سمير
03-20-2010, 03:24 PM
أفضل طرق كشف خباياها الطائرة الصغيرة
http://www.aawsat.com//2010/03/17/images/travel1.561329.jpg
من الصعب التنقل في الاسكا بواسطة السيارة لذا تعتبر الطائرة من افضل الطرق للتعرف على الطبيعة الساحرة
ألاسكا: سارا ماسلين نير*
كان صباحا عاصفا ضربته الثلوج في أوائل الشتاء، وفي الوقت الذي كنت أقف فيه فوق قطعة من الأرض مطلة على خليج كاشماك في مدينة هومر بولاية ألاسكا، كنت محاطا بعجائب الطبيعة، أو قيل لي إنها كذلك. وكان حقل الثلج هاردينغ، وهو عبارة عن قمم جبلية وعرة تغطيها الأنهار الجليدية المترابطة، يقبع في المنطقة الشمالية الشرقية من الولاية. وعلى بعد عشرة أميال، كان هناك أنهار تقف فيها قطعان الدببة البنية في فصل الربيع وتكون أقدامها في الماء؛ وتقف هذه الدببة وكأنها مستعدة لالتقاط الصور، في الوقت الذي تلتقط فيه أسماك السلمون الصغيرة التي تقفز هنا وهناك فوق سطح المياه.
لكن في ألاسكا، الولاية الشاسعة التي تبلغ مساحتها 663267 ميلا مربعا، تجد معظم التضاريس منعزلة تماما عن الطرق. فباستخدام وسائل الانتقال التقليدية، ليس بوسع السائح سوى الوصول إلى مسافة بعيدة من هذا المكان. فعندما وقفت على حافة أرض هومر، كنت قد وصلت إلى نهاية الطريق: بعد أقدام قليلة أمامي، يختفي الممر في البحر.
ولحسن الحظ، هناك خيار آخر للذهاب إلى هذه المنطقة، ألا وهو الطيران فوق المكان.
وأثناء وجودي في ألاسكا، وفي سياق عقد مقابلات مع أناس يعيشون في مناطق نائية لكتابة مقال عن المنطقة، علمت كيف أن السفر بالجو وسيلة حيوية للوصول إلى مواقع لا يمكن الوصول إليها عن طريق البر. كما اكتشفت أن السفر بالجو أفضل وسيلة لرؤية الكثير من المعالم المذهلة في الولاية، وهو الشيء نفسه الذي يكتشفه آلاف الزوار، حيث إن ارتفاع عدد الطيارين في ألاسكا قاد إلى مجموعة كبيرة من الرحلات الجوية. وتساعد هذه الرحلات، التي تعرف باسم مشاهدة المعالم من الجو والتي تتم من خلال طائرات صغيرة الحجم وقوية قادرة على الهبوط في مناطق ذات تضاريس وعرة، على كشف ألاسكا للمسافر العادي.
وبالتحليق في الجو، يصبح المنظر النادر لظهر النهر الجليدي شيئا شائعا، ولم يعد مقصورا على عشاق الرياضات الخطرة الذين يستطيعون تسلق الجوانب الجليدية. وبمجرد الوصول إلى الأرض، تكون الحيوانات المنعزلة موضع التركيز، وتكون أيضا جداول الصيد التي يصعب الوصول إليها على بعد خطوات فقط.
وقال مدير متحف تراث الطيران في ألاسكا نورم لاغاسي: «لديك فقط خمس طرق سريعة» عبر ولاية تتجاوز مساحتها ضعف مساحة ولاية تكساس. وأضاف أن الفرد يستطيع الوصول إلى مناطق شمال أنكوريدج وفيربانكس، على سبيل المثال، بسهولة باستخدام الطائرات، إضافة إلى الزلاجات التي تجرها الكلاب. «لا توجد أية سكك حديدية، ولا توجد أية طرق سريعة، ولا يوجد حتى بنية تحتية للنقل البري».
وعليه، يوجد في ألاسكا تقريبا طيار مرخص لكل 58 من السكان المحليين، وهو ما يمثل 14 ضعفا لنصيب الفرد من عدد الطائرات في باقي أنحاء الولايات المتحدة، وفقا للمعلومات المتاحة على الإنترنت التي جمعتها إدارة النقل والمنشآت العامة في الولاية. وقال لاغاسي إن الطيارين الأوائل قاموا برحلاتهم الجوية الأولى فوق الريف عام 1913.
وتدعي السفن السياحية، أيضا، أنها توفر وسيلة فريدة للوصول إلى ألاسكا، لكن النظر من فوق السفينة لا يكشف الكثير من التفاصيل، حيث إن السفن لا توفر نظرة عامة من مكان مرتفع للمخلوقات، التي تتجول على قمم الجبال مثل أغنام دال ذات الصوف الأبيض والكباش التي يصل حجمها إلى حجم الحمير تقريبا. وعلى الرغم من أنك باستخدام السفن يمكنك الإبحار بالقرب من سفح الجبل، فإنك لا تستطيع رؤية الجواهر المخفية في الصخور، مثل البحيرات في الوديان التي تحولت وكأنها صورة بألوان طبيعية، حيث تشمل اللون الأخضر المنير الآتي من «ذرات الصخر»، والمياه المعدنية التي تتدفق من المياه المذابة من النهر الجليدي.
يوجد 304 شركات لخطوط الطيران في الولاية، وذلك وفقا لكاثي أندرسون مديرة اتحاد شركات الطيران الجوي، الذي يدعم صناعة شركات الطيران المحلية. تشمل هذه الشركات ملاك المساكن، الذين ينقلون ضيوفهم إلى الفنادق الصغيرة في المناطق النائية، والمرشدين الذين يقودون رحلات صيد الدببة، وشركات طيران محلية صغيرة.
وقيل لي إن أفضل المناظر في فصل الربيع، وهو الوقت الذي تستطيع فيه رؤية مواقع الدببة في الأسفل والهبوط لالتقاط صور لها سريعا. ويطير زاك تابان، أحد كبار الطيارين في شركة «هومر إير»، فوق وحول أعمدة الدخان المتصاعدة من نحو أربعة براكين نشطة في رحلات إلى الأراضي التي يجري فيها تربية الدببة. وبعد الهبوط على شاطئ خليج كاشماك من الطائرة التابعة لشركة «هومر»، يقود تابان الزائرين إلى ما يقرب من مائة ياردة من الدببة البنية الهادئة. وقال: «لن أقول إن بيننا وبينها علاقة، لكنها رأتنا بما فيه الكفاية لتفهم ماذا نفعل».
ولكن حتى في فصل الشتاء، يمكنك شخصيا رؤية تلك البحيرات الخضراء المنفصلة كما فعلت أنا، وترى ذلك من الجو عبر البديل الذي تقدمه ألاسكا لحافلة الرحلات، وهو طائرة ذات محرك مزدوج من طراز بايبر نافاجو، التي تحلق على ارتفاع منخفض فوق بحيرة كلارك باس. وقال غلين ألسورث الابن، الذي يدير شركة «ليك كلارك إير للطيران»، إنه أثناء الرحلة من أنكوريدج تجاه مدينة بورت ألسورث، ترى ألاسكا صغيرة الحجم. يشكل غلين مع والده جزءا من أسطورة الطيران المحلية. وأضاف: «ترى أبراج آبار النفط والمنطقة الصناعية في ألاسكا، وتصل إلى منطقة الانتقال إلى الحياة البرية، وهي المنطقة التي يغطي فيها الجليد كل شيء».
وما لم يخطر على بالي هو أن هناك ثمنا لكل هذا الجمال، وهو تقلبات الطبيعة. والإطار الخفيف للطائرة يضعها تحت رحمة المطبات الجوية، على الرغم من أنها على ما يبدو لا تسبب إزعاجا للطيارين على الإطلاق. وفي الوقت الذي يطلق السكان المحليون أوصافا مختلفة على الثلوج، فإن الطيارين لديهم أوصاف متعددة كذلك للاضطراب. ربما أكون قد جربت كل هذه الأوصاف. بل إنني علمت عددا صغيرا من المصطلحات. الانحراف عن المسار: عندما تتحرك الطائرة سريعا من أحد الجوانب إلى الجانب الآخر في مسارها، في الوقت الذي تضرب فيه عاصفة الجناح الأول للطائرة ثم الجناح الثاني. احذر.. إننا نواجه اضطرابا في الجو، وذلك عندما تتعثر الطائرة عبر السماء الصافية التي أصبحت على نحو مفاجئ وكأنها مثل طريق غير معبد ومليء بالحفر.
وقال لاغاسي، الذي عمل طيارا في القوات الجوية لمدة 22 عاما ويواصل حاليا الطيران بشكل ترفيهي: «عندما يكون الطقس جميلا، فهو جميل حقا، لكن عندما يكون الطقس سيئا، فإنه غادر».
وعلى الرغم من ذلك، عندما تترنح الطائرة في السماء، فإنني أستلهم الثقة من هدوء الطيار، وتصرفه بطريقة عملية. قضى غلين ألسورث الأب أكثر من 24 ألف ساعة من عمره في الجو، ولدى فريق العمل الخاص به خبرة عظيمة. وفي هذا اليوم، قمنا بالتحليق فوق قمم الجبال، لكن شركة «ليك كلارك للطيران»، ماهرة في جعل الطائرات القوية والصغيرة من طراز ستينسون تنساب بسهولة بين جوانب الجبال لتهبط وسط النهر على شريط من الصخور. وعلى الرغم من أن أقل ارتفاع للطيران سمحت به الإدارة الفيدرالية للطيران هو عادة 500 قدم، فإن الطائرات مسموح لها بالتحليق على ارتفاعات أقل فوق المناطق غير المأهولة بالسكان.
ومع العجلات المتينة، تستطيع هذه الطائرات الصغيرة الهبوط على أي سطح مستو، مثل رقع الثلج بين أشجار الراتينجية، أو المساحات الممتدة من الرمال. أما الهبوط على الشواطئ بجانب البحيرات فهو شيء أساسي بالنسبة لرحلات صيد الأسماك وإطلاقها مرة أخرى في المياه خلال فصل الربيع، وهو الوقت الذي يمثل فيه سمك الشار الآتي من القطب الشمالي وسمك السلمون المرقط، وسائل الجذب. وبالنسبة للرحلات، التي تعرقل فيها الأشجار المنخفضة والمنتشرة والصخور هبوط الطائرة، يستخدم ألسورث الطائرات المائية المزودة بعوامات للهبوط في المياه.
وعلى الرغم من أن الرياح السريعة حالت دون هبوط الطائرة هذه المرة، فإن المناظر التي رأيتها من أعلى كانت كافية. وكانت جبال تشيغميت تشكل مشهدا مذهلا؛ حيث كان مرور الطائرة عبرها بمثابة نسخة جليدية من محمية غراند كانيون. وكانت القمم المتشابكة مغطاة بالثلوج، لتشكل زخرفة من اللون الأبيض كما لو كان مفرشا أبيض يكسو قممها الصخرية. لقد حبست أنفاسي من الخوف، لكن في هذه المرة ليس بسبب الاضطرابات الجوية. وكما عبر عنها تابان من شركة «هومر إير للطيران»، مع مشاهدة المعالم من الجو، «أنت هناك في البرية في مكان بعيد حقا؛ أنت ضيف في منزل شخص آخر».
* خدمة «نيويورك تايمز»
http://www.aawsat.com//2010/03/17/images/travel1.561329.jpg
من الصعب التنقل في الاسكا بواسطة السيارة لذا تعتبر الطائرة من افضل الطرق للتعرف على الطبيعة الساحرة
ألاسكا: سارا ماسلين نير*
كان صباحا عاصفا ضربته الثلوج في أوائل الشتاء، وفي الوقت الذي كنت أقف فيه فوق قطعة من الأرض مطلة على خليج كاشماك في مدينة هومر بولاية ألاسكا، كنت محاطا بعجائب الطبيعة، أو قيل لي إنها كذلك. وكان حقل الثلج هاردينغ، وهو عبارة عن قمم جبلية وعرة تغطيها الأنهار الجليدية المترابطة، يقبع في المنطقة الشمالية الشرقية من الولاية. وعلى بعد عشرة أميال، كان هناك أنهار تقف فيها قطعان الدببة البنية في فصل الربيع وتكون أقدامها في الماء؛ وتقف هذه الدببة وكأنها مستعدة لالتقاط الصور، في الوقت الذي تلتقط فيه أسماك السلمون الصغيرة التي تقفز هنا وهناك فوق سطح المياه.
لكن في ألاسكا، الولاية الشاسعة التي تبلغ مساحتها 663267 ميلا مربعا، تجد معظم التضاريس منعزلة تماما عن الطرق. فباستخدام وسائل الانتقال التقليدية، ليس بوسع السائح سوى الوصول إلى مسافة بعيدة من هذا المكان. فعندما وقفت على حافة أرض هومر، كنت قد وصلت إلى نهاية الطريق: بعد أقدام قليلة أمامي، يختفي الممر في البحر.
ولحسن الحظ، هناك خيار آخر للذهاب إلى هذه المنطقة، ألا وهو الطيران فوق المكان.
وأثناء وجودي في ألاسكا، وفي سياق عقد مقابلات مع أناس يعيشون في مناطق نائية لكتابة مقال عن المنطقة، علمت كيف أن السفر بالجو وسيلة حيوية للوصول إلى مواقع لا يمكن الوصول إليها عن طريق البر. كما اكتشفت أن السفر بالجو أفضل وسيلة لرؤية الكثير من المعالم المذهلة في الولاية، وهو الشيء نفسه الذي يكتشفه آلاف الزوار، حيث إن ارتفاع عدد الطيارين في ألاسكا قاد إلى مجموعة كبيرة من الرحلات الجوية. وتساعد هذه الرحلات، التي تعرف باسم مشاهدة المعالم من الجو والتي تتم من خلال طائرات صغيرة الحجم وقوية قادرة على الهبوط في مناطق ذات تضاريس وعرة، على كشف ألاسكا للمسافر العادي.
وبالتحليق في الجو، يصبح المنظر النادر لظهر النهر الجليدي شيئا شائعا، ولم يعد مقصورا على عشاق الرياضات الخطرة الذين يستطيعون تسلق الجوانب الجليدية. وبمجرد الوصول إلى الأرض، تكون الحيوانات المنعزلة موضع التركيز، وتكون أيضا جداول الصيد التي يصعب الوصول إليها على بعد خطوات فقط.
وقال مدير متحف تراث الطيران في ألاسكا نورم لاغاسي: «لديك فقط خمس طرق سريعة» عبر ولاية تتجاوز مساحتها ضعف مساحة ولاية تكساس. وأضاف أن الفرد يستطيع الوصول إلى مناطق شمال أنكوريدج وفيربانكس، على سبيل المثال، بسهولة باستخدام الطائرات، إضافة إلى الزلاجات التي تجرها الكلاب. «لا توجد أية سكك حديدية، ولا توجد أية طرق سريعة، ولا يوجد حتى بنية تحتية للنقل البري».
وعليه، يوجد في ألاسكا تقريبا طيار مرخص لكل 58 من السكان المحليين، وهو ما يمثل 14 ضعفا لنصيب الفرد من عدد الطائرات في باقي أنحاء الولايات المتحدة، وفقا للمعلومات المتاحة على الإنترنت التي جمعتها إدارة النقل والمنشآت العامة في الولاية. وقال لاغاسي إن الطيارين الأوائل قاموا برحلاتهم الجوية الأولى فوق الريف عام 1913.
وتدعي السفن السياحية، أيضا، أنها توفر وسيلة فريدة للوصول إلى ألاسكا، لكن النظر من فوق السفينة لا يكشف الكثير من التفاصيل، حيث إن السفن لا توفر نظرة عامة من مكان مرتفع للمخلوقات، التي تتجول على قمم الجبال مثل أغنام دال ذات الصوف الأبيض والكباش التي يصل حجمها إلى حجم الحمير تقريبا. وعلى الرغم من أنك باستخدام السفن يمكنك الإبحار بالقرب من سفح الجبل، فإنك لا تستطيع رؤية الجواهر المخفية في الصخور، مثل البحيرات في الوديان التي تحولت وكأنها صورة بألوان طبيعية، حيث تشمل اللون الأخضر المنير الآتي من «ذرات الصخر»، والمياه المعدنية التي تتدفق من المياه المذابة من النهر الجليدي.
يوجد 304 شركات لخطوط الطيران في الولاية، وذلك وفقا لكاثي أندرسون مديرة اتحاد شركات الطيران الجوي، الذي يدعم صناعة شركات الطيران المحلية. تشمل هذه الشركات ملاك المساكن، الذين ينقلون ضيوفهم إلى الفنادق الصغيرة في المناطق النائية، والمرشدين الذين يقودون رحلات صيد الدببة، وشركات طيران محلية صغيرة.
وقيل لي إن أفضل المناظر في فصل الربيع، وهو الوقت الذي تستطيع فيه رؤية مواقع الدببة في الأسفل والهبوط لالتقاط صور لها سريعا. ويطير زاك تابان، أحد كبار الطيارين في شركة «هومر إير»، فوق وحول أعمدة الدخان المتصاعدة من نحو أربعة براكين نشطة في رحلات إلى الأراضي التي يجري فيها تربية الدببة. وبعد الهبوط على شاطئ خليج كاشماك من الطائرة التابعة لشركة «هومر»، يقود تابان الزائرين إلى ما يقرب من مائة ياردة من الدببة البنية الهادئة. وقال: «لن أقول إن بيننا وبينها علاقة، لكنها رأتنا بما فيه الكفاية لتفهم ماذا نفعل».
ولكن حتى في فصل الشتاء، يمكنك شخصيا رؤية تلك البحيرات الخضراء المنفصلة كما فعلت أنا، وترى ذلك من الجو عبر البديل الذي تقدمه ألاسكا لحافلة الرحلات، وهو طائرة ذات محرك مزدوج من طراز بايبر نافاجو، التي تحلق على ارتفاع منخفض فوق بحيرة كلارك باس. وقال غلين ألسورث الابن، الذي يدير شركة «ليك كلارك إير للطيران»، إنه أثناء الرحلة من أنكوريدج تجاه مدينة بورت ألسورث، ترى ألاسكا صغيرة الحجم. يشكل غلين مع والده جزءا من أسطورة الطيران المحلية. وأضاف: «ترى أبراج آبار النفط والمنطقة الصناعية في ألاسكا، وتصل إلى منطقة الانتقال إلى الحياة البرية، وهي المنطقة التي يغطي فيها الجليد كل شيء».
وما لم يخطر على بالي هو أن هناك ثمنا لكل هذا الجمال، وهو تقلبات الطبيعة. والإطار الخفيف للطائرة يضعها تحت رحمة المطبات الجوية، على الرغم من أنها على ما يبدو لا تسبب إزعاجا للطيارين على الإطلاق. وفي الوقت الذي يطلق السكان المحليون أوصافا مختلفة على الثلوج، فإن الطيارين لديهم أوصاف متعددة كذلك للاضطراب. ربما أكون قد جربت كل هذه الأوصاف. بل إنني علمت عددا صغيرا من المصطلحات. الانحراف عن المسار: عندما تتحرك الطائرة سريعا من أحد الجوانب إلى الجانب الآخر في مسارها، في الوقت الذي تضرب فيه عاصفة الجناح الأول للطائرة ثم الجناح الثاني. احذر.. إننا نواجه اضطرابا في الجو، وذلك عندما تتعثر الطائرة عبر السماء الصافية التي أصبحت على نحو مفاجئ وكأنها مثل طريق غير معبد ومليء بالحفر.
وقال لاغاسي، الذي عمل طيارا في القوات الجوية لمدة 22 عاما ويواصل حاليا الطيران بشكل ترفيهي: «عندما يكون الطقس جميلا، فهو جميل حقا، لكن عندما يكون الطقس سيئا، فإنه غادر».
وعلى الرغم من ذلك، عندما تترنح الطائرة في السماء، فإنني أستلهم الثقة من هدوء الطيار، وتصرفه بطريقة عملية. قضى غلين ألسورث الأب أكثر من 24 ألف ساعة من عمره في الجو، ولدى فريق العمل الخاص به خبرة عظيمة. وفي هذا اليوم، قمنا بالتحليق فوق قمم الجبال، لكن شركة «ليك كلارك للطيران»، ماهرة في جعل الطائرات القوية والصغيرة من طراز ستينسون تنساب بسهولة بين جوانب الجبال لتهبط وسط النهر على شريط من الصخور. وعلى الرغم من أن أقل ارتفاع للطيران سمحت به الإدارة الفيدرالية للطيران هو عادة 500 قدم، فإن الطائرات مسموح لها بالتحليق على ارتفاعات أقل فوق المناطق غير المأهولة بالسكان.
ومع العجلات المتينة، تستطيع هذه الطائرات الصغيرة الهبوط على أي سطح مستو، مثل رقع الثلج بين أشجار الراتينجية، أو المساحات الممتدة من الرمال. أما الهبوط على الشواطئ بجانب البحيرات فهو شيء أساسي بالنسبة لرحلات صيد الأسماك وإطلاقها مرة أخرى في المياه خلال فصل الربيع، وهو الوقت الذي يمثل فيه سمك الشار الآتي من القطب الشمالي وسمك السلمون المرقط، وسائل الجذب. وبالنسبة للرحلات، التي تعرقل فيها الأشجار المنخفضة والمنتشرة والصخور هبوط الطائرة، يستخدم ألسورث الطائرات المائية المزودة بعوامات للهبوط في المياه.
وعلى الرغم من أن الرياح السريعة حالت دون هبوط الطائرة هذه المرة، فإن المناظر التي رأيتها من أعلى كانت كافية. وكانت جبال تشيغميت تشكل مشهدا مذهلا؛ حيث كان مرور الطائرة عبرها بمثابة نسخة جليدية من محمية غراند كانيون. وكانت القمم المتشابكة مغطاة بالثلوج، لتشكل زخرفة من اللون الأبيض كما لو كان مفرشا أبيض يكسو قممها الصخرية. لقد حبست أنفاسي من الخوف، لكن في هذه المرة ليس بسبب الاضطرابات الجوية. وكما عبر عنها تابان من شركة «هومر إير للطيران»، مع مشاهدة المعالم من الجو، «أنت هناك في البرية في مكان بعيد حقا؛ أنت ضيف في منزل شخص آخر».
* خدمة «نيويورك تايمز»