المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات مصرفي فاسد عن انهيار بنك ليمان براذرز وعلاقته بالامير سلطان بن عبدالعزيز وبالعاهرات



مقاتل
02-20-2010, 12:01 AM
تنشر صحيفة القبس هذه الايام كتابا مهما من تأليف مصرفي فاسد يعترف ويتحدث فيه عن مراحل انهيار اكبر بنك في الولايات المتحدة الامريكية وهو بنك ليمان براذرز وعلاقة ذلك بالامير سلطان الذي وصل الى نيويورك مشدوها من حجم الخسارة في امواله واموال السعودية ، ولم ينته الى العاهرة صديقته التي كانت تداعبه ولم يكن له مزاج كما كان في السابق في الرد عليها وهذا بسبب الخسارة المالية الكبيرة التي مني بها

هذه هي بعض الحلقات وأتمنى ان تساعدوني في نقل ما تستطيعون منها

مقاتل
02-20-2010, 12:07 AM
اعترافات مصرفي فاسد


العاهرة ماندي قررت تعلم اللغة العربية لتتفاهم مع زبائنها (3)





الازمة مستمرة في الاتجاه الخطر

المؤلف: كريسوس (مدير بنك فرنسي سابق) ترجمة: سليمة لبال

لا يكشف هذا الكتاب، الذي أبقى مؤلفه اسمه سرا، وتنشره «القبس» على حلقات، تفاصيل وأسرار قصة انهيار البنك الأميركي ليمان براذرز فقط، ولكنه يكشف أيضا عن علاقة النساء بعالم المال ودور العاهرات في قلب موازين الأسواق العالمية.

يكشف الكتاب ممارسات مافياوية، باتت السمة الرئيسية لعالم المال بحسب مؤلفه، الذي اختار التستر على اسمه واسم البنك الفرنسي الكبير الذي اشتغل فيه لسنوات، مفضلا توقيع اعترافاته باسم كريسوس.

أهدى كريسوس كتابه، الذي عنونه بـ«اعترافات مصرفي فاسد» إلى كل أولئك الذين لا يزالون يثقون بالبنك الذي يتعاملون معه. وعلى الرغم من قوله ان اعترافاته ليست للانتقام من الشخصيات التي ذكر أسماءها، فإنه يؤكد أنه نشرها ليكشف للقراء حقيقة ما يدور في اكبر المصارف العالمية.
كريسوس، الذي أصبح ثريا، بفضل المكافآت التي تراكمت في حسابه منذ سنوات، الأمر الذي مكنه من شراء ساعة ريفرسو بـ 335 ألف يورو، قرر في النهاية التخلي عن زوجته إيزابيل وابنته كلوي، بحثا عن حياة ثانية، يقول انها ستكون أفضل في اندورا، حيث لا احد يعرفه ولا احد يدرك أنه صاحب هذه الاعترافات.

إنها اعترافات مثيرة جدا عن عالم يبدو ان النساء محركه الرئيسي والمُطّلع الأول على خباياه وتفاصيله سواء في نيويورك أو في لندن أو باريس.

ينقلنا هذا المصرفي في قصص مترابطة بين هذه العواصم لنكتشف يوميات مصرفي فاسد، قَب.ل في النهاية بإفراغ جعبته في كتاب أَسالَ الكثير من الحبر في فرنسا وخارجها.


كان البنك في مواجهة فضيحة جديدة، لأننا نحن من فرضنا غالبية الابتكارات المالية في فرنسا، وأما الآخرون فقد تبعونا بعد أن استنسخوا طرق عملنا، لكن كنا نحن المشاغبين والفاسدين أيضا.
لقد كان البنك معرضا للخسارة في أي لحظة، كما كان الأمر سينتهي بتضرر زبائننا، لذلك فكرت في أننا سننتهي إلى إيجاد حل.
ما الذي قمنا به منذ ذلك الوقت، على الاقل لتنبيههم، ثم حمايتهم؟
لا شيء بل رأيناهم وهم يسقطون والبنك ضغط بقوة على رؤوسهم.
كما علينا ألا ننسى أننا اقترحنا على أغبياء البلديات منتجات اقل خطرا من الرهون العقارية كالقروض منخفضة الفوائد، على سبيل المثال، حيث كانت البلديات من الفئات التي نستهدفها وذات الأولوية.

احتيال بسيط
كانت البلديات في تلك الفترة تريد سحب أموالها بصفة مستعجلة حتى تمول بعض نشاطاتها قبيل الانتخابات. بالنسبة لهذه المؤسسات المحتاجة إلى مبالغ كبيرة، كانت طريقة احتيالنا بسيطة، تقوم على اعتماد فرق غامض في العملة بين الدولار واليورو بالنسبة للقروض متغيرة الفوائد.
إلى هنا كل شيء جيد، ذلك ان اليورو في مستوى عالٍ وهذا مطمئن. لكن ماذا بعد؟
العنصر الأساسي هو ألا تبدأ البلديات في التعويض إلا بعد مرور عشرين عاما، وهنا عليكم أن تتعرفوا على من سيكون المسؤول آنذاك ؟ كما سيكون من اخذوا البصمات قد ماتوا منذ مدة طويلة.

كرة الثلج
من الأفضل هكذا، لان نسب فوائد هذه القروض التي لها فعل كرة الثلج، تحتسب بطريقة تراكمية.
وعلاوة على البلديات، أقنعنا بسرعة عددا لا بأس به من مكاتب مؤسسة «اش ال ام» للإسكان والمستشفيات الحكومية باستخدام هذه القروض السحرية. لكن كيف؟
كنا نملك العديد من نقاط القوة، أولها اسم البنك المحترم الذي نعمل فيه، بالإضافة إلى مهنية فرقنا، وهوية زبائننا الأوائل، التي كانت تضمن حدا أدنى من الثقة والأمان للزبائن الذين كانوا يأتون فيما بعد، وأخيرا بعض الامتيازات التي كنا نوفرها لصناع القرار في كل مؤسسة.
لقد أضحت الرشوة جزءا من عملنا في البنك، لكننا كنا نفضل أن نطلق عليها مصطلح «حركات تجارية»، ولهذا السبب قررنا تخفيف شروط الحصول على قروض من دون فوائد لبعض زبائننا الأوفياء، وعلى الخصوص أولئك الذين كانوا يدعمون اقتراحاتنا لدى مؤسساتهم.

أسد في كمين
كنت أدور في مكتبي كأسد في قفص، ما كنت قادرا على فعل شيء، لكني كنت انتظر أن ينجح كميني من دون أن أثير انتباه المعتوهين. غير أنني كنت متخوفا من سقوطهما خلال الأيام القليلة المقبلة، لان ذلك كان سيشكل كارثة، وكنت سأجد نفسي أمام قضية مستحيلة الحل أو أن ابرر ما حصل،
وأما الأسوأ فهو أنني سأسقط.
انتظرت مواعظ الرئيس، الذي يشعر دوما بالفرح عندما يتهيأ لقطع رأس، لقد قال لي عندما ذهبت لأخبره «صغيري داميان، هناك بالتأكيد أسباب مكنتني من الجلوس على هذه الأريكة : أنت فاسد اعتليت خطأ منصب المدير العام وانتظر أول خطوة خاطئة لك حتى أطردك..»
قبل أربع وعشرين ساعة فقط، عدت من إجازتي، واشعر باني بحاجة إلى الترويح عن نفسي والابتعاد عن هذا العالم الملبد، حيث يطعنونك وهم يبتسمون.

أحتاج ماندي
من المؤكد أنني لم أكن المسؤول المباشر عما وُصف لاحقا بالحادث التقني، لكنني كنت امثل المديرية العامة.
كنت بحاجة إلى شيء قوي، شيء مثير، كنت في الواقع بحاجة إلى ماندي. لقد التقيتها في نيويورك، بعد بضعة أشهر من ميلاد ابنتي كلوي. كانت في العشرين وأما ساقاها فجميلتان جدا.
لقد أنقذتني من حالة الليبيدو، تتساءلون بالتأكيد ماذا عن زوجتي؟
منذ عشر سنوات، ترفض زوجتي معاشرتي خلال أيام الأسبوع الست وأما اليوم السابع فــ........
لا تزال ماندي بعد 13 سنة ضمن محيطي، هي فرنسية، تعيش حياتها في الخارج.
ماندي امرأة فضولية وحيوية، تتقن العديد من اللغات كما تواظب على قراءة الفايننشال تايمز أكثر من قراءة مجلة فام اكتويال (المرأة المعاصرة).
كانت تعرف الكثيرين وتحدثني عنهم دون أن تحتاط أو تتوخى الحذر مني.
اتصلت بها عن طريق رسالة هاتفية، ومن حظي ردت علي بسرعة عن طريق شكل ضاحك (سمايلي) مع اسم «انابالس» والرقم 12.

ساندريلا مصدر تفاؤل
لقد أعطتني موعدا عند الساعة منتصف الليل أمام هذه الحانة اللندنية.
عاودت الاتصال بها لأتأكد، لكنها اختصرت المكالمة وقالت لي: «تعرف اسمي الثاني؟ سندريلا. من مصلحتك أن تكون في الموعد وإلا ستقضي الليلة مع يقطينة».
أحببت هذه الفتاة، التي تنكّت ببراعة مثل الرجال، كما أن تفاؤلها ينعكس عليّ بسرعة.
ألغيت بعض المواعيد، ثم تركت رسالة مقتضبة في البيت، حيث قلت باني ذاهب في مهمة لشراء بنك على حافة الإفلاس، لأتوجه مباشرة نحو قطار اليوروستار السريع. لم أكن بحاجة إلى حجز غرفة لان ماندي ستتكفل بكل شيء.

مدير من الشرق الأوسط
كانت الساعة الحادية عشرة ليلا عندما توقفت سيارة التاكسي التي استقللتها أمام الباب الخشبي الأزرق للنادي الوحيد الذي يتردد عليه أفراد العائلة المالكة في بريطانيا.دخلت هذا المكان الذي زينت جدرانه بقماش الكاكي المخطط بالأحمر والذهبي، فإذا بنادل يبحث عني لما دخلت الحمام.
كانت ماندي تنتظرني في الحانة، حيث كانت تتحدث إلى رجل طويل، بشرته داكنة، شعرت للوهلة الأولى باني اعرف هذا المدير الآتي من الشرق الأوسط والمعروف بتداول مبالغ طائلة.
أشارت لي ماندي عندما لمحتني وقالت لي عندما وصلت إلى حيث كانت تجلس:
ــــ اهلا داميان، كنت بانتظارك.
ــــ مساء الخير جميلتي، هل بإمكاني تقبيلك؟
ــــ على الخد، ملاكي.تعرف القاعدة..
ــــ دوما في لندن؟
سأعود إلى واشنطن.
ــــ أقدم لك.. آه تعرفان بعضكما؟
مساء الخير طلال. لقد التقينا فيما سبق، أمازلت في سيتي غروب؟
لقد انحنى الرجل لتحيتي وقال:
«أظن أننا التقينا في دافوس في فبراير الأخير، لقد تغير منصبي منذ ذلك الحين، تعرف ما الذي جرى..
ــــ اعرف
قاطعت ماندي الرجلين وقالت :
ــــ توقف.هنا لا نتحدث عن العمل.هيا لنأكل شيئا.
لا اعرف ما الذي قالته المرأة الشابة لهذا الخليجي ونحن في طريقنا للمطعم، لقد كانت متألقة كعادتها، بسمرتها ولون عينيها وشكلها وهندامها الأنيق جدا.
ترتدي ماندي دوما ألبسة تكشف عن كتفيها وصدرها لكنها البسة غير مبتذلة، لم تكن تلبس المجوهرات، ما عدا ماسة في شكل دمعة كانت تختبئ بين نهديها، وفي معصمها كانت تضع ساعة ريفرسو فخمة.

ثوب يبعد الفقراء
حجزت ماندي طاولة صغيرة في المطعم بعيدا عن الجلبة، لكنها تطل على ساحة الرقص وأما قائمة الطعام فاحتوت الكافيار والتفاح ومعجنات. طلبتُ زجاجة فودكا، لكنها رفضت ذلك بشدة وقالت لا يجب أن اشرب وأنا اعمل، لأني سأنام مباشرة بسبب التعب.
هل أقمت حفلة؟
ــــ لا ليس هذا ولكن أنا مرهقة بسبب الرحلات الدولية الثلاث التي قمت بها في ظرف ثمانية وأربعين ساعة.
ــــ برنامج رائع..
انفجرت ماندي ضحكا وهي تضع يدها على فخذي «أنت محق، أتعرف ماذا؟ لقد قررت تعلم اللغة العربية بعد أن عددت أفراد هذه السلالة بسبب حالة الأرق التي عانيت منها.
هذه البنت حيوية جدا وتعرف أشياء كثيرة، اكبر من التي كنت أتصورها، كنت أريدها وكان الوقت مناسبا لأمضي في ذلك.
ـ نذهب؟
ـ تمنحني دقيقة يا دميان أريد أن احيي أحدا على ساحة الرقص.
ـ ستقومين بذلك غدا
ـ لا، انه رقم 3
ـ من؟
ـ هاري: الرقم 3 في ترتيب الجلوس على العرش في بريطانيا.
ـ انسي الأمر، انه مخادع صغير وأنت اكبر من ذلك، وأيضا عندي أشياء أود أن تريها.
تنهدت قبل أن تنسى فكرة لقاء ابن الأمير تشارلز، فيما دفعت الفاتورة حين ذهبت للحمام.

نقاط مشتركة
رغم دفء الجو في تلك الليلة، ارتدت مومستي معطف فيزون رائعا وأمام دهشتي، ضحكت وقالت: «انه ثوب العمل، أتعرف؟ انه يبعد الفقراء، أنا لا اهتم الا بالمهنيين، أولئك الذين يستطيعون أن يعرفوا من أين يأتي هذا الفرو، ومستعدون لاهدائي مثلها».
عندما أرادت ايزابيل شراء فرو فيزون، أجرت تحقيقا عند كل باعة الفراء في باريس، حتى تتأكد من أنني سأهديها الأفضل، هل هناك نقاط مشتركة بين العاهرات والزوجات الشرعيات؟
كانت هناك سيارة تاكسي تنتظرنا في باركلي سكوير، لتقلنا الى بارك لين، حيث حجزت ماندي في فندق دورشستر مثل العادة. كان هذا الفندق الفخم المطل على هايد بارك، يرفع معنوياتي دوما.
أُقفل باب المصعد علينا.... وأخيرا نحن لوحدنا..... قررت عندها أن انتقل الى مرحلة الهجوم، لكنها ذكرتني بضرورة الالتزام بالنظام، لكنني لم أكن قادرا، فيما قالت لي: «لقد قلت اني سأقرر، اذن عليك أن تبقى هادئا يا عزيزي..».
دخلنا الغرفة وكانت فسيحة جدا، وأما السرير فكبير وقد زينته شراشف تحتوي على أشكال ورود وأما الحمامان فكانا من الرخام الفخم.
لم أكن أفكر في شيء عندما غطست في حوض الحمام العميق، الذي امتلأ بالماء الساخن، بينما كانت مسيطرة على زمام الأمور. أحببت كثيرا هذا الجانب المباشر فيها.
بعد أن استرحنا، قالت لي «أنا جائعة، ألا تشعر بالجوع؟
ـ كم الساعة؟
ـ الساعة الثالثة صباحا، أتنام؟
ـ سأحاول، لكن على كل حال لا استطيع النوم معك، أوه، لتفعلي ما شئت.
ـ جيد سأطلب كعكا ومربى البرتقال وشوكولاتة ساخنة.... سنحتفظ بالنقانق لصبيحة الغد، لا؟
فكرة جيدة.

المرحلة الثانية
هكذا بدأت المرحلة الثانية من الوقت. تكلمنا بين تمرينين تطبيقيين، وبدا جليا ان ماندي تريد أن تقول لي شيئا.
هل كانت تحاول أن تعرف أكثر عني أو كانت تريد أن تتضح لها بعض الأمور؟ لكن الفرضية السارة بالنسبة لي هي أنها كانت تأمل في مساعدتي.
على كل حال ادارة بنك هي أيضا معرفة الاطلاع على ما يجري في الأسواق.
«البارحة، وقع شيء غريب في واشنطن...»
كانت نبرة صوتها هادئة وكأن ما ستقول غير مهم تماما، لكني شجعتها على مواصلة الحديث :
«عندما وصل موعدي، كان في كل حالاته.
من؟
لا اعرف من يكون، لا اعرف بالضبط، لكن الجميع كانوا ينادونه سلطان، بالتأكيد هو خليجي.
ـ كان وسيطا؟
ـ لا، أكثر من ذلك، هو من أفراد عائلة حاكمة. هو سفير سابق يدير وزارة الآن.
ـ وبعد؟
ـ وكأني لم أكن هناك، عادة يرتمي في أحضاني وأتكفل به بسرعة، لكن هذه المرة، لم يرد شيئا.
ـ أو لم يستطع......
ـ على كل حال، تحدث لمدة ساعة في الهاتف، ولم يرد حتى أن المسه.....عند الساعة الثانية صباحا.
ـ وبعد؟هل آلمك الأمر؟
ـ أتمزح؟ لا،لا، لا، انها المكالمات الهاتفية التي فاجأتني.....
ـ هل سمعتها؟
ـ كان قبالتي.... كان يتحدث باللغة العربية ولست متأكدة من اني فهمت كل شيء.
ـ تتحدثين حقا اللغة العربية؟ كنت أظن أنك تتباهين فقط بذلك
ـ لا تهزأ مني من فضلك، انا افهم اللغة العربية جيدا.
ـ وماذا كان يقول أميرك الفاتن؟
ـ انه التقى أحدا يدعى بولسون وانه مجبر على تصفية كل شيء.
ـ بولسون؟تصفية كل شيء؟
ـ كل البراذرز..... هل يعني لك ذلك شيئا ما؟
ـ بروك براذرز.... انها ماركة بذلاتي وماركس براذرز، يعود زمنهم الى وقت بعيد وبيغ براذرز له علاقة بالأدب....لا اعرف.
ـ توقف عن حماقاتك، أنا أحدثك عن أموال.
ـ ليمان براذرز؟
ـ هذا هو، اعتقد ان الأمر يتعلق بهذا، كان يقول ان براذرز كان على حافة الانهيار مع ميريل، لا اعرف ماذا وأيضا التأمينات. وسمعت أيضا ان الفساد نخرهم وان أحدا عليه أن يسقط.
ـ تابعي، الأمر مهم.

ـ في الواقع لا اعرف أكثر من هذا، لما قفل الخط، سألني، ما الذي افعله بأموالي، لم اجبه ولكنه أصر وقال لي، عليك ببيع كل شيء، اذا ما كنت تملكين أسهما في البورصة أو أي بنك.
ـ وماذا فعلت؟
ـ بالفعل، بعت كل شيء هذا الصباح.
كانت ماندي تضحك وكأنها تروي لي نكتة.
غادرت صديقتي في الصبيحة، بينما تناولت افطارها ونقانقها المشوية أيضا.
لقد بدأت الكثير من الأشياء تدور في ذهني لدى عودتي الى باريس، حيث حاولت أن اربط بين ما قالته لي وما اعرفه، فالاميركيون بحاجة ماسة الى الخلجيين، لان الخليج يملك معظم احتياطي النفط العالمي.

الحلقة الرابعة:


هل خطط بولسون للأزمة؟

مقاتل
02-20-2010, 12:11 AM
اعترافات مصرفي فاسد (4)
في الواقع لا أحد فهم ما حصل!
هل خطط بولسون للأزمة المالية العالمية ؟



http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/02/18/1fa0136d-f242-4c69-979e-ca38e8f6ff57.jpg

موظفي ليمان براذر يغادرون المبنى


المؤلف: كريسوس (مدير بنك فرنسي سابق) ترجمة: سليمة لبال


لا يكشف هذا الكتاب، الذي أبقى مؤلفه اسمه سرا، وتنشره «القبس» على حلقات، تفاصيل وأسرار قصة انهيار البنك الأميركي ليمان براذرز فقط، ولكنه يكشف أيضا عن علاقة النساء بعالم المال ودور العاهرات في قلب موازين الأسواق العالمية.
يكشف الكتاب ممارسات مافياوية، باتت السمة الرئيسية لعالم المال بحسب مؤلفه، الذي اختار التستر على اسمه واسم البنك الفرنسي الكبير الذي اشتغل فيه لسنوات، مفضلا توقيع اعترافاته باسم كريسوس.
أهدى كريسوس كتابه، الذي عنونه بـ«اعترافات مصرفي فاسد» إلى كل أولئك الذين لا يزالون يثقون بالبنك الذي يتعاملون معه. وعلى الرغم من قوله ان اعترافاته ليست للانتقام من الشخصيات التي ذكر أسماءها، فإنه يؤكد أنه نشرها ليكشف للقراء حقيقة ما يدور في اكبر المصارف العالمية.
كريسوس، الذي أصبح ثريا، بفضل المكافآت التي تراكمت في حسابه منذ سنوات، الأمر الذي مكنه من شراء ساعة ريفرسو بـ 335 ألف يورو، قرر في النهاية التخلي عن زوجته إيزابيل وابنته كلوي، بحثا عن حياة ثانية، يقول انها ستكون أفضل في اندورا، حيث لا احد يعرفه ولا احد يدرك أنه صاحب هذه الاعترافات.
إنها اعترافات مثيرة جدا عن عالم يبدو ان النساء محركه الرئيسي والمُطّلع الأول على خباياه وتفاصيله سواء في نيويورك أو في لندن أو باريس.
ينقلنا هذا المصرفي في قصص مترابطة بين هذه العواصم لنكتشف يوميات مصرفي فاسد، قَب.ل في النهاية بإفراغ جعبته في كتاب أَسالَ الكثير من الحبر في فرنسا وخارجها.

وصل سعر البترول الخام في نهاية أغسطس ذروته. وكان على الأميركيين أن يفرشوا السجاد الأحمر للسعوديين أكثر من ذي قبل، حتى يتمكنوا من كبح جماح متطرفي منظمة اوبك، وأيضا لان أي ضرر يمس صورة الملك عبد الله، من شأنه أن يسبب كارثة، ذلك ان المملكة تملك 7 في المائة من الموجودات الأميركية.
كان الربع الأول من عام 2008، سيئا للغاية في الولايات المتحدة الأميركية، ففي ظرف خمسة اعوام، تضاعف حجم الديون، ولتمويلها، كانت الخزينة تصدر سندات تضمنها الدولة، لكن من كان يشتريها.. الخليجيون، بعد الصينيين بالطبع.
كان هذا التمويل الذي يقدر بمليارات الدولارات ضروريا جدا، ولولاه لواجهت الولايات المتحدة الأميركية خطر الانهيار، حيث كان بولسون وإدارة بوش يدركان ان الفحص الفني لا جدوى منه.انه طيش باسم المصلحة العليا للدولة.

أزمة في الأفق
فجأة شعر بولسون بان أزمة بدأت تلوح في الأفق، لكن هل كان بصدد التخطيط لها ؟
يبدو أن الأمر مستبعد، لكن العاصفة انتقلت من بنك لآخر، فهل قرر فصل لوح جليد ليحاول مراقبة الانهيار الجليدي الذي يتقدم شيئا فشيئا ؟ لقد كان رهانا كبيرا.
في تلك اللحظة بالذات، أدركت ما يحصل، لذلك أعدت بناء القصة كلها: لقد تناول بولسون العشاء مع سلطان، قبل أيام واخبره بهذه المعلومة الأساسية :بان ليمان سينهار، ليترك المجال أمام خليجيين لاستغلال هذه المعلومة استغلالا جيدا.
غفوت في قطار اليورو ستار السريع، لكن هذه الأفكار لم تفارقني، كنت أدرك ان الأسوأ سيحدث... لكن ما الذي استطيع فعله بحدسي هذا؟

في الكمين
عند عودتي إلى مكتبي في اليوم التالي وكان يوم الأربعاء 27 أغسطس، كان هناك نبأ سار في انتظاري، فالكمين الذي نصبته نجح أخيرا، ذلك أن المتداولين خُدعا وتبادلا رسائل الكترونية، جاء في إحداها:
«ماذا نفعل؟ سينتهي الأمر بسقوط كل هذه الكرات في البيت».
فيما أجاب الثاني «ابق هادئا، علينا أن نجد مخرجا أو طريقة للهروب دون أن نحدث جلبة».
كان أمامي أكثر من 15 رسالة الكترونية من الشخصين أنفسهما، اللذين تصورا، بأنهما سيتمكنان من سرقة جزء من الأرباح الضخمة.
شعرت بالفرح لأننا سنتمكن من الإيقاع بهما ثم طردهما بسهولة على الرغم من ذكائهما وتحكمهما في الرياضيات.
استدعيتهما فورا لأنهي الأمر بسرعة.. حيث دخل من اعرفه ويدعى شارل هنري إلى مكتبي أولاً. اختصرت المقدمات ودخلت في الموضوع مباشرة، لكن هذا الشاب الحذر حاول الدفاع عن نفسه، فيما كنت أستشيط غضبا لأني شعرت بأنه خدعني، فانا من جلبته من نيويورك.
سأصبح مغفلا في نظر الكثيرين إذا ما انتشرت هذه القصة، انه شعور قاس.كما كنت انتظر أيضا أن يقول الرقم الأول في البنك أمام لجنة الإدارة «على داميان أن يقدم إثباتاته، لا تتفاجأوا انظروا إلى مساره.. الأمر منطقي.لكن سترون بعد كل هذا سيطالبنا بمكافأة نهاية السنة».
ثم سيتوجه نحوي ليضيف «أكد لنا أنك لم تنو. هذا، أليس كذلك السيد المدير العام»؟
الحقيقة هي أن الرئيس رشح شخصا آخر لمنصبي حين تعييني قبل سنة، لكنه أُوقف في آخر لحظة في سنغافورة.
منذ ذلك الحين يحاول رئيس البنك أن يُدفّعني ما يعتبره اهانة شخصية له، غير أني كنت عنيدا.

ليست مزحة
فهم شارل هنري ان الأمر لا يتعلق بمزحة، لذلك حاولت خلال ساعة كاملة أن أعرف منه الإجراءات التي يتم اتخاذها للتحايل على أنظمة الأمن، بعد أن أكدت له انني سأصفح عنه إن اعترف بكل شيء ولأني لست سيئا، كنت مستعدا أيضا، لأكتب له رسالة توصية لعناية صديق يدير صندوق تحوط في لندن.
كان لهذه الرسالة ميزتان :الأولى ألا يوظّف منافسونا هذين الولدين الذكيين وأيضا لأتمكن من مراقبتهما في لندن.
بدا شارل هنري بارعا حين أجابني: لا أعرف على الإطلاق لكن بامكاني بقليل من التجربة أن أستعيد هذه المبالغ في وقت لاحق، وحتى اثبت حسن نيتي، قررت تخفيف الصدمة عليه باقتراح مكافأة لهما.
عندما قرأ شارل هنري قيمة المكافأة، وهي مائة الف يورو لكل منهما، صرخ مثل الكبش عند ذبحه. كان يدرك ان البنك ربح مئات الملايين من اليورو، التي كانت تصب مباشرة في صناديق سوداء.
الحقيقة بسيطة جدا وهي أنهما خدعا النظام للحصول على مكافآت غير مبررة.
فهم الولد في الأخير أنه سقط، غير انه اعترف بكل شيء بعد آخر محاولة مني للتفاوض، حيث بدا لي أنه فخور بنفسه كلما توسع في شرح تفاصيل الطريقة التي استعملها لمخادعة النظام.

زبائن وهميون
في الواقع وضع المتورطان نظاما متطورا، حيث بدآ باختراع قائمة لزبائن وهميين، بعد أن تحايلا على النظام المعلوماتي موراكس، كما نقلا موجودات من محافظ حقيقية إلى أخرى وهمية حتى يفلتا من الرقابة.
لقد كان النظام يشتغل في اتجاه واحد مثل فكي التمساح، وأما صافرات الإنذار فلا تطلق إلا في حال وجود عجز، وفي لحظة معينة، بدأ شارل هنري بالتحدث عن نقاط ضعف نظامنا الأمني.
في الواقع تضاعفت المعاملات اليومية للبنك ثماني مرات منذ أن وضعنا نظام موراكس حيز التطبيق، ولما كان نظامنا المعلوماتي مشبعا، كان علينا وضع أنظمة مشتقة أخرى، لامتصاص وحماية كل المعاملات.
في تلك الفترة كان المتداولان يستعدان لتحويل مبالغ صغيرة واقل من الحد الذي بإمكانه إطلاق صفارات الإنذار، باتجاه حساب داخلي، مما مكنهما من جمع مبالغ طائلة في ظرف بضعة أشهر.
هنأت شارل هنري على براعته وعدم تقديره للنتائج، كما طلبت منه أن يترك لي الرسم الذي خربشه وهو يشرح لي بالتفصيل عملياته، حيث كنت أود استخدام هذا المخطط لتعزيز نظامنا الأمني، ثم وقع رسالة، التزم فيها بعدم التحدث في الموضوع مع جهة خارجية مهما كان.

لقاء المساء
قررت استقبال الشريك الثاني في المساء حتى أواجهه بالأسئلة نفسها، لكن كان علي أن أغير نظام الأمن قبل ذلك.
أخطرتني السكرتيرة بان ايتيان وصل وينتظرني منذ وقت قصير. ولما دخل، سألته «هل تدرك ان علينا تغيير كل النظام؟!
ــــ أتمزح؟
• هل يبدو ذلك علي؟
ــــ انه عمل كبير، قد يستغرق ستة أشهر.
• وماذا بعد، لنبدأ فورا..... بتغيير كل الأرقام السرية مثلا:
• لماذا؟ لم نواجه مشاكل على الإطلاق مع عمليات التحويل
• كل التحويلات؟
ــــ بالطبع.
في تلك اللحظة، شعرت بالقلق من رد فعل ايتيان، وكنت أفكر بان تغيير الأرقام السرية، فكرة جيدة، لذلك منحته فترة 24 ساعة لحل المشكل وقلت في قرارة نفسي، سأنتظر بعض الوقت لأطرده، يمكن في ديسمبر، في عيد الميلاد؟!

رسالة سرية وأرقام بالخطأ
وصلتني صبيحة اليوم التالي، رسالة الكترونية منه، تتضمن الأرقام السرية الجديدة، وكنت مطلعا على ذلك، حيث تلقيت عن طريق الخطأ بريدا يلخص كل التغييرات التي تمت وقد كتب على الرسالة الأرقام السرية الجديدة.
قرأت في نهاية الايميل جملة صغيرة كتبها ايتيان وجاء فيها عني: «هذا المغفل يريد أن يلبسني القبعة المكسيكية، لن يتم الأمر على هذه الشاكلة».
لم يكن ايتيان بحاجة إلى توقيع الايميل، لأني تعرفت على طريقة كتابته، لذلك قمت مباشرة بحفظ الرسالة في أرشيفي وقلت لنفسي، من غير الضروري أن انتظر إلى عيد الميلاد لطرده من البنك.
كانت هناك مفاجأة صغيرة بانتظاري في مقر الإدارة حين عودتي الجمعة من إجازتي، فرئيسنا المدير العام قرر استعادة سلطاته، فيما كان علي أن أقدم أو أؤخر بعض الاجتماعات، لكني كنت مجبرا على حضور مأدبة غداء مع شخصية رفيعة المستوى في عالم المال في باريس.

امرأة بين اثنين
يتعلق الأمر بباتريك ارتوس، مدير الدراسات في بنك ناتيكسيس، هذه المؤسسة، التي كنت أرى انها الأقوى في تلك الفترة، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي أعلنت عن تكبدها قبل الصيف.
نزلت إلى البهو لاستقبال ضيفي الذي كان ينتظرني بهدوء، وهو يتحدث مع الرئيس، فيما لمحت سيدة لا اعرفها بين الرجلين، وهنا شعرت بان الأمر يتعلق بغداء الرئيس الذي ناداني:
فرحت كثيرا لان لقاءنا لن يكون فيه طفيلي، وما ان دخلنا المصعد، حتى فاجأني هذا الاقتصادي المعروف بالقول «تواجهون ببراعة الأزمة، وكأنكم.....».
لقد بدأ اللقاء بقوة.
«أنت متساهل جدا، لم يمر سوى عام، أنا متأكد من انك تفكر في العكس عزيزي باتريك».
لكن فهمنا جيدا ما يحصل عندما أقدمتم على إغلاق ثلاثة صناديق بصفة مؤقتة، حتى أنا عندما كنت أُسأل في هذا الموضوع، كنت احرص على عدم انتقادكم. على العكس...
ــ هذه حقيقة، ولهذا أعجبنا كثيرا موقفك.
كان ارتوس يتحدث عن قرار اتخذه البنك في بداية أغسطس 2007، بعد أن عرفت ثلاثة من صناديقنا أزمة سيولة.

الصناديق كيانات منفصلة
في تلك الفترة أرسل لي مديرنا المالي رسالة الكترونية تنبيهية لاطلاعي على ما يجري من جهة، وحماية نفسه من جهة أخرى، وجاء فيها «ستنقصنا السيولة، بالطبع كان بإمكاننا تعويض الجميع باستخدام خزينة البنك، غير أن هذه الصناديق كانت كيانات منفصلة».
كان هناك مشكل آخر يتمثل في استحالة تحديد سعر بعض الأسهم، لذا هل علينا إنقاذها؟ قانونيا لم نكن مجبرين على ذلك، وليست لنا نية في ذلك وان كان لإفلاس هذه الصناديق انعكاسات سيئة جدا، لذلك قرر الرئيس آنذاك إغلاق الصناديق لفترة معينة حتى تهدأ الأمور.
ويعني كل هذا أننا كنا سنوقف السيولة مؤقتا بالطبع، ما قمنا به هو تجميد أموال زبائننا الأغبياء فقط في انتظار أن تصحح أسعار الصرف، وأتذكر أننا تلقينا تهنئة من الإدارة على هذه الفكرة.
أدركت الأسواق بسرعة بان مؤسساتنا الاستثمارية لم تعد تساوي الشيء الكثير، فيما انتشرت الشائعة بسرعة البرق، مما ضاعف عدد عمليات السحب، لتصبح الوضعية كارثية.
بدأ الخوف يسيطر على الأجواء، فيما كان منافسونا ووسائل الإعلام والسلطات يلاحظون، لكن حصلت المعجزة، ومر قرارنا من دون أن ينتبه له احد، في الواقع لا احد فهم ما حصل.

الأعصاب الباردة
في تلك الفترة تحدثت إحدى الصحف اليومية عن قرار بارع، اتخذ في جو سيئ للغاية.
بارع..... هذا كلام جميل، ذلك أني أتذكر تعليق الرقم 1 في البنك «ترى داميان، يكفي أن تحتفظ بأعصابك باردة، ستعود الأسواق إلى حالتها فور ما تشعر بأننا لن نتعثر».
لكن بعد شهرين، كنا على موعد مع فتح هذه الصناديق، وسط حالة من الذعر، لقد قررنا بعد تردد تعويض زبائننا، مما كلفنا قرابة المليارين.
هو رقم لم ينشر من قبل، لكنه كلفنا غلق صندوقين من الصناديق الثلاثة.
جلسنا في صالة الأكل التابعة للمديرية العامة بعد أن طلبنا المقبلات، فيما كنت أود اختبار خبير ناتيكسيس حول عدد من المواضيع:
«أرأيت، ليمان مصنف في مرتبة جيدة، وستاندار اند بورز وموديز ابقيا تصنيفه عند المستوى «أ أ بلاس».
ــ آه نعم، هذا لا يفاجئني، إنهم ينشرون أي شيء عنهم في هذا الوقت، لكن ريتشارد فولد مصرفي كبير.
عندما كنت استمع إلى هذا الرجل، عدت بذاكرتي إلى الملف الذي سلمتني إياه سكرتيرتي وكان يضم مقتطفات من رسالة من ناتيكسيس مؤرخة بتاريخ 22 مارس 2007، فيما كان ضيفي يتحدث عن مضمونها.
ماذا كان يقول هذا الخبير، الذي يتهافت الكثيرون على الاستماع اليه؟
كان يقول انه لا يعتقد بان تكون هنا أزمة سيولة ثانية، وأما فكرته الغبية الثانية فهي احتمال تعرض الولايات المتحدة الأميركية للركود....انها نكتة.

أسهم سيتي غروب
كان ضيفي يتحدى فكرة أن تؤدي أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأميركية إلى وقوع أزمة بنكية ومالية.
لما انتهى حديثنا وموعدنا رافقت ضيفي إلى المصعد. كان وقتي ضيقا جدا في نهاية أغسطس، وكان عليّ أن أكون حاضرا في حدث مهم هذا المساء في دوفيل، إنها عملية بيع أحصنة نادرة، كان يستغلها مسؤول دائرة إدارة الثروة للبحث عن صيد ثمين خلال اليومين اللذين يتم فيهما المزاد العلني.
كان عليّ أن اجري بعض المكالمات الهاتفية قبل أن انصرف بسرعة لأتفادى ازدحام السيارات في الطريق السيار، غير أني تفاجأت بالرئيس يقف عند باب مكتبي قائلا: أأزعجك؟
«كنت سأذهب، لكن من فضلك ادخل.
ــــــ عند هذه الساعة؟
ــــــ انا ذاهب الى مزاد دوفيل للأحصنة، أتتذكره؟
ــــــ أرى ذلك، أرى... كنت أود أن أقول لك شيئا عن ملف لا يزال سريا لحد الساعة...»
ــــــ أومأت براسي، دون أن اعلق...لقد كنت متعودا على ذلك.
باختصار، ثالث بنك في أوكرانيا معروض للبيع وهذه فرصة ذهبية، هناك إمكانات كبيرة في دول المعسكر الشيوعي سابقا، إنها دول أكثر حركية وحيوية وبامكاننا أن نقدم فيها منتجات جديدة.
أكيد، لكني لا....
لقد قرر سيتي غروب التمركز في الولايات المتحدة الاميركية وهم مستعدون لبيع بعض أسهمهم لكن بشرط أن يتم ذلك بسرعة.
ــــــ على ما اذكر لقد اثنوا عليك خلال آخر ندوة، لأنك لم تستثمر في هذه البلدان.
ــــــ كان هذا العام الماضي، ومنذ ذلك الحين تغيرت بعض الأشياء في الشرق.... يمكن أن تكون قد لاحظت بعضها.
ــــــ لكن يتحدثون على استثمار على أي مستوى؟
وقف الرئيس ،وبدا لي بأنه سيغادر، لكنه استدار نحوي وقال:
«يمكن مليارين أو مليارين ونصف المليار.
مقابل؟
23 في المائة من رأس المال.
لكن مقابل مؤسسة ليست رائدة في بلد يعاني من وضعية صعبة وحجم مديونيته كبير جدا؟وفق هذه الحيثيات هذا المبلغ ليس بقليل.


الحلقة الخامسة:
البنوك غيّرت مهنتها دون أن تخبر الحكومات ولا الزبائن

مقاتل
02-20-2010, 12:22 AM
19/02/2010




اعترافات مصرفي فاسد (5)
البنوك غيّرت مهنتها دون أن تخبر الحكومات ولا الزبائن


الازمة المالية العالمية: سرقة القرن .. المعلنة


المؤلف: كريسوس (مدير بنك فرنسي سابق) ترجمة: سليمة لبال

لا يكشف هذا الكتاب، الذي أبقى مؤلفه اسمه سرا، وتنشره «القبس» على حلقات، تفاصيل وأسرار قصة انهيار البنك الأميركي ليمان براذرز فقط، ولكنه يكشف أيضا عن علاقة النساء بعالم المال ودور العاهرات في قلب موازين الأسواق العالمية.

يكشف الكتاب ممارسات مافياوية، باتت السمة الرئيسية لعالم المال بحسب مؤلفه، الذي اختار التستر على اسمه واسم البنك الفرنسي الكبير الذي اشتغل فيه لسنوات، مفضلا توقيع اعترافاته باسم كريسوس.

أهدى كريسوس كتابه، الذي عنونه بـ«اعترافات مصرفي فاسد» إلى كل أولئك الذين لا يزالون يثقون بالبنك الذي يتعاملون معه. وعلى الرغم من قوله ان اعترافاته ليست للانتقام من الشخصيات التي ذكر أسماءها، فإنه يؤكد أنه نشرها ليكشف للقراء حقيقة ما يدور في اكبر المصارف العالمية.
كريسوس، الذي أصبح ثريا، بفضل المكافآت التي تراكمت في حسابه منذ سنوات، الأمر الذي مكنه من شراء ساعة ريفرسو بـ 335 ألف يورو، قرر في النهاية التخلي عن زوجته إيزابيل وابنته كلوي، بحثا عن حياة ثانية، يقول انها ستكون أفضل في اندورا، حيث لا احد يعرفه ولا احد يدرك أنه صاحب هذه الاعترافات.

إنها اعترافات مثيرة جدا عن عالم يبدو ان النساء محركه الرئيسي والمُطّلع الأول على خباياه وتفاصيله سواء في نيويورك أو في لندن أو باريس.

ينقلنا هذا المصرفي في قصص مترابطة بين هذه العواصم لنكتشف يوميات مصرفي فاسد، قَب.ل في النهاية بإفراغ جعبته في كتاب أَسالَ الكثير من الحبر في فرنسا وخارجها.




http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/02/19/53b6239c-19f9-4cff-a6ad-988e8624facc.jpg

الازمة المالية العالمية: سرقة القرن .. المعلنة


مرت الأمور على خير حيث وصلت في الموعد، فيما كان مدير دائرة إدارة الثروات، بيير جان في انتظاري في مطعم ميوك في دوفيل.


استقبلني زميلي مبتهجا وقال لي أتتناول مشروبا؟ لقد بدأت من دونك.
ــ أحسنت، إلى أين وصلت الأمور؟
ــ كان يوما رائعا، وصل المزاد إلى 770 ألف يورو مقابل احد الأحصنة.
ــ وأصدقاؤنا، هل أتوا جميعهم؟
ــ تقريبا كلهم، لكن كانت هناك ضيفة من نوع خاص، إنها سامانتا، ألا يعني لك اسمها شيئا ما؟
ــ بالطبع انها الوسيطة التي تشتغل مع جماعة في دبي.
ــ انها هي بالذات، أنت تعرف بأنها تحب أحصنة السباق.
ــ لا، لا اعرف الكثير عنها.
ــ رأيتها اليوم، لم تفارق ولو لثانية احد مسؤولي بنك باركلي ويبدو لي بأنه احد نواب الرئيس.
ــ ماذا تظن؟
ــ البعض يقول إنهم يحضّرون ثنائيا.
ــ هذا يعني أن الانكليز في حالة صعبة وينوون الخروج من المأزق دون مساعدة حكومتهم، انها طريقة يحافظون بها على استقلاليتهم ومكافأتهم. يمكن أن يكون العمل مع هذه الوسيطة مهما، على أن أتكفل شخصيا بالموضوع.
ــ هل بمقدورك أن تقدمها لي؟!

من سلطة المال إلى سطوة الإعلام
ــ لم لا؟ تعال الى لندن وسنحاول الذهاب لتناول الغداء في مطعمها، حيث تتواجد باستمرار.
في تلك الأثناء دخل وزير الدفاع الفرنسي هارفي موران إلى المطعم.. وعندها قال لي بيير جان «لقد اشترى ساقا».
ــ عفوا؟
ــ لقد شارك مع عدد من الأصدقاء في المزاد هذه الأمسية، واشترى جوادا جميلا، سيوزعونه على أربعة أو خمسة، وستبقى له ساق واحدة.
ــ وماذا جرى مع ادوارد روثشيلد؟
ــ اسمع، اشعر بانه بإمكاننا أن نحصل على شيء، خاصة انه غادر البنك العائلي.
ــ ماذا يعني ذلك؟
ــ لا نعرف ما الذي جرى بينه وبين أخيه غير الشقيق ديفيد، لكن يبدو أن العلاقة متوترة بين الاثنين، من الواضح أن عملية شراء ليبراسيون لم تكن صفقة جيدة.
ــــــ هل حقيقة لم يعد مصرفيا، وانما مسؤول كبير في عالم الاعلام.
ــــــ يمكن أن تنكت داميان، لكن بالنظر الى حجم ثروته الشخصية، أود بالفعل ضمه الى مجموعتنا.
ــــــ كم تبلغ؟
ــــــ تقدر ثروته مع أخيه بأكثر من 300 مليون يورو، على الرغم من الخسائر اليوم التي تتكبدها جريدته.

في ضيافة ذي بانكر
رتب لي مسؤول ادارة الثروات لقاء مع روثشيلد خلال سهرة اغلاق المزاد السنوي للأحصنة، لكن كان علي أن أفكر في المواضيع التي سأتطرق لها أثناء لقائي المقتضب به ولخصتها في: بورصة نيويورك، الماجستير التي حصل عليها في ادارة الأعمال وزوجته الجميلة أريال، التي كانت ايزابيل تلتقيها بين الفترة والأخرى في ريتز هيلث كلوب وساعات النصر التي عاشها في البنك العائلي.
كان الهدف هو أن نضم هذا الفرع، ذلك أن جزءا من ثروته الكبيرة سيرضينا.
لم يتحدث معي ايدوارد دي روثشيلد طويلا، لكني تمكنت تلك الليلة بمساعدة بيير جان من التعرف على عدد معتبر من الأثرياء.
توجهت نهاية الأسبوع الى لندن وبالضبط الى فندق دورشستر، حيث كنت متعودا على لقاء ماندي، لكني اكتشفت أن الفندق يجمع تلك الليلة غالبية مصرفيي العالم، الذين جاؤوا مثلي تلبية لدعوة المجلة الانكليزية ذي بانكر، التي تكرم كل سنة أفضل المصرفيين.
صعد المدير المالي للمجلة خلال حفل العشاء الى المنصة، حيث تناول في خطابه الظروف التي يعمل فيها المصرفيون منذ أشهر قليلة، ثم بدأ في تقديم الفائزين بالجوائز، جائزة انجح صندوق تحوط وجائزة المؤسسة الأكثر مردودية، وعدد آخر من الجوائز، حيث فاز البنك الذي اشتغل فيه بأربع جوائز من بينها جائزة التجديد المالي.
في الواقع، كانت هذه اكبر جائزة للاحتيال وزعتها ذي بانكر تلك الليلة، كم من المساهمين الصغار الذين تورطوا عن طريق هذه المنتجات الجديدة، وما الذي اشتروه دون أن يعرفوا ما هو أصلا؟

الديون المسمومة
انها ديون مسمومة... هي في الواقع أنواع مختلفة من ديون العائلات المكسيكية التي تعيش في الولايات المتحدة الاميركية، وقامت باقتراض مبالغ تصل قيمتهما الى 130 في المائة من قيمة البيوت التي اشتروها.
كانت أسعار العقار تنزل فيما كانت قيمة البيوت ترتفع والاسوأ هو أنهم لم يكونوا قادرين على الدفع. كانوا يقولون لا توجد أخطار، هذا ما كنا نعتقده في تلك الفترة لكن أسعار المنازل استمرت في النزول فيما تخلى الزبائن عن قروضهم وانتهت البنوك الى الاصابة كلها بالعدوى.
كان يجلس الى جانبي احد مديري اتش اس بي سي، الذي حاول اقناعي خلال العشاء، بانتعاش الوضع في الأسواق، فيما كنت أقول في قرارة نفسي، كان بنكي يستحق جائزة أخرى للتحايل بعد أن ضلل عددا كبيرا من الزبائن الذين وثقوا به.
غادرت الحفل عندما تم البدء في تقديم الحلويات، حيث أكدت لهم بان علي أن الحق بالطائرة مبكرا للذهاب الى بودابست، في الواقع كنت أود أن أتناول حلوى من نوع آخر في غرفتي، حلوى من الحرير الفاخر، لكن ماندي لم تكن في لندن، لقد ذهبت الى نيويورك.

غداء بودابست
يدير هنري كرافيس واحدا من اكبر صناديق التحوط في العالم، هذا الرجل معروف بغموضه وأيضا بادائه. كنت على موعد لتناول الغداء مع هذا الرجل في بودابست وبالضبط في مطعمه المفضل «فور سيزن».
لقد انتدبني رئيس البنك لدراسة امكانية شراء بنك ريفيسن، احد اكبر البنوك النمساوية وأكثرها انتشارا في دول شرق أوروبا.
«وضعه سيئ، أتعرف»؟‍!
كان التاريخ موافقا يوم الاثنين 1 سبتمبر. وأنا استمع الى كرافيس، عادت الى ذهني الأسرار التي أطلعتني عليها ماندي، وبدا لي أنها مرتبطة بمن يملكون السلطة وعائدات النفط، اي الخليجيين، وهم زبائنها المفضلون.
> هل يكون وزير الخزانة الأميركية قد تخطى الخط الأصفر حقا، عندما اخبر الامير الخليجي بسقوط ليمان براذرز..
في تلك اللحظة قال لي كرافيس «أنت على علم، بالنسبة لليمان؟».
ــ أيضا؟ ما الذي يحصل مع هذا البنك.
ــ يقال ان ظروفه صعبة للغاية.
بسرعة تذكرت قصة ماندي وتظاهرت باني على علم بالامر.
ــ تتحدث عن الأمير العربي؟
حدق كرافيس في عيني وأجاب «أي أمير عربي؟ لكن لا، أنا أتحدث عن فولد».

الحسابات المرقمة
ــ لكنه أكد للصحافيين قبل أسبوع بان ليمان لا يواجه أي مشكلة سيولة، كما تحدثت أيضا هاتفيا مع مسؤول المالية في ليمان، فأكد لي أن ما يتردد هنا وهناك ليس سوى اشاعة سرّبها غولدمان.
ــ داميان السويسريون هم المشكلة الحقيقية الآن؟
ــ كيف؟
ــ لقد تخلوا عنهم.
ــ ماذا تعني بذلك؟
ــ لقد هاتف بولسون الرئيس باسكال كوشبان.
ــ رئيس الكونفدرالية؟
ــ نعم. وقال له بأنه يريد الحسابات المرقمة لمسؤولي ليمان الستة في ظرف أربع وعشرين ساعة.
تلقى كرافيس مكالمة هاتفية في تلك اللحظات من رئيس جمعية المصرفيين الخاصين وتحدثا في الموضوع ذاته...
ــ ... تهديدات؟
ــ يمكن أن نسمي الأشياء هكذا. لقد قال له بولسون: اسمع، أنا لا أحب ما أقوم به، لقد أدرت بنفسي غولدمان ساكس طيلة ثمانية أعوام، لكن هنا ليس أمامي الخيار، والا افقد منصبي... وهو ما لم يكن له أي أهمية بينما تتحول الأزمة المالية الى كارثة، لم تتصورها أبدا.
ــ والآخر؟
ــ كان يسمع: كيف ستجيبون على عملاق يزن مليار دولار، ويحتكم على منصب وزير الخزانة في الحكومة الأميركية؟
لقد قال بولسون للرئيس السويسري: الأمر بسيط، اذا لم ترفعوا السرية المصرفية في هذه الحالة بالذات فسنمرر في ظرف أسبوع قانونا بصفة مستعجلة في الكونغرس، نمنع بموجبه لمدة ستة أشهر أي تعاملات مالية بين سويسرا والولايات المتحدة الأميركية.
ــ لكن خرق السرية المصرفية جريمة عندهم، اضافة الى ذلك بأمر حكومي ومن اجل ستة أشخاص مرة واحدة؟ الأمر مستحيل.
ــ نعم، لكن هذا هو ما تم بالفعل، منذ أربعة أيام، بعد أن خسر بنكهم الرئيسي 40 مليار فرنك سويسري، مما يعني انه على حافة الافلاس... كان من الصعب عليهم عدم التعاون...
ــ لكنها كانت المرة الأولى؟
ــ بسرعة صحح كرافيس الوضع وأجاب:
«على حد معرفتي، نعم، ومن حسن الحظ انها المرة الأولى».
ــ وماذا بعد؟

بالتهديد تُلغى السرية
ذهب الوزير السويسري والشخص الذي يدير جمعية المصرفيين الى الولايات المتحدة الأميركية، حيث ابلغا الحكومة بحسابات مسؤولي ليمان... كل هذا ونجرؤ على القول بان سويسرا هي جنة من الناحية الضريبية... لكن داميان، لن يصدقنا احد اذا ما روينا هذا يوما ما، على الرغم من انها الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.
فكّرت فيما كشفه لي كرافيس، وبما أني مسؤول عن منطقة أوروبا فسويسرا تنتمي الى اقليمي، ومن يضمن ان فرعنا «جي بي ان اسات مانجمنت» بامكانه الدفاع عن نفسه؟ كنت أنا نفسي قد حولت بعض حسابات المتهربين ضريبيا من فرنسا: فهل ما يزالون في امان؟!
هل يخبرني مدير الفرع هناك بالضغوطات التي يتعرض لها؟ وهل سيقاوم؟
كان بعض الزبائن من المقربين لي، لذلك لم يكن من حقي أبدا أن اتركهم يسقطون على الرغم من أن مصلحة الضرائب الفرنسية بمقدورها فرض غرامات تصل الى 80 في المائة من المبالغ اذا ما اكتشفت هذه الحسابات... لذلك تساءلت كيف أتصرف؟
سألني كرافيس «فيم تفكر داميان؟».
- اجبت: في ذكريات بعيدة، أحاول استرجاع بعضها.
- اتعلم هنري، كان لدينا وزير استفاد من كل الأنظمة، انه تاليرون.
- نعم سمعت به.
- لقد قال في يوم ما «من لم يعرف النظام القديم، لا يعرف حلاوة العيش».
- عزيزي هنري، اعتقد بأننا عرفنا حلاوة العيش في المالية منذ عشرين عاما و...
لم أكمل الجملة، لكنه رد علي:
- و...
- والآن، علينا أن نفكر في إنقاذ أنفسنا.

عودة إلى الأساسيات
حاولت منذ أشهر إيقاف مشاريعنا غير المجدية، حيث كنت اشعر باني مساعد قائد طائرة فقد الاتصال مع برج المراقبة، فيما القائد غائب عن الوعي تماما وغير قادر على الهبوط بها.
لقد غيرنا المهنة دون أن نبلغ أحداً، لا الوزراء ولا الزبائن، تركنا الواجهة مفتوحة وعمليات البيع مستمرة فيما كان كل شيء متصدعا في الحقيقة.
كنا مقتنعين بأننا سنعود مثلما كنا، لذلك كان هدفنا إرجاء ساعة الحقيقة إلى العام المقبل. في البداية كنا نشتري الأبراج والفنادق والطائرات ثم نقوم بترميمها ونطرحها في السوق للبيع من جديد، لكن بعد عام تبين لنا ان هذا الاستثمار كارثي.
لجأنا في العام التالي عن طريق بنك الأعمال إلى توزيع الأشياء الفخمة المتعلقة بحفلات الزواج كأرائك روش بوبوا، والأحذية المرصعة بالالماس وأشياء أخرى، وكان المقابل خياليا أحيانا ويصل إلى 30 مليون يورو وأحيانا 80 مليون يورو، كلما زادت المسافة، لكن منذ بداية عام 2008 تراجعت هذه الزيجات الجميلة وصارت نادرة جدا

سرقة القرن

ولننقذ نتائجنا، لم يبق لنا سوى عملنا القاعدي ألا وهو زبائننا المتواضعون، حيث قررنا مضاعفة مقترحاتنا للزبائن ونجحنا في رفع الرسوم البنكية على الصكوك وعمليات السحب والإيداع وفتح الحسابات والاطلاع على الحساب عبر شبكة الانترنت، ليشكل ما حصدناه في النهاية نصف ارباحنا السنوية.
أين كانت العقوبات؟ هل كان علينا أن نكتب تقارير؟ ولمن إذن؟ لمجالس إدارتنا؟ للدولة؟
لم يكن زملاؤنا في مفتشية المالية يزعجوننا، وهذا اقل ما يمكن أن نقوله.
وأما في وسائل الإعلام فلم تكن تطرح مسائل تثير الرأي العام، فيما كان مصرفيو العالم بأسره بصدد تنفيذ سرقة القرن بعيدا عن أي عقاب.
لقد راكمت عصابة ثروات كبيرة من باريس الى نيويورك، لكن هل يوجد اسم ريتشارد فولد رئيس ليمان، ضمن أفراد هذه العصابة؟
كنت اعرف عن طريق هنري كرافيس بأن فولد يعيش كملك للشمس، حيث يملك ست طائرات نفاثة خاصة، يبلغ سعر الواحدة منها 64 مليون دولار وسبع طائرات أخرى من بينها بوينغ 767 وطائرة مروحية فخمة من نوع سيكورسكي.
وكان البنك يملك أيضا جزءا من شركة الطيران نات جاتس، يقدر بـ53 مليون دولار، بالإضافة إلى مجموعة معتبرة من التحف الفنية الفخمة كلوحات الفنانة الجنوب افريقية مارلين دوما.
لكن ليس هذا كل شيء، ففولد يملك بنايتين كبيرتين، واحدة في فلوريدا مساحتها تقارب الثلاثين هكتارا، بالإضافة إلى شقة في نيويورك ومحفظة أسهم صغيرة..... وتقدر ثروته بأكثر من 800 مليون دولار.

مقاتل
02-24-2010, 01:04 AM
23/02/2010

«اعترافات مصرفي فاسد» (8)


ماندي تقرر اعتزال الدعارة



http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/02/23/cbca09cf-8461-4046-8f9c-a08cf0dd9b62.jpg

• هنا قررت ماندي اعتزال مهنتها في فندق برستول بايس



المؤلف: كريسوس (مدير بنك فرنسي سابق) ترجمة: سليمة لبال

لا يكشف هذا الكتاب، الذي أبقى مؤلفه اسمه سرا، وتنشره «القبس» على حلقات، تفاصيل وأسرار قصة انهيار البنك الأميركي ليمان براذرز فقط، ولكنه يكشف أيضا عن علاقة النساء بعالم المال ودور العاهرات في قلب موازين الأسواق العالمية.
يكشف الكتاب ممارسات مافياوية، باتت السمة الرئيسية لعالم المال بحسب مؤلفه، الذي اختار التستر على اسمه واسم البنك الفرنسي الكبير الذي اشتغل فيه لسنوات، مفضلا توقيع اعترافاته باسم كريسوس.

أهدى كريسوس كتابه، الذي عنونه بـ«اعترافات مصرفي فاسد» إلى كل أولئك الذين لا يزالون يثقون بالبنك الذي يتعاملون معه. وعلى الرغم من قوله ان اعترافاته ليست للانتقام من الشخصيات التي ذكر أسماءها، فإنه يؤكد أنه نشرها ليكشف للقراء حقيقة ما يدور في اكبر المصارف العالمية.
كريسوس، الذي أصبح ثريا، بفضل المكافآت التي تراكمت في حسابه منذ سنوات، الأمر الذي مكنه من شراء ساعة ريفرسو بـ 335 ألف يورو، قرر في النهاية التخلي عن زوجته إيزابيل وابنته كلوي، بحثا عن حياة ثانية، يقول انها ستكون أفضل في اندورا، حيث لا احد يعرفه ولا احد يدرك أنه صاحب هذه الاعترافات.
إنها اعترافات مثيرة جدا عن عالم يبدو ان النساء محركه الرئيسي والمُطّلع الأول على خباياه وتفاصيله سواء في نيويورك أو في لندن أو باريس.
ينقلنا هذا المصرفي في قصص مترابطة بين هذه العواصم لنكتشف يوميات مصرفي فاسد، قَب.ل في النهاية بإفراغ جعبته في كتاب أَسالَ الكثير من الحبر في فرنسا وخارجها.

كنت فرحاً لدى عودتي إلى البنك خصوصا بعد ان اتضحت لي عناصر اللغز. كان الأمر واضحاً تماماً بعدما سمعت من هاملر وماندي وكرافيس وكلوي.
لقد ضحى بولسون ببنك ليمان بروذرز، الذي لم تبق أمامه سوى أيام قلائل، فيما كان أمامنا وقت كاف في البنك للحد من حجم الخسائر. كنت سأخرج البنك من الأزمة وكان هذا الأمر يستحق منحشة صغيرة. لكن لماذا منحة صغيرة؟
ما كنت أرغب في القيام به، يستحق أكثر من منحة يمكن أن يستحق ترقية.
لم أكن قد جلست أمام مكتبي حين رن الهاتف. كانت المتصلة هي مارتين سكرتيرة الرئيس الذي كان يريدني على الفور.
شككت في الأمر وساورني ظنون بأنه يريد الاطلاع على المعلومات، التي يحق لي أنا فقط الاطلاع عليها بصفتي مدير البنك. عندما وصلت إلى مكتبه وجدته يصرخ في وجه مساعدته «مارتن قلت لك سابقاً ان عليك تغيير الشاشات المسطحة هذه. استدعي لي المغفل المسؤول عن الإعلام الآلي، لا أفهم لم كل هذه التفرعات...».

درس في الاقتصاد
عندما لاحظ الرئيس وجودي، توقف عن الصراخ وقال لي «ادخل داميان، أنا فعلاً محاط بمجموعة من الموظفين غير الأكفاء، هذه التجهيزات التي كلفتنا أموالا طائلة، لم تشتغل يوماً.
صباح الخير داميان، كنت أود رؤيتك، هل قرأت الصحف؟
- عن أي شيء تتحدث؟
لا يهم، الموضوع يتصدر كل الصحف.
- من؟
من الواضح انه جان بيريلفاد، سترى أنه سيعطينا درساً في الاقتصاد الآن، هل قرأت كتابه؟
ــــ لا، ليس بعد.
صدر الكتاب نهاية اغسطس ويحمل عنوان «ساركوزي، الخطأ التاريخي».
لقد دخل بيريليفاد معترك السياسة ضمن صفوف الحزب الاشتراكي في البداية، بعد ان شغل منصب رئيس قرض ليون، والآن ينشط في صفوف الحركة الديموقراطية واما كتابه فتضمن انتقادات لاذعة للرئيس ساركوزي.
سألني المدير: السؤال الحقيقي هو: من عليه ان يدفع؟
لقد هاجم بيريليفاد، ساركوزي دون ان يفكر.
كنت تريد ان تراني سيدي، أليس كذلك؟
ــــ نعم، انا قلق يا داميان، في الواقع انا قلق بشأنك.
عفوا؟
ــــ اكتشفت منذ اجتماعنا الاخير بأن مشاكلنا اخطر مما قلت لي لحد الساعة.
لا اعرف ما تريد قوله بالضبط؟
استثمارنا في العقار في مرسيليا، هو ورطة على سبيل المثال، أرأيت ما وقع نهاية الاسبوع؟
فريدي وفاني تحت وصاية الدولة، اتستطيع تصور ماأريد قوله؟
ــــ الأمور سيئة يا داميان، لكنكم لم تتخذوا الاجراءات المناسبة.
ــــ اعتقد بأنك انت من قضي نهاية الاسبوع في مرسيليا حين عقد هذا الاتفاق، ولبيت هناك دعوة للاحتفال بالنجمة الثالثة للطباخ جيرالد باسيدا.
انا احدثك عن استراتيجية البنك وانت تجيبني بالحديث عن الطبخ اذن ان حدثتك عن الصين ستخرج لي صحنا من الأرز!
بالنسبة للصين، تحدثنا عن الموضوع خلال الاجتماع أتتذكر ذلك؟
ــــ ارجوك، انتبه الى نبرة صوتك.
كان عليّ في تلك اللحظة ان اصمت، ذلك ان هذا العجوز كان مشتعلا كالجمرة، لذلك رحت اتساءل في داخلي عن الاسباب التي تكمن وراء غضبه هذا.
كنت أود ان اتحدث معك بخصوص ليمان، اظن ان هناك من اخطرك بما سيحصل؟
ماذا تريد ان ت‍ُخرج لنا ايضا؟ كارثة مالية جديدة؟
ــــ يبدو ان بولسون بصدد التخلي عن ديك فولد
«ديك» فولد، لقد نسيتُ ان لنا مختصا كبيرا في الولايات المتحدة الأميركية على مستوى الإدارة، يعني كلامك، ان ليمان براذرز سينهار.. هذا ما تريد قوله؟
ــــ أخاف ان يكون ذلك هو ما سيحصل.
ــــ إذا اسمعني وركّز معي داميان، تنبؤاتك هذه تحبط الموظفين وتثير القلق في الإدارة، نحن لا نهتم على الاطلاق بتخيلاتك عن الأزمة العالمية. أمامنا الكثير من العمل وعليك ان تبدأ في تشمير ساعديك بدل ترديد مثل هذا الكلام.
ــــ لست متأكدا من أنني الوحيدالذي..
ــــ الوحيد في ماذا؟ في الاعلان عن نهاية العالم؟!
لماذا تركت الأمور؟!
ــ بدأت بالشك في ما حصل، من المؤكد ان رئيسنا تلقى مكالمة هاتفية أزعجته، ويحاول الآن الترويح عن نفسه باستغلالي، لذلك قررت تغيير الموضوع.
ارأيت آخر الاقتراحات بشأن البيان الصحفي الذي سنصدره؟
ــــ عليّ ان أراجع كل شيء، لان المسؤولة الجديدة، لم تفهم بعد فكر المؤسسة.
لقد استلمت مهامها منذ 15 يوما فقط، علينا ان نمنحها المزيد من الوقت؟
ــــ كما تشاء، المشكل ليس هنا، لا اعرف كيف تركت الأمور هكذا منذ بضعة أشهر، الى ان وصلت الى هذه الحالة.
ــــ لحد الساعة لم استطع فهم ما تتحدث عنه.
اعتقد بأني فهمت كل شيء.
ــــ لقد تطرقنا للمسألة، وقيل لنا بأنك كنت على علم بكل شيء.
ــــ حتى أيه أي جي، كنتُ على علم بها، يمكن.
ــــ يبدو لي انك كنت تعرف.
ــــ آه.. تعيش حياة رائعة، أليس كذلك؟ منصب كبير ومرتب مريح وعائلة صغيرة، كل شيء في حياتك يتناسب مع طموحاتك؟
الى أين تريد ان تصل من فضلك يا سيدي؟
ــــ أتعرف عزيزي، هناك بالتأكيد أسباب مكنتني من اعتلاء هذه الأريكة، وللأسباب هذه أيضا، سأقول لك سرا، لن تجلس على هذا الكرسي أبداً، اعرف أنك كنت دوما منبهرا بالأثرياء، لكن الثراء بعيد عنك.
- اعتقد بأننا سنتوقف عند هذا الحد، اذا ما أردت طبعاً ذلك.
- أنت محق داميان، اعتقد بأن عليك البقاء في مكانك.

تغيير البرنامج
عندما خرجت من مكتب ذاك الأحمق، لم تكن تتملكني سوى رغبة واحدة وهي أن أحطم كل ما يقع بين يدي. هدأت من روعي «لا مجال للعودة الى البيت الآن كما وعدت ابنتي كلوي، على كل، هي تتكفل بنفسها منذ وقت طويل».
كنت ارغب في تناول مشروب، حتى..؟ كلمت ماندي عبر الهاتف لأرفع معنوياتي والمفاجأة أن هاتفها كان مفتوحاً وأنها في باريس لقضاء يومين، وقد خططت لأمسية معي.
كنت محبطاً، لذلك اقترحت علي أن أمر بفندق بريستول. لكني تساءلت أتريد تناول مشروب معي أم أنها تريد تقبيلي؟
انها أول مرة التحق فيها بماندي في هذا المكان، لقد كانت بانتظاري في صالة تقع قبالة مدخل الفندق. احتضنتني لدى وصولي ثم قالت لي: «اعشق هذا المكان، أتعرف أن فتيات العاصمة يتمركزن هنا؟ لكن انتبه هنا تجد زبدة الزبدة، لا بوتوكس ولا شبكات ولا عشاق، نحن من ندفع تكاليف اقامتنا نظير مبالغ كبيرة وفي المقابل لا يزعجنا الموظفون».
ـ تريدين القول ان الجميع هنا على دراية بنشاطاتك، تريدين قول هذا؟
ـ بالطبع، أتذكر أن جون لويس المدير، قبل 15سنة، وجد صعوبة كبيرة في القيام بمهمته بعد أن بدأ الروس بالتدفق على الفندق محملين بحقائب مملوءة بالدولارات والفودكا. كانت الفتيات مبتذلات جداً وساقطات، كنت اشعر بالعار، حيث كنت أخاف أن يتم تشبيهي بمثل هذا النوع من العاهرات.. بالمناسبة شعر زبائن بريستول بالأسى لذلك وهددوا بالمغادرة.. ثم كان هناك عام 2001.
ماذا يعني ذلك؟
ـ أنت تعرف ذلك بالتأكيد، لقد هجر الأميركيون باريس بعد أن فتحت الفنادق الكبرى أبوابها أمام الأغنياء الجدد بفضل عروضها الترويجية، وبريستول كان واحداً من بين هذه الفنادق.
ـ في الواقع، نحن في البنك أيضاً أقمنا عروضاً ترويجية وقدمنا هدايا متنوعة في تلك الفترة، لكن المصرفيين كانوا يستفيدون من كل الجهات، عكس أصحاب الفنادق.
ـ لكن ماذا فعلت أنت، هل تنكرت في ثوب روسية؟
ــ بالطبع لا، لست شقراء مثلهم، لكني واصلت مضايقة الخليجيين وابتعدت عن باريس، في الواقع كنت محقة، لان الروس لا يحترمون القواعد ولا يعاملون البنات معاملة حسنة و«يفاصلون» دوما في السعر.
تذكرت الكثير من الأمور، عندما كانت ماندي تحدثني عن أخلاقيات مهنتها، لقد اكتشفت بانها تعشق ما تقوم به.
تراهن ماندي على قدراتها وعلى ما تخفي تحت ثوبها الحريري حتى ترضي زبائنها، هي في الواقع تشبه الفتيات اللواتي يقدمن الخدمات الجنسية عن طريق الهاتف. سألتها وتأتين بمرضاك الى هنا؟
ــ أتمزح، هنا أنا أنام وارتاح، أتعرف في عملي، لا «نأتي» بأي شخص، نحن من ننتقل ونمزح كما نسهر على عدم اثارة أي فضيحة. في الغالب اذهب للعمل في فندق الريتز أو كريون، مثل بقية العالم.
ـ في مثل هذه الحال، سأكون زبونا اذا.. لكن ليس مثل الآخرين؟
ــ بالفعل، بالمناسبة، اذا ما طبقت السعر الذي أخصك به على الجميع، بإمكاني ان انهار وأغلق كل شيء.
كدت اختنق وأنا اتناول مشروبي، هذه البنت غريبة جدا، فكل سهرة من السهرات التي كنت اقضيها كانت تكلفني على الأقل، ضعف الحد الأدنى للأجور في فرنسا، أي ما يعادل 2800 يورو.
..... لم أجرأ بيني وبين نفسي على تصور ما كانت تطلبه من غيري.
ـ قالت لي «تعال معي، لدي ما أريد ان أريك اياه».
ـ هل سنذهب الى غرفتك؟
ـ سنذهب في جولة الى فوق، لا شيء غير ذلك.
أخذتني ماندي باتجاه المصعد ولما وصلنا ال‍ى الطابق الأول فتحت باب احدى الغرف، وكانت غرفة فسيحة تشبه الباخرة بديكورها الفاخر وأما نافذتها فتطل على مسبح كبير جدا.
أمام دهشتي من هذا المنظر الخلاب سألتني ماندي: «ألا تعرف مسبح بريستول؟ أنظر الى اللوحة، انها صورة من كاب انتيب اتعرف لماذا؟
لم أكن قادرا على الاجابة، لذلك كنت استمع اليها فقط «مالك فندق بريستول هو الماني ثري جدا، وعاشق لفرنسا، في البداية بدأ بالاستثمار في قصرين، قصر بريستول في باريس وقصر ايدن روك في كاب انتيب.
هذه اللوحة تحفز المسافرين وتدفعهم الى الذهاب هناك لصرف المزيد من المال.
جلست بالقرب من النافذة قبالة المسبح، بينما كانت ماندي تجول بنظرها هنا وهناك ثم قالت لي «اتعرف داميان، اظن اني سأتقاعد. من الحلقة هذه اقصد..».
ما بك؟ معنوياتك منخفضة؟
ــــ لا، لا ليس كذلك، انا افكر في الامر منذ بضعة ايام. منذ ان قمت بتصفية كل حساباتي، في الواقع ما الذي سأفعله بمالي؟ استثمره مرة اخرى، فيضيع في البورصة. هناك مؤشرات مؤكدة.. كلكم قلقون لان شيئا ما سيحدث.. انا اعني ما اقول.. عمري 33 سنة وقد عشت حياة لهو لسنوات، لذلك حان الوقت الآن لانتقل للتفكير في امور اكثر جدية..

عاهرة تتفلسف

في الواقع هذه الفتاة تعجبني كثيرا، من بامكانه ان يتحدث عن مهنته بمثل هذا الاستخفاف وهذه الخطورة في الوقت ذاته!
لم استطع تصديق حقيقة انها كانت تلتحق بزبائنها، الذين كانوا يطلبونها كل مرة لتلبية رغباتهم.
اعرف ما الذي تفكر فيه، لكنك مخطئ. عندما يسقط عليك المال حزما حزما من السماء، تصبح حياتك سهلة جدا، لذلك تغتنم الفرصة، ونعرف ماذا ايضا؟
كلما دفع الرجال اكثر اصروا على اتلاف السلعة. لكن الحقيقة ان الجميع عاملوني دوما كأميرة.
ــــ لا اصدق شيئا.
ــــ عاهرة تتفلسف، انه امر عجيب. طلبت مشروبا ثانيا وتركت ماندي تتحدث وتتحدث.
بالنسبة لي، كانت حياتي سهلة، لكني اتذكر اني عاهدت نفسي على ترك النساء قبل بلوغي الاربعين، كان ذلك عندما تخرجت من مدرسة التجارة، لكن لا شيء من ذلك تحقق، ترى لماذا؟
قالت ماندي: في الواقع نريد دوما المزيد الى غاية آخر لحظة، اتفهم ما اريد قوله؟
ارى جيدا ذلك، فبعد ما وقع في مكتب رئيسي ادرك الآن ان الوضع سيئ، وفي الوقت ذاته كنت افكر في التخلي عن كل هذا والمغادرة..
«سأقيم في اميركا الجنوبية».
ــــ وستتزوجين مليارديرا مثل صديقاتك اللواتي يلبسن اقنعة جديدة في النهاية؟
ــــ لا ليس كذلك يا داميان، سأستثمر أموالي في تجارة الأحجار الكريمة، وسأشتري بيتا الى أن أعثر على الحب.
ــــ ألم تعيشي قصة حب فيما سبق؟
ــــ أبدا. الحب لا يتلاءم مع مهنتي، أنت تفهم ذلك؟
ــــ من الصعب أن أفهمك، لكني لا أتوقف عن السقوط في فخ الحب.
ــــ آه؟
ــــ أنا أمزح فقط.
كانت ماندي محقة، يكفي أن تغادر مرفوع الرأس، حتى تتخلص من رواسب الماضي، والأمر ينطبق عليّ أنا كذلك.
ــــ ولديك ما يكفي لتعيشي حياة سعيدة ومريحة؟
ــــ تعرّف على الأمراء الذين أعرفهم، أنا تحت النافورة، ما عليّ سوى أن أمد الدلو، حتى تمطر الدولارات، إنها قطرة من بحر السيولة التي يملكونها. كان الأمر بسيطا بالنسبة لماندي، إنه أمر لم أفكر فيه أبدا في السابق، لم أفكر لا في النافورة ولا في وضع الدلو في المكان الذي تنهمر فيه المياه بسرعة، أقصد المنبع.. كان الأمر بسيطا جدا بالنسبة لها.
«ماندي أنت رائعة جدا».

الحلقة التاسعة: هكذا اختلست 200 مليون يرور

زوربا
02-25-2010, 12:00 PM
اعترافات مصرفي فاسد (10) آخر حلقة

إنه الوقت المناسب للفرار

http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/02/25/49baaf8a-9351-41d5-889c-cbe6e4978de0.jpg

هنا في اندروا قرر داميان قضاء بقية حياته



استمعت باهتمام كبير ولمدة أربعين دقيقة للفرق التابعة لي على مستوى البنك، ثم تساءلت اهو الوقت المناسب بالنسبة لي لمراقبة كل التحويلات، في انتظار ايجاد طريقة للفرار؟

كنت أود الذهاب الى البيت لدراسة لائحة التحويلات والتحقق من عمليات الدفع، لكني لم أكن متأكدا من أن الجو هناك سيسمح لي بانهاء العمل، ذلك أن ايزابيل كانت تشعر بخيبة أمل كبيرة لأنها لم تغادر نهاية الأسبوع الى سانت تروبيز.

كانت تقول لي: الجو رائع هناك يا داميان، لم لا نذهب، ولم اشترينا بيتا على البحر المتوسط، اذا ما كنا نمضي كل وقتنا في باريس؟

آه لو تعلم عزيزتي، بانني كنت بعيدا، بعيدا جدا عنها.

اليوم الحاسم

بلغت عمليات المقايضة بالعملات الأجنبية التي تقل قيمتها عن 200 مليون يورو بتاريخ الاثنين 15 سبتمبر 2157 عملية ،فيما ارتفع العدد الى 5037 في اليوم التالي، لينخفض الاربعاء ويصل الى 3922 عملية مقايضة.

حاولت جمع أفكاري لاختيار اليوم المناسب للقيام بالعملية، ذلك أن بنك ليمان براذرز كان في وضعية سيئة للغاية، لكني لم أكن اعرف كم سيستمر عذابي وانتظاري أيضا.
كنت كلما أفكر أكثر، أفقد التركيز وتضيع الصورة من بين عيني، وفجأة فكرت في اختيار عملية بطريقة عشوائية.

في تلك الأثناء، رن هاتفي، انه كونراد.
ــــ كونراد كيف تسير الأمور عندكم؟
ــــ ما يحصل مستحيل، انه أمر كبير جدا ...
ــــ .....
ــــ يمكن أن تكون محقا. لقد تقرّر كل شيء، أليس كذلك؟
ــــ .....
ــــ شكرا كونراد. سأحاول إيقاف الآلة من جانبنا.

الخبر المعجزة

كان الخبر بمنزلة معجزة بالنسبة لي.

لقد جمد بنك جي بي مورغان قبل اقل من ساعة، 17 مليون دولار من أسهم ليمان براذرز المودعة لديه. ماذا يعني هذا؟
هذا يعني ببساطة أن جي بي مورغان يرفض تمكين ليمان من أي أموال مودعة لديه، ولكن لماذا؟ الأمر عجيب جدا.
يبدو ان السبب الرئيسي هو أن مورغان يعتزم حماية نفسه من «التعويضات المحتملة» مثلما نقول في لغتنا العامية.
لقد استفدت من هذا الخبر المثير ومن جي بي مورغان ومن فضول كونراد الأسطوري، فهو دوما أول من يطلع على مثل هذه الأخبار، لذلك توصلت إلى نتيجة أن الانهيار المالي سيكون صبيحة الاثنين.
طلبت سيارة أجرة لأذهب إلى مقر البنك في شمال باريس، ذلك أني فضلت عدم المخاطرة وقيادة السيارة بنفسي. كان علي أن أركز في العمليات التي سأجريها على نظام الإعلام الآلي المركزي، لتحويل المبلغ إلى حسابي الخارجي في ظرف أربعين ثانية وتفادي أي صفارات إنذار.
كنت اعتزم الاستفادة من فترة استراحة الفرق العاملة، حيث يغادر أثناءها المختصون في الإعلام الآلي مواقعهم لمدة تتراوح ما بين أربع وخمس دقائق للتدخين، وبالفعل تدربت على العملية واعدتها قرابة العشرين مرة. شعرت بأني على أتم الاستعداد وعلى مقربة من الثروة. لكن في الواقع لم تمر الأمور مثلما خططت لها.

رأس الرئيس أحمر
استدعانا المدير بسرعة يوم الأحد 14 سبتمبر في حدود الساعة الثالثة، أنا وبعض كوادر البنك. كنا 12 شخصا في قاعة الاجتماعات، نظر إلينا الرئيس بحدة، ثم قال: أين مارك؟
أجاب إتيان: أنا آسف سيدي الرئيس، مارك يقضي إجازة لمدة أسبوع في جزر الانتيل...
ــــ هذا جيد جدا، هل هناك من يقضون إجازاتهم أيضا، وغائبون عن هذا الاجتماع؟!
كدت انفجر من الضحك وأنا أشاهد رأس ايتيان.كان احمر.
«جيد، علي أن أقول لكم ان الوضعية صعبة.بالطبع، كل ما يقال هنا سري للغاية.في الساعة التي أكلمكم فيها يواصل الأميركيون تجندهم لإنقاذ ليمان...».
إنهم يروون لنا أي شيء، لقد طوي ملف إنقاذ البنك، وسقط فولد في الماء ومعه 23 ألف موظف وكذا المستثمرون الذين سيجدون أنفسهم صبيحة الغد مجردين من أموالهم التي تقدر بـ 73 مليار دولار.

الأثرياء لا يردون
حاول فولد إيجاد حل لإنقاذ بنكه من الإفلاس، لكنه فشل، لقد اتصل انطلاقا من مكتبه الذي يقع في الطابق 31 من برج ليمان بجميع المؤسسات المصرفية وبكل أثرياء العالم، لكن جهوده باءت جميعها بالفشل، وفيما اقفل مستثمرو الشرق الأوسط الهاتف في وجهه والأمر نفسه، تصرف الصينيون والروس والأميركيون معه بالطريقة نفسها.
في الواقع، كان فولد يبحث عن حل منذ أشهر. منذ شهر يوليو بالضبط، ومنذ أن رفض بولسون والاحتياطي الفدرالي الأميركي تغيير مسماه ليصبح بنكا تجاريا، مما يمنحه فرصة الاستفادة من مساعدات الدولة. كان بنك أوف أميركا آخر أمل بالنسبة لفولد، لكن رئيسه كينيث لويس لم يرد على مكالماته الهاتفية.
لقد تم التخطيط لهذا الانهيار المالي في مقر الاحتياطي الفدرالي في نيويورك، جنوب منهاتن، حيث استدعى هنري بولسون نخبة وول ستريت إلى مكتبه، وأما جدول أعمال الاجتماع فكان إيجاد حلول للمشكلة.
كان الحضور مشكلا من كينيث لويس ورئيس الاحتياطي الفدرالي لولاية نيويورك تيموثي غايتنر وكريستوفر كوكس رقيب وول ستريت ورؤساء اكبر البنوك الأميركية.
كان على المشاركين في هذا الاجتماع إيجاد وسيلة لإخراج بضع مئات من مليارات الدولارات خلال نهاية الأسبوع لدعم خزينة ليمان وإنقاذ البنك من الإفلاس.
لم يكن احد من الحاضرين في اجتماع بولسون، يود مساعدة ليمان، لينتهي الاجتماع بعد اقل من ساعتين دون أي نتيجة لفائدة بنك فولد.لقد اجمع الجميع على استحالة إنقاذ ليمان.

داميان هل أنت معنا؟
-أه، علي أن أهدئ اللعب دون أن أعطي الانطباع باني اقلل من خطورة الوضعية.
نعم؟ الرد هو نعم، البنك معرض لخطر ليمان. ولهذا السبب طلبت الجمعة لائحة عمليات المقايضة بالعملات الصعبة السارية المفعول واتخذت القرارات التي تفرض نفسها.
ــ هل يزعجك أن تخبرنا عن طبيعة «القرارات التي تفرض نفسها» التي اتخذتها دون أن تحدثنا عنها؟
ــــ علينا أن ننهي صبيحة الاثنين أكثر من 5000 عملية صرف وصلت في موعدها المحدد، لقد شعرت بوجود خطر ومررت بالبنك الجمعة، حيث طلبت إنهاء كل عمليات المقايضة بالعملة الصعبة، التي تزيد قيمتها عن 200 مليون يورو باتجاه ليمان، بطريقة يدوية، وبهذا اشعر بأننا بعيدون عن الخطر
ــ أظن ان علينا الاكتفاء بهذا الإجراء؟
ــــ لا على الإطلاق، علينا أن نقوم باختبار كل شيء عن قرب.

أمام المفترق
ــ باختصار من فضلك، يبدو انك تتحكم في الوضع، ما الذي نقوم به، نحن نسمعك؟
ــــ في الواقع كنت أمام مفترق طرق، ذلك أن الرئيس انزعج كثيرا من الإجراء الذي اتخذته دون إعلامه، لكن الأسوأ هو انه سيطلب الآن إنهاء كل عمليات مقايضة العملة الصعبة بطريقة يدوية، كلها دون استثناء، مما يعني أنني سأجبر على إلغاء عملية الاختلاس التي كنت انوي القيام بها. انه كابوس بالفعل.
< جيد.كم من عمليات مقايضة ستتم هذا المساء بطريقة اتوماتيكية؟
ــــ قررت أن اسكت، بينما كان ايتيان ينظر إلى حذائه في هدوء.
«لا احد منكم بإمكانه تزويدي بهذه المعلومة؟هذا غير معقول.
عندها أجاب ايتيان وكان يحمل اللائحة التي طلبتها منه الجمعة «لم يبق لنا سوى 2157 عملية مقايضة بالعملات الأجنبية، ستتم بطريقة أوتوماتيكية غدا».
ــ في أي وقت؟
ــــ السادسة وخمس وأربعين.
-جيد، اذهب إلى المكتب وحولها لتتم بطريقة يدوية.
-يعني...
-نعم.
-لكن أمامنا مشكل صغير.
- نحن بحاجة إلى ثلاثة أرقام سرية حتى ننهي العمليات بطريقة يدوية و...
ــ أنت من عليه ان يشرح لنا إجراءات الأمن ولكن ما هو المشكل؟
ــ كنت سأطير من الفرح لان ايتيان كان يريد أن يقول ان الإدارة فرضت نظاما معقدا لتحويل عمليات المقايضة بالعملات الصعبة لحماية البنك من عمليات القرصنة.
وبينما كان علي ربط الأرقام السرية فقط لتحويل المال إلى حسابي الخارجي، ساجد نفسي الآن، مجبرا على استعمال ثلاث بطاقات مغناطيسية لأمرر عمليات المقايضة بالعملات الأجنبية بطريقة يدوية.
كان ايتيان يملك البطاقة المغناطيسية الأولى، بينما كنت املك البطاقة الثانية بصفتي المدير العام، أما البطاقة الثالثة فكانت عند مارك، الذي يقضي إجازته في جزر الانتيل.
لم نكن نملك بطاقة احتياطية، لذلك تعين علينا صناعة واحدة جديدة، لكن لا احد منا كان يعرف عناوين المسؤولين عن شركة الإعلام الآلي، التي تدير أنظمتنا الأمنية. كان بإمكاننا الحصول على هذه المعلومات، صبيحة اليوم التالي، لكن ليس قبل الساعة التاسعة أو العاشرة. لن يتطلب الأمر سوى بضع دقائق.. .لكن هذه الدقائق ستأتي بعد التحويلات الأولى باتجاه ليمان.... أو حسابي البنكي.
ــ يمكن أن نراهن على حل سيأتي به الأميركيون قريبا؟ لقد تحدثت عن بيع ليمان...
تظاهر الرئيس بعدم سماع ملاحظتي، واستدار نحو ايتيان «ما هي قيمة عمليات المقايضة بالعملة الصعبة التي ستتم صبيحة الغد باتجاه ليمان؟
ــ لا اعرف بالضبط سيدي الرئيس. سأتحقق من المعلومة إن أردت ذلك
ــ نعم إتيان تحقق. على كل حال، لم يعد وجودكم هنا ضروريا.
أنهى الرئيس الاجتماع وكان أعضاء الفريق كلهم يأملون في إبرام اتفاق تلك الليلة لإنقاذ ليمان.... الكل... إلا أنا.

الانهيار المالي
في يوم الاثنين 15سبتمبر، كنت الوحيد وأول من وصل إلى إدارة البنك في حدود الساعة السابعة والربع صباحا. استغللت هذا الوقت للاتصال بمسؤول مكتب العمليات، الذي أكد لي ان العمليات الاتوماتيكية للمقايضة بالعملة الصعبة، باتجاه «ليمان» تمت في حدود الساعة السادسة وأربع وأربعين دقيقة.
كل عمليات المقايضة؟ نعم كلها، لم يدق أي صفارات انذار.
ــ لماذا؟
ــ لا شيء اسأل فقط. يبدو أني نجحت، وعلى الرغم من ذلك ساورني الشك، حيث كنت أود أن اعرف أين حطت الأموال.
لا يفتح بنك اندورا أبوابه الا في حدود الساعة التاسعة صباحا، لذلك كان عليّ أن اشغل نفسي بأشياء أخرى.
تجمع مساعدي منذ الساعة الثامنة لحضور الاجتماع الصباحي، الذي نخصصه لشرح كل ما جرى طيلة نهاية الأسبوع، حيث كان صعبا على المتداولين تصديق فكرة أن «ليمان براذرز» على حافة الافلاس.كان الأمر يبدو لهم مستحيلا للغاية.
كانت الساعة الثامنة وخمس وعشرون دقيقة عندما حددنا أولوياتنا وهي تحديد ديوننا ومحاولة اخفاء أي صلة لنا بـ«ليمان»، حيث كلفنا فريقا باخطار زبائننا البارزين بما ينتظره بنك «ليمان براذرز» ليحاولوا استرجاع ما استطاعوا من أموالهم باتجاه حساباتهم في بنكنا. الأمر ليس سهلا، لكنه ذو مردودية عالية.
في حدود الساعة التاسعة، أغلقت على نفسي في مكتبي حتى اتصل باندورا، وبالفعل، عاودوا الاتصال بي على هاتفي المحمول الخاص، حيث قال لي المسؤول :317+ على الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة هذا الصباح. كان عليّ أن احتفظ بهذا الرقم السري.
دق جرس الانذار في حدود الساعة الحادية عشرة بتوقيت باريس، حين اكتشف مسؤول مكتب التحويلات بان عمليات المقايضة بالعملات الصعبة لم تتم. لم تدخل الأموال الى خزينة البنك فأين ذهبت؟
حاول هذا المسؤول تتبع مسار الأموال، لكنه فوجئ بأنها اتجهت نحو بنك مجهول، لم يسمع به اطلاقا، ولما استفسر من بنك اندورا عن هوية الزبون، لم يتلق أي اجابة.
لقد طارت 317 مليون يورو في بضع دقائق، ما دفعه الى اخطار مسؤوليه المباشرين.
أخطرني اتيان بالأمر، حيث قال لي ان 317 مليون يورو تبخرت في طريقها الافتراضي باتجاه الولايات المتحدة الأميركية، من المؤكد أن القراصنة نجحوا في الدخول الى النظام.
كنت أدرك ان البنك سيسرحه بعد هذه الحادثة، لكن أعجبت كثيرا بطريقة عمله وبكفاحه، في تلك الأثناء كانت مديرة الاتصال بصدد صياغة بيان لدفن الخبر، لقد تحدثت في بيانها عن حوادث تقنية، تسببت بوقوع أخطاء في وصول عدد من التحويلات، على أن يعلن البنك عن القيمة الاجمالية للعمليات في الأيام القليلة المقبلة.
لقد صدر هذا البيان في خضم الانهيار المالي العالمي، لذلك لم ينتبه له احد، ولم يحدث ضجة على الاطلاق. في ذلك الوقت كان ليمان براذرز قد انهار بنسبة 94 في المائة، فيما كنت أفكر في 317 مليون يورو التي تنتظرني.
انه مبلغ اقل بكثير من المبلغ الذي جمعه فولد، لكنني متأكد من انه اكبر من ثروة ادوارد ودافيد روتشيلد مجتمعين.
بعد كل شيء أنا استحق هذا، لأني لم أكن أسوأ من رؤساء البنوك الذين يغرفون من أموال المساهمين والزبائن.
في الواقع لم أفاوض جيدا اثناء توقيع عقد عملي لحظة تعييني، وكانت تلزمني مثل هذه الأحداث حتى اهدي نفسي منطادا ذهبيا وحياة جديدة. والآن. بامكاني أن اقفز.


انتهى