الفلسفة البرجماتية الأمريكية..................كيف يفكر الامريكي؟

[سيد مرحوم]

الفلسفة البرجماتية الأمريكية

كتابات - جمال حافظ واعي

تتميز الفلسفة البرجماتية بكونها فلسفة أمريكية خاصة , فقد ولدت في الدور الأخير من تطور أسلوب الإنتاج الرأسمالي , حيث تطور التكنيك تطورا كبيرا وبدأت عملية الانتقال إلى المرحلة الاحتكارية0

لقد وضع أساس البرجماتية النادي الميتافيزيقي الذي كان يضم ( وليم جيمس) والذي اعتبر فيما بعد داعيتها الأول خصوصا في كتابه ( البرجماتية) وكذلك تشارلس بيرس وجون فيسك0 و البرجماتية هي نفعية ذرائعية تخدم مصالح الاحتكارات الأمريكية وقد لخص ( جون فيسك) أفكار البرجماتية , من خلا ل القصة الخيالية التي نسجها عن ثلاثة من المغتربين الأمريكيين الذين أقاموا حفلة غداء في باريس حيث قدم هؤلاء أنخابا ثلاثة فقال أولهم: إليكم نخب الولايات المتحدة الأمريكية التي تحدها أمريكا البريطانية شمالا وخليج المكسيك جنوبا والمحيط الأطلنطي شرقا والباسفيكي غربا 0وقال الثاني : لا يا صاحبي , انك تنظر إلى الموضوع نظرة محدودة للغاية , إذ يجب علينا ونحن نعين حدود بلدنا ان ننظر إلى المستقبل العظيم والمجيد الذي يشير إليه المصير الواضح للعرق الانكلوسكسوني , هاكم نخب الولايات المتحدة الأمريكية التي يحدها القطب المتجمد شمالا والقطب المتجمد جنوبا وشروق الشمس شرقا وغروبها غربا!! وضجت عاصفة من التصفيق تحيي فيه هذه الرؤيا الطامحة , اما الشخص الثالث فهو الذي يقول عنه مؤلف القصة بأنه تبدو عليه ملامح الجد والصرامة فقال: ان كان لنا ان ندع التاريخ بحاضره وما ضيه ونضع بالاعتبار مصيرنا الواضح , إذن فلماذا نحصر أنفسنا داخل هذه الحدود الضيقة التي عينها رفيقانا ,إليكم نخب الولايات المتحدة التي يحدها الفجر القطبي شمالا وتقدم الاعتدالين جنوبا والعماء البدائي شرقا ويوم القيامة غربا!! وجون فيسك مؤلف القصة , هو نفسه صاحب القول المشهور بان الهدف الأسمى للتاريخ يجب ان يكون المناداة بالمصير البارز للعرق الانكلوسكسوني0 ان العالم البرجماتي هو عالم نيتشوي , داروني , يمور بالتغيير الذي يعمي الأبصار ويجرف كل شيء في طريقه , انه عالم البقاء للأقوى , عالم ذرائعي لا يشغل نفسه بالحقيقة التاريخية ولا يبحث إلا عما يزيد رفاهه المادي , والحقيقة في نظره هي كل ما يزيد الإنتاج وما يثبت كفاءته بغض النظر عن قيمته الانسانية0 ان التجربة في مفهوم البرجماتية هي تجربة عملية عيانية , انها تيار من النتائج المجربة للأفعال , فقيمة الفكرة ليست في الصور والأشكال التي تثيرها في الذهن , وليس في انطباقها على حقائق الموجودات وانما في الأعمال التي تؤدي إليها هذه الفكرة 0 و البرجماتية تفضي في نهاية المطاف إلى مجموعة كاملة من التبريرات الرأسمالية التي تشمل جميع ميادين النشاط الاجتماعي والمتركزة حول القيم النقدية والأرباح المستقبلية0 لقد سمى( ديوي) البرجماتية ( مثالية للعمل) في كتابه البحث عن اليقين, وهي من وجهة نظره مكرسة للعمل لخلق المستقبل بدل الجمود على الآراء المتعلقة بالماضي , وقيمة أي فكرة يجب الحكم عليها بالأرباح التي تعود بها!! ان الحق من وجهة نظر البرجماتية لا يمكن معرفته في حال من الأحوال , فنحن نعيش في دنيا مادية , والحق هو لخدمة القوي , فما يصلح له وما ينفعه فهو الحق وما لا يصلح له فهو الباطل!! ووفق هذا المنطق سخرت أمريكا طروحات البرجماتية في خدمة أهدافها منذ ان أصبحت الوريث الشرعي لكل تركات الاستعمار القديم والحديث , كما اسهم منظرو الاقتصاد الغربي في التنظير لهذه القواعد , يقول ( بيفردج ): لقد خط لنا القدر سياستنا فالتجارة العالمية يجب ان تكون وسوف تكون لنا , وسوف نغطي المحيطات بمراكبنا التجارية , سوف نبني بحرية حربية على قدر عظمتنا , فالقانون الأمريكي والحضارة الأمريكية سوف تزرع على تلك الشواطئ التي ما تزال حتى الآن دامية وغارقة في ظلمات الجهالة!! ملاحظة: قبل اقل من أسبوعين قال( بيل اورايلي) وهو أحد المحللين والمعلقين السياسيين في شبكة فوكس الأمريكية: ان الدرس الكبير للأمريكيين هو اننا لا نستطيع التدخل باستخدام قوات أرضية في العالم الإسلامي بعد الآن 0الذي نستطيع فعله هو قصفهم لحد إخراج ضوء النهار منهم , قصفهم دون قوات أرضية بعد الآن , فهم أقوام بدائية !! استراليا jawaai@yahoo.co.uk