المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعرف على أجمل معالم الهند السياحية عن طريق «المركبة الذهبية»



2005ليلى
06-15-2010, 06:04 AM
صنفت بين أفخم 10 قطارات في العالم.. والرحلة اختيرت بين أجمل 7 رحلات سياحية على الإطلاق



http://www.aawsat.com/2010/06/09/images/travel1.573113.jpg

جميع سبل الراحة والفخامة والرفاهية في «المركبة الذهبية» («الشرق الأوسط»)

الهند: براكريتي غوبتا

اكتسبت رحلات استكشاف الهند من على متن قطار فاخر شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة. ويعد هذا القطار سبيلا ممتازا للتعرف على البلاد مع عدم التخلي عن الراحة. وتتيح هذه القطارات السياحية الفاخرة جميع سبل الراحة والرفاهية التي يمكن تخيلها، وتضفي على رحلة التعرف على أبرز معالم الهند السياحية سحرا وبهاء.

ورغم توافر كثير من الأسباب التي تدعو المرء لاستقلال قطار «غولدن تشاريوت» (المركبة الذهبية) الرائعة، فإن ظروف الوقت والمساحة تحتم علينا الاقتصار على تناول القليل منها فحسب. أول هذه الأسباب بالطبع أن هذا القطار مرشح لـ«جائزة السفر العالمي» (وورلد ترافيل أوورد) لينضم إلى أفضل عشرة قطارات فاخرة على مستوى العالم. في الوقت ذاته، صنفت مجلة «فانيتي فير» بالمملكة المتحدة رحلة هذا القطار كواحدة من أفضل سبع رحلات بالقطار على مستوى العالم.

ليس من الصعب التوصل إلى أسباب انبهار الضيوف على متن «المركبة الذهبية»، لكن الصعب فعلا هو حصر هذه الأسباب جميعها! فبمجرد صعودك إلى القطار، تستقبلك الألوان الأرجوانية والصفراء المميزة للهيكل الصلب للقطار، وسرعان ما تقع في عشق الديكورات الداخلية الثرية والإضاءة المخطط لها بعناية وتنويعات الألوان المستوحاة من تاريخ ملوك وقديسين وصور الجمال غير المرتبطة بزمن محدد. داخل كل من العربات الـ11 في القطار، تنطق تنويعات الألوان المختلفة بالفخامة والإبداع وتجذب الانتباه إلى جميع تفاصيلها. وتعد الرحلة ذاتها بمثابة لقاء مع التاريخ والثقافة والآثار والمعمار والطبيعة والحياة البرية والرقصات الفلكلورية والأطعمة المحلية والبحيرات والشواطئ وكل ما يرد على خاطرك.

ولهذا، يؤكد الكثيرون أن الرحلة على نفس القدر من الأهمية مثل الوجهة المقصودة. وسيساعدك مرشدون ويوجهونك إلى مناطق الجذب المتنوعة ليجعلوا رحلتك على نحو فريد لا ينسى.

عليك أن تترك العنان لنفسك أمام كاريزما المدن العتيقة كي تتمتع بالتصميمات المعمارية والمناظر الطبيعية الخلابة. ويمكنك اختلاس نظرة على كارناتاكا التي تجسد العصور الملكية في العصور الوسطى والانغماس في الطابع الحضري الحديث لغوا. في الواقع، يمكن النظر إلى رحلة «المركبة الذهبية» باعتبارها رحلة لاكتشاف الذات، وتمتد الرحلة طيلة أسبوع وتعج بالمغامرات والتسلية لجميع الضيوف.

يتألف القطار من 11 مركبة تتميز بقدر عال من الفخامة وروعة التصميم، وتضم كل منها جميع سبل الرفاهية الحديثة مثل «واي فاي» وتلفزيون مزود بشاشة بلازما وما إلى غير ذلك. إلا أن عناصر الجذب على متن القطار لا تنتهي عند هذا الحد، حيث تتوافر مطاعم مخصصة للنباتيين وغير النباتيين على غرار ما يوجد بالفنادق ذات الخمس نجوم وسبا وصالة ألعاب رياضية ومركبة مخصصة لعقد المؤتمرات ومركز أيورفيدا.

كل زاوية من القطار تقدم لمحة من تراث كارناتاكا، وتعيد ذهنك إلى أحداث تاريخية ماضية أسهمت في صياغة أحداث اليوم. ويتجلى هذا الأمر في الغرف المفعمة بعبق التاريخ في زخارفها وتصميماتها.

جرى تصميم هذه العربات خصيصا لإرضاء أصحاب الأذواق ذات الطابع الملكي، ويعد القطار في مجمله تحفة فنية بحق، تسلط الضوء على الأهمية التاريخية لكارناتاكا. علاوة على ذلك، تزين السقف نقوش دقيقة. وتستقي اللوحات المعلقة على الجدران وقطع الأثاث في هذا القطار الفخم إلهامها من المعمار الميسوري والهويسلي. كما تضم غرف النوم أسرة ذات تصميم ملكي تغطيها ملاءات مصنوعة من الحرير تجعل من يسكنها يشعر وكأنه ملك.

الملاحظ أن كل عربة في القطار تحمل اسم أسرة ملكية حكمت كارناتاكا - كادامبا وهويسالا وراستراكوتا وغانغا وتشالوكيا وبهاهاماني وأدلشاهي وسانغاما وساثافاشنا ويودوكولا وفيجايانغار.

ويتمثل موسم الذروة في زيارة الولاية في الفترة بين أكتوبر (تشرين الأول) ومارس (آذار)، حيث تكون الظروف المناخية مواتية. ومع ذلك، يحمل موسم الركود مميزات أيضا، حيث يجري طرح خدمات هذا القطار الملكي بأسعار مخفضة.

ينطلق القطار من بنغالور التي تعد «مدينة السيليكون» في القرن الـ21 والتي تمتعت أيضا بمكانة بارزة خلال حقبة الاستعمار البريطاني. وتتميز المدينة بطقس لطيف طوال العام، وتضم المدينة الكثير من المزارات الجاذبة للسياح.

بعد ذلك، يتحرك القطار إلى ميسور التي كانت ميدان قتال خلال القرن الـ18، وما تزال تحمل آثار الحقبة الملكية في القرن الـ19. وتعد آثار وبقايا الحقب القديمة، مثل الحصون والقصور، المنتشرة بمختلف أرجاء ميسور نقاط جذب كبيرة للسائحين. ثم يتجه القطار إلى البيئة الخضراء الساحرة في كابيني التي اعتاد المهراجا السابقون في ميسور ممارسة الصيد بها. ويمكن للزوار القيام برحلات سفاري فيها لمشاهدة الحيوانات المتوحشة والطيور المتنوعة المنتشرة بها. لاحقا، يعاود الركاب الصعود إلى متن «المركبة الذهبية» وتناول العشاء وقضاء الليل داخل القطار.

تشتهر ميسور على مستوى العالم بشجر الصندل وإنتاجها من الحرير الرفيع. كما تنتظر مفاجآت سارة كثيرة من يقدمون على تجريب الأكلات المميزة للمدينة. وبإمكان السائحين قضاء اليوم في التجول عبر المباني الأثرية، مثل قصر ميسور الرائع الذي بني على النسق الهندي – المسلم، المميز بالقباب والأقواس والأبراج وصفوف الأعمدة. ويعد القصر كنزا أثريا بنقوشه الرائعة وما يضمه من أعمال فنية من شتى بقاع الأرض.

بعد ذلك، يغادر قطار «المركبة الذهبية» الفاخر من ميسور باتجاه مدينة حسن الهادئة في كارناتاكا. بمجرد الوصول هناك، يتجه الركاب إلى معبدي هاليبيد وبيلور، اللذين يعدان من التراث العالمي ويحويان الكثير من التماثيل ونقوش لا حصر لها تصور آلهة وحيوانات وطيورا تصور جميعها سير ملوك هويسالا. ثم ينتقل الزائرون إلى مدينة شرافانابيلاغولا القريبة.

وسيتعين على الزائر قطع ما يقرب من 700 خطوة باتجاه الصعود للاستمتاع بالتحف المعمارية المميزة للمدينة. لكن لا ينبغي أن يقدم على هذا الأمر سوى القادرين جسديا. أما الباقون، فمن الأفضل بقاؤهم داخل القطار. كما تتوافر محفات لنقل غير القادرين على الصعود.

تضم المدينة تمثالا للإله غوماتيسوارا الخاص بالديانة اليانية يصل ارتفاعه إلى 58 قدما ويعد من بين الأضخم من نوعه على مستوى آسيا. كل 12 عاما، يجتمع حجاج يانيون عند التمثال للمشاركة في احتفال رائع. بعد ذلك، يمكن للركاب معاودة الصعود إلى القطار وتناول العشاء وقضاء الليلة بالداخل.

لاحقا، يصل القطار إلى سد تونغابهادرا، حيث يصعد جميع الركاب أحد التلال لتناول إفطار رائع. وتحوي المنطقة مدينة هامبي المصنفة ضمن مناطق التراث العالمي وتعد إحدى أكبر مناطق الجذب السياحي في الهند. كانت هامبي مقر إمبراطورية فيجاياناغارا وشكلت عاصمة أضخم الإمبراطوريات في الهند خلال حقبة ما بعد المغول. وقد امتدت هذه الإمبراطورية في الكثير من الولايات.

رغم كونها مجرد أطلال اليوم، انفردت هذه المدينة في وقت من الأوقات بكنوز قادمة من وراء السواحل الهندية. وتقع أطلال هامبي التي تعود إلى القرن الـ14 على مساحة 26 كيلومترا مربعا.

تتمتع الأطلال بحماية نهر تونغابهادرا في الشمال وجسور من الصخور الغرانيتية على الجوانب الثلاثة الأخرى. وتحكي الأطلال في هدوء قصة إمبراطورية بالغة الثراء.

وتحكي بقايا القصور الرائعة قصة موهبة الإنسان التي لا تعترف بحدود وقوة الإبداع والابتكار، وفي الوقت ذاته قدرته على إنزال دمار لا طائل من ورائه. إن الرحلة إلى هامبي هي في حقيقتها رحلة إلى الماضي. بصورة عامة، تتركز معظم الهياكل والأطلال المهمة في منطقتين يشار إليهما بالمركز الملكي والمركز المقدس.

أما المحطة الأخيرة والمثيرة من الرحلة فتتمثل في غوا، حيث يقضي الركاب اليوم بأكمله في استكشاف المزارات والشواطئ في هذه الولاية الصغيرة المتفردة بجمال طبيعي استثنائي. بعد الغداء، ينتقل الجميع لقضاء بعض الوقت على شاطئ كالانغوت. ولاحقا، يعودون إلى «المركبة الذهبية» ويبيتون الليلة به. ثم يتحرك القطار في رحلة العودة إلى مدينة بنغالور.

خلال موسم 2010 - 2011، جرى الإعلان عن مسارين لقطار «المركبة الذهبية»، يحمل أولهما اسم «مفخرة الجنوب» الذي سبق وأن تناولناه بالشرح، أما الثاني فيحمل اسم «الروعة الجنوبية» والذي يتميز بطوله وامتداده إلى داخل ولايتي تاميل نادو وكيرالا.

وقد جرى تطوير المسار الجديد للقطار بناء على طلب مسافرين قادمين من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا. ويبدأ هذا الطريق من بنغالور متجها إلى تشيناي، حيث توجد مدينة مامالابورام، المصنفة بين مناطق التراث العالمي وتشتهر بمعابدها القديمة ونقوشها الحجرية. بعد ذلك، يتجه القطار إلى بونديشيري، وهي مستعمرة فرنسية سابقة وتحمل عبق البحر المتوسط وتتميز بطراز معماري فرنسي.

بعد ذلك، ينتقل القطار إلى تانجافور التي يوجد بها أثر براهاديشوارار المشهور على مستوى العالم ويرجع تاريخه إلى القرن الـ11 ويعد حاليا تراثا عالميا. وتتميز المنطقة برسوم وتماثيل على النسق التانجافوري المميز.

ثم يتجه القطار إلى شواطئ مدينة ثيروفانانثابورام الممتدة على سبعة تلال ويرجع تاريخها إلى عام 1000 قبل الميلاد. ويوجد بالمدينة شاطئ كوفالام الواقع على بعد نحو 13 كيلومترا من المدينة.

وأخيرا تأتي محطة كيرالا، حلم كل سائح. وهناك، يمكن زيارة أليبي المعروفة باسم «فنيسيا الشرق». ويمكن التمتع برحلات قوارب عبر قنوات كيرالا.

أما نقطة التوقف الأخيرة فهي كوتشي، المدينة التي تضج بالحياة والمشهورة بمعبدها اليهودي والقصر الهولندي، إلى جانب مناطق الصيد الصيني وحضور استعراض لرقصة كاثاكالي الهندية التقليدية.

تمتد رحلة «المركبة الذهبية» لسبعة أيام وسبع ليال وتكشف النقاب عن إمبراطوريات وكنوز وأسرار من الماضي وتحملك معها إلى زمن بعيد مضى، كل هذا في إطار من الرفاهية والفخامة. تصل تكلفة رحلة «مفخرة الجنوب» إلى 12.350 روبية للهنود و425 دولارا للأجانب بالنسبة للفرد في الليلة الواحدة للغرفة المزدوجة. ويبلغ إجمالي تكلفة الليالي السبع 86.450 روبية (2.975 دولار) للفرد.

أما رحلة «الروعة الجنوبية» فتبلغ تكلفتها 15.000 روبية للهنود و490 دولارا للأجانب للفرد في الليلة في الغرفة المزدوجة. وتصل تكلفة الليالي السبع إلى 105.000 روبية (3.430 دولار) للفرد. إلا أن هناك خصومات لموسم الركود الذي يبدأ بعد مارس (آذار).

تتضمن هذه الرسوم الإقامة والوجبات والجولات السياحية ورسوم دخول المناطق الأثرية والتمتع بخدمات الترفيه الثقافية.

للمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة الموقع التالي: www.thegoldenchariot.co.in