أبو ربيع
05-09-2010, 06:37 AM
جهاد الزين - النهار اللبنانية
الاسابيع القليلة والطويلة التي انقضت على انتهاء الانتخابات العراقية ادت الى تراجع بل الى انهاء عدد من «الخرافات» التي ولدت مع نتائجها الرسمية المباشرة ودفعت الى عدد من الاستنتاجات الاقليمية والخارجية.
اهم «الخرافات» هي تحديد «الفائز» فيها، وثانيها التحديد القاطع لنسب النفوذ الخارجي، وثالثها في مجال آخر تحديد التوصيفات بين «علماني» و»طائفي».
لستُ في هذه العجالة في مجال مناقشة كل من هذه «الملفات» لكن هناك امر اساس او معيار اساس نسيه المراقبون المتسرّعون بعد حصول الانتخابات، سمح اصلاً بهذا القدر من التنوّع المستجد والجديد في ما اسفر عنه الاقتراع في نظام انتخابي شديد التعقيد وفي وضع مسيطر عليه من قوى حزبية اياً تكن التلوينات (وهذه الملاحظة الاخيرة حول القوى الحزبية ليست لصالح سلامة «الديموقراطية» العراقية).
ما هو هذا «المعيار» الذي لم يكن ممكناً بدونه ان تأتي نتائج الانتخابات كما اتت بكل صعوباتها.
انه – اذا جاز التعبير – «آلية» سياسية أتاحت هذا القدر من التوازنات المستجدة. بكلام مباشر:
«التنوّع» داخل البيئة الشيعية. فالجهات التي شجعت على خوض القوى الشيعية (وهي الاكبر في النظام الجديد) معركتها الانتخابية بدون تحالفات شاملة، كما حصل في انتخابات 2005، ولا سيما في تلاقي «توجيه» هذه الجهات على عدم قيام ائتلاف ين حزب الدعوة برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي وكل من «المجلس الاعلى» وتيار مقتدى الصدر، وهو منحى سياسي داخلي – اقليمي ترافق مع منحى قانوني – اقتراعي في اعتماد «القائمة المفتوحة» (حيث «السر» التقني للنتائج)... هذه الجهات كانت تنظر الى ما بعد العملية الانتخابية وتحديداً لدى دوائر الشيعة والسنّة العرب.
باختصار: لم يكن هذا الامر بعيداً عن «المنطق» الجديد للدولة العراقية الجديدة كما تراها المرجعية الشيعية العليا في النجف في «مراقبتها» الصامتة لمنحى العلاقات الاقليمية المتحولة.
هكذا يتبين ان اياد علاوي لم يربح الانتخابات ولكنه حقق حضوره كقطب عراقي!،
غير ان المملكة العربية السعودية اصبحت الآن وخلال اسابيع بعد الانتخابات في شوط متقدم من الاعتراف (العملي) بالوضع السياسي العراقي الجديد عبّر عن نفسه باستقبالات العاهل السعودي لزعماء «المكونات» العراقية ولكن الاهم لزعماء «المكونات» الشيعية، في وقت تتكرس فيه اكثر التفاهمات السورية – السعودية في الدوائر السنية في الانتخابات، وقبل ذلك طبعاً حيال عدد من ملفات المنطقة. (لكن يبقى لبنان العنوان «الذهبي» للتفاهم السعودي – السوري). لقد نقل بعض زائري الملك عبدالله من العراقيين تشديده في اللقاء معهم على «وحدة الدولة العراقية» كهدف رئيسي للسعودية. وهذا له معنى بل معانٍ... حمّال أوجه لكن ليس اوجها عراقية فقط.
هناك عناصر اخرى على رأسها الدور الايراني يمكن الحديث عنها في السياق الداخلي – الاقليم وبصورة خاصة بين الشيعة والسنة العراقيين أما الحالة الكردية في الشمال رغم تصدعات مرحلة انتظار وراثة جلال الطالباني في منطقة السليمانية، فممسوكة بقوة من الحزبين الكبيرين (بما فيها نسبة الاقتراع في دهوك!).
الآن... أعرب السيد السيستاني عن «قلقه» من تأخّر تشكيل الحكومة. وعندما تقلق «المرجعية» هذا يعني اقتراب اختيار رئيس الوزراء خصوصاً اذا كانت الامور اصبحت جاهزة وبدون «خرافات»: تحالف حزب الدعوة و»الائتلاف الوطني».
الاسابيع القليلة والطويلة التي انقضت على انتهاء الانتخابات العراقية ادت الى تراجع بل الى انهاء عدد من «الخرافات» التي ولدت مع نتائجها الرسمية المباشرة ودفعت الى عدد من الاستنتاجات الاقليمية والخارجية.
اهم «الخرافات» هي تحديد «الفائز» فيها، وثانيها التحديد القاطع لنسب النفوذ الخارجي، وثالثها في مجال آخر تحديد التوصيفات بين «علماني» و»طائفي».
لستُ في هذه العجالة في مجال مناقشة كل من هذه «الملفات» لكن هناك امر اساس او معيار اساس نسيه المراقبون المتسرّعون بعد حصول الانتخابات، سمح اصلاً بهذا القدر من التنوّع المستجد والجديد في ما اسفر عنه الاقتراع في نظام انتخابي شديد التعقيد وفي وضع مسيطر عليه من قوى حزبية اياً تكن التلوينات (وهذه الملاحظة الاخيرة حول القوى الحزبية ليست لصالح سلامة «الديموقراطية» العراقية).
ما هو هذا «المعيار» الذي لم يكن ممكناً بدونه ان تأتي نتائج الانتخابات كما اتت بكل صعوباتها.
انه – اذا جاز التعبير – «آلية» سياسية أتاحت هذا القدر من التوازنات المستجدة. بكلام مباشر:
«التنوّع» داخل البيئة الشيعية. فالجهات التي شجعت على خوض القوى الشيعية (وهي الاكبر في النظام الجديد) معركتها الانتخابية بدون تحالفات شاملة، كما حصل في انتخابات 2005، ولا سيما في تلاقي «توجيه» هذه الجهات على عدم قيام ائتلاف ين حزب الدعوة برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي وكل من «المجلس الاعلى» وتيار مقتدى الصدر، وهو منحى سياسي داخلي – اقليمي ترافق مع منحى قانوني – اقتراعي في اعتماد «القائمة المفتوحة» (حيث «السر» التقني للنتائج)... هذه الجهات كانت تنظر الى ما بعد العملية الانتخابية وتحديداً لدى دوائر الشيعة والسنّة العرب.
باختصار: لم يكن هذا الامر بعيداً عن «المنطق» الجديد للدولة العراقية الجديدة كما تراها المرجعية الشيعية العليا في النجف في «مراقبتها» الصامتة لمنحى العلاقات الاقليمية المتحولة.
هكذا يتبين ان اياد علاوي لم يربح الانتخابات ولكنه حقق حضوره كقطب عراقي!،
غير ان المملكة العربية السعودية اصبحت الآن وخلال اسابيع بعد الانتخابات في شوط متقدم من الاعتراف (العملي) بالوضع السياسي العراقي الجديد عبّر عن نفسه باستقبالات العاهل السعودي لزعماء «المكونات» العراقية ولكن الاهم لزعماء «المكونات» الشيعية، في وقت تتكرس فيه اكثر التفاهمات السورية – السعودية في الدوائر السنية في الانتخابات، وقبل ذلك طبعاً حيال عدد من ملفات المنطقة. (لكن يبقى لبنان العنوان «الذهبي» للتفاهم السعودي – السوري). لقد نقل بعض زائري الملك عبدالله من العراقيين تشديده في اللقاء معهم على «وحدة الدولة العراقية» كهدف رئيسي للسعودية. وهذا له معنى بل معانٍ... حمّال أوجه لكن ليس اوجها عراقية فقط.
هناك عناصر اخرى على رأسها الدور الايراني يمكن الحديث عنها في السياق الداخلي – الاقليم وبصورة خاصة بين الشيعة والسنة العراقيين أما الحالة الكردية في الشمال رغم تصدعات مرحلة انتظار وراثة جلال الطالباني في منطقة السليمانية، فممسوكة بقوة من الحزبين الكبيرين (بما فيها نسبة الاقتراع في دهوك!).
الآن... أعرب السيد السيستاني عن «قلقه» من تأخّر تشكيل الحكومة. وعندما تقلق «المرجعية» هذا يعني اقتراب اختيار رئيس الوزراء خصوصاً اذا كانت الامور اصبحت جاهزة وبدون «خرافات»: تحالف حزب الدعوة و»الائتلاف الوطني».