المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل فشل المالكي؟؟ أم أفشلوه؟؟



السيد مهدي
04-06-2010, 12:32 AM
هل فشل المالكي؟؟ أم أفشلوه؟؟

كل متعقل واعي يعرف، بإن أصعب مهمة في الحياة، أن تسوس الناس وترضيهم. لذلك جاء في الحديث النبوي الشريف:

رأس العقل بعد الإيمان بالله، مدارات الناس.

وأيضاتقول الحكمة:

رضى الناس غاية لاتدرك.

وديمقراطية ناشئة، في بلد مثل العراق، الخارج من أعتى نظام شمولي دموي قمعي، تربع عليه ولعشرات السنين، مجنون مثل المقبورصدام. والذي لم يترك وسيلة غيرأخلاقية وغيرإنسانية إلا وأتبعها، في سبيل تحطيم الشخصية العراقية وإستعبادها.

شئ جداطبيعي، أن تفشل مثل هكذا ديمقراطية، في إختيارالرجل الأصلح لقيادة البلد، وجعله يسيرعلى الطريق الصحيحة.

رئيس الوزراء المالكي، لم يفشل، لكنهم أفشلوه.

ولاأقول ذلك تعصبا لتوجه وفكرجمعني به، منذأن كنت شابايافعامتحمسالكل ماهوديني إسلامي. بل لأن الواقع العراقي، من يعبرعن ذلك خيرتعبير، وفي ظروف تحيط بالعراق وأهل العراق، قل نظيرها في كل العالم.

نعم هكذا تبدأ الحكاية، ومن جامع الترك في كربلاء، في أواخرالخمسينات، وأوائل الستينات من القرن الماضي، حيث كان المرحوم الحاج صالح الأديب، يحاضرلناشباب الدعوة. ثم في مكتبة الإمام الحسين(ع) والجمعية الخيرية الإسلامية في كربلاء.

نعم كان الشباب عطشى لأفكاررائدالحركة الإسلامية في العراق، المفكرالعظيم السيد محمد باقرالصدر(طيب الله ثراه) إضافة إلى الحث على مطالعة أفكارالحركات الإسلامية الأخرى، مثل حركة الإخوان المسلمين في مصر، وفدائيان إسلام في إيران وحزب ماشومي الأندونوسي، والجماعة الإسلامية في الباكستان، وغيروغير.

يعني كنامنفتحين إسلاميا، وأبعد مانكون عن الطائفية والتمذهب. بل وصل الأمرإلى قراءة حتى كتب السلفيين والوهابيين، أتذكركان عندأحدأصدقاءنا كتاب نتداوله بالتناوب وإسمه(لايافتاة الحجاز لأحمد باشميل).

ففكرالدعوة كان إسلامياصرفا، يستوعب كل المدارس الإسلامية، ولايقتصرعلى فكرمدرسةأهل البيت. ولعل هذاكان السبب في القطيعة التي حصلت بين الدعاة في كربلاء، وسماحة المرجع الراحل آية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي. والذي كان يحضى بإحترام وإجلال كل المجتمع الكربلائي، في تلك الأيام.

الفكرالإسلامي المنفتح،هوالقمين بالقيادة والريادة في كل البلاد الإسلامية. لكونه فكرامنصفا لا يجحف فكرالآخرين. بل يقبله بإريحية وكرم، ويحاول التفاعل معه، لنشرفكرالإسلام المطعم بشتى الأفكارووجهات النظر،للوصول إلى الغاية النهائية المتمثلة في إيجاددولة العدل الإلهي.

نعم هذه هي خلفية المالكي، الذي حاول بتزعمه لإئتلاف دولة القانون، أن يجمع العراقيين على إختلاف مشاربهم، في تجمع عراقي يسيربالبلد نحوالنجاح والإستقرار.

الرجل عراقي صميم وشجاع، لكن بطانته العلم عندالله، ومن هم قريبين من الحدث في الداخل.
كان المتوقع أن يفوزالرجل فوزاساحقا، وخاصة بعد أن نجح في فرض الأمن، والحفاظ على البلد من فوضى التمزق والحرب الطائفية.

لكنهم أفشلوه!!!!!!!!!!!!!

نعم أفشلوه،لكنه ليس بالفشل الذريع، إن صحت الطعون التي وجهت لنزاهة الإنتخابات الأخيرة.
وحتى لوكان قد تقدم على علاوي بمقعدأومقعدين، لجاء نجاحه باهتا، مثيراكثيرامن التساؤلات!! فكيف وقد تقدم عليه علاوي بمقعدين؟؟؟؟؟؟؟؟

والذين أفشلواالمالكي كثيرون، لكن أقساهم على الذهنية العراقية الواعية ،هم بقية السياسيين من شيعة العراق، والذين ركبتهم الأهواء للتسابق على الكراسي والمناصب.

وقديعترض بعض الشيعة، ممن لايتفقون مع توجه المالكي، بالإنفتاح على باقي مكونات الشعب العراقي، في دعوة المصالحة، أوتشجيع عمل الصحوات، أومغازلة البعثيين ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب العراقي البرئ و.....و..الخ.

لكن هؤلاء المعترضون، هل ناقشواخططهم في كيفية الإنفتاح على بقية الشعب العراقي ، من غيرالشيعة؟؟

العراق نعم فيه غالبية شيعية، لكن فيه أيضا مايقارب ال40% من المكون السني وباقي الديانات. وهؤلاء يجب أن يحسب لهم حساب، وفي مجال حقوق المواطنة، لافرق بين مسلم وغيرمسلم.

نعم لقدكسب المالكي، أصوات وثقة عددالابئس به من أصوات بعض الشخصيات السنية المتعقلة، وكونواجزءا مهمامن إئتلافه القانوني. لكن الأنصراف للجهد الكبيرالذي خصص للسيطرة على الأمن، والذي أخرتحسن الخدمات من ماء وبنى تحتية وكهرباء، عمق من وطأة المعاناة على المواطن العادي، ليحمل الحكومة كل شئ.

وهذاماتسبب بعزوف العديد من الشيعة للتوجه إلى صناديق الأنتخابات. في حين تحمست الغالبية من أهل السنة،على المشاركة الواسعة الفاعلة، تعويضاعمافاتهم في الأنتخابات السابقة، حينما قاطعوها.

السيد المالكي غيرطائفي، وعراقي صميم، ويحب بلده ويريده خدمته، بمايحقق لكل أطياف الشعب حقوقها.

لكن غالبية أهل السنة في العراق لاتزال تفكربعقلية طائفية، وأيضاهناك الكثيرمن الشيعة ممن لايزالون متشبثين بالفكر الطائفي، والجهتين تحاول الأيقاع بالجهة الأخرى.

وكل ذلك ناتج من كون الديمقراطية لاتزال ناشئة في العراق.فلحد ألآن لم تصل درجة الوعي عند العراقي الذي يعيش في الموصل، أوالعراقي الذي يعيش في البصرة. ليعرفاويفهمابإن هناك من السياسيين، ممن هوأكثرإخلاصاللبلد وأكثركفاءة من غيره الذي يعيش بينهم وجنبهم.

يعني لاتزال هناك عندالكثيرمن الشيعة فكرة، هذاشيعي أنتخبه!!! وذاك سني لاأنتخبه!!! ونفس الشئ يقال عن كثيرمن أهل السنة. وعندماتأتي للواقع فستجد مثلا بإن الأكفأوالأجدرموجود في الطائفة اليزيدية أوالصابئة.

فمثل هكذا مفارقات، وتعصبات تنخربكيان البلد، وبكل أسف لاتزال موجودة عندنا. لذلك فشلت حكومة المالكي، في الحصول على الأصوات الكثيرة التي توقعنالهاأن تكتسح الساحة العراقية، ليواصل الرجل مابدأه خلال توليه رئاسة الوزارة.

اللهم أحفظ العراق وأهل العراق، ومن عليهم بالوعي الكافي والوافي لخدمة العراق، وتقدمه في كل المجالات والميادين.

فاطمي
04-06-2010, 12:48 AM
ليس نهاية الحياة

قد يتمكن من الفوز في الانتخابات المقبلة