المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زواج اليوم الواحد.. يافرحة ماتمت!



الفتى الذهبي
03-18-2010, 11:59 AM
فتيات يعشن وضعاً نفسياً سيئاً ويخشين من «كلام الناس»..



الخرج، تحقيق ـ آمنه الحربي

تضاء الأنوار وتقام الاحتفالات وتزف العروس إلى بيت الزوجية فما تلبث إلا ساعات أو أياماً ثم يحدث ما لم يكن في الحسبان وتعود لبيتها الذي خرجت منه، فتدخل تلك العروس دوامة المتاعب النفسية ومستجدات حياتها، فهي لم تعد بنتاً كبقية البنات تحمل أحلامهن الوردية، وليست زوجة تعيش عالم الزوجية الخاص، وتهيئ نفسها لبناء أسرتها، والحلم بالأولاد، والتخطيط لمستقبلاتها..

"الرياض" وقفت على قصص عدد من النساء فشلن في زواجهن منذ اليوم الأول..

عودة سريعة

تقول نهى 20 عاماً لقد انتقلت من بيت والدي عروساً إلى بيت زوجي، ثم حدثت مشكلة بين أمي وأم زوجي في ليلة الزفاف، مما أدى إلى تدخل الرجال في الموضوع وكبرت المشكلة بين أهلي وأهله، وأدى ذلك الى طلاقي وبعد أن كنت عروساً تزف إلى بيت زوجها رجعت مطلقة إلى بيت أهلي الذي لم أتركه إلا لساعات معدودة، والى غرفتي التي ودعتها، ولم أكن أعلم أن رجوعي إليها سيكون سريعاً!

وفي السياق ذاته تتحدث إحداهن ممن رمزت لنفسها "م.ح" وتبلغ من العمر 23 عاماً لتحكي ما جرى لها قائلة، كان حفل زواجي خيالياً كليالي ألف ليلة وليلة؛ ابتداء من ترتيبات الحفل إلى القاعة إلى شخصيتي التي كانت لافتة للنظر بشهادة الجميع، وبعد انتهاء الحفل وخروجي أنا وزوجي إلى منزلنا، وفي اليوم الأول لزواجي وأثناء تحضيري لشنطة السفر، حيث كنا سنقضي شهرالعسل في إحدى الدول العربية شعر زوجي ببعض التعب وتم نقله للمستشفى وأثناء الطريق توفي بسكتة قلبية مفاجئة..!، فكانت الصدمة شديدة علي، ولم أتمالك نفسي وانهرت تماماً، وقلت لي أمي:"عين ما صلت على النبي"، وأنا أقول أصبحت زوجة ليوم واحد، وأرملة لأيام عديدة!.


مدمن مخدرات!

سعاد العتيبي تتحدث عن قصتها قائلة: خلال اليوم الأول لزواجي تفاجأت أن زوجي يتعاطى المخدرات، ورأيته خفية؛ فكانت الصدمة شديدة، ولم أتوقع أن الشخص الذي سأعيش معه بقية عمري مدمن مخدرات؛ فقررت قراراً حاسماً اتخذته بلحظات ولكني كنت متأكدة بأنه قرار صائب، وأني سأرجع لبيت أهلي وسأطلب الطلاق لأن المدمن شخص لا يستحق أن نعيش معه، وفعلاً رجعت لأهلي وأصررت على الطلاق رغم محاولات أهلي تغيير رأيي وخوفهم من كلام الناس إذ كيف أتطلق بعد يوم واحد من زواجي.

اختلاف ثقافي!

وتحكي منيرة الخالدي ما حدث معها بقولها تزوجت في سن الخامسة والعشرين ولدي ثقافة جيدة وحب التواصل الثقافي والاجتماعي مع الآخرين؛ ولكن للأسف الشديد الشخص الذي تزوجته لا يجيد لغة الحوار، ولا يملك أي حصيلة ثقافية، فالحوار معه ممل والنقاش معه عقيم، ودائماً نصل لطرق مسدودة؛ فلم أكمل معه أسبوعاً حتى طلبت الطلاق وطبعاً الكل تعجب مني واتهمني بالتهور والجنون، ولكني مقتنعة بما فعلته وليس لدي استعداد أن "أدفن نفسي" مع شخص لغة الحوار بيني وبينه مفقودة!.

انفصام شخصية

أما هند 34 سنة؛ تقول: تأخر زواجي فاضطررت لقبول أول شخص تقدم لي ولم نسأل عنه وتمت إجراءات الزواج بسرعة؛ وفي أول ليلة بدأت ألحظ عليه تصرفات غريبة وكلمات غير مفهومة جعلتني اشك في عقليته؛ فاتصلت على أهلي وجاؤوا وأخذوني معهم وتبين لنا فعلاً أنه مصاب بانفصام الشخصية!، وتم الطلاق.. وللأسف رجعت لحياتي التي ظننت أنني سأودعها وأصبحت مطلقة وأنا لم ادخل عالم الزوجية أصلاً.

سبب خفي

أما سهام العمر والتي تبلغ من العمر 27 عاماً فتروي قصتها بحزن، وتقول: تقدم لي رجل وسيم وطيب وذو مواصفات جيدة وكنت سعيدة بذلك، وتم الزواج وبعد الليلة الأولى أصبح ينفر مني ويبتعد عني ويتضايق من وجودي، وحاولت التقرب منه ومعرفة السبب، وقلت في نفسي ربما هنالك أمر يضايقه ولا يريد البوح به، وانتظرت فترة ليتحسن مزاجه ونفسيته بلا فائدة وتفاجأت به يقول لي "جهزي ملابسك سأوصلك لبيت أهلك"، ولم يزد كلمة واحدة، وعندما وصلنا لبيت أهلي تركني وانتظرت يوما ويومين ثم تفاجأت بورقة طلاقي، ولا أعرف سبب ذلك، فالبعض يقول هذا قدرك ونصيبك..!.

وتضيف: لقد شعرت بألم نفسي كبير، فطلاقي المفاجئ بعد يوم واحد عشته مع زوجي جعلني محل استغراب الناس!.

حلول لمواجهة الصدمة

وترى الأستاذة أحلام خالد أخصائية في علم الاجتماع أن انتهاء الزواج المفاجئ بالنسبة للفتاة سواءً كان بطلاقها أو ترملها يعد صدمة شديدة تفقدها التوازن النفسي؛ فيصعب عليها الاندماج مع العالم الخارجي، والفتاة التي تخرج من بيت أهلها وتعود إليه سريعاً تشعر بتذبذب نفسي شديد.

وقالت إنها تفقد التوازن لأنها لم تعد كبقية البنات اللاتي لم يتزوجن ولديهن اهتمامات معينة وأحلاماً مختلفة، ولم تعش حياة زوجية طويلة ليكون لديها هموم المتزوجات ومشاكلهن الخاصة، وهي تقف في منتصف الطريق وتحتاج لمد يد المساعدة وإيصالها لنهاية الطريق، وذلك يحتاج رعاية واهتماما خاصا. وأضافت أن خروج الفتاة من تلك الأزمة يعتمد على ثلاثة جوانب أساسية وهي الجانب النفسي والاجتماعي والديني، فالجانب النفسي يعتمد على الفتاة فإذا كان بناؤها النفسي متينا ستتقبل مشكلتها ويكون لديها القدرة على اجتياز الصعاب، وتعتبر ما حدث حجر عثرة في طريقها وإزاحته، أما الجانب الاجتماعي فهو مرتكز على ترابط المحيطين بها من أهل وأصدقاء و قدرتهم على مواساتها والوقوف إلى جانبها؛ فإذا كانت الأسرة متفهمة لوضع ابنتها ستكون المشكلة أخف بكثير، وكذلك الوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه الفتاة إذا أبدى تقبلاً لوضعها وحالتها سيكون لذلك أبلغ الأثر في اندماجها مع المجتمع وخروجها من مشكلتها، وأخيرا الجانب الديني وهو أقوى الجوانب وأكثرها تأثيراً على الإنسان فكلما كان إيمان الفتاة قوياً بالله وأيقنت بأن ما حدث "قدر ومكتوب" ستشعر بالاطمئنان والرضا، وتتغلب على مشكلتها سريعاً.