سيد مرحوم
09-20-2004, 10:14 AM
صراع الاجنحة في حكومة الدكتور اياد علاوي؟
أرض السواد - رياض الحسيني
www.geocities.com/numnmat
منذ ان بدأ تشكيل مجلس الحكم العراقي المنحل والمراقب للتغيرات الوزارية السريعة بشكل خاص يمكنه تحديد ان هنالك اكثر من جناح في التشكيلة الحكومية الغير متجانسة. وهذا تبعا للاختلافات في الرؤى السياسية، المنطلقات الايدلوجية، الحسابات القومية، والقائمة تطول من الاسباب التي تجعل التقلبات سريعة ومن دون مقدمات او رتوش سياسية او مشورة شعبية او برلمانية. وبسبب الوضع الامني الذي يعيشه العراق باعتباره الهاجس الرئيس في الوقت الراهن والذي يتقدم ملفه اجندة الاولويات، نرى ان ما تمخض عن مجلس الحكم المنحل من تشكيل الحكومة الحالية برئاسة الدكتور اياد علاوي يمكن وصفه بخطوة على الطريق الصحيح، على الاقل من وجهة نظر الاغلبية.
الوضع الامني المأساوي الذي يعيشه الشعب العراقي من جهة وكدولة مثل العراق له حضوره الاقليمي والعربي والدولي من جهة اخرى يحتم على الجميع احكام السيطرة على الدولة والانتهاء من هذا الملف في اقل خسائر ممكنة. وبطبيعة الحال لكل مرحلة رجل قادر على اتقان اللعبة السياسية والميدانية، ولابد لهذا الرجل من اذرع تشاطره ذات الرؤى ومستعدة لان تسلك نفس الطريق. ليس بخاف على احد البصمة الامريكية على حكومة الدكتور اياد علاوي من خلال مناصب مؤثرة وفاعلة في الحكومة. لكن من يجزم بان هؤلاء الناس لايعملون من اجل العراق وشعبه؟ فتواجد مثل هؤلاء الاشخاص وفي هذا الظرف الصعب انما يؤكد بما لايقبل الشك ان هؤلاء النفر قد وضعوا ارواحهم على اكفهم، وانهم في سباق مع الارهاب والدمار والعنف لايصال السفينة سالمة الى بر الامان. هذا الانطباع الشعبي انما يشمل حتى اولئك الذين لم تحوهم التشكيلة الوزارية الحالية رغم الغبار الذي يثار حولهم والشكوك التي تحيط بهم والتي هي اقرب الى تصفية الحسابات منها الى المنفعة العامة.
رئيس الوزراء اياد علاوي ومنذ تلقده لهذا المنصب وهو في طريق يبدو ان الرجل يعرف ما يريد، ويحاول ان يقرّب من حوله من يريد لانجاح مهمته كرجل مرحلة، ولكن من دون اثارة صخب او تهييج عش دبابير او على الاقل الابتعاد عن مكان نوم العفريت حتى لايكون بحاجة الى بسم الله واعوذ بالله. بمعنى ان الرجل من الذكاء بمكان انه يطبخ على نار هادئة اذا ما صح التعبير! وهذا بطبيعة الحال لايتأتى للرجل الا من خلال استشارات واتصالات ومشاورات مع اكثر من طرف في الحكومة وخارجها. فمنذ ان طفت مشكلة النجف الى السطح بدأت اذرع وتيارات تلك الحكومة ومن يشاطر الدكتور اياد علاوي تطلعاته بابراز الهوية الحقيقية. فتصريحات وزير الداخلية وتوعد وتهديد وزير الدفاع حينها انما يزيلان الكثير من الضبابية حول خطة الحكومة واجنحتها من بعد. فمعارضة نائب رئيس الجمهورية الدكتور ابراهيم الجعفري ومن حوله لاستخدام منطق القوة لحل الازمات الداخلية انما قد وضع النقاط على الحروف في التكتلات التي تحدث داخل الحكومة العراقية. ففي الوقت الذي يرى الدكتور اياد علاوي في وزير الدولة قاسم داود شخصا مؤهلا لاستلام الملف الامني بدلا من الدكتور موفق الربيعي، فان باقي التيارات العراقية تنظر الى الامر من زاوية مختلفة تماما. ان عدم تصريح هذه التيارات علنا لمثل تلك التوجهات المريبة انما ينبع من حرص وطني خوفا من احداث تصدعات او شروخ في جدار الحكومة الحالية. ولو تعمقنا كثيرا نجد بشكل عام ان الاسلاميين غير راضين عما يقوم به الدكتور اياد علاوي ومن يحسب عليه في حل الازمات وهم بذلك انما ينطلقون من منطلقات شرعية ووطنية بالدرجة الاولى. ما يؤكد تلك الخلافات التكتيكية هو الاجتماعات السرية بين قيادات كل من حزب الدعوة وحركة الوفاق في لندن للوصول الى نتيجة مرضية للطرفين. اما ما يكمم افواه التيار الغير محسوب على حكومة الدكتور اياد علاوي هو الوعد باجراء الانتخابات في موعدها المقرر. ولو صدق ظن البعض في ارجاء الانتخابات عن موعدها فان رد الفعل من الضفة الاخرى سيكون مغايرا عما نراه الان 180 درجة.
اما بعض التيارات الفاعلة الاخرى القومية منها والليبرالية ففي ذلك سيان، وهي كمن يقف على التل حيث السلامة والطمأنينة في انتظار جمع الغنائم حينما تضع الحرب اوزارها، كفى الله العراق شرهم وشرها، وحفظه واهله من مؤامراتهم ودسائسهم واتصالاتهم السرية.
كاتب وسياسي عراقي - كندا
أرض السواد - رياض الحسيني
www.geocities.com/numnmat
منذ ان بدأ تشكيل مجلس الحكم العراقي المنحل والمراقب للتغيرات الوزارية السريعة بشكل خاص يمكنه تحديد ان هنالك اكثر من جناح في التشكيلة الحكومية الغير متجانسة. وهذا تبعا للاختلافات في الرؤى السياسية، المنطلقات الايدلوجية، الحسابات القومية، والقائمة تطول من الاسباب التي تجعل التقلبات سريعة ومن دون مقدمات او رتوش سياسية او مشورة شعبية او برلمانية. وبسبب الوضع الامني الذي يعيشه العراق باعتباره الهاجس الرئيس في الوقت الراهن والذي يتقدم ملفه اجندة الاولويات، نرى ان ما تمخض عن مجلس الحكم المنحل من تشكيل الحكومة الحالية برئاسة الدكتور اياد علاوي يمكن وصفه بخطوة على الطريق الصحيح، على الاقل من وجهة نظر الاغلبية.
الوضع الامني المأساوي الذي يعيشه الشعب العراقي من جهة وكدولة مثل العراق له حضوره الاقليمي والعربي والدولي من جهة اخرى يحتم على الجميع احكام السيطرة على الدولة والانتهاء من هذا الملف في اقل خسائر ممكنة. وبطبيعة الحال لكل مرحلة رجل قادر على اتقان اللعبة السياسية والميدانية، ولابد لهذا الرجل من اذرع تشاطره ذات الرؤى ومستعدة لان تسلك نفس الطريق. ليس بخاف على احد البصمة الامريكية على حكومة الدكتور اياد علاوي من خلال مناصب مؤثرة وفاعلة في الحكومة. لكن من يجزم بان هؤلاء الناس لايعملون من اجل العراق وشعبه؟ فتواجد مثل هؤلاء الاشخاص وفي هذا الظرف الصعب انما يؤكد بما لايقبل الشك ان هؤلاء النفر قد وضعوا ارواحهم على اكفهم، وانهم في سباق مع الارهاب والدمار والعنف لايصال السفينة سالمة الى بر الامان. هذا الانطباع الشعبي انما يشمل حتى اولئك الذين لم تحوهم التشكيلة الوزارية الحالية رغم الغبار الذي يثار حولهم والشكوك التي تحيط بهم والتي هي اقرب الى تصفية الحسابات منها الى المنفعة العامة.
رئيس الوزراء اياد علاوي ومنذ تلقده لهذا المنصب وهو في طريق يبدو ان الرجل يعرف ما يريد، ويحاول ان يقرّب من حوله من يريد لانجاح مهمته كرجل مرحلة، ولكن من دون اثارة صخب او تهييج عش دبابير او على الاقل الابتعاد عن مكان نوم العفريت حتى لايكون بحاجة الى بسم الله واعوذ بالله. بمعنى ان الرجل من الذكاء بمكان انه يطبخ على نار هادئة اذا ما صح التعبير! وهذا بطبيعة الحال لايتأتى للرجل الا من خلال استشارات واتصالات ومشاورات مع اكثر من طرف في الحكومة وخارجها. فمنذ ان طفت مشكلة النجف الى السطح بدأت اذرع وتيارات تلك الحكومة ومن يشاطر الدكتور اياد علاوي تطلعاته بابراز الهوية الحقيقية. فتصريحات وزير الداخلية وتوعد وتهديد وزير الدفاع حينها انما يزيلان الكثير من الضبابية حول خطة الحكومة واجنحتها من بعد. فمعارضة نائب رئيس الجمهورية الدكتور ابراهيم الجعفري ومن حوله لاستخدام منطق القوة لحل الازمات الداخلية انما قد وضع النقاط على الحروف في التكتلات التي تحدث داخل الحكومة العراقية. ففي الوقت الذي يرى الدكتور اياد علاوي في وزير الدولة قاسم داود شخصا مؤهلا لاستلام الملف الامني بدلا من الدكتور موفق الربيعي، فان باقي التيارات العراقية تنظر الى الامر من زاوية مختلفة تماما. ان عدم تصريح هذه التيارات علنا لمثل تلك التوجهات المريبة انما ينبع من حرص وطني خوفا من احداث تصدعات او شروخ في جدار الحكومة الحالية. ولو تعمقنا كثيرا نجد بشكل عام ان الاسلاميين غير راضين عما يقوم به الدكتور اياد علاوي ومن يحسب عليه في حل الازمات وهم بذلك انما ينطلقون من منطلقات شرعية ووطنية بالدرجة الاولى. ما يؤكد تلك الخلافات التكتيكية هو الاجتماعات السرية بين قيادات كل من حزب الدعوة وحركة الوفاق في لندن للوصول الى نتيجة مرضية للطرفين. اما ما يكمم افواه التيار الغير محسوب على حكومة الدكتور اياد علاوي هو الوعد باجراء الانتخابات في موعدها المقرر. ولو صدق ظن البعض في ارجاء الانتخابات عن موعدها فان رد الفعل من الضفة الاخرى سيكون مغايرا عما نراه الان 180 درجة.
اما بعض التيارات الفاعلة الاخرى القومية منها والليبرالية ففي ذلك سيان، وهي كمن يقف على التل حيث السلامة والطمأنينة في انتظار جمع الغنائم حينما تضع الحرب اوزارها، كفى الله العراق شرهم وشرها، وحفظه واهله من مؤامراتهم ودسائسهم واتصالاتهم السرية.
كاتب وسياسي عراقي - كندا