Osama
05-26-2010, 08:20 AM
عبدالحسين عبددالرضا وزارة الداخلية تخاف... ولا تطبق القوانين وهذا دفع بالتيارات الدينية لتتمدد وتسيطر على البلد
شخص من التيار الاسلامي اعترف بمحاولة اغتيالي ....أين الاحكام التي أخذتها الداخلية لحماية مواطن كويتي مثلي تعرض للاغتيال ودمروا محلاته... أسأل الداخلية والنيابة والقضاء في الكويت ماذا فعلوا في حقي العام لرد اعتباري وما العقوبات التي اتخذوها بحق المجرم الذي اعترف بجريمته هل البلد سايبة لهذه الدرجة ؟
مقابلة / حوار سياسي ساخن لم يخلُ من الفن
عبدالحسين عبدالرضا: بسبب هشاشة النصوص سأغيب عن الشاشة احتراما لجمهوري
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2010/05/26/04.28.01_main.jpg
عبدالحسين عبدالرضا
|كتبت ليلى أحمد|
منذ سنوات طويلة لم أتوقف عن زيارة مكتب الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا الذي هو من أعمدة تأسيس الفن في بلادي، وجرت العادة ان نحتسي فنجان القهوة الصباحية، ومع القهوة الساخنة نتناول هموم وشجون البلد، والوضع الفني، وقضايا أخرى.
مع هذا النجم الكبير بوعدنان أنهل تاريخا عريقا وتجربة فنية رائدة كانت سمة أول الفنون في بلادي والخليج العربي، تجارب أعتبرها ذخيرة حية مفيدة ومهمة لانها بعيدة عن التنظير الكلامي، بل هي من واقع الحياة اليومية التي لا تغيب مشاهدها عن عين احد، فهو ان مارس المسرح أو الدراما التلفزيوينة فهو موجود ومتابع وسط التغييرات المحبطة التي تحصل في الكويت، وان انزوى بعيدا وجلس في بيته فهو يملك عينى صقر وذهن مفكر واع يتأمل واقعنا السياسي والاجتماعي والفني المتغير ويرى انه يسير بغير الاتجاه الصحيح كما قال في حديثه الطويل لـ «الراي».
قد تنقطع أحيانا زيارتي لنجمنا المحبوب لفترات بسبب ظروف سفره أو ارتباطاته الفنية أو... ظروفي الحياتية والعملية الا انها تعود بذات القوة بعد فترة من الزمن، وفي هذه اللقاءات بيننا لا اكون متحدثة جيدة، بل مستمعة بامتياز مستغلة أدوات التحفيز الصحافي في طرح الاسئلة ليعبر عما يشغله.
عبدالحسين عبدالرضا من الكائنات التي عملت في مجال التمثيل ويستطيع إغفال وإخفاء أفكاره الشخصية ومشاعره تحت قناع ثابت، الا انه لا ينجح معي في إخفاء الهموم التي تظهر على قسمات وجهه الجميل، فأفكاره وفرحه أو حزنه تظهر على ملامحه، وغالبا أنجح في قراءتها،... وذات نهار صيفي منعش كانت لنا قهوة ساخنة وحوار ساخن في مكتبة... وهنا تفاصيله:
• سمعت أنك عائد لشاشة الدراما التلفزيونية لرمضان 2010؟
- من قال لك..؟
• النحلة... يعني انا «بحبشت» و... عرفت.
- فعلا... كانت نيتي العودة بقوة، لكن نظرا لهشاشة النصوص المتوافرة في الساحة الفنية واحتراما لجمهوري الذي عودته عبر تاريخي الطويل على تقديم كل جديد له، الا اني «هونت» فبين كل ما قدم لي وقرأته لم أجد نصا يحفزني على العمل، فقررت ألا أعود للشاشة، فالغياب أفضل من أن أقدم أي شيء لا يحترم جمهوري ولا قناعاتي.
• عملك الرمضاني في العام الماضي لم يكن «هالقد»..؟
- وانا معك... والعام الذي قبله ايضا لم يكن بالقدر الذي يرضي طموحي.
• هل تلوم الرقابة بوزارة الاعلام على موافقتها على أعمال ضعيفة وترفض النصوص القوية؟
- لا والله... الرقابة «رايتهم بيضه» ومتعاونين جدا ومسهلين الامور، لكن المشكلة في أزمة النصوص الدرامية
• لماذ تستفحل الازمة في عصر الحريات الواسعة فيما كنتم زمان ابان أعمالكم القديمة في ظل محدودية النصوص تعملون بغزارة وبشكل مجيد وما زالت اعمالكم باقية في ذاكرة
الناس وانت شخصيا كانت لك أفكار تصبح اعمالا فنية مذهلة
- نعم هذا صحيح الى حد كبير، كما اننا كنا كفريق عمل من أعضاء المسرح كل واحد يقول دوره ونضيف للعمل، وبالاتفاق كان كل شيء يسير بنجاح كبير... وفي ما يخصني حين أعمل لم اكن أقبل بالعمل كما هو بل أعدل به كثيرا وأتدخل به وأقلبه - فوق حدر - ليصبح ملائما لتصوراتي الفنية.
• والان... اين انت من تعديل النصوص التي قدمت لك ولم ترض عنها؟
- «مليت» وتعبت من التدخل في النصوص، فإلى متى سأظل اقلب النص وأعدله، الان نأخذ النص من الكاتب وأعرضه على ورشة عمل كتابية لتعدل به، ومع هذا لا يرضيني الى جانب انه مكلف جدا على صعيد تكلفة الانتاج والوقت والجهد فلا يمكن أن اظل في حالة قراءة دائمة ثم أقيم ورشة لتعديله وبالآخر النتائج لا تروق لي.
• اين تكمن الأزمة بالضبط في النص... أم في الحريات؟
- قبل الاجابة عن هذا السؤال الملغوم اريدك أن تتذكري ان معظم المسلسلات التي تعرض الآن هي عن الخطبة والزواج والطلاق ونحن بحاجة للكتابة عن السلبيات بهدف التنوير وإضافة وعي للناس، لذا نرى نصوصا مكررة قدمناها نحن قبل اربعين وخمسين عاما حتى الافيهات تتكرر مأخوذة من مثل كلمة «يبي له» التي كانت لزمة في اعمالي، أصبحت الآن منتشرة بشكل كبير كما ان بعض الشركات أخذت هذه «اللزمة» ووضعتها كاسم للشركة، ونحن مجتمع بسيط ليس به مشاكل المهنة التي تتعلق بالحرفيين كما نرى في الدراما السورية من الحدادين أو اللحامين او المقاومة ضد الفرنسيين كما نرى في المسلسل الشعبي «باب الحارة» بأجزائه الاربعة، وليس لدينا الباشوات والفلاحين الفقراء كما نرى في الدراما المصرية من زخم حياتي عال، إن واقعنا الخليجي به ولديه الكثير من المشاكل الحقيقية التي تستحق إبرازها، ومع هذا فكتاب النصوص غائبون عنها، لذا تتكرر الاعمال وتتشابه ولا تجدين لها طعما.
• أرى ان سطحية النصوص ناتجة عن الرقابة التي تسمح بإجازة هذه الاعمال؟
- ليست الرقابة... و«خل أبطها» بل المؤثرون في الساحة السياسية، فالرقباء يعملون موظفين بوزارة الاعلام وهي جهة حكومية تخاف من استجوابات النواب حول هذا العمل أو ذاك..
• وزارة تخاف..؟ شنو This؟
- ليست فقط وزارة الاعلام تخاف... حتى وزارة الداخلية تخاف... ولا تطبق قوانين البلد وهذا دفع بالتيارات الدينية لتتمدد وتسيطر على البلد.
• وسيعة بوعدنان... ما الذي يخيف وزارة الداخيلة بكل رجالها وعتادها؟
- لأضرب لك مثلا... بعد التحرير قدمت مسرحية «سيف العرب» وتعرضت لإطلاق نار واتهموا المخابرات العراقية وكنت لو ما الله ستر «بكون من صيد أمس» وبعد مرور سنة ضربوا محلاتي «مركز فنون للفيديو» في السالمية والفنطاس دمروها تماما بقذائف (الآر بي جي)...
• وبعدين
- وبعد ثلاث سنوات اعترف أحد المنتمين للتيار الاسلامي بفعلته... إذا طلعوا «مو العراقيين» وهاتفتني وزارة الداخلية لتقول ان أحد الاسلاميين اعترف بمحاولة اغتيالي وتدمير محلاتي وسألتني ان كنت أرغب في رفع قضية عليه... أنا أرفع قضية... أين دور وزارة الداخلية بعد اعتراف الجاني... أين الحق العام... السؤال المطروح... ما الاحكام التي أخذتها الداخلية لحماية مواطن كويتي تعرض للاغتيال ودمروا محلاته... أسأل الداخلية والنيابة والقضاء في الكويت ماذا فعلوا في حقي العام لرد اعتباري وما العقوبات التي اتخذوها بحق من اعترف بجريمته هل البلد سايبة لهذه الدرجة «كلمن يشيل سلاحه ويذبح بخلق الله»... فقط أريد من الحكومة أن تعلمني وأمام الملأ بجريدة «الراي» أن تطلعني على الاحكام والقرارات التي اتخذت ضد الشخص الذي تعدى علي في وضح النهار، أرجو من وزارة الداخلية أن تعطيني الاحكام الصادرة ضد المعتدي... فهل تجرؤ على كشف المستور... اشك طبعا.
• هكذا إذا؟
- نعم... والاكيد حفظت القضية وراح حقي العام من دون مساءلة ليس خوفا من الشخص الذي حاول اغتيالي ودمر محلاتي بل الخوف من اللي وراه... هل وضحت الصورة، الحكومة «تخاف» من التيارات المتأسلمة وهي كل يوم تتمدد «ما لقت جدامها أحد... واكتسحت كل شيء» وبقينا وسنظل لأكثر من 30 سنة جديدة مكتومين النفس وكل واحد فيهم جهارا نهارا يشكك في دين الكويتيين وولاء ذاك ليش احنا جايين من كوكب المريخ مو كأننا عيال الديرة، فخلقوا فتنة وتشرذما وشرخا في صف الوحدة الوطنية
• هل تقصد فئة معينة باشاعة الشرخ في صف وحدتنا الوطنية؟
- أقصد كل المتطرفين بجميع أطيافهم من السنة والشيعة... كلاهما لا يفيد البلد في شيء، الولاء الحقيقي يجب أن يكون لله من دون وسطاء ومن ثم للوطن الذي لا يعلى عليه ولا يجب أن يكون للمذهب... أو اي قبيلة أو فئة..
• الموضوع... كبير؟
- طبعا و«الشق عود» هذه ليست الكويت التي نعرفها... «الواحد صار مخنوق» في البلد والسبب الاخرالذي «مودي البلد ورا الشمس» هو أداء بعض النواب من التيارات المتأسلمة...
• تركز كثيرا على التيارات الدينية؟
- ومن وراء كل هذا البلاء غير التيارات الدينية بكل أطيافها ومجاملة الحكومة ورعبها منهم، وأنا شخصيا لا اعتبرها تيارات دينية هم جماعة نسميهم تيارات التأسلم السياسي يستغلون الدين في ما هو ليس به، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم امر أمة الاسلام بـ «اقــرأ»... وهو يعني تفتح العقل والمدارك ورؤية نتائجها على الارض في جميع مسارات الحياة، ونحصل بالتالي على التطور التراكمي الطبيعي الذي قرأنا عنه في تاريخنا الاسلامي والعربي ونراه الآن متحققا في الامم الحية في كل مناحي الكرة الارضية... عندنا ارهاب في اغلاق الفكر على «الحرمنة»... يا هذا حلال يا ذاك حرام... يا اما عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح... هل نحن لسنا ابناء هذا المجتمع هل أتينا من كوكب آخر... السنا نعرف بالفطرة وبالتربية ومن مجتمعنا... الفرق بين الحلال والحرام، وما تفرضه عاداتنا وتقاليدنا التي نجلها وفي جميع أعمالنا الفنية احترمناها... إنما مع الاسف اخذها الاخوان شماعة لتخويف الجميع وهذا ما حصل.
• منذ نشأة الكويت قبل النفط لم يكن الامر كذلك؟
- طبعا لم تكن الامور كذلك، في هذا البلد رجال كبار بعطائهم ساهموا في عصر التنوير وهم من أدخلوا التعليم النظامي في البلاد أنشأوا المدارس مثل الشيخ عبدالعزيز الرشيد والشيخ يوسف بن عيسى القناعي وكان هؤلاء شيوخ دين وفقه مستنيرين، ولاؤهم لبلدهم وحلمهم تطويره، كما قدم الكثيرون وقتهم وجهدهم لصالح البلد - قد انسى بعض الاسماء.. فمسامحة في كل مجالات الحياة وورث التنوير أجيال متعاقبة ومنها المجال الثقافي والفني مثل الكاتب المسرحي حمد الرجيب وفنانون آخرون وتناولها منهم الاستاذ عبدالعزيز حسين، ووزير الاعلام الراحل الشيخ جابر العلي والفرق المسرحية الاهلية... كل هذا النشاط الرائع كان مواكبا لحركة رجال كبار أسسوا مجلس الامة وشاركوا في صياغة الدستور الذي في احد أهم بنوده «حق حرية التعبير» من دون إساءة... أين نحن الان من كل هؤلاء المؤسسين العظماء لبلدنا أين نحن الآن من عصر التنوير والحريات الفكرية والمدنية التي كانت تعيش لأجل الكويت مواكبة لروح العصر في تلك الفترة... «اللي قاهرني» اننا نعيش من ثلاثين سنة في نفق مظلم بسبب تيارات التزمت «اللي متروك لها الخيط والمخيط» وكأن كل تاريخ البلد شيء لم يكن.
• قد تكون أزمة وتعدي... برأيك الى ماذا يعود هذا التراجع...؟
- لا أتفق معك إنها ازمة وتعدى... لان التراجع مستمر وهذا سببه الحكومات الضعيفة ووزراء الاعلام الذين انحنوا أمام الخوف على المنصب، غالبية أعضاء مجلس الامة لا يهمه البلد وتراجعه للخلف وفساده الاداري والمالي وهذا جر معه تخلف مناهج التعليم وخدمات الصحة والرياضة والمسرح والسبب ان غير المؤهلين أصبحوا على رأس هذه الوظائف فاصبح لدينا ترهل وتكدس وظيفي والتعيين يتم ليس على اساس الكفاءة انما عشان هذا واسطته «قبيلته» وذاك واسطته «طايفته» والثالث «عائلته»... وهذا «مواخيذنا»... والفساد كما قال سمو الامير ما تشيله البعارين... انظري لوزارة الاعلام يتكدس بها اكثر من خمسة عشرة الف موظف ثلاثة ارباعهم «مايداومون»... صارت المحسوبية هي سيدة القرار والواسطات وهذا كله سببه تيارات التراجع للخلف المسيطرة تماما على كل مقدرات مجتمعنا المدني... أهذا ما يريدونه... «استانسوا انهم خاطفين البلد»
• ما قلته تشكل قضايا «درامية» رائعة لشاشة التلفزيون؟
- ماذا... عفوا... اشقلتي؟
• أعتقد إنك فاهمني؟
- واذا وزير الاعلام بنفسه غير مهتم بتطوير أجهزته ولا حريص على تنفيذ بنود الدستور الكافل للحريات... لأقل لك مثلا من تاريخي... حين عرضنا مسرحية «هذا سيفوه» الوزارة اجازت النص فقامت بإحالتي «وحدي» الى القضاء، بسبب قضية رفعها أحدهم ضد المسرحية... تذكري إن الوزارة هي التي سمحت وأجازت النص وسمحت بعرضه، وأنا أسير وفق الانظمة المعمول بها، اذا لايمكنني عرض مسرحية جماهيرية للناس من دون موافقة وزارة الاعلام، وهي من المفترض أن تبقى جهة محايدة، وتطلب من المتضرر اللجوء للقضاء لكن مع الاسف هي التي أحالتني للقضاء واخذوني في سيارة الشرطة جدام الله وخلقه... هل هذا يجوز؟
• محشوم... طبعا ما يجوز... لأن عندنا مؤسسات الدولة المدنية التي نعتز بها من مجلس تشريعي وتنفيذي وقضاء مستقل يستند على الدستور
- هذا «الحجي السنع» وهذا ما يفترض أن يكون... الا ان وزارة الاعلام «طينتها» بسبب خوفها من تيارات التزمت فوضعتني بوجه المدفع، وزادت ان قامت بتكليف ثلاثة رقباء ليقولوا امام القاضي «ان هذه الفقرة في المسرحية لم نوافق عليها»... فطلبت إثبات كلامهم من خلال كتاب رسمي تم توجيهه لي، ولانه لم يكن حقيقي لم يملكوا شيئا، لانه لم يحصل وإدعائهم كاذب... أليس من المفترض على وزارة الاعلام الاحتكام للدستور والا تحب تظل الامور «طرطنقية»... الهذه الدرجة وصل الضعف بوزارة الاعلام التي هي الحكومة... وين هيبة الدولة عيل؟
• أنا شخصيا أوجه اللوم للتيارات - بما تسمى الوطنية - الصامتة دون تفعيل وهي تشاهد التراجع العام وتسكت...؟
- واذا طلع لك نائب يطرح قضية إلغاء القروض البنكية... والثاني يطرح زيادة المعاشات «على شغل ما ميش» وين يقدر النائب الوطني وهم موجودون فعلا وين يقدر ينافس هذا الطرح فما يهم الناس بالدرجة الاولى أكيد ليس المسرح والفنون انما المشاكل الحياتية اليومية فيضعف دورهم.
• لست أثق بهذا الرأي فالبرلمانيين عليهم الدفاع عن مكتسبات المجتمع في مواجهة قوى الرجعية ويجب أن يتقدموا بالمجتمع للامام لكن ضعفهم امام تيارات التأسلم السياسي يشارك في «جريمة» العودة للخلف... منو بقى لنا؟
- وماذا تفعلين بسبب انكماش الوعي... كل واحد يختار نائبا من قبيلته أو طائفته وعايلته و«ملته» لتنفيذ مصالح آنية مو مصلحة الكويت
• اذا إنكماش الوعي العام أدى الى ضعف النصوص...؟
- لان البلد برأيي مختطفة مكتومة النفس، وغسيل مخ للاجيال المتعاقبة وأوجه تحية للكاتب فؤاد الهاشم لآرائه الرائعة التي قالها في قناة «سكوب» ماذا تفعلين لأجيال تتخرج محفوفة بالخوف من التيارات الدينية، واحد يتخرج ومايعرف يكتب دراما مع اني اشوف في كفاءات فردية وطاقات وخامات ممتازة بس ضايعة ومضطرة تقدم أعمالا مكررة وسطحية والسبب وزير الاعلام الخايف من الاستجواب ومستسلم هو والحكومة لتيارات التزمت اللي خلتنا مكانك راوح في بحر التخلف.
• أكثر من خطاب لسمو الامير يبدي به انزعاجه من «كتم البلد» والقرار كما نعلم بيد أعضاء مجلس الأمة.
- سمو الامير أكثر انفتاحا في الفكر والرؤية وهو أبو الجميع وأمره مطاع، ولو إن وزارة الاعلام تتمثل به وتنفذ رؤيته لكنا بخير... لكن المسؤلية ترجع لوزارة الاعلام فحتى لو وافقت على النص ومجرد ما أعرض عملي وقد يحصل احتجاج من تيارات التأسلم السياسي حتى «تقطني على صخر» وترفع يدها عني مع انها تتحمل المسؤلية المباشرة وهذا يخلي اي منتج يتردد في تقديم عمل حقيقي يلامس قضايا وواقع المجتمع
• لماذا برأيك أرى سقف حرية الصحافة أعلى من الدراما التلفزيوينة؟
- بحسب عقليتهم فهم يعتقدون ان انتشار الصحافة الورقية محدود وغير مؤثر وكمية طبع الجريدة محدودة... لكن في التلفزيون والمسرح المشاهدة أعلى... لأقل لك اكثر.
• هات ما عندك فكلي آذان صاغية.
- «ابتسم»... تصوري ان النص المسرح مراقب مسبقا وكذلك النصوص الدرامية التلفزيوينة، ورقابة اخرى على التصوير التلفزيوني ورقابة رابعة على الفيديو الذي سيطرح في الاسواق... «شنو هالبلشة»... والادهى من ذلك ان لدينا محطات تلفزيوينة خاصة تعرض أعمالنا بالكامل بينما وزارة الاعلام «طايحتلة تنتف» في أعمالنا القديمة
• شنو... نتفت؟
- مشاهد كاملة من مسلسلي «درب الزلق» و«الاقدار» ومشاهد كاملة من مسرحياتي «على هامان يافرعون» و«بنى صامت و«فرسان المناخ»... هي مسرحيات جميلة مراعية للعادات والتقاليد و«مافيها حرام و... حلال» مدري من شنو خايفة، أعمال حبكتها بسيطة ومن صميم المجتمع الكويتي والتي كانت تجد وما زالت رواجا جماهيريا كبيرا... وهي من تراث البلد... فلماذا تقوم وزارة الاعلام اثناء عرضها على تلفزيون الكويت بتقطيع المشاهد و«تنتيف ريشها»... هذه ثروة وطنية يجب المحافظة عليها وهي ذاكرة الناس، كيف تُمنتج وتتنتف بعد عرضها لاربعين وخمسين سنة... على تلفزيون الكويت عدم عرضها مقابل عدم تشويهها بينما نفس المسرحيات تعرض كاملة على المحطات الخاصة... فهل وصل الخوف الى هذه الدرجة؟؟؟
• في العصر الذهبي لوزير الاعلام الاسبق الشيخ الراحل جابر العلي كان الدعم عاليا؟
- ليس فقط الدعم... كان رحمه الله شيخا فنانا ومثقفا وعنده حس وطني عالي، كان ينزل الينا في الاستديو اثناء تمثيلنا لـ«درب الزلق» ويوجهننا... ويعلمنا... (هذه تنقال جذيه) و(هاللبس لازم يكون جذيه) كما كان رحمه الله يتدخل في صياغة الشخصيات... ولانه الرأس العود بالوزارة كان كل الوكلاء ينزلون معه للاستديو وينفذون تعليماته في توفير كل امكانيات النجاح... الشيخ جابر العلي رجل لن يتكرر في تاريخنا، وهو الذي وراء كل اشكال وأنواع الابداع التلفزيوني والمسرحي في البلاد... الان الوزير لا يطل عليك ولا يقدم لك دعوة لزيارة مكتبه او لتقديمنا لضيوف البلاد... أهمال وتجاهل يحز في النفس بينما حين نذهب لدول الخليج مثل السعودية يتعاملون معنا كشخصيات رسمية في قمة الاحترام والتقدير لتاريخنا، بينما في بلدنا «محد معبرنا» حتى أعمالنا ومسلسلاتنا التي تنتجها وزارة الاعلام ما «يوطوط» عندنا في اللوكيشن حتى حارس الوزارة... الله يرحم الشيخ جابر العلي اللي عز الكويت برعايته للثقافة والفنون في البلد.
• كيف ترى الأمور للخروج من النفق المظلم...؟
- ما دام وزارة الاعلام خايفة وتستسلم لتيارات التأسلم السياسي اللي لها اجندتها الخاصة وهي ضد مصالح البلد عليها ان لا ترفع قضايا ضد الكتاب والفنانيين «خل ترفع ايدها» من المسؤولية، و«خل تخلي اللي بيرفع علينا قضية نتواجه وياه امام القضاء».
• وأنت... لماذا لم ترفع يوما قضية على وزارة الاعلام التي أدخلت أنفها «المو حلو» وأصبحت طرفا غير محايد لمن رفع عليك قضية كما فعلوا معك في مسرحية «هذا سيفوه»؟
- ايام مسرحية «هذا سيفوه» كان الوزير الشيخ جابر المبارك والوكيل كان حمد الرومي وهم اصحابي لم أرفع قضية عليهم بصفتهم اصدقاء شخصيين
• لكنهم أحالوك للقضاء ولم يراعوا الصداقة؟
- صحيح... وصلتهم كتب تهديد وكان عليهم - بصفتهم الرسمية - احالتي للقضاء ويحطوني بسيارة جيب وزارة الداخلية...
• لا بد ان يكون لك رأي ورؤية للخروج من هذا النفق.
- على الحكومة أن تكون اكثر هيبة في تطبيق الدستور وأن تكون سياستها واضحة وعليها ان تتحمل مسؤلياتها فلدينا في البلد تيارات اخرى غير الاسلاميين منهم الليبراليون والمستقليون الوطنيون ورأي لتجار البلد اللي يهدفون للتطوير والاصلاح وجميعهم لهم حقوق «مو تعطي الخيط والمخيط لتيار واحد بس وهم يشقون ويخيطون ويتجاهلون بقية الشعب».
• هل تحويل وزارة الاعلام الى هيئة يكون اكثر نفعا؟
- ممكن...
• لكن تجارب دول الخليج مثل البحرين وقطر في تحويل وزارات اعلامها الى هيئات وزارية كانت نتائجها ولم ترفع من سقف الحريات... وبالتالي لم نلمس نهضة ثقافية وفنية كبيرة والسبب انها ظلت تحت قيادة وزير في حكوماتهم.
- هذا كانتقال مرحلي ليخف الفساد الاداري بوزارة الاعلام... لكني أنا قلبا وقالبا مع اتجاهات حكومتنا في التخصيص.
• بأي معنى؟
- حين تصبح وزارة الاعلام بيد قانون الخصخصة وتتحول الى شركات ومساهمين وفلوس مدفوعة فهي تهدف الى الكفاءة والجودة والربح ولن يكون لديها تكدس وظيفي كسول ولن تقبل بالواسطات والفساد، فالخصخصة ستطور البلد وهنا لن تملك تيارات التزمت السيطرة عليها اللي دمرت البلد في ثلاثين سنة ورجعتنا لنكون ذيلا لدول الخليج وستنفتح البلد في كافة المجالات من «اولها الى أتلاها» ويروح الانغلاق للأبد وتتعزز حريات التعبير ويزيد الفكر والابداع وينتهي «اثر البنج» الديني وتروح الربادة والكسل وخل الناس تترزق الله وتشتغل لصالح البلد ومستقبلة اللي نتمناه لها... الكويت وأهل الكويت يستاهلون كل خير وتقدم.
شخص من التيار الاسلامي اعترف بمحاولة اغتيالي ....أين الاحكام التي أخذتها الداخلية لحماية مواطن كويتي مثلي تعرض للاغتيال ودمروا محلاته... أسأل الداخلية والنيابة والقضاء في الكويت ماذا فعلوا في حقي العام لرد اعتباري وما العقوبات التي اتخذوها بحق المجرم الذي اعترف بجريمته هل البلد سايبة لهذه الدرجة ؟
مقابلة / حوار سياسي ساخن لم يخلُ من الفن
عبدالحسين عبدالرضا: بسبب هشاشة النصوص سأغيب عن الشاشة احتراما لجمهوري
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2010/05/26/04.28.01_main.jpg
عبدالحسين عبدالرضا
|كتبت ليلى أحمد|
منذ سنوات طويلة لم أتوقف عن زيارة مكتب الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا الذي هو من أعمدة تأسيس الفن في بلادي، وجرت العادة ان نحتسي فنجان القهوة الصباحية، ومع القهوة الساخنة نتناول هموم وشجون البلد، والوضع الفني، وقضايا أخرى.
مع هذا النجم الكبير بوعدنان أنهل تاريخا عريقا وتجربة فنية رائدة كانت سمة أول الفنون في بلادي والخليج العربي، تجارب أعتبرها ذخيرة حية مفيدة ومهمة لانها بعيدة عن التنظير الكلامي، بل هي من واقع الحياة اليومية التي لا تغيب مشاهدها عن عين احد، فهو ان مارس المسرح أو الدراما التلفزيوينة فهو موجود ومتابع وسط التغييرات المحبطة التي تحصل في الكويت، وان انزوى بعيدا وجلس في بيته فهو يملك عينى صقر وذهن مفكر واع يتأمل واقعنا السياسي والاجتماعي والفني المتغير ويرى انه يسير بغير الاتجاه الصحيح كما قال في حديثه الطويل لـ «الراي».
قد تنقطع أحيانا زيارتي لنجمنا المحبوب لفترات بسبب ظروف سفره أو ارتباطاته الفنية أو... ظروفي الحياتية والعملية الا انها تعود بذات القوة بعد فترة من الزمن، وفي هذه اللقاءات بيننا لا اكون متحدثة جيدة، بل مستمعة بامتياز مستغلة أدوات التحفيز الصحافي في طرح الاسئلة ليعبر عما يشغله.
عبدالحسين عبدالرضا من الكائنات التي عملت في مجال التمثيل ويستطيع إغفال وإخفاء أفكاره الشخصية ومشاعره تحت قناع ثابت، الا انه لا ينجح معي في إخفاء الهموم التي تظهر على قسمات وجهه الجميل، فأفكاره وفرحه أو حزنه تظهر على ملامحه، وغالبا أنجح في قراءتها،... وذات نهار صيفي منعش كانت لنا قهوة ساخنة وحوار ساخن في مكتبة... وهنا تفاصيله:
• سمعت أنك عائد لشاشة الدراما التلفزيونية لرمضان 2010؟
- من قال لك..؟
• النحلة... يعني انا «بحبشت» و... عرفت.
- فعلا... كانت نيتي العودة بقوة، لكن نظرا لهشاشة النصوص المتوافرة في الساحة الفنية واحتراما لجمهوري الذي عودته عبر تاريخي الطويل على تقديم كل جديد له، الا اني «هونت» فبين كل ما قدم لي وقرأته لم أجد نصا يحفزني على العمل، فقررت ألا أعود للشاشة، فالغياب أفضل من أن أقدم أي شيء لا يحترم جمهوري ولا قناعاتي.
• عملك الرمضاني في العام الماضي لم يكن «هالقد»..؟
- وانا معك... والعام الذي قبله ايضا لم يكن بالقدر الذي يرضي طموحي.
• هل تلوم الرقابة بوزارة الاعلام على موافقتها على أعمال ضعيفة وترفض النصوص القوية؟
- لا والله... الرقابة «رايتهم بيضه» ومتعاونين جدا ومسهلين الامور، لكن المشكلة في أزمة النصوص الدرامية
• لماذ تستفحل الازمة في عصر الحريات الواسعة فيما كنتم زمان ابان أعمالكم القديمة في ظل محدودية النصوص تعملون بغزارة وبشكل مجيد وما زالت اعمالكم باقية في ذاكرة
الناس وانت شخصيا كانت لك أفكار تصبح اعمالا فنية مذهلة
- نعم هذا صحيح الى حد كبير، كما اننا كنا كفريق عمل من أعضاء المسرح كل واحد يقول دوره ونضيف للعمل، وبالاتفاق كان كل شيء يسير بنجاح كبير... وفي ما يخصني حين أعمل لم اكن أقبل بالعمل كما هو بل أعدل به كثيرا وأتدخل به وأقلبه - فوق حدر - ليصبح ملائما لتصوراتي الفنية.
• والان... اين انت من تعديل النصوص التي قدمت لك ولم ترض عنها؟
- «مليت» وتعبت من التدخل في النصوص، فإلى متى سأظل اقلب النص وأعدله، الان نأخذ النص من الكاتب وأعرضه على ورشة عمل كتابية لتعدل به، ومع هذا لا يرضيني الى جانب انه مكلف جدا على صعيد تكلفة الانتاج والوقت والجهد فلا يمكن أن اظل في حالة قراءة دائمة ثم أقيم ورشة لتعديله وبالآخر النتائج لا تروق لي.
• اين تكمن الأزمة بالضبط في النص... أم في الحريات؟
- قبل الاجابة عن هذا السؤال الملغوم اريدك أن تتذكري ان معظم المسلسلات التي تعرض الآن هي عن الخطبة والزواج والطلاق ونحن بحاجة للكتابة عن السلبيات بهدف التنوير وإضافة وعي للناس، لذا نرى نصوصا مكررة قدمناها نحن قبل اربعين وخمسين عاما حتى الافيهات تتكرر مأخوذة من مثل كلمة «يبي له» التي كانت لزمة في اعمالي، أصبحت الآن منتشرة بشكل كبير كما ان بعض الشركات أخذت هذه «اللزمة» ووضعتها كاسم للشركة، ونحن مجتمع بسيط ليس به مشاكل المهنة التي تتعلق بالحرفيين كما نرى في الدراما السورية من الحدادين أو اللحامين او المقاومة ضد الفرنسيين كما نرى في المسلسل الشعبي «باب الحارة» بأجزائه الاربعة، وليس لدينا الباشوات والفلاحين الفقراء كما نرى في الدراما المصرية من زخم حياتي عال، إن واقعنا الخليجي به ولديه الكثير من المشاكل الحقيقية التي تستحق إبرازها، ومع هذا فكتاب النصوص غائبون عنها، لذا تتكرر الاعمال وتتشابه ولا تجدين لها طعما.
• أرى ان سطحية النصوص ناتجة عن الرقابة التي تسمح بإجازة هذه الاعمال؟
- ليست الرقابة... و«خل أبطها» بل المؤثرون في الساحة السياسية، فالرقباء يعملون موظفين بوزارة الاعلام وهي جهة حكومية تخاف من استجوابات النواب حول هذا العمل أو ذاك..
• وزارة تخاف..؟ شنو This؟
- ليست فقط وزارة الاعلام تخاف... حتى وزارة الداخلية تخاف... ولا تطبق قوانين البلد وهذا دفع بالتيارات الدينية لتتمدد وتسيطر على البلد.
• وسيعة بوعدنان... ما الذي يخيف وزارة الداخيلة بكل رجالها وعتادها؟
- لأضرب لك مثلا... بعد التحرير قدمت مسرحية «سيف العرب» وتعرضت لإطلاق نار واتهموا المخابرات العراقية وكنت لو ما الله ستر «بكون من صيد أمس» وبعد مرور سنة ضربوا محلاتي «مركز فنون للفيديو» في السالمية والفنطاس دمروها تماما بقذائف (الآر بي جي)...
• وبعدين
- وبعد ثلاث سنوات اعترف أحد المنتمين للتيار الاسلامي بفعلته... إذا طلعوا «مو العراقيين» وهاتفتني وزارة الداخلية لتقول ان أحد الاسلاميين اعترف بمحاولة اغتيالي وتدمير محلاتي وسألتني ان كنت أرغب في رفع قضية عليه... أنا أرفع قضية... أين دور وزارة الداخلية بعد اعتراف الجاني... أين الحق العام... السؤال المطروح... ما الاحكام التي أخذتها الداخلية لحماية مواطن كويتي تعرض للاغتيال ودمروا محلاته... أسأل الداخلية والنيابة والقضاء في الكويت ماذا فعلوا في حقي العام لرد اعتباري وما العقوبات التي اتخذوها بحق من اعترف بجريمته هل البلد سايبة لهذه الدرجة «كلمن يشيل سلاحه ويذبح بخلق الله»... فقط أريد من الحكومة أن تعلمني وأمام الملأ بجريدة «الراي» أن تطلعني على الاحكام والقرارات التي اتخذت ضد الشخص الذي تعدى علي في وضح النهار، أرجو من وزارة الداخلية أن تعطيني الاحكام الصادرة ضد المعتدي... فهل تجرؤ على كشف المستور... اشك طبعا.
• هكذا إذا؟
- نعم... والاكيد حفظت القضية وراح حقي العام من دون مساءلة ليس خوفا من الشخص الذي حاول اغتيالي ودمر محلاتي بل الخوف من اللي وراه... هل وضحت الصورة، الحكومة «تخاف» من التيارات المتأسلمة وهي كل يوم تتمدد «ما لقت جدامها أحد... واكتسحت كل شيء» وبقينا وسنظل لأكثر من 30 سنة جديدة مكتومين النفس وكل واحد فيهم جهارا نهارا يشكك في دين الكويتيين وولاء ذاك ليش احنا جايين من كوكب المريخ مو كأننا عيال الديرة، فخلقوا فتنة وتشرذما وشرخا في صف الوحدة الوطنية
• هل تقصد فئة معينة باشاعة الشرخ في صف وحدتنا الوطنية؟
- أقصد كل المتطرفين بجميع أطيافهم من السنة والشيعة... كلاهما لا يفيد البلد في شيء، الولاء الحقيقي يجب أن يكون لله من دون وسطاء ومن ثم للوطن الذي لا يعلى عليه ولا يجب أن يكون للمذهب... أو اي قبيلة أو فئة..
• الموضوع... كبير؟
- طبعا و«الشق عود» هذه ليست الكويت التي نعرفها... «الواحد صار مخنوق» في البلد والسبب الاخرالذي «مودي البلد ورا الشمس» هو أداء بعض النواب من التيارات المتأسلمة...
• تركز كثيرا على التيارات الدينية؟
- ومن وراء كل هذا البلاء غير التيارات الدينية بكل أطيافها ومجاملة الحكومة ورعبها منهم، وأنا شخصيا لا اعتبرها تيارات دينية هم جماعة نسميهم تيارات التأسلم السياسي يستغلون الدين في ما هو ليس به، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم امر أمة الاسلام بـ «اقــرأ»... وهو يعني تفتح العقل والمدارك ورؤية نتائجها على الارض في جميع مسارات الحياة، ونحصل بالتالي على التطور التراكمي الطبيعي الذي قرأنا عنه في تاريخنا الاسلامي والعربي ونراه الآن متحققا في الامم الحية في كل مناحي الكرة الارضية... عندنا ارهاب في اغلاق الفكر على «الحرمنة»... يا هذا حلال يا ذاك حرام... يا اما عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح... هل نحن لسنا ابناء هذا المجتمع هل أتينا من كوكب آخر... السنا نعرف بالفطرة وبالتربية ومن مجتمعنا... الفرق بين الحلال والحرام، وما تفرضه عاداتنا وتقاليدنا التي نجلها وفي جميع أعمالنا الفنية احترمناها... إنما مع الاسف اخذها الاخوان شماعة لتخويف الجميع وهذا ما حصل.
• منذ نشأة الكويت قبل النفط لم يكن الامر كذلك؟
- طبعا لم تكن الامور كذلك، في هذا البلد رجال كبار بعطائهم ساهموا في عصر التنوير وهم من أدخلوا التعليم النظامي في البلاد أنشأوا المدارس مثل الشيخ عبدالعزيز الرشيد والشيخ يوسف بن عيسى القناعي وكان هؤلاء شيوخ دين وفقه مستنيرين، ولاؤهم لبلدهم وحلمهم تطويره، كما قدم الكثيرون وقتهم وجهدهم لصالح البلد - قد انسى بعض الاسماء.. فمسامحة في كل مجالات الحياة وورث التنوير أجيال متعاقبة ومنها المجال الثقافي والفني مثل الكاتب المسرحي حمد الرجيب وفنانون آخرون وتناولها منهم الاستاذ عبدالعزيز حسين، ووزير الاعلام الراحل الشيخ جابر العلي والفرق المسرحية الاهلية... كل هذا النشاط الرائع كان مواكبا لحركة رجال كبار أسسوا مجلس الامة وشاركوا في صياغة الدستور الذي في احد أهم بنوده «حق حرية التعبير» من دون إساءة... أين نحن الان من كل هؤلاء المؤسسين العظماء لبلدنا أين نحن الآن من عصر التنوير والحريات الفكرية والمدنية التي كانت تعيش لأجل الكويت مواكبة لروح العصر في تلك الفترة... «اللي قاهرني» اننا نعيش من ثلاثين سنة في نفق مظلم بسبب تيارات التزمت «اللي متروك لها الخيط والمخيط» وكأن كل تاريخ البلد شيء لم يكن.
• قد تكون أزمة وتعدي... برأيك الى ماذا يعود هذا التراجع...؟
- لا أتفق معك إنها ازمة وتعدى... لان التراجع مستمر وهذا سببه الحكومات الضعيفة ووزراء الاعلام الذين انحنوا أمام الخوف على المنصب، غالبية أعضاء مجلس الامة لا يهمه البلد وتراجعه للخلف وفساده الاداري والمالي وهذا جر معه تخلف مناهج التعليم وخدمات الصحة والرياضة والمسرح والسبب ان غير المؤهلين أصبحوا على رأس هذه الوظائف فاصبح لدينا ترهل وتكدس وظيفي والتعيين يتم ليس على اساس الكفاءة انما عشان هذا واسطته «قبيلته» وذاك واسطته «طايفته» والثالث «عائلته»... وهذا «مواخيذنا»... والفساد كما قال سمو الامير ما تشيله البعارين... انظري لوزارة الاعلام يتكدس بها اكثر من خمسة عشرة الف موظف ثلاثة ارباعهم «مايداومون»... صارت المحسوبية هي سيدة القرار والواسطات وهذا كله سببه تيارات التراجع للخلف المسيطرة تماما على كل مقدرات مجتمعنا المدني... أهذا ما يريدونه... «استانسوا انهم خاطفين البلد»
• ما قلته تشكل قضايا «درامية» رائعة لشاشة التلفزيون؟
- ماذا... عفوا... اشقلتي؟
• أعتقد إنك فاهمني؟
- واذا وزير الاعلام بنفسه غير مهتم بتطوير أجهزته ولا حريص على تنفيذ بنود الدستور الكافل للحريات... لأقل لك مثلا من تاريخي... حين عرضنا مسرحية «هذا سيفوه» الوزارة اجازت النص فقامت بإحالتي «وحدي» الى القضاء، بسبب قضية رفعها أحدهم ضد المسرحية... تذكري إن الوزارة هي التي سمحت وأجازت النص وسمحت بعرضه، وأنا أسير وفق الانظمة المعمول بها، اذا لايمكنني عرض مسرحية جماهيرية للناس من دون موافقة وزارة الاعلام، وهي من المفترض أن تبقى جهة محايدة، وتطلب من المتضرر اللجوء للقضاء لكن مع الاسف هي التي أحالتني للقضاء واخذوني في سيارة الشرطة جدام الله وخلقه... هل هذا يجوز؟
• محشوم... طبعا ما يجوز... لأن عندنا مؤسسات الدولة المدنية التي نعتز بها من مجلس تشريعي وتنفيذي وقضاء مستقل يستند على الدستور
- هذا «الحجي السنع» وهذا ما يفترض أن يكون... الا ان وزارة الاعلام «طينتها» بسبب خوفها من تيارات التزمت فوضعتني بوجه المدفع، وزادت ان قامت بتكليف ثلاثة رقباء ليقولوا امام القاضي «ان هذه الفقرة في المسرحية لم نوافق عليها»... فطلبت إثبات كلامهم من خلال كتاب رسمي تم توجيهه لي، ولانه لم يكن حقيقي لم يملكوا شيئا، لانه لم يحصل وإدعائهم كاذب... أليس من المفترض على وزارة الاعلام الاحتكام للدستور والا تحب تظل الامور «طرطنقية»... الهذه الدرجة وصل الضعف بوزارة الاعلام التي هي الحكومة... وين هيبة الدولة عيل؟
• أنا شخصيا أوجه اللوم للتيارات - بما تسمى الوطنية - الصامتة دون تفعيل وهي تشاهد التراجع العام وتسكت...؟
- واذا طلع لك نائب يطرح قضية إلغاء القروض البنكية... والثاني يطرح زيادة المعاشات «على شغل ما ميش» وين يقدر النائب الوطني وهم موجودون فعلا وين يقدر ينافس هذا الطرح فما يهم الناس بالدرجة الاولى أكيد ليس المسرح والفنون انما المشاكل الحياتية اليومية فيضعف دورهم.
• لست أثق بهذا الرأي فالبرلمانيين عليهم الدفاع عن مكتسبات المجتمع في مواجهة قوى الرجعية ويجب أن يتقدموا بالمجتمع للامام لكن ضعفهم امام تيارات التأسلم السياسي يشارك في «جريمة» العودة للخلف... منو بقى لنا؟
- وماذا تفعلين بسبب انكماش الوعي... كل واحد يختار نائبا من قبيلته أو طائفته وعايلته و«ملته» لتنفيذ مصالح آنية مو مصلحة الكويت
• اذا إنكماش الوعي العام أدى الى ضعف النصوص...؟
- لان البلد برأيي مختطفة مكتومة النفس، وغسيل مخ للاجيال المتعاقبة وأوجه تحية للكاتب فؤاد الهاشم لآرائه الرائعة التي قالها في قناة «سكوب» ماذا تفعلين لأجيال تتخرج محفوفة بالخوف من التيارات الدينية، واحد يتخرج ومايعرف يكتب دراما مع اني اشوف في كفاءات فردية وطاقات وخامات ممتازة بس ضايعة ومضطرة تقدم أعمالا مكررة وسطحية والسبب وزير الاعلام الخايف من الاستجواب ومستسلم هو والحكومة لتيارات التزمت اللي خلتنا مكانك راوح في بحر التخلف.
• أكثر من خطاب لسمو الامير يبدي به انزعاجه من «كتم البلد» والقرار كما نعلم بيد أعضاء مجلس الأمة.
- سمو الامير أكثر انفتاحا في الفكر والرؤية وهو أبو الجميع وأمره مطاع، ولو إن وزارة الاعلام تتمثل به وتنفذ رؤيته لكنا بخير... لكن المسؤلية ترجع لوزارة الاعلام فحتى لو وافقت على النص ومجرد ما أعرض عملي وقد يحصل احتجاج من تيارات التأسلم السياسي حتى «تقطني على صخر» وترفع يدها عني مع انها تتحمل المسؤلية المباشرة وهذا يخلي اي منتج يتردد في تقديم عمل حقيقي يلامس قضايا وواقع المجتمع
• لماذا برأيك أرى سقف حرية الصحافة أعلى من الدراما التلفزيوينة؟
- بحسب عقليتهم فهم يعتقدون ان انتشار الصحافة الورقية محدود وغير مؤثر وكمية طبع الجريدة محدودة... لكن في التلفزيون والمسرح المشاهدة أعلى... لأقل لك اكثر.
• هات ما عندك فكلي آذان صاغية.
- «ابتسم»... تصوري ان النص المسرح مراقب مسبقا وكذلك النصوص الدرامية التلفزيوينة، ورقابة اخرى على التصوير التلفزيوني ورقابة رابعة على الفيديو الذي سيطرح في الاسواق... «شنو هالبلشة»... والادهى من ذلك ان لدينا محطات تلفزيوينة خاصة تعرض أعمالنا بالكامل بينما وزارة الاعلام «طايحتلة تنتف» في أعمالنا القديمة
• شنو... نتفت؟
- مشاهد كاملة من مسلسلي «درب الزلق» و«الاقدار» ومشاهد كاملة من مسرحياتي «على هامان يافرعون» و«بنى صامت و«فرسان المناخ»... هي مسرحيات جميلة مراعية للعادات والتقاليد و«مافيها حرام و... حلال» مدري من شنو خايفة، أعمال حبكتها بسيطة ومن صميم المجتمع الكويتي والتي كانت تجد وما زالت رواجا جماهيريا كبيرا... وهي من تراث البلد... فلماذا تقوم وزارة الاعلام اثناء عرضها على تلفزيون الكويت بتقطيع المشاهد و«تنتيف ريشها»... هذه ثروة وطنية يجب المحافظة عليها وهي ذاكرة الناس، كيف تُمنتج وتتنتف بعد عرضها لاربعين وخمسين سنة... على تلفزيون الكويت عدم عرضها مقابل عدم تشويهها بينما نفس المسرحيات تعرض كاملة على المحطات الخاصة... فهل وصل الخوف الى هذه الدرجة؟؟؟
• في العصر الذهبي لوزير الاعلام الاسبق الشيخ الراحل جابر العلي كان الدعم عاليا؟
- ليس فقط الدعم... كان رحمه الله شيخا فنانا ومثقفا وعنده حس وطني عالي، كان ينزل الينا في الاستديو اثناء تمثيلنا لـ«درب الزلق» ويوجهننا... ويعلمنا... (هذه تنقال جذيه) و(هاللبس لازم يكون جذيه) كما كان رحمه الله يتدخل في صياغة الشخصيات... ولانه الرأس العود بالوزارة كان كل الوكلاء ينزلون معه للاستديو وينفذون تعليماته في توفير كل امكانيات النجاح... الشيخ جابر العلي رجل لن يتكرر في تاريخنا، وهو الذي وراء كل اشكال وأنواع الابداع التلفزيوني والمسرحي في البلاد... الان الوزير لا يطل عليك ولا يقدم لك دعوة لزيارة مكتبه او لتقديمنا لضيوف البلاد... أهمال وتجاهل يحز في النفس بينما حين نذهب لدول الخليج مثل السعودية يتعاملون معنا كشخصيات رسمية في قمة الاحترام والتقدير لتاريخنا، بينما في بلدنا «محد معبرنا» حتى أعمالنا ومسلسلاتنا التي تنتجها وزارة الاعلام ما «يوطوط» عندنا في اللوكيشن حتى حارس الوزارة... الله يرحم الشيخ جابر العلي اللي عز الكويت برعايته للثقافة والفنون في البلد.
• كيف ترى الأمور للخروج من النفق المظلم...؟
- ما دام وزارة الاعلام خايفة وتستسلم لتيارات التأسلم السياسي اللي لها اجندتها الخاصة وهي ضد مصالح البلد عليها ان لا ترفع قضايا ضد الكتاب والفنانيين «خل ترفع ايدها» من المسؤولية، و«خل تخلي اللي بيرفع علينا قضية نتواجه وياه امام القضاء».
• وأنت... لماذا لم ترفع يوما قضية على وزارة الاعلام التي أدخلت أنفها «المو حلو» وأصبحت طرفا غير محايد لمن رفع عليك قضية كما فعلوا معك في مسرحية «هذا سيفوه»؟
- ايام مسرحية «هذا سيفوه» كان الوزير الشيخ جابر المبارك والوكيل كان حمد الرومي وهم اصحابي لم أرفع قضية عليهم بصفتهم اصدقاء شخصيين
• لكنهم أحالوك للقضاء ولم يراعوا الصداقة؟
- صحيح... وصلتهم كتب تهديد وكان عليهم - بصفتهم الرسمية - احالتي للقضاء ويحطوني بسيارة جيب وزارة الداخلية...
• لا بد ان يكون لك رأي ورؤية للخروج من هذا النفق.
- على الحكومة أن تكون اكثر هيبة في تطبيق الدستور وأن تكون سياستها واضحة وعليها ان تتحمل مسؤلياتها فلدينا في البلد تيارات اخرى غير الاسلاميين منهم الليبراليون والمستقليون الوطنيون ورأي لتجار البلد اللي يهدفون للتطوير والاصلاح وجميعهم لهم حقوق «مو تعطي الخيط والمخيط لتيار واحد بس وهم يشقون ويخيطون ويتجاهلون بقية الشعب».
• هل تحويل وزارة الاعلام الى هيئة يكون اكثر نفعا؟
- ممكن...
• لكن تجارب دول الخليج مثل البحرين وقطر في تحويل وزارات اعلامها الى هيئات وزارية كانت نتائجها ولم ترفع من سقف الحريات... وبالتالي لم نلمس نهضة ثقافية وفنية كبيرة والسبب انها ظلت تحت قيادة وزير في حكوماتهم.
- هذا كانتقال مرحلي ليخف الفساد الاداري بوزارة الاعلام... لكني أنا قلبا وقالبا مع اتجاهات حكومتنا في التخصيص.
• بأي معنى؟
- حين تصبح وزارة الاعلام بيد قانون الخصخصة وتتحول الى شركات ومساهمين وفلوس مدفوعة فهي تهدف الى الكفاءة والجودة والربح ولن يكون لديها تكدس وظيفي كسول ولن تقبل بالواسطات والفساد، فالخصخصة ستطور البلد وهنا لن تملك تيارات التزمت السيطرة عليها اللي دمرت البلد في ثلاثين سنة ورجعتنا لنكون ذيلا لدول الخليج وستنفتح البلد في كافة المجالات من «اولها الى أتلاها» ويروح الانغلاق للأبد وتتعزز حريات التعبير ويزيد الفكر والابداع وينتهي «اثر البنج» الديني وتروح الربادة والكسل وخل الناس تترزق الله وتشتغل لصالح البلد ومستقبلة اللي نتمناه لها... الكويت وأهل الكويت يستاهلون كل خير وتقدم.