مرجان
05-01-2010, 04:17 PM
وحملة 'آسف ماعرفكش' تواجه المحترفين لصالح المحتاجين حقا
لندن ـ 'القدس العربي':
5/1/2010
لم يعد التسول مجرد وجه اخر من اوجه الازمة الاقتصادية الطاحنة التي يعرفها المجتمع المصري حاليا، بل تحول الى صناعة منظمة لها اباطرتها، بل ان المتسولين الذين لايكاد يخلو شارع في القاهرة منهم حاليا يبدون احيانا كجيش عرمرم يتحرك ضمن خطة مسبقة لابتزاز عواطف الناس وشفقتهم.
واصبح المتسولون في كل مكان: في المواصلات وامام المساجد وفي الشوارع، والعجيب انهم جميعا اصبحوا يستخدمون الآيات والسور القرآنية لاسترقاق القلوب والحصول على الاموال.
وفي اشارات المرور يمسحون الزجاج ويبيعون المناديل ويسرقون السيارات احيانا.
التسول يأخذ شكلا مختلفا في الاماكن السياحية والتي يكثر فيها السياح مثل منطقة الحسين حيث يستخدم الاطفال الصغار في التسول لاستعطاف قلوب السياح .
وعندما يخرج السائح من جيبه ليعطي المتسول ينظر المتسول الى العملة اولا فإذا وجدها بالجنيه المصري يطالب المتسول السائح بغيرها وهو يقول (يا عم هات غيره دا راحت عليه) ملمحا له باستيائه من نوع العملة ومطالبا بتغييرها ليورو او دولار!
وقام نشطاء مدنيون مؤخرا بتنظيم حملة لمواجهة الاتساع الضخم في ظاهرة التسول، عنوانها 'اسف انا معرفكش' وتدعو الى قصر الصدقات على المحتاجين الحقيقيين فقط، وهؤلاء يمكن الوصول اليهم عن طريق المؤسسات الاجتماعية المسجلة، واكثر هؤلاء يتعففون عن السؤال اصلا ويرفضون التسول. وقامت الحملة بانتاج اعلانات توعية للمواطنين، تحذر من هدر الاموال على اناس لايستحقونها. الا ان قليلين يعتقدون انها يمكن ان تنهي ظاهرة التسول.
ظاهرة خطيرة
وحسب خبراء يبقى التسول ظاهرة خطيرة ولعلها من أشد الظواهر الاجتماعية وأكثرها تعقيدا، فتنامي هذه الظاهرة في مجتمع ما، يعتبر مؤشرا على هشاشة اقتصاده، وضعف إمكانياته، وقلة حيلته السياسية، في تدبير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لهذا البلد، والنهوض بالتنمية الاجتماعية.
فتكاثر عدد المتسولين وانتشارهم بأشكال ملفتة للنظر في الشوارع والأزقة،هو ما يوضح بعمق التخلف المجتمعي.لأنهم بأشكالهم الحزينة وحالاتهم البائسة، يسيئون إلى الوجه الحضاري لبلادهم ويؤثرون بطريقة، إن لم تكن مباشرة، فهي ضمنية، على هياكل اقتصادها، واصبح التسول غير قاصر على المحتاجين فحسب وانما شمل ايضا ضعاف النفوس ومحترفي الكسب الرخيص وغيرهم من الذين يتخذونه حرفة تعود عليهم بالمال الوفير دون تعب او جهد مستخدمين اساليب مبتكرة وجديدة لتحقيق اعلى ربح من وراء التسول معتمدين في ذلك على استرقاق القلوب الجامدة واستدرار عواطفهم.
ولم يكن امام مروة محمد (طالبة بالفرقة الاولى بكلية الطب جامعة القاهرة) وهي مستقلة مترو الانفاق في طريقها الى كليتها في اليوم الاول من العام الدراسي اي خيار عندما استقلت سيدة ترتدي نقابا عربة المترو وبدأت تقول (عندي اربع اولاد ايتام اولهم في اولى جامعة السنه دي يا ولاد ساعدوني يا حبايبي ساعدوا اخواتكم يا اولاد من فرج عن مسلم كربه في الدنيا فرج الله عنه كربه في يوم القيامة) وبشهامة اولاد البلد كما يقول المصريون فتحت مروة شنطتها واخرجت جنيها واعطته للسيدة المحتاجة وبعد يوم قضته مروة في سعادة لمدها يد العون للاخرين ،استقلت مروة المترو في صباح اليوم التالي لتجد المفاجأة ان نفس السيدة تركب كل يوم المترو لتقول نفس الكلام وتطالب مروة بالمساعدة وهو ما جعلها تدرك انها امام نصابة محترفة وليست مجرد سيدة فقيرة فقدت زوجها وتحتاج للمساعدة.
اما التعريف الوحيد للتسول في العرف الإسلامي فهو ذاك الذي يرتبط بالسؤال، والسؤال هو طلب شيء معين يتغير مضمونه، بتغير جنس الطلب، واستجداء صدقات الناس.
التسول حالة نفسية
لكن التسول من وجهة بعض النفسيين وعلماء الاجتماع يبقى حالة نفسية تحمل المرء على السؤال، سواء أكان هذا السؤال مشروعاً أم غير مشروع.
إذ كانت الحالة مشروعة، فالسؤال مشروع، لكنه على كل حال، يبقى تسولا اضطراريا يلجأ إليه صاحبه بعدما قلت حيلته، وجار عليه الزمن، وسدت أمامه كل السبل، فلم يجد أمامه سوى مد اليد، مستجديا الصدقة، وهذا الصنف من الناس هم قلة، لأنهم ينتابهم الحرج في اللجوء إلى الاستجداء، ويغلب عليهم التعفف، وقد قال عنهم عز وجل 'للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله فلا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم' صدق الله العظيم.
ـ أما إذا كانت الحالة غير مشروعة، فالسؤال مذموم، ليسقط عنه فعل التسول، ويلبس لباس الغش والتحايل على أرزاق الناس، وما نراه اليوم هو الصنف المذموم من القصد في التسول، وهو عمل لا يرضى عنه الشارع، ولا تقره القوانين الوضعية، باعتباره حالة نفسية تدفع الإنسان إلى اتخاذ السؤال (التسول) حرفة، ليتخلف عن العمل، ولا يستغل ما أعطاه الله من طاقات وإمكانيات لسد حاجته وحاجة من يعول.
وهذا الصنف من الناس هم مجموعة من المحتالين الذين أصبحوا يتفننون في رسم المشاهد البائسة ويرسمون السيناريوهات المؤثرة من أجل ابتزاز لا يمكن بأي حال من الأحوال الوقوف على رقم حقيقي لعدد المتسولين في مصر ولكن في الغالب يبلع عددهم اكثر من نصف مليون متسول، وهذا راجع لعدة أسباب، منها ماهو موضوعي، باعتبار أن المتسول لا يرتبط بمكان معين، يمكن من خلاله رصده،وتتبع حركاته وسكناته، بالإضافة إلى أن هذه العينة تمتاز بحس يقظ، فهي تدرك بأن السلطات تطاردها، فبالمقابل تعمل دائما على تطوير وسائل التخفي والابتعاد عن اللجان المكلفة بالبحث عنهم.
أما الشق الغير موضوعي، فهو أن الجهات المعنية تعمل دائما على التقليص من حجم هذه الأرقام الهائلة، والتي هي دائما في تزايد مطرد.
الاسباب ورأي الدين
الأسباب الدافعة لامتهان التسول منها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والثقافية، التي تتداخل في ما بينها لدرجة يصعب فصل بعضها عن الآخر، وحيث أنها كثيرة ومتشعبة جدا مثل:
ـ طبيعة الشخصية وضعفها، فالشخصية الاتكالية التي تعتمد في طلب رزقها على الغير هي القابلة لامتهان هذا العمل التسولي .
ـ انتشار الأمية بالإضافة إلى قلة الوعي والنضج الفكري.
ـ الغلاء المعيشي ومحدودية دخل الأسر.
ـ عواقب ظاهرة الجفاف على الفلاحين التي يترتب عنها هجر البوادي والزحف نحو المدن مما يسبب تنامي الأحياء العشوائية الفقيرة
ـ ارتفاع نسبة البطالة لضعف إمكانية التشغيل.
ـ ضعف المساعدات المخصصة للأسر المعوزة مع سوء توزيعها والاتجار فيها من طرف بعض المسؤولين.
ـ غياب استراتيجية واضحة للدولة في التعامل مع الظاهرة والاعتماد دائما على الحلول الترقيعية والمرحلية.
ـ غياب كبير لدور الجمعيات والمنظمات المدنية المهتمة بالرعاية الاجتماعية وبقضايا الأسرة والطفولة والمعاقين.
ـ انتشار ظاهرة الطلاق والتفكك الأسري الذي يدفع بالأبناء إلى الخروج إلى الشارع.
ويعتبر المتتبعون للظاهرة، أن الطلاق والإهمال والمرض كابوس ثلاثي الأبعاد مسبب ودافع رئيسي للتسول
ـ غياب الرقابة الأسرية مما يجعل الأطفال يتجهون إلى مرافقة الأشرار في الشارع والمتشردين مما يدفع بهم إلى التسول بالمحاكاة ثم التعود.
الناس والاستيلاء على نقودهم: وقد قال رسول الله 'ص' في هذا الأمرل'أن يأخذ أحدكم أحبله، فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها، فيكف بها وجهه، خير له أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه'. فهذه دعوة واضحة إلى العمل والابتعاد عن التسول لأن الخطاب صريح يبني في النفس حب العمل والاجتهاد من أجل الكسب الحلال.
ويرى علماء الدين انه يجب ان يكون اخراج الصدقات وايصالها للمحتاجين عن طريق عمل مؤسسي موثوق به مثل بعض الجهات الرسمية المنوطة بالعمل الاجتماعي او بعض المؤسسات الاهلية والمجتمع المدني ونرى ان هذة الظاهرة ليس من الاسلام في شيء، فالاسلام يحث على العمل وينبذ الكسل والتواكل بكل صوره ومنها التسول كما قال (صلى الله عليه وسلم) ان الله كره لكم ثلاثا: 'قيل وقال واضاعة المال وكثرة السؤال'. وللقضاء على هذه الظاهرة لابد من تكثيف جهود المجتمع المدني مع اجهزة الدولة وان يقوم كل منهم بدوره المنوط به دون تقصير او تهاون.
لندن ـ 'القدس العربي':
5/1/2010
لم يعد التسول مجرد وجه اخر من اوجه الازمة الاقتصادية الطاحنة التي يعرفها المجتمع المصري حاليا، بل تحول الى صناعة منظمة لها اباطرتها، بل ان المتسولين الذين لايكاد يخلو شارع في القاهرة منهم حاليا يبدون احيانا كجيش عرمرم يتحرك ضمن خطة مسبقة لابتزاز عواطف الناس وشفقتهم.
واصبح المتسولون في كل مكان: في المواصلات وامام المساجد وفي الشوارع، والعجيب انهم جميعا اصبحوا يستخدمون الآيات والسور القرآنية لاسترقاق القلوب والحصول على الاموال.
وفي اشارات المرور يمسحون الزجاج ويبيعون المناديل ويسرقون السيارات احيانا.
التسول يأخذ شكلا مختلفا في الاماكن السياحية والتي يكثر فيها السياح مثل منطقة الحسين حيث يستخدم الاطفال الصغار في التسول لاستعطاف قلوب السياح .
وعندما يخرج السائح من جيبه ليعطي المتسول ينظر المتسول الى العملة اولا فإذا وجدها بالجنيه المصري يطالب المتسول السائح بغيرها وهو يقول (يا عم هات غيره دا راحت عليه) ملمحا له باستيائه من نوع العملة ومطالبا بتغييرها ليورو او دولار!
وقام نشطاء مدنيون مؤخرا بتنظيم حملة لمواجهة الاتساع الضخم في ظاهرة التسول، عنوانها 'اسف انا معرفكش' وتدعو الى قصر الصدقات على المحتاجين الحقيقيين فقط، وهؤلاء يمكن الوصول اليهم عن طريق المؤسسات الاجتماعية المسجلة، واكثر هؤلاء يتعففون عن السؤال اصلا ويرفضون التسول. وقامت الحملة بانتاج اعلانات توعية للمواطنين، تحذر من هدر الاموال على اناس لايستحقونها. الا ان قليلين يعتقدون انها يمكن ان تنهي ظاهرة التسول.
ظاهرة خطيرة
وحسب خبراء يبقى التسول ظاهرة خطيرة ولعلها من أشد الظواهر الاجتماعية وأكثرها تعقيدا، فتنامي هذه الظاهرة في مجتمع ما، يعتبر مؤشرا على هشاشة اقتصاده، وضعف إمكانياته، وقلة حيلته السياسية، في تدبير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لهذا البلد، والنهوض بالتنمية الاجتماعية.
فتكاثر عدد المتسولين وانتشارهم بأشكال ملفتة للنظر في الشوارع والأزقة،هو ما يوضح بعمق التخلف المجتمعي.لأنهم بأشكالهم الحزينة وحالاتهم البائسة، يسيئون إلى الوجه الحضاري لبلادهم ويؤثرون بطريقة، إن لم تكن مباشرة، فهي ضمنية، على هياكل اقتصادها، واصبح التسول غير قاصر على المحتاجين فحسب وانما شمل ايضا ضعاف النفوس ومحترفي الكسب الرخيص وغيرهم من الذين يتخذونه حرفة تعود عليهم بالمال الوفير دون تعب او جهد مستخدمين اساليب مبتكرة وجديدة لتحقيق اعلى ربح من وراء التسول معتمدين في ذلك على استرقاق القلوب الجامدة واستدرار عواطفهم.
ولم يكن امام مروة محمد (طالبة بالفرقة الاولى بكلية الطب جامعة القاهرة) وهي مستقلة مترو الانفاق في طريقها الى كليتها في اليوم الاول من العام الدراسي اي خيار عندما استقلت سيدة ترتدي نقابا عربة المترو وبدأت تقول (عندي اربع اولاد ايتام اولهم في اولى جامعة السنه دي يا ولاد ساعدوني يا حبايبي ساعدوا اخواتكم يا اولاد من فرج عن مسلم كربه في الدنيا فرج الله عنه كربه في يوم القيامة) وبشهامة اولاد البلد كما يقول المصريون فتحت مروة شنطتها واخرجت جنيها واعطته للسيدة المحتاجة وبعد يوم قضته مروة في سعادة لمدها يد العون للاخرين ،استقلت مروة المترو في صباح اليوم التالي لتجد المفاجأة ان نفس السيدة تركب كل يوم المترو لتقول نفس الكلام وتطالب مروة بالمساعدة وهو ما جعلها تدرك انها امام نصابة محترفة وليست مجرد سيدة فقيرة فقدت زوجها وتحتاج للمساعدة.
اما التعريف الوحيد للتسول في العرف الإسلامي فهو ذاك الذي يرتبط بالسؤال، والسؤال هو طلب شيء معين يتغير مضمونه، بتغير جنس الطلب، واستجداء صدقات الناس.
التسول حالة نفسية
لكن التسول من وجهة بعض النفسيين وعلماء الاجتماع يبقى حالة نفسية تحمل المرء على السؤال، سواء أكان هذا السؤال مشروعاً أم غير مشروع.
إذ كانت الحالة مشروعة، فالسؤال مشروع، لكنه على كل حال، يبقى تسولا اضطراريا يلجأ إليه صاحبه بعدما قلت حيلته، وجار عليه الزمن، وسدت أمامه كل السبل، فلم يجد أمامه سوى مد اليد، مستجديا الصدقة، وهذا الصنف من الناس هم قلة، لأنهم ينتابهم الحرج في اللجوء إلى الاستجداء، ويغلب عليهم التعفف، وقد قال عنهم عز وجل 'للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله فلا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم' صدق الله العظيم.
ـ أما إذا كانت الحالة غير مشروعة، فالسؤال مذموم، ليسقط عنه فعل التسول، ويلبس لباس الغش والتحايل على أرزاق الناس، وما نراه اليوم هو الصنف المذموم من القصد في التسول، وهو عمل لا يرضى عنه الشارع، ولا تقره القوانين الوضعية، باعتباره حالة نفسية تدفع الإنسان إلى اتخاذ السؤال (التسول) حرفة، ليتخلف عن العمل، ولا يستغل ما أعطاه الله من طاقات وإمكانيات لسد حاجته وحاجة من يعول.
وهذا الصنف من الناس هم مجموعة من المحتالين الذين أصبحوا يتفننون في رسم المشاهد البائسة ويرسمون السيناريوهات المؤثرة من أجل ابتزاز لا يمكن بأي حال من الأحوال الوقوف على رقم حقيقي لعدد المتسولين في مصر ولكن في الغالب يبلع عددهم اكثر من نصف مليون متسول، وهذا راجع لعدة أسباب، منها ماهو موضوعي، باعتبار أن المتسول لا يرتبط بمكان معين، يمكن من خلاله رصده،وتتبع حركاته وسكناته، بالإضافة إلى أن هذه العينة تمتاز بحس يقظ، فهي تدرك بأن السلطات تطاردها، فبالمقابل تعمل دائما على تطوير وسائل التخفي والابتعاد عن اللجان المكلفة بالبحث عنهم.
أما الشق الغير موضوعي، فهو أن الجهات المعنية تعمل دائما على التقليص من حجم هذه الأرقام الهائلة، والتي هي دائما في تزايد مطرد.
الاسباب ورأي الدين
الأسباب الدافعة لامتهان التسول منها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والثقافية، التي تتداخل في ما بينها لدرجة يصعب فصل بعضها عن الآخر، وحيث أنها كثيرة ومتشعبة جدا مثل:
ـ طبيعة الشخصية وضعفها، فالشخصية الاتكالية التي تعتمد في طلب رزقها على الغير هي القابلة لامتهان هذا العمل التسولي .
ـ انتشار الأمية بالإضافة إلى قلة الوعي والنضج الفكري.
ـ الغلاء المعيشي ومحدودية دخل الأسر.
ـ عواقب ظاهرة الجفاف على الفلاحين التي يترتب عنها هجر البوادي والزحف نحو المدن مما يسبب تنامي الأحياء العشوائية الفقيرة
ـ ارتفاع نسبة البطالة لضعف إمكانية التشغيل.
ـ ضعف المساعدات المخصصة للأسر المعوزة مع سوء توزيعها والاتجار فيها من طرف بعض المسؤولين.
ـ غياب استراتيجية واضحة للدولة في التعامل مع الظاهرة والاعتماد دائما على الحلول الترقيعية والمرحلية.
ـ غياب كبير لدور الجمعيات والمنظمات المدنية المهتمة بالرعاية الاجتماعية وبقضايا الأسرة والطفولة والمعاقين.
ـ انتشار ظاهرة الطلاق والتفكك الأسري الذي يدفع بالأبناء إلى الخروج إلى الشارع.
ويعتبر المتتبعون للظاهرة، أن الطلاق والإهمال والمرض كابوس ثلاثي الأبعاد مسبب ودافع رئيسي للتسول
ـ غياب الرقابة الأسرية مما يجعل الأطفال يتجهون إلى مرافقة الأشرار في الشارع والمتشردين مما يدفع بهم إلى التسول بالمحاكاة ثم التعود.
الناس والاستيلاء على نقودهم: وقد قال رسول الله 'ص' في هذا الأمرل'أن يأخذ أحدكم أحبله، فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها، فيكف بها وجهه، خير له أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه'. فهذه دعوة واضحة إلى العمل والابتعاد عن التسول لأن الخطاب صريح يبني في النفس حب العمل والاجتهاد من أجل الكسب الحلال.
ويرى علماء الدين انه يجب ان يكون اخراج الصدقات وايصالها للمحتاجين عن طريق عمل مؤسسي موثوق به مثل بعض الجهات الرسمية المنوطة بالعمل الاجتماعي او بعض المؤسسات الاهلية والمجتمع المدني ونرى ان هذة الظاهرة ليس من الاسلام في شيء، فالاسلام يحث على العمل وينبذ الكسل والتواكل بكل صوره ومنها التسول كما قال (صلى الله عليه وسلم) ان الله كره لكم ثلاثا: 'قيل وقال واضاعة المال وكثرة السؤال'. وللقضاء على هذه الظاهرة لابد من تكثيف جهود المجتمع المدني مع اجهزة الدولة وان يقوم كل منهم بدوره المنوط به دون تقصير او تهاون.