فيثاغورس
06-23-2010, 07:58 AM
ديوانية الشيخ جابر
كتب موسى معرفي : القبس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/c16b0304-c1a7-429d-bf9a-ab8315038656_author.jpg
بعد التحرير من الغزو الصدامي بحوالي عشرة أشهر كنا في ديوانية الشيخ جابر العلي، رحمه الله، في مجمع النقرة، والتي كنت من روادها، كان الحضور في ذلك اليوم لا يتعدى الخمسة عشر شخصا، من بينهم رئيس تحرير احدى الصحف اليومية، ورئيسا تحرير مجلتين اسبوعيتين، والتي كانت تمجد صدام حسين قبل الغزو.
كان الحديث يومها يدور حول الإعلام وأهميته في التأثير على الشعوب، وكيف استطاع صدام حسين أن يسخر الإعلام العربي بشكل عام في تضليل الجماهير العربية من خلال سنوات حكم البعث.
أثناء الحديث الشيق للشيخ جابر العلي، رحمه الله، تطرق الشيخ إلى أنه قبل أيام عدة وهو في مزرعته في أم نقا، قد التقط التلفزيون العراقي، حيث انه رغم الهزيمة الماحقة التي ألحقت بجيشه من قبل الحلفاء وهربه واستسلامه في خيمة العبدلي ما زال الإعلام العراقي يشيد بانتصاراته وظهوره منتصرا من قادسيته المشؤومة.
تدخل رؤساء التحرير الثلاثة الحاضرون في المجلس بالتعليق على كلام الشيخ، وكان تعليقهم في مجمله أن صدام حسين إنسان لا يملك أي ذرة من الحياء وكذا وكذا من ذكر لتاريخه وتربيته وأوصافه حتى مسحوا به الأرض، كما يقولون.
في الجانب الآخر من الديوانية، كان يجلس شخص بسيط وكما يقولون ما يترس العين. استأذن من الشيخ للرد وبدأ كلامه بلهجة كويتية أصيلة، موجها كلامه للثلاثة «الحقيقة انتوا إللي ما تستحون، مو انتو اللي كنتوا تطبلون لصدام قبل؟
مو انتو اللي كان الملحق الإعلامي للسفارة العراقية في مكاتبكم كل يوم؟
مو انتوا اللي كان يدهن سيركم أربع وعشرين ساعة الحقيقة انكم مرتزقة، الحين تحجون جدي، ليش انه انقلبت الآية؟ تدرون أنا أقول لكم تنطمون أحسن لكم».
في تلك اللحظة انفجر الشيخ ضحكا، فضحكنا جميعا على الإعلام الفاسد.
موسى معرفي
mousamarafi@hotmail.com
كتب موسى معرفي : القبس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/c16b0304-c1a7-429d-bf9a-ab8315038656_author.jpg
بعد التحرير من الغزو الصدامي بحوالي عشرة أشهر كنا في ديوانية الشيخ جابر العلي، رحمه الله، في مجمع النقرة، والتي كنت من روادها، كان الحضور في ذلك اليوم لا يتعدى الخمسة عشر شخصا، من بينهم رئيس تحرير احدى الصحف اليومية، ورئيسا تحرير مجلتين اسبوعيتين، والتي كانت تمجد صدام حسين قبل الغزو.
كان الحديث يومها يدور حول الإعلام وأهميته في التأثير على الشعوب، وكيف استطاع صدام حسين أن يسخر الإعلام العربي بشكل عام في تضليل الجماهير العربية من خلال سنوات حكم البعث.
أثناء الحديث الشيق للشيخ جابر العلي، رحمه الله، تطرق الشيخ إلى أنه قبل أيام عدة وهو في مزرعته في أم نقا، قد التقط التلفزيون العراقي، حيث انه رغم الهزيمة الماحقة التي ألحقت بجيشه من قبل الحلفاء وهربه واستسلامه في خيمة العبدلي ما زال الإعلام العراقي يشيد بانتصاراته وظهوره منتصرا من قادسيته المشؤومة.
تدخل رؤساء التحرير الثلاثة الحاضرون في المجلس بالتعليق على كلام الشيخ، وكان تعليقهم في مجمله أن صدام حسين إنسان لا يملك أي ذرة من الحياء وكذا وكذا من ذكر لتاريخه وتربيته وأوصافه حتى مسحوا به الأرض، كما يقولون.
في الجانب الآخر من الديوانية، كان يجلس شخص بسيط وكما يقولون ما يترس العين. استأذن من الشيخ للرد وبدأ كلامه بلهجة كويتية أصيلة، موجها كلامه للثلاثة «الحقيقة انتوا إللي ما تستحون، مو انتو اللي كنتوا تطبلون لصدام قبل؟
مو انتو اللي كان الملحق الإعلامي للسفارة العراقية في مكاتبكم كل يوم؟
مو انتوا اللي كان يدهن سيركم أربع وعشرين ساعة الحقيقة انكم مرتزقة، الحين تحجون جدي، ليش انه انقلبت الآية؟ تدرون أنا أقول لكم تنطمون أحسن لكم».
في تلك اللحظة انفجر الشيخ ضحكا، فضحكنا جميعا على الإعلام الفاسد.
موسى معرفي
mousamarafi@hotmail.com