المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل الله: مظاهر العنف الأكثر دموية في التاريخ تجلت في الغرب



زوربا
03-19-2010, 11:51 AM
وكالة الأنباء الطلابية الأيرانية - طهران



طهران-(ايسنا)انتقد سماحة العلامة، المرجع السيد محمد حسين فضل الله، الكثير من المدارس الأكاديمية والثقافية في الغرب والتي تفسح في المجال واسعاً للحديث عن مأساة اليهود، ولا تتيح الفرصة للحديث عن المحارق التي ارتكبتها إسرائيل في غزة وغيرها، مشيراً إلى إغفال الكثير من وسائل الإعلام الغربية للحقائق حول الحرب الإسرائيلية على غزة، على الرغم من أننا نعيش في زمن الصورة الإعلامية والفضائية.

ودعا إلى معالجة مظاهر العنف العالمية بمعالجة جذورها، مشيراً إلى أن بعض الظواهر العنفية الموجودة في العالم العربي والإسلامي نمت في الحضن الأميركي.

وخلال استقباله وفداً من أساتذة الجامعات الأميركية ضم الدكتور نورتن ميزفيسكي المحاضر في جامعة كونكتي سيتي، والمحامي عصام صليبا المسؤول في مكتبة الكونغرس، والدكتور غسان العيد المحاضر في العلوم السياسية، والدكتور إبراهيم أبو ربيعة المحاضر في تاريخ الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية في جامعة أدمنتون بكندا،

أوضح سماحة السيد فضل الله أن،على الباحث في جذور القضية الفلسطينية أن يدرس ـ من جهة ـ الجذور اليهودية فيما هي مسألة الأطماع اليهودية بفلسطين أو غيرها من المواقع التي كان اليهود يتطلعون من خلالها لإقامة وطن قومي لهم يحتضن مسألة الخرافة التاريخية التي تحدثوا فيها عن وعد إلهي لهم بذلك، وأن يدرس ـ من جهة أخرى ـ الضغوط التي تعرضوا لها في البلدان الغربية، والتي جعلتهم يعملون على استغلال الفرص السياسية، وانتظار الوقت المناسب لجعل الهجرة اليهودية المنظمة إلى فلسطين المحتلة تحقق أغراضها، بحيث ترى في البداية في تأسيس نواة المشروع وصولاً إلى تأسيس الكيان.

وأكد سماحته أن المشكلة مع الكثير من المدارس السياسية وحتى الأكاديمية والثقافية الغربية أنها تفسح في المجال واسعاً للحديث عن مأساة اليهود، ولا تتيح الفرصة للتعرف على مأساة الفلسطينيين الذين تعرضوا ويتعرضون لما يشبه حرب الإبادة في المحارق الإسرائيلية التي كان آخرها محرقة غزة، والتي عملت الكثير من وسائل الإعلام الغربية بكل طاقاتها على طمس معالمها وإخفاء آثارها، على الرغم من أننا نعيش في زمن الصورة الإعلامية والفضائية المفتوحة على العالم بأسره.

وشدّد سماحته على احترام النماذج الأكاديمية الغربية المنصفة التي حاولت أن تدرس التاريخ سواء فيما يتصل بمسألة المحرقة أو غيرها بالطريقة العلمية والحضارية، مشيراً إلى أن من المعيب في حق البشرية كلها أن يشعل العالم بأسره، أو أن يعيش التوتر السياسي والأمني والقلق الاقتصادي من جراء خرافة أريد لها أن تستوطن الشرق الأوسط، تحت عنوان "الوعد التاريخي" ونحن نعرف أن اليهود الذين أسسوا لهذا الكيان، وخصوصاً في شخصياتهم التاريخية كانوا يبحثون عن موقع أي موقع في أفريقيا أو في مكان آخر... ولكن اللعبة الدولية من جهة، والتواطؤ الذي حصل من العرب والمسلمين من جهة ثانية سمح للحلم ـ الخرافة بأن يترجم نفسه ويعلن عن ولادته في فلسطين المحتلة.

وأكد سماحته ضرورة دراسة العنف في العالم من خلال جذوره الفكرية والميدانية، ومعطياته الواقعية، مشيراً إلى أن مظاهر العنف الأكثر دموية في التاريخ تجلت في الغرب، سواء من خلال حملات الإبادة التي تعرض لها الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأميركية، أو في الحربين العالميتين الأولى والثانية حيث قتل ما يزيد على الثمانين مليوناً من الناس، إضافة إلى الحروب التي كانت تحمل عنواناً دينياً أو غير ديني، سواء تلك التي حصلت داخل القارة الأوروبية، أو تلك التي امتدت جذورها إلى المنطقة بفعل غزو الفرنجة لها، والتي رفضنا أن يُطلق عليها اسم الحروب الصليبية أو حرب المسيحية ضد الإسلام، لأنها حرب المستعمر والساعي للهيمنة والسيطرة والنهب تحت هذا العنوان أو تلك اللافتة.

وشدّد سماحته على وجوب معالجة ظواهر العنف العالمية بمعالجة جذورها، مشيراً إلى أننا لا ننفي وجود حركات وظواهر إسلامية تتحرك في العنف بعيداً عما هي الرؤية الإسلامية الصحيحة، ولكنه أكد أن هذه الحركات انطلقت من عقدة في كثير من ممارساتها، أو من اضطهاد الآخر، فحاولت الرد بأسلوب دموي يطاول الأبرياء وهو ما يرفضه الإسلام جملة وتفصيلاً، إضافة إلى أن الكثير من هذه الظواهر نما في ظل الرعاية الغربية، وتحديداً الأميركية له، والتي احتضنته وهيأت له ظروف التوسع والامتداد، واستفادت منه لاجتياح المنطقة العربية والإسلامية، قبل أن تدفع الثمن ـ لاحقاً ـ بفعل التطورات السياسية والميدانية التي جعلت السحر ينقلب على الساحر.