yasmeen
03-10-2010, 06:55 AM
جعفر رجب - الراي
فجأة و«من دون ما يقول لاحد» تحول النائب وليد الطبطبائي، من ممثل الامة الى «طبري» الامة، واصبح يحلل في التاريخ، ويزودنا بمعلومات تاريخية، ولا «جون ديوي» - صاحب كتاب قصة الحضارة-!
وفي التاريخ ترك كل شيء، وركض خلف الفرس، ولا اعرف واقعا ما هو السر في هذا العداء للفرس، فالاتراك (العثمانيون) مثلا حكموا العالم العربي بالحديد والنار، واقاموا المشانق، ومارسوا بدم بارد المجازر، وحاربوا اللغة العربية، وكانوا سببا رئيسيا في تخلف الامة، وطمعوا حتى في الكويت في الحكم العثماني... ومع ذلك لم ينلهم ما نال الفرس!
بعد ملاحظاتنا على مقاله بالامس، لابد من اضافة ملاحظات اخرى بعد ان استمر النائب وليد الطبطبائي بفنتكاته التاريخية!
طبعا النائب تحدث عن الحركات الباطنية، واعتبر بلاد فارس منبعا للحركات الباطنية لهدم الاسلام..!
وهنا لابد ان نوضح للنائب وليد الطبري بعض معلوماته:
1 - وايضا لابد ان نوضح للسيد وليد الخبير التاريخي، انه عند الحديث عن فارس قديما، فاننا نتحدث عن بقعة جغرافية ممتدة تشمل اجزاء كبيرة من افغانستان وجمهوريات اسيا الوسطى الى حدود القوقاز شمالا، وحدود ايران الحالية تمثل جزءا صغيرا من بلاد فارس القديمة!
2 - الحركات الباطنية تختلف عن جناح الباطنية في المستشفى، وعن حي الباطنية في مصر، وهي حركات اسلامية كانت ترى ان للقرآن باطنا وظاهرا، ويملكون تفسيرات باطنية للقرآن عما هو شائع، وابتعادا منهم عن السلطات السياسية وقمعها المغلف بغطاء الدين، ارتأت الابتعاد عن الناس، المراكز وبعضها أخفت آراءها خوفا من الاضطهاد، فلم يكونوا دخلاء ولا عملاء، وأثروا الحياة الثقافية، كانوا على صواب ام خطأ تلك قضية اخرى، اما ان نتهمهم بهذه الصورة فهو قول الجاهلين لا قول العارفين بالتاريخ، وبامكانك ان تقرأ عن الحشاشين وكيف حاربوا الصليبيين في فلسطين، وكيف اغتالوا زعماء الصليبيين، حالهم كحال بقية المذاهب «المستظهرية»!
3 - الحركات الباطنية يا سيد لم تظهر اغلبها في بلاد فارس، ولم تنتشر هناك الا متأخرة، ومن قال لك غير ذلك فهو لم يقرأ التاريخ ولا يفهم التاريخ، او انت لم تقرأ التاريخ، لو تحدثنا عن الحركات الباطنية واشهرها الاسماعيلة والكيسانية والعلوية والدروز وغيرها... اغلبها نشأت في الشام والعراق، ومصر واليمن والبحرين والجزيرة العربية... وانتشرت بعد ذلك في اماكن اخرى من العالم الاسلامي!
4 - وايضا لابد ان نوضح للسيد وليد الطبري معلومة تاريخية مهمة، ان من اشد من واجه الفرق الباطنية كان شيخ الاسلام الغزالي وكان فارسيا من خراسان، الا اذا كان يعتبر الغزالي ايضا حاقدا على الاسلام في نظره، اما القول ان الفرس يحملون الحقد على الاسلام، وانهم ارادوا تدمير الاسلام، لاعادة المجوسية، فمثل هذا القول لا يعد سوى تشكيك في الاسلام، والاحاديث النبوية التي جمعها مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم من ائمة الحديث الفرس، ولا ننسى إمام الحديث البخاري الذي مات ابوه على المجوسية... ولأعتقد بان مثل هذا الكلام يليق بهؤلاء والعياذ بالله، فرجاء لا تطعن بمن كان له فضل عليك في فهم دينك!
الحديث لاعلاقة له بالنائب بل بما قاله النائب، الذي نرجو منه الاطلاع اكثر قبل الكتابة، كما ارجو ان يهتم بالقضايا المهمة بدلا من التاريخ، مثل الاهتمام بمقاس شورت الفريق النسائي لكرة القدم، وضوابط المقاهي، وضوابط لبس الوزار مع وقت الكوس، وطرق اكل الكوسة... واهديه «فوق المقال بوسة»!
جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com
فجأة و«من دون ما يقول لاحد» تحول النائب وليد الطبطبائي، من ممثل الامة الى «طبري» الامة، واصبح يحلل في التاريخ، ويزودنا بمعلومات تاريخية، ولا «جون ديوي» - صاحب كتاب قصة الحضارة-!
وفي التاريخ ترك كل شيء، وركض خلف الفرس، ولا اعرف واقعا ما هو السر في هذا العداء للفرس، فالاتراك (العثمانيون) مثلا حكموا العالم العربي بالحديد والنار، واقاموا المشانق، ومارسوا بدم بارد المجازر، وحاربوا اللغة العربية، وكانوا سببا رئيسيا في تخلف الامة، وطمعوا حتى في الكويت في الحكم العثماني... ومع ذلك لم ينلهم ما نال الفرس!
بعد ملاحظاتنا على مقاله بالامس، لابد من اضافة ملاحظات اخرى بعد ان استمر النائب وليد الطبطبائي بفنتكاته التاريخية!
طبعا النائب تحدث عن الحركات الباطنية، واعتبر بلاد فارس منبعا للحركات الباطنية لهدم الاسلام..!
وهنا لابد ان نوضح للنائب وليد الطبري بعض معلوماته:
1 - وايضا لابد ان نوضح للسيد وليد الخبير التاريخي، انه عند الحديث عن فارس قديما، فاننا نتحدث عن بقعة جغرافية ممتدة تشمل اجزاء كبيرة من افغانستان وجمهوريات اسيا الوسطى الى حدود القوقاز شمالا، وحدود ايران الحالية تمثل جزءا صغيرا من بلاد فارس القديمة!
2 - الحركات الباطنية تختلف عن جناح الباطنية في المستشفى، وعن حي الباطنية في مصر، وهي حركات اسلامية كانت ترى ان للقرآن باطنا وظاهرا، ويملكون تفسيرات باطنية للقرآن عما هو شائع، وابتعادا منهم عن السلطات السياسية وقمعها المغلف بغطاء الدين، ارتأت الابتعاد عن الناس، المراكز وبعضها أخفت آراءها خوفا من الاضطهاد، فلم يكونوا دخلاء ولا عملاء، وأثروا الحياة الثقافية، كانوا على صواب ام خطأ تلك قضية اخرى، اما ان نتهمهم بهذه الصورة فهو قول الجاهلين لا قول العارفين بالتاريخ، وبامكانك ان تقرأ عن الحشاشين وكيف حاربوا الصليبيين في فلسطين، وكيف اغتالوا زعماء الصليبيين، حالهم كحال بقية المذاهب «المستظهرية»!
3 - الحركات الباطنية يا سيد لم تظهر اغلبها في بلاد فارس، ولم تنتشر هناك الا متأخرة، ومن قال لك غير ذلك فهو لم يقرأ التاريخ ولا يفهم التاريخ، او انت لم تقرأ التاريخ، لو تحدثنا عن الحركات الباطنية واشهرها الاسماعيلة والكيسانية والعلوية والدروز وغيرها... اغلبها نشأت في الشام والعراق، ومصر واليمن والبحرين والجزيرة العربية... وانتشرت بعد ذلك في اماكن اخرى من العالم الاسلامي!
4 - وايضا لابد ان نوضح للسيد وليد الطبري معلومة تاريخية مهمة، ان من اشد من واجه الفرق الباطنية كان شيخ الاسلام الغزالي وكان فارسيا من خراسان، الا اذا كان يعتبر الغزالي ايضا حاقدا على الاسلام في نظره، اما القول ان الفرس يحملون الحقد على الاسلام، وانهم ارادوا تدمير الاسلام، لاعادة المجوسية، فمثل هذا القول لا يعد سوى تشكيك في الاسلام، والاحاديث النبوية التي جمعها مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم من ائمة الحديث الفرس، ولا ننسى إمام الحديث البخاري الذي مات ابوه على المجوسية... ولأعتقد بان مثل هذا الكلام يليق بهؤلاء والعياذ بالله، فرجاء لا تطعن بمن كان له فضل عليك في فهم دينك!
الحديث لاعلاقة له بالنائب بل بما قاله النائب، الذي نرجو منه الاطلاع اكثر قبل الكتابة، كما ارجو ان يهتم بالقضايا المهمة بدلا من التاريخ، مثل الاهتمام بمقاس شورت الفريق النسائي لكرة القدم، وضوابط المقاهي، وضوابط لبس الوزار مع وقت الكوس، وطرق اكل الكوسة... واهديه «فوق المقال بوسة»!
جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com