المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيخ فلسطيني يقبع في سجون الاحتلال منذ 28 سنة كل أمله ألا تهمله صفقة "شاليط"



زهير
06-13-2010, 02:53 PM
تجاوز عمره الـ 80 عاماً ... تجاوز عمره الـ 80 عاماً ... تجاوز عمره الـ 80 عاماً ...


http://media.farsnews.com/Media/8705/Images/jpg/A0487/A0487701.jpg

غزة - فارس: يقبع في سجون الاحتلال شيخٌ فلسطيني طاعن في السن تجاوز عمره الثمانين عاماً، عاصر كل الحروب وجميع النكبات والنكسات التي ألمت بشعبه الأعزل منذ اغتصاب العصابات الصهيونية لأرضه المباركة.وافاد مراسل وكالة أنباء فارس في غزة، أن الشيخ سامي يونس قاتل في صفوف الثورة ونشأ على خطى عز الدين القسام وتشرب بطولات عبد القادر الحسيني ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي فكان سامي الثائر والمقاتل وذلك البطل الشجاع الذي سامه السجان من العذاب ما سامه وحكم عليه بأعلى الأحكام ورفض الإفراج عنه في كل الصفقات وأصرَّ أن يبقى بالسجن ما بقي قلبه ينبض.

نعم إنه شيخ هرم كبير أحنت الأيام ظهره، ولكنها لم تستطع أن تحني كبرياءه فقد بلغ من الكبر عتياً، وسرق السجن والمرض منه قوته وصلابة جسد، ولكنه بقي شامخاً كالنخل يتحدى تصاريف الزمان كجلمود صخر ساقه حبه لوطنه وعشقه لفلسطين إلى مقابر الأحياء السجون.

غارت عيناه الحائرتان في رأسه الذي تساقط كل شعره وعلا عينيه حاجب شاب وأسدل نفسه على عيني صاحبه من شدة ما شاهد من ظلم وأذى وقهر وسجون.

ثمانون عاماً أو يزيد هو عمر أكبر أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، وثمانية وعشرون عاماً هي المدة التي أمضاها حتى الآن عميد أسرى الداخل يتنقل من سجن لآخر ومن زنزانة ضيقة إلى أخرى أكثر ضيقاً،ً ومن عزل جماعي إلى عزل انفرادي، ومن إضراب إلى مواجهة مباشرة مع أصحاب الخوذ العسكرية والعصي البلاستيكية ورشاشات الغاز.

ويقول الكاتب والباحث المختص في شؤون الأسرى الفلسطينيين فؤاد الخفش:" إذا ما جلست بجانب أكبر الأسرى سناً في سجون الاحتلال تشعر بجاذبية غريبة تنصت له بكل جوارحك تسمع منه بلغته البسيطة وكلماته التي تدل على لكنة أهل البلد الأصليين أنه من الداخل المحتل يتحدث عن مسقط رأسه "عاره" بحديث ما بعده حديث يشتاق لربيعها وسهولها وهضابها و يتحدث عن كرم العنب وكيف أن الورق الأخضر يزين معرّش البيت وكيف أن ندى الصباح يعيد الروح للجسد العليل ويتحدث عن شبابه وسنين عمره التي أمضاها يدافع عن وطنه وكيف أنه تعلم حب الوطن من والده رحمه الله ومن أمه تغمدها الله في رحمته".

ويضيف الخفش:" تنهمر من عينيه دمعتان، تنسابان لتغور في تجاعيد وجهه التي رسمها له الزمان، ويقول رحمك الله يا أبي، رحمك الله يا أمي، فتشعر أنك بجوار طفل لم تستطع قسوة الأيام أن تسرق من روحه طفولتها وبراءتها وهو الشيخ الثمانيني".

وأشار الخفش إلى أن سامي يونس من مواليد عام 1929م وهو معتقل من 15/1/1983، حيث تم إهماله من كل صفقات تبادل الأسرى، وهو الآن يقبع في سجن "جلبوع" يحمل في سبحته الطويلة يذكر الله بها، وفي يده الأخرى كيس الدواء ينقله معه حيث شاء هذا لنظم دقات القلب، وذلك للضغط، وغيره لوجع المعدة، ومرهم لألم الظهر، وقائمة من الأدوية طويلة لا يفتأ يحدثك عن الماضي وحنينه للوطن وأسماء أحفاده وأولاده وإضرابات الأسرى طموحاته.

ويوضح الخفش أن سامي يونس ذاكرة متنقلة وتاريخ طويل وحكاية شعب، حيث أكد أنه رفض التقسيمات الجغرافية، وأصر على وحدة الوطن ينتظر ذلك اليوم الذي يتنسم فيه الحرية يأمل أن لا تهمله صفقة شاليط، وأن يخرج وأن يكون هناك في العمر بقية لكي يكحل عينيه بجمال الوطن، ولكي يعانق أحفاده يحدثهم عن ليالي السجن وقسوة السجان.