المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحيل الفنان اللبناني إبراهيم المرعشلي



على
09-16-2004, 08:58 PM
توفي الفنان اللبناني ابراهيم المرعشلي صباح امس بعد صراع طويل مع المرض ودخوله في غيبوبة استمرت بضعة اشهر قبل ان يفارق الحياة.

ويوارى الراحل الثرى صباح اليوم على ان يتم تقبل التعازي في نقابة الفنانين اللبنانيين.
وكان رئيس الجمهورية اللبناني العماد اميل لحود قد قلد الراحل وهو في سرير المرض وساماً تقديراً لعطاءاته كما كان رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري قد زاره في مستشفى المقاصد في بيروت.

والمرعشلي الذي كان احد رواد الرعيل الاول للمرحلة الذهبية الفنية في لبنان، بدأ مع واحد من عمالقة المسرح اللبناني شوشو (حسن علاء الدين) في المسرح، وفي السينما وجد لنفسه مكانة في الافلام اللبنانية خلال الستينات، وادى بعض ادوار البطولة، كما شارك العديد من كبار الممثلين في السينما العربية الافلام المشتركة بين مصر ولبنان. وتنوعت ادواره بين الكوميديا والدراما.

وبرزت موهبة المرعشلي الكتابية والتمثيلية في تلفزيون لبنان اذ كتب وقدم بعض المسلسلات الكوميدية الناجحة التي اقترنت باسمه واعطته لقباً لا يزال اكثر من جيل يعرفه به وهو «الكابتن بوب».

المهدى
09-16-2004, 09:14 PM
فنان لبناني أصابه الحزن وخطفته الخيبة

عبدالغني طليس
الحياة 2004/09/16

http://www.daralhayat.com/celebrities/09-2004/20040915-16P21-01.txt/IbrahimMaraashli_21.jpg_100_-1.jpg

يمكن لبعضنا ان يرد موت الفنان ابراهيم المرعشلي, وقبل الموت, تعرضه لجلطة في الدماغ منذ اربع سنوات تقريباً, ثم جلطة اخيرة ادخلته في الكوما... يمكن لبعضنا ان يرد ذلك كله الى حال الخيبة التي يعيشها الممثل اللبناني (والفنان اللبناني عموماً) لغياب الانتاج. فالدراما فُقدت من زمان, والكوميديا اختنقت, والممثل اللبناني في غالبية وجوهه عاطل من العمل, والعدد القليل الذي يعمل, يعرف انه يعمل ليأكل ويشرب لا اكثر, اما المستقبل فمجهول مجهول.

ابراهيم المرعشلي ابن المهن الفنية ولو اقول المهنة الفنية الواحدة. بدأ ممثلاً لكنه انتقل الى الكتابة ونجح في التلفزيون ثم في المسرح, وكان يكتب ويلحن بعض الاغاني لمسرحياته. وزمن العز السينمائي اللبناني - المصري في آخر ستينات ومطلع سبعينات القرن الفائت كانت صورته حاضرة بطلاً ثانياً باعتبار البطولة الاولى كانت غالباً للمصريين. وربطته علاقات طيبة جداً مع عدد من المخرجين والكتّاب والممثلين المصريين وقد حافظ عليها بأقصى ما يستطيع معتبراً انها "زاد فني اذا تجاهله احد فانه لن ينجو من خسارة ثقافية كبيرة", معتقداً ان التواصل بين الفنانين العرب كان وسيبقى "هدفاً فنياً وابداعياً ووطنياً ايضاً ما عرفنا كيف نتحرك فيه جيداً في الماضي, وينبغي ان نعرف في المستقبل".

مع الراحل حسن علاء الدين (شوشو) كتب اسمه متميزاً في المسرح وفي المسلسلات الكوميدية حتى غدا اساساً من أسس مسرح شوشو. ومع الكثيرين من النجوم بنى ابراهيم المرعشلي مكانة الدراما اللبنانية زمن العز. انه "زمن العز" الحقيقي, كان يقول المرعشلي, ويردد, ويناقش في المستوى الذي كان والمستوى الذي صار, ويحزن.

بعد برنامج "اغاني ومعاني" التلفزيوني مطلع ثمانينات القرن المنصرم شكل المرعشلي ثنائياً شعبياً كاسحاً مع الممثلة رلى حمادة وكانت في اول اطلالة حقيقية لها بعد اطلالات غير بعيدة الاثر. قدم المرعشلي نفسه كاتباً وممثلاً في "اغاني ومعاني" وقدم رلى حمادة ممثلة كوميدية خفيفة الظل, وقد ظل يلاحقها طيف دورها التلفزيوني هذا فترة طويلة. ومنذ ذلك الوقت بقي المرعشلي يكتب للتلفزيون ويعمل في تقديم البرامج وكتابتها حتى ما قبل ثماني سنوات تقريباً عندما توقف عن تقديم برنامج تلفزيوني من اعداد المخرج سيمون اسمر في LBC وانصرف الى محطات اخرى علّها تقدم له الامكانات التي يطلب, فنجح في اقناع بعضها ولم ينجح في اقناع بعضها الآخر, وشيئاً فشيئاً راح الحزن يتغلغل في صدره وفي قلبه وفي قدرته على التحمل. ولعل برنامجه الاذاعي الاخير, العام الماضي, في اذاعة لبنان الرسمية كان آخر تقديماته التي كانت تنم عن قهر لا عن راحة.

وكان ابراهيم المرعشلي رفيق المقهى. يومياً كان يقصد المقهى يقتل الوقت مع مجموعة من اصدقائه, يقرأون, يحللون, يتبادلون الآراء, وعند كل ليل كان يفيء الى نفسه فيجدها حزينة, حزينة ومقتولة بالضجر.

في السينما كان المرعشلي نجماً. في التلفزيون كذلك. في المسرح كذلك. وقد شارك في صناعة "نقابة الفنانين المحترفين" التي عاد فخرج منها. وفي برامجه التلفزيونية الكوميدية اطلق مواهب او أسهم في اطلاقها وشهرتها, كما أسهم في "مساعدة" كثيرين ممن قصدوه راغبين العمل في مسرحه او مسلسلاته وكان يختار الافضل من بينهم ويعطيه الفرص. وكان يقول: "كما كنت ذات يوم في حاجة الى فرصة, هؤلاء في حاجة الى فرصة, فلماذا أمنعها عنهم".

رحل ابراهيم المرعشلي. فرغ القنديل من الزيت. ولبنان الفني يفرغ من فنانيه الذين اما يرحلون, او يسافرون, او تضيق بهم السبل فيعيشون غرباء في الوطن!