المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتى يكون آخرهم لصوصاً سلابين !



سلسبيل
06-03-2010, 01:10 AM
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Author%20Pictures/rasemnafees.jpg


د.أحمد راسم النفيس - الدار


لما قتل الخوارج في معركة النهروان قيل للإمام علي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم فقال الإمام: كلا والله إنهم نطف في أصلاب الرجال وقرارات النساء. كلما نجم منهم قرن قطع حتى يكون آخرهم لصوصا سلابين.

لم يكن الخوارج يوما ما مذهبا فقهيا أو عقديا إذ لا أحد منهم يعترف بهذه الصفة فهو يرى نفسه صاحب العقيدة الصحيحة ومن ثم فهي حالة مرضية نفسية تتسربل بالدين والنصوص وقال الله وقال الرسول لتخفي أمراضها الأخلاقية التي تفتك بأصحابها وبالمجتمعات المصابة بهذا السرطان.

الآن بدا واضحا صدق النبوءة العلوية عندما قام (مسلحون مجهولون بعملية سطو مسلح يوم الثلاثاء 25-5-2010، على محال لبيع الذهب في منطقة البياع جنوب بغداد حيث قاموا بسرقة محتويات المحال وقتلوا ستة من أصحابها ثم اشتبكوا بعد ذلك مع الأجهزة الأمنية في موقع الحادث مما أسفر عن استشهاد ثمانية مدنيين كانوا يتبضعون من السوق).

كما شهدت مصر العديد من (السرقات الجهادية) بدءا مما قامت به (جماعات الجهاد) في مصر بداية ثمانينات القرن الماضي ووصولا لما بات يعرف بخلية الزيتون حيث قام بعض المنتمين للتيار السلفي قبل أشهر قليلة بعملية سطو مسلح على متجر للمصوغات في مدينة القاهرة مما أسفر عن مقتل الصائغ المسيحي.

(لو لم يكن كفيفا لكان قاتلا)، هذا ما وصف به الشيخ الراحل محمد الغزالي أحد الشيوخ الذين أفتوا لهذه الجماعات بسرقة محلات الذهب المملوكة للنصارى في مصر، وهي فتوى صارت بعد ذلك سنة لكل من أراد إعلان نفسه (مجاهدا من أجل إعلاء كلمة الله) والله منهم ومن أفعالهم براء!!.

لا يتعلق الأمر إذا بمسلم انحرف عن الإسلام جهلا أو جهالة قدر تعلقه بذئب أراد أن ينهش الأبرياء وأن يغطي على ذئبيته ورغبته المرضية في النهش ببعض البهارات والتوابل ولون ديني يمنح هؤلاء الوحوش شيئا من راحة النفس ما بين جولات الافتراس.

الخوارج يمثلون حالة حقد وحسد وكراهية لأهل الإيمان ورغبة جامحة في التكبر عليهم رغم قوله تعالى (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُواًّ فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، أما شعاراتهم التي يرفعونها عن الحكم بما أنزل الله فلا تعدو كونها سترا لقبح سريرتهم وغل نفوسهم.

الخوارج المعاصرون يرفعون شعار التحاكم للشريعة مثلما رفع الأقدمون شعار (إن الحكم إلا لله) ثم يصلتون ألسنتهم وسيوفهم على أعراض المؤمنين ورقابهم وهم من قال فيهم سبحانه وتعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ).

صنف آخر من المفسدين في الأرض هم رابطة مشجعي الخوارج، الراضين بأفعالهم وجرائمهم، (ممن لا يمنعهم الفساد في الأرض إلا مهانة أنفسهم وكلالة حدهم ونضيض وفرهم) فهم تارة يكتفون بالسكوت على هذا الإجرام وتارة أخرى يباركونه من طرف خفي وهم لا يكفون في نفس الوقت عن مدح أنفسهم ووصفها بالاعتدال وعقد مؤتمرات الوسطية من أجل تبادل الأوسمة وشهادات التقدير لا لشيء إلا لأنهم لا يمارسون القتل بأيديهم الطاهرة!!.

يتحمل هذا الصنف من البشر مسؤولية كاملة عن بقاء هذه الحالة واستمرارها لأن الراضي بفعل قوم كالداخل معهم فيه ولأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ولأن (الله أخذ على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم) فكيف بسكوتهم على من يكفرون ويقتلون ويسلبون وينهبون باسم الله؟! والله من هؤلاء وهؤلاء براء.

arasem99@hotmail.com