سيد مرحوم
09-21-2004, 11:26 AM
فوائد ثابتة ومضاعفات واضحة
جراحة الليزر في أروقة المحاكم
http://www.alkhaleej.ae/dak/images/2004/09/18/med.jpg
عقد الإنسان العزم منذ إقليدس الذي ألف كتابه الشهير عن علوم البصريات “Optica” في عام 300 قبل الميلاد تقريبا على إيجاد وسائل لتحسين مستوى الرؤية. وقد شكل علم البصريات بدءا من أول عدسة مكبرة تم اختراعها في عام 1000 ميلادي ومرورا باختراع النظارات من قبل الإيطالي سالفينو دارميت في عام 1284 وصولا إلى العدسات اللاصقة التي اخترعها أدولف فيكس في عام ،1888 تحديا كبيرا في الساحة العلمية الطبية.
ومع ذلك فإن عددا قليلا فقط من العلماء تجرأوا وحاولوا إجراء تعديلات في كرة العين ذاتها، ولكن عندما حاول أحد العلماء اليابانيين في السابق، أن يحسن مستوى النظر عن طريق شق القرنية، اكتشف أن لهذا الأسلوب نتائج كارثية.
بيد أن سبعينات القرن العشرين شهدت أول إنجاز حقيقي على يد العالم الروسي زفياتوسلاف فيودوروف الذي توصل إلى صيغة لتعديل القرنية بهدف تحسين النظر، ولكن اكتشافه ظل ضمن الإطار النظري حيث لم يكن بالإمكان إجراء التعديلات التي اقترحها بالتقنيات التقليدية التي كانت متوفرة آنذاك.
وبعد ذلك ظهرت تقنيات الليزر.
ففي عام ،1982 اكتشف رانجاسوامي سرينيفاسان وجيمس وين وسامويل بلوم من مختبرات “أي بي إم”، القدرات الهائلة لأحد أنواع الليزر المستخدم في شق رقائق الكمبيوتر التي يمكن استثمارها لإجراء تعديلات في الأنسجة البيولوجية. ويسمى ليزر الجزيء المزدوج النشط (إكسايمر ليزر). فقد تبين لهم أن باستطاعة هذا الليزر إزالة الأنسجة المتضررة من دون إلحاق الأذى بالمواد المجاورة.
وبعد ذلك، سجل أخصائي أمراض العيون ستيفن تروكيل في نيويورك، براءة اختراع استخدام “الإكسايمر ليزر” في علم البصريات وقام بإجراء أول جراحة ليزرية على عيني أحد مرضاه في عام 1987.
وتأسست أول عيادة للعلاج بالليرز للدكتور تروكيل في تورونتو في عام ،1989 كما تم افتتاح أول عيادة بريطانية في مستشفى كلاتربريدج في عام 1991 في منطقة ويرال. وأصبحت جراحة الليزر أسلوبا علاجيا شائعا يخضع له حوالي 90 ألف شخص سنويا حيث تبلغ تكلفة علاج العين الواحدة حوالي 1000 جنيه استرليني.
تاريخ جراحة الليزر
لا يخلو تاريخ جراحة الليزر شأنها كبقية أنواع العلاج من الأحداث. فقد زعمت دراسة نشرتها مجلة “هيلث ويتش” أن نسبة حدوث مضاعفات بسبب هذا الإجراء تتراوح بين 2-3%.
ووفقا لاتحاد الدفاع الطبي وهو أكبر هيئة لتأمين الأطباء في بريطانيا، فإن الشكاوى ضد أخصائي جراحة العين بالليزر قد ارتفعت بنسبة 166 % خلال ست سنوات.
وفي كثير من الحالات، يبقى الأشخاص الذين خضعوا لجراحة بالليزر بحاجة إلى استخدام النظارات خاصة ببعض النشاطات مثل القراءة والقيادة أو مشاهدة التلفزيون.
وتقول كريستين تومبكينز، من اتحاد الدفاع الطبي: “ينبغي أن يدرك الناس جميع هذه المخاطر، وهم بحاجة إلى التفكير في ما إذا كانت الفوائد التي سيحصلون عليها من خلال هذا الإجراء تستحق هذه المخاطر أم لا”.
وعندما بدأ عدد من الأطباء في مختلف أنحاء أمريكا في دراسة مدى سلامة استخدام التقنية التي تنتجها شركة ألكون وتسمى “نظام لادافيرجين” (آلة تعتمد على تقنية ليزرية من وكالة الفضاء الأمريكية)، وجدت الشركة نفسها أمام خيارين فقط، فإما أن تخرج وتعلن على الملأ انها ستوقف تصنيع الجهاز أو تتجاهل كل شيء.
ووفقا للدعاوى القضائية المرفوعة في الولايات المتحدة، فإن ألكون متهمة بتبني الخيار الثاني.
وعندما جاءت مجموعة من جراحي العيون إلى توم سير، الرئيس التنفيذي للشركة، في أكتوبر عام 2002 للإعراب له عن مخاوفهم وقلقهم، لم يتم تبديد تلك المخاوف.
وأفاد بعض الجراحين بأن مرضاهم أصيبوا بما يسمى “اللابؤرية” (عدم تركز الضوء في المكان الصحيح من الشبكية نتيجة خلل في تحدب القرنية)، وكذلك رؤية صور شبحية والشعور بوهج متعب ورؤية مشوشة. وفي نهاية الحديث شكر السيد سير الأطباء على إثارة هذه المسائل “التي سوف نأخذها بعين الاعتبار” كما قال.
المخاوف قائمة
وحتى الآن، لم يتم تبديد اثنين على الأقل من تلك المخاوف ولا تزال الشركة مصرة على سوء عمل الآلة لم يكن أبدا مشكلة قانونية وتقول إنه تم تلفيق تلك المزاعم من قبل أطباء وشركات يحاولون التخلص من دفع الديون المترتبة عليهم لصالح ألكون.
ووفقا لوكالة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن الشركات المصنعة للمعدات الطبية مطالبة بالإبلاغ عن أي تأثيرات سلبية ناجمة عن معداتها.
وتزعم شركة “إي بي دبليو” التي اعتادت أن تستأجر جهاز “لادارفيجين” في وثائق الدعوى التي رفعتها في المحكمة، أن المسؤولين كانوا يقولون عند الإبلاغ عن الشكاوى المتعلقة بمشاكل الليزر الواردة من المرضى، إنهم لم يسمعوا بهذا من قبل. وقيل إن ألكون عزت تلك المشاكل إلى عدم كفاءة الأطباء وعوامل بيئية أخرى مثل الرطوبة.
وفي الوثائق التي قدمتها ردا على مزاعم “إي بي دبليو” قالت ألكون إن “إن تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة”.
وكان الجراح الكندي بريان ويل قد رفع دعوة تتضمن مزاعم مشابهة لمزاعم “إي بي دبليو” في محاكم ولاية واشنطن.
وفي يناير/كانون الثاني، كسبت ألكون الدعوى ضد الدكتور ويل لعدم وفائه بشروط العقد وتخلفه عن دفع رسوم قدرها 1.6 مليون دولار أمريكي.
وقال الجراح انه تخلف عن دفع المبلغ بعدما حصل على معلومات مسربة من ألكون تكشف عن ارتفاع معدل حالات إعادة العلاج في عيادات أخرى تستخدم الآلة “لادارفيجين”.
وبينما لا يزال بعض الأطباء يحتفظون بنظام “لادارفيجن”، يزعم البعض الآخر بأنه رغم تعهدات ألكون، لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة أو بالأحرى لم يتم اتخاذ أي إجراء ولا تزال الآلة التي يبلغ سعرها ما يعادل 300 ألف جنيه إسترليني، متهمة بإحداث مضاعفات عكسية.
اي معيار؟
وعلى الرغم من عدم توفر معيار لقياس معدل حالات تكرار العلاج والتي تسمى أيضا حالات “ تعزيز العلاج” إلا ان التقارير الصادرة عن هذا القطاع تشير إلى أن النسبة الطبيعية تتراوح بين 6-8 % من المرضى.
ووفقا للمعلومات المسربة التي استخدمت في قضية “إي بي دبليو”، فإن نسبة الحالات التي احتاجت إلى إعادة علاج بلغت 40% في خمس عيادات في الولايات المتحدة في عام ،2002 كما بلغت 30% في 11 عيادة أخرى و20% في 39 عيادة. ولكن الناطق باسم ألكون قال إن تلك المعلومات تتعلق بمسائل مالية ولا علاقات لها بالمرضى. وفي بريطانيا، بلغت نسبة حالات إعادة العلاج في عيادات بوتس 10% في نهاية عام 2002 وهو ما يعادل ضعف عدد المرضى في عام 2001 الذي شهد بداية استخدام النظام.
وحتى الآن، تنفي ألكون أن تكون تلك المشاكل ناجمة عن أخطاء في الآلة. وقال ناطق باسم الشركة إن معدل عمليات إعادة العلاج لا تمثل دليلا على وجود خلل في الآلة. وأضاف أنه ليس من طبيعة ألكون أن تخفي المشاكل عن الأطباء، لاسيما وأن النظام حاصل على موافقة من قبل وكالة الغذاء والدواء الأمريكية.
ورفض ناطق باسم وكالة الغذاء التصريح بما إذا كانت الوكالة تجري تحقيقا حول سلامة أجهزة لادارفيجين أم لا. وقال إن الوكالة مطلعة على الاتهامات الموجهة لشركة ألكون ولكن لاعلم لها بأن ألكون قد أبلغت عن ارتفاع حالات إعادة العلاج.
ومن جهتها، قالت ريبيكا بيتريز الناشطة في حملة الدعوة إلى وضع قوانين خاصة بجراحة العيون: “إذا كانت الطريقة الوحيدة لحماية عيون المرضى تتمثل في إخراج جهاز لادارفيجين من الخدمة إلى أن يتم التأكد من تلك المزاعم، فيجب القيام في ذلك”.
وهكذا، وعلى الرغم من الفوائد المثبتة لجراحة الليزر، غير أن هناك العديد من الحالات التي أشارت إلى وجود مشاكل لهذا الإجراء الجراحي تتمثل في فشل العملية أو مضاعفات ما بعد العملية، ليبدأ بعد ذلك جدل تحديد الجهة التي تتحمل المسؤولية. فالمريض يلقي اللوم على الجراح والجراح يلوم الشركة المصنعة للمعدات والتي بدورها تنحي باللائمة على العيادة.
مراحل العملية الجراحية
تعرف العملية الجراحية الأكثر شيوعا في بريطانيا باسم “ليزيك” وهي خاصة بمعالجة قرب النظر، وتكلف حوالي 1000 جنيه إسترليني
يطلب من المريض ان يتمدد على سرير خاص تحت جهاز الليزر ومن ثم يعطى قطرات عينية تحتوي على مخدر موضعي.
يتم استخدام جهاز صغير مخصص لفتح العين ويطلب من المريض أن ينظر باتجاه الأعلى نحو وميض صغير.
يتم تثبيت حلقة مص فوق العين لتثبيتها وتبقى لمدة دقيقة أو دقيقتين لا يستطيع المريض أثناء ذلك رؤية أي شيء.
يقوم الخبراء بتثبيت جهاز آلي يتضمن شفرة صغيرة حادة، فوق حلقة الشفط ويتم قطع شريحة دقيقة من القرنية. ولا يستغرق هذا الإجراء أكثر من 20 ثانية ومن ثم تتم إزالة الحلقة ويستعيد المريض الرؤية.
ترفع الشريحة المأخوذة من القرنية باتجاه الجانب ومن ثم يبدأ الليزر بالعمل. وعندما تتم إزالة الكمية الصحيحة من القرنية- بعد 30 ثانية- يجري غسل العين لإزالة أية جزيئات يمكن أن تكون قد علقت بالسطح المفتوح.
تعاد الشريحة المرفوعة إلى مكانها بشكل دقيق، ويجب أن يحدث هذا الأمر في غضون خمس دقائق فقط.
يتوجب على المريض ارتداء نظارات شمسية جيدة لمدة اسبوعين لحماية العين وكذلك استخدام قطرة عينية عدة مرات في اليوم لمدة أسبوع.
يعاني معظم الذي يخضعون للعملية من شعور غير مريح بعد العملية لمدة 12 ساعة حيث ينبغي أن تتحسن الرؤية خلال هذه الفترة وتصبح مناسبة للعمل خلال أربعة أيام.
قد يصاب المريض بطول نظر بدلا من قصر النظر ولكن غالبا ما يستقر هذا الأمر خلال بضعة أسابيع.
ستيفين تروكيل، طبيب عيون في نيويورك هو الذي أجرى أول عملية ليزر وذلك في عام 1987.
هناك العديد من المشاهير الذين خضعوا لهذه الجراحة الليزرية منهم سيلا بلاك من فريق التوابل سابقا والممثلة نيكول كيدمان وبرات بيت.
ارتفع معدل الشكاوى ضد أخصائي جراحة العيون بالليزر بنسبة 166% خلال ست سنوات وهو ما يشكل ثلث الشكاوى المرفوعة ضد جراحي العيون عموما وذلك حسب اتحاد الدفاع الطبي البريطاني.
جراحة الليزر في أروقة المحاكم
http://www.alkhaleej.ae/dak/images/2004/09/18/med.jpg
عقد الإنسان العزم منذ إقليدس الذي ألف كتابه الشهير عن علوم البصريات “Optica” في عام 300 قبل الميلاد تقريبا على إيجاد وسائل لتحسين مستوى الرؤية. وقد شكل علم البصريات بدءا من أول عدسة مكبرة تم اختراعها في عام 1000 ميلادي ومرورا باختراع النظارات من قبل الإيطالي سالفينو دارميت في عام 1284 وصولا إلى العدسات اللاصقة التي اخترعها أدولف فيكس في عام ،1888 تحديا كبيرا في الساحة العلمية الطبية.
ومع ذلك فإن عددا قليلا فقط من العلماء تجرأوا وحاولوا إجراء تعديلات في كرة العين ذاتها، ولكن عندما حاول أحد العلماء اليابانيين في السابق، أن يحسن مستوى النظر عن طريق شق القرنية، اكتشف أن لهذا الأسلوب نتائج كارثية.
بيد أن سبعينات القرن العشرين شهدت أول إنجاز حقيقي على يد العالم الروسي زفياتوسلاف فيودوروف الذي توصل إلى صيغة لتعديل القرنية بهدف تحسين النظر، ولكن اكتشافه ظل ضمن الإطار النظري حيث لم يكن بالإمكان إجراء التعديلات التي اقترحها بالتقنيات التقليدية التي كانت متوفرة آنذاك.
وبعد ذلك ظهرت تقنيات الليزر.
ففي عام ،1982 اكتشف رانجاسوامي سرينيفاسان وجيمس وين وسامويل بلوم من مختبرات “أي بي إم”، القدرات الهائلة لأحد أنواع الليزر المستخدم في شق رقائق الكمبيوتر التي يمكن استثمارها لإجراء تعديلات في الأنسجة البيولوجية. ويسمى ليزر الجزيء المزدوج النشط (إكسايمر ليزر). فقد تبين لهم أن باستطاعة هذا الليزر إزالة الأنسجة المتضررة من دون إلحاق الأذى بالمواد المجاورة.
وبعد ذلك، سجل أخصائي أمراض العيون ستيفن تروكيل في نيويورك، براءة اختراع استخدام “الإكسايمر ليزر” في علم البصريات وقام بإجراء أول جراحة ليزرية على عيني أحد مرضاه في عام 1987.
وتأسست أول عيادة للعلاج بالليرز للدكتور تروكيل في تورونتو في عام ،1989 كما تم افتتاح أول عيادة بريطانية في مستشفى كلاتربريدج في عام 1991 في منطقة ويرال. وأصبحت جراحة الليزر أسلوبا علاجيا شائعا يخضع له حوالي 90 ألف شخص سنويا حيث تبلغ تكلفة علاج العين الواحدة حوالي 1000 جنيه استرليني.
تاريخ جراحة الليزر
لا يخلو تاريخ جراحة الليزر شأنها كبقية أنواع العلاج من الأحداث. فقد زعمت دراسة نشرتها مجلة “هيلث ويتش” أن نسبة حدوث مضاعفات بسبب هذا الإجراء تتراوح بين 2-3%.
ووفقا لاتحاد الدفاع الطبي وهو أكبر هيئة لتأمين الأطباء في بريطانيا، فإن الشكاوى ضد أخصائي جراحة العين بالليزر قد ارتفعت بنسبة 166 % خلال ست سنوات.
وفي كثير من الحالات، يبقى الأشخاص الذين خضعوا لجراحة بالليزر بحاجة إلى استخدام النظارات خاصة ببعض النشاطات مثل القراءة والقيادة أو مشاهدة التلفزيون.
وتقول كريستين تومبكينز، من اتحاد الدفاع الطبي: “ينبغي أن يدرك الناس جميع هذه المخاطر، وهم بحاجة إلى التفكير في ما إذا كانت الفوائد التي سيحصلون عليها من خلال هذا الإجراء تستحق هذه المخاطر أم لا”.
وعندما بدأ عدد من الأطباء في مختلف أنحاء أمريكا في دراسة مدى سلامة استخدام التقنية التي تنتجها شركة ألكون وتسمى “نظام لادافيرجين” (آلة تعتمد على تقنية ليزرية من وكالة الفضاء الأمريكية)، وجدت الشركة نفسها أمام خيارين فقط، فإما أن تخرج وتعلن على الملأ انها ستوقف تصنيع الجهاز أو تتجاهل كل شيء.
ووفقا للدعاوى القضائية المرفوعة في الولايات المتحدة، فإن ألكون متهمة بتبني الخيار الثاني.
وعندما جاءت مجموعة من جراحي العيون إلى توم سير، الرئيس التنفيذي للشركة، في أكتوبر عام 2002 للإعراب له عن مخاوفهم وقلقهم، لم يتم تبديد تلك المخاوف.
وأفاد بعض الجراحين بأن مرضاهم أصيبوا بما يسمى “اللابؤرية” (عدم تركز الضوء في المكان الصحيح من الشبكية نتيجة خلل في تحدب القرنية)، وكذلك رؤية صور شبحية والشعور بوهج متعب ورؤية مشوشة. وفي نهاية الحديث شكر السيد سير الأطباء على إثارة هذه المسائل “التي سوف نأخذها بعين الاعتبار” كما قال.
المخاوف قائمة
وحتى الآن، لم يتم تبديد اثنين على الأقل من تلك المخاوف ولا تزال الشركة مصرة على سوء عمل الآلة لم يكن أبدا مشكلة قانونية وتقول إنه تم تلفيق تلك المزاعم من قبل أطباء وشركات يحاولون التخلص من دفع الديون المترتبة عليهم لصالح ألكون.
ووفقا لوكالة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن الشركات المصنعة للمعدات الطبية مطالبة بالإبلاغ عن أي تأثيرات سلبية ناجمة عن معداتها.
وتزعم شركة “إي بي دبليو” التي اعتادت أن تستأجر جهاز “لادارفيجين” في وثائق الدعوى التي رفعتها في المحكمة، أن المسؤولين كانوا يقولون عند الإبلاغ عن الشكاوى المتعلقة بمشاكل الليزر الواردة من المرضى، إنهم لم يسمعوا بهذا من قبل. وقيل إن ألكون عزت تلك المشاكل إلى عدم كفاءة الأطباء وعوامل بيئية أخرى مثل الرطوبة.
وفي الوثائق التي قدمتها ردا على مزاعم “إي بي دبليو” قالت ألكون إن “إن تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة”.
وكان الجراح الكندي بريان ويل قد رفع دعوة تتضمن مزاعم مشابهة لمزاعم “إي بي دبليو” في محاكم ولاية واشنطن.
وفي يناير/كانون الثاني، كسبت ألكون الدعوى ضد الدكتور ويل لعدم وفائه بشروط العقد وتخلفه عن دفع رسوم قدرها 1.6 مليون دولار أمريكي.
وقال الجراح انه تخلف عن دفع المبلغ بعدما حصل على معلومات مسربة من ألكون تكشف عن ارتفاع معدل حالات إعادة العلاج في عيادات أخرى تستخدم الآلة “لادارفيجين”.
وبينما لا يزال بعض الأطباء يحتفظون بنظام “لادارفيجن”، يزعم البعض الآخر بأنه رغم تعهدات ألكون، لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة أو بالأحرى لم يتم اتخاذ أي إجراء ولا تزال الآلة التي يبلغ سعرها ما يعادل 300 ألف جنيه إسترليني، متهمة بإحداث مضاعفات عكسية.
اي معيار؟
وعلى الرغم من عدم توفر معيار لقياس معدل حالات تكرار العلاج والتي تسمى أيضا حالات “ تعزيز العلاج” إلا ان التقارير الصادرة عن هذا القطاع تشير إلى أن النسبة الطبيعية تتراوح بين 6-8 % من المرضى.
ووفقا للمعلومات المسربة التي استخدمت في قضية “إي بي دبليو”، فإن نسبة الحالات التي احتاجت إلى إعادة علاج بلغت 40% في خمس عيادات في الولايات المتحدة في عام ،2002 كما بلغت 30% في 11 عيادة أخرى و20% في 39 عيادة. ولكن الناطق باسم ألكون قال إن تلك المعلومات تتعلق بمسائل مالية ولا علاقات لها بالمرضى. وفي بريطانيا، بلغت نسبة حالات إعادة العلاج في عيادات بوتس 10% في نهاية عام 2002 وهو ما يعادل ضعف عدد المرضى في عام 2001 الذي شهد بداية استخدام النظام.
وحتى الآن، تنفي ألكون أن تكون تلك المشاكل ناجمة عن أخطاء في الآلة. وقال ناطق باسم الشركة إن معدل عمليات إعادة العلاج لا تمثل دليلا على وجود خلل في الآلة. وأضاف أنه ليس من طبيعة ألكون أن تخفي المشاكل عن الأطباء، لاسيما وأن النظام حاصل على موافقة من قبل وكالة الغذاء والدواء الأمريكية.
ورفض ناطق باسم وكالة الغذاء التصريح بما إذا كانت الوكالة تجري تحقيقا حول سلامة أجهزة لادارفيجين أم لا. وقال إن الوكالة مطلعة على الاتهامات الموجهة لشركة ألكون ولكن لاعلم لها بأن ألكون قد أبلغت عن ارتفاع حالات إعادة العلاج.
ومن جهتها، قالت ريبيكا بيتريز الناشطة في حملة الدعوة إلى وضع قوانين خاصة بجراحة العيون: “إذا كانت الطريقة الوحيدة لحماية عيون المرضى تتمثل في إخراج جهاز لادارفيجين من الخدمة إلى أن يتم التأكد من تلك المزاعم، فيجب القيام في ذلك”.
وهكذا، وعلى الرغم من الفوائد المثبتة لجراحة الليزر، غير أن هناك العديد من الحالات التي أشارت إلى وجود مشاكل لهذا الإجراء الجراحي تتمثل في فشل العملية أو مضاعفات ما بعد العملية، ليبدأ بعد ذلك جدل تحديد الجهة التي تتحمل المسؤولية. فالمريض يلقي اللوم على الجراح والجراح يلوم الشركة المصنعة للمعدات والتي بدورها تنحي باللائمة على العيادة.
مراحل العملية الجراحية
تعرف العملية الجراحية الأكثر شيوعا في بريطانيا باسم “ليزيك” وهي خاصة بمعالجة قرب النظر، وتكلف حوالي 1000 جنيه إسترليني
يطلب من المريض ان يتمدد على سرير خاص تحت جهاز الليزر ومن ثم يعطى قطرات عينية تحتوي على مخدر موضعي.
يتم استخدام جهاز صغير مخصص لفتح العين ويطلب من المريض أن ينظر باتجاه الأعلى نحو وميض صغير.
يتم تثبيت حلقة مص فوق العين لتثبيتها وتبقى لمدة دقيقة أو دقيقتين لا يستطيع المريض أثناء ذلك رؤية أي شيء.
يقوم الخبراء بتثبيت جهاز آلي يتضمن شفرة صغيرة حادة، فوق حلقة الشفط ويتم قطع شريحة دقيقة من القرنية. ولا يستغرق هذا الإجراء أكثر من 20 ثانية ومن ثم تتم إزالة الحلقة ويستعيد المريض الرؤية.
ترفع الشريحة المأخوذة من القرنية باتجاه الجانب ومن ثم يبدأ الليزر بالعمل. وعندما تتم إزالة الكمية الصحيحة من القرنية- بعد 30 ثانية- يجري غسل العين لإزالة أية جزيئات يمكن أن تكون قد علقت بالسطح المفتوح.
تعاد الشريحة المرفوعة إلى مكانها بشكل دقيق، ويجب أن يحدث هذا الأمر في غضون خمس دقائق فقط.
يتوجب على المريض ارتداء نظارات شمسية جيدة لمدة اسبوعين لحماية العين وكذلك استخدام قطرة عينية عدة مرات في اليوم لمدة أسبوع.
يعاني معظم الذي يخضعون للعملية من شعور غير مريح بعد العملية لمدة 12 ساعة حيث ينبغي أن تتحسن الرؤية خلال هذه الفترة وتصبح مناسبة للعمل خلال أربعة أيام.
قد يصاب المريض بطول نظر بدلا من قصر النظر ولكن غالبا ما يستقر هذا الأمر خلال بضعة أسابيع.
ستيفين تروكيل، طبيب عيون في نيويورك هو الذي أجرى أول عملية ليزر وذلك في عام 1987.
هناك العديد من المشاهير الذين خضعوا لهذه الجراحة الليزرية منهم سيلا بلاك من فريق التوابل سابقا والممثلة نيكول كيدمان وبرات بيت.
ارتفع معدل الشكاوى ضد أخصائي جراحة العيون بالليزر بنسبة 166% خلال ست سنوات وهو ما يشكل ثلث الشكاوى المرفوعة ضد جراحي العيون عموما وذلك حسب اتحاد الدفاع الطبي البريطاني.