سمير
05-26-2010, 06:55 AM
التنظيمات السلفية مجرد مسميات.. ومستقبل الكويت مظلم وسيكون أسوأ
كتب لافي النبهان - النهار
Lafy12@gmail.com
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/05/26/212029_2_main.JPG
أكد النائب الاسبق عبدالله عكاش ان الوضع في البلاد اصبح سيئاً جداً، لافتا الى انه ينتقل من سيئ الى أسوأ، خاصة مع تردي الخطاب بين النخب السياسية. وتوقع ان يكون المستقبل مظلماً طالما لم يوجد مشروع متكامل ينتشل البلاد من الفوضى الحالية. وقال عكاش خلال حواره مع «النهار» اننا لسنا ضد الحكومة لاشخاصها وانما لطرحها ورؤيتها وعملها.
وأشار الى ان النواب هم من يتحملون المسؤولية عن هذا الوضع لانهم غفلوا عن دورهم التشريعي وركزوا على الجانب الرقابي الفوضوي بعيداً عما يلبي الطموح. واعتبر ان السرقات الكبيرة التي تحدث الان يتم التغاضي عنها من خلال ابراز قضايا هامشية، لافتا الى ان الحيتان وخلال صراعهم يعمدون الى انهاء الناس بعيداً عن مشروعات التنمية وما يحدث فيها.
وأضاف عكاش: ان حزب الامة هو الوحيد الذي يقدم مشروعا متكاملا للاصلاح السياسي، لافتا الى ان الحكومة تواجه الان 50 حزباً هم عدد النواب، لذا تعمد الى اجتذاب العدد الاكبر منهم لجانبها لتمرير ما تريده من مشروعات او قوانين وهو ما يؤدي الى احداث نوع من المواءمة والترضية.
ودافع عكاش عن زعيم تنظيم القاعدة، معتبراً انه يجاهد في سبيل الدفاع عن ارض الاسلام، رافضاً في الوقت ذاته اي ضرر يوجه الى المسلمين.
وهنا تفاصيل الحوار:
كيف ترى الوضع السياسي الذي تعيشه الكويت الآن؟
الوضع سيئ جداً ونعيش فوضى سياسية على الصعيد التشريعي والتنفيذي ونجد عدم وضوح الرؤية لدى العديد من المواطنين في غياب الاولويات، ومن عام الى اخر يزداد الانحدار، وكذلك نجد الخطاب لدى النخبة السياسية في ترد كبير جداً خاصة في القوى السياسية المتمثلة في البرلمان فتجدها تحابي لاجل مصالح انية ومكتسبات وقتية لمصلحتها مع الحكومة، والوضع السيئ يحتاج الى نهضة وعمل جماعي وليس فردي.
كيف ترى المستقبل في ظل الأوضاع التي وصفتها بالسيئة؟
لاشك في ان المستقبل مظلم وهذا نتاج تراكمات من سنوات ماضية وسيكون أسوأ ان لم يوجد مشروع متكامل ينتشل البلد من الفوضى السياسية.
وماذا عن مشروع حزب الامة للاصلاح السياسي؟
لاشك في ان مشروع حزب الامة من أفضل المشاريع التي قدمت وهو متكامل نوعاً ما في قضية الاصلاح السياسي منها وجود حكومة منتخبة وعمل جماعي برلماني وليس فردي فالحكومة الان تواجه 50 حزباً وليس حزبان او ثلاثة.
قضية إدارة
تركيزكم على حكومة منتخبة هل هو طرح واقعي قابل للتطبيق؟
حتى لو لم نصل الى الحكومة المنتخبة فيجب ان يكون هناك عمل جماعي وحزبي منظم وليس فوضى، ونحن لسنا ضد الحكومة لاشخاصها بل لطرحها ورؤيتها وعملها، لاننا نتكلم عن قضية ادارة بلد، ونحن لا نحمل الحكومة بقدر ما نحمل نواب الامة المسؤولية لانهم غفلوا عن دورهم التشريعي وركزوا على الرقابي الفوضوي وليس رقابياً فعلياً له مصلحة عامة يلبي الطموح والوصول الى الحكومة المنتخبة ويحتاج الى تمهيد من خلال أحزاب سياسية ومشاركة حقيقية في الحكم، فالديموقراطية لا تكون الا بوجود احزاب سياسية وعمل جماعي منظم وفق برنامج عمل معين وان نقضي على الصراعات المفتعلة في الشارع الكويتي من قبيل بادية وحضر وسنة وشيعة وهي جاءت لالهاء الشعب الكويتي عن قضايا اساسية كبيرة جداً من هدر المال العام وعدم توزيع عادل للثروة بل ان السرقات الكبيرة التي تحدث الان يتم اغفالها او التغاضي عنها من خلال ابراز قضايا هامشية غير مهمة.
تقول ان الصراعات مفتعلة من الذي يفتعلها؟
من قوى واقطاب خارج البرلمان والحكومة لاثبات وجودها او كأقطاب تجارية للصراع المالي والموجود حالياً في الكويت وهو صراع كبير جداً يثير صراعات جانبية حتى يشغل الرأي العام عن الخلل في مشاريع التنمية وتنفيذها فتجد انحداراً في الخطاب السياسي حتى لا تكون هناك رقابة من قبل نواب الامة لتدهور عجلة التنمية، فنجد الكثير من المشاريع التي اقرتها الحكومة عليها شبهات كبيرة جداً مثل طوارئ الكهرباء وستاد جابر، وهذا الفعل جاء لتغطية فشل الحكومة في مواجهة الفساد المالي والاداري والحكومة اعترفت بوجود الفساد، فيكف تتم مواجهة الفساد بوجود هذه العقلية ونحن نرى شراء ولاء النواب في قاعة عبدالله السالم حتى تكون هناك اغلبية وهذا حق للحكومة حتى تستطيع تنفيذ مشاريعها لكن للاسف الشديد الحكومة لديها اغلبية نيابية لكن لا توجد عدالة في المجتمع الكويتي.
وما الفائدة من اشهار الاحزاب اذا كانت هي موجودة واقعاً؟
نعم الاحزاب موجودة والحكومة تتعامل معها، لكن لماذا لا نشهرها ونعرف مصادرها المالية وانتماءها وكوادرها وبرنامجها اما ما يحدث الان فشيء هلامي ولا يمكن ان تسمح لاي شخص بالانضمام اليها الا ان يكون هناك قانون ينظمها ومن خلاله استطيع ان اسجل اسمي في تنظيمها، اما الان فانضمامك لها مرفوض، الان اربعة اشخاص من الحزب الفلاني يتعاملون مع الحكومة ويهمش القطاع الكبير من كوادره.
هل أي شخص يستطيع الانضمام الى حزب الامة؟
حزب الامة مفتوح لجميع ابناء الشعب الكويتي، لكن انا اتكلم عن جميع الاحزاب، الان لو أردت ان اسجل في الجمعية العمومية لحركة «حدس» والتجمع السلفي والليبراليين فانهم سيرفضون ذلك.والحكومة تتعامل معهم على ان وراءهم تياراً كبيراً وبالاخير لا تجد لهم قاعدة شعبية، واذا تم اشهار الاحزاب فسيظهر الحجم الحقيقي لها.
لماذا ترفض التيارات الانضمام اليها؟
لانها تيارات نخبوية وانتقائية.
هل انت حالياً منتم الى حزب الامة؟
تنظمياً لست مع حزب الامة، فانا امثل رأيي الشخصي ومسؤول، لكن اميل الى حزب الامة وارى ان عملهم هو الصواب.
ما الذي تغير فأنت شاركت في الانتخابات باسم حزب الامة؟
نعم انا شاركت باسم الحزب في الانتخابات ولكن انا لدي بعض المفارقات في الطرح التنظيمي والان انا رسمياً لست منضما للحزب.
هل خسارتك في الانتخابات لها تأثير في موقفك من الحزب، خصوصاً انك ربما تفاجأت بعدم وجود قواعد كبيرة لهم؟
خسارتي في الانتخابات ليس لها تأثير على موقفي وانا اعرف مسبقاً انه ليست لديهم قواعد جماهيرية، فأنا احمل فكراً ولم أر في التيارات السياسية من يحمل فكراً الا حزب الامة.
وهل هذا الفكر اسلامي؟
اولاً يهمني دين الله ولكن ايضاً يهمني مصلحة الشعب الكويتي وان ما يحصل الان من مسرحيات كبيرة في مجلس الامة والمهزلة التي تحصل في الساحة السياسية هي نتيجة لعدم وجود تنظيمات فاعلة.
اعتقد انك تتمنى تطبيق الشريعة بما انك اسلامي؟
نعم اتمنى ذلك.
ولكن حزب الامة لم يسع ولم يعلن ان هدفه تطبيق الشريعة؟
لا اعتقد وجود احد في الحزب لا يريد تطبيق الشريعة.
ولكن هم لم يذكروا ذلك؟
هذا مذكور في الدستور.
ولكنهم يريدون تغيير الدستور؟
الان يطرح موضوع دستور جديد لتحكيم شرع الله.
كيف يريدون تطبيق الشريعة وحزبهم يضم عددا من التيارات المتعارضة فكرياً؟
انا لا اعرف هذا الامر وهذا شيء جديد وانا لاول مرة اسمع هذا الكلام.
ولكن هذا الكلام ذكره رئيس الحزب د. عواد الظفيري؟
الذي اعرفه انه لا يمنع من الانضمام للحزب بغض النظر عن فئته وطيفه اذا كان مؤمنا بمبادئ الحزب وهي كلها بالاخير مبادئ لا تصطدم مع الشريعة الاسلامية، والنبي تعامل مع الجميع وحتى مع اليهود ونحن نمثل الامة بجميع طوائفها وانا لست ضد فئة او طائفة من المجتمع الكويتي، نحن لدينا فساد سياسي نحتاج الى علاجه بمشاركة الجميع.
التنظيمات السلفية
هل انت سلفي؟
انتمائي سلفي، والذي ليس سلفيا ليس مسلماً، لان السلف هم النبي «صلى الله عليه وسلم» وصحابته، والكل سلفيون، اما التنظيمات السلفية فهذه مسميات والكل يغني على ليلاه ولكننا نتكلم عن الانتماء فنحن ننتمي الى ما جاء به كتاب الله وسنة نبيه «صلى الله عليه وسلم» وما كان عليه الصحابة.
لكن هناك اختلافات واجتهادات؟
صحيح.. ولكن وفق النصوص الشرعية.
ابرز الاختلافات التي ظهرت اخيراً بين السلف انفسهم حرب الفتاوى حول اسقاط القروض فبعضهم حللها وبعضهم حرمها؟
هذه مصطلحات ومسميات جديدة، فالسلف ما كان عليه النبي وصحابته والفيصل في الاختلاف هو النص الشرعي.
لكن حتى النص الشرعي تم الاختلاف على تفسيره؟
انا اتكلم عن نفسي وليس عن غيري وانا لا اختلف مع احد حول النص الشرعي.
لنتكلم عن القروض هل انت مع اسقاطها؟
هناك الكثير من الفتاوى اجازت اسقاط القروض، وهي مسألة اجتهادية، بعضهم يرى انها تجوز وبعضهم لا يرى ذلك ولكن انت تحترم رأيي وانا احترم رأيك، وانا أؤمن باسقاط القروض لان المال ملك للشعب ونحن نرى ان المال يتم تبديده على الكثير من الدول، اما الاراء الاخرى فلا تهمني شيئاً فانا ارى اعانة اي مسلم.
طبعاً رأيك تطرحه وفق مصدر شرعي وليس وفقاً لهواك ونحن نرى ان هناك قضايا مصيرية تهم الوطن والمواطن نجد عليها اختلافا شرعياً كبيراً فلماذا لا تكون هناك مرجعية او هيئة معينة تحسم الخلاف ويكون قراراها ملزماً للجميع؟
قضية المرجعية لا تكون الا بوجود علماء مستقلين، يأخذون رواتبهم من بيت مال المسلمين، اما الان فاكثرية العلماء الا ما رحم الله اتباع سلطان، اما حكومات توجه هذا الامر او آراء ونحن نفسر المواضيع كقضايا برلمانية اما اذا كانت قضايا شرعية فنحن ملتزمون بها، الفتاوى الشرعية اذا كانت لا تجوز اسقاط القروض فيجب ان اخذ بها واذا كان العكس فيجب كذلك ان اخذ بها.
ولكن أحمد باقر وغيره من التجمع السلفي استندوا الى فتاوى ولذلك فهي شرعية وليست سياسية؟
لا أريد الخوض في هذا الامر، والكثير من اعضاء التجمع السلفي ردوا على أحمد باقر وغيره.
هل كنت منتميا للحركة السلفية؟
أنا لم ادخل في أي تنظيم سياسي فعليا، ولكن اتعاطف معهم وأؤيد افكارهم.
ما رأيك في توجهات الحركة السلفية وخصوصاً الجهادية؟
هذا السؤال يوجه اليهم.
انا اسألك لانك قلت انك تتعاطف معهم وتؤيد افكارهم؟
الحركة السلفية دعوية وسياسية اتجهت الى طرح قضايا جريئة في المجتمع الكويتي في الفترة الماضية، بل كانوا هم الابرز تنظيماً اسماً وظهوراً في الساحة من خلال طرح بعض القضايا السياسية، والطرح يجب ان يكون وفق كتاب الله وسنة النبي «صلى الله عليه وسلم» سواء من الحركة السلفية او التجمع السلفي وحتى الليبراليين اذا كانوا يؤمنون بالاسلام وبدستور الكويت الذي ينص على ان دين الدولة الاسلام.
والحركة السلفية كان لها دور فعال في القضايا الخارجية مثل قضية غزة وغيرها وهذا الطرح يميل له كل مسلم وتأييد المسلمين المضطهدين في فلسطين.
بن لادن والمد الغربي
وماذا عن الطرح الجهادي والتأييد العلني لفكر بن لادن؟
الجهاد فيه نص شرعي وهو ماض الى قيام الساعة، والجهاد لا أنا ولا انت نستطيع تقييمه.
لنطرح السؤال بشكل اخر هل انت مع ما يقوم به بن لادن؟
أي شيء فيه ترويع المسلمين نحن نقف ضده ولكن بن لادن يقوم بمقاومة المد الغربي والحملة الصليبية ضد المسلمين وعلى أقطاع
العالم الاسلامي كله وهو تولى وحارب أميركا ولم يحارب المسلمين.
وماذا عن الارهاب الذي ضرب الكويت قبل فترة؟
انا لا اعتقد انها من فكر بن لادن بل هي ردود افعال من شباب متحمس.
وأحداث 11 سبتمبر؟
هذه احداث خارجية وعالمية، ولا يعنينا هذا الامر، وهم بالاخير يسيرون وفق ما يرونه «ما هم رادين لا عليّ ولا على غيري» والحقيقة ان هناك اخطاء في كل التنظيمات لانهم لا يحملون مشروعا سياسيا للأمة ولو وصل الاسلاميون الى الحكم لاقصوا الليبراليين والعكس صحيح، لانهم يعيشون في فوضى ليس هذا منهج النبي ولا الدين الاسلامي الذي ارتضاه الله، الاسلام يشمل الجميع ودين رحمة ولكن للاسف التيارات الاسلامية لا تحمل مشروعا متكاملا للامة وهذا الامر ينطبق على الليبراليين.
ما رأيك في التقارب بين التجمع السلفي والحكومة؟
لا يوجد تحالف حكومي مع التجمع السلفي بل هي ادوات فالحكومة تستغل التجمع لانهم لا يحملون رؤية، فما بينهم قضايا مصلحية وقتية لان السلف لا يحملون هما ولا رؤية وتستغلهم الحكومة بعد ذلك تتم تنحيتهم.
ولكن التجمع السلفي تيار عريق وله قواعد جماهيرية كبيرة وله ذراع قوية في العمل الدعوي؟
العمل الدعوي في المناطق الخارجية صحيح ولكنها اضعفت سياسيا والتجمع له بعض التمثيل عائليا من خلال بروز النائب خالد السلطان وكذلك علي العمير والا فلا يمكن من دون دور العوائل ان يكون لها ممثل.
هل تقصد ان النائبين السلطان والعمير لا يمثلان التجمع السلفي؟
لا اقصد ذلك، هما يمثلان السلف لكنهما لم ينجحا من خلال القواعد السلفية مثل النائب جمعان الحربش فهو لم ينجح لانه منتمن لحدس بل نجح للدعم الكبير من قبيلته والقبائل الاخرى وبعض المنتمين لحدس، وكذلك النائب وليد الطبطبائي لم ينجح لانه سلفي بل لاسم عائلته ولطرحه السياسي.
هل تقدمت بمشروع قانون لتعديل المادة الثانية؟
نعم تقدمنا بمشروع كان يتمناه النائب فيصل المسلم في 2005 وهذا من المسلمات لدينا لانه لابد ان يكون الحكم لله عز وجل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
الحكم وطني
هل تقصد ان الكويت ليست دولة اسلامية؟
نعم الكويت ليست دولة اسلامية والحكم فيها وطني، وهذا موجود في المحاكم ولا يستند على الشريعة الا في الاحوال الشخصية، الكل يعلم بهذا الامر.
هل السكوت عن هذا الامر جائز شرعا؟
لا يجوز ونحن لم نسكت عن هذا الامر ورأينا انه لابد من تغيير هذا الامر.
لو نجحتم في مساعيكم هل ستطبقون الحدود؟
هذا نص شرعي لابد ان يطبق، الان أليس القاتل يعدم بالكويت.
ولكن هل الشنق امر شرعي؟
نحن نغيره «شوي» ونأتي بالشرع اي من الشنق الى القصاص الى ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى.
وقطع يد السارق؟
نعم فهذه حدود لا احد يستطيع ان يجامل بها، ما أتى به الله سبحانه وتعالى يجب ان يطبق.
على اي مذهب تطبقون الحدود؟
دين الدولة الاسلام ومنهجها المالكي وهذا ما ذكره الشيخ مبارك عند تأسيس الدولة، واما الاختلافات فهناك نص في قطع يد السارق اما كيفية القطع فيتم الاتفاق عليها ولا مشكلة في ذلك ولكن قبل تطبيق الحدود يجب اعطاء الناس حقوقهم من خلال العدالة وعدم الظلم والابتعاد عن العنصرية واقصاء الآخر الذي يحدث في المجتمع، وبعد ذلك تدريجيا نصل الى المرحلة التي نطبق فيها الحدود، ونحن لسنا اعداء لاحد ولا لطوائف او اديان اخرى بل ديننا دين الرحمة، والميزان الحقيقي هو العدل وبعد ذلك ربما لا تحتاج الى تطبيق الحدود لان الناس ستحس بالعدل ولن يعارض احد ذلك.
ما علاقة الحزب بأميركا، خصوصا ان هناك وفدا من الكونغرس الاميركي زاره ولم يزر احزابا عريقة أليس هناك شيء ما؟
انا اقول لك لماذا، لانهم يرون ان حزب الامة هو الحزب التنظيمي والديموقراطي الوحيد في الكويت، وليس هم فقط من جلسوا مع حزب الامة، بل اغلب المعارضة العراقية وغيرها عندما تأتي الى الكويت تزور حزب الامة، لماذا، لانه حزب له مبادئ مكتوبة ومنظم والبقية ليس لها مبادئ وليست احزابا فعلية الا باستثناء بسيط وهي الحركة الدستورية.
بصراحة هل خروجك من عباءة القبيلة ودخولك حزب الامة كان خاطئا خصوصا انك خسرت مقعدك النيابي وهل هناك غضب من القبيلة عليك؟
طبعا هناك غضب ولكن يبقى انهم ابناء عمومتي وقبيلتي وانا لي طرح سياسي ولذلك لا اريد ان اخدع الناس فما بالك بأقرب الناس لي فيجب ان اكون صادقا معهم لان العمل السياسي في الكويت ان لم يكن منظما فلن يكون له اي انتاجية، وهم عرضوا هذه الحقيقة الان وهي ان القبائل اذا لم تكن منظمة فلن يكون لها قوة او تخرج بثمرة ولن يكون لها دور فعال في اثراء العملية السياسية داخل الكويت، اذا الطرح القبلي والعصبي موجود ويتأصل من جديد برعاية حكومات المنطقة مثل شاعر المليون والمزاين وما شابه وهو اذكاء للعنصرية بين قبائل المنطقة.
هل تناقشت معهم؟
نعم والجميع قال لي انت على صواب.
الكرسي لا يهمني
ولكنك خسرت الانتخابات؟
بغض النظر انا لاتهمني الانتخابات ولو كانت تهمني لكان الامر سهلا، ولكن القضية هي كيف نحسن الوضع الصحي والتعليمي وهذه الامور تحسن الخلل ولا توجد التنمية، ونحن نرى خروج الالاف على سب وشتيمة خرجت من سفهاء القوم، وهم لم يخرجوا على قضية الفساد في جميع الاوضاع وعدم تنمية البلد، هذه الجماعة لم تخرج على هذه القضايا بل خرجت لاجل قضايا تافهة، لم تمثل ارادة فعل الامة الحقيقي الذي هم في حاجة اليها من تطوير في الوضع الصحي والتعليمي وقضية رفاهية المواطن فهناك مدخول هائل من الثروة يتم تجديدها ولم يعملوا انه قد تذهب هذه الثروة، فنحن نحتاج الى كوادر منظمة تعمل وفق معايير محددة وقوانين واضحة.
هل هناك توجه كما يقول البعض لضرب القبائل؟
نعم هناك توجه وقد بدأتها قنوات فضائية ثم بعد ذلك تطور الامر وكان هناك كتاب يهاجمون القبائل وبعدها جاء التجار والاخطر هو التوجه الحكومي وهو ما حدث من محافظ العاصمة الشيخ علي الجابر وهذا خطأ كبير، فهذا كله مترابط بعضه ببعض، ويمكن انا لا ألومهم لان هذه القبائل مبعثرة ولا تحمل هما موحدا فتجد ان الكل منهم يحاول اخضاعهم وفق الترهيب والترغيب، لانه لا يوجد عمل حقيقي فعلي ينظمهم، والقبائل نجحوا على قضية العصبة والفزعة.
يعني القبائل لا تستطيع ان توقف الهجمة ضدها؟
نوعا ما من خلال القليل من المكاسب يعني نحن فعلنا ونحن «سوينا» لكن فعليا لا يتسطيعون ذلك.
ما الهدف منها؟
الهدف لانه اصبحت الان نخبة مفكرة ومثقفة من ابناء القبائل وهي تحمل الان ما يسمى بلواء المعارضة وهي ليست معارضة بل منكافة في قضية عدم اخضاعهم واصبح لهم رؤية الان في قضية الطرح السياسي وهم من يقودون الحملة ضد الفساد الذي يستشري في البلد وخاصة بعض التجاوزات في المناقصات الكبيرة وسرقة المال العام.
ولكن اغلب نواب القبائل هم نتاج الفرعية او التشاورية وكأنك تلمح الى ان نتاجها كان جيدا؟
هناك نسب، لكن الفرعيات او التشاوريات هي صناعة حكومية لولا ان الحكومة تريد هذا الامر ولها اطرافها لم تقم فرعية واحدة، فهي اصلت هذا المفهوم وترعاه من قبل قوى سياسية واقطاب خارجية ونفوذ تجاري للسيطرة على الفرعيات لتكون مخرجاتها لها ولاء لهذا او ذاك.
أنت احد نتاج الفرعية؟
لا انا تشاورية، لكن انا كان لي مفهوم آخر قبل السيطرة الحالية فالان كلها موجهة والذي يحصل هو نوع من التوجه للسيطرة، على نتاج الفرعية ومخرجاتها.
هل تقصد ان لهم نفوذا داخل القبيلة؟
نعم ولهم اذرع، بل انهم من القبيلة نفسها.
يقال انك اخطأت في مطالبتكم بالدوائر الخمس وهي التي كانت سببا لخسارتك؟
ليست السبب الدوائر الخمس بل الحكومة من خلال رعايتها للفرعيات وشراء الاصوات الذي يحدث الان بشكل كبير جدا، وتجاوزات حكومية اخرى.
ما رأيك في اداء البرلمان خصوصا ان البعض وصفه بانه في حضن الحكومة؟
الحكومة تريد ان يكون لديها اغلبية داخل البرلمان حتى تعمل واذا نجحت الحكومة في خطة التنمية وفي كل مشاريعها فهي اقنعت الشارع لكن اذا كان النواب في الصف الحكومي ومع ذلك لا يوجد لهم اي تحرك بل فشل في فشل فسيكون حلفاؤهم في خطر.
هل ترى أن هناك خوفا على الوحدة الوطنية؟
لا، هذه كلها حركات مفتعلة «ما راح يروحون بعيد» لانها كلها في زمام الحكومة متى ما أرادت أسكتتهم ومتى ما أرادت أطلقتهم، لذلك لا يوجد خوف على الوحدة الوطنية لانها أثبتت قوتها ايام الغزو وفي الكثير من المحن لكن نحتاج الى من يرتقي بعقلية المواطن.
العدالة والمساواة
شدد عكاش على ضرورة الاهتمام بحقوق الانسان في الكويت، لافتا الى أن الدستور في المادة السابعة يؤكد على أن العدل والحرية والمساواة من دعامات المجتمع المدني، والمادة الثامنة نصت على أن الدولة تصون دعامات المجتمع المدني وتكفل الامن والطمأنينة وتكافؤ الفرص بين المواطنين، والمادة التاسعة والعشرون نصت على أن الناس سواسية في الكرامة الانسانية وفي الحقوق والواجبات، مشيرا الى أن المجتمعات المدنية أهدرت تلك الحقوق وانتهكت الكثير منها وأفقدت الانسان حريته التي هي أمر مهم جداً.
لست طائفياً
نفى عكاش بشدة ان يكون طائفيا، موضحا: «أنا أنبذ الطائفية ولا أقترب منها ولا أتطرق لها، لا من قريب ولا من بعيد، بل أنا دافعت عن أناس ليسوا من طائفتي لانني أقف مع الحق أينما كان أو وجد، لكن هذا لا يعني ان أتنازل عن مبادئي، وللعلم فأنا هاجمت الكثير من الاسلاميين وليس لدي خوف من قول الحق وأنا كنت الوحيد المخالف للكتلة الاسلامية التي صوتت على اخضاع ديوان المحاسبة لرقابة مجلس الامة والحكومة كانت معهم».
كتب لافي النبهان - النهار
Lafy12@gmail.com
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/05/26/212029_2_main.JPG
أكد النائب الاسبق عبدالله عكاش ان الوضع في البلاد اصبح سيئاً جداً، لافتا الى انه ينتقل من سيئ الى أسوأ، خاصة مع تردي الخطاب بين النخب السياسية. وتوقع ان يكون المستقبل مظلماً طالما لم يوجد مشروع متكامل ينتشل البلاد من الفوضى الحالية. وقال عكاش خلال حواره مع «النهار» اننا لسنا ضد الحكومة لاشخاصها وانما لطرحها ورؤيتها وعملها.
وأشار الى ان النواب هم من يتحملون المسؤولية عن هذا الوضع لانهم غفلوا عن دورهم التشريعي وركزوا على الجانب الرقابي الفوضوي بعيداً عما يلبي الطموح. واعتبر ان السرقات الكبيرة التي تحدث الان يتم التغاضي عنها من خلال ابراز قضايا هامشية، لافتا الى ان الحيتان وخلال صراعهم يعمدون الى انهاء الناس بعيداً عن مشروعات التنمية وما يحدث فيها.
وأضاف عكاش: ان حزب الامة هو الوحيد الذي يقدم مشروعا متكاملا للاصلاح السياسي، لافتا الى ان الحكومة تواجه الان 50 حزباً هم عدد النواب، لذا تعمد الى اجتذاب العدد الاكبر منهم لجانبها لتمرير ما تريده من مشروعات او قوانين وهو ما يؤدي الى احداث نوع من المواءمة والترضية.
ودافع عكاش عن زعيم تنظيم القاعدة، معتبراً انه يجاهد في سبيل الدفاع عن ارض الاسلام، رافضاً في الوقت ذاته اي ضرر يوجه الى المسلمين.
وهنا تفاصيل الحوار:
كيف ترى الوضع السياسي الذي تعيشه الكويت الآن؟
الوضع سيئ جداً ونعيش فوضى سياسية على الصعيد التشريعي والتنفيذي ونجد عدم وضوح الرؤية لدى العديد من المواطنين في غياب الاولويات، ومن عام الى اخر يزداد الانحدار، وكذلك نجد الخطاب لدى النخبة السياسية في ترد كبير جداً خاصة في القوى السياسية المتمثلة في البرلمان فتجدها تحابي لاجل مصالح انية ومكتسبات وقتية لمصلحتها مع الحكومة، والوضع السيئ يحتاج الى نهضة وعمل جماعي وليس فردي.
كيف ترى المستقبل في ظل الأوضاع التي وصفتها بالسيئة؟
لاشك في ان المستقبل مظلم وهذا نتاج تراكمات من سنوات ماضية وسيكون أسوأ ان لم يوجد مشروع متكامل ينتشل البلد من الفوضى السياسية.
وماذا عن مشروع حزب الامة للاصلاح السياسي؟
لاشك في ان مشروع حزب الامة من أفضل المشاريع التي قدمت وهو متكامل نوعاً ما في قضية الاصلاح السياسي منها وجود حكومة منتخبة وعمل جماعي برلماني وليس فردي فالحكومة الان تواجه 50 حزباً وليس حزبان او ثلاثة.
قضية إدارة
تركيزكم على حكومة منتخبة هل هو طرح واقعي قابل للتطبيق؟
حتى لو لم نصل الى الحكومة المنتخبة فيجب ان يكون هناك عمل جماعي وحزبي منظم وليس فوضى، ونحن لسنا ضد الحكومة لاشخاصها بل لطرحها ورؤيتها وعملها، لاننا نتكلم عن قضية ادارة بلد، ونحن لا نحمل الحكومة بقدر ما نحمل نواب الامة المسؤولية لانهم غفلوا عن دورهم التشريعي وركزوا على الرقابي الفوضوي وليس رقابياً فعلياً له مصلحة عامة يلبي الطموح والوصول الى الحكومة المنتخبة ويحتاج الى تمهيد من خلال أحزاب سياسية ومشاركة حقيقية في الحكم، فالديموقراطية لا تكون الا بوجود احزاب سياسية وعمل جماعي منظم وفق برنامج عمل معين وان نقضي على الصراعات المفتعلة في الشارع الكويتي من قبيل بادية وحضر وسنة وشيعة وهي جاءت لالهاء الشعب الكويتي عن قضايا اساسية كبيرة جداً من هدر المال العام وعدم توزيع عادل للثروة بل ان السرقات الكبيرة التي تحدث الان يتم اغفالها او التغاضي عنها من خلال ابراز قضايا هامشية غير مهمة.
تقول ان الصراعات مفتعلة من الذي يفتعلها؟
من قوى واقطاب خارج البرلمان والحكومة لاثبات وجودها او كأقطاب تجارية للصراع المالي والموجود حالياً في الكويت وهو صراع كبير جداً يثير صراعات جانبية حتى يشغل الرأي العام عن الخلل في مشاريع التنمية وتنفيذها فتجد انحداراً في الخطاب السياسي حتى لا تكون هناك رقابة من قبل نواب الامة لتدهور عجلة التنمية، فنجد الكثير من المشاريع التي اقرتها الحكومة عليها شبهات كبيرة جداً مثل طوارئ الكهرباء وستاد جابر، وهذا الفعل جاء لتغطية فشل الحكومة في مواجهة الفساد المالي والاداري والحكومة اعترفت بوجود الفساد، فيكف تتم مواجهة الفساد بوجود هذه العقلية ونحن نرى شراء ولاء النواب في قاعة عبدالله السالم حتى تكون هناك اغلبية وهذا حق للحكومة حتى تستطيع تنفيذ مشاريعها لكن للاسف الشديد الحكومة لديها اغلبية نيابية لكن لا توجد عدالة في المجتمع الكويتي.
وما الفائدة من اشهار الاحزاب اذا كانت هي موجودة واقعاً؟
نعم الاحزاب موجودة والحكومة تتعامل معها، لكن لماذا لا نشهرها ونعرف مصادرها المالية وانتماءها وكوادرها وبرنامجها اما ما يحدث الان فشيء هلامي ولا يمكن ان تسمح لاي شخص بالانضمام اليها الا ان يكون هناك قانون ينظمها ومن خلاله استطيع ان اسجل اسمي في تنظيمها، اما الان فانضمامك لها مرفوض، الان اربعة اشخاص من الحزب الفلاني يتعاملون مع الحكومة ويهمش القطاع الكبير من كوادره.
هل أي شخص يستطيع الانضمام الى حزب الامة؟
حزب الامة مفتوح لجميع ابناء الشعب الكويتي، لكن انا اتكلم عن جميع الاحزاب، الان لو أردت ان اسجل في الجمعية العمومية لحركة «حدس» والتجمع السلفي والليبراليين فانهم سيرفضون ذلك.والحكومة تتعامل معهم على ان وراءهم تياراً كبيراً وبالاخير لا تجد لهم قاعدة شعبية، واذا تم اشهار الاحزاب فسيظهر الحجم الحقيقي لها.
لماذا ترفض التيارات الانضمام اليها؟
لانها تيارات نخبوية وانتقائية.
هل انت حالياً منتم الى حزب الامة؟
تنظمياً لست مع حزب الامة، فانا امثل رأيي الشخصي ومسؤول، لكن اميل الى حزب الامة وارى ان عملهم هو الصواب.
ما الذي تغير فأنت شاركت في الانتخابات باسم حزب الامة؟
نعم انا شاركت باسم الحزب في الانتخابات ولكن انا لدي بعض المفارقات في الطرح التنظيمي والان انا رسمياً لست منضما للحزب.
هل خسارتك في الانتخابات لها تأثير في موقفك من الحزب، خصوصاً انك ربما تفاجأت بعدم وجود قواعد كبيرة لهم؟
خسارتي في الانتخابات ليس لها تأثير على موقفي وانا اعرف مسبقاً انه ليست لديهم قواعد جماهيرية، فأنا احمل فكراً ولم أر في التيارات السياسية من يحمل فكراً الا حزب الامة.
وهل هذا الفكر اسلامي؟
اولاً يهمني دين الله ولكن ايضاً يهمني مصلحة الشعب الكويتي وان ما يحصل الان من مسرحيات كبيرة في مجلس الامة والمهزلة التي تحصل في الساحة السياسية هي نتيجة لعدم وجود تنظيمات فاعلة.
اعتقد انك تتمنى تطبيق الشريعة بما انك اسلامي؟
نعم اتمنى ذلك.
ولكن حزب الامة لم يسع ولم يعلن ان هدفه تطبيق الشريعة؟
لا اعتقد وجود احد في الحزب لا يريد تطبيق الشريعة.
ولكن هم لم يذكروا ذلك؟
هذا مذكور في الدستور.
ولكنهم يريدون تغيير الدستور؟
الان يطرح موضوع دستور جديد لتحكيم شرع الله.
كيف يريدون تطبيق الشريعة وحزبهم يضم عددا من التيارات المتعارضة فكرياً؟
انا لا اعرف هذا الامر وهذا شيء جديد وانا لاول مرة اسمع هذا الكلام.
ولكن هذا الكلام ذكره رئيس الحزب د. عواد الظفيري؟
الذي اعرفه انه لا يمنع من الانضمام للحزب بغض النظر عن فئته وطيفه اذا كان مؤمنا بمبادئ الحزب وهي كلها بالاخير مبادئ لا تصطدم مع الشريعة الاسلامية، والنبي تعامل مع الجميع وحتى مع اليهود ونحن نمثل الامة بجميع طوائفها وانا لست ضد فئة او طائفة من المجتمع الكويتي، نحن لدينا فساد سياسي نحتاج الى علاجه بمشاركة الجميع.
التنظيمات السلفية
هل انت سلفي؟
انتمائي سلفي، والذي ليس سلفيا ليس مسلماً، لان السلف هم النبي «صلى الله عليه وسلم» وصحابته، والكل سلفيون، اما التنظيمات السلفية فهذه مسميات والكل يغني على ليلاه ولكننا نتكلم عن الانتماء فنحن ننتمي الى ما جاء به كتاب الله وسنة نبيه «صلى الله عليه وسلم» وما كان عليه الصحابة.
لكن هناك اختلافات واجتهادات؟
صحيح.. ولكن وفق النصوص الشرعية.
ابرز الاختلافات التي ظهرت اخيراً بين السلف انفسهم حرب الفتاوى حول اسقاط القروض فبعضهم حللها وبعضهم حرمها؟
هذه مصطلحات ومسميات جديدة، فالسلف ما كان عليه النبي وصحابته والفيصل في الاختلاف هو النص الشرعي.
لكن حتى النص الشرعي تم الاختلاف على تفسيره؟
انا اتكلم عن نفسي وليس عن غيري وانا لا اختلف مع احد حول النص الشرعي.
لنتكلم عن القروض هل انت مع اسقاطها؟
هناك الكثير من الفتاوى اجازت اسقاط القروض، وهي مسألة اجتهادية، بعضهم يرى انها تجوز وبعضهم لا يرى ذلك ولكن انت تحترم رأيي وانا احترم رأيك، وانا أؤمن باسقاط القروض لان المال ملك للشعب ونحن نرى ان المال يتم تبديده على الكثير من الدول، اما الاراء الاخرى فلا تهمني شيئاً فانا ارى اعانة اي مسلم.
طبعاً رأيك تطرحه وفق مصدر شرعي وليس وفقاً لهواك ونحن نرى ان هناك قضايا مصيرية تهم الوطن والمواطن نجد عليها اختلافا شرعياً كبيراً فلماذا لا تكون هناك مرجعية او هيئة معينة تحسم الخلاف ويكون قراراها ملزماً للجميع؟
قضية المرجعية لا تكون الا بوجود علماء مستقلين، يأخذون رواتبهم من بيت مال المسلمين، اما الان فاكثرية العلماء الا ما رحم الله اتباع سلطان، اما حكومات توجه هذا الامر او آراء ونحن نفسر المواضيع كقضايا برلمانية اما اذا كانت قضايا شرعية فنحن ملتزمون بها، الفتاوى الشرعية اذا كانت لا تجوز اسقاط القروض فيجب ان اخذ بها واذا كان العكس فيجب كذلك ان اخذ بها.
ولكن أحمد باقر وغيره من التجمع السلفي استندوا الى فتاوى ولذلك فهي شرعية وليست سياسية؟
لا أريد الخوض في هذا الامر، والكثير من اعضاء التجمع السلفي ردوا على أحمد باقر وغيره.
هل كنت منتميا للحركة السلفية؟
أنا لم ادخل في أي تنظيم سياسي فعليا، ولكن اتعاطف معهم وأؤيد افكارهم.
ما رأيك في توجهات الحركة السلفية وخصوصاً الجهادية؟
هذا السؤال يوجه اليهم.
انا اسألك لانك قلت انك تتعاطف معهم وتؤيد افكارهم؟
الحركة السلفية دعوية وسياسية اتجهت الى طرح قضايا جريئة في المجتمع الكويتي في الفترة الماضية، بل كانوا هم الابرز تنظيماً اسماً وظهوراً في الساحة من خلال طرح بعض القضايا السياسية، والطرح يجب ان يكون وفق كتاب الله وسنة النبي «صلى الله عليه وسلم» سواء من الحركة السلفية او التجمع السلفي وحتى الليبراليين اذا كانوا يؤمنون بالاسلام وبدستور الكويت الذي ينص على ان دين الدولة الاسلام.
والحركة السلفية كان لها دور فعال في القضايا الخارجية مثل قضية غزة وغيرها وهذا الطرح يميل له كل مسلم وتأييد المسلمين المضطهدين في فلسطين.
بن لادن والمد الغربي
وماذا عن الطرح الجهادي والتأييد العلني لفكر بن لادن؟
الجهاد فيه نص شرعي وهو ماض الى قيام الساعة، والجهاد لا أنا ولا انت نستطيع تقييمه.
لنطرح السؤال بشكل اخر هل انت مع ما يقوم به بن لادن؟
أي شيء فيه ترويع المسلمين نحن نقف ضده ولكن بن لادن يقوم بمقاومة المد الغربي والحملة الصليبية ضد المسلمين وعلى أقطاع
العالم الاسلامي كله وهو تولى وحارب أميركا ولم يحارب المسلمين.
وماذا عن الارهاب الذي ضرب الكويت قبل فترة؟
انا لا اعتقد انها من فكر بن لادن بل هي ردود افعال من شباب متحمس.
وأحداث 11 سبتمبر؟
هذه احداث خارجية وعالمية، ولا يعنينا هذا الامر، وهم بالاخير يسيرون وفق ما يرونه «ما هم رادين لا عليّ ولا على غيري» والحقيقة ان هناك اخطاء في كل التنظيمات لانهم لا يحملون مشروعا سياسيا للأمة ولو وصل الاسلاميون الى الحكم لاقصوا الليبراليين والعكس صحيح، لانهم يعيشون في فوضى ليس هذا منهج النبي ولا الدين الاسلامي الذي ارتضاه الله، الاسلام يشمل الجميع ودين رحمة ولكن للاسف التيارات الاسلامية لا تحمل مشروعا متكاملا للامة وهذا الامر ينطبق على الليبراليين.
ما رأيك في التقارب بين التجمع السلفي والحكومة؟
لا يوجد تحالف حكومي مع التجمع السلفي بل هي ادوات فالحكومة تستغل التجمع لانهم لا يحملون رؤية، فما بينهم قضايا مصلحية وقتية لان السلف لا يحملون هما ولا رؤية وتستغلهم الحكومة بعد ذلك تتم تنحيتهم.
ولكن التجمع السلفي تيار عريق وله قواعد جماهيرية كبيرة وله ذراع قوية في العمل الدعوي؟
العمل الدعوي في المناطق الخارجية صحيح ولكنها اضعفت سياسيا والتجمع له بعض التمثيل عائليا من خلال بروز النائب خالد السلطان وكذلك علي العمير والا فلا يمكن من دون دور العوائل ان يكون لها ممثل.
هل تقصد ان النائبين السلطان والعمير لا يمثلان التجمع السلفي؟
لا اقصد ذلك، هما يمثلان السلف لكنهما لم ينجحا من خلال القواعد السلفية مثل النائب جمعان الحربش فهو لم ينجح لانه منتمن لحدس بل نجح للدعم الكبير من قبيلته والقبائل الاخرى وبعض المنتمين لحدس، وكذلك النائب وليد الطبطبائي لم ينجح لانه سلفي بل لاسم عائلته ولطرحه السياسي.
هل تقدمت بمشروع قانون لتعديل المادة الثانية؟
نعم تقدمنا بمشروع كان يتمناه النائب فيصل المسلم في 2005 وهذا من المسلمات لدينا لانه لابد ان يكون الحكم لله عز وجل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
الحكم وطني
هل تقصد ان الكويت ليست دولة اسلامية؟
نعم الكويت ليست دولة اسلامية والحكم فيها وطني، وهذا موجود في المحاكم ولا يستند على الشريعة الا في الاحوال الشخصية، الكل يعلم بهذا الامر.
هل السكوت عن هذا الامر جائز شرعا؟
لا يجوز ونحن لم نسكت عن هذا الامر ورأينا انه لابد من تغيير هذا الامر.
لو نجحتم في مساعيكم هل ستطبقون الحدود؟
هذا نص شرعي لابد ان يطبق، الان أليس القاتل يعدم بالكويت.
ولكن هل الشنق امر شرعي؟
نحن نغيره «شوي» ونأتي بالشرع اي من الشنق الى القصاص الى ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى.
وقطع يد السارق؟
نعم فهذه حدود لا احد يستطيع ان يجامل بها، ما أتى به الله سبحانه وتعالى يجب ان يطبق.
على اي مذهب تطبقون الحدود؟
دين الدولة الاسلام ومنهجها المالكي وهذا ما ذكره الشيخ مبارك عند تأسيس الدولة، واما الاختلافات فهناك نص في قطع يد السارق اما كيفية القطع فيتم الاتفاق عليها ولا مشكلة في ذلك ولكن قبل تطبيق الحدود يجب اعطاء الناس حقوقهم من خلال العدالة وعدم الظلم والابتعاد عن العنصرية واقصاء الآخر الذي يحدث في المجتمع، وبعد ذلك تدريجيا نصل الى المرحلة التي نطبق فيها الحدود، ونحن لسنا اعداء لاحد ولا لطوائف او اديان اخرى بل ديننا دين الرحمة، والميزان الحقيقي هو العدل وبعد ذلك ربما لا تحتاج الى تطبيق الحدود لان الناس ستحس بالعدل ولن يعارض احد ذلك.
ما علاقة الحزب بأميركا، خصوصا ان هناك وفدا من الكونغرس الاميركي زاره ولم يزر احزابا عريقة أليس هناك شيء ما؟
انا اقول لك لماذا، لانهم يرون ان حزب الامة هو الحزب التنظيمي والديموقراطي الوحيد في الكويت، وليس هم فقط من جلسوا مع حزب الامة، بل اغلب المعارضة العراقية وغيرها عندما تأتي الى الكويت تزور حزب الامة، لماذا، لانه حزب له مبادئ مكتوبة ومنظم والبقية ليس لها مبادئ وليست احزابا فعلية الا باستثناء بسيط وهي الحركة الدستورية.
بصراحة هل خروجك من عباءة القبيلة ودخولك حزب الامة كان خاطئا خصوصا انك خسرت مقعدك النيابي وهل هناك غضب من القبيلة عليك؟
طبعا هناك غضب ولكن يبقى انهم ابناء عمومتي وقبيلتي وانا لي طرح سياسي ولذلك لا اريد ان اخدع الناس فما بالك بأقرب الناس لي فيجب ان اكون صادقا معهم لان العمل السياسي في الكويت ان لم يكن منظما فلن يكون له اي انتاجية، وهم عرضوا هذه الحقيقة الان وهي ان القبائل اذا لم تكن منظمة فلن يكون لها قوة او تخرج بثمرة ولن يكون لها دور فعال في اثراء العملية السياسية داخل الكويت، اذا الطرح القبلي والعصبي موجود ويتأصل من جديد برعاية حكومات المنطقة مثل شاعر المليون والمزاين وما شابه وهو اذكاء للعنصرية بين قبائل المنطقة.
هل تناقشت معهم؟
نعم والجميع قال لي انت على صواب.
الكرسي لا يهمني
ولكنك خسرت الانتخابات؟
بغض النظر انا لاتهمني الانتخابات ولو كانت تهمني لكان الامر سهلا، ولكن القضية هي كيف نحسن الوضع الصحي والتعليمي وهذه الامور تحسن الخلل ولا توجد التنمية، ونحن نرى خروج الالاف على سب وشتيمة خرجت من سفهاء القوم، وهم لم يخرجوا على قضية الفساد في جميع الاوضاع وعدم تنمية البلد، هذه الجماعة لم تخرج على هذه القضايا بل خرجت لاجل قضايا تافهة، لم تمثل ارادة فعل الامة الحقيقي الذي هم في حاجة اليها من تطوير في الوضع الصحي والتعليمي وقضية رفاهية المواطن فهناك مدخول هائل من الثروة يتم تجديدها ولم يعملوا انه قد تذهب هذه الثروة، فنحن نحتاج الى كوادر منظمة تعمل وفق معايير محددة وقوانين واضحة.
هل هناك توجه كما يقول البعض لضرب القبائل؟
نعم هناك توجه وقد بدأتها قنوات فضائية ثم بعد ذلك تطور الامر وكان هناك كتاب يهاجمون القبائل وبعدها جاء التجار والاخطر هو التوجه الحكومي وهو ما حدث من محافظ العاصمة الشيخ علي الجابر وهذا خطأ كبير، فهذا كله مترابط بعضه ببعض، ويمكن انا لا ألومهم لان هذه القبائل مبعثرة ولا تحمل هما موحدا فتجد ان الكل منهم يحاول اخضاعهم وفق الترهيب والترغيب، لانه لا يوجد عمل حقيقي فعلي ينظمهم، والقبائل نجحوا على قضية العصبة والفزعة.
يعني القبائل لا تستطيع ان توقف الهجمة ضدها؟
نوعا ما من خلال القليل من المكاسب يعني نحن فعلنا ونحن «سوينا» لكن فعليا لا يتسطيعون ذلك.
ما الهدف منها؟
الهدف لانه اصبحت الان نخبة مفكرة ومثقفة من ابناء القبائل وهي تحمل الان ما يسمى بلواء المعارضة وهي ليست معارضة بل منكافة في قضية عدم اخضاعهم واصبح لهم رؤية الان في قضية الطرح السياسي وهم من يقودون الحملة ضد الفساد الذي يستشري في البلد وخاصة بعض التجاوزات في المناقصات الكبيرة وسرقة المال العام.
ولكن اغلب نواب القبائل هم نتاج الفرعية او التشاورية وكأنك تلمح الى ان نتاجها كان جيدا؟
هناك نسب، لكن الفرعيات او التشاوريات هي صناعة حكومية لولا ان الحكومة تريد هذا الامر ولها اطرافها لم تقم فرعية واحدة، فهي اصلت هذا المفهوم وترعاه من قبل قوى سياسية واقطاب خارجية ونفوذ تجاري للسيطرة على الفرعيات لتكون مخرجاتها لها ولاء لهذا او ذاك.
أنت احد نتاج الفرعية؟
لا انا تشاورية، لكن انا كان لي مفهوم آخر قبل السيطرة الحالية فالان كلها موجهة والذي يحصل هو نوع من التوجه للسيطرة، على نتاج الفرعية ومخرجاتها.
هل تقصد ان لهم نفوذا داخل القبيلة؟
نعم ولهم اذرع، بل انهم من القبيلة نفسها.
يقال انك اخطأت في مطالبتكم بالدوائر الخمس وهي التي كانت سببا لخسارتك؟
ليست السبب الدوائر الخمس بل الحكومة من خلال رعايتها للفرعيات وشراء الاصوات الذي يحدث الان بشكل كبير جدا، وتجاوزات حكومية اخرى.
ما رأيك في اداء البرلمان خصوصا ان البعض وصفه بانه في حضن الحكومة؟
الحكومة تريد ان يكون لديها اغلبية داخل البرلمان حتى تعمل واذا نجحت الحكومة في خطة التنمية وفي كل مشاريعها فهي اقنعت الشارع لكن اذا كان النواب في الصف الحكومي ومع ذلك لا يوجد لهم اي تحرك بل فشل في فشل فسيكون حلفاؤهم في خطر.
هل ترى أن هناك خوفا على الوحدة الوطنية؟
لا، هذه كلها حركات مفتعلة «ما راح يروحون بعيد» لانها كلها في زمام الحكومة متى ما أرادت أسكتتهم ومتى ما أرادت أطلقتهم، لذلك لا يوجد خوف على الوحدة الوطنية لانها أثبتت قوتها ايام الغزو وفي الكثير من المحن لكن نحتاج الى من يرتقي بعقلية المواطن.
العدالة والمساواة
شدد عكاش على ضرورة الاهتمام بحقوق الانسان في الكويت، لافتا الى أن الدستور في المادة السابعة يؤكد على أن العدل والحرية والمساواة من دعامات المجتمع المدني، والمادة الثامنة نصت على أن الدولة تصون دعامات المجتمع المدني وتكفل الامن والطمأنينة وتكافؤ الفرص بين المواطنين، والمادة التاسعة والعشرون نصت على أن الناس سواسية في الكرامة الانسانية وفي الحقوق والواجبات، مشيرا الى أن المجتمعات المدنية أهدرت تلك الحقوق وانتهكت الكثير منها وأفقدت الانسان حريته التي هي أمر مهم جداً.
لست طائفياً
نفى عكاش بشدة ان يكون طائفيا، موضحا: «أنا أنبذ الطائفية ولا أقترب منها ولا أتطرق لها، لا من قريب ولا من بعيد، بل أنا دافعت عن أناس ليسوا من طائفتي لانني أقف مع الحق أينما كان أو وجد، لكن هذا لا يعني ان أتنازل عن مبادئي، وللعلم فأنا هاجمت الكثير من الاسلاميين وليس لدي خوف من قول الحق وأنا كنت الوحيد المخالف للكتلة الاسلامية التي صوتت على اخضاع ديوان المحاسبة لرقابة مجلس الامة والحكومة كانت معهم».