سلسبيل
05-06-2010, 03:34 PM
د. سامي ناصر خليفة - الراي
بعيداً عن كل تفاصيل الإثارة الصحافية التي بدأتها إحدى الصحف من خلال تسريبها لخبر وضعت عليه الكثير من البهارات لتتجاوز المعالجات التي تتم في الأروقة الأمنية موقع الاختصاص، وبعيداً عن كل المواقف المتعلقة بالخبر سلباً كانت أما إيجاباً وعلى رأسها مواقف الصحف نفسها التي أثبتت أن الموضوع سياسي بالدرجة الأولى، وهناك من يحاول أن يستفيد منه في الساحة المحلية بلغة اصطفافية تتوسع أو تضيق مع توسع ثوب شريحة المتمصلحين من الخبر، ولا خاسر بالتأكيد سوى الوطن وأمنه الاجتماعي والقيم الأصيلة التي ارتضاها الكويتيون مسلكاً للتعايش بينهم، وبعيداً عن موقفنا جميعاً الثابت من أن أمن البلد خط أحمر لا نساوم عليه بتاتاً.
بعيداً عن كل ذلك، ما لفت نظري في خبر الإثارة الصحافية السابق وتداعياته، هو موقف أحد النواب الموتورين من الذين امتهنوا التفريق بين الناس، والفجور حين الخصومة، وقذف التهم دون التقين بمقدماته وتفاصيله وحيثياته والمعروف عنه كثرة اشتباهاته، وعدم صدق الكثير من المعلومات والأدلة التي يسوقها في العلن وعدم الاعتذار حين الاشتباه، بل هو أحد الأقطاب البارزة في اللعب على نار الفتن الطائفية والعرقية في البلاد وأحد معولي الهدم بين فئات المجتمع، وأحد أهم أركان التوتر في مجلس الأمة.
نائب همّه تعكير مزاج الناس بصورة مستمرة، وإرسال طاقة سلبية شبه يومية لهم من خلال تصريحاته الموتورة والتي تعكس شخصية تعاني كما يقول عنه أحد الأطباء المختصين من مرض Psychopathic disorder، وهي النفسية المضطربة والمتمردة على المجتمع وأسسه ومبادئه.
يقول الطبيب المختص ان تلك الحالة السايكوباتية عادة ما كانت تعاني من حرمان شديد في طفولتها وعزلة ذهنية وفكرية حادة عن المجتمع واضطرابات في متبنياتها الاجتماعية ما يؤدي الأمر به إلى عدم الاتزان في الشخصية حين الكبر، وتؤدي أيضاً إلى تمرده على الأعراف السائدة في المجتمع، وتبنّيه لطرق خاصة به يغالي في استفراغها بشذوذ أمام مرمى ومسمع الناس،
ويتباهى بتلك الطرق إلى درجة يصبح جل همّه الانتقام. نعم يقول الطبيب المختص ان تلك الحالة السايكوباتية تسعى للانتقام من المجتمع بأي طريقة وأسلوب من أجل الاستسقاء بمذاق النشوة التي حرمت منها منذ الطفولة. لذا فجل إيماءاتها وانفعالاتها وتصريحاتها توظف في اتجاه إشباع تلك الغرائز في نفسها المليئة بالحقد والضغينة على المجتمع بأكمله، فلا يهم تلك الحالة المرضية إن تبنّت مفردة ما في موقع ما أن يتضرر كامل أفراد المجتمع ما دامت تحقق لها الإشباع الشخصي، وتلك طامة كبرى حين تعتلي هذه الحالة السايكوباتية موقعاً مميزاً في سلطة القرار كمجلس الأمة مثلاً، حينها يكون ضررها على المجتمع أكبر.
ومن المضحك المبكي في آن واحد أن هذا السايكوباتي يختزن طاقة كامنة في ذاته تنفجر فجأة، فلا يستطيع التحكم بحدودها، ولا يقدر على ضبط إيقاعها، ولا يتمكن من اتباع الأسلوب المجهري في التعامل مع أي قضية، فتجده يستغل أمر ما يُطرح على الساحة كخبر الإثارة الصحافية الأخير، مثلاً، ليربطه بأمور أخرى يحملها هو في ذاته وباسلوب انشطاري فريد من نوعه، وتلك من أهم علامات حملة هذا المرض النفسي الخطير. وما يلفت أن مصداق هذا الوصف الطبي انطبق فعلاً على هذا السايكوباتي الذي انتهز الخبر ليفجر تصريحات يومية عدة تخالف مبادئه هو قبل غيره.
فخلافاً للمنطق القرآني «ولا تزر وازرة وزر أخرى» صرّح في أول تعليق له على خبر الإثارة الصحافية محذراً من العمالة الإيرانية المتمركزة على الشريط الساحلي للبلاد! ولا أعرف ما إذا كان يقصد البحارة الإيرانيين من العاملين في «لنجات» ميناء الدوحة، أم يقصد بيوت العزاب في بنيد القار مثلاً، ولكن في كل الأحوال ما علاقة خبر الإثارة الصحافية بهؤلاء الكسبة والعاملين من البسطاء الذين احتضنتهم البلاد كما الجاليات الأخرى، وكيف يتّبع المنطق الجاهلي «الخير يخص والشر يعم» ليحرض السلطات الأمنية على أبرياء كل تهمتهم أنهم ينتمون إلى الجارة إيران، أهي عنصرية، أو عرقية أم طائفية؟
وخلافاً لأخلاقنا في احترام عادات وتقاليد الأمم الأخرى وعلى رأسها جيراننا، طالب السايكوباتي في ثاني تصريح له وزيرة التربية أن تحقق في وصلة موسيقية فيها عزف على «الهبان» قدمتها إحدى المدارس كونها أقرب للفلكلور الإيراني منه إلى الكويتي! وناهيك عن غرابة المنطلق وحجم الحقد والكراهية الذي وصل إليه هذا السايكوباتي، فلم أعد أفهم كيف ربط هو بين هذا المطلب وبين خبر الإثارة الصحافية؟ وإضافة لذلك، وتكريساً لنهجه في تمزيق المجتمع وصب الزيت على نار الفتنة الطائفية والتقسيم العنصري أكثر جاء تصريحه الثالث ليربط من جديد بين خبر الإثارة الصحافية وبين عزم الدولة معالجة المخالفات القائمة في مركز «وذكر» وهو أمر قانوني بحت لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بخبر الإثارة الصحافية الأخير!
لذا، ومن منطلق الحرص على السلم الأهلي والتعايش بين أبناء المجتمع أدعو إلى تبني اقتراح قانون يلزم أعضاء مجلس الأمة الأفاضل بالفحص الطبي للتأكد من خلوّهم من مرض الاضطراب النفسي شرطاً لدخولهم المجلس، كي لا يدفع المجتمع ثمن سلوكهم وتصرفاتهم غير السوية، ولنا بالحالة السايكوباتية المعروضه أعلاه مثالاً على أهمية إقرار هكذا قانون اليوم قبل الغد.
وبصراحة ليس من عادتي الكتابة بهذا الأسلوب، ولكن هكذا مشهد هابط المستوى يمر أمامنا في الألفية الثالثة لا نملك إلا التعامل معه ضمن وضعه الطبيعي، وطرق باب الأطباء واللجوء إلى استشارة المختصين في المصحات النفسية للوقوف على وضع الحالة.
د. سامي ناصر خليفة
أكاديمي كويتي
qalam_2009@yahoo.com
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=201443&date=06052010
بعيداً عن كل تفاصيل الإثارة الصحافية التي بدأتها إحدى الصحف من خلال تسريبها لخبر وضعت عليه الكثير من البهارات لتتجاوز المعالجات التي تتم في الأروقة الأمنية موقع الاختصاص، وبعيداً عن كل المواقف المتعلقة بالخبر سلباً كانت أما إيجاباً وعلى رأسها مواقف الصحف نفسها التي أثبتت أن الموضوع سياسي بالدرجة الأولى، وهناك من يحاول أن يستفيد منه في الساحة المحلية بلغة اصطفافية تتوسع أو تضيق مع توسع ثوب شريحة المتمصلحين من الخبر، ولا خاسر بالتأكيد سوى الوطن وأمنه الاجتماعي والقيم الأصيلة التي ارتضاها الكويتيون مسلكاً للتعايش بينهم، وبعيداً عن موقفنا جميعاً الثابت من أن أمن البلد خط أحمر لا نساوم عليه بتاتاً.
بعيداً عن كل ذلك، ما لفت نظري في خبر الإثارة الصحافية السابق وتداعياته، هو موقف أحد النواب الموتورين من الذين امتهنوا التفريق بين الناس، والفجور حين الخصومة، وقذف التهم دون التقين بمقدماته وتفاصيله وحيثياته والمعروف عنه كثرة اشتباهاته، وعدم صدق الكثير من المعلومات والأدلة التي يسوقها في العلن وعدم الاعتذار حين الاشتباه، بل هو أحد الأقطاب البارزة في اللعب على نار الفتن الطائفية والعرقية في البلاد وأحد معولي الهدم بين فئات المجتمع، وأحد أهم أركان التوتر في مجلس الأمة.
نائب همّه تعكير مزاج الناس بصورة مستمرة، وإرسال طاقة سلبية شبه يومية لهم من خلال تصريحاته الموتورة والتي تعكس شخصية تعاني كما يقول عنه أحد الأطباء المختصين من مرض Psychopathic disorder، وهي النفسية المضطربة والمتمردة على المجتمع وأسسه ومبادئه.
يقول الطبيب المختص ان تلك الحالة السايكوباتية عادة ما كانت تعاني من حرمان شديد في طفولتها وعزلة ذهنية وفكرية حادة عن المجتمع واضطرابات في متبنياتها الاجتماعية ما يؤدي الأمر به إلى عدم الاتزان في الشخصية حين الكبر، وتؤدي أيضاً إلى تمرده على الأعراف السائدة في المجتمع، وتبنّيه لطرق خاصة به يغالي في استفراغها بشذوذ أمام مرمى ومسمع الناس،
ويتباهى بتلك الطرق إلى درجة يصبح جل همّه الانتقام. نعم يقول الطبيب المختص ان تلك الحالة السايكوباتية تسعى للانتقام من المجتمع بأي طريقة وأسلوب من أجل الاستسقاء بمذاق النشوة التي حرمت منها منذ الطفولة. لذا فجل إيماءاتها وانفعالاتها وتصريحاتها توظف في اتجاه إشباع تلك الغرائز في نفسها المليئة بالحقد والضغينة على المجتمع بأكمله، فلا يهم تلك الحالة المرضية إن تبنّت مفردة ما في موقع ما أن يتضرر كامل أفراد المجتمع ما دامت تحقق لها الإشباع الشخصي، وتلك طامة كبرى حين تعتلي هذه الحالة السايكوباتية موقعاً مميزاً في سلطة القرار كمجلس الأمة مثلاً، حينها يكون ضررها على المجتمع أكبر.
ومن المضحك المبكي في آن واحد أن هذا السايكوباتي يختزن طاقة كامنة في ذاته تنفجر فجأة، فلا يستطيع التحكم بحدودها، ولا يقدر على ضبط إيقاعها، ولا يتمكن من اتباع الأسلوب المجهري في التعامل مع أي قضية، فتجده يستغل أمر ما يُطرح على الساحة كخبر الإثارة الصحافية الأخير، مثلاً، ليربطه بأمور أخرى يحملها هو في ذاته وباسلوب انشطاري فريد من نوعه، وتلك من أهم علامات حملة هذا المرض النفسي الخطير. وما يلفت أن مصداق هذا الوصف الطبي انطبق فعلاً على هذا السايكوباتي الذي انتهز الخبر ليفجر تصريحات يومية عدة تخالف مبادئه هو قبل غيره.
فخلافاً للمنطق القرآني «ولا تزر وازرة وزر أخرى» صرّح في أول تعليق له على خبر الإثارة الصحافية محذراً من العمالة الإيرانية المتمركزة على الشريط الساحلي للبلاد! ولا أعرف ما إذا كان يقصد البحارة الإيرانيين من العاملين في «لنجات» ميناء الدوحة، أم يقصد بيوت العزاب في بنيد القار مثلاً، ولكن في كل الأحوال ما علاقة خبر الإثارة الصحافية بهؤلاء الكسبة والعاملين من البسطاء الذين احتضنتهم البلاد كما الجاليات الأخرى، وكيف يتّبع المنطق الجاهلي «الخير يخص والشر يعم» ليحرض السلطات الأمنية على أبرياء كل تهمتهم أنهم ينتمون إلى الجارة إيران، أهي عنصرية، أو عرقية أم طائفية؟
وخلافاً لأخلاقنا في احترام عادات وتقاليد الأمم الأخرى وعلى رأسها جيراننا، طالب السايكوباتي في ثاني تصريح له وزيرة التربية أن تحقق في وصلة موسيقية فيها عزف على «الهبان» قدمتها إحدى المدارس كونها أقرب للفلكلور الإيراني منه إلى الكويتي! وناهيك عن غرابة المنطلق وحجم الحقد والكراهية الذي وصل إليه هذا السايكوباتي، فلم أعد أفهم كيف ربط هو بين هذا المطلب وبين خبر الإثارة الصحافية؟ وإضافة لذلك، وتكريساً لنهجه في تمزيق المجتمع وصب الزيت على نار الفتنة الطائفية والتقسيم العنصري أكثر جاء تصريحه الثالث ليربط من جديد بين خبر الإثارة الصحافية وبين عزم الدولة معالجة المخالفات القائمة في مركز «وذكر» وهو أمر قانوني بحت لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بخبر الإثارة الصحافية الأخير!
لذا، ومن منطلق الحرص على السلم الأهلي والتعايش بين أبناء المجتمع أدعو إلى تبني اقتراح قانون يلزم أعضاء مجلس الأمة الأفاضل بالفحص الطبي للتأكد من خلوّهم من مرض الاضطراب النفسي شرطاً لدخولهم المجلس، كي لا يدفع المجتمع ثمن سلوكهم وتصرفاتهم غير السوية، ولنا بالحالة السايكوباتية المعروضه أعلاه مثالاً على أهمية إقرار هكذا قانون اليوم قبل الغد.
وبصراحة ليس من عادتي الكتابة بهذا الأسلوب، ولكن هكذا مشهد هابط المستوى يمر أمامنا في الألفية الثالثة لا نملك إلا التعامل معه ضمن وضعه الطبيعي، وطرق باب الأطباء واللجوء إلى استشارة المختصين في المصحات النفسية للوقوف على وضع الحالة.
د. سامي ناصر خليفة
أكاديمي كويتي
qalam_2009@yahoo.com
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=201443&date=06052010