سيد مرحوم
09-15-2004, 10:41 AM
الأمر الواقع: جيل الثورة الإسلامية يتخطى <<الجدار>>
إيران تدير <<الأزمة>> فتسمح ب<<كوين>>
رياض قبيسي
http://www.assafir.com/iso/today/tvguide/L_011a.JPEG
لعل واحدة من أشهر الأفكار المثيرة للجدل التي أطلقها الإمام الخميني هي تمنيه لو أن بيننا وبين الغرب جدار ضخم لا يمكن عبوره. ثم تدور عجلة الأيام وتسمح السلطات الإيرانية في الجمهورية الإسلامية ببيع ألبومات موسيقية لفرقة الروك الشهير <<كوين>> التي يرأسها <<الإبن الضال>> فريدي ميركري، الذي لطالما تباهى بأصله الإيراني ولكونه مثلي جنسياً أيضاً.
لم يقصد الإمام الخميني، في حديثه عن الجدار الفاصل، عزل مجتمع الثورة الإسلامية وإنما كان يدعو لتدعيم وتقوية الممانعة الثقافية في هذا المجتمع. غير أن جيل الثورة، أي الجيل الذي ولد ما بعد العام 1979 والذي بات يشكل حوالى 70 في المئة من إجمالي سكان الجمهورية الإسلامية، يبدو انه يهوى القفز من فوق الجدران العالية.
فسماح السلطات الإيرانية ببيع البومات ميركري لم يأت إلا بعدما أصبح هذا الأخير بمثابة الأمر الواقع الذي لا مفر منه. ففريدي ميركري، الذي توفي العام 1991، وجدت ألبوماته الممنوعة في إيران رواجاً هائلاً في أوساط شريحة واسعة من الشباب الإيراني المعجب بمغني الروك ذو الجذور الإيرانية. ربما يميل الاستنتاج البديهي الى اعتبار هذا التساهل لدى السلطات الإيرانية نوعاً من التراجع عن أهداف الثورة الإسلامية، بل ويشكل استسلاماً لما تسميه الجمهورية الإسلامية <<الغزو الثقافي>>. لكن قراءة هادئة لهذه الخطوة سوف تحيلنا إلى استنتاجات مختلفة تؤشر إلى محاولة السلطات الدينية إدارة الأزمة بعدما فشلت في حلها. فلو سلمنا جدلاً بأن انتشار أغاني <<كوين>> في أوساط الشباب الإيراني يمثل <<أزمة>>، تبعاً لما تروجه هذه الأغاني من قيم وعادات وعلاقات اجتماعية تصنف في خانة الشذوذ والفحشاء والمنكر، بحسب قاموس الجمهورية الإسلامية، فإن ما تفعله السلطات هو محاولة إدارة هذه الأزمة من خلال نقل هذه الفرقة من موقع الممنوع إلى موقع المسموح... بشروط.
ببساطة، تم إسقاط صفة <<الممنوع المرغوب>> عن ميركري الإيقونة، من دون أن يتم ذلك على مجمل أغانيه. فقد تم منع كافة أغانيه التي تروج للحب والعلاقات المثلية، وسُمح بالمقابل ببعض الأغاني كأغنية <<النشيد البوهيمي>> (Bohemian Rhapsody) التي تدور حول فتى يافع قتل شخصاً من طريق الخطأ، وباع روحه للشيطان، ولم يسترجعها إلا بعدما نطق وقال <<بسم الله>>.
يقول الإمام الخميني، في تعريفه للفن: <<إن الفن الجميل النقي هو الفن الذي يكون صاعقة مدمرة للرأسماليين والشيوعيين مصاصي الدماء، وهو الفن المحطم لإسلام الترف والعبث، للإسلام الالتقاطي، إسلام المساومة والذل والتقاعس، إسلام المترفين غير المبالين بآلام غيرهم>>. طبعاً، فرقة <<كوين>> ليست صاعقة مدمرة، لا للرأسمالية، ولا للشيوعيين. وإن تحدثت أشهر أغاني الفرقة <> (أي سنصعقكم) عن تمرد الأطفال على عالم مثالي، لا سيما العالم التربوي، فإن هذه الأغنية، ومن خلفها فرقتها بما تمثله من قيم وعادات، لا مكان لها في الثورة الإسلامية، بل إنها تشكل الصاعقة المدمرة لذلك الجدار الضخم الذي تمنى الإمام الخميني وجوده. أما ما تفعله السلطات في الجمهورية الإسلامية الآن فهو إعادة انتشار، من المواقع الهجومية إلى المواقع الدفاعية، من صعق الرأسمالية إلى محاولة استيعاب الصواعق الآتية من الغرب... من خلال الترحيب الحذر بعودة <<الإبن الضال>>.[
http://www.assafir.com/iso/today/tvguide/11.html
إيران تدير <<الأزمة>> فتسمح ب<<كوين>>
رياض قبيسي
http://www.assafir.com/iso/today/tvguide/L_011a.JPEG
لعل واحدة من أشهر الأفكار المثيرة للجدل التي أطلقها الإمام الخميني هي تمنيه لو أن بيننا وبين الغرب جدار ضخم لا يمكن عبوره. ثم تدور عجلة الأيام وتسمح السلطات الإيرانية في الجمهورية الإسلامية ببيع ألبومات موسيقية لفرقة الروك الشهير <<كوين>> التي يرأسها <<الإبن الضال>> فريدي ميركري، الذي لطالما تباهى بأصله الإيراني ولكونه مثلي جنسياً أيضاً.
لم يقصد الإمام الخميني، في حديثه عن الجدار الفاصل، عزل مجتمع الثورة الإسلامية وإنما كان يدعو لتدعيم وتقوية الممانعة الثقافية في هذا المجتمع. غير أن جيل الثورة، أي الجيل الذي ولد ما بعد العام 1979 والذي بات يشكل حوالى 70 في المئة من إجمالي سكان الجمهورية الإسلامية، يبدو انه يهوى القفز من فوق الجدران العالية.
فسماح السلطات الإيرانية ببيع البومات ميركري لم يأت إلا بعدما أصبح هذا الأخير بمثابة الأمر الواقع الذي لا مفر منه. ففريدي ميركري، الذي توفي العام 1991، وجدت ألبوماته الممنوعة في إيران رواجاً هائلاً في أوساط شريحة واسعة من الشباب الإيراني المعجب بمغني الروك ذو الجذور الإيرانية. ربما يميل الاستنتاج البديهي الى اعتبار هذا التساهل لدى السلطات الإيرانية نوعاً من التراجع عن أهداف الثورة الإسلامية، بل ويشكل استسلاماً لما تسميه الجمهورية الإسلامية <<الغزو الثقافي>>. لكن قراءة هادئة لهذه الخطوة سوف تحيلنا إلى استنتاجات مختلفة تؤشر إلى محاولة السلطات الدينية إدارة الأزمة بعدما فشلت في حلها. فلو سلمنا جدلاً بأن انتشار أغاني <<كوين>> في أوساط الشباب الإيراني يمثل <<أزمة>>، تبعاً لما تروجه هذه الأغاني من قيم وعادات وعلاقات اجتماعية تصنف في خانة الشذوذ والفحشاء والمنكر، بحسب قاموس الجمهورية الإسلامية، فإن ما تفعله السلطات هو محاولة إدارة هذه الأزمة من خلال نقل هذه الفرقة من موقع الممنوع إلى موقع المسموح... بشروط.
ببساطة، تم إسقاط صفة <<الممنوع المرغوب>> عن ميركري الإيقونة، من دون أن يتم ذلك على مجمل أغانيه. فقد تم منع كافة أغانيه التي تروج للحب والعلاقات المثلية، وسُمح بالمقابل ببعض الأغاني كأغنية <<النشيد البوهيمي>> (Bohemian Rhapsody) التي تدور حول فتى يافع قتل شخصاً من طريق الخطأ، وباع روحه للشيطان، ولم يسترجعها إلا بعدما نطق وقال <<بسم الله>>.
يقول الإمام الخميني، في تعريفه للفن: <<إن الفن الجميل النقي هو الفن الذي يكون صاعقة مدمرة للرأسماليين والشيوعيين مصاصي الدماء، وهو الفن المحطم لإسلام الترف والعبث، للإسلام الالتقاطي، إسلام المساومة والذل والتقاعس، إسلام المترفين غير المبالين بآلام غيرهم>>. طبعاً، فرقة <<كوين>> ليست صاعقة مدمرة، لا للرأسمالية، ولا للشيوعيين. وإن تحدثت أشهر أغاني الفرقة <> (أي سنصعقكم) عن تمرد الأطفال على عالم مثالي، لا سيما العالم التربوي، فإن هذه الأغنية، ومن خلفها فرقتها بما تمثله من قيم وعادات، لا مكان لها في الثورة الإسلامية، بل إنها تشكل الصاعقة المدمرة لذلك الجدار الضخم الذي تمنى الإمام الخميني وجوده. أما ما تفعله السلطات في الجمهورية الإسلامية الآن فهو إعادة انتشار، من المواقع الهجومية إلى المواقع الدفاعية، من صعق الرأسمالية إلى محاولة استيعاب الصواعق الآتية من الغرب... من خلال الترحيب الحذر بعودة <<الإبن الضال>>.[
http://www.assafir.com/iso/today/tvguide/11.html