jameela
05-29-2010, 11:58 PM
مليتا الشموخ
كتب ناصر محمد الخرافي - الوطن
2010/05/29
http://www.alwatan.com.kw/resources/media/images/190_w.png
بدعوة كريمة من سماحة السيد حسن نصر الله تشرفت بزيارة صرح مليتا السياحي بجنوب لبنان، وتجولت في ارجاء هذا المدينة الباسلة، واطلعت على هذا المعلم السياحي الذي شيده رجال المقاومة الأشاوس ليكون منارة لكل زائر يحق له ان يفخر ويزهو بما حققه الابطال المنتصرون، فما ان وصلت الى مليتا وحظيت باستقبال رجال المقاومة الذين اصطحبوني بجولة في ارجاء المدينة التاريخية التي شهدت في معالمها اروع الملاحم التي حققها رجال المقاومة، الذين لقنوا الغزاة الصهاينة دروساً لن ينسوها.
لقد شعرت بروح البطولة التي ملأت قلوب المجاهدين بالايمان، وشاهدت بأم عيني دبابات العدو وأسلحتهم وعدتهم وعتادهم التي انتزعها منهم رجال العز والكرامة، بل حتى خوذات العدو واحذيتهم - أعزكم الله - التي تركوها فارين مدبرين منهزمين من ساحة القتال، خوفاً من ملاقاة ابطال المقاومة وجيشهم الصنديد، كما استعرضوا لي فيلما سينمائياً ولقطات من معركة النصر الكبير بالاضافة الى ما احتوته القاعة من معلومات قيمة ودقيقة حول العدو واسلحته وهيكلة جيشه ونظامه وبرامجه وكل ما يعتقد العدو انه محظور على احد الوصول اليه، فمن يزر هذا الصرح يجد كل ممنوعات العدو في متناول بصره ويده،
فأين أسطورة هذا الجيش الذي يزعم انه لا يقهر، وأكثر ما لفت انتباهي حقيقة تلك اللوحة التي دونت عليها كلمات قيادات الكيان الصهيوني من مدنيين وعسكريين، يعترفون بقوة المقاومة واستعداداتها وصلابة رجالها وبأسهم الشديد، لقد تأثرت كثيرا عندما شاهدت قبراً شيده احد البواسل ليكون مستقراً له ليعلم الاعداء بأن المجاهدين نذروا انفسهم للموت في سبيل الله وانهم يحبون ملاقاة الله عز وجل مثلما يحب الاعداء التمسك بالحياة الفانية، غير ان قنابل جيش العدو حرمته من تحقيق امنيته وحرمته من البصر، فكان يجهش بالبكاء لانه لم يفز بشرف الشهادة والدفن في هذا القبر.
لقد ابهرتني بحق تلك المعلومات التي يملكها رجال المقاومة عن العدو، فقد حدثني البطل «أبو علي» عن نفسياتهم ومعنوياتهم المحطمة وكيف كانوا سرعان ما يفرون ويهربون من القتال، وكيف كان يحاول الاعداء بث هذه الروح في صفوفنا ومحاولة احباطنا حتى ننتهي الى التعايش معهم فبعداً لهم ذلك، لقد ضرب لنا «أبو علي» بمثل السمكة الصغيرة والكبيرة والحاجز الزجاجي بينهما، فكلما حاولت السمكة الكبيرة الهجوم على السمكة الصغيرة فانها تصطدم بالحاجز الزجاجي، فاذا بالسمكة الكبيرة تتعايش مع السمكة الصغيرة خوفاً من الاصطدام بالزجاج، فهيهات لهم ذلك، ثم ان العدو غالباً ما يلجأ الى اسلوب حسم معاركه بسرعة حتى لا تطول وتؤثر على معنويات جنوده وتكبده خسائر باهظة وتكلفة عالية، وبالتالي يخسر المعركة،
لذلك عمد المجاهدون الى اطالة المعركة مع العدو وبالتالي نجحت المقاومة بالحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي، وفشلت كل مساعي اجهزة استخباراته بمعرفة توقيت الهجوم ليبادر هو بالتسديد والضربة الاستباقية، لأن ثقافته تقوم على الهجوم والمبادرة ظنا منه ان ذلك سيفت من عضد المقاومة، فأنى له ذلك، لقد حطم رجال المقاومة كل هذه الأوهام والمعتقدات ورفضوا كل وسائل واساليب التعايش مع العدو، واستطاعوا هزيمته على الرغم من انه البادئ بالظلم والهجوم، فكان انتحاراً له، والحقيقة ان الوصف قد يطول وقد اثلج صدري ما رأيت، وانصح اخواني العرب اذا ما زاروا لبنان الجميل، ان يخصصوا جزءا من وقتهم لزيارة هذه القلعة العظيمة وما تحتويه من صور الشموخ واؤكد لاخواني المسلمين والعرب وكل من يزور «مليتا» فانه سينعم وسيستنشق الهواء النقي المليء بالعزة والكرامة والكبرياء الذي سطره دم الشهداء الذين ينعمون بجنات الخلد باذن ربهم.
وفي الختام اكرر شكري وتقديري واعتزازي للمقاومين الابطال ولسيد المقاومة وسيد النصر الالهي، واقول لكم بارك الله فيكم وهنيئاً لكم بعيد التحرير المجيد الذي حطم اسطورة جيش الصهاينة، وهنيئاً للمسلمين والعرب بهؤلاء الرجال الأبطال الذين رفعوا هاماتنا ورؤوسنا وضربوا جيش العدو الصهيوني واصابوه بمقتل من مقاتله وفقكم الله وسدد خطاكم ونصركم على أعدائكم وأيدكم بالحق وأيد الحق بكم، {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}.
أخوكم ناصر محمد الخرافي
كتب ناصر محمد الخرافي - الوطن
2010/05/29
http://www.alwatan.com.kw/resources/media/images/190_w.png
بدعوة كريمة من سماحة السيد حسن نصر الله تشرفت بزيارة صرح مليتا السياحي بجنوب لبنان، وتجولت في ارجاء هذا المدينة الباسلة، واطلعت على هذا المعلم السياحي الذي شيده رجال المقاومة الأشاوس ليكون منارة لكل زائر يحق له ان يفخر ويزهو بما حققه الابطال المنتصرون، فما ان وصلت الى مليتا وحظيت باستقبال رجال المقاومة الذين اصطحبوني بجولة في ارجاء المدينة التاريخية التي شهدت في معالمها اروع الملاحم التي حققها رجال المقاومة، الذين لقنوا الغزاة الصهاينة دروساً لن ينسوها.
لقد شعرت بروح البطولة التي ملأت قلوب المجاهدين بالايمان، وشاهدت بأم عيني دبابات العدو وأسلحتهم وعدتهم وعتادهم التي انتزعها منهم رجال العز والكرامة، بل حتى خوذات العدو واحذيتهم - أعزكم الله - التي تركوها فارين مدبرين منهزمين من ساحة القتال، خوفاً من ملاقاة ابطال المقاومة وجيشهم الصنديد، كما استعرضوا لي فيلما سينمائياً ولقطات من معركة النصر الكبير بالاضافة الى ما احتوته القاعة من معلومات قيمة ودقيقة حول العدو واسلحته وهيكلة جيشه ونظامه وبرامجه وكل ما يعتقد العدو انه محظور على احد الوصول اليه، فمن يزر هذا الصرح يجد كل ممنوعات العدو في متناول بصره ويده،
فأين أسطورة هذا الجيش الذي يزعم انه لا يقهر، وأكثر ما لفت انتباهي حقيقة تلك اللوحة التي دونت عليها كلمات قيادات الكيان الصهيوني من مدنيين وعسكريين، يعترفون بقوة المقاومة واستعداداتها وصلابة رجالها وبأسهم الشديد، لقد تأثرت كثيرا عندما شاهدت قبراً شيده احد البواسل ليكون مستقراً له ليعلم الاعداء بأن المجاهدين نذروا انفسهم للموت في سبيل الله وانهم يحبون ملاقاة الله عز وجل مثلما يحب الاعداء التمسك بالحياة الفانية، غير ان قنابل جيش العدو حرمته من تحقيق امنيته وحرمته من البصر، فكان يجهش بالبكاء لانه لم يفز بشرف الشهادة والدفن في هذا القبر.
لقد ابهرتني بحق تلك المعلومات التي يملكها رجال المقاومة عن العدو، فقد حدثني البطل «أبو علي» عن نفسياتهم ومعنوياتهم المحطمة وكيف كانوا سرعان ما يفرون ويهربون من القتال، وكيف كان يحاول الاعداء بث هذه الروح في صفوفنا ومحاولة احباطنا حتى ننتهي الى التعايش معهم فبعداً لهم ذلك، لقد ضرب لنا «أبو علي» بمثل السمكة الصغيرة والكبيرة والحاجز الزجاجي بينهما، فكلما حاولت السمكة الكبيرة الهجوم على السمكة الصغيرة فانها تصطدم بالحاجز الزجاجي، فاذا بالسمكة الكبيرة تتعايش مع السمكة الصغيرة خوفاً من الاصطدام بالزجاج، فهيهات لهم ذلك، ثم ان العدو غالباً ما يلجأ الى اسلوب حسم معاركه بسرعة حتى لا تطول وتؤثر على معنويات جنوده وتكبده خسائر باهظة وتكلفة عالية، وبالتالي يخسر المعركة،
لذلك عمد المجاهدون الى اطالة المعركة مع العدو وبالتالي نجحت المقاومة بالحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي، وفشلت كل مساعي اجهزة استخباراته بمعرفة توقيت الهجوم ليبادر هو بالتسديد والضربة الاستباقية، لأن ثقافته تقوم على الهجوم والمبادرة ظنا منه ان ذلك سيفت من عضد المقاومة، فأنى له ذلك، لقد حطم رجال المقاومة كل هذه الأوهام والمعتقدات ورفضوا كل وسائل واساليب التعايش مع العدو، واستطاعوا هزيمته على الرغم من انه البادئ بالظلم والهجوم، فكان انتحاراً له، والحقيقة ان الوصف قد يطول وقد اثلج صدري ما رأيت، وانصح اخواني العرب اذا ما زاروا لبنان الجميل، ان يخصصوا جزءا من وقتهم لزيارة هذه القلعة العظيمة وما تحتويه من صور الشموخ واؤكد لاخواني المسلمين والعرب وكل من يزور «مليتا» فانه سينعم وسيستنشق الهواء النقي المليء بالعزة والكرامة والكبرياء الذي سطره دم الشهداء الذين ينعمون بجنات الخلد باذن ربهم.
وفي الختام اكرر شكري وتقديري واعتزازي للمقاومين الابطال ولسيد المقاومة وسيد النصر الالهي، واقول لكم بارك الله فيكم وهنيئاً لكم بعيد التحرير المجيد الذي حطم اسطورة جيش الصهاينة، وهنيئاً للمسلمين والعرب بهؤلاء الرجال الأبطال الذين رفعوا هاماتنا ورؤوسنا وضربوا جيش العدو الصهيوني واصابوه بمقتل من مقاتله وفقكم الله وسدد خطاكم ونصركم على أعدائكم وأيدكم بالحق وأيد الحق بكم، {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}.
أخوكم ناصر محمد الخرافي