهب ، ممكن القصة فقد تكون مفيدة لنا جميعا وكرامه للسيد فضل الله ؟
شكرا
جمال الدين
07-12-2010, 03:10 AM
الدكتور علي النقي
الدكتورة مغصومة مبارك والقافلة تطول من الدكاترة والبي كار والبي عار
نتمنى ان نرى اسماء حوزية دينية لا تخلط الدين بالسياسة وعلى قولة العراقيين لا تخلط الحمص بالكنافة
تقوم بتابين المفكر الراحل
yasmeen
07-14-2010, 06:46 AM
رحيل عالم عملاق لا يعوض
كتب علي أحمد البغلي : القبس
http://www.alqabas-kw.com/Temp/Authors/62908eb1-bf25-49dc-979c-6b840dc9c1be_author.jpg
«العالم في حاجة الى الكثيرين من أمثاله، ممن يدعون لمد الجسور بين الأديان، ويعترفون بحقائق العالم المعاصر، ويجرؤون على مواجهة القيود البالية.
ولبنان برحيله صار مكانا أقل قيمة، فعندما تزوره ستكون واثقا من أنك ستحصل على نقاش حقيقي وحجج وقوة، وتعرف انك عند مغادرتك إياه ستشعر انك إنسان أفضل، وهذا هو الأثر الذي ينبغي ان يتركه أي رجل دين حقيقي، ان يؤثر في سامعيه أيا كانت دياناتهم ومعتقداتهم».
هذا الكلام لم يقله أحد مقلدي المرجع السيد محمد حسين فضل الله أو مشايعيه. هذا الكلام منقول عن المدونة الشخصية للسفيرة البريطانية في بيروت فرنسيس غاي، والتي شغفت بشخصية السيد محمد فضل الله الآسرة.
ومن لا يشغف بتلك الشخصية المتميزة؟!
فقد التقيت معه - طيب الله ثراه - على مدى 20 يوما في حملة حج كويتية عام 1984، كان هو مرشدها الديني وكان خير مرشد، انسان عملي لا يتقيد بظاهر النص، وما زلت أتذكر كلماته وتعبيراته في وصف غسل الجنابة أو الوضوء الصحيح، وكيفية الركوع والسجود والقيام.
السيد محمد فضل الله كان شخصية شيعية منفتحة لأبعد الحدود، يؤمن بالتقارب بين الأديان، فما بالك بالمذاهب..
أتيت اليه مساء يوم حار في العزيزية (مقر إقامتنا) وكانت مناسك الحج توشك على الانتهاء، فلم يتبق لنا الا الطواف الأخير حول الكعبة، هذا الطواف اختلف عليه الشيعة والسنة بالتسمية، فالشيعة يطلقون عليه طواف النساء، وهو طواف واجب، ومن لم يقم به تحرم عليه زوجته، اما طواف الوداع عندهم فهو أمر مستحب. اما السنة فطواف الوداع هو الواجب والسنة.. السؤال الذي حملته للسيد الجليل وأنا حديث عهد بالحج، ان زوجتي المصون (وهي سنية المذهب)، هل تقوم بطواف النساء، أم الوداع؟
السيد قال لي بالحرف الواحد: لا يجوز لك اجبارها على أي أمر مخالف لقناعتها المذهبية، واذهب معها ورافقها لكي تطوف طواف الوداع وتطوف أنت بنية طواف النساء، وقد أكبرت وأكبرت فيه زوجتي هذا الأمر، فكثير من رجال الدين لدينا هم دعاة للفرقة والتعصب والتشرذم، يكفي السيد ما اصابه شيعيا عندما أنكر صحة واقعة «كسر ضلع» سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، يكفي السيد عدم إيمانه بمبدأ «الولي الفقيه»، فهو سيد حر له اراؤه وبحوثه وشخصيته المميزة القوية لا تشوبها مجاملة أو تقية!
التقيت السيد فضل الله - طيب الله ثراه - مرة أخرى في بلدة الخيام المحررة خريف عام 2000، بدعوة من الصديق والزميل المحامي إبراهيم العبدالله لافتتاح مركز تعليمي تقني متقدم في تلك البلدة المناضلة ليقام على أرض تبرع بها شقيق إبراهيم العبدالله مساحتها 7000 متر ومن أجود الأراضي الزراعية، أما البناء فقد تكفل به رجل الخير الكويتي المغفور له عيسى حسين اليوسفي بمبلغ جاوز الـ 5 ملايين دولار.
فهكذا وأكثر كانت تلتقي إرادة الخير للشعبين الكويتي واللبناني بمباركة السيد فضل الله الذي حضر حفل تدشين ذلك المشروع، وبادلني سلاما حاراً وقال، رحمه الله، عندما عرفه إبراهيم العبدالله بشخصي المتواضع انه من المتابعين لمسيرتي السياسية والاعلامية ونشاطات حقوق الإنسان.. رحمك الله أيها السيد الجليل وعوض العالمين العربي والإسلامي عن فقدك وألهم ذويك الصبر والسلوان..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
alialbaghli@hotmail.com
yasmeen
07-15-2010, 06:42 AM
توفيق الهندال - الراي
رحيل سيد الحوار وداعية المستقبل
بكل هدوء ووداعة رحل عن حياتنا العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله بداية الأسبوع الماضي، وقد ترك في أذهاننا إرثاً فكرياً أكثر مما ترك من كتب ومراجع وخطب، فالأفكار التي نطق بها السيد الراحل أقل بكثير مما صمت عنه، وهنا جوهر الفصاحة عنده رحمه الله.
بدأت علاقتي بالسيد الراحل مع كتابه «الزهراء القدوة» وما تضمنه من تعريف وتقديم فكري يليق بمكانة ودور سيدة نساء العالمين في نشر الرسالة المحمدية عليها وعلى أبيها وزوجها وبنيها أفضل الصلاة والسلام. ليستمر التلاقي مع سماحته في العديد من الخطب والحوارات والكتب التي تحترم فيها احترامه لعقلية المتلقي وإثارته الدائمة للتفكير حول الكثير من القضايا المتعلقة بالدين والدنيا.
السيد الراحل عرف عنه تسامحه مع الجميع بمن فيهم منتقدوه ومهاجموه، وتواضعه مع البسطاء من الناس، وترفعه عن صغائر الظنون. فكان ملاذاً لكل اللبنانيين، حيث تذوب كل الطوائف عند حضرته، فكان عنوان الوحدة الوطنية، في مثال نادر جداً لمرجعية روحية ووطنية فريدة. محذراً رحمه الله من عوامل تمزيق الأمة الواحدة بسبب هوس الطائفية البغيضة بكل أقنعتها القديمة والجديدة.
منطلقاً في دعوته للحوار من أرضية الإسلام العظيم «للحوار في الإسلام معنى الإيمان في حركيته في انتماء الذات، فلا إيمان، في عمق الفكر وامتداده، من دون حوار، حتّى كأنّ الإسلام كله حركة حوار».
وهو ذاته، الحوار، وسيلة مثلى وفضلى للتعايش السلمي مع بقية الأديان، مع انفتاح الدين على الآخر، على اعتبار أن «الدَّين حالة روحيّة لا تبتعد عن الانفتاح الفكري يحقِّق للإنسانيّة، في حركتها الدِّينية الثقافية، الكثير من الغنى والعمق والحركيّة والشموليّة في حركة الاجتهاد المتحرّك أبداً في اتّجاه دراسة ما عند الإنسان المنتمي، وما عند الإنسان الآخر مما قد يكشف لنا الخطأ في بعض ما نفكر به أو ما نتحرَّك فيه أو ما ننتمي إليه». والسيد الراحل هنا لا يشير إلى انفتاح الدين على الآخر فقط، كذلك الآخر عليه الانفتاح على الدين، إذا ما أردنا اسقاط استغلال الدين من حسبة طرفي الصراع المتطرف، وأعني الطرف الديني والآخر غير الديني.
برحيل السيد فضل الله، يفقد العالم شخصية مستنيرة واقعية تؤمن بالمستقبل أكثر من غيره، وأن معالجة هموم الحاضر لا تتم بإثارة نعرات الماضي، بل بتحريك سواكن العقل وفتح مغالقه، مستلهمين من السابقين انجازهم الفكري في سبيل رقي الإنسان وتحرره من عبودية المادية المنغلقة دون روحيته الحية.
من هنا، كانت وصية السيد الراحل التي يدعونا فيها لأن يعيـش الجميـع في نطاق الآتي الجميل، الذي يتطلب أن نكون فيه متفائلين. وحتى نكون كذلك، لنكن قبلها مستقبليين ومؤمنين. رحم الله السيد الراحل وجزاه عنا وعن الإنسانية كل خير. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فهد توفيق الهندال
إعلامي وناقد كويتي
Kwt1972@gmail.com
لطيفة
07-18-2010, 01:12 PM
فقدنا رجلاً عاقلاً
ناصر الظفيري - الجريده
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2010/07/18/168944_191_small.jpg
nalzafiri@hotmail.com
يتناوب على خطبة الجمعة في مسجد السلام في أوتاوا ثلاثة خطباء ويمتاز أحد هؤلاء الثلاثة بصوت عقلاني جميل ويتحدث لغة انكليزية جيدة جدا تؤهله للتعبير السليم عن جماليات الدين. يهتم الرجل بالحديث عن هوية الشاب المسلم في بلد الغربة وفي كل مرة أرى المسجد يزدحم بالشباب المسلم من مختلف الجنسيات. كان يبتعد عن التحريم ويحرص على حث الشباب ليكونوا نماذج طيبة يعجب بها الشاب الغربي وغير المسلم.
ولأن الحديث الديني المعاصر حمال أوجه كان يختار المقال المناسب للمقام فيبتعد كثيرا عن التحريم والاجازة.
ولكنه فجأة انقلب على مستمعيه وقدم لهم وجبة من المحرمات تجعل الحياة في كندا مستحيلة لأي أسرة مسلمة. المنازل وعقودها الربوية حرام، المدارس الكندية حرام، المطاعم التي تقدم الخمور، وان لم تشرب الخمر فيها، حرام، الشواطئ والمتنزهات حرام، التلفزيون في البيت حرام.
وبدأ الجميع يتململ ويهمهم والعيون تنظر الى بعضها. لم نعرف كيف يعيش الرجل بيننا وكل ما يحيط به حرام عليه. بعد الخطبة توجه مجموعة من الأخوة العرب الى ادارة المسجد لفهم أسباب هذه الخطبة المنفرة وأنها تصدر من رجل كان متزنا في خطابه السابق. الاجابة التي تلقوها كانت كافية بأن ينسحبوا بهدوء من الحوار. هذه هي الخطبة الأخيرة للرجل الذي قرر أن يغادر الى بلد عربي غير بلده العربي الأم. هكذا فجأة يتغير صوت العقل بمجرد تغير الظرف لصاحب الصوت.
في أيامي الأولى في كندا التقيت مجموعة من الأخوة الشيعة في أحد المجالس وكانوا يناقشون حادثة كسر ضلع السيدة فاطمة الزهراء وحرق منزلها واسقاط جنينها. وكنت أعرف أن الحديث موجه لي لأنني أنتمي الى مذهب مختلف. لم أتحدث حتى صمتوا وكأنهم يريدون ردي.
كانت الاجابة سهلة ولا تحتاج الى عبقرية. سألتهم ان كان يعرفون صاحب بيت السيدة فاطمة. فقالوا نعم هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجه.
علي ابن أبي طالب هو الرجل الذي انبرى في غزوة الخندق ليواجه أعتى فرسان عصره عمرو بن ود العامري الذي وقف يصيح بالمسلمين 'لقد بح صوتي أليس بينكم رجل يواجهني؟' فينهض علي ويجلسه الرسول علية الصلاة والسلام قائلا 'انه عمرو' فيقول وأنا علي. وفي الثالثة أذن له عليه السلام وهو يقول 'لقد خرج الايمان كله الى الكفر كله' فيقتل علي صن
ديدا من صناديد العرب. علي بن أبي طالب الذي رفع راية المسلمين يوم خيبر ويقتل 'مرحب' أحد صناديد اليهود ويقتلع باب خيبر. هل تعرفون رجلا بهذه الشجاعة كلها يطرق بابه فيطلب من امرأته أن تفتح الباب وهو منزو خائف. قالوا إن تلك اطروحة السيد فضل الله ونحن لا نأخذ بها. لم أكن يومها أعرف أطروحات السيد فضل الله ولم أكن قرأت له شيئا.
الجالية في أتاوا، سنة وشيعة، تصوم رمضان بمواقيت مختلفة وتفطر العيد بأوقات مختلفة. تعتمد أغلب الجاليات على مواقيت بلدانها الأصلية وتختلف هذه المواقيت بين أصحاب المذهب الواحد كما تختلف بين أصحاب المذاهب المختلفة. قررنا أن نجتمع لنتوحد على الأقل في مواعيد الصوم والعيد. واقترحت أن نعتمد التوقيت الكندي.
ففي مطلع كل شهر عربي تعلن الأرصاد الكندية مولد الهلال وهو اعتماد دقيق يعتمد الفلك ولا علاقة للأرصاد الكندية بصومنا أو عيدنا. ويوافق مجموعة من الشباب الا أن البقية ترفض بحجة أن تلك أطروحة السيد فضل الله! ومرة أخرى لا أعرف أن تلك أطروحة السيد فضل الله.
رحم الله السيد فضل الله الذي لا أعرفه ولم ألتقه ولم أقرأ أطروحاته ولكنه بالتأكيد كان يمتلك عقلا جميلا غاب في وقت نحن في حاجة فيه الى عقل فقط.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir