سلسبيل
03-31-2010, 02:52 PM
رضوى جمال (المصريون) 30مارس2010
http://watan.com/plugins/content/imagesresizecache/dd8d7bc57af9b945cbe5ecee89014b83.jpeg
قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن مصر تمر بحالة من "الفوران السياسي" لم تشهدها منذ عقود في ظل التطورات الأخيرة، متمثلة بمرض الرئيس حسني مبارك واحتمال انتهاء رئاسته بمواكبة وصول منافس وصفته بـ "الخطير" مثل الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وذهبت الصحيفة في تقريرها الذي جاء تحت عنوان "مصر بعد مبارك" إلى التوقع بأن تكون الانتخابات الرئاسية المقررة العام القادم هي أول منافسة حقيقية على الرئاسة بين مرشحين متساويين، وهو ما سيؤدي إلى انفراجة نحو ديموقراطية حقيقية، ويمثل فرصة مصر لاستعادة جزء من مكانتها بالعالم العربي.
وربطت الصحيفة بين التراجع "المهين" الذي شهدته مصر على مختلف المستويات بوصول الرئيس مبارك إلى السلطة قبل نحو 30 عامًا، قائلة إنه منذ اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، شهدت مصر انحدارًا مهينًا في نفوذها في السياسة والإعلام والمنح في الدراسة العربية، وحتى قيمة مسلسلاتها في البيوت العربية حلت محلها الآن المسلسلات السورية والتركية.
واعتبرت أن البرادعي الذي أبدى رغبته في الترشح لانتخابات الرئاسة يمثل أفضل أمل لمصر منذ وقت طويل من أجل تنشيط نظامها السياسي "الهشّ" الذي يسيطر عليه منذ أكثر من نصف قرن العسكريون والأجهزة الأمنية، وأضافت أن الرجل الحائز على جائزة "نوبل" في السلام ويتمتع بمكانة دولية رفيعة يمكنه أن يعيد مصر مرة أخرى إلى مركز الصدارة في السياسة العربية.
وأشارت إلى أن التراجع الذي تشهده مصر منذ ثلاثة عقود ناجم في الأساس عن الاهتمام باستقرار النظام عن أي شيء آخر، وأضافت أن "مبارك الذي نجا بالكاد من أن يتم اغتياله مع السادات كان حذرًا للغاية ولا يمكنه تحمل المخاطر وكان مهموما بأمن نظامه واستقراره، وهو ما منعه من التصدي لتزايد المشكلات الاجتماعية والاقتصادية و التي تزداد سوءاً بسبب النمو السكاني السريع".
ومن أهم المظاهر التي ترصدها الصحيفة بعد كل هذه السنوات، أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء في مصر وصلت إلى درجة مخيفة، حيث قامت النخبة الغنية الجديدة في البلاد بالفرار من الضوضاء و"الأوساخ" وزحمة مرور القاهرة إلى مجتمعات على الطراز الأمريكي معزولة في الصحراء خارج العاصمة.
وقالت الصحيفة أن الرئيس مبارك فشل في إحداث تأثير على الصعيد الخارجي، فمصير الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على مصداقيته في العالم العربي، كما أنه لم يستطع -رغم السنوات الطويلة من الوساطة- التوفيق بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة.
وفي تلميح إلى تصاعد نفوذ دول أخرى على حساب مصر، ذكرت أن أجرأ مبادرة سلام عربية في السنوات الأخيرة لم تكن مصدرها مصر وإنما العاهل السعودي الملك عبد الله الذي تبنى المبادرة الداعية إلى العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية على أساس حدود ما قبل حرب 1967.
وأشارت أيضًا إلى تنامي دور "إمارة قطر الصغيرة"، قائلة إنها باتت الوسيط الأكثر نشاطًا في النزاعات الإقليمية العربية والتي استضافت مؤتمرات للسلام للفصائل المتقاتلة في لبنان والسودان وفلسطين.
أما في مصر، فذكرت أن النظام الحاكم كان مشغولاً باحتواء جماعة "الإخوان المسلمين" لاسيما بعد انزعاجه الكبير من فوزها بـ 88 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2005 من إجمالي 454 مقعدًا لتصبح بذلك التكتل الرئيس للمعارضة.
وقالت إنه مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في أكتوبر، أطلق النظام أجهزته الأمنية ذات الكفاءة العالية للقضاء على أي تهديد تشكله جماعة "الإخوان" للحزب "الوطني"، مشيرة إلى أنه منذ يناير تم سجن حوالي 350 من القيادات المحلية والوطنية بتهم مختلفة ومن بينهم 16 عضوًا بمكتب الإرشاد بالجماعة.
وأضافت أن النظام يتحرك بسرعة لقمع أي تحديات من جهات أخرى أيضًا، لافتًا إلى أن 41 من الحركات الإصلاحية وجماعات حقوق الإنسان أصدرت بياناً هذا الشهر لتنبيه المجتمع الدولي لمشروع قانون جديد أمام البرلمان من شأنه أن يحد بصورة كبيرة من أنشطتها ويشكل سيطرة غير مسبوقة على المجتمع المدني.
وأوضحت أنه في ظل هذه الأجواء القمعية يتدخل البرادعي العائد بعد ثلاثة عقود ليجس النبض السياسي وحشد الدعم لإمكانية ترشحه للرئاسة، وقالت إنه من كل الجوانب فإنه يشكل التحدي الأخطر لقبضة عائلة مبارك على السلطة.
وقالت إنه وفقًا لمصادر الحزب "الوطني" فإن بروز البرادعي في المشهد جعل من المرجح أكثر أن يترشح مبارك لفترة رئاسية جديدة في عام 2011، وخلصت قائلة إن هذه التكهنات تلقي بشكوك خطيرة على أمل بزوغ عصر ديموقراطي جديد.
http://watan.com/plugins/content/imagesresizecache/dd8d7bc57af9b945cbe5ecee89014b83.jpeg
قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن مصر تمر بحالة من "الفوران السياسي" لم تشهدها منذ عقود في ظل التطورات الأخيرة، متمثلة بمرض الرئيس حسني مبارك واحتمال انتهاء رئاسته بمواكبة وصول منافس وصفته بـ "الخطير" مثل الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وذهبت الصحيفة في تقريرها الذي جاء تحت عنوان "مصر بعد مبارك" إلى التوقع بأن تكون الانتخابات الرئاسية المقررة العام القادم هي أول منافسة حقيقية على الرئاسة بين مرشحين متساويين، وهو ما سيؤدي إلى انفراجة نحو ديموقراطية حقيقية، ويمثل فرصة مصر لاستعادة جزء من مكانتها بالعالم العربي.
وربطت الصحيفة بين التراجع "المهين" الذي شهدته مصر على مختلف المستويات بوصول الرئيس مبارك إلى السلطة قبل نحو 30 عامًا، قائلة إنه منذ اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، شهدت مصر انحدارًا مهينًا في نفوذها في السياسة والإعلام والمنح في الدراسة العربية، وحتى قيمة مسلسلاتها في البيوت العربية حلت محلها الآن المسلسلات السورية والتركية.
واعتبرت أن البرادعي الذي أبدى رغبته في الترشح لانتخابات الرئاسة يمثل أفضل أمل لمصر منذ وقت طويل من أجل تنشيط نظامها السياسي "الهشّ" الذي يسيطر عليه منذ أكثر من نصف قرن العسكريون والأجهزة الأمنية، وأضافت أن الرجل الحائز على جائزة "نوبل" في السلام ويتمتع بمكانة دولية رفيعة يمكنه أن يعيد مصر مرة أخرى إلى مركز الصدارة في السياسة العربية.
وأشارت إلى أن التراجع الذي تشهده مصر منذ ثلاثة عقود ناجم في الأساس عن الاهتمام باستقرار النظام عن أي شيء آخر، وأضافت أن "مبارك الذي نجا بالكاد من أن يتم اغتياله مع السادات كان حذرًا للغاية ولا يمكنه تحمل المخاطر وكان مهموما بأمن نظامه واستقراره، وهو ما منعه من التصدي لتزايد المشكلات الاجتماعية والاقتصادية و التي تزداد سوءاً بسبب النمو السكاني السريع".
ومن أهم المظاهر التي ترصدها الصحيفة بعد كل هذه السنوات، أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء في مصر وصلت إلى درجة مخيفة، حيث قامت النخبة الغنية الجديدة في البلاد بالفرار من الضوضاء و"الأوساخ" وزحمة مرور القاهرة إلى مجتمعات على الطراز الأمريكي معزولة في الصحراء خارج العاصمة.
وقالت الصحيفة أن الرئيس مبارك فشل في إحداث تأثير على الصعيد الخارجي، فمصير الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على مصداقيته في العالم العربي، كما أنه لم يستطع -رغم السنوات الطويلة من الوساطة- التوفيق بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة.
وفي تلميح إلى تصاعد نفوذ دول أخرى على حساب مصر، ذكرت أن أجرأ مبادرة سلام عربية في السنوات الأخيرة لم تكن مصدرها مصر وإنما العاهل السعودي الملك عبد الله الذي تبنى المبادرة الداعية إلى العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية على أساس حدود ما قبل حرب 1967.
وأشارت أيضًا إلى تنامي دور "إمارة قطر الصغيرة"، قائلة إنها باتت الوسيط الأكثر نشاطًا في النزاعات الإقليمية العربية والتي استضافت مؤتمرات للسلام للفصائل المتقاتلة في لبنان والسودان وفلسطين.
أما في مصر، فذكرت أن النظام الحاكم كان مشغولاً باحتواء جماعة "الإخوان المسلمين" لاسيما بعد انزعاجه الكبير من فوزها بـ 88 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2005 من إجمالي 454 مقعدًا لتصبح بذلك التكتل الرئيس للمعارضة.
وقالت إنه مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في أكتوبر، أطلق النظام أجهزته الأمنية ذات الكفاءة العالية للقضاء على أي تهديد تشكله جماعة "الإخوان" للحزب "الوطني"، مشيرة إلى أنه منذ يناير تم سجن حوالي 350 من القيادات المحلية والوطنية بتهم مختلفة ومن بينهم 16 عضوًا بمكتب الإرشاد بالجماعة.
وأضافت أن النظام يتحرك بسرعة لقمع أي تحديات من جهات أخرى أيضًا، لافتًا إلى أن 41 من الحركات الإصلاحية وجماعات حقوق الإنسان أصدرت بياناً هذا الشهر لتنبيه المجتمع الدولي لمشروع قانون جديد أمام البرلمان من شأنه أن يحد بصورة كبيرة من أنشطتها ويشكل سيطرة غير مسبوقة على المجتمع المدني.
وأوضحت أنه في ظل هذه الأجواء القمعية يتدخل البرادعي العائد بعد ثلاثة عقود ليجس النبض السياسي وحشد الدعم لإمكانية ترشحه للرئاسة، وقالت إنه من كل الجوانب فإنه يشكل التحدي الأخطر لقبضة عائلة مبارك على السلطة.
وقالت إنه وفقًا لمصادر الحزب "الوطني" فإن بروز البرادعي في المشهد جعل من المرجح أكثر أن يترشح مبارك لفترة رئاسية جديدة في عام 2011، وخلصت قائلة إن هذه التكهنات تلقي بشكوك خطيرة على أمل بزوغ عصر ديموقراطي جديد.