وليم
04-21-2010, 04:04 PM
ياسين الحساوي - النهار
annahar@annharkw.com
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/AuthorsPictures/ياسين%20الحساوي_thumb.JPG
يروي لنا صديقنا العتيق باحث التراث الشعبي البحريني الاخ محمد جمال حكاية قديمة حدثت له طالباً نشرها لما بها من تساؤلات محيرة وغرابة وعبرة.. يقول:
في عام 75 ميلادي زارنا في البحرين صديق وأخ كويتي هو د. يوسف عبدالقادر الرشيد حفيد عبدالعزيز الرشيد المؤرخ المعروف وبصحبته والدته وجدته، والجدة ترغب في زيارة مدرسة «الهداية» الخليفية، فقد كان زوجها المؤرخ يعمل مدرسا بها، وهي تريد ان ترى الأماكن والفصول التي كان يتواجد بها، وكان جمال هو المضيف والمرافق لهم.
وذات يوم أخذهم لزيارة مسجد الخميس وبه قبر.. فسألوا عن قصته او صاحبه، ولم تكن عند جمال المعلومة فاكتفى بالرد انه لاحد الاولياء الصالحين، الجدة كانت تعاني من الخصام الذي فرق بين ولدي المرحوم باذن الله البرلماني الوطني المرموق سامي المنيس وشقيقه عبدالوهاب، وكانت كثيرة الدعاء الى الله بان يصلح بينهما، فاستدارت الى يوسف وقالت انني نذرت ذبيحة لهذا الولي الراقد ويوزع لحمها على الفقراء ان اصطلح الولدان ونبذا خلافاتهما، عاد الضيوف الى الكويت وفوجئت الجدة الطيبة بابنيها معا باستقبالها في المطار يحضنانها ويقبلان رأسها ويتسابقان على حمل متاعها، فأرسلت حال استقرارها مبلغ الذبيحة لمحمد جمال بواسطة د. يوسف ليوفي بنذرها وهي بقمة السعادة.
بعد ايام حضر جمال وعائلته الى الكويت واستضافهم صديقه يوسف، وبينما هم في بيته رن جرس تلفون المنزل وكانت الجدة هي المتصلة تشكي ليوسف حلما مزعجا يتكرر كثيرا في المدة الاخيرة مفاده ان شيخا يأتيها في المنام وبيده عصا وهي تحمل ابنة محمد جمال يضربهما ويقول: يا أهل الكويت اوفوا بنذوركم، وعندما اراد ان يكلمها جمال بادرته قائلة: لابد انك نسيت ان تسمي وتقرأ على الذبيحة، سأعطيك مبلغا آخر وتنفذ ما طلبته منك، فقام بتنفيذ الوصية فور رجوعه ولكن ذبح ذبيحتين هذه المرة فالاخرى على حسابه خوفا من ان يتعرض لخطب ما، وكان جمال في المرة الاولى لم يأخذ الامر بجدية، فاشترى ذبيحة وأولم لاصحابه متفاخرا، وكانت وليمة لا تنسى، ولم يعترف بما حدث الا بعد ان اخافته حكاية الحلم الغريب «الخوف عدو المرجلة» بالصدفة التقيت بالاخ الفاضل عبدالوهاب المنيس فسألته ان كان تخاصم يوما مع شقيقه الراحل، رد بالايجاب، وهو يقول: لمحبتنا لبعضنا وحبنا الاكبر للوالدة الحنون التي كانت حزينة لاجلنا، تصافينا في غيابها باحدى السفرات، وفاجأناها باستقبالنا لها عند عودتها بالمطار متآخين متحابين، ولم نختلف بعدها مطلقا.
annahar@annharkw.com
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/AuthorsPictures/ياسين%20الحساوي_thumb.JPG
يروي لنا صديقنا العتيق باحث التراث الشعبي البحريني الاخ محمد جمال حكاية قديمة حدثت له طالباً نشرها لما بها من تساؤلات محيرة وغرابة وعبرة.. يقول:
في عام 75 ميلادي زارنا في البحرين صديق وأخ كويتي هو د. يوسف عبدالقادر الرشيد حفيد عبدالعزيز الرشيد المؤرخ المعروف وبصحبته والدته وجدته، والجدة ترغب في زيارة مدرسة «الهداية» الخليفية، فقد كان زوجها المؤرخ يعمل مدرسا بها، وهي تريد ان ترى الأماكن والفصول التي كان يتواجد بها، وكان جمال هو المضيف والمرافق لهم.
وذات يوم أخذهم لزيارة مسجد الخميس وبه قبر.. فسألوا عن قصته او صاحبه، ولم تكن عند جمال المعلومة فاكتفى بالرد انه لاحد الاولياء الصالحين، الجدة كانت تعاني من الخصام الذي فرق بين ولدي المرحوم باذن الله البرلماني الوطني المرموق سامي المنيس وشقيقه عبدالوهاب، وكانت كثيرة الدعاء الى الله بان يصلح بينهما، فاستدارت الى يوسف وقالت انني نذرت ذبيحة لهذا الولي الراقد ويوزع لحمها على الفقراء ان اصطلح الولدان ونبذا خلافاتهما، عاد الضيوف الى الكويت وفوجئت الجدة الطيبة بابنيها معا باستقبالها في المطار يحضنانها ويقبلان رأسها ويتسابقان على حمل متاعها، فأرسلت حال استقرارها مبلغ الذبيحة لمحمد جمال بواسطة د. يوسف ليوفي بنذرها وهي بقمة السعادة.
بعد ايام حضر جمال وعائلته الى الكويت واستضافهم صديقه يوسف، وبينما هم في بيته رن جرس تلفون المنزل وكانت الجدة هي المتصلة تشكي ليوسف حلما مزعجا يتكرر كثيرا في المدة الاخيرة مفاده ان شيخا يأتيها في المنام وبيده عصا وهي تحمل ابنة محمد جمال يضربهما ويقول: يا أهل الكويت اوفوا بنذوركم، وعندما اراد ان يكلمها جمال بادرته قائلة: لابد انك نسيت ان تسمي وتقرأ على الذبيحة، سأعطيك مبلغا آخر وتنفذ ما طلبته منك، فقام بتنفيذ الوصية فور رجوعه ولكن ذبح ذبيحتين هذه المرة فالاخرى على حسابه خوفا من ان يتعرض لخطب ما، وكان جمال في المرة الاولى لم يأخذ الامر بجدية، فاشترى ذبيحة وأولم لاصحابه متفاخرا، وكانت وليمة لا تنسى، ولم يعترف بما حدث الا بعد ان اخافته حكاية الحلم الغريب «الخوف عدو المرجلة» بالصدفة التقيت بالاخ الفاضل عبدالوهاب المنيس فسألته ان كان تخاصم يوما مع شقيقه الراحل، رد بالايجاب، وهو يقول: لمحبتنا لبعضنا وحبنا الاكبر للوالدة الحنون التي كانت حزينة لاجلنا، تصافينا في غيابها باحدى السفرات، وفاجأناها باستقبالنا لها عند عودتها بالمطار متآخين متحابين، ولم نختلف بعدها مطلقا.