زهير
04-07-2010, 11:47 PM
لو أن القدر أمهل هنري إدوارد روبرتس بضعة أيام، لسنحت له الفرصة، مثل الملايين من الأميركيين الفضوليين، للاطلاع شخصياً على أحدث اختراع يخرج من وادي السيليكون، وهو جهاز «آبل آيباد»، الكمبيوتر اللوحي الذي دخل الأسواق صباح أمس. لكنه توفي يوم الخميس الماضي في جورجيا، بعد معاناة طويلة مع الالتهاب الرئوي، وذلك عن عمرٍ ناهز الـ68.
بالنسبة لمن لا يعرفه، يُعتبر روبرتس أبا الكمبيوتر الشخصي الحديث، أي إنه مؤسس هذه الصناعة التي جاءت لتضيء حياتنا وتبسِّطها -مع أن البعض يقول إنها عقَّدتها- بشكل أو بآخر. وبالرغم من أن اسمه لم يكن متداولاً أو معروفاً، فإن خبرته في عالم الكمبيوتر كانت تفوق خبرة حتى الشخصيات الأسطورية الأخرى التي سيطرت على هذه الصناعة، مثل بيل غيتس وبول آلن. ويقول البعض إنه لولا روبرتس، لما رأت الشركة التي أسسها هذان الشخصان، أي «مايكروسوفت»، النور، أو على الأقل لما وصلت إلى ما وصلت إليه.
في العام 1975 قرأ غيتس وآلن في مجلة «ببيولار إلكترونكس» مقالاً عن جهاز «ألتير 8800» الجديد الذي اخترعه روبرتس، مدير شركة «إم آي تي إس» للإلكترونيات. كان الجهاز عبارة عن صندوق أدوات صغير لتمكين هواة الإلكترونيات من بناء جهاز كمبيوتر بسيط جداً. بما أن غيتس وآلن كانا من هواة الإلكترونيات، فقد قررا تصميم برنامج قادر على جعل هذا الجهاز يقوم بشيء مفيد، ثم عرضا الأمر على روبرتس.
روبرتس، الذي كان في ذلك الوقت يبذل كل ما في وسعه للتخلص من الديون التي كانت الشركة ترزح تحتها، لم يكن يستطيع رفض هذا العرض. بعد ذلك انتقل الشابان، غيتس وآلن، إلى مقر الشركة في ألبوكيرك، حيث صمما برنامجاً أسمياه «ألتير- بيزيك». وبعد وفاة روبرتس، أصدر غيتس وآلن بياناً مشتركاً قالا فيه: «لقد كان ذلك اليوم الذي نجح فيه برنامجنا بالعمل على جهاز ألتير، إيذاناً بالكثير من الأشياء العظيمة. لن ننسى ذكريات الأيام الجميلة التي أمضيناها في ألبوكيرك، وخاصةً في ذلك المكتب التابع لشركة «إم آي تي إس» والواقع على الطريق 66، والذي شهد كثيرا من الأشياء الرائعة، التي لم يكن أيٌّ منا يتخيل حدوثها في ذلك الوقت».
يُذكر أن غيتس وصف كمبيوتر ألتير في السابق بأنه «كان عديم الفائدة في أيامه الأولى، وأن الناس كانوا يشترونه لأنهم كانوا يرون أنه من الرائع أن يتمكن الإنسان من بناء كمبيوتر خاص به».
قبل اختراع جهاز ألتير، كانت أجهزة الكمبيوتر بالنسبة إلى معظم الناس عبارة عن أنظمة ضخمة وغامضة تصدر أصواتاً، وهي موجودة فقط في أروقة الجامعات، لذلك فإن فكرة أن تجد تلك الأجهزة طريقها إلى منازلنا لم تكن واردة على الإطلاق.
إعداد - مالك عسّاف
عن صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية
تاريخ النشر : 2010-04-07
بالنسبة لمن لا يعرفه، يُعتبر روبرتس أبا الكمبيوتر الشخصي الحديث، أي إنه مؤسس هذه الصناعة التي جاءت لتضيء حياتنا وتبسِّطها -مع أن البعض يقول إنها عقَّدتها- بشكل أو بآخر. وبالرغم من أن اسمه لم يكن متداولاً أو معروفاً، فإن خبرته في عالم الكمبيوتر كانت تفوق خبرة حتى الشخصيات الأسطورية الأخرى التي سيطرت على هذه الصناعة، مثل بيل غيتس وبول آلن. ويقول البعض إنه لولا روبرتس، لما رأت الشركة التي أسسها هذان الشخصان، أي «مايكروسوفت»، النور، أو على الأقل لما وصلت إلى ما وصلت إليه.
في العام 1975 قرأ غيتس وآلن في مجلة «ببيولار إلكترونكس» مقالاً عن جهاز «ألتير 8800» الجديد الذي اخترعه روبرتس، مدير شركة «إم آي تي إس» للإلكترونيات. كان الجهاز عبارة عن صندوق أدوات صغير لتمكين هواة الإلكترونيات من بناء جهاز كمبيوتر بسيط جداً. بما أن غيتس وآلن كانا من هواة الإلكترونيات، فقد قررا تصميم برنامج قادر على جعل هذا الجهاز يقوم بشيء مفيد، ثم عرضا الأمر على روبرتس.
روبرتس، الذي كان في ذلك الوقت يبذل كل ما في وسعه للتخلص من الديون التي كانت الشركة ترزح تحتها، لم يكن يستطيع رفض هذا العرض. بعد ذلك انتقل الشابان، غيتس وآلن، إلى مقر الشركة في ألبوكيرك، حيث صمما برنامجاً أسمياه «ألتير- بيزيك». وبعد وفاة روبرتس، أصدر غيتس وآلن بياناً مشتركاً قالا فيه: «لقد كان ذلك اليوم الذي نجح فيه برنامجنا بالعمل على جهاز ألتير، إيذاناً بالكثير من الأشياء العظيمة. لن ننسى ذكريات الأيام الجميلة التي أمضيناها في ألبوكيرك، وخاصةً في ذلك المكتب التابع لشركة «إم آي تي إس» والواقع على الطريق 66، والذي شهد كثيرا من الأشياء الرائعة، التي لم يكن أيٌّ منا يتخيل حدوثها في ذلك الوقت».
يُذكر أن غيتس وصف كمبيوتر ألتير في السابق بأنه «كان عديم الفائدة في أيامه الأولى، وأن الناس كانوا يشترونه لأنهم كانوا يرون أنه من الرائع أن يتمكن الإنسان من بناء كمبيوتر خاص به».
قبل اختراع جهاز ألتير، كانت أجهزة الكمبيوتر بالنسبة إلى معظم الناس عبارة عن أنظمة ضخمة وغامضة تصدر أصواتاً، وهي موجودة فقط في أروقة الجامعات، لذلك فإن فكرة أن تجد تلك الأجهزة طريقها إلى منازلنا لم تكن واردة على الإطلاق.
إعداد - مالك عسّاف
عن صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية
تاريخ النشر : 2010-04-07