المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمريكيون في العراق ليسوا موضع ترحيب



سيد مرحوم
09-21-2004, 11:06 AM
تقرير إخباري ... الأمريكيون في العراق ليسوا موضع ترحيب

الرمادي (العراق) - مايك دورنينج:

قال العريف في قوات المارينز الأمريكية ترافيس فريدريتشسن (21 عاماً) في الرمادي انه لم يعد يقدم الحلوى للأطفال العراقيين وان رأيه في العراقيين بشكل عام قد تغيّر ولم يعودوا جيدين وطيبين وان جل تركيزه واهتمامه أصبح ينصبّ على النظر الى أيدي الصبية والشباب العراقيين للتأكد من انهم لا يحملون أسلحة أو متفجرات.

كما ان اتساع نطاق مشاعر الكراهية والعداء والنفور لتشمل العراقيين الكبار والبالغين الذين يحرصون على الابتعاد بأنفسهم عن أي شبهات أو اتهامات لهم من شعبهم بالخيانة والتعاون مع قوات الاحتلال الأمريكي قد أزعج تلك القوات وأثار استياءها ودفعها الى إعادة النظر في تفكيرها وما تحمله من أفكار.

وقال الرقيب جيسي جوردان (25 عاماً): “اننا هنا نضحي بأرواحنا من أجل هؤلاء الناس فهل تعتقد بأنهم يظهرون أي شكر أو عرفان، بل انهم بدلاً من ذلك لا يبدون أي اهتمام”.

وحينما تم نشر قوات أمريكية جديدة في العراق خلال الربيع الماضي رسمت القيادات العسكرية الأمريكية صورة للمرحلة الثانية من الاحتلال على انها عملية لحفظ الأمن والسلام تركز على إخماد المقاومة العراقية المسلحة ومحاولة إنهائها ودفع عملية إعادة البناء والإعمار، وحتى في معاقل كبيرة للسنّة والمقاومة مثل الرمادي وهي عاصمة احدى المحافظات غرب بغداد فإن قوات المارينز أرسلت وحداتها الى هناك لاجتذاب المواطنين العاديين وكسب ثقتهم من دون التخلي عن ضرب العدو وإلحاق أشد الأذى به، وعمل القادة العسكريون الميدانيون على نشر وترسيخ التعاطف تدريجياً بين السكان من خلال التعامل الانساني بقدر كبير من الحساسية مع أخذهم في الاعتبار تحذيرات ونصائح الضباط ممن هم أعلى رتبة. وقد تلقى أفراد المارينز أوامر وتعليمات بإظهار روح الصداقة من خلال الاكثار من الاشارات والتلويح بالأيدي للعراقيين في الشوارع لكن قلة من مشاة المارينز وكذلك العراقيين ما زالت تتمسك بالتلويح بسبب هجمات المقاومة وما تقوم به من تفجير للعربات والدبابات الأمريكية مما يثير المرارة لدى مشاة المارينز الذين قتل منهم 34 وأصيب نحو 200 منذ مارس/ آذار الماضي.

وقال قادة ميدانيون انه يمكن القول ان كل واحد من مشاة المارينز الذين لا يزيد عددهم في الرمادي على الألف، شاهد الموت أو اقترب منه بشكل أو بآخر من خلال إطلاق النار عليه أو استهدافه بكمين أو قنبلة أو غير ذلك. ومع ارتفاع عدد الخسائر البشرية في صفوف الأمريكيين بفعل توالي وتنوع عمليات المقاومة العراقية فهناك عوامل أخرى تسبب المزيد من الاحباط والاستياء لدى المارينز منها خوفهم من المعلومات السرية التي يزودهم بها بعض العراقيين عن مواقع محتملة لعبوات ناسفة أو قنابل يتم زرعها على جوانب الطرقات وأوقات انفجارها الى درجة ان العديد من الانفجارات وقع في مناطق لا تغيب عنها عيون فرق إبطال مفعول القنابل والمتفجرات. وهناك أيضاً مشاعر العداء والكراهية بين العراقيين الذين يعملون في الشرطة والحرس الوطني والسلطات المحلية التي تتعامل معها القوات الأمريكية ودورياتها الأمنية اليومية حيث اعتقلت تلك القوات مسؤولاً كبيراً في الشرطة العراقية في الشهر الماضي لشكوكها القوية فيه بالتعاون مع المقاومة العراقية.

ويعتقد بعض مشاة المارينز بصدق إحساسهم بأن انتشارهم ووجودهم في الرمادي ليس موضع ترحيب أو تقدير من العراقيين وهو جزء من إحساس عام بفكرة عامة قائمة ولا يمكن تجاهلها وهي ان وجود القوات الأمريكية في العراق ليس موضع ترحيب رغم الاعتقاد الذي كان سائداً لدى الأمريكيين بأنهم سيلقون استقبالاً جيداً وترحيباً من الشعب العراقي لأنهم قدموا لتحريره لكن بعضاً آخر من المارينز يقول ان تأييده غزو العراق لم يضعف أو يتغير وان التعامل المباشر مع العدو يعزز قناعتهم بأن الولايات المتحدة تواجه تهديدات تتطلب منها تحركاً حاسماً وفاعلاً.

ويقرّ القادة العسكريون الميدانيون الأمريكيون بحدوث تغيير في مشاعر وتوجهات جنودهم تجاه العراقيين لكنهم يقللون من أهمية هذا التغيير في مسعاهم لإنجاز المهمة المحددة لهم حيث قال الرائد “مايك وايلي” ان قوات المارينز تتميز بالانضباط والالتزام الدقيق بقواعد القتال والاشتباكات، ولديها أوامر صارمة بمعاملة العراقيين باحترام وكرامة. في حين يؤكد قادة ميدانيون ان مجرد التفاعل والتعامل العادي واليومي بين الطرفين يفيد الأمريكيين حيث يساعدهم في كسب ودّ العراقيين وثقتهم وقد يوفر لهم معلومات أمنية واستخبارية مهمة في منطقة يعيش فيها الجنود الأمريكيون في حالة خطر أمني على مدارالساعة.

“شيكاجو تربيون” - “كي.آر.تي”