المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمراض تدفع أزواجا لإنهاء حياتهم الزوجية



محلل نفسى
02-24-2010, 12:24 PM
الوطن السعودية

gmt 0:20:00 2010 الأربعاء 24 فبراير

السرطان ينهي زواج سيدة دام 12 عاما وزوجة تطلب الطلاق بعد إصابة زوجها بالإيدز

جدة - نجلاء الحربي

فوجئت سيدة سعودية في العقد الثالث بإصابتها بمرض سرطان الثدي الذي كان سببا في أن يأخذ زوجها قرار إنهاء العشرة الزوجية بينهما، رغم استمرار هذه العشرة لمدة 12 عاما. تقول أم مبارك (معلمة بالمرحلة الثانوية) "أصبحت أشعر بالقلق والخوف الشديد بعد أن تخلى زوجي عني عقب إصابتي بسرطان الثدي، مما جعلني لا أشعر بالثقة المطلقة بمن حولي". وأضافت أن عشرتها الزوجية التي استمرت لفترة زمنية طويلة كانت تدفعها للاعتقاد بأن زواجها سيستمر بعد اكتشاف إصابتها بالمرض الذي داهمها فجأة، لكنها فوجئت بزوج لم يقدر الرابط المقدس بينهما، وفضل الانفصال عنها بحجة عدم مقدرته على تحمل حالتها المرضية، وأن لديه متطلبات لا تستطيع أن تقوم بها كزوجة.

ولا تختلف قصة أبو بدر عنها، ولكن الاختلاف في نوعية الإصابة بالمرض، فقد أصيب بمرض نقص المناعة (الإيدز)، فطلبت زوجته الطلاق خوفا من انتقال العدوى إليها. يقول "أصبت بالإيدز بعد سفري لإحدى الدول الآسيوية، حيث قمت بالزواج من امرأة فترة وجودي في تلك الدولة، حيث إن عملي يتطلب سفري الدائم، وكان الاتفاق بيننا أن يتم الطلاق بعد 6 أشهر وهي فترة إقامتي في تلك الدولة، ولم أكن أعلم أنها مصابة بمرض الإيدز".

وأضاف "بعد ظهور أعراض غير طبيعية علي أجريت تحاليل في إحدى المستشفيات فاكتشفت أني مصاب بالمرض، وبعد علم زوجتي طلبت الطلاق فورا، وتركت أطفالها الخمسة، وبعد أن تخلت عني شريكة حياتي وحملتني مسؤولية أطفالي أشعر الآن بالخوف والقلق من الأيام المقبلة".

وقالت المستشارة الأسرية في مركز "عالم بلا مشكلات" الدكتورة سلمى محروس سيبيه إن "الأزواج حالاتهم تختلف، فلو أن علاقة الزوجين قبل المرض كانت حميمية ويسودها الاحترام والمودة، ما حدث الانفصال إلا نادرا، والحقيقة المؤكدة أن الزوجة غالبا ما تستمر مع زوجها حتى لو كانت معاملته لها قبل المرض سيئة، ولكن الرجل الذي لم يكن يحمل لزوجته مشاعر قوية يجد لنفسه المبرر للطلاق".

وأضافت أن "هناك حالات مرضية تسبب إعاقة شديدة، وقد تكون الزوجه شابة، ولاتستطيع القيام بخدمة الرجل مما يبرر لها طلب الطلاق، وأحيانا يكون المرض معديا، مما يدفع الزوجة لطلب الطلاق".

وشددت الدكتورة سلمى على "ضرورة التفريق بين المرض الجسدي العادي والمرض النفسي والعقلي الذي قد يترتب عليه ضرر شديد على الطرف الآخر، مما يوجد الحق في الطلاق لوقوع ضرر شديد قد يصل لحد الاعتداء الجسدي وخاصة لو كانت الحالة دائمة".

وتقول إن الأضرار الأسرية المترتبة على انفصال الزوجين قد تقع على الجميع ، لكنها تقع على الأطفال بصورة أكبر، فوجودهم بين الأب والأم له أهميته البالغة، والعميقة في نفوسهم، إذ لا يمكن أن ينشأ الولد نشأة معتدلة سوية بدون الأب والأم معاً".

وأشارت إلى أن "أغلب الأزواج يفضلون التضحية، ويستمرون معا، لكن صبر الزوج نظرا لاحتياجه لمن يتولى شؤون المنزل وشؤونه الشخصية ينفذ بشكل أسرع، أما الزوجة فينفد صبرها أكثر في حالة الأمراض النفسية والعقلية".

من جهته كشف استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والجنسية الدكتور سالم باشماغ أن المشاكل الجنسية لدى الزوجين من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الفرقة أو حدوث الانفصال بين الزوجين، وقد تحدث بعد عشرة زوجية طويلة "مشيرا إلى أن نسبة المشاكل الجنسية موجودة أكثر لدى السيدات، لذلك يجب على الزوجين فهم أطوار العلاقة الزوجية بينهم.

وأضاف أن "الأمراض التناسيلة التي قد يصاب بها أحد الزوجين كالإيدز تكون عائقا أمامهما، لكن يجب على الزوج أو الزوجة تفهم الأمر بعقلانية، وعدم التسرع في طلب الطلاق، لأن هناك طرقا تساعد على عدم انتقال عدوى فيروس الإيدز للطرف السليم".

وأضاف باشماغ أنه "قد يحصل أن تطلب الزوجة الطلاق من الزوج بعد إصابته بمرض الإيدز تخوفا من انتقال العدوى لها اعتقادا منها أن إصابة الزوج بالمرض نتيجة خيانتها مع امرأة أخرى، ولكن قد تحدث العدوى بطرق غير جنسية، لذلك لابد من تفهم كيفية طرق العدوى، وعدم التسرع في اتخاذ القرار الخاطىء".

وقال باشماغ إن هناك أمراضا قد تظهر بين الزوجين، ولكن لا تسبب الفراق، لأن لها علاجا كالزهري والسيلان والبهاق والسكر والضغط".

وأضاف أنه "لابد من الحفاظ على الحياة الزوجية، وسنة الحياة أن تكون هناك مودة ومحبة وألفة بين الزوجين مهما ظهر من أمور تنغص حياتهما الزوجية".