جمال
06-24-2010, 06:54 AM
الرئيس قال لي: اشتغل يا عادل.. والعادلي منحني الموافقة بالبنط العريض
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/06/24/217109_1_main.JPG
طوال 46 سنة، منذ ظهوره الأول في الساحة الفنية المصرية، قدم الزعيم 113 فيلماً، وما يزيد على 7 مسرحيات، ومسلسلين تلفزيونيين، وواحداً إذاعياً، 46 سنة كانت أقرب ما تكون إلى جهاز تسجيل يرصد تحولات وتغيرات وأحوال وطن، من قمته إلى قاعه، من ثقافته وعاداته وتقاليده وساسته وشعبه.
بدأها بالخفة والضحكة، وظل متمسكاً بهما حتى اليوم، إذ يرى عادل إمام أن السينما أولاً وأخيراً للمتعة والتسلية، حتى في أشد أفلامه قتامة كان يصر دائماً على أن يحمل كلامه تلك الابتسامة، حتى في أشد أفلامه توغلاً في السياسة كان قادراً على أن يجعل تلك المادة الكئيبة حاملة للضحك.
ويتجلى ذلك بوضوح في الأفلام التي قدمها طوال العشرين عاماً الأخيرة، وآخرها «حسن ومرقص» و«بوبوس»، ويستعد لمواصلة مشواره مع «زهايمر» و«فرقة ناجي عطاالله»، المسلسل الذي يعود به إلى التلفزيون بعد غياب طويل لم يكن كافياً لجعل الناس ينسون رائعتيه «أحلام الفتى الطائر» و«دموع في عيون وقحة».
الزعيم أكد في حوار أجرته معه «المصري اليوم» ونشرته أمس ان هناك مؤامرة ضد الفن المصري.. وفيما يلي نص الحوار:
ما أخبار الفن؟
أستعد لفيلم جديد باسم «زهايمر»، ولا تسألني عن موضوعه لأنه مفاجأة.
الشخص المصاب بـ«الزهايمر» إنسان جميل من الداخل لكن أحيانا يسبب عذابا للآخرين؟
هذا صحيح، لكن مرض «الزهايمر» في الفيلم وسيلة للوصول إلى أشياء أخرى، وسنبدأ التصوير الثلاثاء المقبل، ومن المقرر عرضه خلال موسم عيد الأضحى، كما حولت فيلم «فرقة ناجي عطاالله» إلى مسلسل بسبب طول مدة الفيلم، وكنا نحتاج إلى 4 ساعات حتى نضم جميع تفاصيل الفيلم، فاقترح ابني محمد تحويله إلى مسلسل ووجدتها فكرة جيدة، وبعدها تعاقدت مع المنتج صفوت غطاس.
أشيع أنك تجهز لعرض مسرحي جديد؟
المسرح مؤجل لأنني لا أستطيع أن أدخل في أكثر من مشروع في الوقت نفسه.
هل صحيح أنك تلقيت عرضا من «الشيخة موزة» لإنتاج فيلم «فرقة ناجي عطاالله»؟
لن أنكر أنني التقيت بها أكثر من مرة، وفي إحدى المرات بعد انتهاء العرض المسرحي وجدتها تقف في الصف الأول وتصفق بحرارة، لكن بصراحة شديدة ليست لها علاقة بفيلم فرقة ناجي عطاالله.
وهل بالفعل لجأت لرئيس الجمهورية بعد رفض أمن الدولة فيلم «السفارة في العمارة»؟
بالفعل، اضطررت إلى ذلك بعد أن حولت الرقابة الفيلم إلى أمن الدولة نظرا لحساسية الموضوع، وبعدها عانيت من الإجراءات الروتينية، ثم ذهبت وقتها والتقيت بضابط صغير في أمن الدولة فقال لي «ما هو الموضوع»، فأخبرته بأنني سأقدم فيلما عن السفارة الإسرائيلية، فطلب مني أن التقى برئيسه، وبالفعل توجهت له وشرحت تفاصيل الفيلم فقال «هذا شيء جيد، لكن توجد بعض الإجراءات الروتينية»،
وبعد فترة كررت السؤال فقيل لى نفس الإجابة «إجراءات روتينية»، خاصة أنني عندما أنتهي من شيء أعتبر نفسي مثل الطفل الصغير الذي يحضن بدلة العيد وينام حتى يرتديها في اليوم التالي، وبعدها بفترة التقيت زكريا عزمي في عزاء شقيق الرئيس وقلت له إن أمن الدولة عطلوا الفيلم، فقال لي «ولا يهمك، اليوم سأتصل بحبيب العادلي وأخلّص الموضوع»، ثم اتصلت بعد فترة وسألته فقال لي «إجراءات روتينية»، وبالرغم من أنني كنت متوقفا عن التدخين منذ 13 سنة، وفي ذلك الوقت كانت زوجتي تدخن، وجدت نفسي أسحب سيجارة بشكل لا إرادي وأعود للتدخين مرة أخرى، وفي النهاية قررت أن ألجأ لـ«الكبير» لأنه حبيبي في الحقيقة، وبالفعل وصلتني رسالة منه تقول «اشتغل يا عادل»، وكان وقتها حبيب العادلي يضع علامة صح ببنط صغير لو موافق، وعلامة «×» لو غير موافق، لكن هذه المرة كتب ببنط كبير «موافق».
نعرف أيضا أن فيلم «عريس من جهة أمنية» صادف مشكلات هو الآخر؟
عقبات كثيرة.. ووقتها التقيت اللواء صلاح سلامة، رئيس مباحث أمن الدولة، فانفعل وقال لي «إنتم فاكرين نفسكم إيه؟!»، فقلت له «الزم نفسك.. أنت في النهاية سترتدي جلابية وتجلس في المنزل، لكني بعد أن أرحل عن الدنيا سيظل الجمهور يشاهدني»، ثم التقيت به مصادفة بعد عرض الفيلم وقلت له «شفت الفيلم»، فرد قائلا «شاهدت نصفه»، فنصحته بأن يشاهد نصفه الثاني، والفيلم يعرض حاليا في معسكرات الأمن المركزي ليقدم نموذجا للضابط الملتزم لأن شريف منير قدم دور الضابط بأفضل شكل لأنه على خلق وحاصل على أعلى الشهادات.
ألا تزال حريصا على المهرجانات والجوائز؟
لا تهمني الجائزة بقدر اهتمامي بهوية من يمنحها لي، فمن الممكن أن أقبل تكريماً من جمعية صغيرة وأرفض تكريماً من المهرجان القومي بسبب مشاركة خيرية البشلاوي، بالرغم من أنني اعتذرت لها لأنني «رجل مؤدب»، وكنت وقتها قد تلقيت اتصالا من علي أبوشادي أثناء وجودي في باريس وأخبرني بأن المهرجان سيكرمني مع يسرا وسمير أبوسيف، وبعد أن عدت وجدتهم أضافوا اسم خيرية البشلاوي، فقلت له «نحن لم نتفق على ذلك، خاصة أن خيرية اعتادت أن تهاجمني بشكل مستمر»، مثل طارق الشناوي الذي يهاجم الجميع إلا ليلى علوي، لأن لديها علاقات عامة قوية، أما أنا ففاشل في ذلك، كما أنني لم أسع إلى الحصول على أي جائزة، ولم أطلق لقبا على نفسي خاصة «الزعيم» ولم يسبق أن كتبت اسم «الزعيم» في أي عمل شاركت فيه.
بماذا تحلم؟
أحلم أن أقدم عملا جيدا سواء فيلما أو مسلسلا أو مسرحية وأن يشاهده عدد كبير من الجمهور.
بعد كل الأعمال التي قدمتها.. ألا تزال تشعر بالخوف؟
«يا نهار أبيض» لو شاهدت ماذا نفعل في الكواليس قبل أن نصعد إلى خشبة المسرح، رغم أن المسرحية تعرض منذ 11 عاماً، فإنك ستجد المسيحي يصلي والمسلم يقرأ القرآن، وجميعاً ندعو الله أن يوفقنا في هذا اليوم، ولن تتخيل حالتي ورعبي قبل صعودي على خشبة المسرح.. لكن الهتافات العالية التي أسمعها بمجرد صعودي إلى الخشبة تطمئنني، وفي أول عرض للمسرحية في المغرب وجدت القاعة مشتعلة من النيران ومعظم الجمهور أشعل شموعاً وظلوا يهتفون «عادل.. عادل»، كما أنني كنت أسير في موكب رسمي لأني ضيف الملك، حتى إن زوجتي قالت لي «إيه ده كله؟» فقلت لها «عشان تعرفي إنتي متجوزة مين».
هل تتابع الإيرادات باستمرار في كل عمل جديد تقدمه أم أنها محسومة؟
لا يوجد شيء في الفن محسوم، ولا بد من وجود مخاطرة ومغامرة في كل عمل جديد، ولو الموضوع عبارة عن كراسة ونجاح فلن يكون فناً.
يصفونك بأنك أذكى فنان في مصر؟
هل المفروض أن أكون غبيا، أنا فنان أحب عملي ومهنتي، بالرغم من أن بعض المغلولين قالوا إن عمري كبر ولن أستطيع المنافسة بعد 40 سنة من العمل المتواصل، لكن الحمد لله حققت أعلى الإيرادات، وعندما ظهر الجيل الجديد قالوا إن عادل إمام انتهى ولن يستطيع الاستمرار وكلما ظهر فنان جديد كرروا مقولة إنه سيقضي عليّ.
لماذا تشترط على المنتج والمخرج اختيار فريق عملك بالكامل؟
أعلم أن هذا ليس حقي، لكن مرة تعرضت لموقف جعلني أشترط على المنتجين عدم ضم أي ممثل للعمل إلا بموافقتي، بعد أن عرض علىّ أحد المنتجين بطولة فيلم واشترط أن تشاركني إحدى الممثلات البطولة، ودون تردد مزقت العقد، لأنني بشكل عام أرفض المجاملة في عملي.
وكيف تختار فريق عملك؟
أنا حريف تلفزيون، ومتابع جيد، فمثلا عندما شاهدت أحمد مكي في مسلسل «تامر وشوقية» اتصلت به وطلبت منه أن يقابلني في مكتبي، وفجأة وجدت أمامي شخصا آخر دون شعر فسألته «إنت مين؟»، فقال «أحمد مكي يا أستاذ»، فقلت له «روح البس الباروكة ونتقابل بكرة»، كما أنني قدمت أحمد صلاح السعدني في دور مهم جدا ومختلف، والحمد لله أجيد تكوين الكاستنج.
بم تشعر إذا رأيت أن جيلا جديدا قويا تخرّج في مدرستك، وأحدهم قدم فيلما قويا جدا؟
«ضاحكا».. باخاف، عندما ظهر الجيل الجديد بصراحة كانت مواجهة قوية، قالوا إن عادل إمام كبر وعجز، لدرجة أنهم كانوا يرغبون في أن أقدم أدوارا مثل «زكي إبراهيم»، أفارق الحياة قبل أن يبدأ الفيلم، وفي ذلك الوقت استعنت بأربعة شباب ضخام البنية وفتاة لا أحد يعلم عنها أي شيء في مصر هي «نيكول سابا» وقدمت معهم فيلم «التجربة الدنماركية»، والحمد لله كسرّ الدنيا، ودائما أحب التحدي وأبحث عن الأفضل.
بعد ذلك عادت الأمور لطبيعتها وأصبح عادل إمام في المرتبة الأولى فهل يستمر ذلك؟
ربنا يستر.
في ظل الإنتاج الضعيف للسينما يقال إنك لا ترحم المنتجين؟
بالعكس حدث وخفضت أجرى في فيلمي الجديد «زهايمر».
وهل بالفعل خفضت أجرك 3 ملايين؟
الأرقام ليست مهمة والمهم أنني خفضت أجرى.
ما حساباتك قبل أن تقبل التنازل عن جزء من أجرك؟
لأساعد السينما المصرية، لأنني جزء منها مثل فاتن حمامة وحسين صدقي وغيرهما، والسينما جزء مني أيضا، لذلك لن أخسرها، وأشعر أن هناك مؤامرة ضد الفن المصري، فبعد أن أجرت الدول العربية دراسات لمعرفة سبب قوة مصر بين الدول العربية اكتشفت في النهاية أن الفن هو السبب الرئيسي في ذلك، لذلك فإن شركات إنتاج وقنوات فضائية عربية مثل «إيه. آر. تي» رفضت تمويل الأفلام المصرية، ولهجة الغناء بدأت تنحاز لـ«الخليجي»، لكن لن تستطيع لأن الفن المصري سيظل صامدا، وسبق أن سافرت إلى الكويت مع سعدالدين وهبة بعد مقاطعة بعض الدول العربية لمصر عقب معاهدة السلام مع إسرائيل، وكانت الكويت في ذلك الوقت ضمن الدول المقاطعة، ثم دعاني القائم بالأعمال المصرية إلى حفل عشاء، وبالرغم من المقاطعة حضر الحفل جميع السفراء العرب وأسرهم، وهذا يدل على تأثير الفن في ظل ظروف المقاطعة.
تعرضت الفترة الماضية لحملات نقدية كثيرة.. كيف ترى ذلك؟
اكتسبت مناعة، لكنهم يظنون أن النقد «شتيمة»، ويتجاهلون أنه علم له أسس وقواعد.
ما رأيك في السينما التي تتطرق للعشوائيات، هل بالفعل تسيء لصورة مصر؟
بالعكس، نحن بذلك نتحدث عن أنفسنا ولا نخاف من أي شيء، وهذا واقع ولا يعتبر إساءة، كما أن الأفلام الأميركية تقدم أكثر من ذلك ولا تسيء لأميركا.
ما طبيعة علاقتك بيوسف معاطي؟
علاقة كاتب وممثل، وأصدقاء أيضاً.
هل تفضله على باقي الكتاب؟
لو عرض عليَّ أي سيناريو جيد لكاتب لا أعرفه سأقدمه دون تردد، لكن توجد درجة من التفاهم تجمعني بيوسف معاطي.
لماذا ابتعدت عن وحيد حامد؟
أنا ووحيد رفقاء سلاح وبدأنا سويا، وأحيانا يعرض عليّ سيناريوهات لا تعجبني، لكن كل يوم جمعة نلتقي ونعقد مجلس الشر.
هل هو أفضل من كتب لعادل إمام؟
لا أحب كلمة الأفضل، لكني قدمت مع وحيد أفلاماً توضع في تاريخ السينما بحروف كبيرة جدا منها «النوم في العسل» و«الإرهاب والكباب» و«اللعب مع الكبار» و«المنسي» و«طيور الظلام»، وقدمنا أيضا عدداً من الأفلام بعيدة تماما عن السياسة.
مَنْ النجم الذي يضحكك؟
أضحك عندما أشاهد محمد هنيدي يجسد دور الرجل الخليجي «فواز»، وأيضا عندما يرتدي ملابس السيدات، أما محمد سعد فهو كوميديان خطير جدا ويجب الانتباه إلى هذا الرجل.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/06/24/217109_1_main.JPG
طوال 46 سنة، منذ ظهوره الأول في الساحة الفنية المصرية، قدم الزعيم 113 فيلماً، وما يزيد على 7 مسرحيات، ومسلسلين تلفزيونيين، وواحداً إذاعياً، 46 سنة كانت أقرب ما تكون إلى جهاز تسجيل يرصد تحولات وتغيرات وأحوال وطن، من قمته إلى قاعه، من ثقافته وعاداته وتقاليده وساسته وشعبه.
بدأها بالخفة والضحكة، وظل متمسكاً بهما حتى اليوم، إذ يرى عادل إمام أن السينما أولاً وأخيراً للمتعة والتسلية، حتى في أشد أفلامه قتامة كان يصر دائماً على أن يحمل كلامه تلك الابتسامة، حتى في أشد أفلامه توغلاً في السياسة كان قادراً على أن يجعل تلك المادة الكئيبة حاملة للضحك.
ويتجلى ذلك بوضوح في الأفلام التي قدمها طوال العشرين عاماً الأخيرة، وآخرها «حسن ومرقص» و«بوبوس»، ويستعد لمواصلة مشواره مع «زهايمر» و«فرقة ناجي عطاالله»، المسلسل الذي يعود به إلى التلفزيون بعد غياب طويل لم يكن كافياً لجعل الناس ينسون رائعتيه «أحلام الفتى الطائر» و«دموع في عيون وقحة».
الزعيم أكد في حوار أجرته معه «المصري اليوم» ونشرته أمس ان هناك مؤامرة ضد الفن المصري.. وفيما يلي نص الحوار:
ما أخبار الفن؟
أستعد لفيلم جديد باسم «زهايمر»، ولا تسألني عن موضوعه لأنه مفاجأة.
الشخص المصاب بـ«الزهايمر» إنسان جميل من الداخل لكن أحيانا يسبب عذابا للآخرين؟
هذا صحيح، لكن مرض «الزهايمر» في الفيلم وسيلة للوصول إلى أشياء أخرى، وسنبدأ التصوير الثلاثاء المقبل، ومن المقرر عرضه خلال موسم عيد الأضحى، كما حولت فيلم «فرقة ناجي عطاالله» إلى مسلسل بسبب طول مدة الفيلم، وكنا نحتاج إلى 4 ساعات حتى نضم جميع تفاصيل الفيلم، فاقترح ابني محمد تحويله إلى مسلسل ووجدتها فكرة جيدة، وبعدها تعاقدت مع المنتج صفوت غطاس.
أشيع أنك تجهز لعرض مسرحي جديد؟
المسرح مؤجل لأنني لا أستطيع أن أدخل في أكثر من مشروع في الوقت نفسه.
هل صحيح أنك تلقيت عرضا من «الشيخة موزة» لإنتاج فيلم «فرقة ناجي عطاالله»؟
لن أنكر أنني التقيت بها أكثر من مرة، وفي إحدى المرات بعد انتهاء العرض المسرحي وجدتها تقف في الصف الأول وتصفق بحرارة، لكن بصراحة شديدة ليست لها علاقة بفيلم فرقة ناجي عطاالله.
وهل بالفعل لجأت لرئيس الجمهورية بعد رفض أمن الدولة فيلم «السفارة في العمارة»؟
بالفعل، اضطررت إلى ذلك بعد أن حولت الرقابة الفيلم إلى أمن الدولة نظرا لحساسية الموضوع، وبعدها عانيت من الإجراءات الروتينية، ثم ذهبت وقتها والتقيت بضابط صغير في أمن الدولة فقال لي «ما هو الموضوع»، فأخبرته بأنني سأقدم فيلما عن السفارة الإسرائيلية، فطلب مني أن التقى برئيسه، وبالفعل توجهت له وشرحت تفاصيل الفيلم فقال «هذا شيء جيد، لكن توجد بعض الإجراءات الروتينية»،
وبعد فترة كررت السؤال فقيل لى نفس الإجابة «إجراءات روتينية»، خاصة أنني عندما أنتهي من شيء أعتبر نفسي مثل الطفل الصغير الذي يحضن بدلة العيد وينام حتى يرتديها في اليوم التالي، وبعدها بفترة التقيت زكريا عزمي في عزاء شقيق الرئيس وقلت له إن أمن الدولة عطلوا الفيلم، فقال لي «ولا يهمك، اليوم سأتصل بحبيب العادلي وأخلّص الموضوع»، ثم اتصلت بعد فترة وسألته فقال لي «إجراءات روتينية»، وبالرغم من أنني كنت متوقفا عن التدخين منذ 13 سنة، وفي ذلك الوقت كانت زوجتي تدخن، وجدت نفسي أسحب سيجارة بشكل لا إرادي وأعود للتدخين مرة أخرى، وفي النهاية قررت أن ألجأ لـ«الكبير» لأنه حبيبي في الحقيقة، وبالفعل وصلتني رسالة منه تقول «اشتغل يا عادل»، وكان وقتها حبيب العادلي يضع علامة صح ببنط صغير لو موافق، وعلامة «×» لو غير موافق، لكن هذه المرة كتب ببنط كبير «موافق».
نعرف أيضا أن فيلم «عريس من جهة أمنية» صادف مشكلات هو الآخر؟
عقبات كثيرة.. ووقتها التقيت اللواء صلاح سلامة، رئيس مباحث أمن الدولة، فانفعل وقال لي «إنتم فاكرين نفسكم إيه؟!»، فقلت له «الزم نفسك.. أنت في النهاية سترتدي جلابية وتجلس في المنزل، لكني بعد أن أرحل عن الدنيا سيظل الجمهور يشاهدني»، ثم التقيت به مصادفة بعد عرض الفيلم وقلت له «شفت الفيلم»، فرد قائلا «شاهدت نصفه»، فنصحته بأن يشاهد نصفه الثاني، والفيلم يعرض حاليا في معسكرات الأمن المركزي ليقدم نموذجا للضابط الملتزم لأن شريف منير قدم دور الضابط بأفضل شكل لأنه على خلق وحاصل على أعلى الشهادات.
ألا تزال حريصا على المهرجانات والجوائز؟
لا تهمني الجائزة بقدر اهتمامي بهوية من يمنحها لي، فمن الممكن أن أقبل تكريماً من جمعية صغيرة وأرفض تكريماً من المهرجان القومي بسبب مشاركة خيرية البشلاوي، بالرغم من أنني اعتذرت لها لأنني «رجل مؤدب»، وكنت وقتها قد تلقيت اتصالا من علي أبوشادي أثناء وجودي في باريس وأخبرني بأن المهرجان سيكرمني مع يسرا وسمير أبوسيف، وبعد أن عدت وجدتهم أضافوا اسم خيرية البشلاوي، فقلت له «نحن لم نتفق على ذلك، خاصة أن خيرية اعتادت أن تهاجمني بشكل مستمر»، مثل طارق الشناوي الذي يهاجم الجميع إلا ليلى علوي، لأن لديها علاقات عامة قوية، أما أنا ففاشل في ذلك، كما أنني لم أسع إلى الحصول على أي جائزة، ولم أطلق لقبا على نفسي خاصة «الزعيم» ولم يسبق أن كتبت اسم «الزعيم» في أي عمل شاركت فيه.
بماذا تحلم؟
أحلم أن أقدم عملا جيدا سواء فيلما أو مسلسلا أو مسرحية وأن يشاهده عدد كبير من الجمهور.
بعد كل الأعمال التي قدمتها.. ألا تزال تشعر بالخوف؟
«يا نهار أبيض» لو شاهدت ماذا نفعل في الكواليس قبل أن نصعد إلى خشبة المسرح، رغم أن المسرحية تعرض منذ 11 عاماً، فإنك ستجد المسيحي يصلي والمسلم يقرأ القرآن، وجميعاً ندعو الله أن يوفقنا في هذا اليوم، ولن تتخيل حالتي ورعبي قبل صعودي على خشبة المسرح.. لكن الهتافات العالية التي أسمعها بمجرد صعودي إلى الخشبة تطمئنني، وفي أول عرض للمسرحية في المغرب وجدت القاعة مشتعلة من النيران ومعظم الجمهور أشعل شموعاً وظلوا يهتفون «عادل.. عادل»، كما أنني كنت أسير في موكب رسمي لأني ضيف الملك، حتى إن زوجتي قالت لي «إيه ده كله؟» فقلت لها «عشان تعرفي إنتي متجوزة مين».
هل تتابع الإيرادات باستمرار في كل عمل جديد تقدمه أم أنها محسومة؟
لا يوجد شيء في الفن محسوم، ولا بد من وجود مخاطرة ومغامرة في كل عمل جديد، ولو الموضوع عبارة عن كراسة ونجاح فلن يكون فناً.
يصفونك بأنك أذكى فنان في مصر؟
هل المفروض أن أكون غبيا، أنا فنان أحب عملي ومهنتي، بالرغم من أن بعض المغلولين قالوا إن عمري كبر ولن أستطيع المنافسة بعد 40 سنة من العمل المتواصل، لكن الحمد لله حققت أعلى الإيرادات، وعندما ظهر الجيل الجديد قالوا إن عادل إمام انتهى ولن يستطيع الاستمرار وكلما ظهر فنان جديد كرروا مقولة إنه سيقضي عليّ.
لماذا تشترط على المنتج والمخرج اختيار فريق عملك بالكامل؟
أعلم أن هذا ليس حقي، لكن مرة تعرضت لموقف جعلني أشترط على المنتجين عدم ضم أي ممثل للعمل إلا بموافقتي، بعد أن عرض علىّ أحد المنتجين بطولة فيلم واشترط أن تشاركني إحدى الممثلات البطولة، ودون تردد مزقت العقد، لأنني بشكل عام أرفض المجاملة في عملي.
وكيف تختار فريق عملك؟
أنا حريف تلفزيون، ومتابع جيد، فمثلا عندما شاهدت أحمد مكي في مسلسل «تامر وشوقية» اتصلت به وطلبت منه أن يقابلني في مكتبي، وفجأة وجدت أمامي شخصا آخر دون شعر فسألته «إنت مين؟»، فقال «أحمد مكي يا أستاذ»، فقلت له «روح البس الباروكة ونتقابل بكرة»، كما أنني قدمت أحمد صلاح السعدني في دور مهم جدا ومختلف، والحمد لله أجيد تكوين الكاستنج.
بم تشعر إذا رأيت أن جيلا جديدا قويا تخرّج في مدرستك، وأحدهم قدم فيلما قويا جدا؟
«ضاحكا».. باخاف، عندما ظهر الجيل الجديد بصراحة كانت مواجهة قوية، قالوا إن عادل إمام كبر وعجز، لدرجة أنهم كانوا يرغبون في أن أقدم أدوارا مثل «زكي إبراهيم»، أفارق الحياة قبل أن يبدأ الفيلم، وفي ذلك الوقت استعنت بأربعة شباب ضخام البنية وفتاة لا أحد يعلم عنها أي شيء في مصر هي «نيكول سابا» وقدمت معهم فيلم «التجربة الدنماركية»، والحمد لله كسرّ الدنيا، ودائما أحب التحدي وأبحث عن الأفضل.
بعد ذلك عادت الأمور لطبيعتها وأصبح عادل إمام في المرتبة الأولى فهل يستمر ذلك؟
ربنا يستر.
في ظل الإنتاج الضعيف للسينما يقال إنك لا ترحم المنتجين؟
بالعكس حدث وخفضت أجرى في فيلمي الجديد «زهايمر».
وهل بالفعل خفضت أجرك 3 ملايين؟
الأرقام ليست مهمة والمهم أنني خفضت أجرى.
ما حساباتك قبل أن تقبل التنازل عن جزء من أجرك؟
لأساعد السينما المصرية، لأنني جزء منها مثل فاتن حمامة وحسين صدقي وغيرهما، والسينما جزء مني أيضا، لذلك لن أخسرها، وأشعر أن هناك مؤامرة ضد الفن المصري، فبعد أن أجرت الدول العربية دراسات لمعرفة سبب قوة مصر بين الدول العربية اكتشفت في النهاية أن الفن هو السبب الرئيسي في ذلك، لذلك فإن شركات إنتاج وقنوات فضائية عربية مثل «إيه. آر. تي» رفضت تمويل الأفلام المصرية، ولهجة الغناء بدأت تنحاز لـ«الخليجي»، لكن لن تستطيع لأن الفن المصري سيظل صامدا، وسبق أن سافرت إلى الكويت مع سعدالدين وهبة بعد مقاطعة بعض الدول العربية لمصر عقب معاهدة السلام مع إسرائيل، وكانت الكويت في ذلك الوقت ضمن الدول المقاطعة، ثم دعاني القائم بالأعمال المصرية إلى حفل عشاء، وبالرغم من المقاطعة حضر الحفل جميع السفراء العرب وأسرهم، وهذا يدل على تأثير الفن في ظل ظروف المقاطعة.
تعرضت الفترة الماضية لحملات نقدية كثيرة.. كيف ترى ذلك؟
اكتسبت مناعة، لكنهم يظنون أن النقد «شتيمة»، ويتجاهلون أنه علم له أسس وقواعد.
ما رأيك في السينما التي تتطرق للعشوائيات، هل بالفعل تسيء لصورة مصر؟
بالعكس، نحن بذلك نتحدث عن أنفسنا ولا نخاف من أي شيء، وهذا واقع ولا يعتبر إساءة، كما أن الأفلام الأميركية تقدم أكثر من ذلك ولا تسيء لأميركا.
ما طبيعة علاقتك بيوسف معاطي؟
علاقة كاتب وممثل، وأصدقاء أيضاً.
هل تفضله على باقي الكتاب؟
لو عرض عليَّ أي سيناريو جيد لكاتب لا أعرفه سأقدمه دون تردد، لكن توجد درجة من التفاهم تجمعني بيوسف معاطي.
لماذا ابتعدت عن وحيد حامد؟
أنا ووحيد رفقاء سلاح وبدأنا سويا، وأحيانا يعرض عليّ سيناريوهات لا تعجبني، لكن كل يوم جمعة نلتقي ونعقد مجلس الشر.
هل هو أفضل من كتب لعادل إمام؟
لا أحب كلمة الأفضل، لكني قدمت مع وحيد أفلاماً توضع في تاريخ السينما بحروف كبيرة جدا منها «النوم في العسل» و«الإرهاب والكباب» و«اللعب مع الكبار» و«المنسي» و«طيور الظلام»، وقدمنا أيضا عدداً من الأفلام بعيدة تماما عن السياسة.
مَنْ النجم الذي يضحكك؟
أضحك عندما أشاهد محمد هنيدي يجسد دور الرجل الخليجي «فواز»، وأيضا عندما يرتدي ملابس السيدات، أما محمد سعد فهو كوميديان خطير جدا ويجب الانتباه إلى هذا الرجل.