karaksame
03-07-2010, 06:56 PM
وصف بانه الكتاب الذي امتدح الشيخ محمد بن راشد فوق الوصف وقيل بأنه الكتاب الذي أجلس محمد بن راشد مع العظماء، فواجه نقدًا لاذعًا وبالأخص في أوساط المطلعيين في المملكة العربية السعودية....
عمر علي :::--
اعترف أني وجدت صعوبة ومشقة كبيرة في التعامل مع هذا الكتاب وذلك لسببين الأول أن الشخصية التي كتب عنها الكتاب شخصية موسوعية فانت لا تستطيع ان تحيط بكل جوانبها فإذا ما بحثت في جانب شعرت بالتقصير في الجانب الآخر،وإذا ذهبت في طريق فإن عليك العودة سريعا منه لأن هناك طريقا آخري يجب أن تسير فيه حتى تحيط بهذه الشخصية.وأكبر دليل علي موسوعية شخصيتنا التي يتحدث عنها الكتاب هو هذا الإهداء الذي وضعه المؤلف في أول صفحات سفره الضخم( عندما يكون من ترغب بإهدائه شيئاً..فارسا... فأفضل ما تهديه الصافنات الجياد....شاعرا...فأفضل ما تهديه استماعا وتذوقا.....كاتبا...فأفضل ما تهديه ورقا وقلما..حكيما...فأفضل ما تهديه الاقتداء.....قائدا...فأفضل ما تهديه الاتباع والاهتداء.....فإن كان فيه من كل ذلك.. فأفضل ما تهديه كتاب).
أم السبب الثاني فهو أن مؤلف الكتاب مالك خلف سالم البزيرات تعامل مع تلك الشخصية دون سابق دراسة يبني عليه فكانت دراسة فريدة في نوعها رائدة في التطرق لشخصية ذات مكانة سياسية واجتماعية واقتصادية محلياً وإقليمياً وعالمياً فكان وجه المشقة في عرض مثل هذا الكتاب أنك لا تدري من أين تبدأ أو أين تنتهي ،أو أنك لا تدري ماذا تكتب وماذا تدع؟.
لكني مع تلك المشقة والمعاناة اعترف - كذلك- أني وجدت متعة كبيرة في الإبحار مع هذه الشخصية الثرية في عطائها المتجدد لدوائر انتمائها الثلاث -كما قال سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم- الدين والوطن والأمة.
والكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب( سباق الأقوياء .. قادة الإمارات يسابقون الزمن..قراءة فكرية في ضوء الشخصية القيادية لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم).
والكتاب يشتمل علي إهداء ومقدمة وثلاثة فصول .في المقدمة يوضح المؤلف حقيقة أن حال معظم الكائنات على الأرض حال متسابقي الفضاء، فهي تعيش في سباق مستمر فيما بينها، وتختلف عوامل الفوز باختلاف طبيعة الكائنات المتسابقة والمغزى الحقيقي لها من وراء السباق ، وأقوي السباقات وأكثرها حماسة على
وجه الأرض ليس تلك السباقات ذات خطوط النهاية الواضحة، بل أقواها هي ذات خطوط نهائية غير معلومة، والمتسابقون في مضماره هم كل البشر، وهذا السباق هو سباق الأقوياء.
ثم يوضح الكاتب ما هي أهمية حاجتنا إلي القائد فالجماعات باختلاف أنواعها بحاجة للقائد كحاجة الجسد للرأس، فالترابط بينهم تكاملي، والجماعة بلا قائد مثل قطيع تائه تتقاذفه الأهواء والهمجية حتى يسقط فريسة سهلة بين
أنياب المفترسات.ويستعرض مؤلف الكتاب كذلك حاجتنا لدراسة القائد من خلال نقطتين الأولي حاجة القائد لمجتمع يتفهم حقيقة قيادته لن هذا التفهم يمنحه القدرة علي الاستمرار.و النقطة الثانية هي حاجة الآخرين فدراسة القائد نوع من أساليب اختبار الآخرين للحقيقة القيادية لقائدهم، ومن الجهل و انعدام الوعي أن يقوم الإنسان بالمضي في طريق معين متبعا شخصا ما دون أن يكون متيقنا لطبيعة هذا الإنسان وحقيقته.
ويمضي مالك خلف سالم البزيرات في توضيح الطريق لاكتشاف القائد من خلال ملاحظة طبيعة القائد من تصرفاته النابعة من داخله وغير المصطنعة ،وأسلوب تفكيره المميز،وامتلاكه للمواهب، وحبه للآخرين وحبهم لتحقيق مصالحهم العامة ،وطبيعة العمل الذي يقوم به وحقيقة الإنجاز الذي يحققه ،وطبيعة أخلاقه.
ويستعرض الكاتب طريقة دراسته في هذا الكتاب وما هي المصادر التي اعتمد عليها وكان أولها كتاب سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (رؤيتي، التحديات في سباق التميز، محمد بن راشد آ ل مكتوم ).كما أنه يستعرض منهجية دراسته لشخصية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من خلال المنهج القياسي بوضع حالة قياس بين حال القائد وحال الجماعة .المنهج الاستقرائي : من خلال وضع أمثلة من الواقع القيادي والعمل على تحليلها .
المنهج المقارن : من خلال مقارنة بين حالة الإنتاج القيادي مع حالة قيادية أخرى. المنهج الاستنباطي : وذلك من خلال مظاهر تبين الظروف والعوامل التي تسبب في ظهور الشخصية القيادية. المنهج التاريخي : من خلال ملاحظة الفوارق الآتية نتيجة وجود أو عدم وجود القائد، وتصنيفها بين السلبية والإيجابية.وأخيراً المنهج الأهم وهو الملاحظة : من خلال بيان سمات هذا القائد وأفعاله وتصرفاته، وقدرة القارئ على تفعيل المقارنة الذهنية بين ما هو مكتوب وبين الواقع الموجود.
ويذكر المؤلف سبب اختياره لهذه الشخصية بقوله (جاء اختيار هذه الشخصية للدراسة نظرا لما تشكله الظاهرة القيادية الفذة له والظاهرة كحالة فريدة تجعلها بعيده عن إمكانية الحكم عليها من خلال نظرة سطحية كالقيادات الأخرى).
ويبدأ الكاتب الفصل الأول من كتابه بمقدمة للفصل أوضح فيها أن الهدف من هذا الفصل ليس سردا تاريخيا وإنما هو عرض مختزل جدا للمعلومات الهدف منه بيان ما طرأ علي دولة الإمارات العربية من تغيير وبواعث هذا التغيير.والكاتب يستعرض التحديات التي كانت تواجه الإمارات في ذلك الزمن وكيف نجح أهلها في جعلها مركزا للتجارة رغم الطبيعة القاسية التي كانوا يحيون فيها.
إن المقارنة بين حال الإمارات في ذلك الزمن وحال بلدان أخري في دول الغرب يظهر نقطة جوهرية في المفهوم الإداري ترتكز علي القول (إن الثروة وحدها لا تكفي لإحداث التغيير نحو الأفضل ) ،ورغم اتضاح هذا المفهوم إلا أن قلة من أدركوا متطلبات تفعيل عوامل التغيير التي تقودهم وتقود مجتمعاتهم لمراكز الصدارة والريادة.
ويعدد الكاتب تلك التحديات التي واجهت الإمارات كالبيئة القاسية والاستفادة من المكتسبات والمطامح العدائية والاستعمارية والنزعات الإنسانية الغائية كحب الذات وتحدي العبور نحو المستقبل .وتثور تساؤلات حول التحديات من يغير كل هذه التصورات ومن يدخل الإمارات سباق الأقوياء وهل من الممكن أن تصبح المنطقة كتلة من الحياة والحيوية؟
إن الواقع الذي تعيشه الإمارات - كما يذكر الكاتب- مخالف لحالها في الماضي وما تحقق كان إنجازا يتجاوز الإمكانات وهو ما يطرح تساؤلا كيف ومن صنع ما تصورناه مستحيلا ومن واجه التحديات؟.بالتأكيد لقد سخر المولي عز وجل للإمارات رجالا ذوي عزيمة وعطاء كانوا بمثابة الثروة الفعلية.
ويعرج الكاتب علي اللحظات الفارقة التي تتطلب روية وعزيمة ولقد ارتبطت تلك الأيام الفارقة في تاريخ الإمارات برواد التغيير فكانت البداية بإعلان الأسرة الحاكمة في أبو ظبي رغبتها في تنازل الشيخ شخبوط بن سلطات آل نهيان لصالح شقيقه الشيخ زايد .لم يكن هذا الحدث علامة فارقة في تاريخ أبو ظبي فحسب وإنما كان كذلك في مسيرة الإمارات والخليج العربي .وكانت معالم التغيير وهواجسه تسيطر علي فكر القائد الذي وجد له نصيرا في الرؤية والتطلعات هو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي.
وتستمر اللحظات الفارقة والتي كان من ثمارها إعلان اتحاد ثنائي بين أبو ظبي ودبي والذي كان ركيزة الجذب الاتحادي لباقي الإمارات.واستمرت اللحظات الفارقة لتصل إلي الاجتماع الذي وضع فيه الشيخان زايد وراشد الخطوات التمهيدية لقيام الاتحاد بين الإمارات فعليا وبالأخص بعد الاستقلال المرتقب .وكانت اللحظة الفارقة بتوقيع حكام الإمارات علي دستور الاتحاد وإعلان قيام الدولة المستقلة.
إن قادة الإمارات جعلوا قاعدة البناء وتأسيس الدولة ذات أبعاد ممتدة تتيح لهم بناء انجازات تعلو في مد عمودي متسع كالهرم فهو ذو قاعدة عريضة حتي يتسع رأسه للانجازات فبعد تحقيق رؤية القادة للاتحاد كواقع فعلي مرت البلاد بحركة إصلاح ونهضة شاملة جميع القطاعات .لقد بني الاتحاد علي غايات واضحة ذات بعد ورؤية حكيمة وبعزيمة قاهرة للمستحيل تمثلت بقيادة فذة.
في ظل هذه الأجواء كانت نشأة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وكانت مظاهر شخصيته المميزة ترتسم معالمها من خلال كونه منذ صغره يمتلك ميزة:الفضول وحب الاستطلاع والمعرفة، وهذا يعطي انطباعا يوحي بامتلاكه لمعرفة واسعة وقائمة على تجربة واقعية في المستقبل، كما يوحي بامتلاكه لملكة الإبداع المرتكزة على واقع تجربة مكتسبة من الاستطلاع وحب الاكتشاف·وكان يولي اهتماما بممارسة الألعاب الرياضية العربية الأصيلة مثل الصيد وركوب الخيل، وهذا يعطي انطباعا بامتلاكه لبنية جسدية وفكرية مستقبلية قادرةعلى تحمل جهد وضغوطات العمل بنوعيه الجسدي والنفسي ، كما توحي بامتلاكه لفكر متزن يراعي العلاقة بين العقل والجسد.إن أسلوب إعداد الآباء للأبناء يلعب دورا رئيسياً في بناء الشخصية المستقبلية للأبناء، وفي هذا الجانب كان هنالك اهتمام أبوي مميز بسموه، حيث حظي برعاية أبوية محبة للعلم والمعرفة، مدركة لحقيقة العلم وأهمية في الصغر الذي، حيث تم إلحاقه بالمدارس الموجودة في دبي ليتعلم فيها وينهل منها المعرفة
المتنوعة، وكان سموه متميزا عن أقرانه؛ حيث كان سريع التعلم ومندفعا بحماسة نحو
العلم والمعرفة، وبعدما توفي الجد أصبح راشد بن سعيد آل مكتوم حاكما لإمارة دبي،وأصبح محمد بن راشد آل مكتوم ملازما لأبيه الحاكم لكي ينهل منه المعرفة بأمورالحكم، وكان حريصا على استطلاع أحوال الإمارة والتعرف على كل ما يستجد بها من أمور ، وكان حريصا على لقاء سكان الإمارة والتعرف على آرائهم المختلفة في أمور الإمارة وما حولها.لقد لاحظ الأب اهتمام محمد بن راشد آل مكتوم بالعلم والمعرفة لأجل ذلك ألحقه بمدرسة كامبريدج البريطانية. ولقد عاصر سموه نشوء الاتحاد بين الإمارات المشكلة لدولة الإمارات العربية المتحدة وكان حاضرا في لحظات إطلاق فكرة الاتحاد الأولية بين الشيخ زايد بن سلطان وأبيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وقد حرص سموه على تفهم بواعث الاتحاد وأهدافه؛ لذلك كان متابعا لكل التطورات ولدور أبيه الشيخ راشد في نشوء هذا الاتحاد، إذ أدرك الحاجة لزيادة قدراته المعرفية فالتحق بدراسة العلوم العسكرية في
بريطانيا،وعاصر في تلك الفترة كل اللحظات الفارقة في تاريخ الإمارات وأمته العربية.
ورغم النهضة الاقتصادية التي شهدتها دبي في ذلك الوقت وزيادة استغلال الثروات النفطية إلا أن أهم كنوز الشيخ راشد والذي غفل عنه الكثيرون هم هؤلاء الأبناء المدركون والمتفهمون والمتعاضدون وكانوا تجسيدا ونموذجا لقوة التلاحم الحقيقية بينهم في فترة المعضلات، وهذا بدوره زاد من مكانتهم كقادة قادرين على تحمل أعباء المسؤولية دون وجود تجاذبات وتأثير للأهواء ، فالمهم والأهم في نظرهم هو تحقيق الصالح العام لا
المصالح الشخصية.
ويستعرض المؤلف مجموعة المناصب التي تولها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مؤكداً أن كثرة المناصب ليست بمدخل الافتخار الحقيقي للقائد كما أشرنا سابقًا وسنشير لاحقًا، وإنما المهم هو ما يعطيه الشخص للآخرين في أثناء تبوئه تلك المناصب.
ويختتم المؤلف فصله الأول بملاحظ أنه لم يتم التطرق لشخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائدا من خلال إنجازاته العديدة علي الرغم من كثرة النشاطات التي يقوم بها على الصعيد المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة و الإقليمي والعالمي موضحاً أنه ليس من المنطق ذكر إنجازاته وبيانها لنكتشف أنه قائد ، فهي ماثلة من خلال الملاحظة المباشرة لمدينة دبي ، لذلك نكتفي بطرح العناوين السابقة، وفي حال الرغبة في الازدياد يمكن البحث عن معلومات إضافية من خلال الموقع الإلكتروني الشخصي لسموه وموقع مؤسسة سموه الخيرية ، ومن خلال الوسائل الأخرى مثل الصحف والمجلات المحلية والعالمية.
وخصص مالك خلف سالم البزيرات مؤلف الكتاب الفصل الثاني لمجموعة من كلمات الشيخ مرتبة هجائيا والهدف منه بيان امتلاك الشيخ للكلمة القوية الجديرة بالقائد الفعلي .وقد بدأ الكاتب الفصل ببيان أهمية الكلمة باعتبارها من أهم الخصائص المتوقع وجودها وشخصية القائد من خلال الاستشهاد بمجموعة من الكتّاب الذين بينوا أهمية الكلمة.
الفصل الثالث يوضح الكاتب أنه استند في عرض فكرته -وهي مجموعة اختبارات القيادة – إلي مجموعة من الكتب التي تكسب القائد أو الزعيم تناسبا بين الوصف والجوهر.والكاتب يقسم الزمن ثلاثة تقسيمات الماضي الذي وقع ضمن مجال زمني سابق للحظة الحالية ،والحاضر الذي يقع ضمن المجال الزمني اللحظي ،والمستقبل الذي لم يأت زمنه بعد ،ويذكر الكاتب سبب تلك التقسيمات انطلاقا من أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يسعي بمنطقية نحو المستقبل فهو يدرك أنه بذلك السعي يضمن البقاء ضمن منطق المعاصرة للحضارة.
وقبل أن يدخل الكاتب لمجموعة اختبارات القيادة اختار مجموعة من الاستفسارات والتي اقتبسها من خلال تحليل فكري وفلسفي لبعض ما ورد بكتاب الشيخ( رؤيتي، التحديات في سباق التميز، محمد بن راشد آل مكتوم).
وهي عبارة عن اربع استفسارات بالإضافة إلي مجموعة من الاستفسارات العامة .
يبدأ المؤلف بتوضيح دائرة الانتماء التي ينتمي لها الشيخ وهي الدين والوطن والأمة ومقصد كل واحد من هذه الدوائر. الاستفسار الثاني وهو مجال التأثير فالشيخ حريص علي العلو والريادة والامتياز لدولته والأمة العربية والإسلامية وهنا تتوافق الإيجابية مع طبيعة التأثير الذي سيوجهه للمتأثرين به.
الاستفسار الثالث عن الصعوبات والتحديات ولأن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم صاحب رؤية واقعية نراه يتطرق في كتابه اطرق مواجهة الصعوبات من خلال إشارات تعبيرية دقيقة وجزيلة المعني مثل المحبة والبقاء والمعرفة والمسئولية وهو ورغم كثرة التحديات إلا أن القيادة الفعلية لا تكترث بالتحديات ولا تتقوقع علي ذاتها خوفا منها وإنما تستثير قدراتها وتجعل منها مضمارا لإظهار القدرات القيادية.
الاستفسار الرابع عن رؤيته وتلك الرؤية تتضح من المصداقية فالقيادة حريصة علي تحقيق الخير لشعبها وهذا ما تحقق بالفعل في دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يفرق بين الرؤية النظرية والتطبيقية ،فالاختلاف بينهما يكون مقياسا للحقيقة لأن الرؤية الحقيقية يصدقها العمل والتنفيذ.
ومن خلال قراءة المؤلف لكتاب الشيخ (رؤيتي) يضع مجموعة من الاستفسارات العامة والتي يخلص منها أن هناك كما هائلا من الأجوبة علي استفسارات وضمن صنوف متنوعة لمواضيع دراسية، لكننا أثرنا المرور علي استفسارات محددة تناسب موضوعنا .
ويبدأ في مجموعة الاختبارات بالاختبار العام الذي يجيب من خلاله علي سؤال هل يمتلك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المهارات القيادية المشتركة بين القادة؟ ويحدد خمس مهارات أساسية يجب أن تتوافر في أي شخص ينتمي لهذه الدائرة وهي التحدي ،والرؤية المشتركة ،وتمكين الاخرين من العمل معهم،وتشكيل طريق نحو التطلعات،وتشجبع الاخرين. إن هذه المهارات السابقة ضمن مفهومها البسيط مهارات عادية وبسيطة
يستطيع كل القادة امتلاكها، ولكن هنالك قلة فقط من يمتلكون القدرة على تنفيذها بشكل تفصيلي ودقيق، وفي حال سفينتنا المبحرة فإن وجود القائد الفعلي هو الضمان الفعلي لي ولك ولهم وللكل للركوب فيها دون تخوف ، وإن القادة الحقيقيين عليهم أن يكونوا ناجحين في اخ تباراتنا التالية ليكون إبحارنا معهم في (مؤسساتنا، دوائرنا،
جماعاتنا، مجتمعاتنا، دولنا،..) إبحارا سالًما آمنا لا ينقصه البعد القيادي الفعلي.
ثم يبدا الكاتب في استعراض مجموعة الاختبارات التي اعتمد فيها علي مجموعة من الكتب في مجال القيادة وقد بلغت 26 اختبارا بالإضافة للاختبار العام.وتلك الاختبارات المختلفة تكشف طبيعة الوضع القيادي لأي حالة قيادية،كما أنها دليل علي العبقرية القيادية.
الكتاب بالفعل رحلة ممتعة للتعرف إلي شخصية ذات أبعاد كثيرة ويمتلك طبقا لمجموعة الاختبارات التي أجراها المؤلف مهارات القيادة التي جعلت منه ربانا لسفينة إمارة دبي وعلي الرغم من تأثير الأزمة المالية العالمية إلا أنه نجح باقتدار في تلافي سلبياتها .
بقي أن نشير أن الكاتب استعان في سفره الذي بلغ 532 صفحة بمجموعة كبيرة من الرسوم البيانية التي أراد بها توضيح فكرته وتقريبها للقارئ.والكتاب طبعة 2009
مركز الإمارات للدراسات والإعلام
عمر علي :::--
اعترف أني وجدت صعوبة ومشقة كبيرة في التعامل مع هذا الكتاب وذلك لسببين الأول أن الشخصية التي كتب عنها الكتاب شخصية موسوعية فانت لا تستطيع ان تحيط بكل جوانبها فإذا ما بحثت في جانب شعرت بالتقصير في الجانب الآخر،وإذا ذهبت في طريق فإن عليك العودة سريعا منه لأن هناك طريقا آخري يجب أن تسير فيه حتى تحيط بهذه الشخصية.وأكبر دليل علي موسوعية شخصيتنا التي يتحدث عنها الكتاب هو هذا الإهداء الذي وضعه المؤلف في أول صفحات سفره الضخم( عندما يكون من ترغب بإهدائه شيئاً..فارسا... فأفضل ما تهديه الصافنات الجياد....شاعرا...فأفضل ما تهديه استماعا وتذوقا.....كاتبا...فأفضل ما تهديه ورقا وقلما..حكيما...فأفضل ما تهديه الاقتداء.....قائدا...فأفضل ما تهديه الاتباع والاهتداء.....فإن كان فيه من كل ذلك.. فأفضل ما تهديه كتاب).
أم السبب الثاني فهو أن مؤلف الكتاب مالك خلف سالم البزيرات تعامل مع تلك الشخصية دون سابق دراسة يبني عليه فكانت دراسة فريدة في نوعها رائدة في التطرق لشخصية ذات مكانة سياسية واجتماعية واقتصادية محلياً وإقليمياً وعالمياً فكان وجه المشقة في عرض مثل هذا الكتاب أنك لا تدري من أين تبدأ أو أين تنتهي ،أو أنك لا تدري ماذا تكتب وماذا تدع؟.
لكني مع تلك المشقة والمعاناة اعترف - كذلك- أني وجدت متعة كبيرة في الإبحار مع هذه الشخصية الثرية في عطائها المتجدد لدوائر انتمائها الثلاث -كما قال سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم- الدين والوطن والأمة.
والكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب( سباق الأقوياء .. قادة الإمارات يسابقون الزمن..قراءة فكرية في ضوء الشخصية القيادية لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم).
والكتاب يشتمل علي إهداء ومقدمة وثلاثة فصول .في المقدمة يوضح المؤلف حقيقة أن حال معظم الكائنات على الأرض حال متسابقي الفضاء، فهي تعيش في سباق مستمر فيما بينها، وتختلف عوامل الفوز باختلاف طبيعة الكائنات المتسابقة والمغزى الحقيقي لها من وراء السباق ، وأقوي السباقات وأكثرها حماسة على
وجه الأرض ليس تلك السباقات ذات خطوط النهاية الواضحة، بل أقواها هي ذات خطوط نهائية غير معلومة، والمتسابقون في مضماره هم كل البشر، وهذا السباق هو سباق الأقوياء.
ثم يوضح الكاتب ما هي أهمية حاجتنا إلي القائد فالجماعات باختلاف أنواعها بحاجة للقائد كحاجة الجسد للرأس، فالترابط بينهم تكاملي، والجماعة بلا قائد مثل قطيع تائه تتقاذفه الأهواء والهمجية حتى يسقط فريسة سهلة بين
أنياب المفترسات.ويستعرض مؤلف الكتاب كذلك حاجتنا لدراسة القائد من خلال نقطتين الأولي حاجة القائد لمجتمع يتفهم حقيقة قيادته لن هذا التفهم يمنحه القدرة علي الاستمرار.و النقطة الثانية هي حاجة الآخرين فدراسة القائد نوع من أساليب اختبار الآخرين للحقيقة القيادية لقائدهم، ومن الجهل و انعدام الوعي أن يقوم الإنسان بالمضي في طريق معين متبعا شخصا ما دون أن يكون متيقنا لطبيعة هذا الإنسان وحقيقته.
ويمضي مالك خلف سالم البزيرات في توضيح الطريق لاكتشاف القائد من خلال ملاحظة طبيعة القائد من تصرفاته النابعة من داخله وغير المصطنعة ،وأسلوب تفكيره المميز،وامتلاكه للمواهب، وحبه للآخرين وحبهم لتحقيق مصالحهم العامة ،وطبيعة العمل الذي يقوم به وحقيقة الإنجاز الذي يحققه ،وطبيعة أخلاقه.
ويستعرض الكاتب طريقة دراسته في هذا الكتاب وما هي المصادر التي اعتمد عليها وكان أولها كتاب سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (رؤيتي، التحديات في سباق التميز، محمد بن راشد آ ل مكتوم ).كما أنه يستعرض منهجية دراسته لشخصية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من خلال المنهج القياسي بوضع حالة قياس بين حال القائد وحال الجماعة .المنهج الاستقرائي : من خلال وضع أمثلة من الواقع القيادي والعمل على تحليلها .
المنهج المقارن : من خلال مقارنة بين حالة الإنتاج القيادي مع حالة قيادية أخرى. المنهج الاستنباطي : وذلك من خلال مظاهر تبين الظروف والعوامل التي تسبب في ظهور الشخصية القيادية. المنهج التاريخي : من خلال ملاحظة الفوارق الآتية نتيجة وجود أو عدم وجود القائد، وتصنيفها بين السلبية والإيجابية.وأخيراً المنهج الأهم وهو الملاحظة : من خلال بيان سمات هذا القائد وأفعاله وتصرفاته، وقدرة القارئ على تفعيل المقارنة الذهنية بين ما هو مكتوب وبين الواقع الموجود.
ويذكر المؤلف سبب اختياره لهذه الشخصية بقوله (جاء اختيار هذه الشخصية للدراسة نظرا لما تشكله الظاهرة القيادية الفذة له والظاهرة كحالة فريدة تجعلها بعيده عن إمكانية الحكم عليها من خلال نظرة سطحية كالقيادات الأخرى).
ويبدأ الكاتب الفصل الأول من كتابه بمقدمة للفصل أوضح فيها أن الهدف من هذا الفصل ليس سردا تاريخيا وإنما هو عرض مختزل جدا للمعلومات الهدف منه بيان ما طرأ علي دولة الإمارات العربية من تغيير وبواعث هذا التغيير.والكاتب يستعرض التحديات التي كانت تواجه الإمارات في ذلك الزمن وكيف نجح أهلها في جعلها مركزا للتجارة رغم الطبيعة القاسية التي كانوا يحيون فيها.
إن المقارنة بين حال الإمارات في ذلك الزمن وحال بلدان أخري في دول الغرب يظهر نقطة جوهرية في المفهوم الإداري ترتكز علي القول (إن الثروة وحدها لا تكفي لإحداث التغيير نحو الأفضل ) ،ورغم اتضاح هذا المفهوم إلا أن قلة من أدركوا متطلبات تفعيل عوامل التغيير التي تقودهم وتقود مجتمعاتهم لمراكز الصدارة والريادة.
ويعدد الكاتب تلك التحديات التي واجهت الإمارات كالبيئة القاسية والاستفادة من المكتسبات والمطامح العدائية والاستعمارية والنزعات الإنسانية الغائية كحب الذات وتحدي العبور نحو المستقبل .وتثور تساؤلات حول التحديات من يغير كل هذه التصورات ومن يدخل الإمارات سباق الأقوياء وهل من الممكن أن تصبح المنطقة كتلة من الحياة والحيوية؟
إن الواقع الذي تعيشه الإمارات - كما يذكر الكاتب- مخالف لحالها في الماضي وما تحقق كان إنجازا يتجاوز الإمكانات وهو ما يطرح تساؤلا كيف ومن صنع ما تصورناه مستحيلا ومن واجه التحديات؟.بالتأكيد لقد سخر المولي عز وجل للإمارات رجالا ذوي عزيمة وعطاء كانوا بمثابة الثروة الفعلية.
ويعرج الكاتب علي اللحظات الفارقة التي تتطلب روية وعزيمة ولقد ارتبطت تلك الأيام الفارقة في تاريخ الإمارات برواد التغيير فكانت البداية بإعلان الأسرة الحاكمة في أبو ظبي رغبتها في تنازل الشيخ شخبوط بن سلطات آل نهيان لصالح شقيقه الشيخ زايد .لم يكن هذا الحدث علامة فارقة في تاريخ أبو ظبي فحسب وإنما كان كذلك في مسيرة الإمارات والخليج العربي .وكانت معالم التغيير وهواجسه تسيطر علي فكر القائد الذي وجد له نصيرا في الرؤية والتطلعات هو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي.
وتستمر اللحظات الفارقة والتي كان من ثمارها إعلان اتحاد ثنائي بين أبو ظبي ودبي والذي كان ركيزة الجذب الاتحادي لباقي الإمارات.واستمرت اللحظات الفارقة لتصل إلي الاجتماع الذي وضع فيه الشيخان زايد وراشد الخطوات التمهيدية لقيام الاتحاد بين الإمارات فعليا وبالأخص بعد الاستقلال المرتقب .وكانت اللحظة الفارقة بتوقيع حكام الإمارات علي دستور الاتحاد وإعلان قيام الدولة المستقلة.
إن قادة الإمارات جعلوا قاعدة البناء وتأسيس الدولة ذات أبعاد ممتدة تتيح لهم بناء انجازات تعلو في مد عمودي متسع كالهرم فهو ذو قاعدة عريضة حتي يتسع رأسه للانجازات فبعد تحقيق رؤية القادة للاتحاد كواقع فعلي مرت البلاد بحركة إصلاح ونهضة شاملة جميع القطاعات .لقد بني الاتحاد علي غايات واضحة ذات بعد ورؤية حكيمة وبعزيمة قاهرة للمستحيل تمثلت بقيادة فذة.
في ظل هذه الأجواء كانت نشأة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وكانت مظاهر شخصيته المميزة ترتسم معالمها من خلال كونه منذ صغره يمتلك ميزة:الفضول وحب الاستطلاع والمعرفة، وهذا يعطي انطباعا يوحي بامتلاكه لمعرفة واسعة وقائمة على تجربة واقعية في المستقبل، كما يوحي بامتلاكه لملكة الإبداع المرتكزة على واقع تجربة مكتسبة من الاستطلاع وحب الاكتشاف·وكان يولي اهتماما بممارسة الألعاب الرياضية العربية الأصيلة مثل الصيد وركوب الخيل، وهذا يعطي انطباعا بامتلاكه لبنية جسدية وفكرية مستقبلية قادرةعلى تحمل جهد وضغوطات العمل بنوعيه الجسدي والنفسي ، كما توحي بامتلاكه لفكر متزن يراعي العلاقة بين العقل والجسد.إن أسلوب إعداد الآباء للأبناء يلعب دورا رئيسياً في بناء الشخصية المستقبلية للأبناء، وفي هذا الجانب كان هنالك اهتمام أبوي مميز بسموه، حيث حظي برعاية أبوية محبة للعلم والمعرفة، مدركة لحقيقة العلم وأهمية في الصغر الذي، حيث تم إلحاقه بالمدارس الموجودة في دبي ليتعلم فيها وينهل منها المعرفة
المتنوعة، وكان سموه متميزا عن أقرانه؛ حيث كان سريع التعلم ومندفعا بحماسة نحو
العلم والمعرفة، وبعدما توفي الجد أصبح راشد بن سعيد آل مكتوم حاكما لإمارة دبي،وأصبح محمد بن راشد آل مكتوم ملازما لأبيه الحاكم لكي ينهل منه المعرفة بأمورالحكم، وكان حريصا على استطلاع أحوال الإمارة والتعرف على كل ما يستجد بها من أمور ، وكان حريصا على لقاء سكان الإمارة والتعرف على آرائهم المختلفة في أمور الإمارة وما حولها.لقد لاحظ الأب اهتمام محمد بن راشد آل مكتوم بالعلم والمعرفة لأجل ذلك ألحقه بمدرسة كامبريدج البريطانية. ولقد عاصر سموه نشوء الاتحاد بين الإمارات المشكلة لدولة الإمارات العربية المتحدة وكان حاضرا في لحظات إطلاق فكرة الاتحاد الأولية بين الشيخ زايد بن سلطان وأبيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وقد حرص سموه على تفهم بواعث الاتحاد وأهدافه؛ لذلك كان متابعا لكل التطورات ولدور أبيه الشيخ راشد في نشوء هذا الاتحاد، إذ أدرك الحاجة لزيادة قدراته المعرفية فالتحق بدراسة العلوم العسكرية في
بريطانيا،وعاصر في تلك الفترة كل اللحظات الفارقة في تاريخ الإمارات وأمته العربية.
ورغم النهضة الاقتصادية التي شهدتها دبي في ذلك الوقت وزيادة استغلال الثروات النفطية إلا أن أهم كنوز الشيخ راشد والذي غفل عنه الكثيرون هم هؤلاء الأبناء المدركون والمتفهمون والمتعاضدون وكانوا تجسيدا ونموذجا لقوة التلاحم الحقيقية بينهم في فترة المعضلات، وهذا بدوره زاد من مكانتهم كقادة قادرين على تحمل أعباء المسؤولية دون وجود تجاذبات وتأثير للأهواء ، فالمهم والأهم في نظرهم هو تحقيق الصالح العام لا
المصالح الشخصية.
ويستعرض المؤلف مجموعة المناصب التي تولها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مؤكداً أن كثرة المناصب ليست بمدخل الافتخار الحقيقي للقائد كما أشرنا سابقًا وسنشير لاحقًا، وإنما المهم هو ما يعطيه الشخص للآخرين في أثناء تبوئه تلك المناصب.
ويختتم المؤلف فصله الأول بملاحظ أنه لم يتم التطرق لشخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائدا من خلال إنجازاته العديدة علي الرغم من كثرة النشاطات التي يقوم بها على الصعيد المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة و الإقليمي والعالمي موضحاً أنه ليس من المنطق ذكر إنجازاته وبيانها لنكتشف أنه قائد ، فهي ماثلة من خلال الملاحظة المباشرة لمدينة دبي ، لذلك نكتفي بطرح العناوين السابقة، وفي حال الرغبة في الازدياد يمكن البحث عن معلومات إضافية من خلال الموقع الإلكتروني الشخصي لسموه وموقع مؤسسة سموه الخيرية ، ومن خلال الوسائل الأخرى مثل الصحف والمجلات المحلية والعالمية.
وخصص مالك خلف سالم البزيرات مؤلف الكتاب الفصل الثاني لمجموعة من كلمات الشيخ مرتبة هجائيا والهدف منه بيان امتلاك الشيخ للكلمة القوية الجديرة بالقائد الفعلي .وقد بدأ الكاتب الفصل ببيان أهمية الكلمة باعتبارها من أهم الخصائص المتوقع وجودها وشخصية القائد من خلال الاستشهاد بمجموعة من الكتّاب الذين بينوا أهمية الكلمة.
الفصل الثالث يوضح الكاتب أنه استند في عرض فكرته -وهي مجموعة اختبارات القيادة – إلي مجموعة من الكتب التي تكسب القائد أو الزعيم تناسبا بين الوصف والجوهر.والكاتب يقسم الزمن ثلاثة تقسيمات الماضي الذي وقع ضمن مجال زمني سابق للحظة الحالية ،والحاضر الذي يقع ضمن المجال الزمني اللحظي ،والمستقبل الذي لم يأت زمنه بعد ،ويذكر الكاتب سبب تلك التقسيمات انطلاقا من أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يسعي بمنطقية نحو المستقبل فهو يدرك أنه بذلك السعي يضمن البقاء ضمن منطق المعاصرة للحضارة.
وقبل أن يدخل الكاتب لمجموعة اختبارات القيادة اختار مجموعة من الاستفسارات والتي اقتبسها من خلال تحليل فكري وفلسفي لبعض ما ورد بكتاب الشيخ( رؤيتي، التحديات في سباق التميز، محمد بن راشد آل مكتوم).
وهي عبارة عن اربع استفسارات بالإضافة إلي مجموعة من الاستفسارات العامة .
يبدأ المؤلف بتوضيح دائرة الانتماء التي ينتمي لها الشيخ وهي الدين والوطن والأمة ومقصد كل واحد من هذه الدوائر. الاستفسار الثاني وهو مجال التأثير فالشيخ حريص علي العلو والريادة والامتياز لدولته والأمة العربية والإسلامية وهنا تتوافق الإيجابية مع طبيعة التأثير الذي سيوجهه للمتأثرين به.
الاستفسار الثالث عن الصعوبات والتحديات ولأن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم صاحب رؤية واقعية نراه يتطرق في كتابه اطرق مواجهة الصعوبات من خلال إشارات تعبيرية دقيقة وجزيلة المعني مثل المحبة والبقاء والمعرفة والمسئولية وهو ورغم كثرة التحديات إلا أن القيادة الفعلية لا تكترث بالتحديات ولا تتقوقع علي ذاتها خوفا منها وإنما تستثير قدراتها وتجعل منها مضمارا لإظهار القدرات القيادية.
الاستفسار الرابع عن رؤيته وتلك الرؤية تتضح من المصداقية فالقيادة حريصة علي تحقيق الخير لشعبها وهذا ما تحقق بالفعل في دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يفرق بين الرؤية النظرية والتطبيقية ،فالاختلاف بينهما يكون مقياسا للحقيقة لأن الرؤية الحقيقية يصدقها العمل والتنفيذ.
ومن خلال قراءة المؤلف لكتاب الشيخ (رؤيتي) يضع مجموعة من الاستفسارات العامة والتي يخلص منها أن هناك كما هائلا من الأجوبة علي استفسارات وضمن صنوف متنوعة لمواضيع دراسية، لكننا أثرنا المرور علي استفسارات محددة تناسب موضوعنا .
ويبدأ في مجموعة الاختبارات بالاختبار العام الذي يجيب من خلاله علي سؤال هل يمتلك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المهارات القيادية المشتركة بين القادة؟ ويحدد خمس مهارات أساسية يجب أن تتوافر في أي شخص ينتمي لهذه الدائرة وهي التحدي ،والرؤية المشتركة ،وتمكين الاخرين من العمل معهم،وتشكيل طريق نحو التطلعات،وتشجبع الاخرين. إن هذه المهارات السابقة ضمن مفهومها البسيط مهارات عادية وبسيطة
يستطيع كل القادة امتلاكها، ولكن هنالك قلة فقط من يمتلكون القدرة على تنفيذها بشكل تفصيلي ودقيق، وفي حال سفينتنا المبحرة فإن وجود القائد الفعلي هو الضمان الفعلي لي ولك ولهم وللكل للركوب فيها دون تخوف ، وإن القادة الحقيقيين عليهم أن يكونوا ناجحين في اخ تباراتنا التالية ليكون إبحارنا معهم في (مؤسساتنا، دوائرنا،
جماعاتنا، مجتمعاتنا، دولنا،..) إبحارا سالًما آمنا لا ينقصه البعد القيادي الفعلي.
ثم يبدا الكاتب في استعراض مجموعة الاختبارات التي اعتمد فيها علي مجموعة من الكتب في مجال القيادة وقد بلغت 26 اختبارا بالإضافة للاختبار العام.وتلك الاختبارات المختلفة تكشف طبيعة الوضع القيادي لأي حالة قيادية،كما أنها دليل علي العبقرية القيادية.
الكتاب بالفعل رحلة ممتعة للتعرف إلي شخصية ذات أبعاد كثيرة ويمتلك طبقا لمجموعة الاختبارات التي أجراها المؤلف مهارات القيادة التي جعلت منه ربانا لسفينة إمارة دبي وعلي الرغم من تأثير الأزمة المالية العالمية إلا أنه نجح باقتدار في تلافي سلبياتها .
بقي أن نشير أن الكاتب استعان في سفره الذي بلغ 532 صفحة بمجموعة كبيرة من الرسوم البيانية التي أراد بها توضيح فكرته وتقريبها للقارئ.والكتاب طبعة 2009
مركز الإمارات للدراسات والإعلام