المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيد محمد حسين فضل الله : ليكن هدفنا القريب فك الحصار عن غزة



بهلول
06-04-2010, 12:50 AM
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Author%20Pictures/fadlallah.jpg


مرة جديدة يطلّ العدوّ الصهيوني بوجهه الدموي والإجرامي، في مواجهة نشطاء مدنيين عزّل لا يحملون إلا قبضاتهم، ولا يعتصمون إلا بحبل الإرادة والعزيمة وعناية الخالق، لرفع الحصار عن أكبر سجن في العالم اسمه غزة.

لقد برز العدوّ بجريمته الوحشية الجديدة كقاتل جديد لا يختص بحرق الأطفال وإبادتهم، في مجازر جماعية بقذائفه الفوسفورية، كما فعل في حربه على غزة قبل حوالي عام ونصف، ولكنه أراد أن يثبت للعالم مجدداً أنه القاتل المحترف الذي لا يقصف المستشفيات ودور العبادة ومراكز الإغاثة الدولية فحسب، بل يصب جام غضبه وانفعاله وإجرامه على القوافل الإنسانية في عرض المياه الدولية، ليرتكب أفظع الجرائم ضد الإنسانية.. وهو يعلم سلفاً أن الولايات المتّحدة الأميركية جاهزة للتكفّل بضبط منسوب ردود الفعل، ومنع مجلس الأمن من إصدار حتّى بيان إدانة لما حصل، لتكتفي كثير من الإدارات الغربيّة بكلمات الأسف والاستخدام المفرط للقوّة وما إلى ذلك..

إننا في الوقت الذي لم نفاجأ فيه بحجم التواطؤ الغربي مع هذا الكيان، نشعر بمزيد من الخيبة أمام رد الفعل الفاتر من الدول العربية وجامعتها التي باتت تمثل جامعة التناقضات العربية، وتعبّر عن حالة الضعف التي وصل إليها النظام العربي الرسمي الذي لا يبدو أنّه معنيّ كثيراً بما يمارسه هذا الكيان بحقّ شعوبنا وبلادنا، ولا سيّما الشعب الفلسطيني الصابر والمجاهد.. وهذا ما يفرض على الشعوب العربيّة والإسلاميّة أن تتحرّك بكلّ ما تستطيع، وفي كلّ الميادين والمجالات المتاحة، في سبيل تأكيد الحقّ في قضايانا للعالم، وأن تستمرّ في عمليّة بناء القوّة والمقاومة للاحتلال ولكل مشاريع الهيمنة الاستكباريّة؛ لأنّ الرهان الأكبر في تغيير المستقبل هو على الشعوب بالدرجة الأولى.

ونعود لنؤكّد على ضرورة استمرار العمل لفكّ الحصار عن الفلسطينيّين في كلّ مواقعهم، وأن يكون فكّ الحصار عن غزّة هو الهدف القريب الذي نعمل على تحقيقه، وليس نهاية المطاف.

إن ما جرى استطاع أن يؤكّد لنا وللعالم أنّ بالإمكان كسر هيبة العدوّ، وإرباك واقعه، وضرب خططه، والمساهمة في عزله واقعيّاً بشكل وبآخر، وتظهير صورته الإجراميّة والإرهابيّة والعنصريّة وغير الإنسانيّة للعالم أجمع.

وفي هذا السياق، نثمّن الموقف التركيّ الذي يعيد التوازن إلى المنطقة العربيّة والإسلاميّة عندما يتحرّك في الخطّ السياسيّ الصحيح الذي من شأنه أن يعيدها إلى قلب قضايا الأمّة، وأن يغطّي كثيراً من حالات الضعف العربي تجاه قضيّة فلسطين.