فاتن
05-17-2010, 02:49 PM
المواطن على الجابرالصباح - من الذاكرة
كثيرا ما تعيد الذاكرة الانسان الى الوراء ليتذكر اجمل مراحل عمره التي مر بها، ولكل انسان مرحلة يتمنى لو ان الزمن وقف عندها لأنها تركت في النفس ذكريات جميلة نعود اليها بين الفينة والاخرى.
ولا شك ان مرحلة الدراسة في عمر الكثيرين هي من اجمل المحطات التي عاشها الانسان في حياته بحلوها ومرها.
وذات يوم جمعتني الصدفة بأحد زملاء الدراسة عندما كنا في المرحلة الثانوية، فأعادنا التاريخ الى الوراء، لنتذكر بها اصدقاءنا الذين جمعنا بهم فصل واحد والذين كانوا يفضلون مناداتهم بأسماء آبائهم منذ ذلك الحين، وذلك النهج الذي ساروا عليه وهم تلامذة، وكيف اصبحوا بعد ان خاضوا معترك الحياة، فتذكرت مجموعة منهم لتعيد لي ذكريات تلك السلوكيات المتناقضة وتصرفاتهم آنذاك التي لا تنم عن مسؤولية او سعة مدارك بل كانت طيش شباب غير مبالين بما يقدمون عليه من امور لا ادري ان كان الزمن قد خطا بهم للافضل، ام بقيت تلك السلوكيات معهم وهي مصيبة.
بوعلي الطالب الوحيد بينهم المتزن بتصرفاته ومدى احترامه لاساتذته وزملائه، يحسن اختيار الكلمات عند مخاطبة الغير، التقيته بتلك الصدفة، انسان وقور زادته الايام ادبا وحياء، وحصل على درجة علمية كبيرة، وقد تبوأ مركزا مرموقا استقبلني بمشاعر صادقة تعكس صفاء روحه، ومن باب الفضول والاطمئنان على اصدقاء الامس سألته عن تلك الشلة التي كانت معنا بذلك الفصل الدراسي وهل يلتقي بهم؟ وما اخبارهم؟
فكان جوابه عكس ما تمنيت برده المختصر ليقول لم تبدل الايام فيهم شيئا مازالوا على ما كانوا عليه، وودعني وانا مصدوم مما قاله فمازلت اعيش
لحظات تصرفاتهم البائسة، فأبوخالد كان طالبا ثرثارا، كثير المطالبات التي لم يتحقق منها شيء، ذا قاعدة «خالف تعرف»، لم يكن محبوبا من زملائه، ولا من مدرسيه، وحتى اسرته كانت كثيرة الانزعاج منه، اما الطالب بوحمود فكان مشاكسا لا يعرف النظام ولا يحترم غيره من تلامذة الفصل غير مبال بما يناله من توبيخ ولفت نظر واستدعاء ولي امره اكثر من مرة الى ان تم فصله من المدرسة نهائيا، اما الطالب مبارك فكان انسانا ينطبق عليه مثل «مع الخيل يا شقره» ليس لديه نهج يسير عليه يتخبط تخبطا، تارة مع هؤلاء وتارة ضدهم، لا يعرف الابتسامة مطلقا،
غير وفي مع اقربائه، اما الطالب بوعبدالله فكان يتغنى دائما ببطولاته وامجاده الوهمية، يعرض خدماته دون ان يستطيع عمل شيء، كثير الكلام قليل الافعال، يتدخل فيما لا يعنيه في المدرسة وخارجها.
والمعروف ان الحياة تغير الكثير من سلوكيات الانسان، لكن الطبع يغلب التطبع، ومن شب على شيء شاب عليه، حتى الجدران ذات الاسمنت الاصم تصبح اكثر بهجة عندما تتحول الى لوحة، الا هؤلاء، فرغم ما رسمته الديرة علينا جميعا من مظاهر النعمة الا انهم ظلوا كما هم، وفق ما قاله الصديق بوعلي الا ان افعال الاخير العقلانية غسلت ذاكرتي بماء الحكمة، فتبسمت راضيا من ان الديرة لاتزال مشرقة رغم ظلاميتها من هؤلاء.
ابتسم بعض النواب لم يعرف الابتسامة منذ دخوله المجلس، رغم انه خلال فترة الانتخابات كانت تلك الابتسامة تسبقه باستقباله ناخبيه، ولا اعلم السبب في ذلك هل هو نصيحة البعض له لاضفاء طابع الجدية ليستشعر المواطن مدى حرصه وتفانيه في اداء عمله مما انساه شكل الابتسامة ام انه يعتقد ان الابتسامة ستقلل من قوة شخصيته امام ناخبيه مما يستدعي كثرة طلباتهم منه؟ لا اعلم، لكن مصداقا لقول المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام
«تبسمك في وجه اخيك صدقة»، فآمل من الجميع الابتسام لخير دينهم ودنياهم، علاوة على ان علماء النفس اجمعوا على ان الابتسامة تحقق الراحة النفسية لصاحبها وللآخرين، وفيما تمرين للفكين، وأتمنى من الاخوة النواب المعنيين تحريك الفكين ليس للطعام فقط، فهي رياضة مجانية ولا تتطلب اي جهد، فتلك نصيحة ارجو ترجمتها على الواقع لنتفاءل بالخير عسى ان نجده. رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.
كثيرا ما تعيد الذاكرة الانسان الى الوراء ليتذكر اجمل مراحل عمره التي مر بها، ولكل انسان مرحلة يتمنى لو ان الزمن وقف عندها لأنها تركت في النفس ذكريات جميلة نعود اليها بين الفينة والاخرى.
ولا شك ان مرحلة الدراسة في عمر الكثيرين هي من اجمل المحطات التي عاشها الانسان في حياته بحلوها ومرها.
وذات يوم جمعتني الصدفة بأحد زملاء الدراسة عندما كنا في المرحلة الثانوية، فأعادنا التاريخ الى الوراء، لنتذكر بها اصدقاءنا الذين جمعنا بهم فصل واحد والذين كانوا يفضلون مناداتهم بأسماء آبائهم منذ ذلك الحين، وذلك النهج الذي ساروا عليه وهم تلامذة، وكيف اصبحوا بعد ان خاضوا معترك الحياة، فتذكرت مجموعة منهم لتعيد لي ذكريات تلك السلوكيات المتناقضة وتصرفاتهم آنذاك التي لا تنم عن مسؤولية او سعة مدارك بل كانت طيش شباب غير مبالين بما يقدمون عليه من امور لا ادري ان كان الزمن قد خطا بهم للافضل، ام بقيت تلك السلوكيات معهم وهي مصيبة.
بوعلي الطالب الوحيد بينهم المتزن بتصرفاته ومدى احترامه لاساتذته وزملائه، يحسن اختيار الكلمات عند مخاطبة الغير، التقيته بتلك الصدفة، انسان وقور زادته الايام ادبا وحياء، وحصل على درجة علمية كبيرة، وقد تبوأ مركزا مرموقا استقبلني بمشاعر صادقة تعكس صفاء روحه، ومن باب الفضول والاطمئنان على اصدقاء الامس سألته عن تلك الشلة التي كانت معنا بذلك الفصل الدراسي وهل يلتقي بهم؟ وما اخبارهم؟
فكان جوابه عكس ما تمنيت برده المختصر ليقول لم تبدل الايام فيهم شيئا مازالوا على ما كانوا عليه، وودعني وانا مصدوم مما قاله فمازلت اعيش
لحظات تصرفاتهم البائسة، فأبوخالد كان طالبا ثرثارا، كثير المطالبات التي لم يتحقق منها شيء، ذا قاعدة «خالف تعرف»، لم يكن محبوبا من زملائه، ولا من مدرسيه، وحتى اسرته كانت كثيرة الانزعاج منه، اما الطالب بوحمود فكان مشاكسا لا يعرف النظام ولا يحترم غيره من تلامذة الفصل غير مبال بما يناله من توبيخ ولفت نظر واستدعاء ولي امره اكثر من مرة الى ان تم فصله من المدرسة نهائيا، اما الطالب مبارك فكان انسانا ينطبق عليه مثل «مع الخيل يا شقره» ليس لديه نهج يسير عليه يتخبط تخبطا، تارة مع هؤلاء وتارة ضدهم، لا يعرف الابتسامة مطلقا،
غير وفي مع اقربائه، اما الطالب بوعبدالله فكان يتغنى دائما ببطولاته وامجاده الوهمية، يعرض خدماته دون ان يستطيع عمل شيء، كثير الكلام قليل الافعال، يتدخل فيما لا يعنيه في المدرسة وخارجها.
والمعروف ان الحياة تغير الكثير من سلوكيات الانسان، لكن الطبع يغلب التطبع، ومن شب على شيء شاب عليه، حتى الجدران ذات الاسمنت الاصم تصبح اكثر بهجة عندما تتحول الى لوحة، الا هؤلاء، فرغم ما رسمته الديرة علينا جميعا من مظاهر النعمة الا انهم ظلوا كما هم، وفق ما قاله الصديق بوعلي الا ان افعال الاخير العقلانية غسلت ذاكرتي بماء الحكمة، فتبسمت راضيا من ان الديرة لاتزال مشرقة رغم ظلاميتها من هؤلاء.
ابتسم بعض النواب لم يعرف الابتسامة منذ دخوله المجلس، رغم انه خلال فترة الانتخابات كانت تلك الابتسامة تسبقه باستقباله ناخبيه، ولا اعلم السبب في ذلك هل هو نصيحة البعض له لاضفاء طابع الجدية ليستشعر المواطن مدى حرصه وتفانيه في اداء عمله مما انساه شكل الابتسامة ام انه يعتقد ان الابتسامة ستقلل من قوة شخصيته امام ناخبيه مما يستدعي كثرة طلباتهم منه؟ لا اعلم، لكن مصداقا لقول المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام
«تبسمك في وجه اخيك صدقة»، فآمل من الجميع الابتسام لخير دينهم ودنياهم، علاوة على ان علماء النفس اجمعوا على ان الابتسامة تحقق الراحة النفسية لصاحبها وللآخرين، وفيما تمرين للفكين، وأتمنى من الاخوة النواب المعنيين تحريك الفكين ليس للطعام فقط، فهي رياضة مجانية ولا تتطلب اي جهد، فتلك نصيحة ارجو ترجمتها على الواقع لنتفاءل بالخير عسى ان نجده. رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.