المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيد فضل الله يحلل أكل ثمار البحر



جمال
05-16-2010, 01:19 AM
يقدّم الكتاب الجديد لسماحة آية الله العظمى، السيّد محمد حسين فضل الله، الصّادر عن دار الملاك في بيروت، نظرةً فقهيّةً جديدةً حول مسألة ثمار البحر، حيث إنّ المشهور لدى فقهاء الإماميّة، حرمة أكل حيوانات البحر، إلا ما كان من صنف السّمك الّذي له فلس(قشر)، وهذا ما استقرّت عليه الفتوى لدى معظم الفقهاء المتأخّرين منهم، حتى غدا هذا الحكم راسخاً في أذهان العامّة والخاصّة، وربّما عدّ من منفردات الإماميّة.

يشير سماحة السيّد إلى أنّ الأصل الأوّليّ المستفاد من القرآن الكريم هو حليّة كلّ ما خلق الله من طعامٍ أو شراب، فلا يحرم من ذلك إلاّ ما دلّ الدّليل على حرمته بالنصوص القرآنية. وتدلّ الآيات القرآنيّة على عمومات حلّ ما في البحر، قال تعالى: «أحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ«[المائدة: 96]، حيث إنّ الآية قد علّقت الحليّة على ما يصطاد من البحر، من دون تقييدٍ بنوعٍ خاصّ منه. فيفهم منه عرفاً، أنّ صيد البحر هو الموضوع للحكم.

وقال تعالى: «وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (النّحل: 14)، وقال في محكم كتابه: «وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا

وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»(فاطر: 12).


إنّ المستفاد من هاتين الآيتين الشّريفتين، أنّ واحدةً من أهمّ فوائد البحار ومنافعها، الّتي سخّرها الله للإنسان، هي أن يأكل منها لحماً طريّاً، وهذا التسخير بإطلاقه شاملٌ لكلّ حيوانات البحر وما فيه من أسماك وحيتان وغيرها، فكلّ ذلك محلّل ومباح للإنسان.