2005ليلى
04-18-2010, 10:42 AM
الشرق الاوسط اللندنية
2010 الأحد 18 أبريل
مناف الندا المعجب بصدام والبعث: حتى أقاربي لم يصوتوا لي بل صوتوا للقائمة العراقية
تكريت - تيموثي ويليامز وسعد العزي
بينما كان الشيخ مناف علي الندا يجلس في صالة الاستقبال الفخمة بمنزله، وجه انتقادات إلى الحكومة العراقية والإدارة الأميركية، ولكنه هز رأسه عند انتقاد حزب البعث العراقي. وفوق رف داخل هذا المكان، وُضعت صورة لصدام حسين وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة. وكانت حول معصمه ساعة تعود إلى صدام حسين.
لقد خاض الشيخ مناف، وهو معروف داخل تكريت، مسقط رأس صدام حسين، الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي ولكنه خسر لصالح مرشح من الحزب العلماني الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق إياد علاوي. ويقول إن أقاربه أنفسهم لم يصوتوا له.
ويظهر الأداء الضعيف للشيخ مناف بين أقاربه إلى أي مدى تمكن علاوي من تغيير الولاءات السنية. وربما يبدو غريبا للوهلة الأولى أن يقوم الناخبون داخل تكريت، وهي مدينة سنية، بدعم علاوي الشيعي، والذي كان عدوا لصدام حسين. ولكن، نتيجة لعلمانيته القوية وماضيه كعضو بارز سابق في حزب البعث، تمكن علاوي من إقناع السنة بأنه ربما يضع نهاية للطائفية، التي يقولون إنها سيطرت على الحكومات العراقية السابقة مع حماية حقوق يرون أنه جرى التعدي عليها.
ولا تزال عناصر تابعة لحزب البعث، الذي كان يتزعمه صدام حسين، وتنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» ناشطة داخل مدينة تكريت، حيث يمثل الآلاف من العاطلين قاعدة لتجنيد أفراد جدد. وثمة مخاوف من تزايد عدد الرجال الساخطين، ومن ثم تزداد أعمال العنف إذا أحس السنة أن ثمة تمييزا ضدهم.
ويقول غوست هيلترمان، نائب مدير برنامج في مجموعة الأزمة الدولية، وهي مؤسسة مستقلة غير ربحية: «يشعر السنة بالقلق إزاء مشاركتهم في الحكومة المقبلة، وليس بشأن مشاركة علاوي، ولكنهم يربطون مستقبلهم بمستقبل علاوي».
ولم تحقق المفاوضات بين الأحزاب السياسية سوى تقدم ضئيل، لأن الناخبين انقسموا تقريبا بالتساوي بين قائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي وائتلاف دولة القانون تحت قيادة رئيس الوزراء نوري المالكي.
ومع ذلك، تزداد المخاوف بين صفوف السنة، ويخشون من أن ائتلافا بين الأحزاب الشيعية والكردية يمكن أن يهمشهم داخل الساحة السياسية مجددا. ويقول إبراهيم الصمدعي، وهو محلل سياسي عراقي، إنه حال حدوث ذلك، فسوف تحدث «كارثة كبرى». وأضاف: «لقد دخل المتمردون إلى العملية السياسية من أجل دعم علاوي، وإذا لم يشارك، فإن الشارع السني سيشعر بالغضب، وستعود الأمور إلى المربع الأول».
وقد تزامن ظهور علاوي مع تراجع الحزب الإسلامي العراقي، الذي كانت قاعدته التصويتية داخل مدينة تكريت ومناطق سنية أخرى. وفي الانتخابات البرلمانية عام 2005، حصل الحزب الإسلامي وحلفاؤه من السنة، الذين مثلوا خيارا وحيدا بالنسبة للسنة، ومن بينهم غير المتدينين، على 44 مقعدا، وحصلوا بعد ذلك على منصب نائب الرئيس والمتحدث باسم البرلمان. وكان هذا التنظيم يمثِّل تطلعات السنة، وحظي بدعم داخل المناطق السنية، وعمل أعضاؤه على إقناع القيادات القبلية بالتحول ضد «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» في عام 2006 و2007، الأمر الذي ساعد مع الزيادة في عدد القوات الأميركية داخل العراق على هزيمة حركة التمرد. ومنذ ذلك حين، عانى الحزب من حالة ضعف بسبب خلافات وانقسامات داخلية، ومن بين ذلك انضمام نائب الرئيس طارق الهاشمي إلى قائمة علاوي.
وحاليا، وبعد الحصول على ستة مقاعد فقط خلال انتخابات مارس (آذار) الماضي، على الرغم من زيادة عدد مقاعد البرلمان من 275 إلى 325 مقعدا، لم يعد الحزب يتمتع بقدرة على المساومة، ولذا كان غائبا بدرجة كبيرة عن المفاوضات الجارية بين الائتلافات المتنافسة على تشكيل حكومة جديدة داخل بغداد. وبدا البعض داخل الحزب مستعدا لكتابة نعيه، وتعترف بعض الشخصيات القيادية بأن الكثير من العراقيين كانوا يرون لمدة طويلة أن هذا التنظيم يعاني من الفساد ولا يتسم بالكفاءة وأنه أفضى إلى ظهور اتجاهات طائفية، ولذا كان علاوي أملا أفضل بالنسبة للمواطنين السنة. ويقول رشيد العزاوي، وهو قيادي في الحزب الإسلامي لم ينجح في الانتخابات: «يرى المواطنون أننا دافعنا عنهم على مدار السنوات السبع الماضية، ولكن لم نغير شيئا».
وعلى الرغم من أن ائتلاف علاوي حصل على أغلبية من الأصوات في المناطق السنية، فإن مشاركة الناخبين كانت أقل بصورة عامة مقارنة مع عام 2005. وفي محافظة صلاح الدين، التي عاصمتها مدينة تكريت، تراجع إقبال الناخبين إلى نسبة 73 في المائة خلال العام الحالي مقارنة مع مشاركة 88 في المائة عام 2005. وقد شهد إقبال الناخبين تراجعا حادا أيضا في محافظة ديالى ذات الأغلبية السنية وارتفع بهامش بسيط في محافظتي الأنبار ونينوى، اللتين توجد بهما أيضا أغلبية سنية.
وجدير بالذكر أن صدام حسين مقبور داخل مبنى في تكريت وغير مسموح للجمهور بالذهاب إليه حتى لا يتحول إلى نقطة تجمع للبعثيين. ويذهب بعض المواطنين إلى ما هو أبعد، حيث يرون أن علاوي يمثل أفضل أمل لاستعادة شعور بالفخر فقدوه عندما أطيح بصدام حسين. ويقول محمد مجيد، وهو عاطل يبلغ من العمر 36 عاما: «أعتقد أن علاوي لديه آراء قريبة من آراء صدام حسين، بالإضافة إلى شخصية قريبة من شخصية صدام حسين، فهو غير طائفي كما أنه سياسي حازم وجاد في عمله».
ويقول آخرون إنهم تحولوا إلى علاوي بعد أن تعرضوا للتمييز مع الحزب السني الديني. ويقول زياد عطا، وهو تاجر يبلغ من العمر 42 عاما: «أعلم أنه شيعي، ولكنه علماني وسوف يعمل من أجلنا. أعتقد أنه سوف يعمل من أجل مصلحتنا».
ولا يعتقد آخرون في تكريت أن علاوي سيحقق طموحات السنة. ورفض محسود شهاب أحمد المولى، الذي يترأس المجلس المحلي، أن يذكر علاوي بالاسم، وقال: «من الأفضل الاحتفاظ بآرائنا الشخصية لأنفسنا، فهذا وقت خطير».
* خدمة «نيويورك تايمز»
2010 الأحد 18 أبريل
مناف الندا المعجب بصدام والبعث: حتى أقاربي لم يصوتوا لي بل صوتوا للقائمة العراقية
تكريت - تيموثي ويليامز وسعد العزي
بينما كان الشيخ مناف علي الندا يجلس في صالة الاستقبال الفخمة بمنزله، وجه انتقادات إلى الحكومة العراقية والإدارة الأميركية، ولكنه هز رأسه عند انتقاد حزب البعث العراقي. وفوق رف داخل هذا المكان، وُضعت صورة لصدام حسين وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة. وكانت حول معصمه ساعة تعود إلى صدام حسين.
لقد خاض الشيخ مناف، وهو معروف داخل تكريت، مسقط رأس صدام حسين، الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي ولكنه خسر لصالح مرشح من الحزب العلماني الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق إياد علاوي. ويقول إن أقاربه أنفسهم لم يصوتوا له.
ويظهر الأداء الضعيف للشيخ مناف بين أقاربه إلى أي مدى تمكن علاوي من تغيير الولاءات السنية. وربما يبدو غريبا للوهلة الأولى أن يقوم الناخبون داخل تكريت، وهي مدينة سنية، بدعم علاوي الشيعي، والذي كان عدوا لصدام حسين. ولكن، نتيجة لعلمانيته القوية وماضيه كعضو بارز سابق في حزب البعث، تمكن علاوي من إقناع السنة بأنه ربما يضع نهاية للطائفية، التي يقولون إنها سيطرت على الحكومات العراقية السابقة مع حماية حقوق يرون أنه جرى التعدي عليها.
ولا تزال عناصر تابعة لحزب البعث، الذي كان يتزعمه صدام حسين، وتنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» ناشطة داخل مدينة تكريت، حيث يمثل الآلاف من العاطلين قاعدة لتجنيد أفراد جدد. وثمة مخاوف من تزايد عدد الرجال الساخطين، ومن ثم تزداد أعمال العنف إذا أحس السنة أن ثمة تمييزا ضدهم.
ويقول غوست هيلترمان، نائب مدير برنامج في مجموعة الأزمة الدولية، وهي مؤسسة مستقلة غير ربحية: «يشعر السنة بالقلق إزاء مشاركتهم في الحكومة المقبلة، وليس بشأن مشاركة علاوي، ولكنهم يربطون مستقبلهم بمستقبل علاوي».
ولم تحقق المفاوضات بين الأحزاب السياسية سوى تقدم ضئيل، لأن الناخبين انقسموا تقريبا بالتساوي بين قائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي وائتلاف دولة القانون تحت قيادة رئيس الوزراء نوري المالكي.
ومع ذلك، تزداد المخاوف بين صفوف السنة، ويخشون من أن ائتلافا بين الأحزاب الشيعية والكردية يمكن أن يهمشهم داخل الساحة السياسية مجددا. ويقول إبراهيم الصمدعي، وهو محلل سياسي عراقي، إنه حال حدوث ذلك، فسوف تحدث «كارثة كبرى». وأضاف: «لقد دخل المتمردون إلى العملية السياسية من أجل دعم علاوي، وإذا لم يشارك، فإن الشارع السني سيشعر بالغضب، وستعود الأمور إلى المربع الأول».
وقد تزامن ظهور علاوي مع تراجع الحزب الإسلامي العراقي، الذي كانت قاعدته التصويتية داخل مدينة تكريت ومناطق سنية أخرى. وفي الانتخابات البرلمانية عام 2005، حصل الحزب الإسلامي وحلفاؤه من السنة، الذين مثلوا خيارا وحيدا بالنسبة للسنة، ومن بينهم غير المتدينين، على 44 مقعدا، وحصلوا بعد ذلك على منصب نائب الرئيس والمتحدث باسم البرلمان. وكان هذا التنظيم يمثِّل تطلعات السنة، وحظي بدعم داخل المناطق السنية، وعمل أعضاؤه على إقناع القيادات القبلية بالتحول ضد «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» في عام 2006 و2007، الأمر الذي ساعد مع الزيادة في عدد القوات الأميركية داخل العراق على هزيمة حركة التمرد. ومنذ ذلك حين، عانى الحزب من حالة ضعف بسبب خلافات وانقسامات داخلية، ومن بين ذلك انضمام نائب الرئيس طارق الهاشمي إلى قائمة علاوي.
وحاليا، وبعد الحصول على ستة مقاعد فقط خلال انتخابات مارس (آذار) الماضي، على الرغم من زيادة عدد مقاعد البرلمان من 275 إلى 325 مقعدا، لم يعد الحزب يتمتع بقدرة على المساومة، ولذا كان غائبا بدرجة كبيرة عن المفاوضات الجارية بين الائتلافات المتنافسة على تشكيل حكومة جديدة داخل بغداد. وبدا البعض داخل الحزب مستعدا لكتابة نعيه، وتعترف بعض الشخصيات القيادية بأن الكثير من العراقيين كانوا يرون لمدة طويلة أن هذا التنظيم يعاني من الفساد ولا يتسم بالكفاءة وأنه أفضى إلى ظهور اتجاهات طائفية، ولذا كان علاوي أملا أفضل بالنسبة للمواطنين السنة. ويقول رشيد العزاوي، وهو قيادي في الحزب الإسلامي لم ينجح في الانتخابات: «يرى المواطنون أننا دافعنا عنهم على مدار السنوات السبع الماضية، ولكن لم نغير شيئا».
وعلى الرغم من أن ائتلاف علاوي حصل على أغلبية من الأصوات في المناطق السنية، فإن مشاركة الناخبين كانت أقل بصورة عامة مقارنة مع عام 2005. وفي محافظة صلاح الدين، التي عاصمتها مدينة تكريت، تراجع إقبال الناخبين إلى نسبة 73 في المائة خلال العام الحالي مقارنة مع مشاركة 88 في المائة عام 2005. وقد شهد إقبال الناخبين تراجعا حادا أيضا في محافظة ديالى ذات الأغلبية السنية وارتفع بهامش بسيط في محافظتي الأنبار ونينوى، اللتين توجد بهما أيضا أغلبية سنية.
وجدير بالذكر أن صدام حسين مقبور داخل مبنى في تكريت وغير مسموح للجمهور بالذهاب إليه حتى لا يتحول إلى نقطة تجمع للبعثيين. ويذهب بعض المواطنين إلى ما هو أبعد، حيث يرون أن علاوي يمثل أفضل أمل لاستعادة شعور بالفخر فقدوه عندما أطيح بصدام حسين. ويقول محمد مجيد، وهو عاطل يبلغ من العمر 36 عاما: «أعتقد أن علاوي لديه آراء قريبة من آراء صدام حسين، بالإضافة إلى شخصية قريبة من شخصية صدام حسين، فهو غير طائفي كما أنه سياسي حازم وجاد في عمله».
ويقول آخرون إنهم تحولوا إلى علاوي بعد أن تعرضوا للتمييز مع الحزب السني الديني. ويقول زياد عطا، وهو تاجر يبلغ من العمر 42 عاما: «أعلم أنه شيعي، ولكنه علماني وسوف يعمل من أجلنا. أعتقد أنه سوف يعمل من أجل مصلحتنا».
ولا يعتقد آخرون في تكريت أن علاوي سيحقق طموحات السنة. ورفض محسود شهاب أحمد المولى، الذي يترأس المجلس المحلي، أن يذكر علاوي بالاسم، وقال: «من الأفضل الاحتفاظ بآرائنا الشخصية لأنفسنا، فهذا وقت خطير».
* خدمة «نيويورك تايمز»