فاطمي
06-10-2010, 11:58 AM
سفير البحرين لــ«الشرق الأوسط»: ما زلنا نبحث عن مفقودين في العراق
الديوانية: قاسم الكعبي
تعد محافظة الديوانية من أكثر المحافظات العراقية احتواء على المقابر الجماعية، إذا يوجد فيها أكثر من 105 مقابر معظمها في أطراف الديوانية. ولا تحوي هذه المقابر العراقيين فقط، وإنما تحوي أشخاصا من دول عربية أيضا. وقد أكد سفير البحرين لدى العراق سلام المالكي وجود مفقودين بحرينيين في العراق.
وفي منطقة الجريبيعيات تم الكشف عن مقبرة جديدة تحتوي حسب التقديرات الأولية على أكثر من 5 آلاف شخص، معظمهم من أهالي إقليم كردستان. «الشرق الأوسط» ذهبت إلى ناحية الشنافية للاطلاع على هذه المقابر الجماعية، وقد قادها شهود عيان إلى إحداها في منطقة الجريبيعيات الصحراوية، حيث تنتشر آثار الإعدامات على الأرض من أغطية الطلقات النارية وعملة معدنية عراقية كانت تستخدم في ثمانينات القرن الماضي كما تم العثور على ساعة يدوية.
يقول الشيخ كمال الديواني (شاهد عيان) لـ«الشرق الأوسط» إن المقبرة يعود تاريخها إلى عام 1988 وتحديدا في شهر مارس (آذار) «عندما جاءت سيارة يستقلها 5 ضباط وسألوني أين منزلك؟ فقلت لهم إنه قريب من هنا تفضلوا معي إلى البيت، قالوا لي إنهم سيكون لهم مقر بالقرب من منزلي لإجراء عمليات تدريب للجنود العراقيين بخصوص الرمي الحي بالرصاص.
بعدها شاهدت آليات ثقيلة تقوم بحفر شقوق بالأرض، وعلى مدى ثلاثة أيام بعدها سمعت أصوات سيارات تأتي إلى المنطقة في وقت صلاة الفجر تبين أنها حافلات كبيرة تحمل رجالا ونساء وأطفالا أدخلوهم الحفر التي قامت بحفرها الآليات الثقيلة، ثم تم رميهم بالرصاص ودفنهم، وقد بقي هذا الحال على مدى ثلاثة أيام».
وتابع يقول «قام الضباط بزيارتي في المنزل، وقد استطعت أن انفرد بأحدهم، وباح لي سرا وقال (إن من تم قتلهم من أهالي مناطق الشمال، وقد تستطيع البوح بهذا السر بعد 20 سنة)، وبعد ها أمروني بمغادرة المنطقة والسكن بعيدا عنها».
أبو علي (شاهد عيان آخر) قال لـ«الشرق الأوسط» إن «حرس مقبرة الجريبيعيات في زمن النظام السابق قاموا بتغيير مسار طريقنا حتى لا نتعرف على آثار الجريمة، وبعد انسحابهم من المنطقة عثرنا على أحذية وأحزمة الظهر التي يستخدمها الكرد، حيث تشير كل الأشياء التي عثرنا عليها إلى أهلنا في شمال العراق الحبيب».
بدوره، أكد يحيى القصير، مدير المركز الإنساني لحقوق الشهداء والمقابر الجماعية في العراق، لـ«الشرق الأوسط»، أن «عدد المقابر الجماعية في محافظة الديوانية نحو 105، المكتشف منها 69 مقبرة، وتوجد 52 مقبرة جماعية للأكراد، وهناك 70 شاهدا عيان منهم سائقو آليات ثقيلة ومركبات وأطباء وغيرهم، أما مقبرة الجريبيعيات فتحوي نحو 5 آلاف رفاة معظمهم من الأكراد».
وفيما يخص وجود أشخاص من الدول العربية في مقابر الديوانية قال القصير «يوجد 14 طالب حوزة من دولة البحرين كانوا يدرسون في حوزة النجف الدينية، وبالتحديد في الجامعة الدينية، تم إعدامهم بعد اعتقال المرجع الديني محمد باقر الصدر، وقد دفنوا في إحدى المقابر الجماعية في الديوانية»، مضيفا «أيضا يوجد 17 شخصا دفنوا في مقابر الديوانية من دولة الكويت لكن لم يكشف عن أسباب اعتقالهم وإعدامهم».
وقال إن «المركز سيقوم بعرض الوثائق الرسمية وأسماء المفقودين من العرب والعراقيين، بالإضافة إلى الوثائق الرسمية التي تم تداولها بين الدوائر الأمنية في زمن النظام السابق».
بدوره، قال سفير البحرين لـ«الشرق الأوسط» إن «مجموعة من المواطنين البحرينيين فقدوا في الفترة السابقة، وقد شكلت لجنة من قبل الطرفين العراقي والبحريني بهذا الخصوص»، مضيفا «لم نحصل على أي معلومات من الجهات العراقية الرسمية بخصوص المفقودين». وقال «نسعى جاهدين من أجل بيان مصير المفقودين من خلال الجهات الرسمية العراقية».
أحد سكان منطقة الجريبيعيات بالديوانية يعاين جمجمة بشرية وسط المقبرة الجماعية التي اكتشفت في المنطقة أخيرا («الشرق الأوسط»)
الديوانية: قاسم الكعبي
تعد محافظة الديوانية من أكثر المحافظات العراقية احتواء على المقابر الجماعية، إذا يوجد فيها أكثر من 105 مقابر معظمها في أطراف الديوانية. ولا تحوي هذه المقابر العراقيين فقط، وإنما تحوي أشخاصا من دول عربية أيضا. وقد أكد سفير البحرين لدى العراق سلام المالكي وجود مفقودين بحرينيين في العراق.
وفي منطقة الجريبيعيات تم الكشف عن مقبرة جديدة تحتوي حسب التقديرات الأولية على أكثر من 5 آلاف شخص، معظمهم من أهالي إقليم كردستان. «الشرق الأوسط» ذهبت إلى ناحية الشنافية للاطلاع على هذه المقابر الجماعية، وقد قادها شهود عيان إلى إحداها في منطقة الجريبيعيات الصحراوية، حيث تنتشر آثار الإعدامات على الأرض من أغطية الطلقات النارية وعملة معدنية عراقية كانت تستخدم في ثمانينات القرن الماضي كما تم العثور على ساعة يدوية.
يقول الشيخ كمال الديواني (شاهد عيان) لـ«الشرق الأوسط» إن المقبرة يعود تاريخها إلى عام 1988 وتحديدا في شهر مارس (آذار) «عندما جاءت سيارة يستقلها 5 ضباط وسألوني أين منزلك؟ فقلت لهم إنه قريب من هنا تفضلوا معي إلى البيت، قالوا لي إنهم سيكون لهم مقر بالقرب من منزلي لإجراء عمليات تدريب للجنود العراقيين بخصوص الرمي الحي بالرصاص.
بعدها شاهدت آليات ثقيلة تقوم بحفر شقوق بالأرض، وعلى مدى ثلاثة أيام بعدها سمعت أصوات سيارات تأتي إلى المنطقة في وقت صلاة الفجر تبين أنها حافلات كبيرة تحمل رجالا ونساء وأطفالا أدخلوهم الحفر التي قامت بحفرها الآليات الثقيلة، ثم تم رميهم بالرصاص ودفنهم، وقد بقي هذا الحال على مدى ثلاثة أيام».
وتابع يقول «قام الضباط بزيارتي في المنزل، وقد استطعت أن انفرد بأحدهم، وباح لي سرا وقال (إن من تم قتلهم من أهالي مناطق الشمال، وقد تستطيع البوح بهذا السر بعد 20 سنة)، وبعد ها أمروني بمغادرة المنطقة والسكن بعيدا عنها».
أبو علي (شاهد عيان آخر) قال لـ«الشرق الأوسط» إن «حرس مقبرة الجريبيعيات في زمن النظام السابق قاموا بتغيير مسار طريقنا حتى لا نتعرف على آثار الجريمة، وبعد انسحابهم من المنطقة عثرنا على أحذية وأحزمة الظهر التي يستخدمها الكرد، حيث تشير كل الأشياء التي عثرنا عليها إلى أهلنا في شمال العراق الحبيب».
بدوره، أكد يحيى القصير، مدير المركز الإنساني لحقوق الشهداء والمقابر الجماعية في العراق، لـ«الشرق الأوسط»، أن «عدد المقابر الجماعية في محافظة الديوانية نحو 105، المكتشف منها 69 مقبرة، وتوجد 52 مقبرة جماعية للأكراد، وهناك 70 شاهدا عيان منهم سائقو آليات ثقيلة ومركبات وأطباء وغيرهم، أما مقبرة الجريبيعيات فتحوي نحو 5 آلاف رفاة معظمهم من الأكراد».
وفيما يخص وجود أشخاص من الدول العربية في مقابر الديوانية قال القصير «يوجد 14 طالب حوزة من دولة البحرين كانوا يدرسون في حوزة النجف الدينية، وبالتحديد في الجامعة الدينية، تم إعدامهم بعد اعتقال المرجع الديني محمد باقر الصدر، وقد دفنوا في إحدى المقابر الجماعية في الديوانية»، مضيفا «أيضا يوجد 17 شخصا دفنوا في مقابر الديوانية من دولة الكويت لكن لم يكشف عن أسباب اعتقالهم وإعدامهم».
وقال إن «المركز سيقوم بعرض الوثائق الرسمية وأسماء المفقودين من العرب والعراقيين، بالإضافة إلى الوثائق الرسمية التي تم تداولها بين الدوائر الأمنية في زمن النظام السابق».
بدوره، قال سفير البحرين لـ«الشرق الأوسط» إن «مجموعة من المواطنين البحرينيين فقدوا في الفترة السابقة، وقد شكلت لجنة من قبل الطرفين العراقي والبحريني بهذا الخصوص»، مضيفا «لم نحصل على أي معلومات من الجهات العراقية الرسمية بخصوص المفقودين». وقال «نسعى جاهدين من أجل بيان مصير المفقودين من خلال الجهات الرسمية العراقية».
أحد سكان منطقة الجريبيعيات بالديوانية يعاين جمجمة بشرية وسط المقبرة الجماعية التي اكتشفت في المنطقة أخيرا («الشرق الأوسط»)