زهير
03-28-2010, 07:06 AM
عميد كلية العلوم الاجتماعية... يصف نفسه بأنه بسيط ومتواضع ومرن في تعاملاته
كتب حوار: هالة عمران - عالم اليوم
http://www.alamalyawm.com/uploads/6358/981101.jpg
ولد بحي شرق داخل السور وسط عائلة بسيطة بدأ دراسته في الكتاتيب «المطوع»، ثم دخل المدرسة الشرقية اما المرحلة الابتدائية والمتوسطة فكانت في مدرسة المتنبي ونظرا لوفاة والده توقف عن الدراسة وبدأ حياته العملية مبكرا فعمل كمحقق شرطة لمدة اربع سنوات فكان يعمل ليلا ويدرس في معهد المعلمين نهارا، تخصصص في التربية العامة وعمل كمدرس للمرحلة الابتدائية في مدرسة «النجاح» لم يتوقف عند هذا الحد بل اكمل دراسته الثانوية بعدها حصل على اجازة دراسية لاميركا فحصل على الدكتوراة في العلوم السياسية عام 1981 وعاد كأستاذ بجامعة الكويت ثم رئيس قسم العلوم السياسية ثم عميد لكلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية
له العديد من الكتب والمؤلفات اهمها حول سياسة الكويت الخارجية رشح نفسه اكثر من مرة في الانتخابات ولم يحالفه الحظ حتى اصبحت لديه قناعة بأن العمل السياسي يحتاج للوساطة يرى ان الجيل الجديد لم يعد يهتم بالعملية التعليمة واهتمامات الشعب الكويتي بدأت تتغير وتتجه لجمع المال والحصول على المراكز السياسية اما تدخلات بعض اعضاء مجلس الامة في العملية التعليمية بات امرا مزعجا والتعليم بحاجة لثورة تصحيح، والسياسسة الكويتية تصر على التدخل في كل امور الحياة بدءا من غرف النوم والجامعات الخارجية اصبحت كالبقالات
اما الاستجوابات فالجزء المبطن فيها يتعلق بقضايا شخصية يرى ان قضية البدون تحتاج لجرأة سياسية لانها مرتبطة بتداعيات خارجية مع دول اخرى وما يحدث الان من تهديدات لإيران فما هي الا حرب نفسية ، العالم العربي انبطح أمام اسرائيل واميركا فلم تعد هناك دبلوماسية عربية حتى اصبح العالم العربي مجموعة من الشوارع المحلية يسعى من خلال منصبه كعميد لخدمة العملية التعليمية، اكثر محطة مؤلمة بحياته فترة الغزو، والتي تنبأ بها في احد كتبه، تزوج عن قصة حب وهي كاتم اسراره ومستشاره الخاص يحب القراءة والكتابة واكتشاف الاماكن الجديدة ويطالع الاخبار عبر النت كل ذلك تتعرفون عليه بشيء من التفصيل في حوارنا مع عميد كلية العلوم الاجتماعية د. عبدالرضا اسيري ولكن من الوجه الآخر.
http://www.alamalyawm.com/uploads/6358/981103.jpg
> حدثنا عن نشأتك ودراستك؟
- انا من مواليد عام 1946 في حي شرق داخل السور لذلك تربيت في الفريج الكويتي الذي كان متكاتف من الداخل فالمنطقة الصغيرة تستوعب آلاف البشر ومئات البيوت، وسط حياة هادئة وبسيطة.
بدأت دراستي في الكتاتيب «المطوع» وفي عام 1954- 1955 بدأت الدراسة النظامية في المدرسة الشرقية «موقع المعهد الدبلوماسي الحالي» اما المرحلة الابتدائية والمتوسطة من مدرسة المتنبي المتوسطة بالشرق، ثم ثانوية الشويخ توقفت عن الدراسة عند الصف الثاني الثانوي لظروف وفاة والدي وبدأت حياتي العملية مبكرا كمحقق في الشرطة لمدة اربع سنوات ثم عندما تم استحداث معهد المعلمين والذي كان يعمل خريجوه بالتدريس وهي مهنة احبها كان ذلك الى جانب حافز مادي قيمته «40 دينارا انهيت الدراسة بالمعهد عام 1968 استقلت من الداخلية كمحقق وعملت بالتدريس في مدرسة النجاح الابتدائية بالشرق عام 1968 الى 1970 ثم اكملت دراستي الثانوية فدرست مسائي بثانوية كيفان للصفين الثالث والرابع الثانوي.
> حصلت على اجازة دراسة كأول كويتي يذهب الى الولايات المتحدة الاميركية عام 1970 حدثنا عن هذه الحقبة؟
- في ذلك الوقت كان هناك مبعوثون بالآلاف الا ان الاجازة الدراسية تعني عدم الحصول على تذكرة او مخصصات او تأمين او مصروف فعملت في اميركا في احد المطاعم وحصلت على البكالوريوس في العلوم السياسية ثم ماجستير في العلوم السياسية وبعدهم دكتوراة في نفس التخصص وفي عام 1975 عند انهيت الماجستير تم منحي بعثة من الجامعة كعميد بعثة فأكملت الدكتوراة حيث انهيتها عام «1981».
> متى بدأت خطواتك العملية بالجامعة؟
- بعد الحصول على الدكتوراة عدت كاستاذ للعلوم السياسية في جامعة الكويت وبعدها عينت كرئيس لقسم العلوم السياسية من عام 1982- 1984 ومنذ 1983 وحتى 1987 اصبحت عميدا مساعدا في كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية في العديلية وفي عام 1987 ذهبت الى الولايات المتحدة كاستاذ زائر لمدة عامين وكتبت كتاب عن سياسة الكويت الخارجية وهو اول كتاب يصدر في العالم باللغة الانكليزية حول سياسة الكويت الخارجية وكان ذلك قبيل الغزو بأشهر، وقد حذرت فيه من انه لو العراق نجح في التفوق على ايران والقضاء على العدد الاكبر سيذهب للعدو الاصغر وهي الكويت كذلك تم انتدابي في مجلس الامة كمستشار سياسي بعد التحرير. وفي هذه الاثناء نشرت اربعة كتب 2 بالغة الانكليزية و2 بالعربية واحد كتبي باللغة الانكليزية يدرس ولا زال في جامعات رئيسية في اميركا.
> حدثنا عن ترشيح نفسك أكثر من مرة في انتخابات 1996 و2003؟
- رشحت نفسي في دائرة الشرق، ولم يحالفني الحظ، وفي عام 2003 أيضا رشحت نفسي في مشرف، وخضت الحملة الانتخابية وكنت الرابع من بين 19 مرشحا يعملون منذ سنوات، وحصلت على 2000 صوت وقد رأيت ان العمل السياسي يحتاج للوساطة التي أنا ضدها.
> عميد كلية العلوم الاجتماعية ورئيس قسم العلوم السياسية سابقا هناك شكاوى عدة تقول بان الجامعة لا تطبق اللوائح الداخلية وان رئيس الجامعة ديكتاتور.. ما رأيك؟
- من الصعب استخدام مفردات كبيرة لاننا لم نصل إلى مرحلة الديكتاتورية وتوصيف رئيس الجامعة بالديكتاتور ليس دقيقا اما بالنسبة لتطبيق اللائحة الداخلية للجامعة هي مطلب، لكن هناك ضحايا ومتضررين، وهؤلاء دوما يعتقدون ان الحق معهم ويعتقدون ان اللوائح يجب ان تطبق على الآخرين ولا تطبق عليهم، لذلك يلجؤون وصف مدير الجامعة أو نائبه أو العميد بالديكتاتور، ومن تعاملي مع مدير الجامعة، وجدته رجلا دقيقا في تطبيق اللوائح، لكن احيانا يتطلب التعامل السياسي مع المخالفة أو التجاوز، وفي أوقات تحتاج إلى حنكة سياسية وأخذ وعطاء.
> استبعاد د. يعقوب الكندري عن عمادة الكلية وتنصيبك محله آثار ضجة كبيرة معارضة لذلك.. ما تعليقك؟
- لا أريد التعليق على موضوع العميد السابق فهو صديق وزميل وأخ، حيث كانت الفترة الاخيرة من عمادته للكلية حرجة ومرت الكلية بمطبات عديدة، وتنصيبي لم يكن ردة فعل لاقالة الدكتور يعقوب الكندري، بل عبر الترشيح من اللجنة الجامعية وبناء على اتفاق وشبه اجماع داخل الكلية، واتمنى ان استطيع سد الفراغ الذي حدث خلال آخر سنة من عمادة د. الكندري.
اما علاقتي به فهي متميزة اتشاور معه ونتقابل ولم تكن بيننا أي خصومة أو عداء، بل بالعكس من كل ذلك.
> ما قصة قسم الإعلام الذي شكوت منه مّر الشكوى لأنه تسبب في أزمة مكانية بكلية العلوم الاجتماعية؟
- قسم الإعلام قسم أكاديمي من أقسام الجامعة، وشيء طبيعي ان يكون كل قسم علمي وكل إدارة تابعة لجهة وتحت لوائها ومظلتها، ولأن قسم الإعلام تابع لكلية الآداب في كفان لذا مفترض ان يكون القسم في كليته التابع لها وقد تم نقله إلى مكانه الحالي بالعلوم الاجتماعية بالشويخ كمرحلة مؤقتة حتى يتم انشاء كلية جديدة للآداب لكن تأجل الأمر، ومن ثم فقسم الإعلام موجود لدينا إلى اليوم ونتعامل معه على هذا الأساس والحقيقة ان وجود قسم آخر في كلية أخرى لا يتبعها يُعيق التقدم ولديّ تطلعات كبيرة واعضاء هيئة التدريس الجدد ومكاتب احتاجها لذلك فالمسألة ليست انني ضد الإعلام، بحد ذاته، ولكن الأمر متعلق بالنقص الشديد في المكاتب الموجودة في عمادة العلوم الاجتماعية، فربع الكلية للعمادة وباقي المكاتب لقسم الإعلام، فالمشكلة هي نقص المكان فقط.
> ذكرت في عدة تصريحات كلماتي «مستولي».. «وطرد» لو صف قسم الإعلام.. هل يصح ان تقول هذه المصطلحات وأنت عميد لكلية العلوم الاجتماعية؟
- لم أقل هذه المصطلحات ولكن وسائل الإعلام تحب الإثارة فتنتقي ألفاظا جذابة، لذلك أضيفت هذه الألفاظ إلى تصريحاتي.
> أيضا صرحت أنك «لا تمتلك السيطرة على الكلية ولا على سيادتها.. ما صحة هذا الأمر.. وهل ذلك بسبب عدم القدرة على العمادة؟
- نعم صرحت بذلك، فأنا لا أمتلك السيطرة على كلية العلوم الاجتماعية لوجود قسم آخر داخل مبنى الكلية لا ينبغي وهو قسم الإعلام.
> ألم يقلقك هذا التصريح بوصفك ضعيف غير قادر على العمادة؟
- لم أقلق من شيء، وكل ما هنالك انني وصفت حالة واقعة، ومن يستطيع السيطرة على كلية فيها أقسام لا تتبعه، وهناك خلل، ولو كان قسم الإعلام تابع لي لأصبحت كل الكلية تابعة لي، ولسيطرت عليها كاملة، لكن «الإعلام» لديه حصانة من التبعية الإدارية لي.
> أنتقدك د.خالد القحص عندما قلت «ما يحدث هو احتلال لكلية العلوم الاجتماعية واعتبر د. القحص ان استخدام مصطلح عسكري لا يجوز في الحرم الجامعي؟
- مازلت اقول ان د. القحص زميل وصديق واخ، وتلقيت الكثير من الطلقات المدفعية والصاروخية والضربات، من حقه ان يعبر عن رأيه، لكنني ارتأيت انه من لا فضل التهدئة والعقلانية في الرد، لذلك ليس لدي أي رد عليه سوى ان ما كتبه هو تعبير عن وجه نظره فقط، وهو لا يعبر عن وجهة نظر القسم أو الكلية.
> ما هي الطلقات المدفعية التي تلقيتها في حياتك.. ومن كان ورائها؟
- في الثمانينيات تلقيت الكثير من النقد والهجوم، السياسية والأمنية وليس الإعلامية واستطعت ان اتجاوزها وقد اثبتت الأيام انني كنت على الصواب.
> كيف ترى الفرق بين طلبة اليوم وطلبة الأمس بعدمرور 30 عاما من الخبرة بمجال التدريس؟
استطيع ان اقول ان طلبة الأمس أتوا إلى الجامعة للدراسة والعلم ونيل المعرفة وكانوا ناضجين بهمة وارادة ورغبة ويسعون ويسألون ويستفسرون، ويبحثون في المكتبة، لعمل البحوث الميدانية والدراسات المكتبية لكن للأسف فترة ما بعد الغزو وتغيرت الرؤية، فالطالب الآن يأتي إلى الجامعة ليس للعلم والمعرفة، بل للحصول على مؤهل اجتماعي يؤهله للحصول على وظيفة «ودرجة رابعة» ولم يعد العلم هدفا بحد ذاته، بل وسيلة، والغالبية من طلبة اليوم غير جادين، وليسوا مهتمين بالدراسة، بل بالوسائل الترفيهية، حتى اطباع الطلبة تغيرت وقد يكون السبب عالم الانترنت والتكنولوجيا، لذا خف الاقبال على المكتبة وزيارة الاساتذة للاستزادة، وخف اصرارهم على الدراسات الميدانية، وعلى حضور مجلس الأمة، وهذا دليل على اللامبالاة.
> كيف ترى الدور السياسي لطلبة الجامعة.. وهل هناك قصور في النواحي السياسية لدى الطالب الجامعي؟
- قد يكون هذا جزء من الخلل الذي تعاني منه المؤسسة التعليمية فاهتمام الاساتذة بالنواحي السياسية أيضا اصبح أقل لدي البعض، كما ان النشاط السياسي ذاته قل عما سبق ورغم وجود جمعية العلوم الاجتماعية التي تنظم اللقاءات والندوات، ووجود نادي سياسي لكن انشطتهم في الفترات السابقة كانت اكثر بدرجة كبيرة.. اعتقد ان هذا بسبب الخلل في النظام العام، فاهتمامات الشعب الكويتي بدأت تتغير، حتى الجيل الجديد لم يعد يهتم بالعمل التعليمي ولم يعد التعليم غاية كما كان سابقاً، حيث كان يسعى إلى توسعة دائرة معرفته، وإضافة دوائر جديدة، الآن لا يهتم بذلك كله، بل كل هم الطالب الآن الحصول على الورقة التي تتيح له فرصة الوصول إلى وظيفة جيدة، وقد تعتمد على الواسطة والقبيلة والعائلة والطائفة.
> كيف ترى تدخل اعضاء مجلس الأمة في اللجنة التعليمية وشؤون الجامعة والتطبيقي؟
- إذا أردنا للمؤسسات التربوية العليا، سواء الجامعة أو التطبيقي، ان ترتقي بالعملية التعليمية وأداء دورها في مسار التنمية وتخريج كوادر وطنية، فانني ارى انه قد حان الوقت للمؤسسة التشريعية لئلا تتدخل في العملية التعليمية وخاصة على مستوى الجامعة.
فليس من مصلحة الكويت ان يقحم النواب انفسهم في العملية التعليمية حتى لايحدث خللا في العملية التعليمية، وأنا أرى تدخل بعض اعضاء مجلس الأمة تدخلا مباشرا وغير مباشر في أمور لا تخصهم، والمفترض عليهم ان يتدخلوا في الأمور الحميدة وليست الخبيثة، وكل تدخلاتهم فيها مخالفات وتجاوزات وتغيير وتعيين وهذا وللأسف كارثة للبلد، واحدى أسباب التخلف التعليمي مقارنته بالسابق حين لم يكن مجلس الأمة يتجرأ ان يتدخل في العملية التعليمية بل كان يتركها لاصحاب الشأن والاختصاص، الآن المؤسسة التشريعية تتدخل في المؤسسات التعليمية العليا كيفما تشاء، والباب مفتوح أمامها.
> كيف تقرأ الوضع التربوي والتعليمي اليوم؟
- دول العالم التي مرت بكوارث وطنية ككارثة الاحتلال، تسعى بعد التحرير لبناء مجتمع وجيل جديد، والخطوة الأولى في تأسيس انسان جديد بعقلية واعية من خلال المؤسسة التعليمية، لكن للأسف، تأثيرنا في هذا المجال قل، واهتمامنا بالتعليم هبط، واصبح الاهتمام منصبا على المنصب السياسي وجمع المال بطريقة شرعية أو غير شرعية والحلال اصبح حراما والعكس صحيح، والخطأ اصبح صح وهكذا، وهذه هي عقليتنا، لذا العملية التعليمية تحتاج لثورة تصحيح، وهذا لا يعني ان نرفع شعارات وعند التطبيق نتدخل ونفرض ونكون أوصياء على الجامعة، والدليل انه في التعليم العالي أعضاء مجلس الأمة يحاولون التدخل في كل صغيرة وكبيرة بدءا من انفلونزا الخنازير ووصولا إلى انفلونزا التربية والتعليم، كذلك اصبح الخلل في العقل الكويتي ما بعد التحرير، فلم يعد هناك اهتمام بالتريبة والتعليم العالي، ونتج عن ذلك ظهور المدارس والجامعات الخاصة والتي يلجأ إليها الطلبة وأولياء أمورهم هربا من البيروقراطية التعليمية في الجامعات والمدارس.
> قانون الاختلاط بالجامعة.. هل من مستفيد منه؟
- برأيي ان قانون منع الاختلاط لم يكن صائبا، وهو سياسي اكثر منه يهدف للمصلحة العامة.
> هل التعليم في الكويت مسّيسًّ..؟
- نعم وهذه هي«البلوى» الكبرى التي نعاني منه ونحن نحاول ابعاد التعليم عن السياسة والتي تصر على التدخل في كل الأمور بدءا من غرفة النوم.
> كيف قرأت موضوع فرض لباس شرعي للنائبات..؟
- هذا ايضا تسيس للدين وأرى ان اختيار الملبس أمر يتعلق بالحرية الشخصية والغريب هو التناقض، حيث ان العاملات في مكاتب أعضاء مجلس الأمة ذاته منهن المحجبات ومنهن غير المحجبات ومنهن المنقبات ومنهن المعبئات، كذلك الأمر بالنسبة للوزارات لذلك قضية اللباس الشرعي ناتجة عن متغيرات اقليمية اثرت على الواقع الكويتي الذي لم يكن هكذا.
> هل يحتاج قانون الجامعة إلى تعديلات.. وماهي؟.. وما القوانين التي تحتاج إلى تعديل في كلية العلوم الاجتماعية..؟
- كل قانون بعد مرور فترة من الزمن يحتاج إلى مراجعة تقضي إلى ضرورة تعديل بعض المواد طبقا للمتغيرات.. وهذا امر منطقي وظاهرة صحية تنطبق على قانون الجامعة كغيره من القوانين خاصة بعد مرور 40 عاما.
فالكليات تحتاج إلى مزيد من الحرية في الناحية الإدارية وذلك يتطلب اما تغيرا في القانون المنظم أو تغيرا في النظام الإداري والأمر الآخر يخص الجانب المالي، فكل مايتم انفاقه في الكلية يمر على إدارة الجامعة وهو ما يعني الروتين الذي يقطع كثيرا من الوقت وهو أمر لايمثل لإدارة الجامعة مشكلة رغم انه يؤخر مصالح الناس ويعيق عملية اتصالنا بالخارج ونحن كجامعة لنا اتصالات بالمؤسسات الاجنبية وقانون الجامعة يسير طبقا للمركزية في اتخاذ القرارات كذلك مسألة الرقابة المالية على الجامعة في ديوان المحاسبة تحتاج إلى تعديل، حيث ان تلك الرقابة تؤخر من عملنا لذا نحتاج إلى تعديل اكثر في القوانين بما يعطينا ككلية وجامعة المزيد من المرونة.
> جامعة الشدادية كيف تنظر لها بعد اعوام من بدء الدراسة فيها.. علما بأن مكانها مزدحم..؟
- اختيار الموقع قد لايكون مناسبا إلا اذا تم ايجاد طرق بديلة لها لأن طريقها الحالي مزدحم ويسبب كارثة مرورية فكيف الحال بعد مرور 10 سنوات يفترض الانتهاء من الجامعة الجديدة في العام 2015 وهذا اراه غير واقعي بسبب كبر المخطط لذا اعتقد ان عملية الانشاء سيستغرق خمس سنوات اضافية كذلك التخطيط يبنى على اساس ان تستوعب30 الف طالب وانا متأكد انه مع بدء التشغيل سيكون عدد الطلبة بها 40 الف طالب على الأقل لذا يفترض ان تتم عملية التوسعة مع عملية الإنشاء وان يوضع في الاعتبار ترك مساحات في كل كلية.
> ما تعليقك على وقف الاعتراف ببعض الجامعات.. وعلى أي اساس يتم الوقف.. وهل انت مع أم ضد..؟
- الجامعات الخارجية الآن أصبحت كالبقالات.. وقد اكتشفت هذه الجامعات ان هناك طلبة خليجيين يودون الحصول على الشهادات الجامعية وليس التعليم بدون حضور ولا امتحانات فقط زيارات روتينية لذا سحب الاعتراف بهذه الجامعات وهذه ليست جامعات وذلك ليس ادعاء بل حقيقة فليس لديها اقل متطلبات وامكانيات الجامعة من مساحة مكانية واعضاء هيئة التدريس ونظام الانتظام في الدراسة ونظام الامتحانات والتقييم المستمر فالقضية تزداد تعقيدا عندما ينافس خريج هذه الجامعات الخاوي من العلم فخريج الجامعات الحقيقة في الوظيفة وليس هذا عدلا.
> ما تعليقك كأستاذ للعلوم السياسية على بعض النواب الذين دائما ينادون بالاستجوبات في الندوات..؟
- الاستجواب حق دستوري للعضو اذا كان هناك تجاوز ومخالفات ولكن في بعض المرات الظروف السياسية والمتغيرات الاقليمية والواقع الداخلي يجبرك على عقلنة القرارات وما حدث في الاستجوابات الاربعة الاخيرة يمكن وصفه بـ«ضربة» قوية للسلطة التنفيذية وفي المقابل ارى ان للحكومة تكنيك استراتيجي كبير بمواجهة الاستجوابات باعتلاء منصة الاستجواب وتفنيد محاوره لذا صعود رئيس الوزراء المنصة بعد ان كانت هناك عقدة نفسية من هذا الامر انجاز يحسب للكويت ولرئيس وزرائها ولأعضاء مجلس الأمة.
أما التعليق على الاستجوابات دائما فهو سلاح يخيف الحكومة ويجذب انتباه رجل الشارع والملوح بالاستجواب اشبه بالرجل الذي يقف بين الناس ومعه عصا غليظة يهدد به لذا لابد للنواب ان يهدأوا بعض الشيء فهم لديهم اهداف عامة لمصلحة الوطن واهداف خاصة لمصلحة المواطنين وهم الناخبون في الدوائر الانتخابية من اوصلوهم لقبة البرلمان واذا عدنا إلى كل الاستجوابات سنجد ان الجزء المبطن فيها قضايا شخصية.
> تلقيت دعوة من مجلس الأمة من أجل مساعدة لجنة الظواهر السلبية ككلية للعلوم الاجتماعية.. فماذا يمكن ان تقدموا لها..؟
- ارسلت لجنة الظواهر السلبية دعاوى للمساعدة لمجموعة من المؤسسات منها وزارة الداخلية، البلدي، التجارة، الصحة، الجامعة، وقد رأست فريقا من اربعة افراد وقابلنا اللجنة لمدة ساعة واحدة ورأينا ان المشكلة ليست في السلوكيات مثل التدخين المقاهي وتأثيرها على الشباب من خلال المحاضرات والدراسات، وكان رأينا ان المقاهي افضل من اماكن اخرى ومن ثم فإغلاق المقاهي قد يجبر الشباب إلى اللجوء لاماكن اخرى مخالفة وهي تعتبر متنفسا لهم خاصة في العطل والاجازات وقد قمنا ببعض الدراسات وسنمد مجلس الأمة بها.
> مشكلة القروض.. وملف البدون.. كيف تنظر لهاتين القضيتين ؟
- هناك اعتقاد لدى الشعب الكويتي بأن الحكومة أصبحت«البقرة الحلوب» لذا كل انسان يريد أن يأخذ من خيراتها وكأن«الكيكة» التي كانت موجودة في السابق مازالت موجودة. وكمواطن أرى أن كل من اقترض قرضاً فعليه سداده، وإن أرادت الحكومة دعم بعض الحالات القليلة التي تستوجب الاسقاط، لكن ما يحدث أن الجميع يحصل على القروض على أمل اسقاطها، وهو امر يتعلق بوعود انتخابية.
أما قضية البدون تحتاج لجرأة سياسية فقط، فهناك 100الف إنسان بما يعادل 10% من الكويتيين وهذا عدد ليس بالقليل، وخاصة وان كثيرا منهم تشابك في ارتباطات اجتماعية ونفسية واقتصادية لذا من المعيب أن نتركهم على أرضنا دون حقوق، واذا كان أجداد بعضهم لديهم جوازات عربية، فماذا عن الجيل الحالي والذي سبقه.
للاسف لدينا عقدة في الكويت، باننا لا نريد أحدا يشاركنا في خيراتنا، والجنسية الكويتية ليست وثيقة فقط وإنما مكاسب مالية ضخمة من قروض وقسيمة وتعديل وضع ووظيفة وغيرها، لذا على الحكومة أن تبدأ بالتجنيس من هي متأكدة منهم لتخفيف وطأة المشكلة، لان هذه الفئة تمثل ثقلا انتخابيا، والمشكلة مع مرور الوقت تتفاقم، فيما الحكومة تنتظر يوماً تمل فيه هذه الفئة من الانتظار وهذا اليوم لن يأتي، وقضية(100) ألف من البدون، مرتبطة بتداعيات خارجية مع دول أخرى. ولذلك لا يحق لنا أن نلومهم إذا كانوا لا يدرسون ولا يعملون فينحرفون إلى إرتكاب الجرائم.
> اين العرب من قضية تخصيب اليورانيوم الايراني وكيف تتوقع سيناريو الازمة الايرانية؟
- العرب نسوا قضيتهم، نسوا العروبة وفلسطين، واعتبروا أن ايران هي اسرائيل الجديدة وأنها هي العدو الأول لنا. لكنها في النهاية دولة اسلامية، ولو كان لدى العرب ذرة حياء لامتلكوا النووي ووجهوا طاقتهم صوب اسرائيل العدو المعلن. للاسف الاعلام يصور لنا النظام الإيراني الحالي بإن لديه تطلعات توسعية في المنطقة وان كل مشكلات العالم العربي سببها إيران، وأنها وراء الأزمات التي تحدث في لبنان وفلسطين ومصر والمغرب واليمن.
وأنا متأكد لو اعلنت إيران يوماً من الايام اعترافها بدولة اسرائيل فإن كل الاتهامات الموجهة لإيران ستتغير، لان مشكلة إيران ليست مع العرب وإنما مع اسرائيل ومن ثم اميركا وبالتبعية مع العالم العربي.
وما يحدث الان من تهديدات إيرانية جزء من الحرب النفسية، ولان تجازف اميركا أو اسرائيل بالاعتداء على إيران لان هذا يعني دخول المنطقة العربية والخليجية والشرق الاوسط في نزاعات وحروب وأزمات صغيرة ومتاهة لن تنتهي.. فالحرب الاسرائيلية الاميركية الإيرانية ستدخلنا كأطراف فيها، ولا أتصور أن تسعى اسرائيل لفتح جبهة ضدها وهي تعلم جيداً بإن إيران حتى لو أمتلكت السلاح النووي لن تستخدمه ضدها، فإيران تسعى لامتلاكه لحماية نظامها من أي تهديد خارجي.
التنازل عن السيادة
> قال مدير إدارة الوطن العربي بوزارة الخارجية الكويتية السفير جاسم المباركي بان الدبلوماسية العربية فاشلة.. كيف ترى هذا الامر؟
- للاسف العالم العربي انبطح أمام اسرائيل واميركا، ولم يعد هناك دبلوماسية عربية مشتركة ولان الدبلوماسية العربية فاشلة أصبح الشارع العربي مجموعة من الشوارع المحلية، تتحارب معاً، بل ان الدولة العربية الواحدة داخلها تيارات وتنظـيمات تحارب بعضها، فاذا كانت الدبلوماسية الداخلية مفقودة فكيف الحال بالدبلوماسية الخارجية.
واذا كانت هناك اية نجاحات في العالم العربي فإنها تكون في دول مجلس التعاون، لكن المشكلة في دول مجلس التعاون هي مشكلة التنازل عن السيادة، فليس هناك قرار خليجي واحد، وإن كان هناك نجاح مستقبلي للدول الخليجية فإنه سيكون في إصدار عملة خليجية موحدة وترجمته ستجعل المواطن الخليجي بان«الجيب واحد».
> ماذا أضافت لك العمادة وماذا أخذت منك وماذا تطمح في الوصول إليه من خلال منصبك.
- اسعى من خلال منصبي كعميد لكلية العلوم الاجتماعية الى تأدية خدمتي تجاه الكلية وابنائي الطلبة، وآمل أن تكون القرارات التي اتخذها موضوعية وعلمية، لذلك سعيت ان افرض وجود هذه الكلية على مستوى الجامعة والمجتمع حتى اصبح لها نشاط وحضور، ودور يساهم في العملية التعليمية والحمد لله عندما قام فريق اجنبي بتقييم الكلية لمنحها الاعتماد الاكاديمي وبناء على نتيجته نستطيع التحرك وتعديل بعض الامور والمسارات العلمية والهيكلية التعليمية داخل الكلية وبصدد انشاء مركز دراسات المرأة وهو الوحيد في منطقة الخليج، وقد التقينا ببعض النخب والرموز النسائية ممن كان لهن دور في تطور المرأة في الكويت واستفدنا منهن وعموما العمادة مسؤولية هامة وواجب لابد من تأديته بأمانة واخلاص.
> حدثنا عن دور الوالدين بحياتك؟
- كنت مرتبطا بوالدي كثيرا، وكان لدينا دكان في السوق واعمل معه، وهكذا بنيت شخصيتي في الاعتماد على النفس منذ صغري، وقد توفاه الله وعمري 15 عاما.
> أهم المحطات بحياتك؟
- اكثرها تأثرا في الغزو العراقي ، كذلك فترة عملي بالشرطة كمحقق فقد تعلمت الحياة العملية وكان عمري وقتها 18 عاما اذكر اثناء العمل، اصابني احد الزملاء بالخطأ برصاصة في ظهري وخرجت من الجانب الاخر.. وهناك العديد من المحطات عمري المؤلمة على سبيل المثال، فقدان اخ واخت «دكاترة» في حادث سيارة بعد التحرير، وكانا اصغر مني في العمر.
> كاتم اسرارك.
- زوجتي أم «عادل» فقد تزوجنا بعد قصة حب وهي ابنة خالتي، احببتها كثيرا وهي هادئة الطباع واعتبرها المستشار الاول لي والصديقة تعرف كل اسراري عدا اسرار العمل.
> حدثنا عن أبنائك والاحفاد؟
- عادل مهندس معماري في الديوان الاميري وباسل موظف في هيئة الاستثمار في لندن ونور اخر سنة في الجامعة ولديّ حفيد من ابني عادل اسمه علي.
> هواياتك المفضلة؟
- القراءة والكتابة كذلك السفر واكتشاف اماكن جديدة واحب لبنان واميركا.
> ماذا تتابع من برامج.
- اطالع الاخبار عبر النت.
> كيف تصف نفسك.
- بسيط جدا، متواضع، مرن جدا.
> رسالة.
- لكل محبي الوطن.. حافظوا عليه من خلال المودة والانتماء.
كتب حوار: هالة عمران - عالم اليوم
http://www.alamalyawm.com/uploads/6358/981101.jpg
ولد بحي شرق داخل السور وسط عائلة بسيطة بدأ دراسته في الكتاتيب «المطوع»، ثم دخل المدرسة الشرقية اما المرحلة الابتدائية والمتوسطة فكانت في مدرسة المتنبي ونظرا لوفاة والده توقف عن الدراسة وبدأ حياته العملية مبكرا فعمل كمحقق شرطة لمدة اربع سنوات فكان يعمل ليلا ويدرس في معهد المعلمين نهارا، تخصصص في التربية العامة وعمل كمدرس للمرحلة الابتدائية في مدرسة «النجاح» لم يتوقف عند هذا الحد بل اكمل دراسته الثانوية بعدها حصل على اجازة دراسية لاميركا فحصل على الدكتوراة في العلوم السياسية عام 1981 وعاد كأستاذ بجامعة الكويت ثم رئيس قسم العلوم السياسية ثم عميد لكلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية
له العديد من الكتب والمؤلفات اهمها حول سياسة الكويت الخارجية رشح نفسه اكثر من مرة في الانتخابات ولم يحالفه الحظ حتى اصبحت لديه قناعة بأن العمل السياسي يحتاج للوساطة يرى ان الجيل الجديد لم يعد يهتم بالعملية التعليمة واهتمامات الشعب الكويتي بدأت تتغير وتتجه لجمع المال والحصول على المراكز السياسية اما تدخلات بعض اعضاء مجلس الامة في العملية التعليمية بات امرا مزعجا والتعليم بحاجة لثورة تصحيح، والسياسسة الكويتية تصر على التدخل في كل امور الحياة بدءا من غرف النوم والجامعات الخارجية اصبحت كالبقالات
اما الاستجوابات فالجزء المبطن فيها يتعلق بقضايا شخصية يرى ان قضية البدون تحتاج لجرأة سياسية لانها مرتبطة بتداعيات خارجية مع دول اخرى وما يحدث الان من تهديدات لإيران فما هي الا حرب نفسية ، العالم العربي انبطح أمام اسرائيل واميركا فلم تعد هناك دبلوماسية عربية حتى اصبح العالم العربي مجموعة من الشوارع المحلية يسعى من خلال منصبه كعميد لخدمة العملية التعليمية، اكثر محطة مؤلمة بحياته فترة الغزو، والتي تنبأ بها في احد كتبه، تزوج عن قصة حب وهي كاتم اسراره ومستشاره الخاص يحب القراءة والكتابة واكتشاف الاماكن الجديدة ويطالع الاخبار عبر النت كل ذلك تتعرفون عليه بشيء من التفصيل في حوارنا مع عميد كلية العلوم الاجتماعية د. عبدالرضا اسيري ولكن من الوجه الآخر.
http://www.alamalyawm.com/uploads/6358/981103.jpg
> حدثنا عن نشأتك ودراستك؟
- انا من مواليد عام 1946 في حي شرق داخل السور لذلك تربيت في الفريج الكويتي الذي كان متكاتف من الداخل فالمنطقة الصغيرة تستوعب آلاف البشر ومئات البيوت، وسط حياة هادئة وبسيطة.
بدأت دراستي في الكتاتيب «المطوع» وفي عام 1954- 1955 بدأت الدراسة النظامية في المدرسة الشرقية «موقع المعهد الدبلوماسي الحالي» اما المرحلة الابتدائية والمتوسطة من مدرسة المتنبي المتوسطة بالشرق، ثم ثانوية الشويخ توقفت عن الدراسة عند الصف الثاني الثانوي لظروف وفاة والدي وبدأت حياتي العملية مبكرا كمحقق في الشرطة لمدة اربع سنوات ثم عندما تم استحداث معهد المعلمين والذي كان يعمل خريجوه بالتدريس وهي مهنة احبها كان ذلك الى جانب حافز مادي قيمته «40 دينارا انهيت الدراسة بالمعهد عام 1968 استقلت من الداخلية كمحقق وعملت بالتدريس في مدرسة النجاح الابتدائية بالشرق عام 1968 الى 1970 ثم اكملت دراستي الثانوية فدرست مسائي بثانوية كيفان للصفين الثالث والرابع الثانوي.
> حصلت على اجازة دراسة كأول كويتي يذهب الى الولايات المتحدة الاميركية عام 1970 حدثنا عن هذه الحقبة؟
- في ذلك الوقت كان هناك مبعوثون بالآلاف الا ان الاجازة الدراسية تعني عدم الحصول على تذكرة او مخصصات او تأمين او مصروف فعملت في اميركا في احد المطاعم وحصلت على البكالوريوس في العلوم السياسية ثم ماجستير في العلوم السياسية وبعدهم دكتوراة في نفس التخصص وفي عام 1975 عند انهيت الماجستير تم منحي بعثة من الجامعة كعميد بعثة فأكملت الدكتوراة حيث انهيتها عام «1981».
> متى بدأت خطواتك العملية بالجامعة؟
- بعد الحصول على الدكتوراة عدت كاستاذ للعلوم السياسية في جامعة الكويت وبعدها عينت كرئيس لقسم العلوم السياسية من عام 1982- 1984 ومنذ 1983 وحتى 1987 اصبحت عميدا مساعدا في كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية في العديلية وفي عام 1987 ذهبت الى الولايات المتحدة كاستاذ زائر لمدة عامين وكتبت كتاب عن سياسة الكويت الخارجية وهو اول كتاب يصدر في العالم باللغة الانكليزية حول سياسة الكويت الخارجية وكان ذلك قبيل الغزو بأشهر، وقد حذرت فيه من انه لو العراق نجح في التفوق على ايران والقضاء على العدد الاكبر سيذهب للعدو الاصغر وهي الكويت كذلك تم انتدابي في مجلس الامة كمستشار سياسي بعد التحرير. وفي هذه الاثناء نشرت اربعة كتب 2 بالغة الانكليزية و2 بالعربية واحد كتبي باللغة الانكليزية يدرس ولا زال في جامعات رئيسية في اميركا.
> حدثنا عن ترشيح نفسك أكثر من مرة في انتخابات 1996 و2003؟
- رشحت نفسي في دائرة الشرق، ولم يحالفني الحظ، وفي عام 2003 أيضا رشحت نفسي في مشرف، وخضت الحملة الانتخابية وكنت الرابع من بين 19 مرشحا يعملون منذ سنوات، وحصلت على 2000 صوت وقد رأيت ان العمل السياسي يحتاج للوساطة التي أنا ضدها.
> عميد كلية العلوم الاجتماعية ورئيس قسم العلوم السياسية سابقا هناك شكاوى عدة تقول بان الجامعة لا تطبق اللوائح الداخلية وان رئيس الجامعة ديكتاتور.. ما رأيك؟
- من الصعب استخدام مفردات كبيرة لاننا لم نصل إلى مرحلة الديكتاتورية وتوصيف رئيس الجامعة بالديكتاتور ليس دقيقا اما بالنسبة لتطبيق اللائحة الداخلية للجامعة هي مطلب، لكن هناك ضحايا ومتضررين، وهؤلاء دوما يعتقدون ان الحق معهم ويعتقدون ان اللوائح يجب ان تطبق على الآخرين ولا تطبق عليهم، لذلك يلجؤون وصف مدير الجامعة أو نائبه أو العميد بالديكتاتور، ومن تعاملي مع مدير الجامعة، وجدته رجلا دقيقا في تطبيق اللوائح، لكن احيانا يتطلب التعامل السياسي مع المخالفة أو التجاوز، وفي أوقات تحتاج إلى حنكة سياسية وأخذ وعطاء.
> استبعاد د. يعقوب الكندري عن عمادة الكلية وتنصيبك محله آثار ضجة كبيرة معارضة لذلك.. ما تعليقك؟
- لا أريد التعليق على موضوع العميد السابق فهو صديق وزميل وأخ، حيث كانت الفترة الاخيرة من عمادته للكلية حرجة ومرت الكلية بمطبات عديدة، وتنصيبي لم يكن ردة فعل لاقالة الدكتور يعقوب الكندري، بل عبر الترشيح من اللجنة الجامعية وبناء على اتفاق وشبه اجماع داخل الكلية، واتمنى ان استطيع سد الفراغ الذي حدث خلال آخر سنة من عمادة د. الكندري.
اما علاقتي به فهي متميزة اتشاور معه ونتقابل ولم تكن بيننا أي خصومة أو عداء، بل بالعكس من كل ذلك.
> ما قصة قسم الإعلام الذي شكوت منه مّر الشكوى لأنه تسبب في أزمة مكانية بكلية العلوم الاجتماعية؟
- قسم الإعلام قسم أكاديمي من أقسام الجامعة، وشيء طبيعي ان يكون كل قسم علمي وكل إدارة تابعة لجهة وتحت لوائها ومظلتها، ولأن قسم الإعلام تابع لكلية الآداب في كفان لذا مفترض ان يكون القسم في كليته التابع لها وقد تم نقله إلى مكانه الحالي بالعلوم الاجتماعية بالشويخ كمرحلة مؤقتة حتى يتم انشاء كلية جديدة للآداب لكن تأجل الأمر، ومن ثم فقسم الإعلام موجود لدينا إلى اليوم ونتعامل معه على هذا الأساس والحقيقة ان وجود قسم آخر في كلية أخرى لا يتبعها يُعيق التقدم ولديّ تطلعات كبيرة واعضاء هيئة التدريس الجدد ومكاتب احتاجها لذلك فالمسألة ليست انني ضد الإعلام، بحد ذاته، ولكن الأمر متعلق بالنقص الشديد في المكاتب الموجودة في عمادة العلوم الاجتماعية، فربع الكلية للعمادة وباقي المكاتب لقسم الإعلام، فالمشكلة هي نقص المكان فقط.
> ذكرت في عدة تصريحات كلماتي «مستولي».. «وطرد» لو صف قسم الإعلام.. هل يصح ان تقول هذه المصطلحات وأنت عميد لكلية العلوم الاجتماعية؟
- لم أقل هذه المصطلحات ولكن وسائل الإعلام تحب الإثارة فتنتقي ألفاظا جذابة، لذلك أضيفت هذه الألفاظ إلى تصريحاتي.
> أيضا صرحت أنك «لا تمتلك السيطرة على الكلية ولا على سيادتها.. ما صحة هذا الأمر.. وهل ذلك بسبب عدم القدرة على العمادة؟
- نعم صرحت بذلك، فأنا لا أمتلك السيطرة على كلية العلوم الاجتماعية لوجود قسم آخر داخل مبنى الكلية لا ينبغي وهو قسم الإعلام.
> ألم يقلقك هذا التصريح بوصفك ضعيف غير قادر على العمادة؟
- لم أقلق من شيء، وكل ما هنالك انني وصفت حالة واقعة، ومن يستطيع السيطرة على كلية فيها أقسام لا تتبعه، وهناك خلل، ولو كان قسم الإعلام تابع لي لأصبحت كل الكلية تابعة لي، ولسيطرت عليها كاملة، لكن «الإعلام» لديه حصانة من التبعية الإدارية لي.
> أنتقدك د.خالد القحص عندما قلت «ما يحدث هو احتلال لكلية العلوم الاجتماعية واعتبر د. القحص ان استخدام مصطلح عسكري لا يجوز في الحرم الجامعي؟
- مازلت اقول ان د. القحص زميل وصديق واخ، وتلقيت الكثير من الطلقات المدفعية والصاروخية والضربات، من حقه ان يعبر عن رأيه، لكنني ارتأيت انه من لا فضل التهدئة والعقلانية في الرد، لذلك ليس لدي أي رد عليه سوى ان ما كتبه هو تعبير عن وجه نظره فقط، وهو لا يعبر عن وجهة نظر القسم أو الكلية.
> ما هي الطلقات المدفعية التي تلقيتها في حياتك.. ومن كان ورائها؟
- في الثمانينيات تلقيت الكثير من النقد والهجوم، السياسية والأمنية وليس الإعلامية واستطعت ان اتجاوزها وقد اثبتت الأيام انني كنت على الصواب.
> كيف ترى الفرق بين طلبة اليوم وطلبة الأمس بعدمرور 30 عاما من الخبرة بمجال التدريس؟
استطيع ان اقول ان طلبة الأمس أتوا إلى الجامعة للدراسة والعلم ونيل المعرفة وكانوا ناضجين بهمة وارادة ورغبة ويسعون ويسألون ويستفسرون، ويبحثون في المكتبة، لعمل البحوث الميدانية والدراسات المكتبية لكن للأسف فترة ما بعد الغزو وتغيرت الرؤية، فالطالب الآن يأتي إلى الجامعة ليس للعلم والمعرفة، بل للحصول على مؤهل اجتماعي يؤهله للحصول على وظيفة «ودرجة رابعة» ولم يعد العلم هدفا بحد ذاته، بل وسيلة، والغالبية من طلبة اليوم غير جادين، وليسوا مهتمين بالدراسة، بل بالوسائل الترفيهية، حتى اطباع الطلبة تغيرت وقد يكون السبب عالم الانترنت والتكنولوجيا، لذا خف الاقبال على المكتبة وزيارة الاساتذة للاستزادة، وخف اصرارهم على الدراسات الميدانية، وعلى حضور مجلس الأمة، وهذا دليل على اللامبالاة.
> كيف ترى الدور السياسي لطلبة الجامعة.. وهل هناك قصور في النواحي السياسية لدى الطالب الجامعي؟
- قد يكون هذا جزء من الخلل الذي تعاني منه المؤسسة التعليمية فاهتمام الاساتذة بالنواحي السياسية أيضا اصبح أقل لدي البعض، كما ان النشاط السياسي ذاته قل عما سبق ورغم وجود جمعية العلوم الاجتماعية التي تنظم اللقاءات والندوات، ووجود نادي سياسي لكن انشطتهم في الفترات السابقة كانت اكثر بدرجة كبيرة.. اعتقد ان هذا بسبب الخلل في النظام العام، فاهتمامات الشعب الكويتي بدأت تتغير، حتى الجيل الجديد لم يعد يهتم بالعمل التعليمي ولم يعد التعليم غاية كما كان سابقاً، حيث كان يسعى إلى توسعة دائرة معرفته، وإضافة دوائر جديدة، الآن لا يهتم بذلك كله، بل كل هم الطالب الآن الحصول على الورقة التي تتيح له فرصة الوصول إلى وظيفة جيدة، وقد تعتمد على الواسطة والقبيلة والعائلة والطائفة.
> كيف ترى تدخل اعضاء مجلس الأمة في اللجنة التعليمية وشؤون الجامعة والتطبيقي؟
- إذا أردنا للمؤسسات التربوية العليا، سواء الجامعة أو التطبيقي، ان ترتقي بالعملية التعليمية وأداء دورها في مسار التنمية وتخريج كوادر وطنية، فانني ارى انه قد حان الوقت للمؤسسة التشريعية لئلا تتدخل في العملية التعليمية وخاصة على مستوى الجامعة.
فليس من مصلحة الكويت ان يقحم النواب انفسهم في العملية التعليمية حتى لايحدث خللا في العملية التعليمية، وأنا أرى تدخل بعض اعضاء مجلس الأمة تدخلا مباشرا وغير مباشر في أمور لا تخصهم، والمفترض عليهم ان يتدخلوا في الأمور الحميدة وليست الخبيثة، وكل تدخلاتهم فيها مخالفات وتجاوزات وتغيير وتعيين وهذا وللأسف كارثة للبلد، واحدى أسباب التخلف التعليمي مقارنته بالسابق حين لم يكن مجلس الأمة يتجرأ ان يتدخل في العملية التعليمية بل كان يتركها لاصحاب الشأن والاختصاص، الآن المؤسسة التشريعية تتدخل في المؤسسات التعليمية العليا كيفما تشاء، والباب مفتوح أمامها.
> كيف تقرأ الوضع التربوي والتعليمي اليوم؟
- دول العالم التي مرت بكوارث وطنية ككارثة الاحتلال، تسعى بعد التحرير لبناء مجتمع وجيل جديد، والخطوة الأولى في تأسيس انسان جديد بعقلية واعية من خلال المؤسسة التعليمية، لكن للأسف، تأثيرنا في هذا المجال قل، واهتمامنا بالتعليم هبط، واصبح الاهتمام منصبا على المنصب السياسي وجمع المال بطريقة شرعية أو غير شرعية والحلال اصبح حراما والعكس صحيح، والخطأ اصبح صح وهكذا، وهذه هي عقليتنا، لذا العملية التعليمية تحتاج لثورة تصحيح، وهذا لا يعني ان نرفع شعارات وعند التطبيق نتدخل ونفرض ونكون أوصياء على الجامعة، والدليل انه في التعليم العالي أعضاء مجلس الأمة يحاولون التدخل في كل صغيرة وكبيرة بدءا من انفلونزا الخنازير ووصولا إلى انفلونزا التربية والتعليم، كذلك اصبح الخلل في العقل الكويتي ما بعد التحرير، فلم يعد هناك اهتمام بالتريبة والتعليم العالي، ونتج عن ذلك ظهور المدارس والجامعات الخاصة والتي يلجأ إليها الطلبة وأولياء أمورهم هربا من البيروقراطية التعليمية في الجامعات والمدارس.
> قانون الاختلاط بالجامعة.. هل من مستفيد منه؟
- برأيي ان قانون منع الاختلاط لم يكن صائبا، وهو سياسي اكثر منه يهدف للمصلحة العامة.
> هل التعليم في الكويت مسّيسًّ..؟
- نعم وهذه هي«البلوى» الكبرى التي نعاني منه ونحن نحاول ابعاد التعليم عن السياسة والتي تصر على التدخل في كل الأمور بدءا من غرفة النوم.
> كيف قرأت موضوع فرض لباس شرعي للنائبات..؟
- هذا ايضا تسيس للدين وأرى ان اختيار الملبس أمر يتعلق بالحرية الشخصية والغريب هو التناقض، حيث ان العاملات في مكاتب أعضاء مجلس الأمة ذاته منهن المحجبات ومنهن غير المحجبات ومنهن المنقبات ومنهن المعبئات، كذلك الأمر بالنسبة للوزارات لذلك قضية اللباس الشرعي ناتجة عن متغيرات اقليمية اثرت على الواقع الكويتي الذي لم يكن هكذا.
> هل يحتاج قانون الجامعة إلى تعديلات.. وماهي؟.. وما القوانين التي تحتاج إلى تعديل في كلية العلوم الاجتماعية..؟
- كل قانون بعد مرور فترة من الزمن يحتاج إلى مراجعة تقضي إلى ضرورة تعديل بعض المواد طبقا للمتغيرات.. وهذا امر منطقي وظاهرة صحية تنطبق على قانون الجامعة كغيره من القوانين خاصة بعد مرور 40 عاما.
فالكليات تحتاج إلى مزيد من الحرية في الناحية الإدارية وذلك يتطلب اما تغيرا في القانون المنظم أو تغيرا في النظام الإداري والأمر الآخر يخص الجانب المالي، فكل مايتم انفاقه في الكلية يمر على إدارة الجامعة وهو ما يعني الروتين الذي يقطع كثيرا من الوقت وهو أمر لايمثل لإدارة الجامعة مشكلة رغم انه يؤخر مصالح الناس ويعيق عملية اتصالنا بالخارج ونحن كجامعة لنا اتصالات بالمؤسسات الاجنبية وقانون الجامعة يسير طبقا للمركزية في اتخاذ القرارات كذلك مسألة الرقابة المالية على الجامعة في ديوان المحاسبة تحتاج إلى تعديل، حيث ان تلك الرقابة تؤخر من عملنا لذا نحتاج إلى تعديل اكثر في القوانين بما يعطينا ككلية وجامعة المزيد من المرونة.
> جامعة الشدادية كيف تنظر لها بعد اعوام من بدء الدراسة فيها.. علما بأن مكانها مزدحم..؟
- اختيار الموقع قد لايكون مناسبا إلا اذا تم ايجاد طرق بديلة لها لأن طريقها الحالي مزدحم ويسبب كارثة مرورية فكيف الحال بعد مرور 10 سنوات يفترض الانتهاء من الجامعة الجديدة في العام 2015 وهذا اراه غير واقعي بسبب كبر المخطط لذا اعتقد ان عملية الانشاء سيستغرق خمس سنوات اضافية كذلك التخطيط يبنى على اساس ان تستوعب30 الف طالب وانا متأكد انه مع بدء التشغيل سيكون عدد الطلبة بها 40 الف طالب على الأقل لذا يفترض ان تتم عملية التوسعة مع عملية الإنشاء وان يوضع في الاعتبار ترك مساحات في كل كلية.
> ما تعليقك على وقف الاعتراف ببعض الجامعات.. وعلى أي اساس يتم الوقف.. وهل انت مع أم ضد..؟
- الجامعات الخارجية الآن أصبحت كالبقالات.. وقد اكتشفت هذه الجامعات ان هناك طلبة خليجيين يودون الحصول على الشهادات الجامعية وليس التعليم بدون حضور ولا امتحانات فقط زيارات روتينية لذا سحب الاعتراف بهذه الجامعات وهذه ليست جامعات وذلك ليس ادعاء بل حقيقة فليس لديها اقل متطلبات وامكانيات الجامعة من مساحة مكانية واعضاء هيئة التدريس ونظام الانتظام في الدراسة ونظام الامتحانات والتقييم المستمر فالقضية تزداد تعقيدا عندما ينافس خريج هذه الجامعات الخاوي من العلم فخريج الجامعات الحقيقة في الوظيفة وليس هذا عدلا.
> ما تعليقك كأستاذ للعلوم السياسية على بعض النواب الذين دائما ينادون بالاستجوبات في الندوات..؟
- الاستجواب حق دستوري للعضو اذا كان هناك تجاوز ومخالفات ولكن في بعض المرات الظروف السياسية والمتغيرات الاقليمية والواقع الداخلي يجبرك على عقلنة القرارات وما حدث في الاستجوابات الاربعة الاخيرة يمكن وصفه بـ«ضربة» قوية للسلطة التنفيذية وفي المقابل ارى ان للحكومة تكنيك استراتيجي كبير بمواجهة الاستجوابات باعتلاء منصة الاستجواب وتفنيد محاوره لذا صعود رئيس الوزراء المنصة بعد ان كانت هناك عقدة نفسية من هذا الامر انجاز يحسب للكويت ولرئيس وزرائها ولأعضاء مجلس الأمة.
أما التعليق على الاستجوابات دائما فهو سلاح يخيف الحكومة ويجذب انتباه رجل الشارع والملوح بالاستجواب اشبه بالرجل الذي يقف بين الناس ومعه عصا غليظة يهدد به لذا لابد للنواب ان يهدأوا بعض الشيء فهم لديهم اهداف عامة لمصلحة الوطن واهداف خاصة لمصلحة المواطنين وهم الناخبون في الدوائر الانتخابية من اوصلوهم لقبة البرلمان واذا عدنا إلى كل الاستجوابات سنجد ان الجزء المبطن فيها قضايا شخصية.
> تلقيت دعوة من مجلس الأمة من أجل مساعدة لجنة الظواهر السلبية ككلية للعلوم الاجتماعية.. فماذا يمكن ان تقدموا لها..؟
- ارسلت لجنة الظواهر السلبية دعاوى للمساعدة لمجموعة من المؤسسات منها وزارة الداخلية، البلدي، التجارة، الصحة، الجامعة، وقد رأست فريقا من اربعة افراد وقابلنا اللجنة لمدة ساعة واحدة ورأينا ان المشكلة ليست في السلوكيات مثل التدخين المقاهي وتأثيرها على الشباب من خلال المحاضرات والدراسات، وكان رأينا ان المقاهي افضل من اماكن اخرى ومن ثم فإغلاق المقاهي قد يجبر الشباب إلى اللجوء لاماكن اخرى مخالفة وهي تعتبر متنفسا لهم خاصة في العطل والاجازات وقد قمنا ببعض الدراسات وسنمد مجلس الأمة بها.
> مشكلة القروض.. وملف البدون.. كيف تنظر لهاتين القضيتين ؟
- هناك اعتقاد لدى الشعب الكويتي بأن الحكومة أصبحت«البقرة الحلوب» لذا كل انسان يريد أن يأخذ من خيراتها وكأن«الكيكة» التي كانت موجودة في السابق مازالت موجودة. وكمواطن أرى أن كل من اقترض قرضاً فعليه سداده، وإن أرادت الحكومة دعم بعض الحالات القليلة التي تستوجب الاسقاط، لكن ما يحدث أن الجميع يحصل على القروض على أمل اسقاطها، وهو امر يتعلق بوعود انتخابية.
أما قضية البدون تحتاج لجرأة سياسية فقط، فهناك 100الف إنسان بما يعادل 10% من الكويتيين وهذا عدد ليس بالقليل، وخاصة وان كثيرا منهم تشابك في ارتباطات اجتماعية ونفسية واقتصادية لذا من المعيب أن نتركهم على أرضنا دون حقوق، واذا كان أجداد بعضهم لديهم جوازات عربية، فماذا عن الجيل الحالي والذي سبقه.
للاسف لدينا عقدة في الكويت، باننا لا نريد أحدا يشاركنا في خيراتنا، والجنسية الكويتية ليست وثيقة فقط وإنما مكاسب مالية ضخمة من قروض وقسيمة وتعديل وضع ووظيفة وغيرها، لذا على الحكومة أن تبدأ بالتجنيس من هي متأكدة منهم لتخفيف وطأة المشكلة، لان هذه الفئة تمثل ثقلا انتخابيا، والمشكلة مع مرور الوقت تتفاقم، فيما الحكومة تنتظر يوماً تمل فيه هذه الفئة من الانتظار وهذا اليوم لن يأتي، وقضية(100) ألف من البدون، مرتبطة بتداعيات خارجية مع دول أخرى. ولذلك لا يحق لنا أن نلومهم إذا كانوا لا يدرسون ولا يعملون فينحرفون إلى إرتكاب الجرائم.
> اين العرب من قضية تخصيب اليورانيوم الايراني وكيف تتوقع سيناريو الازمة الايرانية؟
- العرب نسوا قضيتهم، نسوا العروبة وفلسطين، واعتبروا أن ايران هي اسرائيل الجديدة وأنها هي العدو الأول لنا. لكنها في النهاية دولة اسلامية، ولو كان لدى العرب ذرة حياء لامتلكوا النووي ووجهوا طاقتهم صوب اسرائيل العدو المعلن. للاسف الاعلام يصور لنا النظام الإيراني الحالي بإن لديه تطلعات توسعية في المنطقة وان كل مشكلات العالم العربي سببها إيران، وأنها وراء الأزمات التي تحدث في لبنان وفلسطين ومصر والمغرب واليمن.
وأنا متأكد لو اعلنت إيران يوماً من الايام اعترافها بدولة اسرائيل فإن كل الاتهامات الموجهة لإيران ستتغير، لان مشكلة إيران ليست مع العرب وإنما مع اسرائيل ومن ثم اميركا وبالتبعية مع العالم العربي.
وما يحدث الان من تهديدات إيرانية جزء من الحرب النفسية، ولان تجازف اميركا أو اسرائيل بالاعتداء على إيران لان هذا يعني دخول المنطقة العربية والخليجية والشرق الاوسط في نزاعات وحروب وأزمات صغيرة ومتاهة لن تنتهي.. فالحرب الاسرائيلية الاميركية الإيرانية ستدخلنا كأطراف فيها، ولا أتصور أن تسعى اسرائيل لفتح جبهة ضدها وهي تعلم جيداً بإن إيران حتى لو أمتلكت السلاح النووي لن تستخدمه ضدها، فإيران تسعى لامتلاكه لحماية نظامها من أي تهديد خارجي.
التنازل عن السيادة
> قال مدير إدارة الوطن العربي بوزارة الخارجية الكويتية السفير جاسم المباركي بان الدبلوماسية العربية فاشلة.. كيف ترى هذا الامر؟
- للاسف العالم العربي انبطح أمام اسرائيل واميركا، ولم يعد هناك دبلوماسية عربية مشتركة ولان الدبلوماسية العربية فاشلة أصبح الشارع العربي مجموعة من الشوارع المحلية، تتحارب معاً، بل ان الدولة العربية الواحدة داخلها تيارات وتنظـيمات تحارب بعضها، فاذا كانت الدبلوماسية الداخلية مفقودة فكيف الحال بالدبلوماسية الخارجية.
واذا كانت هناك اية نجاحات في العالم العربي فإنها تكون في دول مجلس التعاون، لكن المشكلة في دول مجلس التعاون هي مشكلة التنازل عن السيادة، فليس هناك قرار خليجي واحد، وإن كان هناك نجاح مستقبلي للدول الخليجية فإنه سيكون في إصدار عملة خليجية موحدة وترجمته ستجعل المواطن الخليجي بان«الجيب واحد».
> ماذا أضافت لك العمادة وماذا أخذت منك وماذا تطمح في الوصول إليه من خلال منصبك.
- اسعى من خلال منصبي كعميد لكلية العلوم الاجتماعية الى تأدية خدمتي تجاه الكلية وابنائي الطلبة، وآمل أن تكون القرارات التي اتخذها موضوعية وعلمية، لذلك سعيت ان افرض وجود هذه الكلية على مستوى الجامعة والمجتمع حتى اصبح لها نشاط وحضور، ودور يساهم في العملية التعليمية والحمد لله عندما قام فريق اجنبي بتقييم الكلية لمنحها الاعتماد الاكاديمي وبناء على نتيجته نستطيع التحرك وتعديل بعض الامور والمسارات العلمية والهيكلية التعليمية داخل الكلية وبصدد انشاء مركز دراسات المرأة وهو الوحيد في منطقة الخليج، وقد التقينا ببعض النخب والرموز النسائية ممن كان لهن دور في تطور المرأة في الكويت واستفدنا منهن وعموما العمادة مسؤولية هامة وواجب لابد من تأديته بأمانة واخلاص.
> حدثنا عن دور الوالدين بحياتك؟
- كنت مرتبطا بوالدي كثيرا، وكان لدينا دكان في السوق واعمل معه، وهكذا بنيت شخصيتي في الاعتماد على النفس منذ صغري، وقد توفاه الله وعمري 15 عاما.
> أهم المحطات بحياتك؟
- اكثرها تأثرا في الغزو العراقي ، كذلك فترة عملي بالشرطة كمحقق فقد تعلمت الحياة العملية وكان عمري وقتها 18 عاما اذكر اثناء العمل، اصابني احد الزملاء بالخطأ برصاصة في ظهري وخرجت من الجانب الاخر.. وهناك العديد من المحطات عمري المؤلمة على سبيل المثال، فقدان اخ واخت «دكاترة» في حادث سيارة بعد التحرير، وكانا اصغر مني في العمر.
> كاتم اسرارك.
- زوجتي أم «عادل» فقد تزوجنا بعد قصة حب وهي ابنة خالتي، احببتها كثيرا وهي هادئة الطباع واعتبرها المستشار الاول لي والصديقة تعرف كل اسراري عدا اسرار العمل.
> حدثنا عن أبنائك والاحفاد؟
- عادل مهندس معماري في الديوان الاميري وباسل موظف في هيئة الاستثمار في لندن ونور اخر سنة في الجامعة ولديّ حفيد من ابني عادل اسمه علي.
> هواياتك المفضلة؟
- القراءة والكتابة كذلك السفر واكتشاف اماكن جديدة واحب لبنان واميركا.
> ماذا تتابع من برامج.
- اطالع الاخبار عبر النت.
> كيف تصف نفسك.
- بسيط جدا، متواضع، مرن جدا.
> رسالة.
- لكل محبي الوطن.. حافظوا عليه من خلال المودة والانتماء.