لطيفة
05-13-2010, 03:30 AM
اعتقال الجاني في جريمة {القصور}
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/05/13/ba9a8dc5-4a7d-4a54-9d60-5098ed297ce4_main.jpg
الضحية عمر العازمي
محمد الشرهان ومحمد ابراهيم
ووضاح الشمري وعبدالرزاق المحسن
فيما اعتقلت أجهزة الأمن مساء امس الطالب الجاني، تفاعلت قضية مقتل الطالب عمر العازمي بسكين بعد خلاف مع زميله مشاري.ع، واستمعت اجهزة الامن الى اقوال والدة الجاني التي كشفت عن معلومات خطيرة توضح دور زوجها السلبي في تحريض ابنها على القتل، لا بل ومرافقته الى موقع الجريمة والفرار معا!
وقالت وزيرة التربية والتعليم العالي موضي الحمود ان المسؤولية تقع على الجميع في المدرسة والأسرة والمجتمع، محذرة من وجود ظاهرة مرضية مجتمعية، داعية الى التعاون لعلاجها قبل ان تستفحل.
وخيمت اجواء الحزن على المدرسة، وسادت المخاوف من تكرار الجريمة بسبب المشاجرات الطلابية التي تزايدت أكثر من ذي قبل، وأكد طلبة المدرسة لـ القبس أنه سبق للجاني والضحية أن تشاجرا داخل المدرسة.
أجواء حزينة في المدرسة التي شهدت الجريمة
الهلع يسيطر على الطلاب ومخاوف من تكرار المأساة
يوم أمس لم يكن يوما دراسيا عاديا في مدرسة عبدالله مشاري الروضان في منطقة القصور والتي شهدت جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها الطالب عمر العازمي والبالغ من العمر 14 عاما على يد زميله في المدرسة الطالب مشاري. ع والبالغ من العمر 16 عاما، حيث كانت الجريمة حديث أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة الذين بدوا مذعورين وتملكهم الخوف والهلع في حين حضر أولياء أمورهم إلى المدرسة قبل ساعات من انتهاء الدوام المدرسي لاخذ أبنائهم بالرغم من محاولات إدارة المدرسة بث الطمأنينة في نفوس الطلبة وأولياء أمورهم واقناعهم بأن الحادث عرضي وليس له تأثير وتبعات على الطلبة.
تواجد أمني
القبس تواجدت منذ الصباح الباكر أمام المدرسة وبالتحديد بالقرب من مكان «المعركة الدامية» التي انتهت بمقتل الطالب عمر العازمي اثر تلقيه طعنة نافذة أردته على الفور، حيث لوحظ أن مديرية أمن مبارك الكبير اتخذت اجراءات أمنية احترازية أمام المدرسة ووزعت عددا من الدوريات في محيطها، القبس حاولت الدخول إلى المدرسة واستطلاع رأي إدارتها وأخذ مواقف الطلبة عن الجريمة البشعة إلا ان مسؤولي المدرسة رفضوا ذلك ومنعوا دخول المحررين إلى المدرسة وطلبوا منهم التوجه إلى المنطقة التعليمية فهي المخولة بالحديث عن الواقعة.
لم يكن أمام القبس سوى الانتظار حتى موعد خروج الطلبة من المدرسة والحديث معهم عن تفاصيل الجريمة البشعة وكيف بدأت وإلى أين انتهت، حتى شاهد محررو القبس أحد الطلبة يجلس في الخارج وكان على ما يبدو في انتظار وصول ولي أمره، حيث سألناه عن الجريمة وهل كان
متواجدا لحظة وقوعها، فأجاب «نعم كنت متواجدا ولكن لن اتحدث الا بشرط وهو عدم تصويري» فتعهد محررو القبس له بذلك وأخذ بسرد القصة قائلا «ان المشاجرة حدثت قبل يومين وتحديدا في «الفرصة» بين الطالب المغدور والجاني وانتهت بعد تدخل عدد من المدرسين والمشرفين لفض الاشتباك، إلا اننا فوجئنا بوقوع مشاجرة اخرى بعد خروجنا من المدرسة مساء امس الاول، حيث توجه الجاني «مشاري» وبرفقته شخصان احدهما يتجاوز العشرين من عمره والتفوا حول المجني عليه «عمر» قبل ان يستل الجاني «مشاري» سكينا وينهال بها طعنا على «عمر»، ثم استقلوا سيارة من نوع همر سوداء اللون ولاذوا بالفرار.
وعند خروج الطلبة من المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي تحدثوا للقبس عن تفاصيل الواقعة واجمعوا على انها بدأت بمشاجرة خلال الفرصة قبل وقوع الجريمة بيوم وانتهت بتدخل المدرسين والطلبة الا انها تجددت في اليوم الثاني، والذي حدثت فيه الجريمة على مرأى ومسمع من غالبية طلبة المدرسة، حيث ان المشاجرة وقعت في «الهدة».
القبس التقت ايضا مع الطالب علي عبدالحميد، والذي يدرس في نفس صف الضحية «عمر» حيث ذكر انه كان معروفا لدى جميع الطلبة في فصله بانه على خلق حميد ولم يحدث ان بدر منه اي سوء او تصرف غير اخلاقي تجاه زملائه، لافتا الى ان المشادة الاولى التي وقعت في يوم الجريمة هي من ادى الى تفاقم المشكلة وتطورها الى مقتله على يد «مشاري»، والذي لم نكن نتوقع ان تصدر عنه هذه الواقعة الاليمة.
وقبل مغادرتنا موقع الحادث تجمع حولنا عدد كبير من الطلبة الذين بدأوا يتسابقون في الحديث عن الواقعة وتباينت آراء هؤلاء حول تفاصيل الواقعة فمنهم من رأى ان المشاجرة الاولى في «الفرصة» وقعت في اليوم نفسه الذي شهد هذه الفاجعة، وهناك من قال انه لم تكن هناك مشاجرة في هذا اليوم، بل كانت قبل يومين من الواقعة، بل ان هناك من قال ان الجاني لم يكن معه سكين، بل كانت مع احد المرافقين واستلها منه ثم وجه للمجني عليه طعنة واحدة فقط ادت الى مصرعه.
مجلس عزاء الطالب عمر العازمي.. إدانة للسلوك العدواني
والد الضحية لـ القبس: هل «الداخلية» تريد مني ضبط القاتل بنفسي؟
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/05/13/e4d05696-aea0-4d8e-a103-75b84e5ae6f8_main.jpg
طلبة المدرسة يشيرون الى الدماء
ذهب عمر الى المدرسة صباحا وودعني بعد ان اخذ مصروفه اليومي، ذهب ولم يعد، انتظرته طويلا وشقيقيه محمد وسعد، فهما اعتادا على تناول وجبة الغداء معي، لم يرجع عمر بل وصلني اتصال من شقيقه محمد: «يبه عمر مات»، هكذا تحدث ابو عمر، وهو الطالب الذي قتل بعد خروجه من المدرسة مساء امس الاول على يد طالب آخر لا يزال هاربا.
عمر الذي راح ضحية العنف والسلوك العدواني من قبل زميل له في حادث لم يكن الاول، والواقع يدل على انه لن يكون الاخير.
بهذه الكلمات تحدث المواطن سعود العازمي والد الطالب الضحية عمر للقبس بعيون تملؤها الدموع قائلا «هل من المعقول ما حدث؟ وهل صحيح انني لن اشاهد ابني عمر مرة اخرى؟ نعم انه قضاء الله وقدره وانا مؤمن حق الايمان بالقضاء والقدر، لكنني ارسلته لكي يدرس وليس لكي يموت، وبهذه الطريقة البشعة، وعلى مرأى ومسمع من شقيقيه اللذين لا يزالان مصدومين بما حدث، لقد مات عمر بين يدي محمد، والجاني حر طليق؟
أبو عمر والذي كان يجلس في ديوانية منزله في منطقة القصور ويستعد هو واقاربه للتوجه الى المقبرة لكي يودعوا ابنه عمر الى مثواه الاخير انفجر باكيا، واخذ يضرب كفا بكف وهو يردد «هل هناك اسوأ من ان يفقد الاب ابنه في لحظة واحدة؟»، ثم صمت قليلا وتحدث قائلا «ما الذنب الذي اقترفه عمر حتى ينال جزاءه بهذا الشكل المأساوي؟».
حاسبوا الجاني
القبس التقت ايضا داخل مجلس العزاء عم الضحية المواطن مساعد العازمي الذي بدا متأثرا جدا وطالب في بداية حديثه ان تسارع وزارة الداخلية الى ضبط الجناة قبل ان يحدث ما لا تحمد عقباه، لافتا الى انه على ثقة بالاجهزة الامنية، الا ان مثل هذه الجريمة يجب ان يتم التعامل معها بسرعة كبيرة حتى لا تقع ردود افعال قد يراها البعض بأنها طبيعية جدا ومن منطلق ان «العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم».
وتساءل العازمي قائلا: «هل يعقل ان يقتل طفل لم يكمل الرابعة عشرة من عمره بهذه الطريقة الوحشية، وامام سور المدرسة والتي تعتبر البيت الثاني للطالب، ولم تتمكن الاجهزة الامنية من ضبط الجاني حتى هذه اللحظة؟ هل يريدون منا ان نضبط الجاني بأنفسنا؟ ام يريدون دفعنا الى شريعة الغاب والاخذ بالثأر، في بلد القانون والدستور والديموقراطية؟ نحن اكبر من ذلك، وكما ذكر شقيقي فإننا مؤمنون بقضاء الله وقدره، لكن هناك قانونا يجب ان يطبق على الجميع، وهناك مجرم هارب يجب ان يقدم للعدالة، وهناك دم طفل بريء اهدر من دون وجه حق، ولن نتردد او نصمت على دم ابننا مهما كلفنا الامر، وسوف نتبع جميع القنوات القانونية».
سيناريو الجريمة
القبس التقت ايضا شقيق الضحية محمد والذي حمل شقيقه الى المستشفى محاولا انقاذ حياته، ليروي الدقائق المروعة التي عاشها حينما شاهد شقيقة عمر وسط بركة من الدماء، وشاهد الجناة يفرون هاربين ووقف هو بين خيارين كلاهما صعب، الاول منهما يتمثل في انقاذ شقيقه الذي كان ينزف بغزارة، والآخر هو مطاردة الجناة، فاختار الخيار الاول وحمل شقيقه عمر الى مستشفى العدان، لكن القدر الإلهي لم يسعفه بأن ينقذ حياة شقيقه.
محمد روى للقبس تلك اللحظات الصعبة قائلا «توجهت الى المدرسة القريبة من منزلنا، والتي لا يفصلنا عنها سوى خطوات، وشاهدت مشاجرة امام الباب الرئيسي للمدرسة، وعندما ذهبت لاستطلاع الامر، وياليتني لم اذهب».
بكاء
يصمت محمد قبل ان ينخرط في موجة بكاء بكى معها والده وشقيقه الصغير سعد، ثم استجمع قواه وعاد للحديث مرة اخرى «شاهدت عمر وسط بركة من الدماء، وشاهدت الجناة يهربون ثم حملته، ولم يكن يتحرك او ينطق بكلمة واحدة، وتوجهت بسرعة كبيرة الى مستشفى العدان، وهناك كان قدري ان اسمع ما لم اكن اود ان اسمعه حينما ابلغني اطباء قسم الحوادث في مستشفى العدان بأن عمر صمت الى الابد وأسلم روحه الصغيرة الى بارئها، دخلت في دائرة الصمت الكبيرة واخذت افكر كيف ابلغ والدي بأنهما لن يشاهدا عمر مرة أخرى، ولم اجد جوابا!».
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/05/13/ba9a8dc5-4a7d-4a54-9d60-5098ed297ce4_main.jpg
الضحية عمر العازمي
محمد الشرهان ومحمد ابراهيم
ووضاح الشمري وعبدالرزاق المحسن
فيما اعتقلت أجهزة الأمن مساء امس الطالب الجاني، تفاعلت قضية مقتل الطالب عمر العازمي بسكين بعد خلاف مع زميله مشاري.ع، واستمعت اجهزة الامن الى اقوال والدة الجاني التي كشفت عن معلومات خطيرة توضح دور زوجها السلبي في تحريض ابنها على القتل، لا بل ومرافقته الى موقع الجريمة والفرار معا!
وقالت وزيرة التربية والتعليم العالي موضي الحمود ان المسؤولية تقع على الجميع في المدرسة والأسرة والمجتمع، محذرة من وجود ظاهرة مرضية مجتمعية، داعية الى التعاون لعلاجها قبل ان تستفحل.
وخيمت اجواء الحزن على المدرسة، وسادت المخاوف من تكرار الجريمة بسبب المشاجرات الطلابية التي تزايدت أكثر من ذي قبل، وأكد طلبة المدرسة لـ القبس أنه سبق للجاني والضحية أن تشاجرا داخل المدرسة.
أجواء حزينة في المدرسة التي شهدت الجريمة
الهلع يسيطر على الطلاب ومخاوف من تكرار المأساة
يوم أمس لم يكن يوما دراسيا عاديا في مدرسة عبدالله مشاري الروضان في منطقة القصور والتي شهدت جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها الطالب عمر العازمي والبالغ من العمر 14 عاما على يد زميله في المدرسة الطالب مشاري. ع والبالغ من العمر 16 عاما، حيث كانت الجريمة حديث أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة الذين بدوا مذعورين وتملكهم الخوف والهلع في حين حضر أولياء أمورهم إلى المدرسة قبل ساعات من انتهاء الدوام المدرسي لاخذ أبنائهم بالرغم من محاولات إدارة المدرسة بث الطمأنينة في نفوس الطلبة وأولياء أمورهم واقناعهم بأن الحادث عرضي وليس له تأثير وتبعات على الطلبة.
تواجد أمني
القبس تواجدت منذ الصباح الباكر أمام المدرسة وبالتحديد بالقرب من مكان «المعركة الدامية» التي انتهت بمقتل الطالب عمر العازمي اثر تلقيه طعنة نافذة أردته على الفور، حيث لوحظ أن مديرية أمن مبارك الكبير اتخذت اجراءات أمنية احترازية أمام المدرسة ووزعت عددا من الدوريات في محيطها، القبس حاولت الدخول إلى المدرسة واستطلاع رأي إدارتها وأخذ مواقف الطلبة عن الجريمة البشعة إلا ان مسؤولي المدرسة رفضوا ذلك ومنعوا دخول المحررين إلى المدرسة وطلبوا منهم التوجه إلى المنطقة التعليمية فهي المخولة بالحديث عن الواقعة.
لم يكن أمام القبس سوى الانتظار حتى موعد خروج الطلبة من المدرسة والحديث معهم عن تفاصيل الجريمة البشعة وكيف بدأت وإلى أين انتهت، حتى شاهد محررو القبس أحد الطلبة يجلس في الخارج وكان على ما يبدو في انتظار وصول ولي أمره، حيث سألناه عن الجريمة وهل كان
متواجدا لحظة وقوعها، فأجاب «نعم كنت متواجدا ولكن لن اتحدث الا بشرط وهو عدم تصويري» فتعهد محررو القبس له بذلك وأخذ بسرد القصة قائلا «ان المشاجرة حدثت قبل يومين وتحديدا في «الفرصة» بين الطالب المغدور والجاني وانتهت بعد تدخل عدد من المدرسين والمشرفين لفض الاشتباك، إلا اننا فوجئنا بوقوع مشاجرة اخرى بعد خروجنا من المدرسة مساء امس الاول، حيث توجه الجاني «مشاري» وبرفقته شخصان احدهما يتجاوز العشرين من عمره والتفوا حول المجني عليه «عمر» قبل ان يستل الجاني «مشاري» سكينا وينهال بها طعنا على «عمر»، ثم استقلوا سيارة من نوع همر سوداء اللون ولاذوا بالفرار.
وعند خروج الطلبة من المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي تحدثوا للقبس عن تفاصيل الواقعة واجمعوا على انها بدأت بمشاجرة خلال الفرصة قبل وقوع الجريمة بيوم وانتهت بتدخل المدرسين والطلبة الا انها تجددت في اليوم الثاني، والذي حدثت فيه الجريمة على مرأى ومسمع من غالبية طلبة المدرسة، حيث ان المشاجرة وقعت في «الهدة».
القبس التقت ايضا مع الطالب علي عبدالحميد، والذي يدرس في نفس صف الضحية «عمر» حيث ذكر انه كان معروفا لدى جميع الطلبة في فصله بانه على خلق حميد ولم يحدث ان بدر منه اي سوء او تصرف غير اخلاقي تجاه زملائه، لافتا الى ان المشادة الاولى التي وقعت في يوم الجريمة هي من ادى الى تفاقم المشكلة وتطورها الى مقتله على يد «مشاري»، والذي لم نكن نتوقع ان تصدر عنه هذه الواقعة الاليمة.
وقبل مغادرتنا موقع الحادث تجمع حولنا عدد كبير من الطلبة الذين بدأوا يتسابقون في الحديث عن الواقعة وتباينت آراء هؤلاء حول تفاصيل الواقعة فمنهم من رأى ان المشاجرة الاولى في «الفرصة» وقعت في اليوم نفسه الذي شهد هذه الفاجعة، وهناك من قال انه لم تكن هناك مشاجرة في هذا اليوم، بل كانت قبل يومين من الواقعة، بل ان هناك من قال ان الجاني لم يكن معه سكين، بل كانت مع احد المرافقين واستلها منه ثم وجه للمجني عليه طعنة واحدة فقط ادت الى مصرعه.
مجلس عزاء الطالب عمر العازمي.. إدانة للسلوك العدواني
والد الضحية لـ القبس: هل «الداخلية» تريد مني ضبط القاتل بنفسي؟
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/05/13/e4d05696-aea0-4d8e-a103-75b84e5ae6f8_main.jpg
طلبة المدرسة يشيرون الى الدماء
ذهب عمر الى المدرسة صباحا وودعني بعد ان اخذ مصروفه اليومي، ذهب ولم يعد، انتظرته طويلا وشقيقيه محمد وسعد، فهما اعتادا على تناول وجبة الغداء معي، لم يرجع عمر بل وصلني اتصال من شقيقه محمد: «يبه عمر مات»، هكذا تحدث ابو عمر، وهو الطالب الذي قتل بعد خروجه من المدرسة مساء امس الاول على يد طالب آخر لا يزال هاربا.
عمر الذي راح ضحية العنف والسلوك العدواني من قبل زميل له في حادث لم يكن الاول، والواقع يدل على انه لن يكون الاخير.
بهذه الكلمات تحدث المواطن سعود العازمي والد الطالب الضحية عمر للقبس بعيون تملؤها الدموع قائلا «هل من المعقول ما حدث؟ وهل صحيح انني لن اشاهد ابني عمر مرة اخرى؟ نعم انه قضاء الله وقدره وانا مؤمن حق الايمان بالقضاء والقدر، لكنني ارسلته لكي يدرس وليس لكي يموت، وبهذه الطريقة البشعة، وعلى مرأى ومسمع من شقيقيه اللذين لا يزالان مصدومين بما حدث، لقد مات عمر بين يدي محمد، والجاني حر طليق؟
أبو عمر والذي كان يجلس في ديوانية منزله في منطقة القصور ويستعد هو واقاربه للتوجه الى المقبرة لكي يودعوا ابنه عمر الى مثواه الاخير انفجر باكيا، واخذ يضرب كفا بكف وهو يردد «هل هناك اسوأ من ان يفقد الاب ابنه في لحظة واحدة؟»، ثم صمت قليلا وتحدث قائلا «ما الذنب الذي اقترفه عمر حتى ينال جزاءه بهذا الشكل المأساوي؟».
حاسبوا الجاني
القبس التقت ايضا داخل مجلس العزاء عم الضحية المواطن مساعد العازمي الذي بدا متأثرا جدا وطالب في بداية حديثه ان تسارع وزارة الداخلية الى ضبط الجناة قبل ان يحدث ما لا تحمد عقباه، لافتا الى انه على ثقة بالاجهزة الامنية، الا ان مثل هذه الجريمة يجب ان يتم التعامل معها بسرعة كبيرة حتى لا تقع ردود افعال قد يراها البعض بأنها طبيعية جدا ومن منطلق ان «العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم».
وتساءل العازمي قائلا: «هل يعقل ان يقتل طفل لم يكمل الرابعة عشرة من عمره بهذه الطريقة الوحشية، وامام سور المدرسة والتي تعتبر البيت الثاني للطالب، ولم تتمكن الاجهزة الامنية من ضبط الجاني حتى هذه اللحظة؟ هل يريدون منا ان نضبط الجاني بأنفسنا؟ ام يريدون دفعنا الى شريعة الغاب والاخذ بالثأر، في بلد القانون والدستور والديموقراطية؟ نحن اكبر من ذلك، وكما ذكر شقيقي فإننا مؤمنون بقضاء الله وقدره، لكن هناك قانونا يجب ان يطبق على الجميع، وهناك مجرم هارب يجب ان يقدم للعدالة، وهناك دم طفل بريء اهدر من دون وجه حق، ولن نتردد او نصمت على دم ابننا مهما كلفنا الامر، وسوف نتبع جميع القنوات القانونية».
سيناريو الجريمة
القبس التقت ايضا شقيق الضحية محمد والذي حمل شقيقه الى المستشفى محاولا انقاذ حياته، ليروي الدقائق المروعة التي عاشها حينما شاهد شقيقة عمر وسط بركة من الدماء، وشاهد الجناة يفرون هاربين ووقف هو بين خيارين كلاهما صعب، الاول منهما يتمثل في انقاذ شقيقه الذي كان ينزف بغزارة، والآخر هو مطاردة الجناة، فاختار الخيار الاول وحمل شقيقه عمر الى مستشفى العدان، لكن القدر الإلهي لم يسعفه بأن ينقذ حياة شقيقه.
محمد روى للقبس تلك اللحظات الصعبة قائلا «توجهت الى المدرسة القريبة من منزلنا، والتي لا يفصلنا عنها سوى خطوات، وشاهدت مشاجرة امام الباب الرئيسي للمدرسة، وعندما ذهبت لاستطلاع الامر، وياليتني لم اذهب».
بكاء
يصمت محمد قبل ان ينخرط في موجة بكاء بكى معها والده وشقيقه الصغير سعد، ثم استجمع قواه وعاد للحديث مرة اخرى «شاهدت عمر وسط بركة من الدماء، وشاهدت الجناة يهربون ثم حملته، ولم يكن يتحرك او ينطق بكلمة واحدة، وتوجهت بسرعة كبيرة الى مستشفى العدان، وهناك كان قدري ان اسمع ما لم اكن اود ان اسمعه حينما ابلغني اطباء قسم الحوادث في مستشفى العدان بأن عمر صمت الى الابد وأسلم روحه الصغيرة الى بارئها، دخلت في دائرة الصمت الكبيرة واخذت افكر كيف ابلغ والدي بأنهما لن يشاهدا عمر مرة أخرى، ولم اجد جوابا!».