المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنبلاط :زرت سوريا بتنسيق مع السعودية وحزب الله لم يغتل الحريري وجريدة السياسة تكذب



فاطمي
04-14-2010, 10:46 AM
http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/3484/03AW32J_1404-1.jpg

جنبلاط مرتاح لعلاقته مع سوريا


بيروت: حسن المصطفى

استبعد النائب اللبناني وليد جنبلاط تورط عناصر من حزب الله، في عملية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، محذرا من التسريبات التي تنشرها الصحافة بخصوص شهادات البـعـض، لـدى المحـكـمـة الدوليـة الخاصة بعملية اغتيال الحريري. وأشار جنبلاط في حديث خاص لـ"الوطن"، إلى أن زيارته لسوريا تمت بتنسيق كامل مع "الأصدقاء في السعودية"، وبعلم مباشر من خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، معتبرا أنها تأتي في سياق المصالحة العربية التي ابتدأها الملك عبد الله، متمنيا أن تتوج بتقارب سوري مصري، وبمصالحة فلسطينية داخلية.
وفيما يخص موضوع سلاح حزب الله، دعا النائب وليد جنبلاط إلى "الاستفادة من ورقة المقاومة عربيا" كونها تشكل "عامل حماية".


--------------------------------------------------------------------------------

يبدو الزعيم اللبناني وليد جنبلاط مرتاحا إلى وضعه السياسي. سيد "المختارة" الذي استقبلنا في دارته بـ"كلمنصو"، لم تفارق الابتسامة محياه منذ بداية الحوار حتى انتهائه. ابتسامة لها دلالاتها العديدة، شخصيا، واجتماعيا، وسياسيا. فحامل تركة كمال جنبلاط، استطاع أن يرمم ما انهدم من جسور بينه وبين دمشق خلال الخمس سنوات الماضية، ليكون في حضرة الرئيس بشار الأسد، ويعود من هناك لا مهزوما ولا منتصرا، وإنما صديقا لدمشق، ورقما أساسيا في المعادلة الداخلية اللبنانية.

المكان يلفت انتباهك بهدوئه. رائحة القهوة العربية، صورة جمال عبد الناصر، الصحف والكتب المتناثرة هنا وهناك، تمثال "بوذا"، الأناقة في التراث مع البساطة، و"الجينز" الأزرق الذي بات رفيقا لأبي تيمور، يعجبه أن يرتديه في استقبالاته المتعددة، وكل ذلك وسط تراث كبير لـ"بني معروف"، و"المعلم" كمال جنبلاط.

على أرائك متناثرة، جلسنا برفقة مفوض الإعلام في الحزب الاشتراكي الصديق الأستاذ رامي الريس، سألت النائب جنبلاط، كم لدي من الوقت، ليجيبني، لديك ربع ساعة، أو نصف، أو حتى ثلاث ساعات إن شئت، اسأل ما بدا لك، وابتسم ضاحكا. ضحكات كانت تقطع الحوار بين فينة وأخرى، وأسئلة نثرناها على طاولة وليد جنبلاط، في لعبة "نرد" تناوب عليها الطرفان،

فكان الحوار التالي:

كيف كانت زيارتك للعاصمة السورية دمشق، هل كانت برأيك بداية مقنعة وجيدة؟.
كانت بداية مقنعة ومريحة وجيدة، وقرر الرئيس السوري بشار الأسد قفل ملف الماضي وفتح المستقبل بعلاقات إيجابية وجدية مع لبنان، وقال لي لقد تعلمت كثيرا من دروس الماضي، وقلت له نحن أيضا مررنا بظرف دقيق وصعب جدا، ولذا فلنفتح صفحة جديدة. وهذه العلاقات في النهاية وليدة التاريخ والجغرافيا، وتوجت بشكل واضح بميثاق "الطائف" الذي رعته آنذاك السعودية تتويجا للتضحيات السورية اللبنانية المشتركة، ويبقى علينا كلبنانيين أن نضع الأطر المناسبة، لنرى أين هي المصلحة اللبنانية سياسيا واقتصاديا، والمصلحة السورية كذلك. فلا مفر من بناء علاقات موضوعية مع سوريا. هنالك الشق الشخصي، وقد طوينا الصفحة. وهناك الشق المذهبي، حيث التواصل الطبيعي بين دروز لبنان وسوريا، ودائما عندما كان الوطنيون والعرب في لبنان في خطر، كانت سوريا تهب إلى المساعدة.

ما هي أهم نقاط بحثك مع الرئيس بشار الأسد؟.

تحدثت بكل شيء في المؤتمر الصحافي. والشق الشخصي ليس مجالا للحديث عنه، وكان الرئيس السوري ودودا في حديثي معه. وفي الشق السياسي يبقى على الحكومة اللبنانية أن تبحث موضوعاتها مع سوريا، وهذا يعود إلى الرئيس سعد الحريري.

زيارة العريضي لدمشق

الوزير غازي العريضي، ذهب إلى سوريا الأربعاء الماضي موفدا منك. إلى ماذا كانت تهدف زيارته؟.
بالاتفاق مع الرئيس بشار الأسد، وللاستمرار في العلاقة الشخصية والسياسية معه، قال لي أريد علاقة مباشرة معك، ورحبت أنا بالأمر، وسألني من تريد أن تختار، فقلت له غازي العريضي، حيث سبق وطرح اسم العريضي أن يكون ممهدا للزيارة قبل أن تأتي بظروفها الحالية، وهو اختار غازي، وحسناً فعل.

ما الموضوعات التي بحثها الوزير العريضي في هذه الزيارة؟.

بحث العلاقات السياسية، كما عدنا للتواصل مع اللواء محمد ناصيف، الذي عينه الرئيس الأسد ليكون صلة الوصل معي ومع الحزب الاشتراكي، كما دخلنا على المواضيع الشخصية، حيث ذهب العريضي مع زوجتي وزارا العماد حكمت الشهابي، الصديق القديم الذي كان رئيس أركان الجيش العربي السوري. عندما تزول أسباب الخلاف، فإنك تدخل إلى سوريا كما تدخل إلى بلادك.
هل كان صديقك العماد الشهابي أحد الوسطاء في مد الجسور بينك وبين الرئيس الأسد؟.
العماد الشهابي في أوج التوتر بيني وبين القيادة السورية كان دائما الناصح والأخ الكبير، وكان ينصحني دائما بألا أذهب إلى بعيد وألا أتوتر. وكان العماد الشهابي دائما يقول أنا ابن هذا النظام السوري ولن أخون هذا النظام. آنذاك، صحيح لم أسمع له كثيرا، لأن الجو كان هنا متوترا، وأعتقد أنه في مكان ما، ربما لعب العماد الشهابي دورا، لكن في النهاية الدور الرسمي كان للسيد حسن نصر الله، مع أصدقاء آخرين كالرئيس نبيه بري.

علاقة لبنان وسوريا
رغم أ ن زيارتك لسوريا جاءت بعد زيارة الرئيس سعد الحريري، إلا أن البعض يرى أنك قطعت أشواطا في علاقتك لم يقطعها الحريري بعد؟.

لست هنا لأتحدث عن غيري، وعلى الرئيس الحريري أن يتحدث عن نفسه. في النهاية، فإنني أسير في الخط الطبيعي السياسي الذي سرنا فيه في 1958 و1982 عندما واجهنا الاجتياح الإسرائيلي، وهذا أمر طبيعي.

الدكتور سمير جعجع وفي حواره مع "الوطن" انتقد زيارة المسؤولين اللبنانيين لسوريا بـ"المفرق"، وطالب بعلاقات من حكومة إلى حكومة؟.
هنالك علاقات من حكومة إلى حكومة، وهو له رأيه الشخصي، ولي أيضا رأيي وحيثيتي الشخصية، ولا تستطيع في النهاية أن تعود وتبني ثقة معينة بينك وبين سوريا إلا من خلال طي ملف الماضي الشخصي والسياسي.

زيارتك هذه، هل أعادت التواصل بين دروز لبنان وسوريا إلى طبيعته الأولى؟.
القضية ليست قضية تواصل بين دروز لبنان ودروز سوريا، حيث هنالك التواصل الطبيعي قائم. وسوريا احتضنت دائما العروبيين في لبنان ومنهم الدروز في أيام الأزمات. لا أريد أن أدخل في الخصائص السورية، لكنني أستطيع القول إن نظامهم نظام علماني وليس طائفيا. وبالمناسبة، وفي مكان ما، كان الملك عبد الله بن عبد العزيز حريصا حتى في أوج الأزمات على أن تعود العلاقة ما بين لبنان وسوريا إلى طبيعتها.

العلاقة مع السعودية

بمناسبة ذكرك للملك عبد الله بن عبد العزيز، هل علاقتك مع سوريا اليوم، ستكون على حساب علاقتك مع المملكة؟.
أبدا، وهي أتت في سياقها الطبيعي عندما زار الملك عبد الله دمشق بعد انقطاع طويل، فتح الطريق العريض. أما الخصوصيات اللبنانية السورية فلن ندخل المملكة العربية السعودية فيها. لكن في النهاية، السعودية هي التي أرست اتفاق الطائف مع سوريا. وهنا أؤكد أنني كنت دائما على تنسيق دائم مع الأصدقاء في السعودية، مع الملك ومع المسؤولين الذين يتابعون الملف اللبناني.
لكن البعض قد يرى أنكم استعجلتم في قراءة الإشارات التي أطلقتها المملكة في الموضوع السوري؟.

لم أسمع بهذا التأويل من الأصدقاء في السعودية.

المقاومة
علاقاتك الجيدة مع سوريا، هل هي بهدف تأمين شبكة حماية داخلية للمقاومة كما يرى البعض؟.
المقاومة عامل حماية ليس فقط للبنان، بل للبنان والعالمين العربي والإسلامي. طبعا هنالك خلافات في العالمين العربي والإسلامي حول العلاقة مع إيران، وربما من المفيد في يوم ما، فتح علاقات جديدة مع إيران، كما طرح السيد عمرو موسى في القمة العربية. فهناك عوامل كبرى تساعد القضايا العربية، ومنها إيران الجمهورية الإسلامية، وتركيا، ولابد أن تكون هنالك علاقات مع هاتين الدولتين الكبيرتين. أما موضوع سلاح المقاومة فيبحث بشكل هادئ في الإستراتيجية الدفاعية، وهذا معناه أنه في الوقت المناسب اللبناني والإقليمي، ووفق قرار حزب الله يجري الاستيعاب التدريجي للمنظومة العسكرية للحزب. وإلى أن يأتي هذا الوقت المناسب، علينا أن نستفيد من القدرات العسكرية للمقاومة في الدفاع عن لبنان، وصولا إلى تحرير مزارع شبعا. وفي نفس الوقت عندما نرى الأفق المسدود في فلسطين، والتهويد المستمر في القدس، والقرارات الأخيرة بتجريد عشرات آلاف الفلسطينيين من هوياتهم وطردهم من الضفة الغربية، فلماذا لا نستفيد من هذه الورقة السياسية والعسكرية بدلا من التشهير بها.

لكن، كيف يمكن الاستفادة من ورقة المقاومة وهي موضوع انقسام لبناني داخلي، وحتى عربي؟.
بين اللبنانيين أنفسهم، كانت ورقة انقسام في أوج الانقسام اللبناني، وستبقى على ما يبدو، لكن المهم هو العالم العربي. نعم، هنالك خلاف عربي إيراني، وهنا تأتي أهمية تذليل هذه الخلافات، وأن تكون هنالك طاولة حوار بين العرب والإيرانيين حول حدود مصالح الطرفين كي لا تتعارض. اليوم هنالك تفسيرات مختلفة تدخل، تجعلنا نتناقض والجمهورية الإسلامية، ولا بد من حوار إيجابي وبناء معها حول أمن الخليج، والعراق، واليمن، ولبنان.

العلاقة مع إيران
بالنسبة لك، هل تشكل إيران مصدر قلق؟.

لا، لا تشكل لي إيران أي مصدر قلق. إلا أنها قد تشكل لي مصدر قلق عندما تتعارض مع المصالح العربية، وخاصة مع - إن صح التعبير- المحور السعودي السوري. لكن إذا كان هذا المحور السعودي السوري يتكامل مع الجهد الإيراني، لم لا.

كيف هي علاقتك الآن مع الإيرانيين؟.

ليست هنالك من علاقة مع إيران، لا سلبية ولا إيجابية.

وهل ستزور طهران إذا ما وجهت لك دعوة رسمية بذلك؟.

إذا ما وجهت لي دعوة لزيارة طهران، سأستشير صديقا وأخا كبيرا، وهو الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان صديق آل جنبلاط منذ السبعينات، وكان الأخ الكبير في كل اللحظات، ويعتبر أن "بني معروف" من العشائر العربية التي يرعاها. وأصول اللياقة، وأصول الأدب السياسي والشخصي، تحتم أن أستشير الملك عبد الله بن عبد العزيز.

اتفاق الدوحة
هل ترى أن مفاعيل اتفاق الدوحة ما زالت قائمة؟.

طبعا، هي ما زالت قائمة ونحن نمشي على أساسها من خلال طاولة الحوار.
لكن ألا تخشى أن يتحول اتفاق الدوحة إلى عرف سياسي يكرس يوما بعد آخر؟.
ليس هنالك أي حل آخر إلا من خلال هذا الأمر. فلنشاهد الدول من حولنا. هذه هي الفوضى في العراق، والسودان يتخبط! من الأفضل أن نجلس معا ونتناقش بهدوء، حتى لو أخذ ذلك بعضا من الوقت.

الحوار الوطني

بمناسبة طاولة الحوار، والتي تعقد الخميس، كنت طرحت دعوى لسحب موضوع سلاح حزب الله من التداول. هل هي حركة استباقية لما سيطرح على الطاولة؟.
كلمة سلاح ربما تجعل هنالك خلافا سياسيا. فلنتفق على الخط العريض وهو الإستراتيجية الدفاعية، والتي قد تتم عبر الاستيعاب التدريجي، أو التنسيق بين الدولة والحزب. هنالك عدة أطر، ويجب أن نطرحها ونصغي إليها.

ما رؤيتكم للإستراتيجية الدفاعية؟.

سبق وتقدمنا بمشروع للإستراتيجية الدفاعية ينص على استيعاب سلاح حزب الله في يوم ما. والقرار لا يعود إلينا فقط، وإنما يعود كذلك للحزب بظروفه الأمنية والسياسية والإقليمية، ولذا فنحن لا نستطيع أن نحرق المراحل.

هل أنت مطمئن إلى أن هذا السلاح لن يتوجه للداخل كما حدث في 7 أيار؟.
إنني مطمئن إلى هذا الأمر. ولذا تكمن أهمية التنسيق مع حزب الله، وأهمية طاولة الحوار. وفيما مضى مرت غيوم سوداء كثيرة، نتيجة التأزم الحاصل وغياب الاتصال الداخلي، ونتيجة ظروف عديدة منها المحكمة الدولية، والتدخل الأمريكي، وجاء اتفاق الدوحة إنقاذا للبنان من الحرب المذهبية.

لقاء نصر الله

ما طبيعة لقائك الأخير مع السيد حسن نصر الله؟.

تحدثنا بالتحديد عن موضوع واحد، وهو الاتفاق الأمني الذي جرى بين الأمن الداخلي اللبناني والولايات المتحدة، وهو جرى أيام الحكومة السابقة، قبل الرئيس سعد الحريري، ولا بد أن يعاد النظر في هذا الاتفاق.

ما نظرتك لهذا الاتفاق؟.

هنالك شوائب. ولا نستطيع أن نقبل بالتدخل التفصيلي في شأن سيادي لبناني، سواء من أمريكا أو غيرها. يعطوننا تجهيزا وتدريبا للأمن الداخلي أو للجيش، لا بأس بذلك، لكننا نرفض التدخل في التفاصيل الداخلية، خاصة أنه في بعض البنود يريدون صورا من الهويات وجوازات السفر، ولا أدري لماذا! خصوصا أنها قد تقع في أيدي الإسرائيليين، وربما لاحقا تأتينا فرق المستعربة والقتلة الإسرائيليين بجوازات سفر لبنانية وتقوم بعمليات اغتيال.

الشبكات الإسرائيلية

إلى أي مدى لبنان منكشف لشبكات التجسس الإسرائيلية؟.

لبنان مكشوف، وهذا يعيدنا لضرورة توحد الأجهزة الأمنية اللبنانية. دول كبرى سقطت في الإرهاب. أمريكا مثلا سقطت في الإرهاب في 11 سبتمبر، رغم أنها تملك بين 12 و13 جهازا استخباراتيا، وقرروا أن تكون هنالك صيغة للتنسيق بين الأجهزة، وفي لبنان ليس هنالك من صيغة، رغم أننا نملك جهازين "فرع أمن المعلومات"، و"الأمن العسكري"، ولا بد من توحيدهما أو أن يكون لهما ارتباط مركزي بهيئة معينة.

العلاقة مع أمريكا

كيف علاقاتك مع أصدقائك في الولايات المتحدة الأمريكية؟.

علاقتي على المستوى الشخصي مع بعض المسؤولين الأمريكيين، مع السفيرة هنا، ومع غيرها في الإدارة الجديدة لا بأس بها. لكن في النهاية وصلت أمريكا إلى الأفق المسدود بعد خطاب باراك أوباما في القاهرة. ولا أدري إن كان سيستطيع الرئيس الأمريكي أن يخرج الإدارة من هذا المأزق بعد أن تحداه نتنياهو، وحتى هذه اللحظة تفوق عليه.

عملية السلام

إلى أي درجة ترى أن الخلاف جدي بين نتنياهو وأوباما؟.

الموضوع ليس شخصيا، وعندما تقوم الولايات المتحدة والغرب بعقوبات اقتصادية، بوقف تصدير السلاح وقطع الغيار، وبتجميد المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل، حينها يمكن أن نخرج بانطباع بأن أمريكا جادة في الوصول إلى حل فلسطيني إسرائيلي.

هل من الممكن الاستفادة من هذا الخلاف في إعادة تنشيط مبادرة السلام العربية؟.
مبادرة السلام العربية مبنية على موازين قوى. الأمور عادت إلى مجاريها بين السعودية وسوريا وهذا أمر مفيد، وتبقى سوريا ومصر، لأنها الدولة الأم الكبرى العربية، وحتى الآن هذا الأمر لم يحصل. ثم يبقى السؤال عن قوة العرب داخل الولايات المتحدة، وأين هو اللوبي العربي داخل أمريكا.
في حوار سابق مع "الوطن" طرح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله، فكرة سحب المبادرة العربية، هل أنت مع هذا الطرح؟.

لا أبدا. هنالك مبادرة مبنية على القرارات الدولية، وهي ليست اختراعا من العدم، وترتكز على القرار 242، وعلى مبدأ الأرض مقابل السلام، وعلى القدس، وخطوط 4 حزيران 1967، وحق العودة، لذا نحن لا نستطيع أن ندخل في المجهول.

هل هنالك من أفق للسلام مع وجود حكومة إسرائيلية يمينية برئاسة نتنياهو؟.
أنا كنت دائما من الذين يقولون إنه لا فرق بين اليمين واليسار. وبما أن ما تبقى مما كان يسمى يسارا إسرائيليا تبخر، وكذلك حزب السلام في إسرائيل قد أجهض. فإن ما تبقى هو يمين متطرف وآخر معتدل، وكلهم لهم ذات الطبيعة، ولذا لا أرى في الوقت الحاضر أي أفق لانفراج إسرائيلي فلسطيني على الأرض.

الوضع الفلسطيني
أبديت في موقفك الأسبوعي لصحيفة "الأنباء" اللبنانية، تمنيا بعدم إطلاق الصواريخ من غزة، ما سبب ذلك؟.

هذا كان أيضا تمني حركة "حماس". في حال الدفاع عن النفس، فمن حق أهل غزة الدفاع عن أنفسهم، لكن إعطاء إسرائيل ذريعة قد يكون غير مفيد.
هل ترى إمكانية لانطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة؟.

كيف، والوضع الفلسطيني مقسوم! كيف وما زلنا نظن أنه من خلال المفاوضات وبموازين قوى ليست في صالحنا نستطيع أن نصل إلى شيء ما! على الأقل فليلتزم الفرقاء الفلسطينيون بما تعهدوا به في مكة.

ألم تطرح موضوع الانقسام الفلسطيني على وفد حركة "حماس" الذي زارك قبل أيام؟.
للأسف ما زال هذا الانقسام الفلسطيني كبيرا جدا، ونرى هذا الانقسام ينعكس حتى على الساحة اللبنانية؟.

قبل أيام تفجر الوضع على الحدود اللبنانية السورية بين مجموعتين تابعتين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، هل يخيفكم هذا الوضع؟.
هذا من الأمور التي يجب أن تطرح بين الرئيس الحريري والحكومة السورية، لأننا اتفقنا على طاولة الحوار أن هذا السلاح الذي خارج المخيمات لا يخدم القضية الفلسطينية. لكن بنفس الوقت يجب أن يطرح الوجود الفلسطيني في لبنان، ورفع الظلم عن الفلسطينيين وإتاحة حق العمل لهم.

المقاومة في فلسطين والعراق
هل ترى أن مشروعية السلاح الفلسطيني ما تزال قائمة في فلسطين؟.

كل احتلال لا بد أن يواجه بشتى الطرق، وأنا هنا أخالف نظرية السلطة الفلسطينية، حيث لا يمكن أن تواجه الاحتلال بالتفاوض في ظل اختلال موازين القوى. انظر إلى ما جرى في جنوب إفريقيا، لو لم يتخذ الغرب عقوبات في مواجهة النظام العنصري، لما تحرر السود، ولما وصلوا لتسوية تاريخية.
هل هذا ينسحب على العراق، ويدفعك لتأييد مواجهة الاحتلال الأمريكي للعراق بالسلاح أيضا؟.
كل احتلال لا بد أن يواجه بالسلاح، لكن ما يجري في العراق اليوم ليس مقاومة. لأن ما يتم من عمليات على حساب الوحدة الوطنية العراقية، وعندما تقتل النساء والأطفال والشيوخ، فذلك ليس بالمقاومة.

هل يخيفك تعميم النموذج العراقي على المنطقة؟.
طبعا يخيفني، والأمور مرتبطة ببعضها البعض. الوطن العربي آنذاك كان في انقسام، وكان لابد من إزالة صدام حسين منذ عقود، لكن رضي العرب بصدام حسين ورضينا به، ووصلنا معه إلى تفتيت العراق.

بوجهة نظركم، كيف يمكن تعميم هذا المشروع؟.
المشروع يطل علينا اليوم من خلال الشرخ الإسلامي بين الشيعة والسنة، وهو أخطر بكثير من موضوع لبناني بين بعض المسلمين وبعض المسيحيين، وهنا تطل علينا بعض النظريات من بعض الدوائر الأمريكية، ومنهم دينس روس، الذي يقول إن القضية المركزية للعرب هي ليست فلسطين! والقضية قسم منها في فلسطين والعراق وأفغانستان. حيث إن بعض الدوائر الإسرائيلية تريد تفتيت العالم العربي، وكذلك بعض كبار المتصهينين في إدارة الرئيس السابق جورج بوش.

المحافظون الجدد
برأيك هل ما زال "المحافظون الجدد" على قوتهم؟.

المشكلة في السياسة الأمريكية أنهم يأخذون الجانب العملي. اليوم الرئيس أوباما، إرث الرئيس بوش هائل، وربما يوجد من هم في الإدارة الأمريكية من يقولون ليبقى العراق مفتتا! خذ السودان، حيث مأساة الديموقراطية هناك، والسؤال من أوصل السودان لهذا الأفق المسدود!
هل الرئيس أوباما مؤمن بما أشرت إليه، أم هو مجبر على ذلك؟.

أنا أشيد بكلامه في القاهرة، لكن يبدو أن أدوات التنفيذ صعبة.
كانت تربطك سابقا علاقات ببعض الشخصيات في المحافظين الجدد، كيف هي الآن؟.
لا لم تربطني أية علاقة. وكانت تربطني علاقة بالسفير الأمريكي السابق في لبنان جيفري فلتمان، وما أزال أتصل به من وقت لآخر. وهو كان من الديموقراطيين، ومن المرحبين بالسياسة الأمريكية الجديدة. وفي آخر لقاء في لندن، كان محبطا لحد ما، بسبب الهجمة لليمين الأبيض، وما يشيعونه في حفلات الشاي ضد الرئيس الأمريكي أوباما، لأنهم يعتبرونه "أسود" ومن أصل مسلم. وقد زرت رامسفيلد، وسواه في السابق، وهذا من باب الأدب السياسي.

المحكمة الدولية

ما موقفك من بعض التسريبات التي تشير لاتهام بعض عناصر حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري؟.

لا لتسييس المحكمة. وإذا دخلنا في تسييس المحكمة، نكون قد انجررنا إلى الفتنة.
أنت حذرت من قبل من لعبة الأمم، ألا تراها تطل برأسها من جديد؟.
هي لم تتوقف. تتراجع، تنكفئ في مراحل معينة، ثم تعود لتطل، إنما المصلحة الوطنية والوحدة الإسلامية أهم من كل شيء.

ألا ترى أن ما سبق وطرح في "دير شبيجل" الألمانية من اتهام لحزب الله، أعيد وطرح بطريقة أخرى؟.
نعم يعاد الطرح بطريقة أخرى، لكن هنا تبقى المسؤولية علينا كمسئولين في لبنان، وبالتحديد على الشيخ سعد الحريري مع الجميع، إذا كان يريد أن نساعده فنحن على استعداد، وسبق أن طرحت الشعار، وهو العدالة والاستقرار.

حزب الله واغتيال الحريري

من خبرتك السياسية، هل تعتقد أن حزب الله قد يتورط في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟.
لا أبدا، وهذا أمر أكبر بكثير، لأنه يعيدنا إلى الأساس، الذي هو الشرق الأوسط الجديد، وما يهدف من تمزيق للشرق الأوسط، وقد ابتدأ في العراق، والسودان على الطريق، وماذا بعد، وتعلم أن الأرض خصبة مع الأسف الشديد.

نشرت صحيفة "السياسة" الكويتية، حوارا مع محمد زهير الصديق، أشار فيه إلى معلومات تفيد عن تورط بعض عناصر حزب الله في اغتيال الحريري، ما رأيك في هذه المعلومات؟.

هذا أمر حساس جدا، وكيف لهذه الصحيفة أن تكشف شهادات للمحكمة الدولية. لست أفهم كيف هذه المحكمة تسرب بعض الأخبار إلى الخارج، هذا أمر مرفوض، وهو يعيدنا إلى "دير شبيجل".