فيثاغورس
04-19-2010, 12:04 AM
دخيل الخليفة - أوان
يإنهن يمشين زرافات زرافات..لا لا.. إنهن مثل نياق ضامرة، غير أنهن يحملن على «رؤوسهن» هوادج..! من قال إن الصحراء تستطيع أن تتزوج البحر في زمن العولمة؟!
كانت الساعة تقف على أكثر من علامة تعجب بالقرب من مدخل أحد أسواق الفروانية.. أصوات الناس نغمات مكملة لضجيج السيارات، زحمة «المول» مساء الجمعة تختلط بأنفاس جنسيات عدة.. هذا يتحدث إلى صغيرته، وطفل يتحول إلى سيارة «GT» مستغلا نعومة الأرضية، وآخر يتلذذ بصعود السلّم المتحرك بالعكس، وذاك يختلس نظرة خاطفة وابتسامة ترسمها أعين ساحرة من خلف نقاب «يكاد يقول اخلعوني!».
في بنات الكويت دلال ينبع من ملح الأرض، إنهن يجمعن حضارات الهند وفارس وبابل وفضة البداوة في رمشة عين، بيد أنهن ينجرفن وراء صرعات الموضة دون حساب في أحيان كثيرة، ولا يتركن نافذة مفتوحة لشمس المعرفة في أحيان أخرى، وكأن العالم يقف على كف عارضة الأزياء ليلي دونالدسون ورفيقاتها اللواتي يختزلن الدنيا في قطعة ثوب.. لا أكثر!!
وغالباً ما تتغنّج «بنات الديرة» بشيء يشبه كرة قدم أميركية بيضاوية الشكل على رؤوسهن، يخيّل لمن يجهل أمور الموضة أن شعورهن تغطي ليلة شتوية، فيما أن الحقيقة تكمن في «شبّاصة» شعر كبيرة مزيّنة بالريش، توضع تحت الملفع أو الحجاب للفت الانتباه ليس إلا!!
في الواقع، إن هذه الصرعة التي شغلت الكويتيات منذ عامين، يسميها الشباب «حجاب بوتفخة»، ويطلق عليها آخرون «double head».. وتبدو صرعة مقرفة ومضحكة في كثير من الأحيان.. إذ إن هناك من يبالغن في وضع شيء أشبه بـ «بقشة أم عليوي» على رؤوسهن، وخصوصا بعض طالبات الثانوية، الأمر الذي يضطر مديرات المدارس أحيانا إلى سحب «شباصاتهن» كنوع من التوجيه واستبدالها بشباصة «أم 100 فلس»!!
واللافت أن هذه الموضة لها رموز أيضا.. فـ «التفخة المتوسطة» تعني أن تلك المرأة «متزوجة»، فيما يدل الشكل البيضاوي الأكثر ارتفاعا على أن تلك الفتاة تنتظر قطار الزواج.. وبين هذه وتلك، هناك من تضع عقلها خارج الملفع أو الحجاب ليتضخم سنامها وفقا لرغبتها.. غير أن الغرابة تكمن في أن الشباب يكرهون هذه الموضة والبنات يتمسكن بها!!
والمثير أن هذه الصرعة ابتدأت بوضع علب «الروب» الفارغة بدلا من الشباصة الصغيرة، غير أن العاملات في محلات الإكسسوارات -وأغلبهن وافدات من شرق آسيا- انتبهن إلى أهمية جذب البنات من شعورهن، فصنعن شباصات بأحجام متفاوتة تحتوي على كثير من الريش لتلبية رغباتهن المختلفة.
ولأن دهشة الموضة في تغيير ثوبها، فإن الحجاب أو الملفع «بوتفخة» سيكون يوما ما مجرد خرقة تعلكها الذكريات الساخرة، وحتما ستنخفض أسعار علب الروب، لكن الخوف من أن ترتفع أسعار علب «النيدو» أو يتحول ذيل «القطوة» إلى ميدالية نسائية!!
تاريخ النشر : 2010-04-18
فتاة ترتدي ملفع «بوتفخة » - تصوير: سعيد الخالد
يإنهن يمشين زرافات زرافات..لا لا.. إنهن مثل نياق ضامرة، غير أنهن يحملن على «رؤوسهن» هوادج..! من قال إن الصحراء تستطيع أن تتزوج البحر في زمن العولمة؟!
كانت الساعة تقف على أكثر من علامة تعجب بالقرب من مدخل أحد أسواق الفروانية.. أصوات الناس نغمات مكملة لضجيج السيارات، زحمة «المول» مساء الجمعة تختلط بأنفاس جنسيات عدة.. هذا يتحدث إلى صغيرته، وطفل يتحول إلى سيارة «GT» مستغلا نعومة الأرضية، وآخر يتلذذ بصعود السلّم المتحرك بالعكس، وذاك يختلس نظرة خاطفة وابتسامة ترسمها أعين ساحرة من خلف نقاب «يكاد يقول اخلعوني!».
في بنات الكويت دلال ينبع من ملح الأرض، إنهن يجمعن حضارات الهند وفارس وبابل وفضة البداوة في رمشة عين، بيد أنهن ينجرفن وراء صرعات الموضة دون حساب في أحيان كثيرة، ولا يتركن نافذة مفتوحة لشمس المعرفة في أحيان أخرى، وكأن العالم يقف على كف عارضة الأزياء ليلي دونالدسون ورفيقاتها اللواتي يختزلن الدنيا في قطعة ثوب.. لا أكثر!!
وغالباً ما تتغنّج «بنات الديرة» بشيء يشبه كرة قدم أميركية بيضاوية الشكل على رؤوسهن، يخيّل لمن يجهل أمور الموضة أن شعورهن تغطي ليلة شتوية، فيما أن الحقيقة تكمن في «شبّاصة» شعر كبيرة مزيّنة بالريش، توضع تحت الملفع أو الحجاب للفت الانتباه ليس إلا!!
في الواقع، إن هذه الصرعة التي شغلت الكويتيات منذ عامين، يسميها الشباب «حجاب بوتفخة»، ويطلق عليها آخرون «double head».. وتبدو صرعة مقرفة ومضحكة في كثير من الأحيان.. إذ إن هناك من يبالغن في وضع شيء أشبه بـ «بقشة أم عليوي» على رؤوسهن، وخصوصا بعض طالبات الثانوية، الأمر الذي يضطر مديرات المدارس أحيانا إلى سحب «شباصاتهن» كنوع من التوجيه واستبدالها بشباصة «أم 100 فلس»!!
واللافت أن هذه الموضة لها رموز أيضا.. فـ «التفخة المتوسطة» تعني أن تلك المرأة «متزوجة»، فيما يدل الشكل البيضاوي الأكثر ارتفاعا على أن تلك الفتاة تنتظر قطار الزواج.. وبين هذه وتلك، هناك من تضع عقلها خارج الملفع أو الحجاب ليتضخم سنامها وفقا لرغبتها.. غير أن الغرابة تكمن في أن الشباب يكرهون هذه الموضة والبنات يتمسكن بها!!
والمثير أن هذه الصرعة ابتدأت بوضع علب «الروب» الفارغة بدلا من الشباصة الصغيرة، غير أن العاملات في محلات الإكسسوارات -وأغلبهن وافدات من شرق آسيا- انتبهن إلى أهمية جذب البنات من شعورهن، فصنعن شباصات بأحجام متفاوتة تحتوي على كثير من الريش لتلبية رغباتهن المختلفة.
ولأن دهشة الموضة في تغيير ثوبها، فإن الحجاب أو الملفع «بوتفخة» سيكون يوما ما مجرد خرقة تعلكها الذكريات الساخرة، وحتما ستنخفض أسعار علب الروب، لكن الخوف من أن ترتفع أسعار علب «النيدو» أو يتحول ذيل «القطوة» إلى ميدالية نسائية!!
تاريخ النشر : 2010-04-18
فتاة ترتدي ملفع «بوتفخة » - تصوير: سعيد الخالد