جمال
09-18-2004, 11:17 AM
كتابات - د. ضياء المختار
اليوم وبعد أن اختلطت الأمور إلى هذا الحد المخيف وصارت المجازر بحق المدنيين الأبرياء من أبناء العراق تسمى بالمقاومة الوطنية أصبح علينا جميعا نحن العراقيين الذين لا زال بين حنايا صدورنا بصيص من أمل في أن يخرج العراق من هذه المحنة بشيء من العافية، أقول: أصبح لزاما علينا جميعا أن نقاوم هذه المقاومة. لقد دعوت ولا زلت أدعو لمقاومة الاحتلال سلميا وأنا أدعوا اليوم لمقاومة المقاومة بالطرق السلمية أيضا.
فأنا لا أدعو أبدا لأي عنف ولا قتل ولا دماء فكفانا ما كفانا ولنحقن دمنا الذي أصبح أرخص من اليبيس. لقد كان لهذا المقال أن ينحى غير هذا المنحى لولا ما كتبه الأخ سمير عبيد يوم أمس والذي تمادى فيه في الإطناب بما يسميه مقاومة وطنية. أنا لحد الآن لم أجد مبررا واحدا للأخ سمير يدفعه إلى هذه المبالغة البعيدة كل البعد عن الواقعية والموضوعية مما جعل المقال كلاما لا يمكن السكوت عليه. فهو يذكر بأن للمقاومة العراقية قيادة عليا جدا وقيادة وسط وقد تكون هناك قيادة دنيا وربما يكون الشيخ بن لادن أحد أعضاء هذه القيادة.
وأنا أقول له إن كان لهذه المقاومة قيادة فهي لن تتعدى ضباط الجيش الكبار أزلام صدام الذين خدموه كل تلك المدة وملئت صدورهم أنواط الشجاعة ثم باعوا العراق للأمريكان وهربوا كالجرذان دون أن يطلقوا طلقة واحدة. إن هؤلاء المجرمين لا يمكن أن يسموا وطنيين ولا شرفاء ولا عراقيين. وفي عبارة أخرى يعطي الأخ سمير هذه المقاومة قوى خرافية يبدو أنها موجودة في مخيلته فقط منها أن المقاومة تريد إسقاط بوش ضمن استراتيجية محكمة ستنفذ في الشارع الأمريكي عندما يقترب يوم الانتخابات الأمريكية.
بالله عليك يا أخ سمير هل أنت جاد أم تمزح؟ أولا الكل يتوقع أن تكون هناك هجمات إرهابية في أمريكا في ذلك اليوم أما كونها من فعل المقاومة العراقية فهذا شيء جديد لم يدعه أحدا قبلك، أم إنك تدعي علنا بأن الوهابيين هم جزءا من المقاومة العراقية؟. ثم إن الديمقراطيين ومن وخلفهم 45% من الأمريكان يريدون إسقاط بوش فهل تطابقت أهداف المقاومة العراقية مع هؤلاء وهل جون كيري سيكون أفضل للعراقيين من بوش؟ إن هذا قصر نظر لا يحسد عليه الأخ سمير المحترم. ومن أغرب ما قرأت في ما كتب الأخ سمير هو إن المدن العراقية تحمي أحدها الأخرى!!
فهل فيكم من صدق هذا الكلام، وهل فعلا هبت الفلوجة لنجدة النجف في محنتها أم إن القتال في الفلوجة هدأ وقتها وتوقفت التفجيرات الإرهابية التي يسميها عبيد بالجريئة؟ هل هي الذاكرة الضعيفة أم ماذا؟ إنه كلام يستفز المشاعر فعلا وقد يكون هذا هو القصد دون علمنا. أنا لابد من أن أعتذر للأخ سمير عبيد لأني قد أضطر لاستخدام بعض العبارات القاسية في كلامي معه هذه المرة وذلك لأنني فعلا أشعر بغضب شديد وأنا أقرأ مقاله الذي لا يعقل أبدا.
فهل يعقل قوله بأن المقاومة تعد العدة والترتيبات اللوجستية لاقتحام بغداد، هل تحلم أخي الكريم؟ هل يمكن لأولئك الجبناء الذين هربوا من بغداد بكامل عدتهم العسكرية وأنواطهم التي لا تعد أن يقتحموها اليوم؟ إن جل ما يستطيعون عمله هو تفجير السيارات المفخخة لقتل الأبرياء وذبح الرهائن مع التكبير والذي تدعي إنهم إستنكروا ذلك وهددوا من يقوم بالذبح بالعقاب، علما بأننا لم نسمع لا إستننكار ولا تهديد بل كل تأييد ومباركة فما هو دليلك على ما تدعي؟ أخيرا أقول لك أخي الكريم أن لا شيء هناك اسمه الشرعية الدولية فالأمم المتحدة ومجلس الأمن أكذوبة صدقناها نحن مساكين العالم الثالث وما تريده الدول العظمى تفعله بما في ذلك فرنسا التي تعتقد خطئا إنها تدافع عن حقوق العراق والعراقيين.
إلى هنا أنهي كلامي مع الأخ سمير في الوقت الحاضر على الأقل وأنا هنا سأحاول باختصار تفسير ما يحصل في العراق من أعمال توصف بالمقاومة وأترك للقارئ الكريم أن يقارن بينما أذهب إليه وبينما يقرره الأخ عبيد. إن ما حدث هو أن المجرم صدام قد أدرك قبل الحرب كما أدرك الجميع إنه لن يستطيع الصمود أمام الهجوم الأمريكي أكثر من شهر. لذلك، وبدلا من الاستقالة وإنقاذ العراق قرر العناد والمكابرة كعادته ووضع خطة للهروب وتكديس السلاح والعتاد في مدن مثل الفلوجة والرمادي واستخدام هذا السلاح في حرب أهلية ترتكز على معطيات عنصرية وطائفية تحرق الأخضر واليابس.
ومن أهم ما نلاحظ في هذه الخطة هي كونها استثنت مدن مثل تكريت والعوجة والدورمن أن تكون مراكز لهذه الحرب، فهل يقول لي الأخ سمير لماذا لم تطلق الدور ولو طلقة واحدة دعما لهذه المقاومة المباركة وهي القرية التي جاء منها كل القادة الكبار في الجيش العراقي؟ إن هذه الخطة ترتب عليها أولا احتلال العراق وتدمير بناه التحتية وتدمير جيشه. ومن ناحية أخرى فإن ما تقوم به هذه العصابات هو مثال حي لواقع هذا البعث المجرم الذي لم نرى منه ومنذ أن عرفناه غير القتل وسفك الدماء.
ألم يقولوا: بعث تشيده الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولا يتحطم. نعم إنهم اليوم يدمرون العراق ويحرقونه حرقا لا لشيء سوى للعودة للحكم مرة أخرى. ولو أعطاهم الأمريكان اليوم ضمانا بالعودة للحكم غدا لأوقفوا عملياتهم اليوم. إن البعثيين هم العصابات الوحيدة التي عايشناها على مر السنين التي تسترخص الدم العراقي في سبيل تحقيق مآربها الدنيئة، والمؤسف فعلا أن نرى شخصا مثل سمير عبيد يبرر لهم هذه الجرائم. إنه من الثابت فعلا إن عمليات القتل الجماعي والتخريب المستمر الذي يشهده العراق سيكون له نتيجتين لا ثالثة لهما، الأولى إطالة أمد الاحتلال إلى أبعد مدى ممكن وتأجيل الانتخابات الموعودة إلى أجل غير مسمى مما سيؤدي إلى واقع ينذر بأخطار جمة ليس أقلها تقسيم العراق.
من أجل ذلك كله علينا جميعا أن نرفع صوتنا ضد هذه المؤامرة البعثية الدنيئة التي تغلف نفسها تحت مسمى المقاومة والتي ترمي إلى إعادة البعث للسيطرة على العراق من جديد. علينا أن نقاوم المقاومة والاحتلال سلميا. علينا أن نحشد قوانا السياسية والاجتماعية والدينية لهذا الغرض لأن البديل سيكون شيئا واحدا وواحدا فقط وهو عودة البعثيين للحكم مرة أخر وسيعيثون في الأرض فسادا مرة أخرى وسيحرقون النسل والحرث ووقتها لن ينفعنا تنظير الأخ سمير عبيد بشيء أبدا.
اليوم وبعد أن اختلطت الأمور إلى هذا الحد المخيف وصارت المجازر بحق المدنيين الأبرياء من أبناء العراق تسمى بالمقاومة الوطنية أصبح علينا جميعا نحن العراقيين الذين لا زال بين حنايا صدورنا بصيص من أمل في أن يخرج العراق من هذه المحنة بشيء من العافية، أقول: أصبح لزاما علينا جميعا أن نقاوم هذه المقاومة. لقد دعوت ولا زلت أدعو لمقاومة الاحتلال سلميا وأنا أدعوا اليوم لمقاومة المقاومة بالطرق السلمية أيضا.
فأنا لا أدعو أبدا لأي عنف ولا قتل ولا دماء فكفانا ما كفانا ولنحقن دمنا الذي أصبح أرخص من اليبيس. لقد كان لهذا المقال أن ينحى غير هذا المنحى لولا ما كتبه الأخ سمير عبيد يوم أمس والذي تمادى فيه في الإطناب بما يسميه مقاومة وطنية. أنا لحد الآن لم أجد مبررا واحدا للأخ سمير يدفعه إلى هذه المبالغة البعيدة كل البعد عن الواقعية والموضوعية مما جعل المقال كلاما لا يمكن السكوت عليه. فهو يذكر بأن للمقاومة العراقية قيادة عليا جدا وقيادة وسط وقد تكون هناك قيادة دنيا وربما يكون الشيخ بن لادن أحد أعضاء هذه القيادة.
وأنا أقول له إن كان لهذه المقاومة قيادة فهي لن تتعدى ضباط الجيش الكبار أزلام صدام الذين خدموه كل تلك المدة وملئت صدورهم أنواط الشجاعة ثم باعوا العراق للأمريكان وهربوا كالجرذان دون أن يطلقوا طلقة واحدة. إن هؤلاء المجرمين لا يمكن أن يسموا وطنيين ولا شرفاء ولا عراقيين. وفي عبارة أخرى يعطي الأخ سمير هذه المقاومة قوى خرافية يبدو أنها موجودة في مخيلته فقط منها أن المقاومة تريد إسقاط بوش ضمن استراتيجية محكمة ستنفذ في الشارع الأمريكي عندما يقترب يوم الانتخابات الأمريكية.
بالله عليك يا أخ سمير هل أنت جاد أم تمزح؟ أولا الكل يتوقع أن تكون هناك هجمات إرهابية في أمريكا في ذلك اليوم أما كونها من فعل المقاومة العراقية فهذا شيء جديد لم يدعه أحدا قبلك، أم إنك تدعي علنا بأن الوهابيين هم جزءا من المقاومة العراقية؟. ثم إن الديمقراطيين ومن وخلفهم 45% من الأمريكان يريدون إسقاط بوش فهل تطابقت أهداف المقاومة العراقية مع هؤلاء وهل جون كيري سيكون أفضل للعراقيين من بوش؟ إن هذا قصر نظر لا يحسد عليه الأخ سمير المحترم. ومن أغرب ما قرأت في ما كتب الأخ سمير هو إن المدن العراقية تحمي أحدها الأخرى!!
فهل فيكم من صدق هذا الكلام، وهل فعلا هبت الفلوجة لنجدة النجف في محنتها أم إن القتال في الفلوجة هدأ وقتها وتوقفت التفجيرات الإرهابية التي يسميها عبيد بالجريئة؟ هل هي الذاكرة الضعيفة أم ماذا؟ إنه كلام يستفز المشاعر فعلا وقد يكون هذا هو القصد دون علمنا. أنا لابد من أن أعتذر للأخ سمير عبيد لأني قد أضطر لاستخدام بعض العبارات القاسية في كلامي معه هذه المرة وذلك لأنني فعلا أشعر بغضب شديد وأنا أقرأ مقاله الذي لا يعقل أبدا.
فهل يعقل قوله بأن المقاومة تعد العدة والترتيبات اللوجستية لاقتحام بغداد، هل تحلم أخي الكريم؟ هل يمكن لأولئك الجبناء الذين هربوا من بغداد بكامل عدتهم العسكرية وأنواطهم التي لا تعد أن يقتحموها اليوم؟ إن جل ما يستطيعون عمله هو تفجير السيارات المفخخة لقتل الأبرياء وذبح الرهائن مع التكبير والذي تدعي إنهم إستنكروا ذلك وهددوا من يقوم بالذبح بالعقاب، علما بأننا لم نسمع لا إستننكار ولا تهديد بل كل تأييد ومباركة فما هو دليلك على ما تدعي؟ أخيرا أقول لك أخي الكريم أن لا شيء هناك اسمه الشرعية الدولية فالأمم المتحدة ومجلس الأمن أكذوبة صدقناها نحن مساكين العالم الثالث وما تريده الدول العظمى تفعله بما في ذلك فرنسا التي تعتقد خطئا إنها تدافع عن حقوق العراق والعراقيين.
إلى هنا أنهي كلامي مع الأخ سمير في الوقت الحاضر على الأقل وأنا هنا سأحاول باختصار تفسير ما يحصل في العراق من أعمال توصف بالمقاومة وأترك للقارئ الكريم أن يقارن بينما أذهب إليه وبينما يقرره الأخ عبيد. إن ما حدث هو أن المجرم صدام قد أدرك قبل الحرب كما أدرك الجميع إنه لن يستطيع الصمود أمام الهجوم الأمريكي أكثر من شهر. لذلك، وبدلا من الاستقالة وإنقاذ العراق قرر العناد والمكابرة كعادته ووضع خطة للهروب وتكديس السلاح والعتاد في مدن مثل الفلوجة والرمادي واستخدام هذا السلاح في حرب أهلية ترتكز على معطيات عنصرية وطائفية تحرق الأخضر واليابس.
ومن أهم ما نلاحظ في هذه الخطة هي كونها استثنت مدن مثل تكريت والعوجة والدورمن أن تكون مراكز لهذه الحرب، فهل يقول لي الأخ سمير لماذا لم تطلق الدور ولو طلقة واحدة دعما لهذه المقاومة المباركة وهي القرية التي جاء منها كل القادة الكبار في الجيش العراقي؟ إن هذه الخطة ترتب عليها أولا احتلال العراق وتدمير بناه التحتية وتدمير جيشه. ومن ناحية أخرى فإن ما تقوم به هذه العصابات هو مثال حي لواقع هذا البعث المجرم الذي لم نرى منه ومنذ أن عرفناه غير القتل وسفك الدماء.
ألم يقولوا: بعث تشيده الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولا يتحطم. نعم إنهم اليوم يدمرون العراق ويحرقونه حرقا لا لشيء سوى للعودة للحكم مرة أخرى. ولو أعطاهم الأمريكان اليوم ضمانا بالعودة للحكم غدا لأوقفوا عملياتهم اليوم. إن البعثيين هم العصابات الوحيدة التي عايشناها على مر السنين التي تسترخص الدم العراقي في سبيل تحقيق مآربها الدنيئة، والمؤسف فعلا أن نرى شخصا مثل سمير عبيد يبرر لهم هذه الجرائم. إنه من الثابت فعلا إن عمليات القتل الجماعي والتخريب المستمر الذي يشهده العراق سيكون له نتيجتين لا ثالثة لهما، الأولى إطالة أمد الاحتلال إلى أبعد مدى ممكن وتأجيل الانتخابات الموعودة إلى أجل غير مسمى مما سيؤدي إلى واقع ينذر بأخطار جمة ليس أقلها تقسيم العراق.
من أجل ذلك كله علينا جميعا أن نرفع صوتنا ضد هذه المؤامرة البعثية الدنيئة التي تغلف نفسها تحت مسمى المقاومة والتي ترمي إلى إعادة البعث للسيطرة على العراق من جديد. علينا أن نقاوم المقاومة والاحتلال سلميا. علينا أن نحشد قوانا السياسية والاجتماعية والدينية لهذا الغرض لأن البديل سيكون شيئا واحدا وواحدا فقط وهو عودة البعثيين للحكم مرة أخر وسيعيثون في الأرض فسادا مرة أخرى وسيحرقون النسل والحرث ووقتها لن ينفعنا تنظير الأخ سمير عبيد بشيء أبدا.