yasmeen
05-22-2010, 03:38 PM
يأكلها السوريون منذ عام 1895 واستفادت من ثلج الجبال قبل دخول الكهرباء
السبت 22 مايو 2010 - الأنباء
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/114395-1p40.jpg
مع حلول فصل الصيف باكرا، ليس أطيب من كأس بوظة «آيس كريم» يطفئ لهيب الحر، وليس هناك أكثر من السوريين عامة، والدمشقيون خاصة، يحبون تناول بوظتهم العربية أو كما يطلق عليها أهل السام «الإيمأ» الغنية بالفستق الحلبي والمعجونة بالقشطة البلدية بينما يحب أطفالهم البوظة المصنوعة من قطع التوت الشامي والفريز البلدي «الفراولة» وغيرها من المنكهات الطبيعية.
ولعل سر ولع الدمشقيين بالبوظة في أنهم أول من اخترع هذا النوع من الطعام مما يجعل البوظة اختراعا سوريا بامتياز.
وإلى جانب كونها أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، فإن دمشق تعتبر أول مدينة تباع فيها هذه الأكلة اللذيذة، إذ ان المصادر تقول، والعهدة على موقع عكس السير السوري، أنه في عام 1895 نجح شاب دمشقي يدعى محمد حمدي بكداش في تحويل مهنة آبائه في بيع عصير الليمون البارد إلى ماركة عالمية أصبحت مقترنة بدمشق وفلكلورها وتراثها الشعبي فلا تكتمل زيارة دمشق القديمة والجولة في سوق الحميدية دون المرور على محل بوظة بكداش لتناول صحن من البوظة التقليدية المدقوقة مع القشطة أو غيرها من الانواع الجديدة.
وتقول المصادر ان ذلك الشاب اكتشف أن إضافة نبات ينمو في جبال سورية وهو السحلب إلى الحليب وتبريدهما ينتج ما يعرف الآن بالبوظة العربية «الايمع» أو «الإيمأ» كما هو لفظها بالتركية في ذلك الزمان. وتعني الآيس كريم او البوظة.
وبعد أن أطلع الشاب الحكومة العثمانية على فكرته ومغامرته، قررت الأخيرة دعمه بإرسال وفد حكومي رفيع المستوى عند افتتاح محله، وبالفعل حقق بكداش ما كان يحلم به وافتتح المحل الذي أخذ شهرة واسعة ليس فقط في سورية بل في جميع البلاد العربية والغربية.
والآن بعد نحو 115 عاما لايزال محل «بكداش» في سوق الحميدية معلما بارزا من معالم السوق ودمشق فقد زاره كل من السلطان العثماني عبدالحميد عند افتتاحه وملك المغرب محمد السادس وملك الأردن عبدالله الثاني وملك ماليزيا وغيرهم من الملوك والمشاهير.
وقد أكد موفق بكداش بن حمدي أن والده أرسل عمالا من محله ليعلموا الايطاليين عام 1898 صنع البوظة حيث انتقلت هذه المهنة إلى فرنسا وألمانيا وروسيا حيث كانت البوظة تصنع يدويا.
الى أن تم تصميم أول آلة مجمدة للبوظة في محل والده عام 1930 بعد أن دخلت الكهرباء دمشق.
وكـانت مكــونات البوظة بداية توضع في أوان نحاسية ضخمـة، مغلقة بـبراميل خشبية ويمـلأ التجــويف بــين الخشب والنحاس بالثلج الطبيعي مضافا إليه الملح، مما يمكـن البـوظة من المحـافظــة على قوامها الصلب وبرودتها.
ويتم الحصول على الثلج من قمم الجبال، ويخبأ إلى فصل الصيف في الكهوف والمغارات العميقة وسط عوازل طبيعية من الأعشاب، ثم يحكم إغلاق المغارات لحين الحاجة إلى الثلج، وهكذا تفتح المغارات في الصيف وتؤخذ منها قبل بزوغ الشمس كميات الثلج المطلوبة، وتواصل الأمر على هذا الشكل حتى العام 1936، حين وصلت الطاقة الكهربائية إلى العاصمة دمشق، وظهرت يوم ذاك تجهيزات آلية صنعها أصحاب المهنة بأيديهم.
ومــا يــروى فـي هذا المجـال: «أن مـواطنا سوريا من آل الحموي كان يعمل ببـيـع الفطائــر فــي محلــه في مدينــة سانـت لويس الأميركية، وقبيل افتتــاح المعـرض الــدولي فيها عام 1904، حصل على ترخيص لبيع الزلابية: وهي كعكة فارسية رقيقة تقدم مع السكر في أطباق صغيرة، ومع الأيام الأولى لافتتاح المعرض، وكان الصيف حارا، راح البائع يعبئ الزلابية الساخنة في أوراق لفها على شكل قمع، حتى إذا بردت أضاف إليها ملعقة من البوظة، وحقق الابتكار الطريف نجاحا كبيرا، وأطلق عليه الناس «قمع كريم» المعروف اليوم عند الدمشقيين باسم «بوري البوظة».
ويقولون بوظة بكداش تعبر عن المزاج السوري والذي يريد معرفة طريقة تفكير الشاميين عليه أن يتذوق بوظتهم العربية الأصيلة.
السبت 22 مايو 2010 - الأنباء
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/114395-1p40.jpg
مع حلول فصل الصيف باكرا، ليس أطيب من كأس بوظة «آيس كريم» يطفئ لهيب الحر، وليس هناك أكثر من السوريين عامة، والدمشقيون خاصة، يحبون تناول بوظتهم العربية أو كما يطلق عليها أهل السام «الإيمأ» الغنية بالفستق الحلبي والمعجونة بالقشطة البلدية بينما يحب أطفالهم البوظة المصنوعة من قطع التوت الشامي والفريز البلدي «الفراولة» وغيرها من المنكهات الطبيعية.
ولعل سر ولع الدمشقيين بالبوظة في أنهم أول من اخترع هذا النوع من الطعام مما يجعل البوظة اختراعا سوريا بامتياز.
وإلى جانب كونها أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، فإن دمشق تعتبر أول مدينة تباع فيها هذه الأكلة اللذيذة، إذ ان المصادر تقول، والعهدة على موقع عكس السير السوري، أنه في عام 1895 نجح شاب دمشقي يدعى محمد حمدي بكداش في تحويل مهنة آبائه في بيع عصير الليمون البارد إلى ماركة عالمية أصبحت مقترنة بدمشق وفلكلورها وتراثها الشعبي فلا تكتمل زيارة دمشق القديمة والجولة في سوق الحميدية دون المرور على محل بوظة بكداش لتناول صحن من البوظة التقليدية المدقوقة مع القشطة أو غيرها من الانواع الجديدة.
وتقول المصادر ان ذلك الشاب اكتشف أن إضافة نبات ينمو في جبال سورية وهو السحلب إلى الحليب وتبريدهما ينتج ما يعرف الآن بالبوظة العربية «الايمع» أو «الإيمأ» كما هو لفظها بالتركية في ذلك الزمان. وتعني الآيس كريم او البوظة.
وبعد أن أطلع الشاب الحكومة العثمانية على فكرته ومغامرته، قررت الأخيرة دعمه بإرسال وفد حكومي رفيع المستوى عند افتتاح محله، وبالفعل حقق بكداش ما كان يحلم به وافتتح المحل الذي أخذ شهرة واسعة ليس فقط في سورية بل في جميع البلاد العربية والغربية.
والآن بعد نحو 115 عاما لايزال محل «بكداش» في سوق الحميدية معلما بارزا من معالم السوق ودمشق فقد زاره كل من السلطان العثماني عبدالحميد عند افتتاحه وملك المغرب محمد السادس وملك الأردن عبدالله الثاني وملك ماليزيا وغيرهم من الملوك والمشاهير.
وقد أكد موفق بكداش بن حمدي أن والده أرسل عمالا من محله ليعلموا الايطاليين عام 1898 صنع البوظة حيث انتقلت هذه المهنة إلى فرنسا وألمانيا وروسيا حيث كانت البوظة تصنع يدويا.
الى أن تم تصميم أول آلة مجمدة للبوظة في محل والده عام 1930 بعد أن دخلت الكهرباء دمشق.
وكـانت مكــونات البوظة بداية توضع في أوان نحاسية ضخمـة، مغلقة بـبراميل خشبية ويمـلأ التجــويف بــين الخشب والنحاس بالثلج الطبيعي مضافا إليه الملح، مما يمكـن البـوظة من المحـافظــة على قوامها الصلب وبرودتها.
ويتم الحصول على الثلج من قمم الجبال، ويخبأ إلى فصل الصيف في الكهوف والمغارات العميقة وسط عوازل طبيعية من الأعشاب، ثم يحكم إغلاق المغارات لحين الحاجة إلى الثلج، وهكذا تفتح المغارات في الصيف وتؤخذ منها قبل بزوغ الشمس كميات الثلج المطلوبة، وتواصل الأمر على هذا الشكل حتى العام 1936، حين وصلت الطاقة الكهربائية إلى العاصمة دمشق، وظهرت يوم ذاك تجهيزات آلية صنعها أصحاب المهنة بأيديهم.
ومــا يــروى فـي هذا المجـال: «أن مـواطنا سوريا من آل الحموي كان يعمل ببـيـع الفطائــر فــي محلــه في مدينــة سانـت لويس الأميركية، وقبيل افتتــاح المعـرض الــدولي فيها عام 1904، حصل على ترخيص لبيع الزلابية: وهي كعكة فارسية رقيقة تقدم مع السكر في أطباق صغيرة، ومع الأيام الأولى لافتتاح المعرض، وكان الصيف حارا، راح البائع يعبئ الزلابية الساخنة في أوراق لفها على شكل قمع، حتى إذا بردت أضاف إليها ملعقة من البوظة، وحقق الابتكار الطريف نجاحا كبيرا، وأطلق عليه الناس «قمع كريم» المعروف اليوم عند الدمشقيين باسم «بوري البوظة».
ويقولون بوظة بكداش تعبر عن المزاج السوري والذي يريد معرفة طريقة تفكير الشاميين عليه أن يتذوق بوظتهم العربية الأصيلة.