المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة علمية: "الشطة" تحمي جدار المعدة من القرحة



مرتاح
03-06-2010, 07:08 AM
تخفف أيضاً من التأثير السلبي لعدد من الأدوية الكيماوية

06/03/2010

عبداللطيف عثمان: كل الفواكه والخضراوات الحمراء مفيدة

سعيد شلبي: لا مانع من استخدامها كمشهيات بكميات قليلة

عمرو عبدالسلام: التجارب أكدت أنها تحمي الكبد من السموم

نجوى عمار: كبسولة شطة تشفي من الانتفاخ وعسر الهضم


القاهرة - عارف الدبيس:

هناك اعتقاد شائع بأن الفلفل يسبب قرحة المعدة, لكن الدراسات الحديثة أكدت عكس ذلك ومنها دراسة الباحث الهندي كومار حيث أعطى مرضى قرحة المعدة 3 غرامات من الشطة يوميا فلاحظ عدم وجود زيادة في مساحة القرحة ولم يحدث تعارض مع التأثير العلاجي لمضادات الحموضة, وعلى نفس المنوال قام الدكتور عمر محمد عبد السلام أستاذ الفارماكولوجي بالمركز القومي للبحوث بالاشتراك مع باحثين غربيين بدراسة أثر التركيزات الضئيلة من مادة" الكابسيسن" على المعدة وقد أكدت الدراسة أن تناول الشطة بهذه التركيزات أدى الى حماية جدار المعدة من التقرحات التي تسببها بعض الأدوية كالاسبرين أو الاندوميثاسين وكذلك من التركيزات العالية من حامض الهيدروكلوريك وهو أحد أهم أسباب قرحة الاثنى عشر.

ويفسر د.عمر هذه النتائج بقوله: إن مادة الكابسيسين تؤثر على المستقبلات الحسية الموجودة في نهاية الأعصاب والألياف الحسية بالجسم وهي المسؤولة عن الاحساس بالحرارة والألم فتعمل على استثارتها وهو ما يؤدي الى خروج أجزاء مكونة للبروتينات تسمى "ببتيدات" تعمل على توسعة الأوعية الدموية الدقيقة ما يؤدي الى زيادة تيار الدم بها وبالتالي تقوية الغشاء المبطن لجدار المعدة وحمايته من التقرحات.. ومن خلال الأبحاث التي أجريتها وجدت أن مادة "الكابسيسن" أدت الى انخفاض معدل افراز السائل المراري كما تمكنت هذه التركيزات الضئيلة من حماية خلايا الكبد من أثار سموم رابع كلوريد الكربون والمقصود هنا بالتركيزات الضئيلة أن يتراوح معدل المادة الفعالة من 1ميكروغرام الى 200 ميكروغرام / ملليليتر وهو ما يمكن استخلاصه من نحو نصف كيلو فلفل..

كما ثبت اخيراً أن الفلفل الاسمر له دور فعال في حماية خلايا الكبد من بعض المواد السامة, الا أن اعطاء حيوانات التجارب تركيزات عالية من هذه المادة الفعالة في ظروف معملية خاصة لا تحدث في الاحوال العادية أدى الى نتائج عكسية, مع الأخذ في الحسبان ان النتائج التي خرجت بها الدراسة ليست دعوى للاسراف في تناول الشطة ولكن ما أريد تأكيده هو أن الشطة ليست ضارة ولكنها مفيدة وعلى مرضى القرحة ان يبتعدوا عن الاطعمة التي يمكن أن تسبب لهم أي آلام.

كميات بسيطة

ويعلق الدكتور سعيد شلبي أستاذ الباطنة والكبد ورئيس قسم الطب التكميلي بالمركز القومي للبحوث على نتائج هذه الدراسة بقوله: هذه دراسة علمية منضبطة تلقي الكثير من الضوء على فوائد الشطة للمعدة على عكس ما كان يعتقد قديما من خطورة تناولها على جدار المعدة خصوصاً وعلى الجهاز الهضمي عموماً ولكن كما أشارت الدراسة أن المادة الفعالة في الفلفل سواء الأحمر أو الأخضر "الكابسيسين" تمت الاستفادة منها عند استخدامها بتركيزاتها الضئيلة وما نود أن نؤكد عليه هو أن استخدام الشطة كمشهيات وبكميات بسيطة لا يؤثر على المعدة ولا يؤدي الى حدوث الحموضة أو أي اضطرابات في الجهاز الهضمي, وقد أثبت عدد من الدراسات أن تناول الشطة بكميات زائدة عن المعدل الطبيعي يعمل على زيادة الحركة الدودية للأمعاء وهو ما يشعر معه الشخص العادي باضطراب معوي خصوصاً اذا كان يشكو من أمراض القولون,

وأيضا الشطة الزائدة عن الحد تؤدي الى ارتفاع معدل الحموضة وكل هذه الأعراض تجعل الشخص الطبيعي يعيش حالة من عدم الارتياح النفسي من دون سبب عضوي واضح بالمعدة.. كذلك من فوائد الشطة في جرعاتها البسيطة حماية خلايا الكبد من بعض الآثار السمية لعدد من المركبات ولكن اذا كانت الدراسة قد أشارت الى انخفاض معدل إفراز السائل المراري نتيجة تناول الشطة بكميات بسيطة فهذا يعتبر من الآثار السلبية لمادة "الكابسيسين" لأن ذلك سيؤدي الى عسر الهضم مع احتمال تكون حصوات مرارية وفي كل الأحوال فان هذه الدراسة أكدت على أن الكميات البسيطة من الأطعمة حتما ستكون مفيدة للانسان وشافية لكثير من الأمراض ولو تم الاسراف في تناولها ستكون نتائجها عكسية.

يعالج البروستاتا

ويؤكد الدكتور عبد اللطيف عثمان حافظ أستاذ الباطنة والغدد الصماء بجامعة القاهرة على أن أي طعام أو أي شراب خلقه الله للانسان فيه فائدة غذائية وصحية في نفس الوقت بشرط أن يتناوله الفرد بمعدلات متوسطة لا اسراف فيها ولا تبذير والشطة من ضمن هذه المأكولات اذا تناولها الشخص السليم بكميات بسيطة تكون مفيدة وكل الفواكه والخضراوات ذات اللون الأحمر كالفراولة والطماطم والفلفل الأحمر تحتوي على مادة "اللايكوبين" التي لها تأثير فعال في علاج تضخم البروستاتا حيث تقلل من حجم الورم وحاليا يتم تصنيع بعض المراهم التي يدخل في تركيبها مادة "الكابسيسين" وهي المادة المسؤولة في الفلفل عن الطعم اللاسع وذلك كعلاج للالتهبات العصبية التي تصيب بعض مرضى السك, لكنني لست مع بعض النتائج التي خرجت بها الدراسة الهندية التي تقول ان الشطة لا تؤثر على مريض القرحة حتى في الجرعات الضئيلة على اعتبار أن الواقع المعاش لا يتفق مع هذه المقولة فقد كنت في زيارة لدولة قطر وشاهدت الكثير من المرضى الهنود الذين يعملون هناك وكان معظم شكواهم من قرحة المعدة بسبب اسرافهم في تناول الشطة.

كبسولة شطة

وحول الطبيعة الكيميائية للشطة تقول الدكتورة نجوى محمد عمار أستاذ العقاقير بشعبة الصيدلة بالمركز الفومي للبحوث: الشطة في الأصل نبات عشبي يزرع في المناطق الحارة والجافة وتتمتع الثمرة الناضجة الجافة بصفات بيولوجية مهمة لها الكثير من التأثيرات الطبية فهي مضادة للتقلصات وتساعد على الهضم وتستعمل ظاهريا كمطهر ومضادة للميكروبات وقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة تأثيرها المثبط لبعض الأورام كما تعمل على زيادة سيولة الدم, وقد ذكرت دساتير الادوية البريطانية والمصرية عن استعمال الشطة في علاج الانتفاخ الناتج عن عسر الهضم والمغص وكذلك في علاج قصور الدورة الدموية الطرفية والتهاب الحنجرة المزمن, أما بخصوص المواد الفعالة

الموجودة في الشطة فهي مادة "الكابسيسين" و"الديهيدروكاسيكين" وهما مادتان حريفتان, بالاضافة الى زيوت طيارة وثابتة, "كاسانثين" وهي مادة كاروتينيدية حمراء, كما تدخل في المكونات أيضا بعض المواد الفلافونيدية والسترويدية صابونينية وكمية صغيرة من مادة فلوريدية. وترجع فعالية ثمرة الشطة الناضجة من احتوائها على كل هذه المواد مجتمعة التي جعلتها تدخل في تركيب عدد من المستحضرات الصيدلانية كاللزقات والدهانات والكريمات التي تستعمل ظاهريا لعلاج الروماتيزم وآلام العضلات والظهر كما تستخدم في صورة مضمضة وغرغرة كمطهر في علاج التهابات الحلق والحنجرة وكذلك في صورة كبسولات لعلاج الانتفاخ وعسر الهضم, وان كنت احذر بشدة من الافراط في تناول مثل هذه النوعية من المستحضرات حتى لا تسبب نتائج عكسية مسببة التهابات مزمنة خصوصاً مع مرضى القرحة والبواسير والحساسية كما تعمل الجرعات الزائدة على ضعف خلايا الكلى والكبد لذلك يجب عدم استخدامها الا تحت اشراف طبي.